الخميس، 24 أغسطس 2023

كتاب العـين الكاتب : الخليل ابن أحمد الفراهيدي

 

 

معجم العين كاملا للفراهيدي

كتاب العـين الكاتب : الخليل ابن أحمد الفراهيدي معجم "العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي هو أول معجم عربي يؤلف في اللغة العربية، وإن أية مجاميع لغوية موحدة الموضوع سبقت الخليل ليست بمعاجم لأن معجم العين قد بني على خطة ثابتة نجدها في هيكل الكتاب وتقسيماته كما أرتاها الخليل، ولذلك فإن تخطيط شكل المعجم العربي الأول والمعلومات التي نشرت فيه مسألة محسوبة ومناورة علمية مقصودة لذاتها. وأن هذا المعجم بني في مضامينه على أن يكون دائرة معارف للغة العرب، ولهذا فقد تضمن شواهد القرآن والحديث والشعر والمثل، كما أن المعجم لم يؤلف لغرض تسجيل لغة البداوة ولكنه ألف ليسجل التطور الحاصل في اللغة بالاختلاط الاجتماعي وتبدل البيئة وظهور المستجدات التي اقتضت ظهور ألفاظ جديدة بالاشتقاق أو الافتراض ولذلك فإنه قد اهتم بلغة الأمصار والعامة. ولم يترك اللغة اليدوية سائبة غير منسوبة فإن بعض الألفاظ كانت ألفاظاً لهجية خاصة بقبيلة ما فراعى الخليل ذلك وسجل هذه الألفاظ التي كانت نواة في كل معاجم التي ظهرت بعده وساعدت أهل التفسير على الانتباه إلى ذلك في النص القرآني إضافة إلى ملاحظة القراءات المختلفة لبعض الآيات كما وردت في مصاحف الصحابة وفي الرواية. وبالعودة لمضمون هذا المعجم نجد أنه قد جاء حافلاً بالمعلومات الصوتية والصرفية والنحوية والتأصيلية: أصالة ودخيلاً ومعرباً، واللهجات واللغات والسماع والقياس والفروقات اللغوية بين المدن والأمصار والأقطار... إلى جانب ثروته الاستشهادية نثراً وشعراً، حديثاً وقرآناً، أمثالاً وحكماً... ويتميز هذا المعجم بطريقة بنائه على مخارج الحروف. وقد شكلت هذه الطريقة صعوبة أمام استعمال هذا المعجم وبخاصة في العصور الحديثة، وحالت دون الإفادة منه إفادة عامة في الدراسات اللغوية والنحوية والمقارنات العلمية.. وفي سبيل إزالة هذه الصعوبة في الترتيب، عمد في هذه الطبعة من المعجم إلى ترتيب "العين" ترتيباً هجائياً على تسلسل الحروف من الألف إلى الياء، وعلى توالي الحروف الهجائية في جذور المعجم وتسلسل الكلمات في الحرف الواحد. وإمعاناً في الاستفادة من هذا الكنز اللغوية الرائد، ذيل المعجم بفهارس لآيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، والأماكن واللغات والشعر والنحو واللغة...

مقدمة المؤلف

بحمد الله نبتدئ ونستهدي، وعليه نتوكل، وهو حسبنا ونعم الوكيل. هذا ما ألفه الخليل بن أحمد البصريّ -رحمة الله عليه- من حروف: أ، ب، ت، ث، مع ما تكمَّلَت به فكان مدار كلام العرب وألفاظهم، فلا يخرج منها عنه شيء. أراد أن تَعْرِفَ به العربُ في أشعارها وأمثالها ومخاطباتها فلا يشذُّ عنه شَيْء من ذلك، فأَعْمَلَ فكره فيه فلم يمْكِنْه أن يَبْتَدِئَ التأليفُ من أول ا، ب، ت، ث، وهو الألف، لأن الألف حرف معتلّ فلما فاته الحرف الأوّل كَرِهَ أن يَبْتَدِيءَ بالثاني -وهو الباء- إلاّ بعد حُجّةٍ واستقصاء النَّظَر، فدبّر ونظر إلى الحروف كلِّها وذاقَها فوجد مخرج الكلام كلّه من الحلق فصيَّر أولاها بالابتداء ادخَلَ حرف منها في الحلق. وإنما كان ذَواقه إِيَّاها أنّه كان يَفْتَحُ فاهُ بالألفِ ثم يُظْهِرُ الحَرْفَ، نحو ابْ، اتْ، احْ، اعْ، اغْ، فوجد العيْن ادخَلَ الحروف في الحَلْقِ، فَجَعَلهَا أوّل الكتابِ ثمّ ما قَرُبَ منها الأرفعُ فالأرفع حتى أتَى على آخرها وهو الميم. فإذا سُئِلَتَ عن كلمة وأردتَ أن تعرِفَ مَوْضِعَهَا. فانظُرْ إلى حُرُوْفُ الكلمةِ، فمهما وَجَدتَ منها واحداً في الكتاب المقدَّم فهو في ذلك الكتاب. وقلَّبَ الخليل ا، ب، ت، ث، فوضعها على قدر مخرجها من الحلق وهذا تأليفه: ع، ح، ه، خ، غ، -ق، ك-ج، ش، ض، -ص، س، ز-ط، د، ت- ظ، ث، ذ -ر، ل، ن- ف، ب، م- و، ا، ي، همزة قال أبو مُعاذ عبدُ الله بنُ عائذ: حدَّثني الليثُ بنُ المُظَفَّر بن نصر بن سَيَّار عن الخليل بجميع ما في هذا الكتاب. قال اللَّيث: قال الخليلُ: كلاَمُ العَرَب مبنيّ على أربعةِ أصناف: على الثُنَائِيِّ، والثُّلاَثِيّ، والرُّباعيّ، والخماسيّ، فالثُّنائِيُّ على حَرْفَيْنِ نحو: قَدْ، لَمْ، هَلْ، لَوْ. بل ونحوه من الأدوات والزَجْر والثلاثيُّ من الأفعال نحو قولك: ضَرَبَ، خَرَجَ، دَخَلَ، مَبْنيٌّ على ثَلاَثَةِ أحرف. ومن الأسماء نحو: عُمر وجَمَلَ وشَجَر مَبْنيٌّ على ثلاثةِ أحرُف. والرباعي من الأفعال نحو: دَحْرَجَ، هَمْلَجَ، قَرْطَسَ، مبْنيٌّ على أربعةِ أحْرف. ومن الأسماء نحو: عَبْقَر، وعَقْرَب، وجندب، وشبهه. والخماسيُّ من الأفعال نحو: اسْحَنْكَكَ واقْشَعَرَّ واسحَنْفَرَ واسبَكَرَّ مبنيّ على خمسة أحرف. ومن الأسماء نحو: سَفَرْجَلَ، وهَمَرْجَلَ، وشَمَرْدَلَ، وكَنَهْبَلَ، وقَرَعْبَلَ، وعقَنْقَلَ، وقَبَعْثَرَ وشبهه. والألف التي في اسْحَنْكَكَ واقشَعَرَّ واسْحَنْفَرَ واسْبَكَرَّ ليستْ من أصل البناء، وإنما أُدخِلت هذه الألِفات في الأفعال وأمثالها من الكلام لتكونَ الألِفُ عماداً وسُلّماً لِلِّسان إلى حَرْف البناء، لأنَّ اللِّسان لا ينطلق بالساكِن من الحروف فيحتاجُ إلى ألفِ الوَصْل إلاّ أنَّ دَحْرَجَ وهَمْلَجَ وقَرْطَسَ لم يُحْتَجْ فيهنَّ إلى الألفِ لتكونَ السُلَّم فافْهَمْ إنْ شاءَ اللّهُ. اعلم أن، الراء في اقشَعَرَّ واسبكَرَّهُما راءانِ أُدغِمَتْ واحدة في الأخرى. والتَّشديدُ علامةُ الإدغام. قال الخليل: وليس للعرب بناء في الأسماء ولا في الأفعال أكثر من خمسةِ أحرُف، فمهما وَجَدْتَ زيادة عن خمسة أحرف في فِعل أو اسم، فاعلم أنَّها زائدة على البناء. وليسَت من أَصْل الكلمة، مثل قَرَعْبلانة، إنما أصْلُ بنائها: قَرَعْبَلَ، ومثل عنكبوت، إنما أصل بنائها عَنْكَب. وقال الخليل: الاسم لا يكون أقلَّ من ثلاثةِ أحرف. حرف يُبْتَدَأُ به. وحرف يحشى به الكلمة، وحرف يُوْقَفَ عليه، فهذه ثلاثة أحرف مثل سَعْد وعُمَر ونحوهما من الأسماء. بُدِيءَ بالعين وحُشِيَتْ الكلمة بالميم ووُقِفَ على الراء. فأمّا زَيْد وكَيْد فالياء مُتَعَلِّقَة لا يُعْتَدُّ بها. فإن صَيَّرْت الثنائيّ مثل قَدْ وهَلْ ولَوْ اسما أدخَلْتَ عليه التَّشديد فقلت: هذه لوٌّ مكتوبةٌ، وهذه قدٌّ حَسَنَةُ الكِتْبة، زِدْتَ واوا على واو، ودالاً على دال، ثم أَدْغَمْتَ وشَدَّدْتَ. فالتَّشديدُ علامةُ الإدغام والحَرْفُ الثالثُ كَقَوْل أبي زُبيد الطائيّ: ليتَ شعري وأينَ مِنِّي لَيْتُ إنَّ لَيتاً وإنَّ لَوّا عَـنَـاءُ فَشَدَّدَ "لَوّاًً" حين جعله اسماً.

قال ليث: قلت لأبي الدقَيش: هل لك في زُبْد ورُطَب? فقال: أشَدُّ الهَلِّ وأوحاه، فشدَّد اللام حينَ جَعَله اسماً. قال: وقد تجيء اسماءٌ لفظها على حرفين وتمامُها ومعناها على ثلاثة أحرف مثل يدٍ ودَمٍ وفَمٍ، وإنما ذَهَبَ الثالث لِعِلَّةِ أنها جاءت سواكن وخِلْقَتُهَا السُّكون مثل ياء يَدَيْ وياء دَمَيْ في آخر الكلمة، فلما جاء التنوين ساكناً اجتمع ساكنان فَثَبَتَ التنوين لأنه إعراب وذهب الحرفُ الساكن، فإذا أردتَ معرفَتها فاطلُبْها في الجمع والتَّصغير كقَولهم: أَيْديهم في الجَمع، ويُدَيَّة في التَّصْغير. ويوجَد أيضاً في الفعل كقولهم: دَمِيَتْ يَدُهُ، فإذ ثَنَّيْتَ الفم قلتَ: فَمَوَان، كانت تلك الذاهبة من الفم الواو. قال الخليل: بل الفَمُ أصلُه "فَوَهٌ" كما ترى والجمع أفواه، والفعل فاهَ يَفُوهُ فَوْها، إذا فَتَحَ فَمَهُ للكلام. قال أبو أحمد حمزة بن زرعة: قوله: يدٌ دَخَلَهَا التنوين وذكر أنَّ التَّنوين أعرابٌ قلت بل الإعراب الضمَّة والكسرة التي تلزم الدال في "يد" في وجوه، والتَّنوينُ يُميِّزُ بين الاسم والفعل، ألا ترى أنك تقول: تفعَلُ فلا تجد التنوين يدخلُها ، وألا ترى أنك تقول: رأيتُ يَدَكَ، وهذه يَدُكَ، وعَجبتُ من يَدِكَ فتُعرب الدالَ وتطرح التَّنوينَ. ولو كان التنوينُ هو الإعراب لم يسقط. فأما قوله: "فَمَوان" فإنه جعل الواو بدلاً من الذاهبةِ. فإن الذاهبةَ هي هاء وواو، وهُما إلى جنب الفاء ودخلَتْ الميمُ عِوضاً منهما. والواو في "فَمَوَين" دَخَلَتْ بالغَلَط، وذلك أنَّ الشاعر، يَرَى ميماً قد أُدخلت في الكلمة فيَرى أن الساقطَ من "الفم" هو بعد الميم فيُدخل الواو مكانَ ما يظُنُّ أنّه سقَطَ منه ويغلَطُ. قال الخليل: إعلم أنَّ الحروف الذُلْقَ والشَّفَوِيَّةَ ستَّة وهي: ر ل ن، ف، ب، م، وإنَّما سُمِّيَتْ هذه الحروف ذُلْقا لأن الذلاقة في المنطق إنّما هي بطَرَف أَسَلة اللَّسان والشفتين وهما مَدْرَحتا هذه الأحرف الستة، منهما ذليقة "11" ر ل ن، تخرج من ذَلْقَ اللسان من طَرَف غار الفم "12" وثلاثة شفوية: ف ب م، مخرجها من بين الشَّفَتيْن خاصة، لا تعمَلُ الشَّفتان في شَيء، من الحُرُوف الصَّحاح إلاَّ في هذه الأحرف الثلاثة فقط، ولا ينطلق اللَّسانُ إلا بالرَّاء والّلام والنون. وأما سائر الحروف فإنَّها ارتفعَتْ فوق ظهر اللَّسان من لَدُنْ باطِن الثنايا من عند مَخْرَجْ التاء إلى مخرج الشين بين الغارِ الأعلَى وبين ظَهْر اللَّسان. ليس للَّسان فيهِنَّ عَمَلُ كثُر من تحريك الطبقتين بهنَّ، ولم ينحرفْنَ عن ظهر اللَّسان انحراف الرَّاء والّلام والنَّون. وأمَّا مَخْرَج الجيم والقافِ والكافِ فمن بين عُقدة اللَّسان وبين اللَّهاة في أقصى الفَم. وأما مَخْرَجُ العَيْنِ والحاء والهاء والخاء والغين فَالْحَلْقُ. وأمّا الهَمْزة فَمَخْرَجُها من أقصَى الحَلْق مَهْتُوتة مضغوطَة فإذا رُفِّه عنها لانت فصارت الياء والواو والألف عن غير طريقة الحُروفِ الصَّحاح. فلمَّا ذَلَقَتِ الحُروفُ السِّتَّةُ، ومَذَلَ بِهِنَّ اللِّسان وسَهُلَتْ عليه في المَنْطِقِ كَثُرَتْ في أَبنِيَةِ الكلام، فليس شَيْءٌ من بِناء الخماسيِّ التَّامِّ يَعْرَى منها أو من بعضها. قال الخليل: فإن وَرَدَتْ عليك كلمة رباعيَّة أو خماسيَّة معرَّاة من حروف الذَلَق أو الشفوية ولا يكون في تلك الكلمة من هذه الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك فاعلم أنَّ تلك الكلمة مُحْدَثة مُبْتَدَعة، ليست من كلام العرب لأنك لست واجداً من يسمع من كلام العرب كلمة واحدة رباعيَّة أو خماسيَّة إلاَّ وفيها من حروف الذَلَق والشفوية واحد أو اثنان أو أكثر. قال الليث: قلت: فكيف تكون الكلمة المولدة المبتدعة غير مشوبة بشيء من هذه الحروف? فقال: نحو الكَشَعْثج والخَضَعْثَج والكَشَعْطَج وأشباهِهِنَّ، فهذه مولَّدات لا تجوز في كلام العرب، لأنه ليس فيهن شيء من حروف الذَلَق والشفوية فلا تَقْبَلنَّ منها شيئاً، وإنْ أشبَهَ لفظهم وتأليفهم، فإن النحارير منهم ربَّما ادخلوا على الناس ما ليس من كلام العرب إرادة اللَّبس والتَعنُّيت.

وأما البناءُ الرباعيُّ المُنبَسطِ فإنَّ الجُمهور الأعظم منه لا يَعْرَى من الحروف الذُلْق أو من بعضها، إلاَّ كلمات نحوا من عشر كئن شواذَّ. ومن هذه الكلمات: العَسْجَدُ والقَسْطوس والقُداحِس والدُعشُوقةُ والهُدْعةُ والزُهْزُقَةُ وهي مُفَسَّرة في أمكنتها. قال أبو أحمد حمزة بن زرعة هي كما قال الشاعر: ودُعشوقة فيها تَرَنَّحَ دَهْثَـم تعشَّقْتُها ليلا وتَحْتي جُلاهِقُ وليس في كلام العَرَب دُعْشوقة ولا جُلاهِق، ولا كلمة صَدْرُهَا "نَرَ" وليس في شيء من الأَلْسن ظاءً غير العربية ولا من لِسانٍ إلا التَنُّور فيه تَنُّور. وهذه الأحرف قد عَرينَ من الحروف الذُلْق، ولذلك نَزَرْنَ فَقَلَلْنَ. ولولا ما لزمَهُنَّ من العين والقاف ما حَسُنَّ على حال. ولكن العين والقاف لا تدخلان في بناء إلا حَسَّنَتَاه، لأنهما أطلق الحروف وأضخمها جَرْسا. فإذا اجتمعا أو أحدهما في بناء حَسُنَ البناء لنَصاعتهما، فإنْ كان البناءُ اسماً لَزِمَتْهُ السِّين أو الدَّال مع لزوم العَيْن أو القاف، لأن الدَّال لانَتْ عن صلابة الطَّاء وكزازتها، وارتَفعت عن خُفُوت التّاء فَحَسُنَتْ. وصارت حالُ السِّين بين مَخْرَجِ الصَّاد والزاي كذلك، مهما جاء من بناء اسم رباعي مُنْبَسِط معرّى من الحُرُوف الذُلْق والشَّفَويَّةِ فإنّه لا يَعْرَى من أحدِ حَرْفَي الطَّلاقةِ أو كليهما، ومن السين والدال أو أحدهما، ولا يضُرُّ ما خالف من سائر الحروف الصُتْم. فإذا ورد عليك شيء من ذلك فانظر ما هو من تأليف العرب وما ليس من تأليفهم نحو: قَعْثَجْ ونَعْثَج ودَعْثَج لا يُنسَب إلى عربية ولو جاء عن ثِقَة لم يُنْكَر ولم نَسْمَع به ولكن ألَّفناه ليُعَرف صحيحُ بناءِ كلام العرب من الدخيل وأمّا ما كان من رباعيَّ منبسط مُعرَّى من الحروف الذُلق حكاية مؤلفة نحو: دَهداق وزهزاق وأشباهه فإن الهاء والدال المتشابهَتَيْن مع لُزوم العين أو القاف مُستحسَن. وإنما استحسنوا الهاء في هذا الضرب للينها وهشاشتها. وإنما هي نَفَس. لا اعتياص فيها. وإن كانت الحكاية المؤلفة غير مُعَّراة من الحروف الذُلْق فلن يضُرَّ كانت فيها الهاء أو لا نحو: الغَطمطة وأشباهها. ولا تكون الحكاية مؤلفة حتى يكون حرف صدرها موافقا لحرف صدر ما ضُمَّ إليها في عَجْزها، فكأنَّهم ضمُّوا "د ه" إلى "د ق" فألَّفوهما، ولولا ما جاء فيهما من تشابه به الحرفين ما حَسُنت الحكاية فيهما لأنَّ الحكايات الرباعيات لا تخلو من أن تكونَ مُؤلَّفة أو مُضاعَفة. فأمَّا المُؤلَّفةُ فعلى ما وصَفْتُ لك وهو نَزْر قليل، ولو كان الهُعْخُع من الحكاية لجاز في قياس بناء تأليف العرب، وإن كانت الخاء بعد العين، لأن الحكاية تحتمل من بناء التأليف ما لا يحتمل غيرها بما يُريدون من بيان المَحكيّ. ولكن لمّا كان الهُعْخُعُ، فيما ذَكَرَ بعضُهم اسماً خاصّاً، ولم يكن بالمعروف عند أكثرهم وعند أهل البَصَر والعلم منهم ردّ ولم يُقْبَلْ. وأما الحكايةُ المُضاعفَة فإنها بمنزلة الصَّلْصلة والزَّلْزِلَةِ وما أشبهها يتوهمون في حُسن الحركة ما يتوهمون في جَرْس الصوت يضاعفون لتستمر الحكاية في وجه التصريف. والمضاعف في البيان في الحكايات وغيرها ما كان حرفا عجزه مثل حَرْفَي صدره وذلك بناء يستحسنه العَرَبُ فيجوز فيه من تأليف الحروف جميع ما جاء من الصحيح والمعتلّ ومن الذُّلْقِ والطُّلْق والصُّتْم، وينسب إلى الثنائي لأنه يضاعفه، ألا تَرى الحكايةِ أنّ الحاكي يَحكي صَلصلة اللجام فيقول صَلْصَلَ اللّجَام، وإن شاء قال: صَلَّ، يُخّفِّفُ مرّة اكتفاء بها وإنْ شاء أعادها مرتين أو أكثر من ذلك فيقول: صل، صَل، صَل، يتكلّف من ذلك ما بدا له. ويجوز في حكاية المضاعَفة ما لا يجوز في غيرها من تأليف الحروف، ألا تَرَى أنّ الضَّادَ والكاف إذا أُلِّفَتَا فبُديء بالضَّادِ فقيل: "ضك" كان تأليفا لم يحسُن في أبنية الأسماء والأفعال ألا مفصولا بين حَرْفَيه بحرف لازم أو أكثر من ذلك الضَّنْك والضحك وأشباه ذلك. وهو جائز في المضاعف نحو الضَّكضاكة من النساء. فالمضاعَفُ جائز فيه كل غَثّ وسَمين من الفصول والأعجاز والصُّدور وغير ذلك. والعربُ تشتَقُ في كثير من كلامها أبنية المُضاعَف من بناء الثلاثي المُثقَّل بحَرْفَيْ التضعيف ومن الثلاثي المعتلّ، ألا ترى أنَّهم يقولون: صلَّ اللّجَامُ يَصِلُّ صليلا، لو حَكَيتَ ذلك فُلْتَ: صَلَّ تَمُدُّ اللام وتثقّلها، وقد خَفَّفتَها في الصلصلة وهما جميعا صوت اللّجَامُ، فالثِّقَل مدٌّ والتضاعُف ترجيعٌ يَخِفُّ فلا يتمكّن لأنّه على حَرفين فلا يتقدَّر للتصريف حتى يُضَاعَفَ أو يُثَقَّل فيجيءُ كثير منه مُتَّفقا على ما وصفت لك، ويَجيء منه كثير مختلفاً نحو قولك: صَرَّ الجُنْدُب صريرا وصَرْصَرَ الأخطَبُ صَرْصَرَة، فكأنّهم تَوَهَّموا في صوت الجُنْدُبِ مَدّا وتَوَهّموا في صوت الأخطب ترجيعا. ونحو ذلك كثيرٌ مختلِفٌ. وأمّا ما يشتقّون من المضاعف من بناء الثلاثيّ المعتلّ، فنحو قول العجاج: ولو أَنَخْنَا جَمْعَهُم تَنَخْنَخُوا وقال في بيت آخر: لِفَحلنا إنْ سَرَّه التَنُوُّخُ ولو شاء قال في البيت الأول ولو أنَخْنا جَمْعُهم تَنوّخُوا ولكنّه اشتقّ التنوُّخ من تنوَّخناها فَتَنَوَّخَتْ، واشتقَّ التَّنَخْنُخَ من أنَخْنَاهَا، لأنّ أناخ لمّا جاءَ مُخَفَّفا حَسُن إخراج الحرف المعتلّ منه، وتضاعُف الحرفَيْن الباقيين في تَنَخْنَخْنا تَنَخْنُخاً، ولما ثُقِّلَ قَويت الواو فَثَبَتَتْ في التنُّوخ فافهَمْ. قال اللّيث: قال الخليل: في العربية تسعة وعشرونَ حَرْفا: منها خمسة وعشرونَ حَرْفاً صِحَاحا لها أحياناً ومدارج، وأربعة أحرف جُوْف وهي: الواو والياء والألف اللَّينَة والهمزة، وسُمِّيَتْ جوفاً لأنها تَخْرُجُ من الجوف فلا تَقَعُ في مدرجة من مدارِج الَّلسان، ولا من مدارِج الحَلْق، ولا من مدرِج اللهاة، إنَّما هي هاوية في الهواء فلم يكن لها حَيز تُنسب إليه إلا الجَوْفَ. وكان يقول كثيرا: الألِفُ اللَّينَةُ والواو والياءُ هوائية أي أنها في الهواء. قال الخليل: فأقصي الحروف كلها العين ثم الحاء ولولا بَحَّة في الحاء لأَشْبَهَت العْيَن لقُرْب مَخْرَجها من العَيْن، ثم الهاء ولولا هَتَّة في الهاءِ، وقال مَّرة "ههّة" لأَشْبَهَت الحاء لُقْرب مَخْرَج الهاء من الحاء، فهذه ثلاثة أحرف في حَيِّز واحد بعضُها أرفع من بعض ثم الخاءُ والغَيْن في حيِّز واحد كلَّهُنَّ حلقية، ثم القاف والكاف لهَويتان، والكاف أرفع ثم الجيم والشين والضاد في حيِّز واحد، ثم الصّاد والسِّين والزَّاء في حيِّز واحد، ثم الطاء والدّال والتّاء في حيزِّ واحد، ثم الظاء والذال والثاء في حيِّز واحد، ثم الراء واللام والنون في حيّز واحد ثم الفاءُ والباءُ والميمُ في حيِّز واحد ، ثم الألفُ والواو والياءُ في حيِّزٍ واحد والهمزة في الهواء لم يكن لها حيِّز تُنْسَب إليه. قال الليث: قال الخليل: فالعين والحاء والخاء والغَيْن حَلْقيّة، لأن مبدأها من الحَلْق، والقاف والكاف لَهَوِّيتانِ، لأنَّ مَبْدَأهُما من اللّهَاة. والجيم والشِّين والضاد شّجْريّة لأن مَبْدَأها من شجْر الفم. أي مَفرج الفَمِ، والصاد والسين والزاء أسلية، لأنَّ مبدأها من أسلة اللّسان وهي مُستدَقّ طرف الّلسان. والطاء والتاء والدال نِطْعيَة، لأنّ مبدأها من نطع الغار الأعلى. والظاّء والذّال والثّاء لَثِويّة، لأنّ مَبْدَأها من الِّلثة. والرّاءُ واللاَّم والنُّون ذَلَقيّة، لأنّ مَبْدَأهَا من ذَلَق اللّسان وهو تحديدُ طَرفَي ذلق اللّسان. والفاء والباء والميم شَفَويّة، وقال مّرةً شَفَهيّة لأن مبدأها من الشَفَة. والياء والواو والألف والهمزة هوائية في حَيِّز واحد، لأنّها لا يتعلّق بها شيء، فُنسِبَ كل حرف إلى مَدْرَجَتِه ومَوْضِعُه الذي يَبْدَأ منه. وكان الخليل يُسّمِّي الميم مُطْبَقة لأنّها تطبِق الفم إذا نُطِقَ بها، فهذه صورة الحُرُوف التي أُلِّفَتْ منها العربية على الولاء، وهي تسعة وعشرون حرفاً: ع ح ه خ غ، ق ك، ج ش ض، ص س ز، ط د ت، ظ ذ ث، ر ل ن، ف ب م، فهذه الحروف الصحاح، و ا ي ء فهذه تِسعة وعشرون حرفا منها أبنيةِ كلامِ العربِ. قال اللّيث: قال الخليل: اعلم أن الكلمة الثنائيَّةَ تَتَصَرَّف على وَجْهَيْن نحو: قَدْ، دَقْ، شَدْ، دَشُ، والكلمةُ الثلاثَّيُة تتصرَّفُ على ستة أوجُه، وتُسمَّى مَسدُوسة وهي نحو: ضرب ضبر، برض بضر، رضب ربض، والكلمة الرباعية تتصرَّف على أربعة وعشرين وجها وذلك أن حروفها وهي أربعة أحرف تُضْرَب في وجوه الثلاثيِّ الصَّحيح وهي سَّتة أوجه فَتصيرَ أربعة وعشرين وَجْهاً، يُكَتَب مُسْتَعْمَلها. ويُلغى مُهْمَلها، وذلك نحو عبقر تقول منه. عقرب، عبرق، عقبر، عرقب، عربق، قعرب، قبعر، قبرع، قرعب، قربع، رعقب، رعبق، رقعب، رقبع، ربقع، ربعق، بعرق، بقعر، بقرع، برعق، برقع. والكلمة الخماسية تتصرّف على مئة وعشرين وجها، وذلك أن حروفها، وهي خمسة أحرف تُضرَب في وُجُوه الرُّباعيِّ، وهي أربعة وعشرون حرفا فتَصيرُ مئة وعشرينَ وَجْها يُسْتَعْمَل أقَلُّه ويُلغى أكثره. وهي نحو: سَفَرجل، سفرلج، سَفجرل، سجفرل، سجرلف، سرفجل، سرجفل، سلجرف، سلرفج، سلفرج، سجفلر، سرفلج، سجفرل، سلفجر، سرجلف، سجرلف، سرلجف، سجلفر، وهكذا. وتَفْسِيرُ لثُّلاثِّي الصِّحيح أن يكونَ ثلاثةَ أحرُف ولا يكون فيها واوٌ ولا ياءٌ ولا ألفٌ لينة ولا همزة في أصلِ البِنَاء، لأنّ هذه الحُرُوفَ يُقَالُ لها حُروف العِلَلِ. فكلّما سَلِمت كلمة على ثَلاثَة أحَرُف من هذه الحُرُوف فهي ثلاثيّ صحيح مثل: ضَرَبَ، خَرَجَ، دَخَلَ، والثلاثيُّ المعتلّ مثل، ضَرَا، ضَرِيَ ضَرُوَ، خَلا، خلي، خلْو لأنه جاء مع الحَرْفَيْن ألفٌ أو واوٌ أو ياءٌ فافهم. حرف العين وقال الخليل: بَدَأَنَا في مُؤلَّفنا هذا بالعين وهو أقصَى الحروف، ونضُمُّ إليه ما بعده حتى نَسْتَوْعِبَ كلام العرب الواضحَ والغريب، وبدأنا الأبنيةَ بالمُضاعَف، لأنّه أخفُّ على اللّسان وأقرَبُ مأخَذا للمتفهِّم. المضاعَفُ باب العين مع الحاء والهاء والخاء والغين قال الخليلْ بنْ أحمد: إن العَيْن لا تَأْتَلِف مع الحاء في كلمة واحدة لقُرْب مَخْرَجَيْهما إلا أنّ يُشْتَقَّ فِعلٌ من جمعٍ بين كلمتين مثل "حَيَّ على" كقول الشاعر: ألا رُبّ طَيفٍ بَاتَ منك مُعانِقِـي إلى أن دَعَا داعي الفَلاحِ فَحَيْعَلا يُريدُ: قال: "حَيَّ على الفَلاح" أو كما قال الآخر: فباتَ خيال طيفِكِ لي عنيقـاً إلى أنْ حَيْعَلَ الداعي الفَلاحا أو كما قال الثالث: أقولُ لها ودمعُ العَينِ جار ألَمْ يَحْزُنْكِ حَيْعلة المنادي فهذه كلمة جُمِعَتْ من "حَيَّ" ومن "على" وتقول منه: "حيعل" يُحَيْعِل حَيْعَلَة، وقد أكثَرَت من الحيعَلة أي من قولك: "حَيَّ على" . وهذا يشبه قولهم: تَعَبْشَم الرجل وتعَبْقَسَ، ورجل عَبْشَمِيّ إذا كان من عَبْد شمْس أو من عَبْد قَيس، فأخذوا من كلِمتين مُتعاقِبتين كلمة، واشتقُّوا فعلا، قال: وتضحكُ منّيَ شَيْخَةٌ عَبْشَمِـيَّةٌ كأَنْ، لم تَرَى قبلي أسيراً يمانيا نسبها إلى عَبْدِ شَمْسٍٍ، فأَخَذَ العين والباء من عَبْد وأَخَذَ الشينَ والميمَ من شَمْس، واسقَطَ الدال والسِّين، فبَنى من الكلمتين كلمة، فهذا من النَّحت فهذا من الحُجَّةِ في قَوْلِهم: حَيْعَلَ حَيْعَلة، فإنها مأخوذة من كلمتين حَيّ عَلى. وما وُجِدَ من ذلك فهذا بابُه، وإلاّ فإنّ العَين مع هذه الحُرُوف: الغين والهاء والحاء والخاء مُهْمَلاَتٌ. باب الثنائي الصحيح العين مع القاف وما قبله مهمل عق، قع: قال الليث: قال الخليل: العرب تقول: عقَّ الرجل عن ابنِه يعِقُّ إذا حلق عقيقته وذبح عنه شاة وتسمى الشاة التي تُذبح لذلك: عقيقة. قال ليث: تُوفر اعضاؤها فتطبخ بماء وملح وتطعم المساكين. ومن الحديث كلُّ امرئ مُرتهن بعقيقتِه. وفي الحديث: أنّ رسول الله ﷺ عق عن الحسن والحسين بزِنة شعرهما ورِقاً. والعِقّة: العقيقة وتُجْمَع عِققاً. والعقيقة: الشَّعر الذي يُولد الولدْ به. وتسمى الشاة التي تذبح لذلك عقيقة، يقع اسم الذَّبْح على الطعام، كما وقع اسم الجزور التي تنقع على النَّقيعة وقال زهير في العقيقة: أذلك أم أقبُّ البَطْنِ جَأْبٌ عليه من عَقيقته عِفـاءُ وقال امرؤ القيس:

يا هندُ لا تَنْكِحي بُوهةً عليه عَقيقتْه أَحْسَبـا

ويقال: أعقَّتِ الحاملُ إذا نبتتْ العقيقة على ولدها في بطنها فهي مُعقّ وعقوق. العقوق: عُقُق، قال رؤبة: قد عَتَق الأجدَعُ بعد رِقِّ بقارحٍ أو زَوْلَةٍ مُعِـقّ وقال: َوسْوَس يدعُو مخلصا رَبَّ الفَلَقْ سِرّا وقد أَوَّن تأوينَ العُـقُـقْ وقال أيضاً: كالهرويِّ انجاب عن لون السَّرقْ طَيّرَ عنها النَّسْرَ حَوليّ العِقَـقْ أي جماعة العِقّة. وقال عديُّ بن زُيد في العِقَّةِ أي العقيقة: صَخِب التعشير نوّامُ الضُّحى ناسل عِقَّتَهُ مثلَ الـمَـسَـدْ ونوى العقوق: نوىً هشٌّ لِّينٌ رِخو الممضغةِ، تُعْلَفُه الناقةُ العقوق إلطافا لها فلذلك أُضيف إليها، وتأكلهُ العجوز. وهي من كلام أهل البصرة، ولا تعرفُه الأعراب في بواديها. وعقيقة البَرْق: ما يبقى في السَّحاب من شُعاعه، وجمعه العقائِق، قال عمرو بن كلثوم: بسُمر من قنا الخَطّيّ لُدْنٍ وبيضٍ كالعقائِقِ يَختَلينا وانعق البرقُ إذا تسَّرب في السَّحاب، وانْعَقَّ الغُبارُ: إذا سطع، قال رؤبة: إذا العَجاجُ المُستَطار انْعَقَّا قال أبو عبد الله: أصل العقِّ الشَّقُّ. وأليه يرجع عُقُوقُ الوالِديْنِ وهو قطعُهما، لأنَّ الشّق والقطع واحدٌ، يقال: عَقَّ ثوبه إذا شقَّه. عَقَّ والديه يَعُقُّهُما عَقّاً وعُقُوقاً، قال زهير: فأصْبَحْتُمَا منها على خَيْر مَوطنٍ بعيدَينِ فيها عن عُقوقٍ ومَأْثَـمِ وقال آخر: ان البنينَ شِرارُهم أمثالـه مَنْ عَقَّ والدَه وَبرَّ الأبْعَدا وقال أبو سُفيان بنُ حرْب لحمزة سيِّد الشُّهداء، يوم أُحُد حين مرَّ به وهو مقتول: "ذُقْ عُقَقُ" أي ذُق جزاء ما فعلت يا عاقُّ لأنَّك قطعْت رحِمك وخالفت آباءك. والمَعَقَّةُ والعُقوق واحد، قال النابغة: أحلامُ عادٍ وأجسامٌ مُطَهَّرةٌ من المَعَقَّةِ والآفاتِ والإثَمِ والعقيق: خرز أحمرُ يُنْظمُ ويُتَّخذُ منه الفصوص، الواحدة عَقيقةٌ. والعقيق وادٍ بالحجاز كأنَّه عُقَّ أي شُقَّ، غلبت عليه الصِّفة غلبةَ الاسم ولِزمتْهُ الألف واللام كأنه جُعِل الشيء بعَيْنِه، وقال جرير: فهَيْهَات هَيْهَاتَ العقيقُ وأهلُه وهَيْهَاتَ خِلٌ بالعقيقِ نُواصِلُهْ أي بَعُد العَقيقُ: والعَقْعَقُ: طائر طويل الذَّيل أبلق يُعَقْعِقُ بصوته وجمعُه عقاعق. قع: القُعاعُ: ماءٌ مرٌ غليظٌ، ويُجمع أقِعَّة. وأقعَّ القومُ إقعاعاً: أذا حضروا فوقعُوا على قُعاع. والقَعْقَاعُ: الطريق من اليمامة إلى الكوفة، قال ابن أحمر: ولمّا أن بدا القَعْقَاعُ لَحَّتْ على شركٍ تُناقِلُهُ نقالا والقَعْقَعَة: حكاية صوت السلاح والتِرَسة والحُلِيّ والجُلود اليابسة والخُطّاف والبكرة أو نحو ذلك، قال النابغة: يُسَهَّدُ من نوم العِشَاء سَليمُها لَحلْي النِّساء في يديهِ قَعاقِعْ القعاقع جمع قَعْقَعة، قال: إنّا إذا خُطَّافُنا تَقَعْـقَـعَـا وصَرَّت البَكْرَةُ يَوْماً أَجْمَعا ذلك أنَّ المَلدُوغُ يوضع في يديه شيء من الحُلِيِّ حتى يُحرِّكه به فيُسلِّي به الهم، ويقال: يمنع من النوم لئلَّا لا يدبَّ فيه السُّمُّ. ورجل قُعْقعانيٌ: إذا مشى سَمِعْت لمفاصِلِ رجلَيه تَقَعْقُعاً. وحمارٌ قُعْقْعانيٌ: إذا حُمِل على العانة صكَّ لَحْييِه. والقَعْقَاعُ مثل القُعْقُعانِيِّ، قال رؤبة: شاحِي لَحْيَي قُعْقُعانِيّ الصَّلَقْ قَعْقَعة المِحْور خُطَّاف العَلَقْ والأسد ذو قَعاقِع، إذا مشى سمعت لمفاصله صوتاً، قال مُتَمِّم بنُ نُويرة يرثي أخاه مالكاً: ولا برمٍ تهدي النساءُ لِعـرْسـه إذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاء تَقَعْقَعا والفعاقِعُ: ضربٌ من الحجارة تُرمى بها النخل لتَنْثُرَ من ثَمْرها. قال زائدة: القَعْقَعان: ضربٌ من التمر. والقعقع: طائر أبلق ببياض وسواد، طويل المنقار والرَّجْلَين ضخم، من طيور البر يظهر أيّام الرّبيع ويذهب في الشتاء.

وقُعَيْقِعَانُ: اسم جبل بالحجاز، تُنحتُ منه الأساطين، في حجارته رخاوة، بُنيَت أساطين مسجد البصرة. ويقال للمهزول قد صار عظاماً يَتَقَعْقَعُ من هزاله. والرَّعدُ يُقعقِعُ بصوته. ?باب العين والكاف )ع ك، ك ع( عك: العُكَّةُ عُكَّة السمن أصغر من القربة، وتُجمع عِكاكا وعُكّا. والأُكَّةُ لغة في العُكَّة فورة الحَرّ شديدة في القيظ، تُجعل الهمزةُ بدل العين. قال الساجعُ: وإذا طلعت العُذرةُ، لم يبق بعُمان بُسرَةٌ، ولا لأكّارٍ بُرَّة، وكانت عُكَّةٌ نكرة على أهل البصرة. وتُجمعُ عكاكا. والعُكَّة: رَمْلَةٌ حمِيتْ عليها الشمسُ. وحرٌ عَكِيكٌ، ويومٌ عَكيكٌ، أي شديد الحرِّ، قال طرفة: تطرد القُرّ بحرّ صـادقٍ وعَكيكَ القيظ إن جاء بِقُرّ يصف جارية. وعكيك الصيف: إذا جاء بحرٍ مع سكون الريح. وَعَكُّ بن عدنان أو مَعَدّ، وهو أبو قَومٍ باليمن. والعَكَوَّكُ: الرجل القصير المُلَزَّزُ المقتَدرِ الخَلْقِ، إلى القِصَر كله. والمِعَكُّ -مُشَدَّد الكاف- من الخيل: الذي يجري قليلاً فيحتاجُ إلى الضَّرب. والعَكَنْكَع: الذَّكر الخبيث من السَّعالِي، قال الراجز يذكر امرأة وزوجها: كأنّها وهو إذا استَبَّا مـعـا غُولٌ تُداهي شَرساً عَكَنْكَعا كع: رجُلٌ كَعٌ، كاعٌّ -بالتشديد- وقد كَعَّ كُعوعاً: إذا تَلَكَّأ وجَبُنَ، قال: وإنّي لكَرّارٌ بسيفي لَدى الوغى إذا كان كَعُّ القوم لِلرّحلِ لازما وأكَعَّهُ الفرق عن ذلك، فهو لا يمضي في حَزم ولا عَزْم، وهو العاجز الناكِصُ على عَقِبَيه. وكَعْكَعَةُ الخوف تجري مَجْرَى الاكعاع، قال: كَعْكَعْتُهُ بالرَّجْمِ والتَنَجِّهِ والكَعْكُ: الخُبزُ اليابس، قال: يا حبَّذا الكَعْكُ بلحمٍ مَثْرُودْ وخُشْكَنانٍ بسويق مَقْنُودْ ويقال: أَكَعَّهُ الرّجُلُ عن كذا يُكِعُّه إذا حبسه عن وجهه. باب العين والجيم )ع ج، ج ع مستعملان( عج: العَجُّ: رفع الصوت، يقال: عَجَّ يَعِجُّ عجاًّ وعَجِيجا. وفي الحديث: "أفضل الحَجِّ العَجُّ والثَّجُّ" فالعَجُّ رفع الصوت بالتلبية، والثَّجُّ صبُّ الدِّماء، يعني الذبائح، قال ورقة بن نَوْفَل: وَلوجا في الذي كَرِهَت قُريشٌ وإنْ عَجَّتْ بمكَّتِها عَجـيجـا وقال العجاج: حتّى يَعِجُّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجا والعجاج: الغُبار، والتَّعجيجُ إثارةُ الريح الغبار، وفاعِلُه العَجَّاجُ والمِعْجَاجُ، تقول: عَجَّجَتْهُ الريحُ تَعْجِيجا، وعَجَّجْتُ البيت دخانا حتّى تَعَجَّجَ، أي امتلأ بالدخان. والبعير يَعِجُّ في هديره عَجيجا وعَجّا، قال: أنعَتُ قَرْما بالهدير عاججا وعَجْعَجْتُ بالناقة: عَطَفْتُها أي شيء. جع: جَعْجَعْتُ الإبلَ: حَرَّكْتُها للإناخة، قال الأغلب: عَوْدٌ إذا جَعْجَعَ بعدَ الهـبِّ جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالجُبِّ وجَعْجَعْتُ بالرَّجُل: حبستُه في مجلسِ سُوءٍ. والجعجاع من الأرض: معركةُ الأبطال. قال أبو ذُؤيب: فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفُهُنَّ فهـارِبٌ بِدِمِاِئِه أو بَاركٌ مُتَجَعْجعُ. باب العين والشين )ع ش، ش ع مستعملان( عش: العُشُّ: ما يتخذُهُ الطائر في رؤوس الأشجار للتَّفريخ، ويُجمّع عِشَشةً. واعْتَشَّ الطائر إذا اتَّخذ عُشّا، قال يصف الناقة: يَتْبَعُهـا ذو كُـدْنَةٍ جُـرائِضُ الخشبِ الطَّلحِ هصورٌ هائض بحيثُ يَعْتَشُ الغُرابُ البائضُ قال: "البائض" وهو ذَكرٌ، فإن قالَ قائل: الذكر لا يبيض، قيل: هو في البيض سببٌ ولذلك جعله بائضاً، على قياس والِد بمعنى الأب، وكذلك البائض، لأنَّ الوَلَدَ من الوَالِدِ، والوَلَد والبَيْض في مذهبه شيء واحد. وشجرة عَشَّة: دقيقة القضبان، مُتَفَرِّقتُها، وتجمع عَشَّات، قال جرير: فما شجرات عِيصِكَ في قُريش بعَشَّاتِ الفُروعِ ولا ضَـواحِ العِيص: منْبِت خيار الشَّجر، وامرأةٌ عَشَّةٌ، ورجلٌ عَشٌّ: دقيق عظام اليَديْن والرِّجليْن، وقد عَشَّ يَعشُّ عُشوشاً، قال العجَّاج يصف نعمة البدن:

أُمرَّ منها قصبا خَدَلَّجـا لا قَفِرا عَشَّا ولا مُهبَّجا وقال آخر: لعمرك ما ليلى بورْهاء عِنْفِصٍ ولا عَشَّة خَلْخَالُها يَتَقَـعْـقَـعُ والرَّجُل يَعَشُّ المعروف عَشّاً، ويَسْقي سَجْلا عَشاً: أي قليلاً نَزْراً ركيكا. وعَطِيَّةُ مَعشوشَةٌ: قليلة قال: يُسقيْن لا عَشاً ولا مُصرَّدا وقال رؤبة: حجّاجُ ما نيْلك بالمَعْشُوشِ ولا جدا وَبْلك بالطَّشيشِ المَعشُوش: القليل. والمَعَشُّ: المطلب، والمَعَسُّ بالسين لغة فيه، قال الأخطل: مُغفَّرةٍ لا ينكهُ السَّيفُ وسْطها إذا لم يكنْ فيها معشّ لطالب وأَعْشَشْتُه عن أمره، أي أعجلته، وكذلك إذا ما تَأَذَّى بمَكَانِك فذهب كراهة قُرْبِك. قال الفرزدق يصف قطاة: ولو تُركت نامتْ ولكنْ أعشَّـهـا أذى من قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعطَّفِ الحَنِيِّ: القوس، وقول الفرزدق: عزفْت بأعشاشٍ وما كنْت تعْـزِفُ وأنكرْت من حدْراء ما كُنْت تعْرفُ فأعشاش اسم موضع، وفي الحديث "نهى عن تَعشيش الخُبْز" وهو أن يُتْرك منضّداً حتى يتكرَّج، ويقال: عَشَّشَ الخُبْز أي تكرَّج. وقول العرب: عَشِّ ولا تَغْتَّر: أيْ عشِّ إبلك هنا ولا تطْلب أفضل منه، فلَعَّلك لا تجده، ويَفوتُك هذا فتكونُ قد غَرَّرْت بمالك. شع: شَعْشَعْتُ الشراب: مَزَجْتُهُ، قال عمرو بن كلثوم: مُشَعْشَعَةٌ كأنّ الحُصّ فيها إذا ما الماءُ خالطها سَخينا يعني أنها مَمزوجة. ويقال للثَّريدَةِ الزُّريقاء: شَعْشَعْتُها بالزَّيْتِ إذا سَغْبَلْتُها به. والشَّعْشَعُ والشَّعْشَاعُ والشَّعْشعان: الطويل العُنُق من كلِّ شيء، قال العجَّاج: تحْت حِجاجيْ شذْقمٍ مضْبُور في شَعْشَعانِ عُنُقٍ مسْجُور وقال: يمُطّون من شَعْشَاعِ غير مُوَدَّنٍ أي غير قصير. وأَشعَّت الشَّمس أي نشرت شُعاعها وهو ما ترى كالرماح ويُجمع على شُعُع وأشِعَّة. وشعاعُ السُّنُبلِ: سفاهُ ما دام عليه يابساً قال أبو النجم: لِمَّةَ قَفْرٍ كَشَعَاع السُّنْبُلِ وتطاير القومُ شعاعا، أي مُتفرِّقين، قال سليمان: وطار الجُفاةُ الغُواةُ العمُون شعاعاً تفـرّقُ أديانُـهـا أي عمُون عن دينهم، ولو ضربْت على حائط قصبا فطارت قِطَعا قلت: تفرَّقت شعاعا، قال: لطار شعاعا رُمْحُهُ وتَشَقَّقا باب العين والضاد )ع ض، ض ع( عض: العَضُّ بالأسنان والفعل منه عَضَضْتُ أنا وعَضَّ يَعَضُّ. وتقول: كلب عَضُوضٌ وفَرسٌ عَضُوضٌ. وتقولُ: برئت إليك من العِضاض والنَّفار والخِراط والحِران والشِّماس. والعِضُّ: الرجل السِّيء الخُلُق، قال: ولم أكُ عِضّاً في النَّدامَى مُلَوَّمَا والجمع أعضاض. والعُضُّ: الشَّجر الشَّائِكُ، وبَنُو فُلان مُعِضُّون أي يرْعون العُضَّ. وإبلٌ مُعضَّة: ترعاه، وشارِسة ترْعى الشِّرْس، وهو ما صَغُر من شجر الشَّوْك. والعُضُّ: النَّوى المرضُوخ تُعلَفه الإبلُ، قال الأغشي: من شراةِ الهِجَان صلَّبَها العُضُّ وَرَعْي الحِمى وطولُ الحِيالِ وطُولُ الحيال ألاَّ تحمِل الناقةُ. والتَّعضُوض: ضربٌ من التَّمْر أسودُ شديد الحلاوة. موطِنُه هَجَرُ وقُراها. ضع: الضَّعْضَعَة: الخضوع والتذلُّل. وضَعْضَعَهُ الهَمُّ فَتَضَعْضَعَ، قال أبو ذُؤيب: وتَجلُّدي للشامتـينَ أُرِيهُـمُـو أَنِّي لريْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ وفي الحديث: "ما تَضَعْضَعَ امْرؤٌ لاخر يُريدُ به عرض الدنيا إلاَّ ذهب ثُلُثا دِينِهِ" يعني خَضَعَ وذَلَّ. باب العين والصاد )ع ص، ص ع مستعملان( عص: العُصْعُصُ: أصل الذَّنب. ويُجمع عُصوصاً وعَصاعِص، قال ذو الرمة: توصّل منها بامرِيء القـيْسِ نِـسْـبَةً كما نِيط في طُول العَسيبِ العَصاعِصُ صع: الصَّعْصَعَةُ: التفريق. صَعْصَعْتُهم فَتصَعْصَعُوا. وذهبت الإبلُ صَعَاصِعَ أي نادّةً مُتَفَرِّقَةً في وجوهٍ شتى. وصَعْصَعَةُ بن صُوْحان سيِّدٌ معرُوفٌ من رجالِ علي بن أبي طالب رضي الله عنه. باب العين والسين )ع س، س ع مستعملان( عس: عَسْعَسَتِ السَّحابةُ أي دنتْ من الأرض لَيْلاً في ظُلمَة وبَرْق. وعَسْعسَ اللَّيْلُ: أقبل ودنا ظلامُه من الأرض، قال في عَسْعَسَة السَّحَابَة: فَعَسْعَسَ حتَّى لو يشاءُ إذا دنا كأنَّ لنا من ناره مُتَقَـبَّـسُ ويروي "لكان". والعَسُّ: نفضُ الليل عن أهل الريبة. عَسَّ يعُسُّ عَسّاً فهو عاسٌّ، وبه سُمِّي العَسَسَ الذي يطوفُ للسُّلطان باللَّيل، ويُجْمَعُ العُسّاس والعَسَةَ والأعساس. والمَعَسُّ: المطلب والعُسُّ: القدح الضخم ويُجْمَعُ على عِساس وعِسَسة. وعَسْعَسَ: مَوْضِع. والعَسْعاس: من أسماء الذئب. ويقع على كل سبع إذا تَعَسْعَسَ وطلب الصَّيْد باللَّيْل. والعَسُوس: ناقة تضربُ برجلها فتصُبُّ اللَّبن. وقيل: هي التي أُثيَرتْ للحَلْب مشت ساعة ثمَّ طَوَّفَت فإذا حُلِبَت دَرَّتْ. سع: السَعْسَعَة: الاضطرابُ من الكِبَر تَسَعْسَعَ الإنسان: كَبْرَ وتولَّى حتى يَهْرَم، قال رؤبة: قالَتْ ولم تَأل به أن يَسْـمَـعَـا يا هِنْدُ ما أَسْرَعُ ما تَسَعْسَـعَـا من بعدِ أنْ كان فتىً سَرَعْرَعَا أي شاباً قوياً. وعن عُمر: أنَّ الشَّهْر قد تَسَعْسَعَ فلو صُمْنا بقيته. ويروى: تَشَعْشَعَ والأوَّل أصحُّ وأفْصحُ. باب العين والزاي )ع ز، ز ع مستعملان( عز: العزَّة لله تبارك وتعالى، والله العزيز يُعِزُّ من يشاء ويُذِلُّ من يشاء. من اعتَزَّ بالله أعزَّه الله. ويُقال: عزَّ الشيء، جامِعٌ لكلّ شَيء إذا قلَّ حتى يكادُ لا يُوجدُ من قلَّته. يَعِزُّ عِزَّة، وهو عزيز بَيَّنُ العَزازة، ومُلْك أعَزُّ أي عزيز، قال الفرزدق: إنّ الذي سمك السَّماء بنى لنا بَيْتا دَعائمُهُ أعَـزُّ وأطـوَلُ والعزَّاءُ: السَّنة الشَّديدةُ، قال العجَّاجُ: ويَعْبِطُ الكُوم في العَزَّاءِ إن طُرِقَا وقيل: هي الشدة. والعَزُوزُ: الشاةُ الضيِّقةُ الإحْليل التي لا تدرُّ بحلبة فتحلُبُها بجَهْدِك. ويقال: قد تعزَّزتْ. وعَزَّ الرجُلُ: بلغ حدَّ العِزَّة، ويقال: "إذا عزَّ أخوك فهُنْ". واعتزَّ بقلان: تشرَّفَ به. والمُعازَّةُ: المُغالَبة في العِزِّ. وقوله تعالى: "وعَزَّني في الخطاب" أي غلبني، ويقال أعزِز عليَّ بما أصاب فلانا أي أعظم عليَّ، ولا يقال: أعْزَزْتُ. والمطر يُعَزِّز الأرض تَعزيزاً إذا لَبَّدَها. ويقالُ للوابل إذا ضرب الأرض السَّهْلَةَ فشدَّدها حتى لا تسُوخ فيها الرِجْل: قد عزَّزها. وقد أعْزَزْنا فيها: أي وَقَعْنا فيها. والعَزاز: أرض صُلْبة ليست بذات حجارة، لا يعلوها الماء، قال الراجز: يرْوي العَزازَ أيُّ سَيْلٍ فائِضٍ وقال العجاج: من الصَّفا القاسَي ويَدْعَسْنَ الغُدُرْ عزازه ويهتمِرْن ما انْهَـمَـرْ زع: الزَّعْزَعَةُ: تحريك الشيء لتَقْلَعَهُ وتُزِيلهَ. زَعْزَعَه زَعْزَعَةً فَتَزَعْزَعَ والرِّيحُ تُزَعْزِعُ الشَّجر ونحوه، قال: فو اللهِ لولا اللهُ لا شيء غَـيْرُه لُزعْزِع من هذا السَّريرِ جوانُبُه باب العين والطاء )ع ط، ط ع مستعملان( عط: العَطُّ: شقُّ الثَّوب طُولاً أو عَرْضاً من غير بَيْنُونة. عَطْعَطْتُ الثَّوْبَ: شَقَقْتُهُ. وجَذَبْتُ بثَوْبه فانعَطَّ، قال أبو النجم: كأنَّ تحت دِرْعِها المَنْعَطِّ شَطّا رَمَيْتَ فَوقَه بشَطِّ إذا بدا منها الذي تغطّي وقال ساعدة بن جُؤَيَّةْ: بضَرْبٍ في القوانس ذي فروغٍ وطَعنٍ مثلِ تَعطيط الرِّهـاطِ والعَطْعَطَةُ: تتابع الأصوات واختلاطها في الحرب، وهي أيضاً حِكايةُ أصواتِ المُجَّان إذا غَلَبوا فقالوا: عَيْطَ عَيْطَ، فإذا صاحُوا بها وأرادَ قائل أنْ يَحكي كلامَهم قال: هم يُعِطْعِطون وقد عَطْعَطوا. طع: الطَّعْطَعة: حِكايَةُ صوْت اللاّطِع والمُتَمَطِّق إذا ألصق لسانه بالغار الأعلى، ثُمَّ لَطَع من طِيب شيءٍ يأكُله، أو كأنَّه أَكَلَه، فذلك الصَّوتُ الطَّعْطَعَةُ. والطَّعْطَعُ: المُطْمَئِنُّ من الأرضِ.

==== باب العين والدال ====

)ع د، د ع مستعملان( عد: عَدَدْتُ الشَّيْء عَدَاً: حَسَبْتُهُ أو أحْصَيْتُهُ، قال عزَّ وجلَّ: "نَعُدُّ لهُم عَدّاً" يعْني أنّ الأنفاس تُحْصَى إحصاءً ولها عَددٌ مَعْلُوم. وفلان في عِدادِ الصَّالحينُ، أي يُعَدُّ فيهم. وعِدَادُهُ في بني فُلانٍ: إذا كان ديوانُه مَعَهم. وعِدَّةُ المرأةِ: أيَّامُ قُروئِها. والعِدَّة جَماعةٌ قلَّت أو كَثْرَتْ. والعَدُّ مصدر كالعدَد والعَديدُ: الكَثرة، ويُقال: ما أكَثَر عَديدةَ. وهذه الدراهم عديدةُ هذه: إذا كانت في العدد مِثلَها. وإنَّهم لَيَتعَدَّدون على عَشْرَةِ آلاف أي يزيدون في العَدَد. وهم يَتَعادُّون: إذا اشَتَركوا فيما يُعَدِّدُ به بعضُهم على بعض من المكارم وغير ذلك من الأشياء كلِّها. والعُدَّة: ما يُعَدُّ لأمر يحدُث فُيذَّخَر له. وأعدْدْتُ الشَّيءَ: هَيَّأتْه. والعِدُّ: مُجْتَمَعُ الماء، وجمعه أعداد، وهو ما يُعِدُّه الناس، فالماء عَدُّ، وموضع مجتمعه عِدُّ، قال ذو الرمة: دَعَتْ مَيَّةُ الأعدادَ واسْتَبْدَلَتْ بها خَناطيلَ آجالٍ من العينِ خُذَّلِ ويقال: بنو فلانٍ ذوو عَدٍّ وفَيْضٍ يُغْنَى بهما. ويقال: كان ذلك في عِدَّانِ شبابه. وعِدَّان مُلكِه: وهو أفضُله وأكثره، قال العجَّاج: ولي على عِدَّان مَلْكٍ مُحْتَضَرْ قال: واشتقاقه من أن ذلك كان مهيَّأ معدَّاً، وقال: والمَلْك مخبوءٌ على عِدَّانِه والعِداد: اهتياج وجَعَ اللَّديغ، وذلك إذا تَمَّتْ له سنة مُذْ يَوْم لدِغَ هاج به الألم. وكأنَّ اشتقاقه من الحساب من قبَل عدد الشهور والأيّام، كأنَّ، الوَجَعَ يَعَدُّ ما يَمْضِي السَّنة، فإذا تمَّتْ عاوَدَت الملدُوغ، ولو قيل: عادَّتْه لكان صواباً. وفي الحديث: "ما زالت أَكْلةُ خَيْبَرٍ تُعَادُّني فهذا أوان قَطْعُ أبهَري"، أي تُراجعني، ويُعاودنُي ألم سمها في أوقات معلومة، قال الشاعر: يُلاقي من تَذَكُّر آل سلمى كما يَلْقَى السَّليمُ من العِدادِ وقيل: عدادُ السليم أن تُعْدَّ سبعة أيّام، فإن مَضَتْ رجوت له البُرْء. وإذا لم تَمضِ قيل: هو في عِداده. دع: دَعَّهُ يَدُعُّهُ، الدَّعُّ: دَفع في جفوة. وفي التنزيل العزيز: "فذلك الذي يدُعُّ اليتيم" أي يَعْنُفُ به عُنْفاً شديداً دَفعاً وانتهاراً، أي يَدْفَعه حقَّه وصِلَتهَ، قال: أَلَمْ أكفِ أهْـلَـكَ فِـقـدانـه إذا القْوم في المَحْل دَعُّوا اليتيما والدَعْدَعَة تَحريكُك جُوالِقا أو مِكيالا ليَكْتَنِز، قال لبيد: المُطْعِمُن الجَفْنَةَ المُـدَعْـدَعَـهْ والضاربونَ الهام تحت الخَيْضَعَهْ والدَّعْدعة: أن يقال للرجل إذا عثر: دَعْ دَعْ أي قُمْ، قال رؤبة: وإنْ هوى العاثِرُ قلنا دَعْدَعا له وعالينا بِتَنْعِـيشٍِ ومـا والدعْدَعَه: عَدْوٌ في بُطْءٍ والتِواء، قال: أسْعى على كلّ قَوْمٍ كان سَعْيُهُمُ وَسْطَ العشيرة سَعْياً غيرَ دَعْدَاعِ والدَعْدَاعُ: الرجلُ القصير. والرَّاعي يُدَعْدِعُ بالغَنمِ: إذا قال لها: "داع داع" فإن شئِتَ جَرَرْتَ ونَوَّنْتَ، وإنْ شِئتَ على وهم الوقف . والدُّعَاعَةُ: حَبَّةٌ سوداء، تأكلها بنو فَزازةَ، وتُجْمَعُ الدُّعاع والدُّعَاعَةُ: نَمْلَةٌ ذاتُ جنَاحَين شُبِّهَتْ بتلك الحبَّة. ?باب العين والتاء )ع ت، ت ع مستعملان( عت: العَتُّ: رَدُّك القول على الانسان مَّرة بعد مرَّة، تقول: عَتَتُّ قَوْلَه عليه أعُتُّهُ عَتاً. ويقال: عَتَّتُه تَعتيتاً. وتَعَتَّتَ فلان في الكلام تَعَتًّتاً: تَرَدَّدَ فيه، ولم يستمَّر في كلامه. والعُتْعُتُ: الطويلُ التامُّ من الرجال وأنشد: لمّا رأتني مُودنا عِظْيَّرا قالت أريدُ العُتُتَ الذِفِرَّا فلا سقاها الوابلُ الجَوَرّا إلاهُها ولا وقاهَا العُرَّا تع: التَعْتَعَة: أن يَعْيَا الرجلُ بكلامه ويتردَّدُ من عِيٍّ أو حَصَر. ويقال: ما الذي تَعْتَعَهُ? فتقول: العيُّ. وبه شُبِّهَ ارتِطامُ الدَّابَّة في الرَّمْل، قال الشاعر: يُتَعْتِعُ في الخَبارِ إذا عَـلاهُ ويَعْثُرُ في الطَّرِيقِ المستقيمِ

باب العين والظاء

)ع ظ يستعمل فقط( عظ: العَظْعَظَةُ: نُكوصُ الجَبانِ والتِواء السَّهم وارتِعاشُه في مُضيِّه إذا لم يُقصد قال رؤبة: لمَّا رَأونا عَظْعَظَتْ عِظعاظا نِبالُهُمْ وصَدَّقُوا الوُعّـاظـا ويقال في أمثال العربأأ : لا تَعْظْني وتَعَظْعَظْ، أي اتَّعْظْ أنت ودَعْ مَوْعِظَتي. والعَظُّ: الشِّدَّة في الحَرْب. كأنه من عَضِّ الحرب إيّاه، ولكن لم يُفَرّق بينهما كما يُفَرَّق بين الدَّعْث والدَّعْظ لاختلاف الوَضْعَيْن، قال الشاعر: بَصيرٌ في الكَريهِة والعِظاظِ وتقول: عظّته الحَرْب بمعني عَضَّتْهُ. والرجل الجبان يُعْظْعِظُ عن مُقاتِلِهِ: إذا نَكَصَ عنه، قال العجاج: وعَظْعَظ الجَبَاُن والزِئْنِيُّ أراد الكلب الصينيّ. ?باب العين والذال )ذ ع يستعمل فقط( ذع: الذَّعْذَعَةُ: تحريكُ الريح الشِّيء حتّى تُفِّرقه وتُمَزِّقه، يقال: قد ذَعْذَعَتْهُ، وذَعْذَعَتِ الريح التُّرابَ: فرَّقَتْه وسَفَتْهُ فَتَذَعْذَعَ، قال النابغة: غَشِيتُ لها منازلَ مًقْوِياتٍ تُذَعْذِعُها مُذَعْذِعَةٌ حَنُونُ ?باب العين والثاء )ع ث، ث ع مستعملان( عث: العُثَّةُ: السُّوسة، عَثَتِ العُثَّةُ الصُّوفَ تَعُثُّه عَثّا: أي أكلته. والعَثْعَثَ: ظَهْر الكَثِيب إذا لم يكن عليه نبات، قال القُطاميّ: كأنَّها بَيْضة غَـرَّاء خًـدَّ لـهـا في عَثْعَثٍ يُنْبِتُ الحَوْذَانَ والعَذَما ثع: الثَّعْثَعَةُ: حكاية كلام الرجُل يَغِلبُ عليه الثَّاء والعين فهي لُثْغَة في كلامه.

==== باب العين والراء====

) ع ر، رع مستعملان( عر: العَرُّ والعُرُّ والعُرَّة: الجَرَب، قال النابغة: فَحمَّلْتَنِي ذَنْبَ امرئٍ وتَرَكْتَـنـي كذي العُرِّ يُكْوَي غيرُهُ وهو راتِعُ وقال الأخطلُ: إن العَدَاوَةَ تَلْقَاها وإن قَدُمَتْ كالعُرِّ يكمُنُ حينا ثُمَّ يَنْتَشِرُ والعُرَّةُ اللَّطخ والعيبُ، تقولُ: أصابتني من فُلانٍ عُرَّةٌ، وإنَّهُ لَيَعرُّ قَوْمَه: إذا أدْخَلَ عليهم مَكروها. وعَرَرْتُه: أصبْتُهُ بمكروه. ورجل معرُور: مَلْطُوخ بِشَرٍّ، قال الأخطر: نَعُرُّ أناسا عُرَّةً يكرهونَـهـا فنَحْيا كِراماً أو نموتَ فنُعْذَرَا ورجلٌ معْرُورٌ: وقع العُرُّ في إبِلِهِ. واستَعَرَّ بهم الجَرَبُ: فَشَا. والعُرَّةُ الشِّدة في الحَرْب والاسمُ منه العُرار والعَرار. والعُرُّ: سَلْحُ الحَمام ونحوُه، وقال: في شَناظي أُقِنٍ بينَـهـا عُرَّةُ الطَّيْرِ كَصَوْمِ النَّعَامْ والمَعَرَّةُ: ما يُصيب من الإثْمِ. وحمارٌ أعَرُّ: إذا كان السِّمَنُ في صدره وعُنُقِه أكثَر مِمَّا في سائِرُ جَسَده. والتَّعارُّ: السَّهَرُ والتقلُّبُ على الفِراش، ويقال: لا يكون ذلك إلاّ مع كلامٍ وصَوْتٍ، أُخِذَ من عُرار الظَّليم وهو صوته، يقال: عَرَّ الظليم يعُرُّ عُراراً، قال لبيد: تحمَّل أهلُها إلاّ عُراراً وعَزْفاً بعد أَحياءٍ حِلالِ والعَرُّ والعرَّةُ الغلام والجاريةُ. والعَرارُ والعَرَّارة المُعَجَّلان عن وقتِ الفطامِ. والمعْتُّر: الذي يتعرَّض ليُصيب خيراً من غير سُؤال. ورجلٌ مَعْرُورٌ: أصابه ما لا يستقُّر عليه. والمَعْرُورُ: المَغْرُورُ: والعِرَارَةُ: السُّؤدُد: قال الأخطل: إن العرارة والنُّبوح لـدارمٍ والمُستخِفّ، أخُوهُم، الأثقالا والعَرْعَرُ: شجر لا يزالُ أخضر، يُسمَّى بالفارسية "سَرْوا"، والعَرار: نَبْت، قال: لها مُقْلتا أدماء طُـلّ خـمـيلـهـا من الوَحْشِ ما تنفكُّ تَرْعَى عرارها ويقال: هو شجر له ورق أصفر. والعَرْعَرَةُ: اسِتخراجُ صِمامُ القارُورة، قال مُهلهل: وصفراء في وكْرَيْن عَرْعَرَتُ رأسها لأُبلي إذا فارقتُ في صاحبي العُذْرا والعُرْعُرةُ: رأسُ السَّنام. والعُرَاعِرُ: الرجل الشَّريف: قال الكميت: قتل الملوك وسار تحت لوائِهِ شَجَرُ العُرا وعَراعِرِ الأقوام وهو جمع العُراعِر، وشجر العُرا: الذي يبقى على الجدْب، يقال: يعني به سُوقة الناس. رع:

شاب رَعْرَعَ: حسن الاعتدال. رَعْرَعَه اللهُ فَتَرَعْرَعَ، ويُجمع الرَّعارع. قال لبيد: تُبكِّي على أثر الشّباب الذي مضى ولكنَّ أخدان الشبابِ الـرَّعـارعُ وتَرَعْرَعَ الصَّبيُّ: أي تحرَّك ونبت. والرَّعاعُ من الناس: الشَّبابُ ويُوصف به القوْمُ إذا عزبت أحلامُهم، قال معاويةُ لرجُلٍ: "إنِّي أخشَى عليك رَعَاعَ الناس" أي فُرَّاغهم. ?باب العين واللام )ع ل، ل ع مستعملان( عل: العَلَلُ: الشَّرْبَة الثانية، والفِعْلُ: علَّ القومُ إبِلَهُم يَعُلُّونها عَلاًّ وعَلَلاً، والإبلُ تَعُلُّ نفسها عَلَلاً، قال: إذا ما نَديمي عَلَّي ثُمَّ علَّي ثلاث زُجاجات لهُنَّ هديرُ والأمُّ تُعَلِّلُ الصَّبيَّ بالمرق والخُبْزِ ليجْتزيء به عن الَّلبن، قال لبيد: إنّما يُعْطنُ من يرْجُو العَلَلُ والعُلالُة بقيَّةُ اللَّبنِ، وبِقَّيُة كُلِّ شَيءٍ، حتى بَقْيَّة جرْي الفرس، قال الراجز: أحْملُ أُمّي وهي الحمّالهْ تُرضِعُني الدِرَّه والعُلالهْ أي بَقٍيَّةُ اللبن: والعِلَّة: المرض، وصاحبُها مُعْتَلٌ. والعِلَّةْ: حدثٌ يَشْغَلُ صاحبه عن وجهه، والعَلِيل: المريضُ. والعلُّ القُرادُ الضَّخْمُ، قال: عَلٌّ طويل الطَّوى كبالية السَّفْع متى يلْق العُلُوَّ يَصْطعِدُهُ. أي متى يلْق مُرْتقىً يرْقه. والعَلُّ: الرَّجُلُ الذي يزورُ النِّساء. والعَلُّ: التَّيْسُ الضَّخْمُ العظيمُ، قال: وعلْهبا من التُّيُوس عَلاّ وبَنو العَلاَّت: بنو أُمَّهَاتٍ شتّى لرجل واحد. قال القطامي: كأنّ النّاس كُلُّهُـمـو لأمٍ ونحْنُ لِعَلَّةٍ عَلَتِ ارتفاعا والعُلْعُلُ: اسمُ الذَّكر، وهو رأْسُ الرَّهابة أيضاً. والعَلْعَالُ: الذَّكرُ من القنابر. ويقال: عَلَّ أخاك: أي لعلَّ أخاك، وهو حرْفٌ يُقِّربُ من قضاء الحاجة ويُطْمِعُ، وقال العجاج: عَلَّ الاله الباعِثَ الأثقالا يُعْقِبني مِن جَنَّةٍ ظِلاَلا ويقالُ: لعلَّني في معنى لعلِّي، قال: وأُشْرِف من فَوْقِ البطاح لعلَّني أرى نار ليْلي أو يراني بصيرها لع: قال زائدةُ: جاءت الإبلُ تُلَعْلِعُ في كلأٍ خفيفٍ أي تَتْبعُ قليلةً. وتُلَعْلَعُ وتُلَهْلِهُ واحدٌ. واللُّعْلَعُ: السَّاب نفسه، واللَّعْلَعَةُ: بصيصه. والتَّلَعْلُعُ: التَّلأْلُؤُ. والتَّلَعْلُعُ: التَّكَسُّرُ، قال العجاج: ومن هَمَزْنا رأسَهُ تَلَعْلَعَا واللُّعَاعُ: ثمرُ الحشيش الذي يُؤْكَلُ. والكلب يَتَلَعْلَعُ إذا دَلَعَ لسانُه من العطش. ورجُل لَعَّاعَة: يَتَكَّلفُ الألحان من غير صواب. وامْرأةٌ لَعَّةٌ: عفيفةٌ مليحه. ولَعْلَعٌ: مَوضِع، قال: فَصَدّهُم عن لَعْلَـعِ وبـارِقِ ضَرْبٌ يُشَظِّيهم على الخَنادِقِ ?باب العين والنون )ع ن، ن ع مستعملان( عن: العُنَّةُ: الحَظِيرةُ من الخشب أو الشجر تُعْمَلُ للإبل أو الغنمِ أو الخيْلِ تكون على باب الرَّجُل. والجمع العُنَن، قال الأعشى: ترى اللَّحْمَ من ذابلٍ قد ذوى ورطْبٍ يُرَفَّعُ فوْق العُنَنْ وعَنَّ لنا كذا يَعِنُّ عَنَناً وعُنُونا: أي ظهر أمامنا. والعَنُونُ من الدوابِّ: المتقدِّمةُ في السَّيْر، قال النابغة: كأنَّ الرّحْل شُدَّ به خَنُوفٌ من الحَوْنات هاديةٌ عَنُونُ ورجُلٌ عِنِّين: وهو الذي لا يَقْدِرُ أن يَحْبِسَ رِيحَ نَفْسه. وتقول: إنَّه ليأخذُ في كُلِّ فَنٍِّ وسَنٍٍّ وعَنٍِّ بمعني واحد. والعِنانُ من الِّلجَام: السَّيْرُ الذي بيدِ الفارس الذي يُقَوِّمُ به رأس الفرس، ويُجْمع على أَعِنَّة وعُنُن. وعَنانُ السَّماءِ: ما عنَّ لك منها أي: بدا لك إذا نظرت إليها، ويقال: بل عَنانُ السَّماءِ: السَّحاب، الواحدة عَنانَةٌ، ويُجمعُ على أعنانٍ وعنانٍ، قال الشَّماخ: طوى ظمْأها في بَيْضَةِ الصَّيْفِ بعدما جرت في عنانِ الشِّعْرَيين الأماعِـزُ ويقال: أعنانُ السَّماء: نواحيها. وعَنَنْتُ الكتاب أعُنُّهُ عناًّ وَعَنْوَنْتُ وعَنْوَيتُ عَنْوَنَةً وعُنْواناً. ويقال: مَنْ تَرَكَ عَنْعَنَةَ تميم وكَشْكَشَةَ ربيعةَ فهم الفصحاء، أما تميم فإنّهم يجعلون بدل الهمزة العين، قال شاعرهم: إنَّ الفؤاد على الذَّلْفاء قد كمِـدا وحُبُّها مُوشِكٌ عَنْ يَصْدَعَ الكَبِدا وربيعةُ تجعَلُ مكان الكاف المكسورة شيئاً، قال: تَضْحَكُ مِنُّي أن رأتْنِي أحْتَرِش ولو حَرَشْتِ لِكَشَفْتِ عن حِرِشْ ويقال: بل يقولون: عَلَيكِش وبِكِش، ويُقال: بل يُبدلون في كل ذلك. والعَنانُ: الشَّوط، يقال: جَرَى عَنَانا وعَنانَين، قال: لقد شَدَّ بالخَيْلِ الهديل علَيْكُمُو عَنَانَينِ يُبْدي الخيْلَ ثُمَّ يُعِيدُها نع: النَّعْنَعَةُ: حكايةُ صَوْت، تقول: سمعتُ نَعْنَعَةً وهي رَنَّة في اللسان إذا أراد أن يقول: "لع" فيقول: "نع". والنَّعْنَعُ: الذَّكر المُسْتَرْخي. والنَّعْنَعُ: بَقْلَة طَيَّبَة الريح وهو الفوذينج، قال زائدة: الذي أعرفه: النَّعناعُ.

==== باب العين والفاء====

ع ف، ف ع مستعملان( عف: العِفَّةُ: الكَفُّ عمَّا لا يحِلُّ. ورجل عَفيف، يَعِفُّ عِفَّة، وقَومٌ عَفُّون، قال العجاج: عَفٌّ فلا لاصٍ ولا مَلْصِيُّ أي لا قاذِفٌ ولا مَقْذُوفٌ، وأعْفَفْتُه عن كذا: كَفَفْته، وامرأةٌ عَفَّةٌ بَيَّنَةُ العَفاف والعُفَافَةُ بقِيَّةُ اللَّبن في الضَّرْع. والعَفْعَفُ: ثمرُ الطَّلْح. فَع: الفَعْفَعَةُ: حِكايةُ بعض الأصوات، وبعض أصوات الجراء والسِّباع وشِبْهِهَا، وهُذَيْل تقول للقصَّاب "الفَعْفَعَانيّ"، قال صَخْر: فنادى أخاهُ ثُمَّ قام بشَـفْـرَة إليه فَعَالَ الفَعْفَعِيِّ المُنَاهِبِ يقالُ للجَزَّار: الفَعْفَعِيُّ والفَعْفَعانيّ.

باب العين والباء )

ع ب، ب ع مستعملان( عب: العَبُّ: شُرْبُ الماء من غير مَصِّ، يُعبُّ عَباً، والكُباد يكون منه. والعَبُّ: صوتُ الغَرْبِ إذا غرف الماء يَعُبُّ عَباً، وعُبابُ الأمر وغيره: أوله. واليَعْبُوبُ: الفرسُ الكثيرُ العَدْوِ والعَرَقِ، وكذلك الجَدْوَل الكثير الماء الشديدُ الجِرْيَةِ. والعَبْعَب: ضَرْبٌ من الأكسِيةِ، ناعِمٌ رقيق، وهو نَعْمَةُ الشَّباب أيضاً، والعَبيبة: شرابٌ يُتَّخذُ من مغافِرِ العُرْفُط، وهو عِرْق كالصَّمْغ يكون حُلْواً، يُضربُ بِمِجْدَحٍ حتّى ينْضج ثُمَّ يُشْرَبَ. قال زائدةُ: هو بالغين، وهو شرابُ يُضْربُ بالمِجْدَحَةِ ثم يجعل في سقاء حار يوماً ولَيْلَةً ثُمَّ يُمْخَضُ فيخْرُجُ منه الزُّبْدُ. بع: البَعاعُ: ثقل السَّحاب، بعَّ السَّحابُ والمطر بَعاًّ وبَعاعاً: إذا أَلَحَّ بالمكان والبَعَاعُ أيضاً نباتٌ، قال امرؤ القيس: ويَأْكُلْنَ مِن قَوٍّ بَعاعـا ورِبَّةً تَجَبَّرَ بعد الأكْلِ فهو نَميِصُ قال زائدة: "بَعاعاً" لا شَيْء، إنَّما هو " لَعَاعاً"، وبَطْنُ قَوٍّ: واد. قال: والبُعْبُعَةُ: صوت التَّيْسِ أيضاً. والبُعْبُعَةُ: حكاية بعض الأصوات. بابا العين و الميم ) م ع، ع م مستعملان( عم: الأعمامُ والعُمومةُ: جماعة العَمِّ والعَمَّةِ، والعَمَّاتُ أيضاً جمع العَمَّةِ. ورجلٌ مُعِمٌّ: كريم الأعمام، ومنه مُعِمُّ مُخْوِلٌ، قال امرؤ القيس: بجِيدٍ مُعِمٍّ في العَشِيَرَةِ مُخْوِلِ والعِمامةُ: معروفة، والجمع العَمَائِمُ، واعَتَمَّ الرَّجُلُ، وهو حسنُ العِمَّةِ والاعْتِمامِ. قال ذو الرمة: تنْجُو إذا جعلتْ تَدمى أخِشَّتُها واعتمَّ بالزَّبدِ الجعْدِ الخراطِيمُ وعُمِّمَ الرَّجُلُ: إذا سُوِّدَ، هذا في العرب، وفي العجم يقالُ: تُوِّجَ، لأنَّ تيجانهم العَمائم. قال العجاج: وفيهِمُ إذْ عُمِّمَ المُعَمَّمُ واستعمَّ الرجُلُ إذا اتَّخذ عماًّ، وتَعَمَّمْتُهُ: دعوتُه عماً، وعُمِّمَ: سُوِّدَ فأُلْبِسَ عِملمة التسويدِ. وشاة مُعَمَّةٌ: بيضاءُ الرأس. والعَميم: الطَّويلُ من النَّباتِ، ومن الرجال أيضاً، ويجمع على عُمُم. وجاريةٌ عَميمةٌ. وعَمَّةٌ أي طويلةٌ. والعُمُّ: الطوال من النَّخيل، التَّامُّةُ، واستوى الشَّابُّ والنَّباتُ على عَمٍّه وعَميمِه: أي تمامُهُ. وعَمَّ الشيءُ بالناس يَعُمُّ عَمَّاً فهو عامٌّ إذا بلغ المواضع كُلَّها. والعَماعِمُ: الجماعات، والواحدة عَمْعَمة. "عَمَّا" معناه "عن ما" فأُدْغِم وأُلْزِقَ فإذا تَكَلَّمْتَ بها مُسْتَفْهِماً حذفت منه الألف كقول اللهِ -عزَّ وجلَّ- "عَمَّ يتساءلُون". والعَامَّةُ خِلافُ الخاصَّةِ. والعامَّة: عِيدانٌ يُضمُّ بعَضها إلى بعضِ في البَحْرِ ثمَّ ُتْركَب. والعامَّةُ: الشَّخْصُ إذا بدا لك. مع: المَعْمَعَةُ: صوتُ الحريق، وصوت الشُّجْعانِ في الحَرْب واسعارها، كلُّ ذلك مَعْمَعَةٌ. قال: سَبْوحاً جموحاً وإحضارُها كمَعْمَعَةِ السَّعَفِ المُوقَدَ وقال: ومَعْمَعَتْ في وَعْكَةٍ ومَعْمَعَا والمَعْمَعَةُ: شدَّةُ الحرِّ، وكذلك المَعْمَعَانُ. وكان عُمَرُ يتتبّع اليَوْمَ المَعْمَعانيَّ فَيصُومُه، قال: حتّى إذا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ له بأجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَـبُ وأما "مع" فهو حرف يضمُّ الشيءَ إلى الشَّيءِ: تقول: هذا مع ذاك. باب الثلاثي الصحيح من حرف العين قال الخليل: لم تأتلف العَيْنُ والحاءُ مع شيء من سائر الحروف إلى اخر الهجاء فاعلمْهُ، وكذلك مع الخاء. باب العين و الهاء و القاف ع ه ق. ه ق ع مستعملان ع ق ه ، ق ع ه مهملان هقع: الهَقْعَة دائرة حيثُ تُصيبُ رجل الفارس جنب الفرس يُتَشاءَمُ بها. هُقْعَ البِرْذَونُ يُهْقَعُ هَقْعاً فهو مَهْقوع، قال الشاعر: إذا عرق المَهْقُوعُ بالمَرْء أنْعَظَتْ حَلِيلَتُ وازداد حَرّا عِجـانُـهـا أنْعَظَتْ: أي علاها الشّبقُ والنَّعظ هنا: الشَّهْوَةُ، ويُرْوَى "وابتلَّ منها إزَارُها" فأجابه المجيب: فقد يَرْكَبُ المَهْقُوعُ منْ لسْت مِثلَه وقد يركبُ المَهْقُوعَ زوْجُ حصانِ والهَقْعَة: ثلاثةُ كواكب فوق منْكِبي الجوزاء، مثلُ الأثافيّ، وهي من منازل القمر، إذا طلعتْ مع الفجر اشتدّ حَرُّ الصَّيف. عهق: العَوْهَقُ: الغُرابُ الأَسْوَدُ، والبعيرُ الأسودُ الجَسيمُ، ويقال: هو اسمُ جملِ كان في الزَّمن الأوَّل، يُنْسبُ إليه كرامُ النجائب، يقال: كان طويل القَرَا، قال رؤبة: جاذَبْتُ أعلاهُ بعَنْس مُـمْـشَـق خطَّارةٍ مثل الفنيق المَحْـنَـقِ قرْواءُ فيها من بنات العوْهـق ضرْبٌ وتصفيحٌ كصفْحٍ الرَّوْنْق والعَوْهَقُ: الثَّورُ الذي لونهُ آخِذٌ إلى السَّواد. والعَوْهَقُ: الخطَّافُ الجبليُّ الأسود، والعَوْهَقُ: لونٌ كلونِ السَّماء مُشْرَبٌ سواداً. قال زائدة: العَوْهَقُ: الحمامة إلى الورقة، وأنشد: يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كلون العَوْهَق بهِنَّ جِنّ وبها كـالأوْلَـقِ زَيَّافَةَ المَشْي أمـام الأيْنُـق لاحِقَة الرَحْل عتود المِرفَق يصف نُوقا تَقَدَّمَتْها ناقة من نشاطها. قال عرَّام: العَوْهَق من الظباء الطويلةُ. والعَوْهَقُ: كوكبٌ إلى جَنْب الفرقَدَيْن على نَسَق طريقهما مما يلي القطب قال: بحيثُ بارى الفرقدانِ العَوْهَقـا عند مَسَدّ القُطْبِ حتى اسْتَوْسَقا والعَيْهَقةُ: عَيْهَقَةُ النَّشاط والاستنان، قال: إنَّ لريعان الشَّبابِ عَيْهَقَا قال الضَّريرُ: هو بالغين وهو الجنون، وقد عاقَب بين العَين والغَين: قال زائدةُ: هو بالعين المهملة.

باب العين و الهاء والكاف ) ه ك ع يستعمل من وجوهها هكع( هكع: يقال: هَكَعَ يَهُكَعُ هُكُوعاً: أي سكن واطمأنَّ، قال الطرماح: ترى العِين فيها من لَدُنْ مَتَعَ الضُّحى إلى اللَّيل في الغَيْضَاتِ وهي هُكُوعُ باب العين و الهاء والجيم )ع ه ج ه . ج ع مستعملان( عهج: العَوْهَجُ: ظَبْيَةٌ حسنةُ اللَّوْنِ طويلةُ العُنُق، يقال: هي التي في حَقْوَيْها خُطَّتَانِ سَوْدَاوَانِ. والناقةُ الفَتِيَّةُ: عَوْهَجٌ. والنَّعَامة: عَوْهَجٌ، لطُول عُنُقها، قال العجاج: كالحَبَشيّ التَفَّ أو تَسَـبَّـجَـا في شَمْلَةِ أو ذات زِفٍّ عَوْهَجا شبَّه الظَّليم بحَبَشيِّ لفَّ على نفسه كساءً. وعن عرَّام: يقال للنَّاقِة الفَتِيَّة للمرأة الفَتِيَّةِ عَوْهَجٌ. هجع: الهُجُوعُ: نومُ الليل دُون النَّهار، يقال: لقِيتُهُ بعد هَجْعَةِ. وقَوْمٌ هُجَّعٌ وهُجُوعٌ وهاجُعونَ، وامرأةٌ هاجِعَةٌ، ونسوةٌ هَواجعُ وهاجِعاتٌ. ورجلٌ هُجَعٌ أي أحمقُ غَافِلٌ سريعُ الاستِنامِة. الهَجْعَةُ ومِثلُها الجِعَةُ، عن أبي سعيد: نبيذُ الشَّعير والذُّرةِ، وعن أبي عُبيد: نبيذُ الشَّعير.

باب العين و الضاد والهاء

)ع ض ه مستعمل فقط( عضه: العَضيهَةُ: الإفكُ والبُهْتَانُ والقَولُ الزُّورُ. وأَعْضَهْتُ إعْضاها أي أتيْتُ بمُنْكر. وعَضَهْتُ فُلاناً عَضْهاً، وهو أيضاً من كلام الكهنة وأهل السِّحْرِ. والإسْم العَضْيهَةُ. قال الشاعر: أعُوذُ برَبِّي من النَّـافِـثـاتِ ومن عَضَهِ العاضِهِ المُعْضِهِ والعِضَاهُ: من شجر الشَّوك كالطَّلح والعَوْسَج حتّى اليْنْبُوتُ والسِّدْرُ، يقال: هي من العِضَاهِ ونحُوها ممَّا كان له أُرُومَة تبقى على الشِّتاء. يقال: عِضَاهَة واحدةٌ، وعِضَةٌ أيضا على قياس عِزَةٍ، تُحْذَفُ منها الهاءُ الأصليَّةُ كما حُذفتْ من الشَّفةِ، ثمَّ رُدَّتْ في الشِّفاهِ. والتَّعضيَةُ: قَطْعُ العِضاهِ واحتِطابُهُ. وبَعِيرٌ عَضِهٌ: يأكل العِضَاهَ، قال: وقرّبوا كُلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ قَريبةٍ نُدْوتُه عن مَحْمَضِهْ أي بإبطه لأنّه به يَنْهَضُ:

باب العين و الهاء والزاي

)ع ز ه، ه ز ع مستعملان( عزه: العِزْهَاةُ: اللئِيمُ من الرجال، الذي لا يُخالطُ النَّاس، ولا يطْرب للسَّماعِ، ولا يُحِبُّ اللَّهْو، وجمعُه عِزْهُونَ، تَسْقُطُ منه الهاءُ والألِفُ المُمالَةُ، لأنَّها زائدةٌ، لا تُسْتَخْلَفُ فتحةً. ولو كانت أصلية، مثل ألِفَ مَثْنَى لاسْتُخْلِفَتْ فتحةً كقولهم: مَثْنَوْنَ، وكُلُّ ياءٍ مُمالةٍ مثل ياء عِيسَى ومُوسَى على فِعْلَي وفُعْلَى فهو مضمومٌ بلا فتحةٍ، تقول: عِبسُونَ ومُوسُونَ. وأعْشَى ويَحْيَى مفتوحان في الجميع لأنهما على أَفْعَل ويَفْعَلَ فًيُقال: أَعْشَوْنَ ويَحْيَوْنَ، وقيل: هو خَطأ إنَّما هو عُشْوٌ، قال: كيفما تجعلينَ حُراًّ كريماً مثل فَسْلِ مُخالِفٍ عِزُهَاةِ جمع اللؤم والفُجُور جميعاً واتباعَ الرَّدَى وأمْرَ الدُناةِ هزع: تقول: لقِيتُه بعد هزيعٍ مِنَ اللَّيْلِ، أي بعد مُضِيِّ صدره. والأهزعُ من السِّهام: ما يَبْقَى في الكنانة وحده. وهو أرْدَؤها، يقال: ما في الجَعْبَة إلاَّ سَهْمٌ هِزَاعٌ وأهزَعُ، قال: وبقِيتُ بعدَهُمُ كسَهْمِ هِزَاعِ وقال رؤبة: لا تَكُ كالرَّامي بَغْيرِ أَهْزَعَا يعني كمن ليس في كنانته أهزَعُ ولا غيرُه. وهو الذي يَتَكلَّفُ الرَّمْيَ ولا سهْم معه. والتِّهَزُّعُ شِبه التكسُّر والعُبُوس. يقال: تَهَزَّعَ فُلانٌ لفُلانٍ، واشتِقاقُه من هزيع اللَّيل، وتلك ساعةٌ وَحْشَةٌ.

باب العين و الهاء والطاء

)ه ط ع مستعمل فقط( هطع: المُهْطِعُ: المُقْبِلُ ببصره على الشَّيء لا يرفَعُهُ عنه، قال اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- : "مُهْطِعِين مُقَنِّعي رُؤوسهم" وفي قول الخليل: هَطَعَ هُطُوعا، قال:

تَعَبَّدَني نِمْر بنُ سَعْـدٍ وقـد أرى


ونِمْرُ بنُ سعدِ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ

يقول: كان ذليلا لي فصار فَوْقي. قال عرَّام: أهْطَعَ في العَدْوِ إذا أسرَعَ. وبعير مُهْطِعٌ: في عُنُقه تصويبٌ خِلْقَةً.

باب العين و الهاء والدال

)ع ه د، ع ده، د ه ع مستعملات( عهد: العَهْدُ: الوَصِيِّةُ والتقَدُّمُ إلى صاحبك بشيء، ومنه اشتُقَّ العَهْدُ الذي يكتب لِلْوُلاةِ، ويُجْمَعُ على عُهودٍ. وقد عَهِدَ إليه يَعْهَدُ عَهْداً. والعَهْدُ: المَوْثِق وجمعُه عُهُود. والعَهْدُ: الالْتِقاءُ والإلمامُ الإلتقاءُ والإلمامُ يقال: مالي عَهْدٌ بكذا، وإنَّه لقريبُ العَهْد بهِ. والعَهْدُ: المنزلُ الذي لا يكادُ القوم إذا انْتَأوْا عنه رجَعُوا إليه، قال:

هل تعِرفُ العَهْدَ المُحيلَ أَرْسُمُهْ

 

والمَعْهَدُ: الموضع الذي كنت عَهِدْتَه أو عَهِدْتَ فيه هوىً لك، أو كُنْتَ تَعْهَدُ به شيئاً، يجمعُ المَعَاهِدَ. والعَهْدُ من المَطَر: أن يكون الوسميُّ قد مضى قبله وهو الوليُّ، ثُمَّ يَرِدفُه الرَّبيعُ بمطرٍ يُدركُ آخِرَه بَلَلُ أوَّله ونُدْوَتِه، ويُجمْعَ على عِهاد. وكلُّ مطر يكون بعد مَطَر فهو عِهاد، قال:

هَراقَتْ نَجُومُ الصَّيْفِ فيها عِهادَها


سِجالاً لنَجْم المَرْبَعِ المُـتَـقَـدِّمِ

وقال أبو النجم:

تَرْعَى السَّحَابَ العَهْدَ والغُيُومَا

وعُهِدَت الرَّوْضة فهي مَعْهُودَةٌ أي أصابَها عِهاد من المطر، قال الطِرمَّاح:

عقائلُ رمْلةٍ نازِعْنَ منها


دُفُوفَ أقاحِ مَعْهُودٍ ودينِ

والمُعَاهَدُ: الذِّمّيُّ لأنَّهُ مُعَاهَدٌ ومُبايَعٌ على ما عليه من إعطاء الجِزيةِ والكفِّ عنه. وهُمْ أهْلُ العَهْدِ،فإذا أسْلم ذهب عنه اسمُ المُعاهَدِ. والعُهْدَةُ: كتابُ الشِّراءِ وجمْعُه عُهَد. ويقال للشَّيء الذي فيه فساد: أنَّ فيه لَعُهْدَةً ولَمَّا يُحْكَمْ بَعْدُ. وعَهِيدُكَ: الذي يُعاهِدُك وتُعَاهِدُهُ، قال نصر بن سيار:

فَلَلَتُّركُ أوْفى من نِزارٍ بِعَهْدِها


فلا يأمَنَنَّ الغَدْرَ يوماً عَهِيدُها

والتعاهُدُ: الاحتفاظ بالشيء، وإحداثُ العَهْدِ بِه، وكذلك التَّعَهُّدُ والاعْتِهاد، قال الطرماح:

ويَضِيعُ الذي قد أوجَبَهُ الله عليه فليس يُعْتَهَدُ

وأعْهَدْتُهُ: أعْطَيْتُهُ عَهْداً. عده: يقال: في فلان عَيْدَهيَّةٌ وعَيْدَهَةٌ أيْ كِبْرٌ وسُوُء خُلُقٍ. والعَيْدَهُ: السَّيِّءُ الخُلُق من الإبلِ، قال رؤبة:

وخافَ صَقْع القارعاتِ الكُدَّهِ


وخَبْطَ صِهْمِيمِ اليَدَيْنِ عَـيْدَه

أَشْدَقَ يَفْتَرُّ افتِرارَ الأفْـوَهِ



دهع: دَهَعَ الراعي بالنُّوقِ ودَهَدَعَ بها: إذا قال لها "دَهَاعِ أو دَهْدَاعِ" الأوَّلُ مجرورٌ. قال زائدة: ودَهْدَعَ بالسَّخْلِ إذا أشْلاَهُ.

باب العين و الهاء والتاء

)ع ت ه مستعمل فقط( عته: عُتِهَ الرجُلُ يُعْتَهُ عُتْهاً وعُتاهاً فهو مَعْتُوهٌ أي مَدْهُوشٌ من غير مَسٍٍّ وجُنُونٍ. والتَّعَتُّهُ: التَّجَنُّنُ، قال رؤبة:

بعد لَجَاجٍ لا يكادُ يَنْتَهـي


عَنِ التَّصابي وعن التَّعَتُّهِ

وعُتِهَ به: أُوِلعَ به. وتَعَتَّهَ في كذا: أَسْرَفَ فيه. وكُلُّ من حَاكَى غَيَره فيما قد عِتُه فهو عَتيهٌ بمعنى مَعْتوهٌ. والقَوْم عُتُهٌ في هذا. واشتقاق العَتَاهِيةِ والعَتاهة من عُتِه، مثلُ كَرَاهِيَةٍ وَكراهَة، وفَرَاهِيَةٍ وفَرَاهَة.

باب العين و الهاء والراء

) ع ه ر، ه ع ر، ه ر ع مستعملات( عهر: العَهْرُ: الفُجُور، عَهَرَ إليها يَعْهَرُ عَهْراً: أتاها ليلاً للفُجُور ويُعَاُهِرها: يُزَانِيهَا. وكُلَّ منهما عاهِرٌ، قال:

لا تْلْجَأَنّ سِرّاً إلى خائِنٍ


يوما ولا تَدْنُ إلى عاهِر

وعن رسول الله -: "الولدُ للفِرَاشِ وللعَاهِرِ الحَجَرُ". هعر: الهَيْعَرَةُ: المرأةُ التي لا تسْتَقِرُّ مكانها نزفا من غيرِ عِفَّة. يقال: عَيْهَرَتْ وهَيْعَرَتْ، وهذه الياءُ لازمةٌ، إلاَّ أنَّها لَزِمَتْ لُزُوم الحرف الأصليّ، لأن العين بعد الهاء لا تَأْتَلِفُ إلاَّ بِفَصْلِ لازمٍ. هرع: الهُرَاعُ والإِهْرَاعُ والهَرَعُ: شِدَّةُ السَّوقِ. يُهْرَعُونَ: يُسَاقُونَ ويُعْجَلُونَ وتَهَرَّعَت الرماحُ إليه إذا أَقْبَلَتْ شَوَارِعَ، قال:

عندَ الكَريهِة والرِّماحُ تَهَرَّعُ

أراد: تَتَهَرَّعُ. وأهْرَعُوها: أشْرَعُوها ثم مضوا بها. ورجُلٌ هَرِعٌ: سريعُ المشْيِ والبُكاء. والهَرْعَةُ: القَمْلَةُ الكبيرَةُ. وكذلك الهِرْنِعُ والحِنْبِجُ.

باب العين و الهاء واللام

)ع ه ل، ع ل ه، ه ل ع، ل ه ع مستعملات( عهل: العَيْهَلُ: الناقة السَّريعةُ، قال:

وبلْدةٍ تَجَهّمُ الجُـهُـومـا

زجرْتُ فيها عَيْهَلاً رسُوما

مُخْلِصَة الأنْقاءِ أو زَعُومَا

 

وامْرأةٌ عَيْهَلَةٌ: لا تَسْتَقَرُّ إنَّما هي تَرَدَّدُ إقْبالاً وإدْباراً، وعَيْهَلٌ أيضاً بغير الهاء. فأمَّا النَّاقةُ فلا يقال إلا عَيْهَلٌ بغير الهاء قال:

لِيَبْكَِ أبا الجَدْعاء ضَيْفٌ ومَعْيِلٌ


وأَرْمَلَةٌ تغْشى الدوَاجِن عَيْهَلُ

وأنشد غيره:

فَنِعْمَ مُناخُ ضِيفانٍ وتجرٍ


ومُلقَى زِفْرِ عَيْهَلَةٍ بَجالِ

عله: العَلْهَانُ: منْ تُنَازِعُه نفسُه إلى الشَّيْءِ، عَلِهَ يَعْلَهُ عَلَها، وعَلِهَ الرَّجُلُ: إذا اشْتَدَّ جُوعُه، والعَلْهانُ: الجَائِعُ. وامرأةٌ عَلْهَى، ويُجمعُ على عِلاَهٍ ونِسَوةٌ عَلاَهَى. وعَلِهَ الرَّجُلُ: إذا وقع في المَلاَمَةِ. والعَلْهَان: الظَّلِيمُ. والعالِهُ: النَّعَامَةُ. والعَلَهُ: خُبْثُ النَّفْسِ والحِدَّةِ والانْهمِاك، قال:

بِجُرْد يَعْلَهُ الـداعـي إلـيهـا


متى ركِبَ الفَوارِسُ أو متى لا

والعَلَهُ: أَذى الخُمار. وعَلْهَانُ: رجُلٌ من بني تَميمٍ، قال جرير:

جيئُوا بِمِثْلِ قَعْنَبٍ والعَلْهَانْ

هلع: الهَلَعُ: بُعْدُ الحِرْصِ. رجُلٌ هَلِعٌ هَلُوعٌ هِلْوَاعٌ هِلْوَاعَةٌ: جُزوعٌ حَرِيصٌ. يقال: جاع فَهَلَعَ أي قل صبْرُهُ، قال عمرو بن معد يكرب الزبيدي:

كمْ مِن أخٍ لي مـاجِـدٍ


بَوَّأْتُـهُ بَـيِديَّ لَـحْـدَا

ما إنْ جَزِعْتُ ولا هَـلِ


عْتُ ولا يَرُدُّ بكاي رُشْدا

والهُلاَعُ: الجَزَعُ وأَهْلَعَنِي: أَجْزَعَنِي. وناقةٌ هِلْواعةٌ: حديدةٌ سريعةٌ مِذْعَانٌ، قال الطرماح:

قد تَبَطَّنَتُ بِهِـلْـوَاعَةٍ


عُبرِ أسفارٍ كَتُومِ البُغَامْ

والهَوالعُ من النَّعامِ: الواحدُ هالِعٌ وهالِعَةٌ، وهي الحديدة في مُضِيِّها. وهَلْوَعْتَ فمَضَيْتَ: إذا عَدَوْتَ فأَسْرَعْتَ. ويقال: مالَهُ هِلَّعٌ ولا هِلَّعَةٌ: أي ماله جَدْيٌ ولا عَناقٌ. لهع: اللَّهِعُ: المُسْتَرْسِلُ إلى كلَّ شَيْءٍ. وقد لَهِعَ لَهَعاً ولَهَاعَةً فهو لَهِعٌ.

باب العين و الهاء والنون

) ع ه ن، ه ن ع، ن ه ع مستعملات( عهن: العِهْنُ: المَصّبُوغُ أَلْواناً من الصُّوفِ. ويقال: كلُّ صُوفٍ عِهْنٌ. قال عرَّام: لا يقالُ إلاَّ للمَصْبُوغِ، والقِطْعَةُ عِهْنَةٌ والجمعُ عُهُونٌ. والعِهنَة انكِسَارٌ في قَضيبٍ من غير بَيْنُونَةٍ إذا نظرْت إليه حَسِبْتَهُ صحيحاً وإذا هزُزْتهُ انْثنى. وقَضِيبٌ عاهِنٌ أي مُنْكَسِرٌ. وسُمِّي الفَقيرُ عاهِناً لانكِسَارِه. قال زائدة: لا أعرفُ العِهْنَة في ذلك، ونحن نُسمَّيه الشَّرْج، انشرجتِ القَوْسُ والقناةُ أي أصابها انْكسار غيرُ باتٍ. قال غيرُ الخليل: العَواهِنُ السَّعَفُ الذي يَقْرُبُ من لُبِّ النَّخْلَة. ومالٌ عاهِن، يغدُو من عند أهْلِه ويرُوحُ عليهم. وأعطاهم من عاهِنِ مالِه أي من تِلادِهِ، قال:

وأهْلُ الأولى اللاَّئي على عَهْد تُبَّعٍ


على كلِّ ذي مالٍ غريبٍ وعاهِنَ

هنع: الهَنَعُ: التِواءٌ في العُنُقِ وقِصَرٌ، والنَّعْتُ أهْنَعُ وهَنْعَاءُ، وأكَمَةٌ هَنْعاءُ أي قصيرة. وظَليم أهْنَعُ ونَعامةٌ هَنْعاء: لاْلِتواءٍ في عُنُقِها حتَّى يقصُرَ لذلك، كما يفعل الطائرُ الطويلُ العُنُقِ من بنات البَرِّ والمَاءِ. نهع: النُّهُوعُ: تَهَوُّعٌ لا قَلْسَ مَعَه. نَهَعَ نُهُوعاً.

باب العين و الهاء والباء

)ع ه ب، ه ب ع مستعملان( عهب: العَيْهَبُ: البَلِيدُ من الرجال الضَّعيفُ عن طلبِ وتْره، قال:

حَلَلْتُ بِه وتْري وأدْرَكْتُ ثُؤْرَتي


إذا ما تَنَاسَى خلَّهُ كلُّ عَيْهَـبِ

قال أبو سعيد: أعرِفُه الغَيْهَبُ، ورُبَّما عاقَبوا. يقال: غَهَبْتُ عن هذا أي سَهَوْتُ عنه وجَهِلْتُهُ. هبع: الهُبُوعُ: مشْيٌ كمشْيِ الحُمُرِ البلِيدةِ. ويقال: الحُمُرُ كُلُّهَا تَهْبَعُ، وهو مَشْيُها خاصَّة. ويقال: الهُبُوعُ أن يُفاجئوكَ من كلِّ جانب، قال:

فأقْبلتْ حُمْرُهُموَ هَوابعـا


في السِّكَّتَيْنِ تحْمِلُ الأَلاكِعا

ويقال: هو مَدُّ العُنُقِ، قال رؤبة:

كلَّفْتُها ذاهَبَّةٍ هَجَـنَّـعـا


عَوْجَاتُهُنَّ الذَّابِلاتِ الهُبَّعَا

 

الهُبَعُ: الفَصيلُ يُنْتَجُ في حَمارَّةِ القَيْظِ، والأُنثى هُبَعةٌ. ويقال: مالَهُ هُبَعٌ ولا رُبَعٌ.

باب العين و الهاء والميم

)ع ه م، ع م ه، ه م ع مستعملات( عهم: العَيْهَامَةُ: النَّاقَةُ الماضيةُ ويقال: هي الطَّويَلةُ الضَّخْمَةُ الرَّأْسِ، قال لبيد:

وَرَدْتُ بعَيْهَـامَةٍ حُـرَّةٍ


فَعَنَّتْ شَمالاً وَهَبَّتْ جَنُوبا

وقال ذو الرمة:

هَيْهَاتَ خَرْقَاءُ إلاَّ أن يُقَـرّبَـهـا


ذو العَرْشِ والشَّعْشَعَانَاتُ العَياهيمُ

والذَّكَرُ: عَيْهَامٌ. وعَيْهَمَتُها: سُرْعَتُها. وقال بعضهُم: عُياهِمَةٌ مثلُ عُذافَرة، وعُياهِمٌ عُذافِرٍ... وعَيْهَمٌ: اسم مَوْضِع، قال لبيد:

بِوادي السَّليلِ بينَ عُلْوَى وعَيْهَمِ

عمه: عَمِهَ يَعْمَهُ عَمَهاً. فهو عَمِهٌ وهم عَمٍهُونَ: إذا تَرَدُّوا في الضَّلالة. همع: الهَيْمَعُ: المَوْتُ الوَحِيُّ، قال:

إذا بلغوا مَصْرَهُمُ عاجَلُـوا


مِن المَوْتِ بالهَيْمَعِ الذَّاعِطِ

وبالغين خَطأٌ لأنَّ الهاءَ لا تَجْتَمِعُ مع الغَيْنِ في كلمة واحدة. وتَهَمَّعَ الرَّجُلُ أي تَبَاكَى. وسَحابٌ هَمِعٌ أي ماطِرٌ، قال:

تنكّر رسْمُها إلاَّ بَـقـايَا


خلا عنها جَدَاهَمِعٍ هَتُونِ

وعَيْنٌ هَمِعَةٌ: سائِلَةُ الدَّمْعِ. ورجُلٌ هَمِعٌ: لا يزَالُ تَدْمَعُ عَيْنُهُ. وهَمَعَ الدَّمْعُ هُمُوعاً أي انْهَمَلَ، قال رؤبة:

بادَرْنَ منْ طلٍّ ولَيْلٍ أَهْمَعَا

أي هَامِعٌ. وذَبَحْتُهُ ذَبْحاً هَميعاً أي سريعاً.

باب العين و الخاء والشين

)خ ش ع مستعمل فقط( خشع: الخشوع: رَمْيُكَ بِبِصرك إلى الأرض. وتَخَاشَعْتُ: تَشَبَّهْتُ بالخاشِعِينَ. ورَجُلٌ مُتَخَشِّعٌ مُتَضَرِّعٌ. والخُشُوعُ والتَّخَشُّعُ والتَّضَرُّعُ واحدٌ، قال:

ومُدَجَّجٌ يحْمِي الكتِيبة لا يُرى


عنه الكريهِة ضارِعا مُتَخَشِّعا

وأَخْشَعْتُ أي طَأْطَأْتُ الرَّأْسَ كالمُتواضِع. والخشُوعُ المعْنَى من الخُضُوعِ إلاَّ أنَّ الخُضُوعَ في البدنِ وهو الإقْرَارُ بالاستِخدامِ، والخُشُوعُ في البدنِ والصَّوْتِ والبَصَر قال الله - عَزَّ وجلَّ-: "خاشِعة أبصارُهمُ ": "وخشعتِ الأصواتُ للرَّحْمَنِ" أي سَكْنتْ. والخُشْعَةُ: قُفُّ غلبْت عليه السُّهولة، قُفٌّ خاشِعٌ وأَكَمَةٌ خاشِعةٌ أي مُلْتَزِمَةٌ لاطئةٌ بالأرض. وفي الحديث: "كانت الكَعْبَةُ خُشْعَةً على الماءِ فَدُحِيَتْ منها الأرضُ".

باب العين و الخاء والضاد

)خ ض ع مستعمل فقط( خضع: الخُضُوعُ: الذُّلُّ والاستِخذَاءُ. والتَّخاضُعُ: التَّذَلُّلُ والتَّقاصُرُ. والخَضِيعَةُ: صوتُ بَطْنِ الفَرَسِ، قال:

كأنّ خَضْيعَةَ بَطْنِ الجـوا


دِ وعَوْعَةُ الذَّئْبِ في الفَدْفَدِ

والأَخْضَعُ والخَضْعَاءُ: الرَّاضِيانِ بالذُّلِّ، قال العجاج:

وصِرْتُ عَبْداً للبَعُوضِ أَخْضَعَا


يَمَصُّنَي مَصَّ الصَّبيِّ المُرْضِعَا

والخَيْصَعَة: معركة الأبطال، قال لبيد:

المُطعِمُونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعْه

الضارِبُونَ الهامَ تحت الخَيْضَعَهْ

ويقال: هو غُبار المعركِة.

باب العين و الخاء والزاي

)خ ز ع مستعمل فقط( خزع: الخُزُوعُ: تَخَلُّفُ الرَّجُلِ عن أصحابِهِ في مَسيرهم. وسمِّيتْ خُزاعَةُ بذلك. لأنَّهم ساروا مع قَوْمِهم من سبأ أيَّامَ سَيْلِ العَرِم، فلما انْتَهُوا إلى مَكَّةَ تَخَزَّعُوا عنهم فأقاموا وسار الآخرون إلى الشَّام. واسمُ أبيهِم حارثةُ بن عمرو، قال حسان:

فلمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ مرًّ تخـزَّعَـتْ


خُزَاعَةُ عَنَّا في الحلُولِ الكَراكِرِ

باب العين و الخاء والدال

)خ د ع مستعمل فقط( خدع: خَدَعَةُ خَدْعاً وخَدِيعَةً، والخَدْعَةُ المَّرةُ الواحدة. والانخِداع: الرِّضا بالخَدْعِ. والتَّخادُعُ: التَّشَبُّه بالمخدوع. والخُدْعَةُ: الرَّجُلُ المخدُوع. ويقالُ: هو الخَيْدَعُ أيضاً. والخُدْعَةُ: قبيلة من تميم، قال:

مَن عاذِرِي من عشيرة ظَلَموا


يا قومُ منْ عاذري من الخُدعة

 

والمُخَدَّعُ: الذي خُدِعَ مِرَاراً في الحَرب وفي غيرها، قال أبو ذُؤيب:

فَتَنَازَعا وتَواقَفَتْ خَيْلاهُمـا


وكِلاهُما بَطَلُ النِّزاعِ مُخَدَّعُ

وغُولٌ خَيْدَعٌ: وطريقٌ خَيْدَعٌ مُخالِفٌ للقَصْد، جائرٌ عن وَجْهِهِ لا يُفطَنُ له، وخَادِعٌ أيضاً، قال الطرماح:

خَادِعَةَ المَسْلَكِ أرصادُها


تُمسي وُكُوناً فَوقَ ارامِهَا

والإخْدَاعُ: إخفاء الشَّيْء، وبه سُمِّيَتْ الخِزانَةُ مُخْدَعاً. والأَخْدَعَانِ: عِرِقانِ في اللَّبَّتين لأنَّهُما خَفِيا وبَطَنا ويُجمَعُ على أخادع، قال:

وكُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّر خَـدَّهُ


ضَرَبْنَاه حتَّى تستقيم الأخادِعُ

ورَجُلٌ مَخْدُوعٌ: قُطِع أخْدَعَاهُ.

باب العين و الخاء والتاء

)خ ت ع مستعمل فقط( ختع: الخُتُوعُ: رُكُوبُ الظُّلْمَةِ والمُضِيُّ فيها على القَصْدِ باللَّيْلِ كما يَخْتَعُ الدَّليلُ بالقومِ تحت اللَّيل، قال رؤبة:

أَعْيَت أدِلاَّءَ الفَلاةِ الخُتَّعا

والخَتْعَة: النَّمِرَةُ الأُنْثي. والخَتيعَةُ: شيء يُتَّخذُ من الأدَم يُغَشَّي بها الإبْهامُ لِرَمْيِ السهام.

باب العين و الخاء والذال

)خ ذ ع مستعمل فقط( خذع: الخَذْعُ: تَحزيرُ اللَّحْمِ في مواضِعَ من غير أن يكون قَطْعاً في عَظَمٍ أو صلابةٍ، إنَّما هو كما يُخْذَعُ القَرْعُ بالسّكيّن. والخَذيعَةُ: طعامٌ يُتَّخذُ من اللَّحْمِ بالشام. ومن روى بَيْتَ أبي ذؤيب:

وكِلاهُما بَطَلُ اللَّقاءِ مُخَدَّعُ

يقول: إنَّه مُقَطَّع بالسَّيف في مواضِع.

باب العين و الخاء والراء

) خ ر ع مستعمل فقط( خرع: الخَرَعُ: رخاوة في كلِّ شَيء. ورجُل خَرِعُ العَظْمِ أي رِخْوُ العظم. قال:

لا خَرِعَ العَظْمِ ولا مُوَصَّمَا

ومنه اشْتُقَّ اسمُ الخِرْوِعِ، وهي شجرة تحمِلُ حبّاً كأنَّهُ بَيْضُ العصافِير يُسمَّى سِمْسِماً هِنْدياً. والخَريعَةُ: المرأة التي لا تَمْنَعُ يد لامِسٍ فجوراً، وقد انْخرعتْ له ضَعْفاً وليناً. وانَخَرعَتْ أعضاء البعير: أي زالَتْ عن مواضعها. وتَخَرَّعَ الرَّجُلُ: انْكَسَرَ وضَعُفَ.والخَرْعُ: شَقُّكَ الثَّوْبَ. والتَّخَرُّعُ: التَّشَقُّقُ والتَّفَتُّتُ المُفْسِد، قال العجاج:

ومنْ غَمَزْنا رَأْسَهُ تَخَرَّعَا

أي تَفَتَّتَ من شدَّةِ الغَمْزِ. واخترع فلانٌ باطِلاً وكذباً أي اشْتَقَّهُ والخَريعُ: مِشْفَر البعير المُدَلَّى المُشَقَّق وجمعه خَرَائِع، قال الطرماح:

خَريعَ النَّعْو مُضْطَرِبَ النَّواحي


كأخلاق الغَريفَةِ ذا غُضُـونِ

باب العين و الخاء واللام

)خ ل ع، خ ع ل مستعملان( خلع: الخَلْعُ: اسم، خَلَع رِداءَه وخُفَّه وخُفُّةُ وقَيْدَهُ وامرأته، قال:

وكُلُّ أُناسٍ قارَبوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ


ونَحْنُ خَلَعْنا قَيْدَهُ فهو سارِبُ

والخَلْعُ كالنَّزْعِ إلا أن في الخَلْعِ مُهْلَة. واختلعتِ المرأة اختِلاعاً وخُلْعَةً. وخَلَعَ العِذَارَ: أي الرَّسن فعَدَا على الناس بالشَّر لا طالب له فهو مَخْلُوعُ الرَّسنِ، قال:

وأُخرى تُكادرُ مَـخْـلُـوَعةً


على النَّاس في الشرِّ أَرسانُها

والخِلْعَةُ: كُلُّ ثَوْبٍ تَخْلَعُه عنْك. ويُقالُ: هو ما كان على الإنسان من ثِيابِه تاماً. والخِلْعَةُ: أجْودُ مالِ الرَّجُل، يقال: أخذْتُ خِلْعَةَ مالِه أي خُيِّرْتُ فيها فأخذتُ الأجْود فالأجْود منها. والخَلِيعُ: اسم الولد الذي يخلَعُه أبُوه مخافة أن يَجْنِي عليه، فيقول: هذا ابني قد خَلَعْتُه فإنْ جَرَّ لم أَضَمنْ، وإنْ جُرَّ عليه أطلبْ، فلا يُؤخذُ بعد ذلك بحريرته، كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو المَخْلُوعُ أيضاً، والجَمْعُ الخُلَعاء، ومنه يُسمَّى كلُّ شاطِرٍ وشاطِرةٍ خَليعاً وخليعةً، وفعلُه اللَّازِمُ خَلُعَ خَلاعَةً أي صار خَليعاً. والخليعُ: الصَّيادُ لانفِرادِه عن الناس، قال امرؤ القيس:

ووادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه


به الذِّئبُ يعَوْيِ كالخَليعِ المُعَيَّلِ

 

ويُقالُ: الخليعُ ههنا الصَّيادُ، ويُقال: هو ههنا الشَّاطِرُ: والمُخَلَّعُ من الناس: الذي كأنَّ به هَبَّةً أو مَساً، ورجُلٌ مُخَلَّعٌ: ضعِيفٌ رِخْوٌ. وفي الحديث: "خَلَع رِبْقَةَ الإسلام من عُنُقِهِ" إذا ضيَّع ما أعْطى من العَهْدِ وخرج على النَّاسِ. والخَوْلَعُ: فزعٌ يَبْقَى في الفُؤادِ حتى يِكادُ يعْتَري صاحِبه الوَسواسُ منه. وقيل: الضَعْفُ والفزعُ، قال جرير:

لا يُعْجِبَنَّكَ أنْ ترى لمُجـاشـعٍ


جَلَدَ الرَّجال وفي الفُؤاد الخَوْلَعُ

والمُتَخَلَّعُ: الذي يهُزُّ منكبيه إذا مشى ويُشيرث بيديه. والمَخْلُوعُ الفُؤادِ: الذي انْخَلَعَ فؤاده من فزعٍ. والخَلَعُ: زوالٌ في المفاصِلِ من غير بَيْنُونَةٍ، يُقالُ: أصابَه خَلَعٌ في يَدِهِ ورِجْلِهِ. والخَلَعُ: القديدُ يُشْوَى فَيُجْعلُ في وعاء بإهالَتِه. والخالِعُ: البُسْرَةُ إذا نضِجَتْ كلُّهَا. والخالِع: السُّنْبُل إذا سفا. وخَلَع الزَّرْعُ خَلاعَةً. والمُخَلَّعُ من الشِّعْر: ضَرْبٌ من البسيط يُحْذفُ من أجزائه كما قال الأسودُ بن يَعْفَرُ:

ماذا وُقوفي على رَسْمٍ عفا


مُخْلَوْلقٍ دَارِسٍ مُسْتَعْجِـمِ

قُلْتُ للخليل: ماذا تَقُولُ في المُخَلَّعِ? قال: المُخَلَّعُ من العروض ضرب من البسيط وأورده. والخليعُ: القِدْحُ الذي يفوز أوَّلاً والجمعُ أخْلِعة والخَليعُ من أسماء الغُولِ، قالَ عرَّام: هي الخَلوع لأنَّها تَخْلَعُ قلوب الناس ولم نَعرِفِ الخليع. خعل: الخَيْلَعُ والخَيْعَلُ مقلوب، وهو من الثِّياب غيْرُ منْصُوح الفرْجيْنِ تلْبسه العروس وجَمْعُه خَياعِل، قال:

السَّالِكُ الثَّغْرَةِ اليَقْظَـانُ كـالـئُهـا


مَشْيَ الهَلُوكِ عليها الخَيْعَلُ الفُضُلُ

وقيل: الخَيْعَلُ قَميص لا كُمَّيْنِ له. والخَيْعَلُ والخَيْلَعُ من أسماء الذِّئب.

باب العين و الخاء والنون

)خ ن ع، ن خ ع مستعملان( خنع: الخَنْعُ: ضرْب من الفُجُورِ. خَنَعَ إليها: أتاها ليلاً للفُجُورِ. ووقفْتُ منه على خَنْعة: أي فَجْرَةٍ. وخَنَعَ فُلانٌ لفُلان أي ضرع إليه إذا لم يكن صاحبُه أهلاً لذلك. وأخْنَعَتْهُ الحاجة إليه: أخْضَعَتْهُ، والاسم الخُنْعَة. وفي الحديث: "أخْنَع الأسماء إلى الله من تَسمَّى باسم مَلِك الأملاكِ" أي أذَلُّها، قال الأعشي:

هم الخَضَارِمُ إن غابوا وإن شهدوا


ولا يُرَون إلى جاراتِهم خُنُـعـا

والخُنُع جمع خَنُوع. أي لا يخضعون لهنَّ بالقول، بل يُغَازِلونَهُنَّ. وخُناعَةُ: قبيلة: نخع: النُّخَاعُ والنِّخَاعُ والنَّخَاعُ، ثلاث لغات: عِرق أبيضُ مُستْبَطْنِ فِقار العُنُق مُتصل بالدِّماغ، قال:

ألا ذهب الخِداعُ فلا خِداعـا


ة أبْدَ السَّيْفُ عن طبق نُخاعا

يقول: مضى السيفُ في قطع طبق العُنُق فبدا النُّخَاع. ونَخَعْتُ الشاةَ: قَطَعْتُ نُخَاعَها. ومنه يقال: تَنَخَّعَ الرجلُ: إذا رمى بُنخَاعَتِه، وهي نُخامَتُهُ. وفي الحديث: "النُّخَاعَةُ في المسجد خطيئةٌ". قال: هي البَزْقَةُ التي تخْرُجُ من أصل الفم ممَّا يلي النُّخَاع، والمَنْخَعُ: مفْصلَ الفَهْقَةِ بين العُنُق والرَّأسِ من باطنٍ. وفي الحديث: "لا تَنْخَعُوا الذَّبيحةَ، ولا تَفْرُسوا، ودعُوا الذَّبيحةَ حتى تجب فإذا وجَبَتْ فكُلُوا". الفَرْس: كَسْر العُنُق. والنَّخْعُ: أن يَبْلُغَ القَطْعُ إلى النُّخَاعِ. وفي الحديث: "أنخَعُ الأسماء إلى الله -أي أقْتَلُه- من تسمَّى بمَلْك المُلُوكَ" .

باب العين و الخاء والفاء

)خ ف ع مستعمل فقط( خفع: خَفَع الرَّجُلُ: إذا ديَر به فَسَقَطَ، وانْخَفَعَتْ كَبْدُه من الجوع، وانْخَفَعَتْ رئتُه إذا انْشَقَّتْ من داءٍ، قال جرير:

يمْشُون قد نَفَخَ الخزيرُ بطُونهُمُ


وغدوا وضَيْفُ بني عَقالٍ يَخْفَعُ

أي تَحْتَرِقُ كَبِدُه من الجوع. والخَوْفَعُ: الذي به اكتئابٌ ووجُومٌ شِبْهُ النُّعاس.

باب العين و الخاء والباء

)خ ب ع، ب خ ع مستعملان( خبع: الخَبْعُ: الخَبْءُ في لغة تميمٍ، يجعَلُون بدل الهمزة عَيْناً. وخَبَعَ الصَّبِيُّ خُبُوعا: أي فُحِمَ من شدَّة البكِاء حتّى انْقطع نفسُه. بخع:   بَخَعَ نَفْسَهُ: قتلها غَيْظاً من شِدَّة الوَجْد، قال ذو الرمة:

ألا أيُّهَذا الباخعُ الوَجْدِ نَفْسَهُ

بَخَعْتُ به بُخُوعا أي أقَررْتُ به على نفسي، وبَخَعَ بالطاعة: أي أذْعَنَ وانْقَادَ وسَلَسَ.

باب العين و الخاء والميم

)خ م ع، خ ع م مستعملان( خمع: الخَوَامِعُ: الضِّباعُ لأنَّها تَخْمَعُ خُمُوعا وخَمْعا إذا مشَتْ وكُلُّ من خَمَعَ في مِشْيَتِهِ كأن به عَرَجا فهو خامِعٌ. والخُماعُ اسمٌ لذلك الفِعلِ. قال عَرَّام: الخَميعُ والخَمُوعُ: المرأة الفاجِرُة وخُماعَةُ: اسمُ امرأةٍ. خعم: الخَيْعَامَةُ: نَعْتُ سُوءٍ للرَّجُل.

باب العين و القاف والشين

) ع ش ق، ق ع ش، ق ش ع، ش ق ع مستعملات( عشق: عَشِقَها عَشَقاً والاسم العِشْقُ، قال رؤبة:

فَعَفَّ عن إسرارِها بعد العَسَقْ


ولم يُضِعَها بين فَرْك وعَشَقْ

وفلانٌ عَشِيقُ فُلاَنةُ، وفُلانةُ عشيقَتُهُ، وهؤلاء عُشَّاق وعَشَاشيقُ فُلانةٍ. قعش: القَعْشُ: عَطْفُ الشَّيء كالقعص. قَعَشْتُ العَصَا من الشَّجَرَة إذا عَطَفْت رُؤوسها إلَيْكَ. والقُعُوش من مراكِب النِّساء، قال رؤبة: جَدْبَاءُ فَكَّتْ أُسُرَ القُعُوشِ يصفُ سنة جَدْبَاءَ باردة أحَوجَتْ إلى أن حَلّوا قُعُوشهم فاسْتَوْقَدوا حَطَبَهَا. قشع: القَشْعُ: بَيْت من أَدَم. ورُبَّما اتُّخِذَ من جُلُودِ الإبل صوانا للمتاع، ويُجْمَعُ على قُشُوع، قال متممٍ:

إذا القَشْعُ من بَرْدِ الشِّتاء تَقَعْقَعا

والقَشْعة: قطعةُ سحاب تَبْقَى في نواحي الأُفُق بعدما يَنْقَشِعُ الغيْمُ. وكُل شيءُ يغْشَى وجْه ثمَّ يذْهَبُ فقد انقشعَ وانقشعَ الهَمُّ عن القلب. وانْقَشع البلاءُ والبَرْدُ: أي ذهب، وقَشَعَتِ الرِّيحُ السَّحاب فَتَقَشَّع وانقشع: أذَهَبَتْهُ فذهب، والقِشَعُ: السِّحابُ الذَّاهِبُ عن وجْه السَّماء. وأقْشَع القَوْمُ عنه: أي تَفَرَّقُوا بعد اجتماعهم عليه، والقشْعَةُ العجوز التي قد انْقَشَع عنها لحمُها، قال الشاعر:

لا تَجْتَوي القَشْعَةُ الخَرْقاءُ مَبْنَاها


النّاسُ ناس وأرْضُ الله سَرّاها

قوله: مبناها: حيثُ تَنْبُتُ القَشْعَةُ. والاجتواء: ألا يوافِقُكَ المكانُ ولا هواؤه شقع: شَقَعَ في الإناء: كَرَعَ فيه. ومثله قَبَعَ وقَمَعَ ومَقَعَ، وكُلُّهُ من شِدَّةِ الشُّرْبِ.

باب العين و القاف والضاد

)ق ع ض، ق ض ع مستعملان( قعض: القَعْضُ: عَطْفُكَ رأس الخَشَبَةِ كعَطْفِكَ عُرُوشَ الكَرْم والهَوْدَج، يقال: قَعَضَها فانقعضتْ أي حَنَاها فانْحَنَتْ، قال رؤبة يُخاطبُ امرأته:

إمّا تَرَيْ دَهْري حَنَاني خَفْضَا

أُطْرَ الصَّناعين العريش القَعْضا

فَقَد أُفَدّي مِرجَما منْقَضّا

قضع: قُضَاعَةُ: اسمُ كَلْب الماء. والقَضْعُ: القَهْرُ. وإن قُضَاعَةَ قَهَروا قَوْما فسُمُّوا بذلك، وقيل: هو اسم رَجُل سمِّي بذلك لانقضاعِه عن أمِّه. وقيل: هو من القَهْر لأنه قَهَرَ قَوْماً فسُمِّي به. وهو أبو حَيّ من اليمن واسمُهُ قُضاعَةُ بن مالك بن حِمَيْر بن سبَأ. وتَزْعُمُ نسَّابَةُ مُضر أنَّهُ قُضَاعَةُ بن مَعَدِّ بن عَدَنانَ. قال: وكانوا أشِدَّاء على أعدائهم في الحُرُوب ونحوها.

باب العين و القاف والصاد

)ع ق ص، ق ع ص، ق ص ع، ص ع ق، ص ق ع مستعملات( عقص: العَقْصُ: الِتَواءٌ في قَرْنِ الشَّاةِ والتَّيْسِ، ويُسْتْعَملُ في كُلِّ ذي قَرنٍ، يقال: شاة عقصاءُ أي مُلْتَويَةُ القَرْنِ. وهو أيضاً دُخُول الثَّنايا في الفمِ. والنَّعْتُ أعْقَصُ وعَقْصاءُ. ويُجْمعُ على عُقْص. والعَقْصُ أخذُك خُصْلَةُ من شعْر فَتَلْوِيها ثم تعْقِدُها حتّى يبْقى فيها الِتواءٌ. ثُمَّ تُرسِلُها، فكُلُّ خُصْلَةٍ عَقيصَةٌ، وجمعُها عَقَائِصُ وعِقاصٌ. قال امرؤ القيس:

غدائره مُسْتشْزرات إلى الـعُـلا


تضِلُّ العِقاصُ في مُثَنَّى ومُرْسل

والمِعْقصُ: سَهْمٌ ينْكسِرُ نصْلُه فيَبْقى سِنْخه في السَّهْم فيُخْرجُ ويُضْربُ حتَّى يَطُول ويُرَدَّ إلى مَوْطِنِه فلا يَسُدَّ مَسَدَّه لأنَّه طُوِّل ودُقِّق، قال الأعشى:

ولو كُنْتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ جُرامَةً


ولو كنْتم نبْلاً لكُنْتُمْ معاقصا

قعص: القَعْصُ: القَتْلُ. ضَرَبَهُ فَقَعَصَهُ وأَقْعَصَهُ: أي قتلهُ في مكانه، قال يصف الحرب:

فأَقْعَصَتْهُم وحكّتْ بَرْكَها بِهمُ


وأعْطت النَّهْب هيَّان بن بَيَّانِ

ومات فُلان قَعْصاً أي أصابتْه ضَرْبَةٌ أو رَمْيَةٌ فمات مكانُه. والقُعَاصُ: داء يأخذ في الصَّدْرِ كأنَّهُ يَكْسِر العُنُقَ، ويقال: هو القُعاسُ، واشتقاقه من القعس وهو انتصاب النَّخْرِ وانْحناؤه نحو الظَّهْر، وهو أَقْعَس، والأُنْثى قَعْساء. والقُعاصُ أيضاً داءٌ يأخُذُ الدَّوابَّ فَيسيلُ من أُنُوفِها شيءٌ، قُعِصَتْ فهي مَقعوصةٌ. وشاة قَعُوصٌ: تضْرُب حالِبها وتَمْنَعُ الدِّرَّة. ويقال: ما كنت قَعُوصاً، ولقد قَعِصت قَعْصاً، قال الشاعر:

قَعُوصٌ شَريٌّ دَرُّها غير مُنْزَلِ

قصع: القَصْعُ: ابتلاعُ جُرَعِ الماء. والبَعِيرُ يقصَعُ جِرَّته إذا ردَّها إلى جوْفِهِ قال:

ولم يَقْصَعْنَه نُغَبُ

والماءُ يَقْصَعُ العَطَشَ: أي يقتلُه، وقَصَعَ صُؤاباً أو قَمْلةً: أي قتلها بين ظُفُرَيْهِ. وقَصَعْتُ رأس الصَّبِيَّ: ضَرَبتُه ببُسْط الكَفِّ على هامته، وقَصَع الله شَبابه: أي ذهب به وقتله. وغُلامٌ قَصْعٌ وقَصيع إذا كان قَمِيئاً لا يَشِبُّ، وقد قُصِع يُقْصَعُ قَصاعَة. والجارية بالهاء إذا كانت قميئا لا تشِبُّ ولا تزداد. والقِصاعُ جمعُ القَصْعَة. والقاصِعاءُ: جُحْرُ اليْربُوع الأول الذي يدخل فيه، اسم جامع له. ولا تجوز السِّين في الكلمة التي جاءت القاف فيها قبل الصَّاد إلا أن تكون الكلمة سينيَّةً لا لغة فيها للصاد. صعق: الصُّعَاقُ: الصَّوت الشَّديد للثَّور والحمارِ، صَعَقُ صُعاقاً، قال رؤبة:

صَعِقٌ ذِبَّانُه في غَيْطلِ

أي يموت الذباب من شدَّةِ نَهِيقه إذا دنا منه. قال رؤبةُ يصف حماراً وأتانه:

يَنْصاعُ من حيلةِ ضمٍّ مُدّهَقْ

إذا تتلاَّهُنَّ صَلْصَالُ الصَّعَقْ

وحِمارٌ صَعْقُ الصَّوْتِ أي شديدهُ. والصعَّاقُ: الشَّديدُ الصَّوْتِ. والصَاعِقَةُ: صيحةُ العَذَابِ. والصَّاعِقَةُ: الوَقْعُ الشَّديدُ من صوْتِ الرَّعْدِ، يسقُطُ معه قِطْعة من نار يقال: إنها من صَوْت الملك، ويجمع صَواعِق. والصَّعِقُ: المغْشِيُّ عليه. صُعِق صَعْاقاً: غُشِي عليه من صَوْتٍ يسمعه أو حِسٍّ أو نحوه. وصعِق صعَقاً: مات. صقع: الصَّقْعُ: الضَّرْبُ بُبِسطِ الكفّ، صَقَعْت رأسَهُ بيدي، والسين لُغةٌ فيه. والدِّيكُ يَصْقَعُ بصَوْتِه، والسِّينُ جائز. خطيبٌ مِصْقعٌ: بليغٌ، وبالسِّين أحسن. والصَّقِيعُ: الجَلِيدُ يَصْقعُ النَّبات، وبالسين قبيحٌ. والصَّوْقَعةُ من العِمامَةِ والرِّدَاءِ ونحوهما: المَوْضِعُ الذَّي يلي الرَّأس، وهو أسْرَعُ وسخاً، وبالسين أجْودُ. والصَّوْقَعَة وقْبَةُ الثَّريدِ، وبالسِّين أحسنُ، والصُّقْعُ: ناحية من الأرض أو البيت، والصاد قبيحٌ، والصُّقْعُ: ما تحت الرَّكِيّةِ وحولها من نواحيها، والجمعُ: الأصْقَعُ. والأَصْقَعُ من العِقبانِ والطَّيْر: ما كان على رأسه بياضٌ، باللُّغتْين معاً. وان أردتْ الأصْقَعَ نَعْتاً فجمعه على صُقْع. قال الحارث بن وعلة الجرمي:

خُدَارِيَّةٌ صَقْعَاءُ لثَّقَ رشَـهـا


بطَخْفَةَ يَوْمٌ ذو أهاضيب ماطر

والأصقَعُ: طُوَيْر كأنه عُصفُورٌ في ريشه خُضْرةٌ، ورأسُهُ أبْيَض يكون بقُرْبِ الماء. والجمع صُقْعٌ وأصاقِعُ. قال الخليل: كل صادٍ قبلَ القاف إن شئتَ جعلْتها سينا لا تُبالي مُتَّصِلة كانت بالقاف أو مُنْفَصِلَة، بعد أن تكونا في كلمة واحدة، إلا أن الصَّاد في بعض الأحيان أحسن، والسِّين في مواطِنَ أخرى أجْوَدَ.

باب العين و القاف والسين

)ع س ق، ق س ع، س ق ع مستعملات( عسق: العَسَقُ: لُزُقُ الشيء بالشيء. عَسِقَ بها عَسَقاً. وعَسِقْت النَّاقةُ بالفَحْلِ: أرَبَّتْ به ولازمتْهُ، قال رؤبة:

فَعَفَّ عن اسِرارَها بَعْدَ العَسَق

ويقال: في خُلُقه عُسْرٌ وعَسَقٌ أي التِواء يَصِفُه بسوء الخُلُقِ وسُوء المُعامَلِة. والعَسَق العُرْجُونُ الرَّديء "أَزْديَّةٌ" قعسالقَعَسُ: نَقيض الحَدَبِ. قَعِسَ قَعَساً فهو أقعَسُ، والأنثى قَعْسَاءُ، وجَمعُه قعسٌ. والقَعْسَاءُ من النَّمْلِ: الرَّافِعَةُ صَدْرَهَا وذنبها، ويجمعُ قُعْساً، وقَعْسَاوات على غلبةِ الصِّفَةِ. القُعاسُ: التواءٌ يأخُذُ في العُنُقِ من ريحِ كأنما يَكْسِرُه إلى الوراء. ورجلٌ أقعَسُ: أي مَنيعٌ. وعِزٌ أَقْعَسُ: ثابِتٌ مُمْتِنعٌ، قال العجاج:

والعِزَّةُ القَعْساء للأَعَزِّ

وقال:

تَقَاعَسَ العِزُّ بِنا فاقْعَنْسَا

والاقعِناس: التَّقَعُّسُ، شّبَّع السين بالسينِ للتوكيد. وتَقَاعَسَ فُلانٌ: إذا لم يَنفْذ ولم يَمضِ لما كُلِّفَ. والقَوْعَس: الغليظُ العُنُق الشديد الظَّهر من كُل شَيْء. سقع: السُّقْعُ مُستْعَمْلَ في الصُّقْعِ في بابه.

باب العين و القاف والزاء

)ع ز ق، ق ز ع، ز ع ق، ز ق ع مستعملات( عزق: المِعْزَقة: المِسْحَاةُ، قال ذو الرمة:

إذا رَعَشَت أيْدِيكُمُ بالمَعَازِقِ

والمِعْزَقُ: المَرُّ من الحديد ونحوه ممَّا يُحفرُ به، ويجمعُ مَعازق. والعَزْقُ عِلاجٌ في عُسْر. رَجُل عَزِق ومُتَعَزِّق وعَزوق: فيه شدَّة وبُخْل وعُسْر في خلقُهِ. والعَزْوَقُ: حَمْل الفُسْتُق في السَّنةِ التي لا يَعْقِدُ لُبُّهُ وهو دباغ. وعُزوقَتُه: تَقَبُّضَه. وأنشد:

ما يصْنعُ العَنْزُ بذي عَزْوَقِ


يُثيبهُ العَزْوَقُ في جـلـده

وذلك لأنه يُدْبَغُ جِلْدُهُ بالعَزْوَقِ. قزع: القَزُعُ: قِطعُ السَّحاب، الواحدةُ قَزَعَةٌ وهي رَقيقَةُ الظِّلِّ تمر تحت السَّحابِ الكثير. قال:

مقانِبُ بعضُها يُبْرى لبَعْض


كأنَّ زُهاءها قَزَعُ الظِّلاَلُ

والقَزَعُ من الصُّوفِ: ما تناتف في الرَّبيع، ورَجُلٌ مُقَزَّعٌ: ليس على رَأسِه إلاَّ شعُيرات تتطاير في الريح، قال ذو الرمة:

مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأَطْمَارِ ليس لهُ


إلاَّ الضِّراءَ وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ

والمُقَزَّعُ من الخيْل: ما نُتِفَت ناصيته حتى تَرِقَّ، وأنشد:

نزائِع للصَّريحِ وأعْوجِـيٍّ


من الخَيلِ المُقَزَّعَةِ العِجَالِ

وسَهْمٌ مُقزعءَ خُفِّف ريشُهُ. والقَزَعُ:السهم الذي خفَّ ريشُهُ. وكَبْش أَقَزَعُ، وشاةٌ قَزعاء: سَقَط بعض صوفهما. والفَرسُ يَقْزَعُ بفارسه: إذا مَرَّ يُسْرُع به. وفي الحديث : يخرجُ رجل في آخر الزَّمانِ يسمَّى أمير الغَضْبِ له أصحاب مُنَحَّوْنَ مَطْرُودُون مُقْصَوْن عن أبواب السُّلْطَان يأتونه من كل أوبٍ، كأنهم قَزَع الخَريف، يورثهم الله مَشارقِ الأرض ومَغَارِبَها. وقال في وصف السحاب:

وهاجَتِ الرّيح بَطرَّادِ القَزَعْ

ونهى عن "القزِعِ" وهو أخذُ بعضِ الشَّعْرِ وتْركُ بعضه. زعق: الزُّعَاقُ: ماءٌ مرٌ غليظٌ. وأزْعَقَ القَوْمُ: أي حفروا فهَجموا على ماءٍ زُعاقٍ. قال علي بن أبي طالب:

دُونَكها مُتْـرَعَةً دِهـاقـا


كَأْساً زُعاقاً مُزِجَتْ زُعاقا

وبِئْرٌ زَعِقَةٌ: مِلْحَة الماءِ. وطعامٌ زُعاقٌ: مَزْعُوقٌ: أي كُثر مِلْحُهُ فأمرَّ. والزُّعْقُوقُة: فَرْخُ القَبَجِ، ويُجْمعُ الزَّعاقيق، وأنشد:

كأنّ الزَّعَاقِيقَ والحَيْقُطَـانَ


يُبَادِرْنَ في المَنْزِلِ الضَّيْوَنا

ويقال: أَرْضٌ مَزْعُوقَةٌ ومَذْعُوقَةٌ ومَمْعُوقَةٌ ومَبْعُوقَةٌ ومَشْحُوَذةٌ ومَسْحُورَةٌ ومَسْنَّيِةٌ بمعنىً واحد أي أصابها مطرٌ وابلٌ شَديدٌ. وزَعَقَتِ الريحُ التُّرابَ: أثارتْه زقع: زَقَعَ زَقْعاً وزُقاعاً لأَشَدِّ ضُراطِ الحمار. قال زائدة: أعرفُه صَقَعَ بِضَرْطَة لها رَطْبَةٌ مُنْتَشِرَةٌ ذاتُ صَوْتٍ. والزَّقاقِيعُ: فِراخ القَبَجِ.

باب العين و القاف والطاء

)ق ط ع، ق ع ط مستعملان( قطع: قَطَعْتُهُ قَطْعاً ومَقْطَعاً فانْقَطَعَ، وقَطَعْتُ النَّهْرَ قُطُوعاً. والطَّيرُ تَقْطَعُ في طيرانها قُطُوعاً، وهُنَّ قَواطِعُ أي ذواهبُ ورواجعُ. وقُطِعَ بفُلانٍ: انْقَطَعَ رجاؤه. ورجلٌ مُنقطعٌ به أي انْقطع به السَّفَر دون طيِّة. ويقال قَطَعَه. ومُنْقطعُ كُلِّ شيْء حيث تنْتهِي غايتُه. والقِطعةُ: طائفة من كُلَّ شَيْء والجمع القِطَعات والقِطَعُ والأقْطَاعُ. والقَطْعَةُ فعْلةٌ واحدةٌ. وقال بعضُهم: الْقٌطَعَةُ بمعنى القِطْعَةِ. وقال أعرابيٌ: غلبنِي فُلانٌ على قطعة أرضي. والأَقْطَعُ: المَقْطُوعُ اليدِ، والجمعُ قُطْعان، والقياس أن تقول: قُطْع لأن جمع أفْعَلَ فُعْلٌ إلا قليلاً، ولكنهم يقولون: قُطِعَ الرَّجُلُ لأنه فُعِلَ به. ويقال: ما كان قَطِيع اللَّسَانِ، ولقد قُطِعَ قَطاعَةً: إذا ذهبتِ السلاطة منه. وأقْطَعَ الوالي قطيعةً أي: طائفةً من أرض الخَراجِ فاستْقْطَعْتُهُ. وأَقْطَعَنِي نهراً ونحوه، وأَقْطَعْتُ فُلاناً: أي جَاوَزْتُ به نهراً ونحوه. وأقْطَعَنِي قُضْبَاناً: أذن لي قَطْعِها. ويُسمَّى القَضِيبُ الذي تُبْرى منه السِّهَامُ القِطْعُ، ويجمع على قُطْعَانَ وأقْطُعُ، قال أبو ذؤيب:

وتميمةً من قابِض مُتلبِّـبٍ


في كَفِّه جَشَأٌ أَجَشُّ وأقطَعُ

يَعْنِي بالجَشَأ الأجَشّ: القَوْس، والأَقْطُعُ: السِّهَام، والفَرَسُ الجَوَادُ يُقَطِّعُ الخَيْلَ تَقْطيعا إذا خَلَّفَهَا ومَضَى، قال أبو الخشناء:

يُقَطَّعُهُنَّ بـتَـقـريِبـهِ


ويَأوي إلى حُضُرٍ مُلْهِبِ

ويقال للأرنْبِ السَّريعة مُقَطَّعَةُ النِّياطِ، كأنهَا تُقَطِّعُ عِرْقاً في بطنها من العدو. ومن قال: النِّياطُ بُعْدُ المفارزة فهي تُقَطِّعُهُ أي تُجاوزُهُ. ويقال لها أيضاً مُقَطِّعَةُ الأسْحارِ ومُقَطِّعَةُ السُحُور، جمع السحر وهي الرِئةُ. والتَّقْطِيعُ: مَغَسٌ تجدُه في الأمْعَاءِ. قال عَرَّام: مَغَص لا غير. والمَغَصُ: أن تَجِدَ وجَعاً والتِواءً في الأمْعَاءِ، فإذا كان الوَجَعُ معه شديداً فهو التَّقطيعُ. وجَاءَت الخَيْلُ مُقْطَوْطِعاتٍ: أي سِراعاً، بعضها في إثِر بَعْضْ. وفُلانٌ مُنْقَطِعُ القرين في الكرمِ والسخاء إذا لم يكن له مِثلٌ، وكذلك مُنْقَطِعُ العِقالَ في الشر والخُبْثِ أي لا زاجر له، قال الشماخ:

رأيتُ عَرَاَبَةَ الأوْسيِّ يسمُـو


إلى الخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ القرين

والمُنْقَطِعُ: الشَّيءُ نَفْسُهُ، وانْقَطَعَ الشَّيءُ: ذَهَبَ وَقْتُهُ، ومنه قَوْلُهم: انْقَطَعَ البَرْدُ والحَرُّ. وأُقْطِعَ: ضَعُفَ عن النِّكاح. وانْقُطِعَ بالرجُلِ والبعير: كلا، وقُطِعَ بفلانٍ فهو مَقْطُوع به. واْنُقِطعَ به فهو مُنْقَطَعٌ به: إذا عجز عن سفرِه من نفقةٍ ذهبتْ أو قامَتْ عليه راحِلتُه، أو أتاهُ أمر لا يَقْدِرُ أن يَتَحَرَّكَ معه. وقيل: هو إذا كان مُسافِراً فأُقْطِعَ به وعَطْبَتْ راحِلتُه ونفذ زادُهُ ومالُهُ، وتقول العرب: فُلانٌ قَطِيعُ القيام أي مُنْقَطِع، إذا أراد القيام انْقَطَعَ من ثِقلٍ أو سمنةٍ، ورُبَّمَا كان من شِدَّة ضَعْفِه، قال:

رَخيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القيا


م أمسى الفُؤادُ بها فاتنا

أي مَفتُوناً، كقولك: طَريقٌ قاصِدٌ سابِلٌ أي مَقْصُورٌ مَسْبُولٌ، ومنه قوله تعالى: "في عيشةٍ راضية" أي مَرْضَيِةَّ. ومنه قول النابغة:

كليني لِهَمٍّ يا أُمَيْمةُ ناصِـبِ


وليلِ أُقاسيهِ بطيء الكَواكبِ

أي مُنْصِب. ورخيِمٌ وقَطيعٌ فَعيلٌ في موضع مَفعول، يَسْتَوي فيه الذَّكَرُ والأنْثَى، تقول: رجُلٌ قتيل وامرأة قتيلٌ. ورُبَّمَا خالف شاذاً أو نادراً بعض العرب والإستقطاع: كلمةٌ جامعةٌ لمعاني القَطْع. وتقول أَقْطَعَنِي قَطِيعَةً وثوْباً ونَهْراً. تقول في هذا كله استَقْطَعْتُهُ. وأَقْطَعَ فلانٌ من مال فُلانٍ طائفةٌ ونحوَها من كُلِّ شَيْءٍ أي أخذ منه شيئاً أو ذَهَبَ ببعضه. وقَطَعَ الرَّجُلُ بحَبْل: أي اختَنَقَ ومنه قوله تعالى: "ثُمَّ لِيَقْطَعْ" أي لِيَخْتَنِقْ. وقاطَعَ فلانٌ وفلانٌ سَيْفَيْهِما: أي نَظَرا أيُّهمُا أقطعُ. والمِقْطعُ: كُلُّ شيء يُقْطَعُ به. ورجُلٌ مِقْطاعٌ: لا يثْبت على مُؤاخاة أخ. وهذا شيءٌ حسن التقطيع أي القَدِّ. ويقالُ لقاطِعِ الرَّحم: إنه لقُطَع وقُطَعَةٌ. من "قَطَعَ رَحِمَه" إذا هجرها. وبَنُو قُطَيْعَةَ: حيٌ من العَرَبِ، والنِّسبةُ إليهم قُطَعِيُّ، وبنوا قُطْعة: بَطْنٌ أيضاً. والقِطْعَةُ في طَيِّء كالْعَنْعَنَةِ في تَمِيمِ وهي: أن يَقُولَ: يا أبا الحكا وهو يُريدُ يا أبا الحكم، فَيَقْطَعُ كلامه عن إبانَةً بَقَيَّةِ الكلمة. ولَبَنٌ قاطعٌ: وقَطَّعْت عليه العذاب تَقْطِيعاً: أي لَوَّنْتُه وجزَّأتُه عليه. والقَطِيعُ: طائِفَةٌ من الغَنَمِ والنَّعَمِ ونحوها. ويجمعُ على قُطْعان وقِطاع وأقطاع، وجمع الأَقْطاع أقاطيعُ. والقِطْع: نَصْلٌ صغيرٌ يُجْعَل في السَّهْم وجمعه أقطاعٌ. والقَطِيع: السَّوط المقطُوعُ طَرَفُه، قال:

لمّا عَلاني بالقَطِـيع عَـلَـوْتُـه


بأبْيَضٍ عَضْبٍ ذي سَفاسِق مِفْصَلٍ

والقطِيعُ: شِبْه النَّظير. تقول: هذا قطيع أي شِبْهَهُ في خَلْقَهِ وقَدِّهِ. والأُقطُوعةُ: علامةٌ تبْعَثُ بها الجارية إلى الجارية أنها صَارمَتْها، قال:

وقالتْ بِجارِيَتَيْهَا اذهـبـا


إليه بأقطُوعَةٍ إذْ هـجـرْ

وما إن هَجَرْتُك مِن جَفْوَة


ولكن أخافُ وشاة الحَضَرْ

وانقِطَاعُ كُلِّ شَيْءٍ: ذهابُ وَقْتِه. والهَجْرُ مَقْطْعَةٌ للوُدِّ: أي سببُ قَطْعِه، ومَقْطَع الحَقِّ: مَوْضِعُ التِقَاء الحُكمِ فيه، وهو ما يَفْصِلُ الحق من الباطل، قال زهير:

وإنَّ الحقَّ مَقْطَعُه ثلاث


شُهُودٌ أو يَمِينٌ أو جُلاءُ

يَنْجَلِي: يَنْكَشِفُ. ولُصُوصٌ قطَّاعٌ، وقُطَّعٌ وهذه تخفيف تلك والمِقْطَعُ: ما يُقْطَعُ به الأدِيمُ والثَّوْبُ ونحوه. والمُقَطَّعَاتُ من الثياب: شِبْهُ الجِبَابِ ونحوها من الخَزِّ والبَزِّ والألوان. ومثله من الشِّعْر الأراحيزُ، ومن كل شيءٍ. قال غيرُ الخليل: هي الثيابُ المختلفةُ الألوان على بَدَنٍ واحدٍ، وتحتْها ثَوْبٌ على لَوِنٍ اخر. ويقالُ للرَّجُل الكثير الاختراقِ قَطِيعٌ. وقُطُعات الشَّجَر: أطراف أُبَنِها إذا قُطِعَتْ أغْصانُها. ومُقَطِّعَةُ السَّحْر من الأرانِب: هناتٌ صِغَارٌ من أسرع الأرانب. قال:

مَرْطَي مُقَطَّعةٌ سُحُورَ بُغاتِهـا


من سُوسِها التَّأبيرُ مهما تَطْلُبِ

والقِطْعُ من الثِّيابِ: ضَرْبٌ منها على صَنْعَة الزَّرابيَّ الحِيريَّة لأن وشْيِها مَقْطُوع وتجمعُ على قُطُوع، قال:

أَتَتْك العِيسُ تَنْفُخُ في بُراها


تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطُوعُ

والقُطْعُ: بهرٌ يأخُذُ الفرس فهو مَقْطُوعٌ، وبه قُطْعٌ، قال أبو جندب:

وإنِّي إذا آنسْتُ بالصُّبْح مُقْبلاً


يُعَاوِدُني قُطْعٌ جواه ثَقِـيلُ

ورواية عرَّام:

وإنّي إذا ما آنس مقبـلاً


يُعَاوِدُنِي قُطْعٌ عليَّ ثَقِيلُ

وكذلك إن انْقَطَعَ عِرْقٌ في بَطْنِه أو مَشْحَمِهِ، فهو مَقْطُوعٌ. والقِطْعُ: طائِفَةٌ من الليل، قال:

افتحِي الباب فانْظُري في النُّجومِ


كم علينا من قِطْع لَيلٍ بَـهـيمٍ

ويجوز قَطْعٌ، لُغَتَانِ. وفي التنزيل: "قِطَعاً مِنَ الَّلْيِل مُظْلِماً" وقُرِئ : قِطْعاً. قعط: يقال: اقْتَعَطَ بالعمامَةِ: إذا اعتَمَّ بها، ولم يُدِرْها تَحتَ الحَنَكِ. قال عَرَّام: القَعْطُ: شِبْهُ العِصَابَة. والمِقْعَطَةُ: ما تَعْصِبُ به رَأْسَكِ. ويقال: قَطَعْتُ العِمَامَةَ: في معني اقْتَطَعْتُها. وأنْكَر مُبْتَكِرٌ قَطَعْتُ بمَعْنَى اقْتَطَعْتُ.

باب العين و القاف والدال

ع ق د، ع د ق، ق ع د، ق د ع، د ق ع، د ع ق عقد: الأعْقَادُ والعُقُودِ: جماعة عَقْدِ البِناء. وعَقَّدَهُ تَعْقِيداً أي جعل له عُقُوداً. وعَقَدْتُ الحبل عَقْداً، ونحوه فانْعَقَدَ. والعُقُدَةُ: مَوْضعُ العقد من النظام ونحوه. وتَعَقَّدَ السَّحابُ: إذا صار كأنه عَقْد مَضْرُوبٌ مَبْنِيّ. وأعْقَدْتُ العسل فانْعَقَد، قال:

كأنّ رُبّاً سال بعْدَ الإعْقادْ

وعَقْدُ اليمينِ: أن يَحْلِف يمينا لا لغو فيها ولا استثناء فيجب عليه الوفاء بها. وعُقْدَةُ كُلِّ شَيْءٍ: إِبْرَامُهُ. وعُقْدَةُ النِّكَاحِ: وُجُوبُهُ. وعُقْدَةُ البيع: وجُوبُهُ والعُقْدَةُ: الضَّيْعَةُ ويجمع على عُقَدٍ. واعْتَقدْتُ مالاً: جمعتهُ. وعَقَدَ قَلْبَه على شيء: لم ينزع عنه. واليَعْقِيدُ: طعامٌ يُعْقَدُ بالعَسلِ. وظَبْيَةٌ عاقدٌ: تَعَقَّدَ طرف ذنبها. ويقال: بل العَواقِدُ: عَواطِفُ ثواني الأعطافِ، قال النابغة:

وَيضَرْبِنَ بالأيْدِي وراء بَرَاغز


حِسانِ الوجُوه كالظِّباء العَواقِدِ

واعْتَقَدَ الشَّيْءُ: صَلْبَ. واعْتَقَدَ الإخَاءُ والمَوَدَّةُ بينهما: أي ثَبَتَ والأعْقَدُ من التُّيُوسِ والظِّباءِ: الذي في قَرْنِهِ عُقْدَةٌ. ورَجُل أَعْقَدُ، وقد عَقِدَ يَعْقَدُ عَقَداً أي في لسانه عُقْدَةٌ وغِلَظٌ في وسَطِهِ فهو عُسُرِ الكلام، قال الله -عز وجل- :"واحْلُلُ عُقْدِةً من لِساني". والعَقْدُ مَثل العَهْدِ، عاقَدْتُهُ عَقْداً مِثلُ عاهَدْتُهُ عَهْداً. وعِقْدُ القِلادَةِ: ما يكون طوار العُنُقِ غيْر مُتَدلٍّ. والمعاقِدُ: مواضِعُ العَقْد من النِّظام ونحوه قال:

منه معاقِدُ سِلْكِهِ لم تُوصلِ

والعقِدُ مِنَ الرَّمْلِ: ما تراكم واجْتَمَعَ وجَمْعُهُ أعقاد. ومن قال: عَقْدَة فإنه يُجمع على عَقَداتٍ. قال:

بَيْنَ النّهار وبَيْنَ اللّيْلِ من عَقِدٍ


على جَوانِبِه الأسْباطُ والهَدَبُ

والعُقْدَانِ: ضربٌ من التَّمْرِ. قال زائدة سَمْعْتُ به وليس من لُغَتَي، وأعرفُ القَعْقَعانَ من التَّمْر. وجَمَلٌ عَقْدٌ مُمِرّ الخُلقِ، قال النابغة: الديوان.

فكَيْفَ مَزارُها إلاّ بعقْـد


مُمَرٌّ ليس ينقُصُه الخُؤونُ

وقال آخر:

مُوَتَّرةَ الأنْساء مَعْقُودَةَ القَرَى


زَفُونا إذا كلّ العِتاقُ المَراسِلُ

والعاقِدُ: النَّاقَةُ التي تَعْقِدُ بذنبها عند اللّقاح فيُعْلَمُ أنها قد حَمَلَت. عدق: العودق على تقدير فَوْعل، وهي العَوْدَقَةُ أيضاً: حديدة لها ثلاث شُعَب يستخرج بها الدَّلْو من البئر، وهو الخُطّاف. والرجلُ يعدِق بيده يدخل يَده في نواحي الحوض كأنه يطلب شيئاً في الماء ولا يراه. يقال: اْعْدِق بيدك. قال: زائدة: أقول: يُعَودق بيده في نواحي البئر لا يعْدقُ. قعد: قَعَد يَقْعُدُ قُعُوداً خلاف قام والقَعْدةُ: المَرَّةُ الواحدة. والقَعَد: القَوْمُ الذين لا ديوان لهم. والمُقْعَدُ والمُقْعَدَةُ اللذان لا يطيقانِ المَشْيَ. والمُقْعَداتُ: فِراخ القَطَا والنسر قبل أ، تَنْهَضَ للطَّيَرَانِ، قال ذو الرمة:

إلى مُقْعَداتٍ تَطْرَحُ الرّيح بالضُّحى


عَلَيْهِنَّ رَفْضاً من حصادِ القُلاقِـلِ

القُلاقِلُ: أوَّلُ ما يَنْبُتْ من البَقْل، وأوَّل ما تَدْوِي له خَشْخَشَة إذا حَرَكَتْه الرَّيح. يقول: الريحُ تَطْرحُ عَلَيْهنَ كُساراتِ القُلاقِل. والمُقْعَداتُ أيضاً الضَّفادِعُ. والمُقْعَدُ: الثَّدْيُ النّاهدُ على النَّحْرِ، قال النابغة:

والبِطْنُ ذو عُكَنٍ لطِيف طَيُّه


والِاتْبُ تَنْفُجُه بِثَدْيٍ مُقْعَـدِ

والقَعْدَةُ ضَرْب من القُعُود، يقال: قَعَدَ قَعِدَ الدُّبِّ وقِعْدةُ الرَّجلِ: مِقْدَارُ ما أَخَذَ من الأرض، يقال: أَتَانا بِثَريدَةٍ مِثْلِ قِعْدَةِ الرَّجُلِ. وذو القَعْدَةِ: اسم شَهْر كانت العربُ تَقْعُدُ ثم تحُجُّ في ذي الحجة. والقُعْدَةُ: ما يَقْتَعِدُهُ الرجُلُ من الدَّوابِّ للرُّكُوِبِ خاصة. والقُعُود والقُعُودَةُ من الإبلِ: ما يَقْتَعِدُها الراعي فَيْركَبُها ويَحْمِلُ عليها زاده. ويُجْمَعُ على القِعْدانِ. وقَعِيدَتُكَ: امرأُتكَ، قال الأسعَرُ الجُعْفِيُّ:

لكن قِعيدَةُ بيتنا مـجْـفُـوَّةٌ


بادٍ جناجِن صَدْرِها ولها عنا

وقال آخر:

إنَّنِي شَيْخُ كـبِـيرْ


ليس في بَيْتِي قعيدهُ

ومثل قعيدة قُعاد والجمع قعائد. قال عبد الله بن أوفى الخزاعيُّ في امرأته:

مُنْجَّدَةٌ مثل كَلْـبِ الـهِـرا


ش إذا هجع النَّاسُ لم تَهْجَع

فليسَتْ تباركُهُ مُـحْـرِمـاً


ولو حُفَّ بالأَسَلِ المُشْـرَعِ

فَبَئْسَ قُعَادُ الفـتـى وحـدَهُ


وبئستْ مُـوَفِّـيَةِ الأربـع

وقَعِيدُك: جَليسُك. وقَعيداً كُلّ حَيّ: حافظاه المُوكَّلان به عن يمينه وشماله. والقَعْيدَةُ: ما أتاك من خلفك من ظَبْيٍ أو طائرٍ. وامرأةٌ قاعِدٌ، وتجمعُ قواعِدَ وهُنَّ اللَّواتي قَعَدْن عن الولد فلا يَرْجون نِكاحاً. والقواعدُ: أساسُ البيت، الواحدةُ قاعِد وقياسَه قاعدة بالهاء، وقعائِدُ الرَّمْلِ وقواعِده: ما ارتكن بعضه فوق بَعْض. وقواعِدُ الهَوْدج: خشباتٌ أربعٌ مُعْتِرضاتٌ في أسفلِه قد رُكِّب الهْودجُ فيهِنَّ. والإقتعادُ مصدر اقتعد من قولك: ما اقْتَعَدَ فلانا عن السَّخاء إلا لُوْمُ أَصْلِه. ومنه قول الشاعر:

فازَ قِدَحُ الكَلْبِيِّ واقْتَعَدَتْ مَعْ


زاءُ عن سَعْيه عُرُوقُ لـئيم

ورجُلٌ قُعْددٌ وقُعْدُدَةٌ: جَبانٌ لئيمٌ قاعِدٌ عن الحرب، قال الحطيئة للزبرقان:

دَعِ المكارِم لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِـهـا


واقْعُدُ فإنّك أنت الطَّاعِمُ الكاسي

قال حَسَّان لعُمَر: ما هجاه ولكن ذرق عليه. والقُعْدُدُ أقرب القرابة إلى الحي، يقال: هذا أقْعد من ذاك في النَّسبِ أي أسرعِ انتهاءً وأقرب أباً ووَرِثْتُ فلاناً بالقُعُود: أي لم يُوجَدْ في أهل بيته أقْعَدُ نسباً مني إلى أجداده. والإقْعَادُ والقُعَادُ: داء يَأْخُذُ في أوِراكِ الإبلِ، وهو شِبْهُ مَيَل العجُزِ إلى الأرض، أُقْعِدَ البعِيرُ فهو مُقْعَدٌ، ولا يَعْتَري ذلك إلاَّ الرَّجيلة أي النَّجيبة، والمُقْعَدَةُ من الابار: التي أُقْعَدَتْ فلم يُنْته بها إلى الماء فتُرِكَتْ، قال الراجز وهو عاصم بن ثابت الأنصاري:

أبو سُليمانَ ورِيشُ المُقْعَـدِ


ومخْبَأٌ من مَسْكِ ثَوْرٍ أجْرد

وضالة مثلُ الجَحيمِ الموقَدِ



يعني: أنا أبو سُلَيْمان ومعي سِهامي راشَها المُقْعَدُ، وهو اسم رجُل كان يريش السِّهَام. والضَّالَةُ من شجر السِّدْر يُعْمَلُ منها السِّهام. شَبَّه السهام بالجمْرِ لتَوَقُّدِها. وقَعَدَت الرَّخْمةُ: جَثَمَتْ.وما قَعَدَكَ واقْتَعَدَكَ? أي حبَسَكَ. والقَعَدُ: النَّخلُ الصِّغَار وهو جمع قاعِدٍ كما قالوا: خَادِمٌ وخَدَم. وقَعَدت الفسيلَةُ وهي قاعِدٌ: صار لها جِذْعُ تَقْعُدُ عليه. وفي أرْضِ فُلانِ من القاعد كذا وكذا أصلاً، ذهبوا إلى الجِنْسِ والقاعِدُ من النَّخْلِ: الذي تناله اليد. قدع: القَدْعُ: كَفُّك انسانا عن الشَّيْء بيدِك أو بلسانِك أو برأْيِكَ فَيَنْقَدِعُ لمكانك، قال:

قِياما تَقْدَعُ الذِّبّانَ عَنْها


بأذْنابٍ كأجْنِحَةِ النُّسور

وامرأة قَدِعَةٌ: قليلة الكلام كثيرة الحياء. ونسوةٌ قَدِعاتٌ. والتَّقَادُعُ: التَّهافُتُ في الشَّيْءِ كَتَهافُتِ الفراش في النَّار. وتَقَادَعَ القَوْمُ: إذا مات بعضُهم في إثْر بَعْضٍ. والقَدُوعُ: الكافُّ عن الصَّوْتِ. قال عَرَّام: وقَدُوع إذا كان يأنَفُ من كُلِّ شَيْءٍ وبالذّال أيضا قال الطرماح:

إذا ما رآنا شَدَّ للقَوْم صَوْتهُ


وإلاَّ فمَدْخُولُ الغِناءِ قَدُوعُ

دقع: الدَّقْعاء: التُّرابُ المَنْثُوُر على وَجْه الأرض. وأَدْقَعْتُ: التَزَقْتُ بالأرض فَقْراً. والدّاقِعُ: الذي يَطْلُبُ مَداقَّ الكَسْبِ. والدَّاقِعُ: الكئيب المُهْتَمُّ، قال الكميت:

ولم يَدْقَعُوا عندما نابَـهُـمْ


لوَقْعِ الحُرُوبِ ولم يَخْجَلْوا

أي لم يَخْضَعُوا للحرب. دعق: دَعَقَتِ الدَّوابُّ في الأرض لشدَّةِ الوَطْءِ حتَّى تصير فيها اثارٌ من دَعْقِها، قال رؤبة:

في رسْمِ آثار ومِدْعاسٍ دَعَـقْ


يَرِدْنَ تحت الأَثْل سِيَّاحَ الدَّسَقْ

قال الضَّرِيرُ: الأَثَر والرَّسْمُ واحِدٌ، لكن اخْتِلَفَ اللَّفظان فجاز له الجمع بينهما وأراد بالدَّعَقِ: الدَّفْعِ الكثير، وأراد بالدَّسَقِ الدَّسَع ولكن ألجأتْ الضَّرورةَ فجعَلَ العين قافا. الدَّسَعُ: القَيْء، وهو أخَفُّ القَيْء يَغْلِبُ المُتَقَيِّء.

باب العين و القاف والتاء

) ع ت ق، ق ت ع مستعملان( عتق: أَعْتَقْتُ الغُلاَمَ إعْتاقاً فعَتَقَ. وهو يَعْتِقُ عِتْقاً وعتَاقاً وعتَاقَةً. وحلف بالعَتَاقِ. والعَبْد عَتيق أي مُعْتقَ. ولا يقال عاتق إلا أنْ يَنْوِي فِعلَ القابل فيقال: عاتِقٌ غداً. وامرَأةٌ عَتيقةٌ: حُرَّة من الأمُوَّةِ. وجارية عاتِقٌ شابَّة أوَّلَ ما أدْرَكَتْ. وامرأةٌ عتيقة: جميلةٌ كريمةٌ. عتَقَت عتِقاً. وكُلَّمَا وجَدْتَ من نَعْتِ النُّوقِ في الشِّعْرِ عَتيقةً فاعْلم أنَّها نَجيبَةٌ. والعتيقُ: القديم من كل شيءٍ. وقد عَتَقَ عِتْقاً وعَتاقَةً: أي أَتَى عليه زَمَنٌ طويلٌ. والبيت العتيق: هو الكَعْبَةُ لأنه أوَّلُ بَيْت وُضِعَ للنَّاس، قال الله تعالى: " ولْيَطَوَّفُوا بالبيت العَتيق" . والعاتقِ من الطَّيْر: فَوْقَ الناهِض، وأوَّلُ ما يَنْحَسِرُ ريشُهُ الأول ويَنْبُتُ له ريشٌ جِلْدِيٌّ أي شديدٌ صُلْبٌ. وقيل: العاتِقُ من الطير ما لم يُسَنِ ويَسْتَحكِمْ. والجمع عُتُقٌ وجمعها عواتِق. والعاتقان: ما بين المنكبَيْنِ والعاتِقُ من الزقاقِ: الواسِعُ الجيَّد. والعاتِقُ من نَعْتِ المزَادةِ: إذا كانت واسِعةً. وشُرْبُ العتيقِ: وهو الطلا والخمر، ويقال: هو الماءُ والخمرُ العَتيقَةُ: التي قد عُتِّقَتْ زمانا حتى عتَقَتْ، قال الأعشى:

وسبيئةٍ ممّا تُعَتِّقُ بـابـل


كدمِ الذَّبيح سلبتُها حرْبالَها

السَّبيئةُ: الخَمْر تنقل من بلدٍ إلى بلدٍ، والجِرْيال: لَوْنُها الأحمر، يعني: شَرِبْتُها حَمْرَاءَ وبُلْتُها صَفْراءَ. والمُعَتَّقةُ: ضَرْبٌ من العِطْرِ. وعَتيقُ الطَّيْر: البازي، قال:

فانْتَضَلْنا وابنَ سَلمَى قاعِـدٌ


كعَتيِق الطَّيْرِ يُغْضَى ويُجَلُّ

والعتيق: اسم أبي بكر الصَّدِّيق. قتع: القَتَعُ: دودٌ أَحْمَرٌ تكُون في الخَشَب تأْكُلُه، الواحدة قَتَعَةٌ. قال عَرَّام: وهي القادحَةُ أيضا، قال:

غَدَاةَ غادَرْتُهم قَتْلَـى كـأنّـهُـمُ


خُشْبٌ تَقَصَّفُ في أجْوافِها القَتَعُ

وهي الأرض أيضاً والطَّحنَةُ والعَرَانَةُ والحَطِيطَةُ والبَطِيطَةُ واليَسْرُوعَةُ والهِرنبِصاةُ وقاتَعَهُ الله مثل كاتَعَهُ، وقيل: هي على البدل.

باب العين و القاف والظاء

) ق ع ظ مستعمل فقط( قعظ: القَعْظُ: إدْخَالُ المَشَقَّة تقول: أَقْعَظَنْي فلان. إذا أدْخَلَ عليك المَشَقَّة في أَمْرٍ كُنْتَ عنه بمَعْزٍلٍ.

باب العين و القاف والذال

)ع ذق، ق ذ ع، ذ ع ق مستعملات( عذق: العِذْقُ: العُنْقُودُ من العِنَبِ. العَذْق: النَّخْلة بحَمْلِها. وقال غَبْره: العِذْق: الكِباسةُ وهي العُنْقُودُ على النَّخْلَة أو عُنْقُودُ العِنَبِ. والعَذْقُ من النَّبات: ذو الأغصانِ، وكُلُّ غُصْنِ له شُعب، والعَذْق: مَوْضِع، وخَبْراء العَذْق: مَوْضِعٌ مَعروفٌ بناحيِة الصَّمَّانَ، قال رؤبة:

بين القَرينَيْنِ وخَبْراءِ العَذَق

قذع: القَذْعُ: سُوءُ القول من الفُحْشِ ونحوه، قَذَعْتُه قَذْعاً: رَمَيْتُهُ بالفُحْش، قال:

يا أيُّها القائلُ قَوْلا أقْذَعا

وتقول: أَقْذَعَ القَوْلَ إقذاعا أي أساءه. وامرأةٌ قَذوعٌ: تأنَفُ من كُلِّ شيْءٍ. ذعق: الذُّعَاقُ بِمَنْزِلَة الزُّعَاقِ. قالَ الخليلُ: سِمِعْناهُ فلا نَدْرِي ألُغَةٌ هي أم لَثْغَة. قال زائدةُ داءٌ زُعاقٌ وذُعاقٌ أي قاتلٌ.

باب العين و القاف والثاء

) ق ع ث مستعمل فقط( قعث: أَقْعَثَنِي العَطْيَّة: أَجْزَلَها، قال رؤبة:

أَقْعَثَنِي مِنه بسيَبِ مُقْعث


ليْس بمَنْزُورِ ولا بِرَيِّث

والقَعْثُ: الكَثْرَة. وإنَّهُ لقَعِبثٌ أي كثيرٌ واسِعٌ من المعروف ونحوه. قال مُبْتَكِرٌ الأعْرَابِي: اقَتَعَث وقَعَث، وعَذَم له من ماله واعْتَذَمَ، وعثم له واعْتَثَمَ ومَطَرٌ قَعِيثٌ أي كثير. قال زائدة: الاقتعاثُ: الكَيْلُ الجُزافُ.

باب العين و القاف والراء

)ع ق ر، ع ر ق، ق ع ر، ق رع، ر ع ق، ر ق ع مستعملات( عقر: العَقْرُ: كالجَرْح. سَرْجٌ مِعْقر وكَلْبٌ عَقُورٌ يَعْقِرُ النَّاس. وعَقَرْتُ الفَرَسَ: كَشَفُْ قوائمَهُ بالسَّيْف، وفرس عَقِيرٌ معقورٌ وكذلك يُفْعَلُ بالنَّاقة فإذا سَقَطَتْ نَحَرَها مُسْتَمْكِناً منها. وكل عَقِيرِ مَعْقُور، وجمعه عَقُرْى، قال لبيد:

لمّا رأى لُبَدَ النُّسورِ تَطَـيَرَتُ


رَفَعَ القَوَادِمَ كالعَقِيرِ الأَعْزَلِ

ويَرُوْىَ: كالفقير الأعزَل، أي مَكْسُور الفِقَار، شَبَّهَ هذا النَّسْرَ القَشْعَمَ حين أراد أن يطير بالفرس المَعْقُورِ الماِئلِ. وعَقَرْتُ ظَهْرَ الدَّابَّةِ إذا أَدْبَرْتُه، قال امرؤ القيس:

عَقَرْتَ بعيري يا امرأ القَيْسِ فانْزِلِ

وانْعَقَر واعْتَقَرَ ظَهْرُ الدَّابَّةِ بالسَّرْجِ، قال: وإن تَحَنَّى كل عُودٍ وانعَقَرْ والعُقْر مصدر العاقر، وهي التي لا تَحْمِلُ، يقال: امرأةٌ عَاقِرٌ وبها عُقْر، ونسْوَةٌ عَواقِرُ وعُقَّرُ. وقد عَقَرَتْ تَعْقِر، وعُقِرتْ تُعْقَرُ أحسن لأنَّ ذلك شَيْءٌ يَنْزِل بها وليس من فعلِها بنفسها. وفي الحديث: "عُجْزٌ عُقرٌ". والعُقْرُ: دِيَةُ فَرْجِ المرأةِ إذا غُصِبَتْ. وبَيْضَةُ العُقْرِ: بَيْضَةُ الدِّيكِ تُنْسبُ إلى العُقْرِ لأن الجارية العَذْراء تُبْلَى بها فيُعْلمُ شأُنها فتُضْرَبُ بَيْضَةُ العُقْرِ مثلاً لكُلِّ شيء لا يُسَتطاعُ مَسُّهُ رخَاوَةً وضَعْفاً ويضرب ذلك مثلاً للعَطِيَّة القليلة التَّي لا يَزيدُها مُعطيها بِبِر يتلوها. ويقال للرجُلِ الأبتر الذي لم يبق له ولَدٌ من بعده كَبَيْضَةِ العُقْرِ. والعَقْر: قَصْر يكون مُعْتَمَدا لأهل القَرْيَةِ يَلْجَأُونَ إليه. قال لبيد بن أبي ربيعة يصف ناقته:

كعَقْرِ الهاجِرِيِّ إذِ ابْتَناهُ


بأشباهٍ حُذِين على مِثالِ

يعني الجسمَ في عِظَمِ القَصْر والقَوَائِمِ والأساطين. وعُقْر الدَّار مَحَلَّةٌ بينَ الدَّارِ والحَوْضِ كان هناك بناء أو لم يكن، قال أوس بن مغراء:

أزْمَانَ سُقْنَاهُمُ عن عُقِرِ دارهُمُ


حتى استَقَرُّوا وأَدناهُمْ بحَوْرَانا

ويقال: وعُقْرُ الدَّار وعَقْر الدَّار بالَّرْفِع والنَّصْبِ. وعُقْر الحَوض: مَوقِفُ الإبلِ إذا وَرَدَتْ. قال امرؤ القيس واصفا صائدا حاذقا بالرمي يُصيبُ المقَاتِلِ:

فَرَماها فـي فـرائِصِـهـا


من إزاءِ الحَوْضِ أو عُقُـرِه

بِأَعْقَارِه القِرْدَانُ هَزْلَى كأنّها


بَوَادِرُ صِيصاء الهَبيدِ المُحَطَّم

يعني أعقار الحَوْضِ. قال الخليل: "سَمِعتُ أعرابياً فصيحاً من أهْلِ الصَّمَّانِ يقول: كُلُّ فُرْجَةٍ تكُونُ بين شَيْئَيْنِ فهو عُقْرٌ وعَقْرٌ لغتان، وَوَضَع يَدَيه على قائِمَتيَ المائدة ونَحْنُ نَتَغَذَّى فقال: ما بَيْنَهُمَا عُقْر". والعَقْرُ: غَيْمٌ يَنْشَأُ من قِبل العَيْنِ فَيَغْشي عين الشَّمْسِ وما حَواليها، ويقال: بل يَنْشَأَ في عَرْض السَّماءِ ثمَّ يَقْصِدُ على حاله من غَيْر أن تُبْصِرَهُ إذا مَرَّ بك ولم تَسْمَع رعده من بعيدٍ. قال حميد:

وإذا احْزَأَلَّتْ في المُناخِ رَأْيْتَها


كالعَقْرِ أفردَها الغمامُ المُمْطِرُ

يصفُ الإبلَ. والنَّخْلُةُ تُعْقَر: تُقْطَعُ رُؤوسُها فلا يَخُرجُ من ساقِها شَيْءٌ حتَّى تَيْبَسَ فذلك العَقْرُ، والنَّخْلَةُ عَقِرَةٌ وكذلك يكون في الطَّيْرِ فقد تَضْعُفُ قَوَادِمُها فتُصِيبُها آفة فلا يَنْبُُ ريشُها أبداً. يقال: طائرٌ عَقِرٌ وعَاقِرٌ. والعَقارُ: ضَيعُة الرَّجُلِ، يُجْمَعُ عَقارات. والعُقَارُ: الخَمْرُ التي لا تَلْبَثُ أنْ ُتْسْكِرَ. والعِقارُ والمُعاقَرةُ: إدْمانُ شُربها، يقال: ما زالَ فلانٌ يعاقِرها حتى صَرَعَتْه، قال العجاج:

صَهْباءَ خُرْطُوماً عُقاراً قَرْقَفَا

 

وعَقْرَ الرَّجُلُ: بَقِي مُتَحَيِّراً دَهِشاً من غَمٍّ أو شدَّة. وعَقيرةُ الرَّجُلِ: صَوتُه إذا غَنَّى أو قَرَأ أو بكَى. وعَقيرَتُه: ناقته. وعَقيرتُه: ما عَقَرَ من صَيْدٍ. ويقال امرأةٌ عَقْرَى حَلْفَىَ: توصَفُ بالخلاف والشُّؤم. ويقال: عَقَرَها الله: أي عَقَرَ جَسَدَها وأصابها بوَجَع في حَلْقِها واشتقاقه من أنَّها تحِلق قَوْمَها وتَعْقِرُهمُ: أي تَسْتَأصِلُهُم من شُؤمِها عليهم. ويُقالُ في الشَّتِيمَةِ: عَقْراً له وجَدْعاً. عرق: العَرَقُ: ماء الجسد يَجري من أُصُول الشَّعر وإن جُمع فقياسه أعراق مِثْل حَدَثَ وأحداث وسَبَبَ وأسباب. وقد عَرِق يَعْرَقُ عَرَقاً. واللَّبَنُ عَرَقٌ يَتَحَلِّبُ في العُرُوقِ ثمَّ يَنْتَهِي إلى الضُّروع، قال الشماخ:

تُمْسِي وقَدْ ضَمْنَتْ ضَرَّاتُها عَرَقـاً


من طَيِّبِ الطَّعْم صافٍ غَيرِ مَجْهُودِ

ولبَنٌ عَرِقٌ: فَاسِدُ الطَّعْمِ، وهو الذي يُجْعَلُ في سِقاءٍ ثُمَّ يُشَدُّ على بعيرٍ ليس بينه وبَيْنَ جَنْبِه شَيْءٌ فإذا أصابه العَرَق فَسَدَ طَعْمُه وتَغْيَّر لُونُه. وعَرَّقْتُ الفرس تَعْريقاً: أي أجْرَيْتُه حَتَّى عَرق، قال الأعشى:

يُعَالَى عَليهِ الجُلُّ كُلَّ عَشِـيَّةٍ


ويُرْفَعُ نُقْلاً بالضُّحى ويُعَرَّقُ

وعِرْق الشَجَرة وعُرُوق كُلِّ شيء أطْنابُه تَنْبُتٌ من أصُولِه ويُقالُ: استأْصَلَ اللهُ عَرَقاتَهَم، بنَصْبِ التّاء أي شَأْفَتَهمُ، لا يَجْعَلونَه كالتّاء الزائدة في التأنيث. وقال بعضهم: العِرْقاة إنّما هي أُروُمَة الأَصْل التَّي تَتَشَعَّبُ منها العُرُوق على تَقدير سِعْلاة، وهي عِرْق يذهَبُ في الأرض سُفلاً. ويقال: العَرَقات جمعُ العَرَق، الواحدةُ عَرَقة، وهي الأَرُومة التي تذهَبُ سُفْلاً في الأرض من عُروق الشجر في الوَسَط، وتأؤه كتاء جمع التأنيث، ولكنَّهم ينصِبُونه كقولهم: رأيت بَناتَكَ لِخفَّته على الِّلسان لأنه مَبْنيُّ على فَعالٍ. والعِرْق: نَباتٌ أصفَرُ يُصْبَغُ به وجمعه عُرُوق. والعرب تقول: إنه لمُعَرَّقٌ له في الحَسَبِ والكَرَم، وفي اللؤم والقرم ويجُوز في الشِّعْر إنَّه لمَعْرُوق. وعَرَّقَة أعمامهُ وأخْوالُه تَعريقاً، وأعْرَقوا فيه إعراقاً، وعَرَّق فيه اللِّئام، وأعرَقَ فيع إعراقَ العَبيد والإماء إذا خالَطَه ذلك وتَخَلَّقَ بأخلاقهم. وتَدارَكَهُ أعراقُ خيرٍ وأعراقُ شرٍ. قال:

جَرَى طَلَقاً حتّى إذا قيلَ سابِقٌ


تدارَكَهُ أعراقُ سَوءٍ فبَـلَّـدا

وجرت الخَيْلُ عَرَقاً أي طَلَقا. وأعْرَقَ الفَرَسُ: صارَ عريقاً كريماً. وأعْرَقَ الشَّجَرُ والنَّباتُ: امتَدَّتْ عُروقُه. والعَريقُ من النّاسِ والخَيْل: الذي فيه عِرْقٌ من الكَرَم. والعِراق: شاطئ البَحْرِ على طُولِه، وبه سُمِّيَ العِراقُ لأنَّه على شاطِئِ دِجْلَةَ والفُراتِ. وتقول: رَفَعْتُ من الحائط عِرْقاً وجمعه أعراق. وفي الحديث: "ليس لعِرْق ظالِمٍ حَقٌ" وهو الذي يَغِرسُ في أرْضِ غَيره، وذلك أن الرجُلَ يَجيءُ إلى أرضٍ قد أحْياها رَجُلٌ قَبْلَه فيغرسُ فيها غَرْساً أو يُحدثُ فيها حَدَثاً يَسْتَوْجِبُ به الأرض. وعِراقُ المَزادةِ والرَّاويةِ: الخَرَزُ المُثَنَّى الذي في أسفَلِه، ويجمع على عُرُق، وثلاثة أعِرقة، وهو من أوثَقِ خَرَزها، قال ابن أحمر:

من ذي عِراقٍ نيطَ في خَرَزٍ


فهو لطيفٌ طيُّه مُضْطَمِرْ

والعَرْقُوْةُ: خَشَبةٌ مَعْرُوضةٌ على الدَّلْوُ، ورُبَّ دَلْوٍ ذات عَرقُوَتَيْنِ. للقَتَبِ عُرْقُوَتانِ وهما خَشَبتانِ على جانبَيِه. والعَرْقُوَةُ: كلُّ أَكمَةٍ كأنَّها جُثْوَة قَبْرٍ فهي مُستطيلة. والعَرْقُوَةُ من الجبال: الغَليظُ المُنْقادُ في الأرض ليس يُرْتَقَى لصُعُوبته وليس بطويل. والعِرق: جَبَلٌ صَغيرٌ، قال الشماخ:

ما إنْ يَزالُ لها شَأْو يُقَـوِّمُـهـا


مُجَرَّبٌ مثلُ طُوطِ العِرقِ مَجْدولُ

وقال يصف الغَرْبَ:

رَحْبُ الفُرُوعِ مُكرَبُ العَراقي

والعُراقُ: العَظْمُ الذي قد أُخِذَ عنه اللَّحْمُ، قال:

فأَلْقِ لكَلْبَكَ منها عُراقاً

 

وتقول: عَرَقْتُ العَظْمَ أعْرُقُه عَرْقاً واتَعَرَّقُه إذا أَكَلْتُ لَحْمَه، فإذا كان العَظْمُ بلَحْمِهِ فهو عَرْق. ورجُلٌ مَعْرُوقٌ ومُعْتَرِق: إذا لم يكن على قَصَبِه لحْمٌ، وكذلك المَهْزُول، قال رؤبة يَصِف صَيّاداً وامرأته:

غُولٌ تَصَدَّى لِسَبَنْتَى مُعْـتَـرِق


كِلحيةِ الأصْيدَ من طُولِ الأرَقْ

وفَرَسٌ مُعْتَرِقٌ: مَعْرَوق أي مَهْزُولُ قليلُ اللَّحْم. قال امرؤ القيس:

قد أشْهَدُ الغارةَ الشَّعْواء تَحْمِلُني


جَرْداء مَعْرُوَقُة اللَّحْيْنُ سُرْحُوبُ

ويُرْوَى: مَعروقة الجَنَبْينِ وإذا عَرِيَ لَحْياها من اللَّحْمِ فهو من عَلاماتِ عِتْقِها، يصفُه بقِلَّةَ لَحْم وَجْهها وذلك أكْرَمُ لها. والعَرَق والعَرَقات: كلُّ شَيْءٍ مُصْطَفٍ أو مَضْفُور. والعَرَقُ: الطَّيرُ المُصْطَفَّةُ في السماء، الواحدة عَرَقة. والعَرَقَةُ: السَّفيفةُ المَنْسُوجة من الخُوصِ قبل أن يُجْعَلَ زَبيلاً ويُسمَّى الزَّبيل عَرَقاً وعَرَقةً واشتقاقه منه، قال أبو كبير:

نَغْدو فَنْتُركُ في المزاحِفِ من ثَوى


ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْـتَـلِ

يعني نأسِرُهم فنشدُّهم في العَرَقات وهي النُّسُوع. قعر: قَعْرُ كلِّ شَيْءٍ أقصاه ومَبْلَغُ أسَفِلِه. يقال: بِئرٌ قَعِرةٌ وقَصْعَةٌ قَعيرة: قد قُعِرَتْ قعارةً واقعَرْتُها إقعاراً. وامرأةٌ قَعِرٌ ويقالُ قَعِرةٌ نَعْتُ سُوءٍ لها في الجِماعِ. وقَعَرْتُ الشَّجرةَ فانْقَعَرتْ: قَلَعْتُها فانْقَلَعَتْ من أُرُومَتها. والرَّجُلُ يُقَعِّرُ في كلامه إذا تَشَدَّق وتَكَلَّمَ بأقصى قَعْر فمِهِ، وهو يُقَعِّرُ تَقعيراً أي يَبلُغُ قَعْرُ الأشياء من الأمور ونحوها. قرع: القَرَعُ: ذَهابُ شعر الرَّأس مِن داءٍ. رجُلٌ أقرَعُ وامرأةٌ قَرْعاءُ ونساءٌ قُرْعٌ ورجالٌ قُرْعانٌ ويجوز قُرْع إلا أنَّ فُعْلان في جماعة أفْعَل في النَّعُوت أصوبُ. ونَعامٌ قُرْعٌ، ويقال: ما نُسِنُّ إلا قَرِعَتِ. وفي المثل: "اسْتَنَّتِ الفِصال حتى القَرْعَى" أي سَمِنَتْ، يُضْرَبُ مثلاً لِمْنْ تَعَدَّى طَوْرَه وادَّعى ما لَيْسَ له. ودَواء القَرَع الملح وجباب ألبانِ الإِبلِ، فإذا لم يَجِدوا مِلْحاً نتفوا أوبارَه ونَضَحُوا جِلدَه بالماء ثم جَرُّوه على السَّبَخِة. وتَقَرَّع جِلْدُه: تَقَوَّب عن القَرَع. وقُرِّعَ الفَصيلُ تقريعاً: فُعِلَ به ما يُفعَلُ به إذا لم يُوجَد الملح، قال أوس بن حَجَر يذكر الخيل:

لدَى كُلّ أُخْدُودٍ يُغادِرْنَ دارعاً


يُجَرُّ كما جُرَّ الفَصيلُ المُقَرَّعُ

وهذا على السلبْ لأنه يَنْزِعُ قَرَعَه بذلك كما يقال: قَذَّيتُ العين أي نَزَعْت قَذاها، وقَرَّدْتُ البَعيرَ. والقَرْعِ: حِمْلُ اليَقْطينِ الواحدة قَرْعةٌ. ويقال: أقْرَعَ القومُ وتقارعُوا بينهم والاسمُ القُرْعةُ. وقارَعْتُه فقَرَعْتُه اصابَتْني القُرْعُة دونه. واقْرعَتُ بين القوم: أمَرْتُهم أن يَقْتَرِعُوا على الشيء، وقارَعْتُ بينَهم ايضاً، وفلانٌ قَريعُ فلانٍ أي يُقارعه، والجمع قُرَعاء. والقَريعُ من الإبل: الفَحْل، ويسمَّي قَريعاً لاّنه يَقْرَعُ النّاقةَ أي يضربها، وثلاثة أقَرْعة، قال الفرزدق:

وجاء قريعَ الشَّوْلِ قَبْلَ إفالـهـا


يَزِفّ وجاءتْ خَلْفَه وهي زُفَّفُ

وقال ذو الرمة:

وقد لاح للسّاري سُهـيلٌ كـأنّـه


قَريعُ هِجانٍ عارَضَ الشّولَ جافِرُ

ويُرْوَى: وقد عارض الشّعْرَى سهيلٌ.... واستَقْرَ عني فُلانٌ جَمَلي فأقْرَعْتُه إيّاه أي أعطَيْتُه ليضرِبَ أيْنُقَه. والقُرعةُ: سِمةٌ خَفِيَّة على وسطِ أنْفِ البعير والشاةِ. والمُقارَعة والقِراعُ: المُضاربةُ بالسّيف في الحرب، قال:

قِراعٌ تكْلحُ الرَّوْقاءُ منـه


ويعْتدلُ الصَّفا منه اعتِدال

والقارِعَةُ القيامةُ. والقارِعةُ: الشِّدَّةُ. وفلانٌ أمِن قَوارِعَ الدَّهْر: أي شدائده. وقوارِعُ القُرآن نحو آية الكُرسيّ، يقال: من قَرَأها لم تُصِبْه قارعة. وكل شيءٍ ضربْته فقد قَرَعْتَه. قال:

حتىّ كأنيّ للحوادِثِ مَـرْوَةٌ


بصفا المُشَّرق كُلَّ يَومٍ تُقْرَعُ

 

والشارِبُ يَقْرَع جبهته بالإناء اذا استوفى ما فيه. قال:

كأنَّ الشُّهْبَ في الآذانِ منها


اذا قَرَعُوا بحافَتِها الجبينـا

أي احْمَرُّت آذانُهم لدَبيبِ الخَمْر فيهم كأنها شُهُبٌ أي شُعَل النار. والمِقْرَعَةُ والمِقراعُ: خَشَبة في رَأسِها سَيْرٌ يضربُ بها البغالُ والحميرُ. والإقْراعُ: صَكُّ الحمَيرِ بَعضِها بعضاً بحَوافرها، قال رؤبة:

حرّا من الخَرْدَلِ مكروه النَّـشَـقْ


أو مُقْرَعٌ من رَكضها دامي الرّنق

رعق: الرُّعاق: صوْتٌ يُسمع من قَنب الدّابَّةِ كرَعيق ثَفْر الأنثى، يقال: رَعَقَ رَعْقاً ورُعاقاً. رقع: رَقَعْتُ الثوب رَقْعاً، ورَقَّعْتُه تَرقيعاً في مواضِعَ، والفاعِلُ راقع، قال:

قد يَبْلُغُ الشّرفَ الفَتَى ورِدأُوه


خلقٌ وجَيْبُ قَميصه مَرْقُوعُ

والرَّقيع: الأحمقُ يَتَفَرَّق عليه رأيه وأمُره، وقد رَقُعَ رَقاعَةً. ويقال: رجلٌ أرْقَعُ ومَرْقَعانٌ، وامرأة رَقْعاءُ ومَرْقَعانةٌ أي حَمْقاءُ. والأرْقَعُ والرَّقيعُ: اسمان للسماء الدُّنيا كأن الكواكِب رَقَعَتْها، ويقال لأن كل واحدة من السَّماوات رَقيعٌ للأخرى، قال أميَّة بن أبي الصلت:

وساكنُ أقطار الرَّقيع على الهَوَى


وبالغَيْثِ والأرواحِ كلٌّ مُشـهَّـدُ

أي يَشَهَدُ لا إله إلا الله. والرُّقْعَةُ ما يُرْقَعُ بها. والرُّقْعَة : قِطعَةُ أرضٍ بلْزِق أخرى أوسَعَ منها. والرَّقْع: الهجاءُ، يقال: رَقَعه رَقْعاً شديداً اذا هَجاه، قال:

فلا تقْـعُـدَنّ عـلـى زَخّةٍ


وتُضمِرُفي القَلْبِ رَقْعاً وخيفا

ويروى: وَجْداً وخيفا، البيت لأبي كبير الهُذَليّ. والارتِقاعُ: الاكتِراث، قال:

ناشَدْتُها بكتابِ اللهِ حُرْمَتَنا


ولم تكُن بكتابِ اللهِ تَرْتَقِعُ

باب العين و القاف واللام

)ع ق ل، ع ل ق، ق ل ع، ل ع ق، ل ق ع مستعملات( عقل: العَقْل: نقيض الجَهْل. عَقَل يَعْقِل عَقْلاً فهو عاقل. والمَعْقُولُ: ما تَعْقِلُه في فؤادك. ويقال: هو ما يُفْهَمُ من العَقْل، وهو العَقْل واحد، كما تقول: عَدِمْتَ َمْعُقولاً أي ما يُفْهَمُ منك من ذهْنٍ أو عَقْل. قال دغفل:

فقد أفَادَتْ لهُمْ حِلْماً ومَوْعِظةً


لِمَنْ يكون له إرْبٌ ومَعْقُولُ

وقلبٌ عاقلٌ عَقولٌ، قال دغفل:

بلسانٍ سؤولٍ، وقَلْبٍ عَقولِ

وعَقَلَ بطنُ المريض بعدما اسْتَطْلَقَ: اسْتَمْسَكَ. وعَقَلَ المَعْتُوهُ ونحوه والصَّبيُّ: إذا ادَرك وزَكا. وعَقَلْتُ البَعيرَ عقلاً شَدَدْت يده بالعِقالِ أي الرِّباط، والعِقالُ: صدقة عامٍ من الإبل ويجمع على عُقُل، قال عَمرو بن العَداء الكلبي:

سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً


فكيف لو سَعَى عَمْرو عِقالَين

والعَقيلةُ: المرأةُ المُخَدَّرَة، المَحُبوسَة في بيتها وجمعها عَقائِلِ، وقال عبيد الله بن قيس الرُقَيّات:

درُّةٌ من عَقائِل البَحْر بِكرءٌ


لم تَخُنْها مَثاقِـبُ الـلآل

يعني بالعَقائل الدُرّ، واحدتها عَقيلةٌ، وقال امرؤ القيس في العَقيلة وهو يُريدُ المرأة المُخَدَّرةَ:

عَقيلةُ أخدانٍ لهـا لا دَمـيمةٌ


ولا ذاتُ خلق ان تأملت جأْنب

وفلانةُ عقيلة قومها وهو العالي من كلام العرب. ويُوصفُ به السيد. وعَقيلةُ كل شيءٍ:

إنّي وقَتْلي سَلِيكا ثُمَّ أعـقِـلـهُ


كالثَّورِ يُضربُ لما عافَتِ البَقَرُ

والعَقْلُ في الرجل اصطِكاكُ الرُّكبَتَيْن، وقيل: التِواءٌ في الرِّجْل، وقيل: هو أن يُفْرِط الرَّوَحُ في الرِّجْلَيْن حتى يَصْطَكَّ العُرقوبان وهو مَذمُومٌ قال:

أخَا الحَربْ لبّاساً إليها جِلالَها


وليس بوَلاّجِ الخَوالِفِ أعْقَلا

وبَعيرً أعقَلُ وناقةٌ عَقْلاءُ: بينا العَقَل وهو الِتواءٌ في رجل البعير واتِّساعٌ، وقد عَقِلَ عَقَلاً. والعُقّالُ -ويخفَّف أيضاً- : داءٌ يأخذُ الدَّوابَّ في الرِّجلُين، يُقال: دابَّة مَعْقُولة، و بها عُقّال: اذا مشت كأنها تَقْلَعُ رِجْلَيْها من صَخْرةٍ وأكثر ما يعتْريه في الشتاء. والعَقْل: ثوبٌ تَتَّخذُه نساء الأعراب، قال عَلْقمةُ بن عبدة:

عَقْلاً ورَقْماً تظلّ الطَّيْرُ تَتْبَعُه


كأنّه من دَمِ الأجْوافِ مَدْمُومُ

و يقال: هي ضَرْبانِ من البروُدُ. و العَقْل: الحِصْنُ و جمعهُ العُقُول. وهو المَعْقِل ايضأ و جمعه مَعاقِلُ، قال النابغة:

وقد اْعدَدْتُ للحدثانِ حِصْنأ


لو أنّ المرء تَنْفَعُه العُقولُ

و قال:

و لاذ بأطراف المَعاقِل مُعْصما


و أُنْسِيَ أنّ اللّه فوقَ المعَاقِلِ

والعاقِلُ من كل شيء: ما تَحَصَّنَ في المَعاقِلِ المُتَمَنِّعَة، قال حفص الأموي:

تَظلُّ خَوْفَ الرُّماة عاقِلةً


الى شَظايا فيهِنَّ أرجاءُ

وفُلانٌ مَعْقِل قومِه: أي يلجأون إليه اذا حَزَبَهُمْ أمْر، قال الفرزدق:

كان المُهَلَّبُ للعِراقِ سَكينةً


وحيا الرَّبيعِ ومَعْقِلَ الفُرّار

و العاقول: المُعَرَّج والمُلْتَوي من النّهر والوادي، ومن الأمُور المُلْتَبِس المُعْوَجّ. وأرض عاقُول: لا يُهْدَى لها. والعَقَنْقَل من الرّمال والتّلال: ما ارْتَكَمَ واتَّسَعَ ، ومن الأدوية : ما عَرُضَ واتَّسعَ بين حافَتَيِه، والجمع عَقاقِلُ وَعقاقيلُ، قال العجّاج:

إذا تَلَقَّته الدِّهاسُ خَطْرَفا


وإن تَلقَّتْه العَقَاقيلُ طَفا

يصف الثّّور الوَحْشيّ وظفره. والخَطْرَفَةُ: مِشْيَةٌ كالتّخطّي. ويقال في الصَّرْعةِ: عَقَلْتُه عَقْلَةً شَغْزَبيّةً فصَرَعْتُه. ومَعْقَلة: موضع بالبادية. وعاقِل: اسمُ جَبَل، قال:

لمن الدِّيارُ بِرامَتَيْنِ فعاقِلِ.

علق: العَلَقُ : الدّم الجامدُ قبل أن يَيْبَسَ، والقِطعةُ عَلَةٌَ. والعَلَقَةُ: دُوَيَّبةُ حمراءُ تكون في الماء، تُجمع على عَلَق. والمَعْلُوقُ: الذي أخَذَ العَلَقَ بحَلْقِهِ إذا شَرِبَ. والعَلُوقُ: المرأةُ الّتي لا تُحِبُّ غير زَوْجها. ومن النُّوق: الّتي تألف الفَحْلَ ولا تَرْاَمُ البوّ، ويقال: هي الّتي يَعْلَقُ عليها وَلَدُ غيرها، قال أفْنُونُ التّغلبي:

وكيف يَنْفَعُ ما تُعْطِي العَلوقُ به


رئْمان أنْفٍ اذا ما ضُنَّ باللَّبَـنِ

والمرأة اذا أرْضَعَت ولد غيرها يقال لها عَلُوقٌ ويُجمعُ على عَلائِق، قال:

وبُدِّلْتُ من أمّ عليَّ شَـفـيقةٍ


عَلوقاً وشَرّ الامّهاتِ عَلُوقُها

والعَلَقُ: ما يُعَلَّقُ به البَكرْةُ من القامَةِ، قال رؤبة:

قَعْقَعَةَ المٍحْوَرٍ خُطّافِ العَلَق

والعِلْقُ: المالُ الذي يكرُمُ عليك، تَضِنُّ به، تقول: هذا عِلْقُ مَضِنَّةٍ. وما عليه عِلْقَةٌ اذا لم يكن عليه ثيابٌ فيها خَيْرٌ. والعَلاقةُ: ما تَعَلَّقْتَ به في صِناعة أو ضَيْعةٍ أو مَعيشة مُعْتمداً عليه، أو ضَرَبْتَ عليه يدك من الأمُور والخُصُوماتِ ونحوها التي تحاولها. وفلانٌ ذو مِعْلاقٍ: أي شديدُ الخُصومِة والخلافِ، ويقال: مِغْلاق وإنّما عاقبوا على حذف المضاف، وقال:

إنّ تَحْتَ الأحجارِ حَزْماً وعَزْماً


وخَصيمـاً ألـدَّ ذا مِـعْـلاق

ومِعْلاق الرّجل: لسانُهُ اذا كان بَليغاً. وعَلِقْتُ بفُلانٍ: أي خاصَمْتُه. وعَلِقَ بالشيء: نَشِبَ به، قال جرير:

اذا عَلِقَتْ مَخِالُبُـه بـقِـرْنٍ


أَصابَ القَلْبَ أو هَتَكَ الحِجابا

وعُلِّقْتُ فُلانةً: أي أحْبَبْتها. وَعَلَقَ فُلانٌ يَفْعَلُ كذا: أي طَنِقَ وصار. وتقول: عَلِقَتْ بقَلبي عَلاقةَ جِنِّيًّ، قال جرير:

أو لَيْتَنْي لم تُعَلِّقْني عَلائِقُـهـا


ولم يكنْ داخَلَ الحُب الذي كانا

وقال جميل:

ألا أيُّها الحُبُّ المُبَرّحُ هل ترى


أخا علَق يَفْري بحُبٍّ كما أَفْري

والمِعْلاق: ما عَلَق من العِنَبِ ونحوه. وأهل اليمن يقولون: مُعْلُوق، أدخلوا الضمَّة والمدَّة، كأنهم أرادوا حَذْو بناء المُدْهُن والمُنْخُل ثم مدّوا. وتمامُه ان يكون مَمدُوداً لأنهعلى حَذْوِ المِنّطبقِ والمِحْضيرِ. وكل شيء عُلِّقَ عليه فهو مِعْلاقُهُ. ومِعلاقَ الباب: مِزْلاجهُ يُفتح بغير المِفتاح. والمِعْلاق يُفْتحُ بالمِفتاح. يقالُ: عَلِّقِ البابَ وأزْلجْه. وتَعليقٌ البابِ: نَصْبُه وتَركيبُه وعِلاقة السَّوط: سَيْرٌ في مقبضه. والعُلْقَةُ: شَجَرةُ تَبَقى في الشتاء. وكل شيء كانت عُلقِة فهو بُلْغَةٌ والإبلُ تَعْلُقُ منه فتَسْتَغْني به حتى تدرِك الرَّبيعُ وقد علَقتُ به عَلْقا اذا اَكَلَتْ منه فَتَبَلَّغت به. والعُلَّيْقَي: شَجَرٌ معروف. والعُلْقةُ من النَّبات لا تَلْبثْ أن تذهب. والعَلْقَى: شَجَرٌ واحداته عَلْقاةٌ. قال العجاج:

فكرّ في عَلْقَى وفي مُكْـورِ


بَيْن ثَواري الشَّمسِ والذُّرُور.

والعَوْلَقُ: الغُولٌ والكلبةُ الحريصة على الكلاب، قال الطرماح:

عوْلق الحِرصِ اذا أمْشَرتْ


سادرت فيه سُوُور المُسامي

يعني أنَّهم يودِّعون رِكابَهم ويركبونها ويزيدون في حملها. والعُليقُ: القضيم اذا عُلِّقَ في عُنُقِ الدّابَّة. والعَليق: الشَّرابُ، قال لبيد:

اسقِ هذا وذا وذاكَ وعَلِّقْ


لا تُسَمِّ الشّرابَ إلاّ عَليقا

وكل شيءٍ يُتَبَلَّغ به فهو عُلقةٌ. وفي الحديث: " وتَجْتَزِئ بالعُلْقِة" أي تكتفي بالبلغة من الطعام. وفي حديث الإفك: " وإنمّا يأكُلْنَ العُلْقَة من الطعام". وقولهم: ارضَ من الرَّكْبِ بالتعليق، يضربُ مثلاً للرجُلِ يُؤْمَرُ بأنْ يَقنَعَ ببعض حاجته دون إتمامها كالراكب عَليقةً من الإبِلِ ساعةً بعد ساعة. ويقال: العَليقُ ضَرْبٌ من النَّبيذ يُتَّخذ من التمر. ومعاليقُ العِقْد: الشُّنُوفُ يُجعل فيها من كل ما يحسُنُ فيه. والعَلاقُ: ما تتعَلَّق به الإبل فيجتزئُ به وتَتَبَلَّغ، قال الأعشى:

وفلاةٍ كأنَّها ظَهـرُ تُـرسٍ


ليس إلا الرجيعَ فيها عَلاقُ

والعُلَّيْقُ نباتٌ أخضَرُ يَتَعلَّق بالشَّجر ويَلْتَوي عليه فَيْثنيِه. والعَلوقُ: التي قد عَلِقَت لَقاحاً. والعَلوقُ أيضاً: ما تَعْلُقُه الأإبل أي ترعاه، وقيل: نَبْتٌ، قال الأعشى:

هو الواهِبُ المائِة المُصْطَفا


ةِ لاقَ العَلوقُ بِهِنَّ احمِرارا

أي حَسَّنَ النبتُ ألوانها. وقيل: إنه يقول: رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاطَ بهن الاحمرار من السِّمَنِ والخِصْب. ويقال: أراد بالعَلوقِ الوَلَدَ في بطنها، وأرادَ بالاحمرار حُسن لَوْنها عند اللقح. وَالعُلوقُ: النَّاقةُ السِّيئة الخُلُق القليلةُ الحلْبِ، لا تَرْأَمُ البَوَّ، ويَعْلُقُ عليها فَصيلُ غيرها، وتَزْبِنُ ولدها أيضاً لأنها تَتَأَذَّى بمَصِّه إياها لقِلَّة لَبنِها، قال الكميت:

والرَّؤُومُ الرَّفُودُ ذا الـسِـرَّ


مِنْهُنّ عَلوقاً يَسْقينَها وزَجورا

قعل: القُعالُ: ما تَتَاثَرعن نَوْرِ العِنَبِ وعن فاغِيةِ الحِنّاء وشِبْهه، الواحدةُ: قُعالةٌ. وأقْعَلَ النَّوْرُ: اذا انشَقَّ عن قُعالَتَه. والاقتِعالُ: أخْذُك ذلك عن الشَّجَر في يَدِكَ إذا اسَتْفَضْتَه. والمُقْتَعِل: السَّهْمُ الذي لم يُبْرَ بَرْياً جيداً، قال لبيد:

فَرَشَفْتُ القوم رَشْفاً صائِباً


ليسَ بالعُصْل ولا بالمُقْتَعِلْ

والاقْعيلال: الانتِصاب في الرُّكُوبِ قلع: قَلَعْتُ الشَّجرَةَ واقَتَلَعْتُها فانقَلَعَت. ورجُلٌ قَلْعٌ: لا يثُبتُ على السَّرْج. وقد قَلْعَ قَلْعاً وقُلْعةً. والقالِع: دائرةٌ بمَنسِجِ الدّابّة يُتَشاءَمُ به. ويجمع قَوالِع. والمَقْلُوع: الأمير المَعْزول. قُلِعَ قَلْعاً وقُلْعَةً، قال خلف بن خليفة:

تَبَدّلْ بآذِنِك المُرْتَشـي


وأهَونُ تَعزِيِرهِ القُلْعَةُ

أي أهَونُ أدَبه أن تقْلعَه. والقُلْعَةُ: الرجُلُ الضَّعيفُ الذي اذا بُطِشَ به لم يَثْبُتْ، قال:

يا قُلْعةً ما أتَتْ قَوْماً بمُـرِزئةٍ


كانوا شِراراً وما كانوا بأخيارِ

والقَلعة من الحُصون: ما يُبْنَى منها على شَعَف الجبالِ المُمْتَنِعةِ. وقد أقلَعُوا بهذه البلاد قِلاعاً أي بَنَوها. والمُقْلَعُة من السُّفن: العظيمةُ تُشَبَّه بالقلع من الجبال، وقال يصف السفن:

مَواخِرٌ في سماء اليَمَّ مُـقْـلـعةٌ


اذا عَلَوا ظَهْرَ مَوْج ثُمَّتَ انحدرُوا

شبَّه السُّفن العِظامَ بالقَلعة لعِظَمِها وارتفاعِها، وقال:

تَكَسّرُ فَوْقَه القَلَعُ السّواري


وجُنّ الخازِ باز بها جُنُونا

 

يصف السَّحابَ. والقَلَعُة: القِطعةُ من السحاب. واقْلَعَت السَّماءُ: كَفَّت عن المَطَر. وأقْلَعَتِ الحُمَّى: فَتَرَتْ فانقْطَعَتْ. والقَلَعُة: صَخرةٌ ضَخْمة تَنْقَلِعُ عن جَبَل، مُنْفَردَةٍ صَعْبَةِ المُرْتَقَى. والقَلَعيُّ: الرَّصَاصُ الجيّدُ. والسَّيفُ القَلَعيُّ: يُنْسَبُ الى القَلْعَةِ العَتيقة. والقَلعَةُ: مَوضِعٌ البادية تُنْسَبُ اليه السيوف، قال الراجز:

مُحارَفٌ بالشّاءِ والأباعِرِ


مبارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِـرِ

والقُلاعُ: الطينُ الذي يَتَشقَّقُ اذا نَضَبَ عنه الماءُ. والقِطعةُ منه قُلاعة واقلَعَ فلان عن فلان أي كَفَّ عنه. وفي الحديث: بئْسَ الماءُ القُلَعةُ لا تدوم لصاحبها، لأنه متى شاء ارتَجَعَه. لعق: اللَّعوقُ: اسمُ كُلِّ شيء يُلْعَقُ، من حلاوة أو دواء، لَعِقْتُه ألْعَقُه لَعْقاً. لا تُحَرِّكُ مصدره لأنه فِعْلٌ واقِعٌ، ومثل هذا لا يُحَرَّكُ مصدره. وأما عَجِلَ عَجَلاً ونَدِمَ نَدَماً فيُحَرَّك لأنك لا تقول: عَجِلْتُ الشيء ولا نَدِمتُه لأن هذا فِعلٌ غير واقِع. والمِلْعَقَةُ: خَشَبةٌ مُعْتَرِضةُ الطرف يُؤخَذُ بها ما يُلْعَق. واللَّعْقَةُ: اسم ما تأخذه بالمِلْعقِة. والَّلْعَقُة: المرَّة الواحدة فالمَضمومُ اسم. والمفتوحُ فِعْلٌ مثلُ اللًّقمَةِ واللَّقمَةِ والأُكْلَةُ و الأَكْلِة. واللَّعاقُ: بَقِيَّةُ ما بقي في فَمِكَ مما ابَتَلعْتَ، تقول: ما في فمي لُعاقٌ من طعامٍ كما تَقُولُ: أُكالٌ ومُصاصٌ. وفي الحديث: "إن للشَّيطان لَعوقاً ونَشُوقاً يَسْتَميلُ بهما العبد إلى هَواه". فاللَّعُوقً اسم ما يَلْعَقُه، والنَّشُوق: اسم ما يَسْتْنشِقُه. لقع: لَقَعْتُ الشَّيءَ: رَمَيتُ به، الْقَعُه لَقْعاً. واللُّقاعةُ على بناء شُدّاخَة: الرجُلُ الداهِيةُ الذي يَتَلَقَّعُ بالكلام يرمي به رمياً، قال:

باتَتْ تَمَنِّّيها الرّبيعَ وصَوْبَـهُ


وَتْنظُرُ من لُقَّاعَةِ ذي تكاذُب

لَقَعَه بعَينِه: أصابه بها. ولَقَعَه بِبَعْرةٍ: رَماهُ بها. واللِّقاعُ: الكِساءُ الغَليظُ. وقال بعضهم: هو اللِّفاعُ لأنه يُتَلَفَّعُ به وهذا أعرَفُ.

باب العين و النون والقاف

)ع ن ق، ق ع ن، ق ن ع، ن ع ق، ن ق ع مستعملات( عنق: العَنَق: من سيَرِ الدَّوابِّ. والنَّعْتُ مِعْناقٌ ومُعْنِقٌ وعَنيقٌ. وسَيْر عَنيقٌ ، وبِرْذَونٌ عَنَقٌ. ولم أسمع عَنَقَه، قال رؤبة:

لمّا رَأَتْني عَنَقـي دَبـيبُ


وقد أُرَى وعَنَقي سُرحُوبُ

ويجوز للشاعر أن يجعل العَنقَ من السَّير عَنيقاً. والمُعنِقُ من جِلْدِ الأرض: ما صَلُبَ وارْتَفَعَ وما حَواَلْيِه سَهْلٌ، وهو مُنْقادٌ في طُولِ نحو مِيلٍ أو أقل، وجمعه مَعانيقُ. والعُنُق مَعُروف، يُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ ويُؤَنَّثُ. وقول الله تعالى: "فَظَلَّتْ أعناقُهم لها خاضعين" أي جماعاتهم، ولو كانت الأعناقُ خاصةً لكانت خاضعةً وخاضعاتٍ. ومن قال هي الأعناقُ، والمعني على الرَّجال، رَدَّ نُونَ "خاضعين" على أسمائهم المُضْمَرة. وتقول: جاء القوم " رَسَلاً رَسَلاً وعُنُقاً عُنُقاً إذا جاءوا فِرَقاً"، ويجمع على الأعناق. واعتَنَقَتِ الدّابة: إذا وَقَعَتْ في الوحل فأخْرَجَتْ أعناقَها، قال رؤبة:

خارجةً أعناقُها من مُعْتَتَنقْ

أي من مَوضِع أخَرجَتْ أعناقها منه. والمُعْتَنَقُ: مَخْرَج أعناق الجبال من السَّراب، أي اعتَنَقَتْ فأخْرَجَتْ أعناقَها. والاعتِناقُ من المُعانَقِة، ويجوز الافتعال في موضع المُفاعَلِة، غير أن المُعانَقة في حال المَوَدَّةِ، والاعتِناقُ في الحَرْبِ ونحوها، تقول: اعتَنَقُوا في الحَرْبِ ولا تقول: تَعانَقُوا والقياس واحدٌ، قال زهير:

يَطْعُنُهم ما ارتَمَوا حتى اذا اطَّعَنْوا


ضارَبَ حتى ما ضارَبُوا اعتَنَقـا

وتَعَنَّقِت الأرنبُ في العانِقاء وتَعَنَّقَتْها، كلاهما مُسْتَعمَل: دَسَّت عُنُقها فيه وربما غابَتْ تحته، وكذلك البَربوعُ والعانقاء. وهو جُحْرٌ مملوءٌ تُراباً رخواً يكون للأرنبِ واليَرْبُوعِ إذا خافا. وربما دخل ذلك التُّرابَ فيقال: تَعَنَّقَ اليَربُوعُ لأنّه يَدُسُّ عُنُقَه فيه ويمضي حتى يصير تحته. والعَنْقاءُ: طائِرٌ لم يَبق في أيدي الناس من صِفتها غيرُ اسمها. ويقال بل سُمِّيَتْ به لبياضٍ في عُنقِها كالطَّوق وقال:

إذا ما ابنُ عبِد اللّهِ خَلَّى مكانَـه


فقَدْ حَلَّقْتْ بالجُودِ عَنْقاء مُغْرِبُ

والعَنْقاءُ: الداهِيةُ. والعَنْقاءُ: اسم مَلَكٍ، قال:

وَلَدْنا بني العَنْقاءِ وابْني مُحَرَّقٍ


فأكرِمْ بنا خالاً وأكرِمْ بنا ابْنَما

والأعنَقُ: الطويل العُنُق. والأعنَقُ: الكلبُ الذي في عُنقِه بياضٌ كالطوق. والعَناقُ: الأُنْثَى من أولاد المَعَز، ويجمعُ العُنوق. وقولهم: العُنُوقُ بعد النُّوقِ، أي صِرتَ راعياً للغَنَم بعد النُّوقِ، يقال ذلك لمن تحول من رفعةٍ إلى دنائةٍ، قال:

إذا مَرِضَتْ منها عَناقٌ رأيته


بسِكِّينِه من حولها يَتَصَرَّفُ

وَعَناقُ الأرضِ: حَيَوان أسْوَدُ الرَّأسِ طَويلُ الظهر أصغَر من الفَهدِ ويُجمعُ على عُنُوقٍ. قعن: اشتُقَّ منه اسم قُعَينٍ وهو في أسدٍ وفي قَيْسٍ أيضاً. ويقال: أفْصَحُ العرب نَصْرُ قُعَيْنٍ أو قُعَيْن نَصر. والقَيْعُونُ من العُشْب: نَبْتٌ على فَيْعُول مثل قَيْصُوم، وهو ما طال منه. يقال: اشتقاقه من القَعْن كاشتقاق القَيْصوم من القَصْم. ونحو هذه الأشياء اشتُقَّت من الأسماء وأُميتَتْ أصولها، ولكن يعرف ذلك في تقدير الفعل. قيل: يكون القَيْعُونُ من القَيْع كالزَّيْتون من الزَّيت قنع: قَنِعَ يَقْنعُ قَناعةً: أي رَضيَ بالقَسمِ فهو قَنِعٌ وهم قَنِعُونَ، وقوله تعالى: "القانِعَ والمْعتَرَّ" فالقانِع: السائل، والمُعْتَرُّ: المُعْتَرض له من غير طلب، قال:

ومنِهم شَقِيٌّ بالمَعيشِة قانِعُ

وقَنَعَ يَقْنَعُ قُنُوعاً: تذلَّلَ للمسألة فهو قانِع، قال الشماخ:

لمَالُ المرء يُصلِحُه فيُغني


مُفاقِرَه أعَفُّ من القُنُوعِ

ويُرْوَى "من الكُنُوع" بمنزلة القُنُوع. ورَجُلٌ قَنعٌ أي كثير المال. والقَنُوع بمَنزلة الهبوط -بلغة هذيل- من سَفْحِ الجَبَل، وهو الارتفاع أيضاً، قال:

بحَيْثُ استَفاضَ القِنعُ غربيّ واسِطٍ


نَهاراً ومَجَّتْ في الكَثيبِ الأباطِحُ

والقِناعُ: طَبَقٌ من عَسِيبِ النَّخْل وخُوصِهِ. والإقناع. مَدُّ البَعير رأسَه إلى الماء ليَشْرَبَ، قال يصف ناقةً:

تُقْنِعُ للجَدْوَل منها جَدْوَلا

شَبَّه حَلقَ الناقة وفاها بالجَدْوَل تَسْتَقْبِل به جدولاً في الشُّرْب. والرَّجُل يُقْنِعُ الإناء للماء الذي يَسيلُ من جَدْوَلٍ أو شِعْبٍ. والرجُلُ يُقنِعُ يَدَه في القُنوت أي يَمُدُّها فيَسْتَرحِمُ رَبَّه. والقِناع أوسَعُ من المِقْنَعِة. وتقول: ألْقَى فُلانٌ عن وَجْهِهِ قناع الحَياء. وفُلانٌ مُقنِعٌ: أي يُرضَى بقوله. وتقول: قَنَعْتُ رأسَه بالعَصَا أو بالسَّوْط: أي عَلَوتُه ضَرْباً. والقِنْعَةُ وجمعها القِنَع وجمع القِنعَ القِنْعان: وهو ما جَرَى بين القُفِّ والسَّهْلِ من التُّرابِ الكثير، فإذا نَضَبَ عنه الماء صارَ فَراشاً يابساً، قال:

وايْقَن أنّ القَنْعَ صارَتْ نِطافُه


فراشاً وأن البَقْلَ ذاوٍ ويابِسٍ

المُقْنِعَةُ من الشّاء: المُرَتفِعةُ الضَّرع، ليس في ضَرعها تصَوُّب، قَنَعَت بضرعها، وأقنعتْ فهي مُقْنِعٌ. واشتقاقه من اقناع الماء ونحوه كما ذكرنا. نعق: نَعَقَ الراعي بالغَنَم نَعيقاً: صاح بها زجْراً. ونَعَقَ الغُرابُ يَنْعِقُ نُعاقاً ونَعيقاً. وبالغين أحسن. والنّاعِقانِ: كوكبان أحدُهُما رِجْلُ الجوزاء اليُسْرَى والآخر مَنْكبها الأيمن. وهو الذي يُسَمَّى الهَقْعةَ، وهما أضوأ كوكبين في الجوزاء. نقع: نَقَعَ الماء في مَنْقِعِةَ السَّيل يَنْقَعُ نَقْعاً ونُقُوعاً: اجتمع فيها وطال مَكثْهُ. وتجمعُ المَنْقَعةُ على المناقِع. وهو المستَنقٍعُ: أي المجتَمِعٌ. واسَتْنَقْعتُ في الماء: أي لَبِثتُ فيه مُتَبَرَّداً. وأنقَعْتُ الدواء في الماء إنقاعاً. والنَّقُوع: شَيءٌ يُنْقَعُ فيه زَبيبٌ وأشياءُ ثم يُصَفَّى ماؤه ويُشْربُ. واسم ذلك نَقُوع. ونَقَعَ السُّمُّ في ناب الحيَّة: في أنيابِها السُمُّ ناقع اجتمع فيه كقوله. وانْتُقِعَ لَوْنُ الرَّجُل وامْتُقِعَ أصوَبُ: تَغَيَّر. والرَّجُل إذا شَرِبَ من الماء فَتَغَّير لونُه، يقال: نَقَعَ يَنْقَعُ نُقوعاً، قال:

لو شِئْتُ قد نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبَةٍ


تَدَعَ الصوادي لا يجِدْنَ غَليلا

والماء يَنْقَعُ العَطَشَ نقعاً ونُقُوعاً، قال حفص الأموي:

أكرَعُ عند الوُرُود في سُدُمٍ


تَنْقَعُ من غُلَّتي وأجْزَؤها

والنَّقيعُ: شرابٌ يُتَّخَذُ من الزَّبيبِ يُنْقَعُ في الماء من غير طبخ. والنَّقيعةُ هي العَبيطة من الإبل. وهي جَزوُرٌ تُوَفَّر أعضاؤها فتُنْقَعُ في أشياء علاجاً لها، قال:

كلِّ الطَّعامِ تَشْتَهي رَبيعـهَ


الخُرْس والإعذارُ والنَّقيعَه

وقال المهلهل:

إنّا لنَضْرِبُ بالصوارم هامَهُم


ضَربَ القُدارِ نَقيعةَ القُـدّام

القُدّامُ: القادمون من سفر، جمع قادِم. وقيلَ القَدام بفتح القاف وعن غير الخليل: والقُدَام: الجَزّار. يقال: نَقَعُوا النَّقيعَةَ، ولا يقال: أَنْقَعُوا لأنه لا يُريدُ إنْقاعَها في الماء. والنَّقْعُ: الغبار. قال الشُوَيْعِرُ واسمه عبد العزى:

فهُنّ بهم ضوامِرُ في عجاجٍ


يُثِرْنَ النَّقْعَ أمثال السَّراحي

قال لَيْثٌ: قُلتُ للخليل: ما السّراحي، قال: أراد الذِئاب، ولكنه حَذَف من السرحان الألف والنُّونَ فجَمَعَه على سراحي، والعَرَبُ تقول ذلك كثيراً كما قال:

دَرَسَ المَنَا بمُتالعٍ فأَبانِ

أراد المنازل فحَذَفَ الزّاءَ واللامَ. ونَقَعَ الصَّوْتُ: إذا ارتَفَعَ. ونَقَعَ بصَوته، وأنْقَعَ صوْته: إذا تابَعَه ومنه قول عُمَرَ في نِسوةٍ اَجَتمعْنَ يبكين على خالد بن الوليد: "وما على نِساءِ بني المُغيرةِ أن يُهْرِقْنَ من دُمُوعِهِنَّ على أبي سليمان" ما لم يكن نَقْعٌ أو لَقْلَقةٌ. يعني بالنَّقْعِ أصوات الخُدُود إذا ضُرِبَتْ، قال لبيد:

فمتى يَنْقَعْ صُراخٌ صـادِقٌ


يُحلبوها ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ

ونَقَعَ الموتُ يعني كَثُرَ. وما نَقَعْتُ بخَبَرِه نُقُوعاً: أي ما عجِتُ به ولا صدَّقت ما عِجتُ به أي ما أخذْتُه ولا قَبِلْتُه. والنَّقْع: ما اجْتَمَعَ من الماء في القَليبِ. والنَّقيعُ: البئر الكثيرة الماء. تُذَكِّرُه العَرَب، وجمعه أنْقِعَةٌ. والمِنْقَعُ والمِنْقَعَةُ: إناءٌ يُنقَعُ فيه الشَّيءُ. والأنْقوعَةُ: وَقْبَة الثَّريدِ التي فيها الوَدَكُ. وكل شيءٍ سال إليه الماء من مَثْعَبٍ ونحوه فهو أنْقُوعَةٌ.

باب العين و القاف والفاء

)ع ق ف، ع ف ق، ق ع ف، ق ف ع، ف ق ع( عقف: عَقَفْتُ الشَّيْءَ أعقِفُه عَقْفاً: أي عَطَفْتُه. والعُقّافةُ: خَشَبَةٌ في رأسِها حُجْنَةٌ يُمَدُّ بها الشيء كالمِحْجَن. وهو أعقَفُ وعَقْفاءُ: إذا كان فيه انحِناءٌ. والأعْقَفُ: الفَقيرُ المُحتاجُ، ويجمع على عُقْفان، قال يزيد بن معاوية:

يا أيُّها الأعْقَفُ المُزْجي مَطِيَّتَه


لا نِعْمةً تبْتَغي عندي ولا نَشَبا

والعَقْفاءُ من النَّبات. والعُقافُ: داء يأخُذُ في قوائم الشّاة حتى تَعْوَجَّ شاةٌ عاقِفٌ ومَعْقُوفةٌ أيضاً. ورُبَّما اعْتَرى كل الدَّوابِّ. قال أبو سعيد: هو القُفاعُ لأنه يَقْفَعُها. والعَقْف: العَطْفُ. عفق: عَفَقَ يَعْفِقُ عَفْقاً: إذا مَضَى راكِباً رأسَه، ومن الإبل. تقولُ: ما يزالُ يَعْفِقُ عَفْقاً ثم يَرجعُ: أي يغيب غَيٍْبةً. والإبِل تَعْفِقُ عَفْقاً وعُفوقاً: إذا أُرسِلَتْ في مَراعيها فَمّرتْ على وجهها. وربما عَفَقَتْ عن المَرْعَى إلى الماء تَرْجِعُ إليه بين كُلِّ يَومَيْن. وكلُّ وارِدٍ صادرٍ: عافِقٌ. وهو شِبْهُ الخُنُوسِ إلا أنه يرجع، قال الراجز:

تَرعَى الغَضَا من جانِبَي مُشَفَّقِ


غِبّاً ومن يَرْعَ الحُمُوضَ يَعْفِقِ

أي من يَرْعَ الحَمْضَ تَعطش ماشيته سريعاً فلا يجد بُدّاً من العَفْق لأن الحَمْضَ يُعطِش فيَبْعَث على شرب الماء. وقال رؤبة:

صاحِبُ عاداتٍ من الوِرْدِ العَفَقْ


يَرْمي ذِراعَيه بِجَثْجاثِ السُوَقْ

عفِاق: اسمُ رجلٍ، قال:

إنّ عِفاقاً أكَلتَه باهِـلَـهْ


تَمَشَّشُوا عظامَه وكاهِلَهْ

قعف: القَعْفُ: شدَّة الوَطء واجتراف الترُّاب بالقَوائمِ، قال:

يَقْعَفْنَ باعاً كفراشِ الغِضْرِمِ


مَظْلومةً، وضاحياً لم يُظلَمِ

قال زائدة: هو القَعْث. والقاعِفُ المطر الشَّديد يَقْعَفُ بالحجاره أي يجرُفُها من وجه الأرض. قفع: القَفْعُ: ضربٌ من الخَشَب يَمْشي الرجال تحته إلى الحُصُونِ في الحَرْب. والقَفْعاء: حَشيشةٌ خَوّارة خَشْناءُ الوَرَق من نبات الرَّبيعِ لها نَوْرٌ أحمَرُ مثل الشَّرارِ، صِغارُ وَرَقُها مُسْتَعلياتٌ من فوق وثَمَرَتُها مُتَقَفِّعَة من تحتٍ، قال:

بالسّيّ ما تنبتْ القَفْعاءُ والحَسَكُ

وأُذُن قَفْعاءُ: كأنما أصابَتْها نارٌ فتزَّوت من أعلاها إلى أسفلها. ورِجْلٌ قَفعاء: أي ارتَدَّتْ أصابعها إلى القَدَم. تقول: قَفِعَتْ قَفَعاً. وربما قَفَّعَها البَرْدُ فَتقَفَّعَتْ. ونظر أعرابي إلى قُنْفَذِةٍ قد تَقَبَّضتْ فقال: أترَى البَرْدَ قَفَّعها أي قَبَّضَها. والفُقاعيُّ: الرجل الأحمر الذي يَتَقَسرُ أنْفُه من شدِّة حُمْرته. والمِقْفَعة: خَشَبةٌ تُضْرَبُ بها الأصابع. والقُفّاعُ: نباتٌ مُتَقَفّعٌ كأنه قُرونٌ صلابةً إذا يَبِسَ، يقال له كَفُّ الكلب. والقَفْعَة: هنةٌ تتخذ من خُوصٍ مُستديرةٌ يُجْنىَ فيها الرُّطَبُ. وذُكِرَ الجَرادُ عند عمر فقال: لَيْتَ عندنا قَفْعةً أو قفْعَتَين. وتُسَمَّى هذه الدُّواراتُ التي يُجْعَلُ فيها الدهانون السِمسِمَ المَطحُون "قَفَعاتٍ". وهي هَناتٌ يُوضَع بعضُها على بعضٍ حتى يَسيلُ منها الدُّهْنُ. وشهد عند بعض القُضاةِ قومٌ عليهم خفِافٌ لها قُفْعٌ أي هنات مُسَتديرةٌ تَتَذَبْذَبُ. فقع: الفَقْعُ ضَرْبُ من الكَمْأةِ، واحدتها فَقْعةٌ، قال النابغة:

حدّثوني الشَّقـيقة مـا يَمْ


نَعُ فَقْعاً بقَرْقَرٍ أن يَزُولا

يهجو النُّعمانَ، شبَّههُ بالفَقْعِ لِذِلتَّهِا وأنها لا أصل لها. والفَقْعُ يخرج في أصل الأجْرَدِ. وهي هَناتٌ صِغارٌ، ورُبَّما خَرجَ في النَّفَصِ الواحد منه الكثَيرُ، والظَّباءُ تَأكُلُه. وهي أردأ الكَمْأة طَعْماً وأسرَعُها فساداً، فإذا يَبِسَ آض له جوف أحمر إذا مُسَّ تَفَتَّتَ. ويقالُ: إنَّك لأَذَلُّ من فَقْعٍ في قِاعٍ. والفُقّاعُ: شرابٌ يُتَّخَذُ من الشعير سُمِّيَ به للزَّبَد الذي يَعُلوه. والفَقاقيعُ: هناتٌ كالقَوارير تَتَفَقَّعُ فَوْقَ الماء والشَّرابِ، الواحدة فُقّاعةٌ قال عَديُّ بن زيد يصف الخمر:

وطَفَا فَوْقَها فَقاقيعُ كـالـيا


قُوتِ حُمْرٌ يثيرها التَّصْفيقُ

أي التمزيج. والتَفقيعُ: أخْذُكَ وَرَقَةً من الوَرْدِ ثم تُديرُها بإصبِعكَ ثم تَغمزها فَتْسمَع لها صَوتاً إذا انشَقّتْ. والتفقيعُ: صوت الأصابع. والفَقْعُ: الضُّراطُ. وإنه لَيُفَقّعُ بمِفْقاعٍ: وهو المقِلاعُ إذا رَمَيْتَ به سمعت له فَقْاعاً أي صوتاً. وأصفَرُ فاقِعٌ: وهو أنصَعُه وأخلَصه. وقد فَقَع يَفْقَعُ فُقُوعاً. وأفْقَع الرَّجُلُ فهو مُفقِعُ: أي فَقيرٌ مَجْهُودٌ، أصابَتْه فاقِعةٌ من فَواقِع الدهر. فاقِعةٌ من فَواقِع الدَّهْر أي بائقةٌ من البَوائِق يعني الشدة. فَقير مُفْقِع مُدْقِع، فالمُقفِعُ: أسوأ ما يكوُنُ من حالاتٍ. والمُدْقِعُ: الذي يَبْحث في الدَّقْعاءِ من الفَقْرِ.

باب العين و القاف والباء

)ع ق ب، ع ب ق، ب ع ق، ب ق ع، ق ب ع، ق ع ب كلهن مستعملات( عقب: العَقَبُ: العَصَب الذي تُعْمَل منه الأوتار، الواحدةُ عَقَبةٌ، وخِلاف ما بَيْنَه وبين العَصَبِ أن العَصَبَ يَضربُ إلى صُفْرةٍ والعَقَبُ يضرب إلى بياض وهو أصْلَبُها وأمتَنُها. والعَقِبُ: مُؤخَّرُ القَدَمِ، تُؤَنَثّهُ العَربُ، وتميمٌ تُخَفِّفُه. وتجمعُ على أعقابِ، وثلاثُ أَعْقِبة. وعَقِبُ الرجل: وَلَدُه وولد وَلَدُه الباقونَ من بَعْدِه. وقَوْلُهم: لا عَقِبَ له: أي لم يَبْقَ له ولدٌ ذَكَرٌ. وتقول: وَلىَّ فلان على عَقِبهِ وعَقِبَيهِ: أي أخَذَ في وَجْهٍ ثم انثنَى راجعِاً. والتَّعْقيبُ: انصرافك راجعاً من أمْرٍ أرَدْتَه أو وَجْهٍ. والمُعَقِّبِ: الذي يتتبع عَقِبَ إنسانٍ في طلب حَقٍ أو نحوه، قال لبيد:

حتّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَه


طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّهُ المَظلـوُمُ

 

وقوله عز وجل: "ولم يُعَقّبْ" أي لم يَنْتظرْ. والتَّعقيبُ: غَزْوةٌ بعد غَزوةٍ بعد غزوةٍ وسَيْر بعد سيرٍ. وقوله عز وجل: "لا مُعَقّبَ لحكمه" أي لا راد لقضائه. والخَيْلُ تُعَقَّبُ في حُضْرِها إذا لم تَزْدَدْ إلا جودةً. ويقال للفرس الجواد: إنه لذو عَقْوٍ وذو عَقْبٍ، فعَفْوُه أول عَدْوِه، وعَقْبُه ان يعقب بحضرٍ أشد من الأول، قال:

لا جَرْىَ عندَكَ في عَقْبٍ وفي حُضُرِ

وكُلُّ شيءٍ يُعْقِبُ شيئاً فهو عَقيبُه كقولك: خَلَفَ يَخْلُفُ بمنزلة اللَّيْلِ والنَّهار إذا قضى أحدُهُما عَقِبَ الآخر فهما عقيبان كل واحدٍ منهما عَقيبُ صاحبه، ويَعْتقَبِان ويَتَعاقَبانِ: إذا جاء أحدُهُما ذَهَبَ الآخر. وعَقَبَ اللَّيْل النَّهارَ والنهارُ الليل: أي خَلَفَه. وأتى فُلانٌ إلى فلانٍ خَبَراً فَعَقَبَ بخير منه أي أردَفَ. ويقال: عَقَّبَ أيضاً مشدداً. قال: فَعَقَبْتُمْ بَذَنوبٍ غير مَرّ وقال أبو ذؤيب:

أوْدَى بَنِيّ وأعقبونيِ حَسْرَةً


بعدَ الرُّقادِ وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ

قوله: فأعْقَبونيِ مُخالِفٌ للألفاظ المُتَقَدِّمَة ومُوافِقٌ لها في مَعْنىً. ولَعَلَّهما لُغَتان. فمَنْ قال عَقب لا يَقْولُ أعْقَبَ كمن قال: بَدَأتُ به لا يقول: أبْدَأتُ، قال جرير:

عَقَبَ الرَّذاذُ خِلافَهم فـكـأنّـمـا


بَسَطَ الشَّواطِبُ بَءٍ بينهنّ حَصيرا

وعَقِبُ الأمِر: آخِرَه، قال:

مَحْذُورُ عَقبِ الأمر في التّنادي

ويجمع أعقابَ الأمور. وعاقِبَةُ كلَّ شَيءٍ: آخرُه، وعاقِبُ أيضاً بلا هاء ويُجْمَعُ عَواقِبَ وعُقُباً. ويقال: عاقِبةٌ وعَواقِبُ وعاقِبٌ وعُقَّبٌ مُشددٌ ومُخفَّفٌ

تقُولُ لـي مـيّالة الـذّوائبِ


كَيْف أخي في عُقَبِ النَّوائبِ

وأَعْقَبَ هذا الأمرُ يُعْقِبُ عُقْباناً وعُقْبىَ، قال ذو الرمة:

أعاذِلُ قد جرَّبتُ في الدهر ما مَضىَ


ورَوَّأْتُ في أعقابِ حقٍّ وبـاطِـلِ

يعني أواخره. وأعْقَبَه الله خيراً منه والاسم العُقْبىَ شِبْهُ العِوَض والبَدل. وأعْقَبَ هذا ذاك: أي صارَ مَكانَه. وأعْقَبَ عِزَّه ذلاً: أي ابْدَلَ منه، قال:

كم من عزيزٍ أعْقَبَ الذُلّ عِزُّه


فأصْبحَ مَرْحوماً وقد كان يُحْسَدُ

والبئر تُطْوَى فتُعْقَبُ الحوافي بالحجارة من خلفها، تقول: أعَقْبتُ الطَّيَّ. وكلُّ طَرائِقَ يكون بعضها خَلْفَ بعض فهي أعقابٌ، كأنَّها مَنْضودة، عَقِباً على عَقِبٍ، قال الشماخ:

أعقابُ طيٍّ على الأثباجِ منضودِ

يصف طرائق شَحْم ظهر النّاقِة. وقد استَعْقبتُ من كذا خيراً وشراً. واستَعْقَبَ من أمره النَّدامةَ. وتَعَقَّبَ بمعناه. وتَعَقَّبْتُ ما صَنَعَ فُلانٌ: أي تَتَبَّعْتُ أثره. والرجلان يتعاقَبانِ الرُّكوبَ بينهما والأمر، يَرْكَبُ هذا عقبةً وهذا عُقْبَةً. والعُقْبَةُ فيما قدروا بينهما فَرسْخِان. والعُقوبةُ: اسم المُعاقَبةِ، وهو أن يَجْزيَه بعاقبِة ما فَعَلَ من السوء، قال النابغة:

ومَنْ عَصاَكَ فَعاقِبْهُ مُـعـاقَـبَةً


تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقَعُدْ على ضَهَدِ

والعُقْبَة: مَرْقَةٌ تَبْقَى في القِدَر المُعارَةِ إذا رَدُّوها إلى صاحبها. وفلانٌ وفلانٌ يُعَقّبانِ فلاناً: إذا تعاونا عليه، وقوله تعالى: " له مُعَقِّباتٌ من بين يديه ومن خلفه يَحْفَظْونَه من أمر الله" أي يحفظونه بأمر الله. والعَقَبَةُ: طَريقٌ في الجَبَل وَعْرٌ يُرْتَقَى بمَشقةٍ وجمعُه عَقَبٍ وعِقابٌ. والعقابُ: طائِرٌ، تُؤنِّثُها العَرَبُ إذا رأته لأنها لا تُعَرفُ إناثُها من ذُكُورِها، فإذا عرفت قيل: عُقابٌ ذَكَرَ. ومثله العَقْربُ، ويُجمعُ على عِقبانٍ وثلاث أعْقُبٍ. والعُقابُ: العَلَمُ الضَّخمُ تشبيهاً بالعُقابِ الطائر، قال الراجز:

ولحق تَلْحَقُ من أقرابـهـا


تحت لِواء المَوْتِ أو عُقابِها

والعُقابُ: مَرْقىً في عُرْض جَبَلٍ، وهي صخرةٌ ناتِئةٌ ناشِزةٌ، وفي البئر من حولها، ورُبمَّا كانت من قَبلِ الطَّي، وذلك أن تَزُولَ الصَّخْرةٌ من مَوْضِعِها. والمُعْقِبُ: الذي يَنْزل في البِئِر فيرفَعُها ويُسَوِّيها. وكل ما مَرَّ من العُقَاب نجمعه عِقْبان. واليَعْقُوبُ: الذَّكَرُ من الحَجَل والقطا، وجمعه يَعاقيبُ. ويَعْقُوبُ: اسم اسرائيل، سمي به لأنه وُلِدَ مع عَيصُو أبي الروم في بطنٍ واحد. وُلِدَ عَيصُو قَبْلَه، ويَعْقُوبُ مُتَعَلِّقٌ بعَقِبِه خرجا معاً. واشتِقاقه من العَقِبِ. وتسمى الخيل يعاقيب لسُرْعَتِها. ويقال: بل سُمِّيَتْ بها تشبيهاً بيَعاقيبِ الحَجَل. ومن أنْكَرَ هذا احتج بأن الطَّيْرَ لا تَرْكُضُ ولكن شبه بها الخَيْلُ، قال سلامة بن جندل:

وَلّى حَثيثاً وهذا الشَّيبُ يَتْبَعُـهُ


لو كان يُدرِكُه رَكْضُ اليعَاقيبِ

ويقال: أراد بالتعاقيب الخَيْلَ نَفْسَها اشتِقاقاً من تعقيب السَّير والغَزْوِ بعد الغَزْوِ. وامرأةٌ مِعْقابٌ: من عادتها أن تَلِدَ ذَكَراً بعد أنثى. ومِفعال في نَعْت الإناث لا تدخله الها. وفي الحديث: "قَدِمَ رسُول الله -- نَصارى نجرانَ: السَّيِّدُ والعاقِبُ"، فالعاقِبُ من يَخْلُف السيد بعده. عبق: العَبَاقِيَةُ على تَقدير عَلانِية. الرجل ذو شَرٍَّ ونُكْرٍ، قال:

أَطَفّ لها عَبِاقِيَةٌ سَـرَنْـدَى


جَريءُ الصَّدْرِ مُنْسَطِ اليَمينِ

والعَبق: لُزُوق الشيء بالشيء وامرأةٌ عَبْقَةٌ ورجلٌ عَبِقٌ إذا تَطيَّب بأدنْى طِيبِ فَبقيَ ريحه أياماً، قال:

عَبِقَ العَنْبَرُ والمِسْـك بـهـا


فهي صَفراء كعُرْجُون القَمَرْ

أي لَزِق. قعب: القَعْبُ: القدَحُ الغَليظُ، ويجمع على قِعابٍ، قال:

تلكَ المكارمُ لا قَعْبانِ من لَبَنٍ


شِيبَا بماءٍ فعَادَا بعد أبْـوالا

والقَعْبَةُ: شِبُْ حُقَّةٍ مُطْبَقةٍ يكون فيه سَويقُ المرء. والتَّقعيبُ في الحافِر: إذا كان مُقَعَّباً كالقَعْبَةِ في استدارتها، وهكذا خلْقَتُه، قال العجاج:

ورُسُغاً وحافِراً مَقَعّباً

وأنشد ابن الأعرابي:

يَتْرُكَ خَوّارَ الصَّفا رَكُوبا


بمُكْرَباتٍ قَعَّبَتْ تَقْعيبـا

قبع: قَبَعَ الخنِزيرُ بصوته قَبْعاً وقُباعاً. وقَبَعَ الإنسان قُبُوعاً: أي تَخَلَّفَ عن أصحابه. والقَوابعُ: الخَيْلُ المَسْبُوقُة قد بقيت خلف السابق، قال:

يُثابِرُ حتّى يْتُرَك الخَيْلَ خَلْفَـهُ


قَوابعَ في غُمَّى عَجاجِ وعثِيرَ

والقُباعُ: الأحْمَقُ. وقُباعُ ابن ضبة كان من أحْمَقِ أهل زَمانِه يضرب مَثَلاً لكل أحْمَقَ. ويقال يا ابن قابعاءَ. ويا ابن قُبَعَةَ، يوصف بالحُمْق. ومن النساء القُبَعَةُ الطُّلَعَةُ: تَطْلُعُ مرةً وتَقْبَعُ أُخْرى فتَرجعُ. وقَبيعَةُ السَّيفْ: التي على رأس القائِم، ورُبمَّا اتخذَت القَبيعةُ من الفِضَّةِ على رأس السِّكيَّن. وقُبَعُ: دُوَيِّبَّةٌ، يقال من دَوابِّ البَحْر، قال:

مأُبالي أن تَشَـذَّرْتَ لـنـا


عادِياً أم بالَ في البَحْرِ قُبَعْ

وقَبَعْتُ السِّقاء: إذا جَعَلَتْ رَأسهُ فيه وجَعَلتُ بَشَرتَه الداخِلةَ. بعق: البُعاقُ: شدَّة الصَّوتِ. بَعَقَتِ الإبلُ بُعاقاً. والمَطَر الباعقُ: الذي يِفاجِئُكَ بشدةٍ، قال:

تَبَعَّقَ فيه الوابلُ المُتَهطّلُ

والإنبعِاقُ: أن يَنْبِعقَ الشَّيء عليك مُفاجَأةً، قال أبو دُؤاد:

بَينمَا المَرْءُ آمنـاً راعَـه را


ئِع حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انبعِاقَهْ

وقال:

تَيَّممْتُ بالكِدْيَوْنِ كيلا يَفُوتَـنـي


من المَقْلةِ البَيْضاء تَفريطُ باعِقِ

الباعِقُ: المُؤَذِّنُ إذا انْبَعَقَ بَصوْتهُ. والكِدْيَونُ يقال الثَّقيلُ من الدَّوابِّ. وبَعَقْتُ الإبلَ: نَحَرْتُها. بقع: البَقَعُ: لَوْنٌ يُخالفُ بَعْضُهَ بعضاً مثل الغُرابِ الأسْوَد ِفي صَدْرِه بيَاض، غُرابٌ أبْقَعُ وكلَلْبٌ أبْقَعُ. والبُقْعَةُ: قِطعةٌ من أرضٍ على غَير هَيْأة التي على جَنْبِها. كل واحِدةٍ منها بُقْعةٌ، وجمعُها بقاعٌ وبُقَعٌ. والبَقيعُ: موضعٌ من الأرض فيه أرُومُ شَجَرٍ من ضُرُوبٍ شتى، وبه سُمِّيَ بَقيعُ الغَرْقَدِ بالمدينة. والغَرْقُدُ: شَجَرٌ كان ينبت هُناك، فبَقِيَ الاسمُ مُلازِماً للمَوْضِع وذَهَبَ الشجر. والباقِعَةُ: الدّاهِيةُ من الرجال. وبَقَعَتْهُمْ باقِعَةُ من البواقع: أي داهِيَةٌ من الدواهي. وفي الحديث: "يُوشِكُ أن يَعْمَلَ عَلَيْكُمْ بُقعانُ أهْلِ الشّامِ" يُريدُ خَدَمُهُم لبياضهم، وشَبَّهَهُمْ بالشيء الأبْقَعِ الذي فيه بَياضٌ، يعني بذلك الرُّومَ والسُّودانَ.

باب العين و القاف والميم

)ع ق م، ع م ق، م ع ق، ق ع م، ق م ع، م ق ع كلهن مستعملات( عقم: حَرْبٌ عَقامٌ وعُقامٌ، لُغتانِ، أي شَديدةٌ مُفْتِنَةٌ لا يلوي فيها أحدٌ على أحَدٍ، قال : حِفافاهُ مَوْتٌ ناقِعٌ وعُقامُ والعَقْمُ: المِرْطُ، ويقال: بل هُوَ ثَوْبٌ يُلْبَسُ في الجاهلية، ويقال: كلُّ ثَوْبٍ أحْمَرَ عَقْمٌ. وعُقِمَت الرَّحِمُ عُقْماً. وذلك هَزْمَةٌ تَقَعُ فيها فلا تَقْبَلُ الوَلَدَ. وكذلك عُقِمَت المرأةُ فهي مَعْقُومَةٌ وعَقيمٌ. ورجل عقيمٌ ورجالٌ عُقَماءُ.ونِسْوةٌ مَعْقُوماتٌ وعَقائِمُ وعُقْمٌ. قال الاصمعي: يقال: عَقَمَ الله رَحِمَها عَقْماً ولا يقال: أعْقَمَها. ويقال: عَقُمت المرأة تعقُم عقَما. وفي الحديث: " تعقم أصلابُ المشُركينَ " أي تَيْبَسُ وتُسَدُّ. والرِيحُ العقيمُ: التي لا تُلْقِحُ شجراً ولا تَنْشِئُ سَحاباً ولا مَطَراً. وفي الحديث: "العَقْلُ عَقَلانِ: فأما عَقْلُ صاحِبِ الدُّنيا فَعقيمٌ، وأما عَقْلُ صاحِبِ الآخرةِ فَمُثْمِرٌ" والمُلْكُ عَقيمٌ أي لا يَنْفَعُ فيه النَّسَبُ لأن الابن يقْتُلُ على المُلْكَ أباه، والأب ابنَه. والدُّنيا عَقيمٌ أي لا تُردُّ على صاحبها خيراً. ويقال: ناقَةٌ مَعْقُومةٌ أي لا تَقْبَلُ رَحِمُها الوَلَدَ، قال:

مَعْقُومةٌ أو عازِرٌ جَدُودُ

والاعتِقاُم: الدُّخولُ في الأمر، قال رؤبة:

بِذِي دَهاءٍ يَفْهَمُ التَّفْهِيما


ويَعْتفي بالعَقَم التَّعْقِيما

وقال:

ولقد دَريتُ بالاعتـفـا


ءِ والاعتقامِ فنلْتُ نُجْحا

يقول: إذا لم يَأْتِ الأمرُ سَهْلاً عَقَمً فيه وعفا حتى يَنْجَحَ. والمعَاقِمُ: المُفاصِلُ. ويقال للفَرَسِ إذا كان شديدَ الرُّسْغ: إنه لشَديدُ المعَاقِمِ، قال النابغة:

يخْطو على نعجٍ عوجٍ معَاِقُمهـا


يَحْسَبْنَ أنَّ تُرابَ الأرض مُنْتَهبُ

والتَّعقيمُ: إبهامُ الشَّيْء حتى لا يُهْتَدى له. عمق: بئرٌ عَميقةٌ وقد عَمُقَتْ عُمْقاً. وأعْمَقَها حافِرُها. والعَمِقَى: نَبْتٌ. وبَعيرٌ عامِقٌ، وإبِلٌ عامِقةٌ: تأكُلُ العِمْقَى، وهو أمَرُّ من الحَنْطَلِ، قال الشاعر:

فأُقْسِمُ أنَّ العَيْشض حُلـوٌ إذا دَنَـتْ


وهو إن نَأَتْ عَنّيَ أمَرَّ من العِمْقَى

والعِمْقَى أيضاً: موضعٌ في الحِجاز يكثر فيه هذا الشَّجَر، قال أبو ذؤيب:

لمّا ذَكَرْتُ أخَا العِمْقَى تأدَّبَنـي


هَمٌّ وأَفْرَدَ ظهر الأغلَبُ الشِّيحُ

والعُمَق كزُفَر: مَوْضِعٌ بمَكَّةَ، وقول ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

لمّا رأى عمقى ورجع عرضه


هدراً كما هَدَرَ الفنيقُ المُصْعَبُ

أراد: العُمق فغَيَّرَ. وما في النِّخْيِ عَمَقَةٌ، كقولِكَ: مابه عَبَقةٌ أي لَطْخٌ ولا وَضَرٌ من رُبٍّ ولا تَمْنٍ. وعَمَّقَ النَّظَرَ في الأمُور تَعْميقاً وتَعَمَّقَ في كلامه: تَنَطَّعَ. وتَعَمَّقَ في الأمِرِ تَشَدَّق فيه فهو مُتَعَمِّق. وفي الحديث: "لو تَمادَى الشَّهرُ لواصَلْتُ وصالاً يَدَعُ المُتَعَمقُّونَ تَعَمُقَّهُم ". والمُتَعَمِّقُ: المُبالِغُ في الأمرِ المنشُودِ فيه، الذي يطلب في أقْصَى غايته. والعَمْقُ والعُمْق: ما بَعُدَ من أطراف المَفاوِزِ. والأعماق: أطراف المَفاوِزِ البَعيدةِ، وقيل: الأطرافُ ولم تُقيَّدْ، ومنه قول رؤبة:

وقاتِمِ الأعْماقِ خاوي المُخْتَرَقْ


مُشْتَبِه الأعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَـقْ

وأُعامِقُ: مَوضعٌ، قال الشاعر:

وقد كان منّا مَنزِلاً نَسْتَلِذُّه


أُعامِقُ، بَرْقاواتُهُ فأَجادِلُهُ

معق:     المَعْقُ: البُعْدُ في الأرض سُفْلاً. بئرٌ مَعيقةٌ، ومَعُقَتْ مَعاقةٌ. وبِئرٌ مَعِقةٌ أيضاً، والعُمْقُ والمَعْقُ لغتان، يختارون العمْقَ أحياناً في بِئرٍ ونحوها إذا كانَتْ ذاهبةً في الأرض، ويختارون المَعْقَ أحياناً في الأشياء الأُخَر مثل الأدويةِ والشِّعابِ البَعيدةِ في الأرضِ ، إلا أنَّهم لا يكادون يقُولُونَ: فَجٌّ معيقٌ، بل عَميقٌ. والمعنى كله يرجعُ إلى البُعدِ والقَعْرِ الذاهِبِ فبي الأرض. والفَجُّ العَميق: المِصْرُ البَعيد. ويَصِفونَ أطرافَ الأرض بالمَعْقِ والعُمْقِ، قال رؤبة:

كأنَّها وهي تَهادىَ في الرُّفَـقْ


من جَذْبِها شِبْراقُ شدٍّ ذي مَعَقْ

أي ذي بُعدٍ في الأرض، وقال أيضاً: وقاتِم الْعماقِ خاوي المُخَتَرقْ. يُريدُ الأطراف البعيدةَ والأمعاق كذلك، والأماعِقُ: أطرافُ المَفاوز البعيدة والمَعْقُ: الشُّرب الشديد ومنه قول رؤبة:

وإن هَمَى من بَعدِ مَعْقٍ مَعْقـا


عَرَفْتَ من ضَرْبِ الحَريرِ عِتْقا

أي من بَعْدِ بُعْدٍ بُعْداً، وقد تحرك مثل نَهْرٍ ونَهَر. قعم: قُعِمَ وأقْعِمَ الرَّجُلُ: إذا أصابه الطاعُونُ فمات من ساعَتِهِ. وأقْعَمَتْه الحَيَّةُ: لَدَغَتْه فمات من ساعَتِهِ. والقَعَمُ: ردَّةٌ في الأنْف، أي مَيْلٌ قال الراجز:

عليّ صَفّانِ مُهَدَّمـانِ


مُشتَبِها الأنف مُقَعَّمانِ

والمِقْعَمَةُ: مِسمارٌ في طَرَف الخَشَبةِ مُعَقَّفُ الرأس. قمع: قَمَعْتُ فُلاناً فانْقَمَعَ: أي ذَلَّلْتُه فذَلَّ واخْتَبَأَ فَرَقاً. والقَمَعُ ما فَوْقَ السَّناسِنِ من سنام البَعير من أعلاه، قال:

علينا قِرَى الأضياف من قَمَع البُزْلِ

والقِمَعُ: شيءٌ يُصبُّ به الشَّرابُ في القِرْبة ونحوها، وجمعه أقماع، ويكون الواحد قِمْع وقِمْع جميعاً، ويكون لأشياء كثيرةٍ مثل ذلك، والمِقْمَعة: خشبةٌ يُضربُ بها الإنسان على رَأسِه الجميع المَقامِعُ. والمِقْمَعةُ: مِسمارٌ يكون في طَرَف الخَشَبة مُعَقَّفُ الرَّأسِ. قال عرَّام: المِقْمَعَةُ: المِقْطَرةِ وهي الأعمِدَةُ والحَوْزةُ أيضاً، قال:

ويَمْشي مَعَدٌّ حوله بالمَقامعِ

والأُذُنانُ: قِمَعانِ. مقع: المَقْعُ: شدَّة الشُّرُبِ. والفَصيلُ يَمْقَعُ: إذا رَضَعَ أمَّه. وامْتُقِعَ لوناً وانْتُقِعَ: أي تَغَيَّرَ. والميِقَعُ: داءٌ يأخذُ البَعيرَ مثل الحَصْبَةِ فيَقَعُ فلا يقوم فَيُنْحَر، قال جرير:

جُرّتْ فتاة مُجاشِعٍ في مُقْفِرٍ


غير المِراءِ كما يُجَرُّ المَيْقَعُ

باب العين و الكاف والشين معهما

)ع ك ش، ش ك ع مستعملان فقط( عكش: عكش على القوم: حمل عليهم، عُكاشةٌ: اسم. قلت للخليل: من أين قلت عكش مهمل، وقد سمت العرب بُعكاشة? قال: ليس على الأسماء قياس. وقلنا لأبي الدقيش: ما الدُّقيش? قال: لا أدري، ولم أسمع له تفسيراً. قلنا: فتكنّيت بما لا تدري? قال: الأسماء والكُنى علامات، من شاء تَسَمّى بما شاء، لا قياس ولا حتْم. شكع: شَكِعَ الرجلُ شَكَعاً فهو شاكعٌ إذا كُثر أنينه وضجره من شدة المرض. وشَكِعَ الغضبان أي: طال غضبه. والشُّكاعَى: نبات دقيق العُود رِخوٌ. ويقال للمهزول: كأنه عودُ شُكاعَى، وكأنه شُكاعَى. قال ابن أحمر:

شَرِبت الشَّكاعى والْتدَدتُ ألَدَّةً


وأقبلتُ أفواهَ العروقِ المكاويا

باب العين و الكاف والسين معهما

)ع ك س، ك ع س، ك س ع، ع س ك مستعملات( عكس: العكس: ردّك آخر الشيء على أوّله. قال:

وهنّ لدى الأكوار يُعْكَسْنْ بالبرى


على عَجَلٍ منها ومنهـنّ نُـزّع

ويقال: عكست أي عطفت على معني النّسقْ. ويُكَس: يُطْرد. والعكيس من اللبن: الحليبُ يصبّ عليه الإهالة ثم يشرب، ويقال: بل هو مَرَقٌ يُصَبُّ على اللبن. يقال:

فلمّا سقيناها العكـيس تـمـلأت


مذاخرها وارفضَّ رجحاً وريدها

مذاخرها: حوايا بطنها. والتَّعَكُّسُ: مشيٌ كمشي الأفعة، كأنه قد يبست عروقه. والسَّكران يتعكّس في مشيه إذا مشى كذلك. كعس: الكعْسُ: عظام السُّلامَى، وجمعه: كِعاس، وهو أيضاً عظام البراجم من الأصابع، ومن الشَّاء أيضاً وغيرها. كسع: الكسع: ضربُ يدٍ أو رجلٍ على دبر شيءٍ. وكَسَعَهم، وكسَع أدبارهم إذا تبع أدبارهم فضربهم بالسيف. وكسعته بما ساءه إذا تكلّم فرميته على إثر قوله بكلمةٍ تسوءه بها. وكسعتُ الناقةَ بغُبْرِها إذا تركت بقيّة اللبن في ضرعها وهو أشدُّ لها، قال:

لا تكسعِ الشول بأغبارها


إنّك لا تدري مَنِ النّاتجُ

هذا مثل. يقول: إذا نالت يدُك ممن بينك وبينه إحنةٌ فلا تُبْقِ على شيء، لأنك لا تدري ما يكون في غد، وقال الليث: لا تَدَعْ في خِلْفها لبناً تريد قوّة ولدها، فإنك لا تدري من ينتجها، أي لمن يصير ذلك الولد، وقال أبو سعيد: الكَسْعُ كسعان، فكسعٌ للدِّرّة، وهو أن يَنْهَزَ الحالب ضرعَها فتدِرَّ، أو أن ينهزه الولد. والكسع الآخر: أن تدع ما اجتمع في ضرعها، ولا تحلبه حتى يتراد اللبن في مجاريه ويغزر. وقوله:

لا تكسعِ الشولَ بأغبارها

أي: احلُبْ وافضل. والكُسَعُ: حيٌ من اليمن رماة. قال:

ندمت ندامةَ الكَّسَعيّ لمّـا


رأت عيناه ما عملت يداه

والكُسْعَة: ريشٌ أبيض يجتمع تحت ذَنَب العُقاب ونحوها من الطير. وجمعه: كُسَع. والكَسْعة الحمير والدواب كلها، سمّيت كُسْعة لأنها تكسع من خلفها. سكع: سَكَعَ فلانٌ إذا مشى متعسّفاً، لا يدري أين يَسْكَعُ من أرض الله، أي أين يأخذ. قال:

ألا إنّه في غمرةٍ يتسكّع

عسك: تقول: عَسِكْتُ بالرجل أعْسَكُ عَسَكاً إذا لزمتَه ولم تفارقه.

باب العين و الكاف والزاي معهما

)ع ك ز مستعمل فقط( عكز: العُكّازة: عصا في أسفلها زُجٌّ يُتَوكّأُ عليها، ويجمع عُكّازاتٍ وعكاكيز.

باب العين و الكاف والدال معهما

)ع ك د، د ع ك، د ك ع مستعملات و ع د ك، ك د ع، ك ع د، مهملات( عكد: العَكََة: أصل اللسان وعُقدته. وعَكِدَ الضبّ عَكَداً أي سَمِنَ وصَلُب لحمه فهو عَكِدٌ. واستكعد الضبّ اذا لاذ بحَجَرٍ أو جُحْرٍ. واستعكد الطائر إلى كذا: انضم إليه مخافة البازي ونحوه. قال:

اذا استعكدت منـه بـكـلّ كُـداية


من الصَّخر وافاها لدى كلّ مسرح

هذه ضباب استعصمت من الذئب فهو لا يقدر أن يحفر الكُدْية وهو ما صلب من الأرض وكذلك الكُداية. دعك الأديم ونحوه والثوب والخصم دَعْكا إذا لينه ومَعَكَهُ. قال:

قَرْمَ قُرومٍ صَلْهَباً ضُبارِكا


من آل مُّرٍ جخدبا مداعكا

دكع: الدُّكاع داء يأخذ الخيل والإبل في صدورها، وهو كالخبطة في الناس. دكِعَ فهو مدكوع. قال القطامي:

تَرَى منه صدورَ الخيلِ زُوراً


كأنّ بها نُحازاً أو دُكـاعـا

باب العين و الكاف والتاء معهما

) ع ت ك، ك ت ع مستعملان فقط( عتك: عَتََ فلان عليه يضربه:لا يُنَهْنِهُهُ عنه شيء. وعَتكَ فلانٌ يَعْتِكُ عُتُوكاً: ذهب في الأرض وحده. وعَتَكَ الشيءُ: إذا قَدُم وعَتْقَ. وعاتكُة: اسم امرأة. عتيكٌ: قبيلةٌ في اليمن، والنسبة إليه عَتَكِيٌ. كتع: الكُتَعُ: من أولاد الثعالب وهو أردؤها ويجمع: كِتْعان. ورجل كُتَعُ: لئيم، وقومٌ كُتَعُون وأكتع: حرف يوصل به أجمع تقويةٌ له ليست له عربيّة ومؤنّثُه كتعاء. تقول: جَمْعاءُ كتعاء، وجُمعٌ كُتَعُ وأجمعون أكتعون، كل هذا توكيد.

باب العين و الكاف والظاء معهما

) ع ك ظ، ك ع ظ مستعملان فقط( عكظ: عُكاظ اسم سوق كان العرب يجتمعون فيه كل سنة شهراً ويتناشدون ويتفاخرون ثم يفترقون، فهدمه الإسلام، وكانت فيه وقائع. يقول فيها دريد بن الصِمّة:

تغيّبت عن يومَىْ عكاظ كليهما


وإن يكُ يومٌ ثالثٌ أتـغـيّب

وهو من مكَّة على مرحلتين أو ثلاث، قيل من رُكبة والرُكْبة من السِيِّ يقال: أديمٌ عُكاظيّ، منسوب إلى عُكاظ، وسمي به لأن العرب كانت تجتمع كل سنةٍ فيعكِظُ بعضها بعضا بالمفاخرة والتناشد، أي يَدْعَكُ ويَعْرُكُ. وفلان يعكِظُ خصمه بالخصومة: يَمْعَكُهُ. كعظ: الكعيظُ المُكَعَّظ: القصير الضَّخم من الناس

باب العين و الكاف والثاء معهما

)ك ث ع مستعمل فقط( كثع: يقال: شفة ولثة كاتعة، أي كادت تنقلب من كثرة دمها، وامرأة مُكَثِّعَةَ، والفعل كَثَعَت تَكْثَعُ كُثُوعاً. قال أبو أحمد: مُكَثِّعَةٌ على غير قياس وعسى أن تكلمت به العرب وعن غير الخليل: لَبَن مُكَثِّع، أي: قد ظهر زُبْدُهُ فوقه.

باب العين و الكاف والراء معهما

)ع ك ر، ع ر ك، ك ع ر، ك ر ع، ر ك ع مستعملات، و ر ع ك مهمل( عكر: عكر على الشيء يَعْكَرِ عُكُوراً وعَكْراً، وهو انصرافه عليه بعد مضيه عنه، واعتكر اللّيلُ إذا اختلط سوادُه والْتَبَسَ. قال:

تطاوَلَ اللّيلُ علينا واعتكر

واعتكرت الريح إذا جاءت بالغبار. قال:

وبارحٌ معتكرُ الأشواط

يصف بلدا. أي: من ساره يحتاج إلى أن يعيد شوطاً بعد شوطٍ في السير. واعتكر العسكرُ: أي رجع بعضه على بعض فلا يُقْدَرُ على عده. قال رؤبة:

إذا أرادوا أن يَعُدّوهُ اعتكر

والعَكَرُ: رديء النبيذ والزّيت. يقال: عكّرته تعكيراً. والعَكَرُ: القطيع الضخم من الإبل فوق خمسمائة قال:

فيه الصواهل والرايات والعَكَرُ

قال حماس: رجالٌ معتكرون أي كثير. عرك: عَرَكْتُ الأديم عَرْكا: دَلَكْتُهُ. وعِرِكْتُ القوم في الحرب عَرَكاً. قال جرير:

قد جرّبت عَرَكي في كلّ مُعْتَرَك

واعترك القوم للقتال والخصومة، والموضع المُعْتَرَكُ، والمعركة. وعريكة البعير: سنامه إذا عَرَكَهُ الحمل. قال سلامة بن جندل:

نهضنّا إلى أكوار عيسٍ قد تعرّكتْ


عرائِكَها شدُّ القُوى بالمـحـازم

أي: انكسرت أسنمتها من الحمل. وقال:

خِفاف الخُطى مطلنفئاتُ العرائك

أي: قد هُزِلت فلصِقَتْ أسنمتها بأصلابها. وفلانٌ ليّنُ العريكة: أي: ليس ذا إباءٍ فهو سلس. وأرضَ معروكة: عَرَكَتْها السائمة بالرّعي فصارت جَدْبة. وعَرَكْتُ الشاة عَرْكاً: جَسَسْتُها وغبطتها لأنْظُرَ سِمَنها، الغَبْطُ أحسنُ الجسّ، أما العَرْك فكثرة الجسّ. وناقةٌ عَروك: لا يُعْرف سِمَنها من هُزالها إلا بجسّ اليد لكثرة وبرها. ولقيته عَرْكَةً بعد عركةٍ: أي مّرةً بعد مرة، وعَركات: مرّات. وامرأةٌ عارِكٌ، أي طامن. وقد عَرَكَتْ تَعْرُكُ عِراكاً، قال:

لن تغسلوا أبداً عارا أظـلّـكُـمُ


غسل العوارك حيضاً بعد أطهار

ويُرْوَى: لن ترحضوا، ورَحْضَ العوارك. ورجلٌ عِركٌ وقومٌ عَرِكُونَ وهم الأِشدّاء الصُّرَّاع. والعَرْكُ عركُ مرفق البعير جنبه، قال الطرماح:

قليلُ العَرْكِ يهجر مِرْفَقَاهـا


خليف رحىً كقرزوم القيون

أي: كعلاة القيون. والخليف: ما بين العضُد والكركرة. ويهجر: يتنحّى عن. والرحى: الكركرة. والعَرَكْرَكُ: الرَّكَبُ الضخم من اركاب النساء وأصله من الثلاثيّ ولفظه خماسيّ، إنما هو من العَرْك فأردف بحرفين. وعَرَكْتُ القَومَ في الحرب عَرْكاً. قال زهير:

وتعرككم عرك الرّحى بثفالها

كعر: كَعِرَ الصبيُّ كَعَراً فهو كَعِرٌ: إذا امتلأ بطنه من كثرة الأكل. وكَعِرَ البطنُ، وكل شيءٍ يشبه هذا المعنى فهو الكَعِرُ. وأكْعَرَ البعيرُ اكتنز سنامه وكبر، فهو مُكْعِرٌ. قال الضرير: إذا حمل الحُوارُ أول الشحم فهو مُكْعِرٌ. كرع: كَرَعَ في الماء يكرَعُ كَرْعاً وكُروعاً: إذا تناوله بفيه. وكَرَع في الإناء أمال عُنُقه نحوه فشرب. قال النابغة:

وتسقي إذا ما شئت غير مصـرّدٍ


بزوراء في أكنافها المسك كارع

قوله: بزوراء، أي: بسقاية يشرب بها. سُميت زوراء لازورار البصر فيها من شدة ما ثقلت. ورجلٌ كَرِعٌ: غَلِمٌ، وامرأةٌ كَرِعةٌ: غلمةٌ. وكَرِعَتِ المرأةُ إلى الفحل تكرَعُ كَرَعاً. والكُراعُ من الإنسان ما دون الركبة ومن الدواب ما دون الكعب. تقول: هذه كُراعٌ، وهو الوظيف نفسه. قال:

يا نفس لا تُراعي

إنْ قطعت كُراعي

إنّ معي ذراعـي

رعاكِ خيرُ راعي

وثلاثةُ أكْرُع. قال سيبويه: الكُراع: الماء الذي يُكْرَعُ فيه. الأكرعُ من الدواب: الدقيق القوائم، لقد كَرِعَ كَرَعاً، وكُراع كل شيء طَرَفُهُ، مثل كُراع الأرض، أي ناحيتها. والكُراعُ: اسم الخيل، إذا قال الكُراعُ والسِّلاحُ فإنَّه الخيل نفسها. ورجلا الجندب كُراعاه. قال أبو زيد:

ونَفَى الجندُب الحصَى بكُراعي


هِ وأذكت نيرانَها المـعـزاءُ

والكُراعُ أنف سائل من جَبَلٍ أو حرَّةٍ ويقال: الكُراعُ من الحرة ما استطال منها. قال الشماخ:

وهَمَّت بورد القنتين فصـدَّهـا


مضيق الكُراع والقنانُ اللواهز

ركع: كلّ قومةٍ من الصلاة ركعة، وركَعَ ركوعاً. وكلُّ شيءٍ ينكبُّ لوجهه فتمسُ ركبته الأرض أولا تمسها بعد أن يطأطئ رأسَه فهو راكع. قال لبيد:

أُخبّر أَخْبار القرون التي مضت


أدِبّ كأنّي، كلّما قمت، راكع

وقال:

ولكنّي أنصّ العيس تدمع


أظلالها وتركع بالحزوم

باب العين و الكاف والالم معهما

)ع ك ل، ع ل ك، ك ل ع، ل ك ع مستعملات و ك ع ل، ل ع ك مهملتان( عكل: عكَلَ يعكِل السائقُ الخيل و الإبل عَكْلاً إذا حازها وضمّ قواصيها وساقها قال الفرزدق:

وهم على صَدَف الأميل تداركوا


نَعَما تُشَلُّ إلى الرئيس وتُكْعَـلُ

والعَكَلُ لغة في العَكَرِ. وعُكْل قبيلة فيهم غفلة وغباوة. يقال لكل من به غفلة: عُكْلِي. قال:

جاءت به عُجُزٌ مقـابـلَةٌ


ما هُنَّ من جَرْم ولا عُكْلِ

والعَوْكَلُ ظهر الكثيب، الواو إشباع، وبناؤه ثلاثي. قال:

بكلّ عَقَنْقَلٍ أو رأس برثٍ


وعَوْكَلِ كُلِّ قَوْز مستطير

علك: علَكتِ الدّابّةُ اللّجام عَلْكا حركته في فيها قال النابغة:

خيلٌ صيامٌ وخيلٌ غـيرُ صـائمةٍ


تحتَ العجاجِ وأخرى تَعلُكُ اللُّجُما

والعَلِكة: الشِقْشِقةُ عند الحرير. قال رؤبة:

يَجْمَعْنَ زارا وهديرا محضا

في عَلِكات يَعتلينَ النَّهضا

أي: إن ناهضت فحولا غلبتها. وسمي العِلْك لأنّه يُعَلكُ، أي: يمضغ. كلع: الكَلَعُ: شُقاقٌ أو وسَخٌ يكون بِالقدم. كَلِعَتْ رجلُه كَلَعاً، وكَلِعَ البعير كَلَعاً وكُلاعاً:انشق فِرْسِنُه والنعت: كَلِعٌ والأنُثَى كَلِعة ويقال لليد أيضاً. وإناء كَلِعٌ مُكْلَعٌ إذا الْتَبَدَ عليه الوسخ. قال حُمَيْدُ بن ثور:

وجاءت بمعيوف الشريعة مُكْلَع


أرشّت عليه بالأكفّ السّواعـد

السواعد: مجاري اللّبن في الضّرع. والكلعة: داء يأخذ البعير فَيجْرَد شعرُهُ عن مؤخرته ويسودّ ورجل كَلِع، أي سواده كالوسخ. وأبو الكَلاع ملك من ملوك اليمن. لكع: لِكَعَ الرجلُ يَلْكَعُ لَكَعاً ولَكَاعَةً فهو أَلْكَعُ ولُكَع ولكيع ولَكاع ومَلْكعانٌ ولَكُوع وامرأة لَكاعِ ولكيعة ومَلكعانة، كل ذلك يوصف به من به الحُمْق والموق واللؤم. ويقال اللُّكَع اللئيم من الرجال. ويقال: لا يقال: مَلْكَعان إلا في النّداء؛ يا ملكعان ويا مَخبثان ويا محمقان ويا مرقعان. وقال:

عليك بأمر نفسك يا لكـاع


فما من كان مرعيّا كراعي

ويقال: اللُّكَعُ العبد.

باب العين و الكاف والنون معهما

) ع ك ن، ع ن ك، ك ن ع، ن ك ع مستعملات و ن ع ك، ك ع ن مهملان( عكن: العُكَنُ: الأطواء في بطن الجارية السمينة، ويجوز جارية عكناء، ولم يجزه الضرير، قال: ولكنهم يقولون: مُعَكَّنة. وواحدة العُكَنِ: عُكْنة. قال الأعشي:

إليها وإن حُسِـرَتْ أكـلة


يوافي لأخرى عظيم العُكَنْ

وتعكَّنَ الشيء تعكُّنا، أي: آرتكم بعضُه على بعض، وانثني. عنك: العانكُ: لون من الحُمْرة. دمٌ عانكٌ، وعِرْقٌ عانكٌ: في لونه صفرة. والعانك من الرمل: الذي في لونه حمرة. قال ذو الرمة:

على أُقْحُوان في حناديج حُرَّةٍ


يناصي حشاها عانك متكاوس

والعِنْكُ: سدفة من اللّيل. يقال: مضى من الليل عِنْكٌ. والعِنْكٌ: البابُ بلغة اليمن كنع: الكَنْع: تشّنجٌ في الأصابع وتقبّضٌ. وقد كَنَعَ كَنْعاً فهو كَنِعٌ، أي شَنِجٌ. قال:

أنحى أبو لَقِطٍ حزّاً بشَفْرتـه


فأصبحت كفُّهُ اليُمُنَى بها كَنَعُ

وقال ابن أحمر:

ترى كَعبه قد كان كعبَيْنِ مـرّة


وتحسسَبُهُ قد عاش دهراً مُكَنَّعا

وتكنَّعَ فلان بفلان، أي تضبث به وتعلّق. وكنع الموت يكنَع كنوعاً، أي: اقترب. قال الأحوص:

يلوذُ حِذاء الموتِ والموتُ كانعُ

 

وكَنَعَتِ العُقابُ إذا ضَمَّتّ جناحَيْها للانقضاض، فهي كانعة جانحة. قال:

قعوداً على أبوابهم يَثمـدونـهـم


رمى الله في تلك الأكف الكوانع

وأكنَعَ الشيء: لانَ وخضع. قال:

من نَفِثِه والرّفقِ حتّى أكْنَعا

والاكتناع: العطف. اكتنع عليه، أي عطف. والاكتناع: الاجتماع. قال:

ساروا جميعاً حذار الكهل فاكتنعوا


بين الإياد وبين الهجفة الغـدقـه

وكنعان بن سام بن نوح إليه ينسب الكنعانيون وكانوا يتكلمون بلغة تقارب العربية نَكع: الأنكع: المتقشّر مع حمرة لونٍ شديدةٍ. وقد نَكِعَ ينكَعُ. ونكعة الطرثوث: نبت من أعلاه إلى أسفله قدرُ إصبع، وعليه قشر أحمر كأنه نقط. ونكعه مثل كسعه إذا ضرب بظهر قدمه على دبره. قال:

بني ثعل لا تنكوا العنز إنـه


بني ثعل من ينكع العنز ظالم

يقول: العنز سمحة الدّرّة، تحتاج إلى أن تُنكَعَ كما تنكع النّعجة، يقول: أحسنوا الحلب. ويقال: أنكعه الله، أي: أبغضه.

باب العين و الكاف والفاء معهما

)ع ك ف، ع ف ك، مستعملان فقط( عكف: عَكَفَ يَعْكِفُ ويَعْكُفُ عكْفاً وعُكُوفاً وهو إقبالك على الشيء لا تصرف عنه وجهك. قال العجاج يصف حميرا وفحلا:

فهنّ يعكِفْنَ به إذا حجا

عَكْفَ النبيط يلعبون الفَنْزَجا

أي: وقَفْنَ وثَبَتْنَ. وقرئ "يَعْكِفُونَ على أصنامٍ لهم" ويعكُفون. ولو قيل: عكف في المسجد لكان صوابا، ولكن يقولون: اعتكف. قال الله عزّ وجلّ: "والعاكفين" وعَكَفَتِ الطّيرُ بالقتيل. ويقال للنظم إذا نُضِّد فيه الجوهر: عُكِّفَ تعكيفاً. قال الأعشى:

وكأنَّ السَّموط عكّفها السِّلْ


ك بِعِطْفَي جيداء أمّ غزال

عفك: الأَعْفَكُ: الأحمق. وقال أبو ليلى: الأعفكُ: الذي لا يُحسنُ عَمَلا، ولا خير عنده. قال:

صاح ألم تعجب لقول الضيطر

الأعفكِ الأحدل ثم الأعسر

باب العين و الكاف والباء معهما

)ع ك ب، ع ب ك، ك ع ب، ك ب ع، ب ك ع مستعملات وب ع ك مهمل( عكب: العَكَبُ: غِلَظٌ في لَحْي الإنسان. وأمَةٌ عكباء: عِلْجَةٌ جافية الخلق من آمٍ عُكْب. وفي لغة الخفجّيين: عَكَبَتْ حولهم الطيرُ فهي عكوب أي: عكوف. قال شاعرهم:

تَظَلُّ نسورٌ من شَمامٍ عليهـم


عُكُوباً من العقبان عِقبان يذبُل

عبك: يقال: ما ذقت عَبَكَةً ولا لَبَكَةً. العَبَكَة: قطعة من شيء أو كسرة. واللَّبَكَةُ: لقمة من ثريدة ونحوها. قال عرام: العَبَكَةُ ما ثردته من خبز، وعبكت بعضه فوق بعض، واللّبك سمن تصبّه على الدّقيق، أو السويق ثم تروّيه. كعب: الكَعْبُ: العُظَيْم لكل ذي أربع، وكَعْبُ الإنسان: ما أشرف فوق رُسْغه عند قدمه، وكعب الفرس: عظم الوظيف، وعظم ناتئ من الساق من خلف. والكعبة: البيت الحرام، وكَعْبَتُهُ تربيع أعلاه. وأهل العراق يسمون البيت المربَّع: كَعبة. وإنما قيل: كعبة البيت فاضيف إليه، لأن كعبته تربّع أعلاه. وبيت لربيعة كانوا يطوفون به يسمونه: ذا الكَعَبات. قال الأسود بن يعفر:

أهل الخَوَرْنق والسدير وبارقٍ


والبيت ذي الكعبات من سنداد

وكَعَبَتِ الجارية تَكْعُبُ كُعُوبة وكَعَابَة فهي كَعاب، وكاعب. وتَكَعَّبَ ثدياها. وثدي كاعب ومتكعّب. وقد كعّب تكعيبا. كل ذلك قد قيل. والثوب المكعّب المطويّ الشديد الإدراج كعّبته تكعيبا. والكّعْبَةُ: الغُرفة. والكعب من القصب ونحوه معروف. ويجمع على كُعوب. والكَعْبُ من السمن قَدْرُ صُبَّة أو كيلة. قال عرّام: إذا كان جامدا ذائبا لا يسمّى كعبا. ويقال: كعّبت الشيء إذا ملأته تكعيبا. وكِعاب الزَّرْعِ عُقَدُ قَصَبِهِ وكَعَابِرُهُ. كبع: الكَبْعُ: نقدُ الدراهم ووزنها. قال الراجز:

قالوا لي اكْبعْ قلتُ: لستُ كابعا

أي: الغُرَّام قالوا له: انقد لنا، وزن لنا. بكع: البَكْعُ: شدَّة الضَّرب المتتابع، تقول: بَكَعْناه بالعصا والسيف بَكْعا وبكَعتُهُ بالكلام إذا وَّبخُتُه، بكعة يَبْكَعُهُ بَكعاً.

باب العين و الكاف والميم معهما

)ع ك م، ك ع م، ك م ع، م ع ك مستعملات و م ك ع، ع م ك مهملان( عكم:   يقال: عكمتُ المتاع أعكِمُه عَكْما إذا بسطت ثوبا وجمعت فيه متاعا فشددته فيكون حينئذ عِكمة. والعِكمان عدلان يشدّان من جانبي الهودج. قال أبو ليلى: هما شبه الحقيبتين تكون فيهما ثياب النساء و تكون على البعير والهودج فوقهما، وأنشد:

أياربِّ زوِّجْني عجوزاً كبيرةً


فلا جَدّ لي يا ربّ في الفتيات

تحدثني عما مضى من شبابها


وتطعمني من عِكمِها تَمراتِ

وعُكِم فلان عنا عِكاما، أي: ردّ عن زيارتنا. قال:

ولاحته من بعد الحرور ظمأة


ولم يكُ عن وِرد المياه عَكُوم

أي: مُنْصَرَفٌ، وتقول: ما عن هذا الأمر عُكُومٌ، أي: لا بدّ من مواقعته. ويقال للدّابّة إذا شربتْ فامتلأ بطُنها: ما بقيت في جوفها هَزْمَة ولا عَكْمة إلا امتلأت. قال:

حتى إذا ما بلّتِ العُكُوما

من قصب الأجواف والهزوما

يقال: الهَزْم: داخل الخاصرة، والعِكْمُ داخل الجنب. كعم: كَعَمَ يَكْعَمُ الرجلُ المرأة كَعْماَ وكُعُوما: إذا قبّلها فاعتكم فاها، والكِعام: شيء يُجْعَلُ في فم البعير، ويجمع: أكْعِمَة، كعمته أكْعَمُهُ كَعْماً. قال ذو الرمة:

يهماء خابطُها بالخوف مكعوم

وتقول: كَعَمَهُ الخوف فلا ينبِس بكلمة. والكِعْمُ: شيء من الأوعية يوعى فيه السلاح، وجمعه: كِعام. كمع: كامعتُها: صممتها إلىّ أصونُها. والمُكامِعُ: المُضاجعُ، واشتقاقه من ذلك. والكميع الضَّجيع. قال ذو الرمة:

لَيْلَ التِّمام إذا المُكامِعُ ضَمَّها


بعدَ الهدوّ من الخرائد تسطع

معك: المَعْك: دَلْكُكَ الشيءَ في التراب. والتّمعّك: الفعل اللازم، والتمعيك متعدٍ وهو التقلّب في التراب، كما تتمعَّك الدّابّة. ومَعَكتُه بالقتال والخصومة لويته ومَعَكَني دَيني، أي لَواني. وقال:

لزاز خصم مِمْعَكٍ مُهوّن

ورجلٌ مَعِكٌ: شديد الخصومة قال زهير:

.......ولا


تمعَكْ بعِرْضِك إن الغادرَ المَعِكُ

باب العين و الجيم والشين معهما

)ج ش ع، ش ج ع يستعملان فقط( جشع: الجشع: الحرص الشديد على الأكل وغيره. وقوم جَشِعُون. وجَشِعَ يَجْشَعُ. شجع: الشَّجَع في الإبل: سُرعة نقْل القوائم. جمل شَجعٌ، وناقةٌ شَجِعَةٌ. ويقال: شَجْعاء. ويقال: هو الذي يعتريه جنون من الإبل، وهو خطأ، إذا لو كان جنونا لما وصف به قوائمها في قوله:

على شَجِعاتٍ لا شِخاتٍ ولا عُصْلِ

يعني بالشجعات: قوائم الإبل، وقال سويد يصف النوق:

بصلاب الأرض فيهنّ شَجَعْ

والشَّجِعَةُ من النساء: الجريئة الجسورة على الرجال في كلامها وسلاطتها واللبؤة الشجعاء الجسورة الجريئة، وكذلك الأشجع من الأسد، والأشجعُ من الرجال الذي كأن به جنونا. قال الأعشى:

بأشجع أخّاذ على الدهر حكمه

ومن قال: الأشجع: الممسوس من الرجال فقد أخطأ. لو كان كذلك ما مدحت به الشعراء. والأشجع في اليد والرجل: العصب الممدود فوق السُّلامَى ما بين الرُّسغ إلى أصول الأصابع التي يقال لها: أطناب الأصابع، فوق ظهر الكفّ، ويقال: بل هو العظم الذي يصل الإصبَعَ بالرُّسغ، لكلّ إصبّع أشجع، وإنما احتج الذي قال هو العصب بقولهم: للذئب والأسد ونحوه: عارى الشاجع. فمن جعل الأشاجع العصب قال: تللك العظام هي الأسناع. الواحد: سِنْعٌ. والشجاع: بعض الحيّات، وجمعُه شُجْعانٌ وثلاثة أشْجِعَة، ورجلٌ شُجاعٌ وشُجَعَةً، وشِجَعَةٌ.. وامرأة شُجاعة، ونسوةٌ شُجاعاتٌ وشجائع. وقوم شُجَعاءُ وشُجْعَةٌ وشِجْعَةٌ على تقدير صُحْبة وغِلْمة. ورجلٌ شَجيعٌ، أي: شُجاعٌ، مثل: عَجيب وعُجاب. والشَّجاعة: شِدَّةُ القلب عند البأس. تقول: تَشَجّعوا فحَمَلوا. ورجل أشجع يرجع معناه إلى الشُّجاع. أشْجَعُ: حيّ من قيس. بنو شُجَع حيّ من كنانة.

باب العين و الجيم والضاد معهما

)ض ج ع يستعمل فقط( ضجع: ضَجَعَ فلانٌ ضجوعاً، أي نام، فهو ضاجع، وكذلك اضطجع. وأصل هذه الطاء تاء، ولكنهم استقبحوا أن يقولوا: اضتجع. وأضجعته: وضعت جنبه بالأرض. وضَجَعَ هو ضَجْعا. وكل شيء خفضته فقد أضجعته. وضجيُعكَ الذي يضاجعك في فراشك. والضجاع في القوافي: أن تُميلها: قال يصف الشعر:

والأعْوَجَ الضاجعُ من إكفائها

 

يعني إكفاء القوافي. وتقول: أَضْجَعَ رأيَهُ لغيره.

باب العين و الجيم والسين معهما

)ع ج س، ع س ج، ج ع س، س ج ع مستعملات. س ع ج، ج س ع مهملان( عجس: العجس: شدّة القبض على الشّيء. ومَعْجِس القوس: مَقْبِضْها، قال:

انْتَضُوا مَعَجِس القِسِيّ وأبْرَق


نا كما توعد الفحُول الفحولا

وقيل: عَجْسُ القوس عجُزُها. وعَجْسُ القوم: اخرهم وعَجُزُهم. وعَجَاساءُ الليلة: ظُلْمَتُها. قال العجاج: "منها عجاساءُ إذا ما التَجَّتِ" والعَجاساءُ الْمَسَانُّ من الإبل. قال:

وإن بَرَكَتْ منها عجاساءُ جِلَّةٌ


بمَحْنِيَة أشلى العِفاسَ وبَرْوُعا

عسج: العَسَجُ: مدّ العُنُق في المشي. والعَوْسَجُ: شجر كبير الشوك، وهو ضروب شتّى، وقال في العسج:

والعيسُ من عاسجٍ أو واسجٍ خببا

وقال:

عسجن بأعناق الظباء وأعْيُن ال


جاذر وارتجَّت لهنّ الروادف

جعس: الجَعْسُ: العَذِرة. جَعَسَ يَجْعَسُ جَعْسا. والجُعْسوس: اللئيم القبيح الخلقة والخُلُق، والجمع: الجعاسيس. قال العجاج:

ليس بجُعْسوسٍ ولا بجُعشُمِ

سجع: سَجَعَ الرجلُ إذا نطق بكلام له فواصل كقوافي الشعر من غير وزن كما قيل: لِصُّها بَطَلٌ، وتمرها دَقَلٌ، إن كثُر الجيش بها جاعوا، وإن قلّوا ضاعوا. يَسْجَعْ سَجْعا فهو ساجع وسجّاع وسجّاعة. والحمامةُ تَسْجَعُ سَجْعا إذا دعت، وهي سَجُوع ساجعة، وحمام سُجَّع سواجعُ. قال:

إذا سَجَعْتَ حمامةُ بطنِ وجّ

وقال:

وإن سجعت هاجت لك الشوق سجعُها


وإن قرقرت هاج الهوى قرقريرها

أي : قرقرتها .

باب العين و الجيم والزاي معهما

)ع ج ز، ز ع ج، ج ز ع مستعملات ع ز ج، ع ز ج، ج ع ز، ز ج ع مهملات( عجز: أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه. والعجزُ نقيض الحزم. وعَجَزَ يَعْجِزُ عَجْزا فهو عاجزٌ ضعيفٌ. قال الأعشي:

فذاك ولم يُعْجِزْ من الموتِ ربَّه

والعجوز: المرأة الشيخة. ويُجْمَعُ عجائز، والفعل: عجزت. وعجَزت تعجز عجْزاً، وعجّزت تعجيزاً، والتخفيف أحسن. ويقال للمرأة: اتقي الله في شيبتك، وعجزِكِ، أي: حين تصيرين عجوزا. وعاجز فلانٌ: حين ذهب فلم يُقْدَرْ عليه. وبهذا التفسير: "وما أنتم بمُعْجِزين في الأرض" والعَجُزُ: مؤخر الشيء، وجمعه أعجاز. والعجوز: الخمر. والعجوز: نصل السيف. قال أبو المقدام:

وعجوزا رأيت في بطن كلب


جُعلَ الكلبُ للأميرِ حَمـالا

يريد: ما فوق النصل من جانبيه حديدا أو فضة. والعجيزة عجيزة المرأة إذا كاتن ضخمة، وامرأة عَجْزاء وقد عَجِزَتْ عَجَزاً قال:

من كلّ عجزاء سَقوط البرقع

بلهاء لم تحفظ، ولم تضيّع

وتجمعُ العجيزة عَجيزات، ولا يقولون: عجائز مخافة الالتباس. والعجزاء من الرمل خاصة رملة مرتفعة كأنها جبل ليس بركام رمل، وهي مكرمة المنبت وجمعه: عُجْزٌ، لأنه نعت لتلك الرملة. والعَجَزُ داءٌ يأخذ الدّابّة في عجُزِها فتثقل. والنعت: أعْجَزُ وعَجْزاءُ. والعِجْزةُ وابنُ العِجْزَةِ آخرُ ولدِ الشيخ..... ويقال: وُلدَ لِعِجْزَة، أي: ولد بعدما كَبَرِ أبواه. قال:

واستبصرت في الحيّ أحوى أمردا

عِجْزَةَ شيخين يسمىَّ معبدا

جزع: الجَزْع: الواحدة: جَزْعة من الخرز. قال امرؤ القيس:

كأنّ عيونَ الوحشِ حولَ خبائنا


وأَرْحُلِنا الجَزْعُ الّذي لم يُثَقّب

والجَزْعُ: قطعُك المفازة عرضا. قال:

جازعاتٍ بطن العقيقِ كما تم


ضي رِفاقٌ أمامَهُنَّ رِفـاقُ

وجَزَعْنا الأرضَ: سلكناها عَرْضا خلاف طولها. وناحيتا الوادي: جزِعاه، ويقال: لا يُسمىَّ جِزْعُ الوادي جِزْعا حتى يكون له سعة تُنْبِتُ الشّجَر وغيره، واحتج بقول لبيد:

كأنّها أجزاعُ ببشةَ أَثْلُها ورضامُها

قال: ألا ترى أنه ذكر الأثل! ويقال: بل يكون جِزْعاً بغير نبات وربما كان رملا. ومعه: أجزاع. والجازعُ: الخشبة التي توضع بين الخشبتين منصوبتين عَرْضاً لتوضع عليها عروش الكرم وقضبانها، ليرفعها عن الأرض، فإن نعتَّها قلت: خشبة جازعة، وكذلك كل خشبة بين شيئين لُيحْمَلَ عليها شيء فهي جازعة. والمُجَزَّعُ من البُسرُ ما قد تَجَزَّعَ فأرْطَبَ بعضه وبعضه بُسْرٌ بعدُ. وفلان يسبّح بالنوى المجزّع أي: الذي يصُيَر على هيئة الجَزْع من الخَرز. والجِزْعَةُ من الماء واللّبن: ما كان أقلّ من نصف السقاء أو نصف. الإناء والحوض. والجَزَعُ: نقيض الصَّبْر. جَزعَ على كذا جَزَعا فهو جَزِع و جازع وجزوع. وفي الحديث: أتتنا جُزيعة من الغنم. زعج: الإزعاجُ: نقيض القرار، أزعجته من بلاده فشَخَص، ولا يقال: فَزَعَجَ. ولو قيل: انزعج وازدعج لكان صوابا وقياسا. قال الضرير: لا أقوله، ولكن يقال: أزعجته فزعَج رعجا.

باب العين و الجيم والدال مهمل

)ع ج د، ج ع د، ج د ع، د ع ج مستعملات د ج ع، ع د ج مهملان( عجد: العُجْدُ: الزّبيب، وهو حب العنب أيضا، ويقال: بل هو ثمرة غير الزبيب شبيهةٌ به، ويقال: بل هي العُنْجُدُ. لا يعرف عرام إلا العُنْجُد. جعد: رجلٌ جَعْدُ الشَّعرٌ، وشعر جعْدٌ، وقد جَعْدُ يَجْعُدُ جُعُودَة. وجعّدها صاحبها تجعيداً. ويُجْمَعُ الجعدُ جعادا. وقال:

قد تيّمني طَفْلَةٌ أُمْلُودُ

بفاحمٍ زيَّنه التّجعيد

ورجلٌ جَعْدُ اليدين: بخيلٌ بملك يده. قال:

ما قابض الكفّين إلاّ جَعْدُ

ويقال للقصير الأصابع: جَعْدُ الأصابع. وزَيَدٌ جَعْدٌ إذا صار على خَطْم البعير بعضه فوق بعض. قال:

واعتمّ بالزّبَدِ الجَعْدِ الخراطيم

والجعودة في الخدين أيضا. وثرى جَعْد يعني التُّرابَ النديّ. يقال: ثَرى جَعْد ثَعْد: ندٍ. والذئب يُكنَى أبا جعدة من بُخْلِه. قال:

هي الخمر تُكْنَى بأمّ الطِلا


كما الذئب يُكْنَى أبا جعده

يعني : هذه كنية باطلة ككنية الذئب ، وبنو جَعْدة : حيّ من قيس . وبعيرٌ َجْعدٌ : كثيرُ الوبر. والجعدة: حشيشة تنبت على شاطئ الأنهار لها رعثة مثل رعثة الديك طيبة الريح تنبت بالربيع وتيبس في الشتاء، وهي من البقول تُحْشَي بها المرافق. قال أبو ليلى: هي من الأصول التي تشبه البقول. لها أصلٌ مجتمع وعروق كثيرة، والبقلة: التي لها عرق واحد. جدع: الجَدْعُ: قطع الأنف والأذن والشفة، جدَعْتُه أجْدَعُهُ جَدْعا وهو مجدوع وأنا جادع. واذا لزمت النعت فهو أجدع والأنثي جدعاءُ. وبه جدع، ولا يقال: قَطْع. ولا يقال: قد جَدِعَ ولكن جُدِعَ، ألا ترى أنك تقول: رجل أقْطَعُ وبه قطع، ولا يقال قَطِع. والجدعة: موضع الجَدْع من المجدوع قال سيبويه، يقال: جدّعته، أي: قلت له: جدعا والجَدَاع: السنة التي تذهب بكل شيء وجُدَيع: اسم الكرمانيّ الأزديّ. والجِدعُ: السّيء الغذاء، وقد أجدعته. دعج: الدَّعَجُ: شِدّة سواد العين وشِدّة بياضه. رجل أدعج، وامرأة دَعْجاءُ، وعين دعجاء. يقال: الدَّعَجُ: شدَّة سواد سواد العين، وشِدّة بياض بياضها. والدليل على ذلك بيت جميل حيث يقول:

سوى دعج العينين والنعج الذي


به قتلتني حين أمكنها قتلـي

وقال العجاج:

تَسُورُ في أدعاج ليل أدعجا

جعله أدعج لشدّة سواده وبياض الصبح.

باب العين و الجيم والظاء معهما

)يستعمل ج ع ظ فقط( جعظ : يقال الجعظ للسّيّء الخلق يتسخّط عندالطعام . ?باب العين والجيم والذال معهما يستعمل ج ذ ع فقط جذع: الجَذَع من الدّوابّ قبل أن يُثْنِيَ بسنة، ومن الأنعام هو أول ما يستطاع ركوبه. والأنثي جَذَعَة، ويَجْمع على جِذاع وجُذعان وأجذاع أيضاً. والدهر يسمّى جَذَعا لأنه جديد. قال:

يا بِشْرُ لو لم أكُنْ منكم بمنزلةٍ


ألقَى عليّ يديه الأْزْلَمْ الجَذَعُ

صيرّ الدهَر أزْلَمَ لأنّ أحداً لا يقدرُ أن يكْدَحَ فيه. يقال: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ، أي: مُسَوَّى، وفرسٌ مُزَلّمٌ إذا كان مُصَنّعا وقال بعضهم: الأَزْلَمُ الجَذَعُ في هذا البيت هو الأسد، وهذا خطأ أنما هو الدّهر، يقول: لولا أنتم لأهلكني الدهر. وإذا طَفِئَتِ الحربُ من القوم يقال: إن شئتم أعدناها جَذَعَة، أي أول ما يُبْتَدَأ بها. وفلان في هذا الأمر جذع، أي: أخذ فيه حديثا. والجِذْعُ النخلة، وهو غصنها.

باب العين و الجيم والثاء معهما

)ع ث ج، ث ع ج يستعملان فقط(

عثج:

العَثَجُ والثَّعَجُ والأول أنسب: جماعة من النّاس في السَّفر. قال: ثعج:

لا هُمَّ لولا أن بِكراً دونكا

يَبَرُّك الناسُ ويَفْجُرُونكا

ما زال منّا عَثَجٌ يأتونكا

يريدون بيتك، والعَثَوْجَجُ: البعير السّريع الضّخم، المجتمع الخلق، يقال: اعثوثج اعثيثاجاً، لم يعرفه عرّام.

باب العين و الجيم والراء معهما

) ع ج ر، ع ر ج، ر ع ج، ج ع ر، ج ر ع، ر ج ع مستعملات( عجر: الأعجر: الأعجر: الضخم الوسط من الناس، وقد عَجِرَ يَعْجَرُ عَجَراً. والعُجْرَةُ: موضع العَجَر منه. والأَعْجَرُ: كل شيء ترى فيه عقدا. كيس أَعْجَرُ، وبطن أَعْجَرُ إذا امتلأ جدا. قال عنترة:

أبني زبيبة ما لِمُهْرِكُمُ


مُتَخَدِّدا وَبُطُونُكُمْ عُجْرُ

وأنشد أبو ليلى:

حَسَنُ الثياب يبيت أعجرَ طاعـمـا


والضيف من حبّ الطعام قد التوى

والُعْجَرُة: خروج السُّرّة. وفي الحديث: "أذكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَهُ" والخليج ذو عُجَر. والعُجَرُ جمع عُجْرة كل عُقدة في خشبة أو غيرها. وكذلك المِعْجَر حتى يقال: هذا سيف أَعْجَرُ، وفي وسطه عُجْرَة، ومِعْجَر. وحافر عَجِرٌ، أي: صلب شديد. قال:

سائلٍ شِمْراخُهُ ذي جـبـبٍ


سَلِطِ السُنْبُكِ في رُسْغٍ عَجِرْ

والاعتجار: لفُّ العمامِة على الرأس من غير إرادة تحت الحنك، وأنشد أبو ليلى:

جاءت به معتجرا ببُرْدِهِ

سَفْواء تَخْدي بنسيجِ وَحْدِهِ

والمِعْجَرُ: ثوب تَعْتَجِرُ به المرأة، أصغرُ من الرداء، وأكبر من المقنعة. قال زائدة: مِعْجَرٌ من المعاجر ثيابٌ تكون باليمن. العَجيرُ من الخيل كالعنّين من الرجال.

عرج:

عَرِجَ الأعرجُ يَعْرَجُ عَرَجاً. والأنثي عَرْجاءُ. وأْعْرَجَ الله الأَعْرَجَ فعَرِجَ هو، وفلان يتعارج إذا مشّى يحكى الأعرجَ. والعُرْجَةُ: موضع العَرَجِ من الرِّجْلِ. وجمع الأعرج عُرْجان. والعرجاء: الضَّبُعُ، خلقه فيها. وجمعه: عُرْج.. أُعَيْرِج: حيّة صمّاء لا تقبل الرُّقْية، وتَطْفِرُ كما تَطْفِرُ الأَفعى وجمعه: أُعَيْرِجات. قال أيو ليلى: العَرْجُ من الإبل ثمانون إلى تسعين فإذا بغت مائَة فهي هُنَيْدَة، وجمعه: أعْرُجٌ وعُرُوجٌ. قال طَرَفَةُ بن العبِد البكريّ:

يوم تُبْدي البيضُ عن أَسْوُقِها


وتَلُفٌّ الخيلُ أَعْراجَ النَّعَـمَ

ويقال: العَرْجُ: القطيع الضَّخْمُ من الإبل نحو خمس مائة، وجمعه: أعراج. قال:

فقسَّم عَرْجا كأسه فوق كفّه


وجاء بِنَهْبٍ كالفسيل المكمّم

والعَرِجُ من الإبلِ كالحَقْبِ وهو الذي لايستقيم بوله لفصده من ذكره يقال: عَرِج الجملُ وحَقِبَ. وعَرَجَ يعرُجُ عُروجاً، أي: صَعِد. والمَعْرَجُ: المَصْعَد. والمَعْرَجُ: الطريقُ الذي تصعَدُ فيه الملائكة. والمِعْراجُ شبهُ سُلّم أو درجة تَعْرُجُ الأرواحُ فيه إذا قُبِضَتْ. يقال ليس شيءٌ أحسن منه، إذا رآه الروحُ لم يتمالك أن يخرج، ولو جمع على المعاريج لكان صوابا. والمعارج في قول الله عزّ وجلّ: "من الله ذي المعارج تَعْرُجُ الملائكة والروح إليه" جماعة المَعْرَج. ولغة هذيل: يعرِجُ ويعكِفُ، هم مولعون بالكسر. والتعريج: حَبْسُكَ مطيّتك ورفقتك مقيما على رفقتك أو لحاجة. وما لنا عرجة بموضع كذا، أي: مقام. قال:

يا حادِيَيْ أمّ فضّاض أمَا لكُما


حتّى نُكَلِّمَها همٌّ بتـعـريجِ

وانعرج الطريق والبئر والوادي إذا مال، ومُنْعَرَجُه حيث يميل يمنة ويَسْرة. وانعرج القوم عن الطريق، أي: مالوا عنه. وعرّجنا على النّهَر، أي: أملناه يَمْنَةً ويَسْرَة. والعَرَنْجَجُ: اسم حِمْيَر، واشتقاقه من العرج. رعج: الإرعاج: تلألؤ البرق وتفرّقه في السّماء. قال العجاج:

سحّاً أهاضيب وبرقاً مُرْعجا

جعر: الجَعْرُ ما يبس في الدّبر من العَذِرَة، أو خرج يابسا. ولا يقال للكلب إلاّ جَعَرَ يَجْعَرُ. والجَعْراءُ حي يُعَيَّرون بذلك. قال:

دعت كندة الجعراء بالحيِّ مالكـا


وتدعو بعوفٍ تحت ظل القواصل

والضَّبع تسمّى جَعارِ لكثرة جعرها، والأنثي أم جعار. والجاعرتان حيث يُكُوَى الحمار من مؤخره على كاذَتَيْ فَخِذَيهِ. والجِعارُ: الحبل الذي يشُدُّ به المستقي من البئر وسطه لئلا يقع في البئر. قال: الراجز

ليس الجِعار مانعي من القَدَرْ

جرع: جَرِعْتُ الماءَ أجْرَُعهُ جَرْعا، واجترعته. وكلّ شيء يبلعه الحلق فهو اجتراع. والاسم الجُرعة وإذا جَرَعه بِمَرّة قيل: اجترعه. والاجتراع، بالماء كالابتلاع بالطعام. والتَّجَرُّع: تتابعُ الجرعِ مَرَّة بعد مَرَّة. والجَرْعاءُ من الأرض: ذات حزونة تَسْفي عليها الرياحِ فتغشَّيها، وإذا كانت صغيرة فاسمها الجرعة وجمعها جِراع. وإذا كانت واسعة جداً فهي أجرع كلّه، ويجمع أجارع. وجمع الجرعاء: جرعاوات. قال:

أتنسي بلائي غداة الحروب


وكَرّي على القومِ بالأجرعِ

وقال ذو الرمة:

بِجَرْعائِك البيضُ الحسانُ الخَرائدُ

رجع: رجعت رُجوعا ورجعته يستوي فيه اللازم والمجاوز. والرَّجْعَةُ المرّة الواحدة. والترجيع: تقارُبُ ضروب الحركات في الصوت. هو يُرجِّع في قراءته، وهي قراءةُ أصحاب الألحان. والقينة والمغنِّية تُرجّعان في غنائهما. وترجيع وشي النقش والوشم والكتابة خطوطها. والرَّجْعُ: ترجيع الدَّابَةُ يدها في السَّير. قال:

يعدو به نَهِشُ المُشاشِ كأنّه


صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لا يَظْلَعُ

شبّه الفرس في عدوه بصَدَع. وهو الفِتُّي من الأوعال. ورَجْعُ الجوابِ: ردُّه. وَرَجْعُ الرشق من الرمي: ما يردّ عليه. والمرجوعة: جواب الرسالة. قال:

لم تَدْرِ ما مرجوعةُ السائلِ

يصف الدّار، تقول: لَيس في هذا البيع مرجوع، أي: لا يرجع فيه، ويقال: يريد: ليس فيه فضل ولا ربح، والارتجاع أن ترتجع شيئا بعد أن تُعطي. وارتجع الكلب في قيئِه. قال:

أن الحُبابَ عاد في عطائه


كما يعود الكلب في تقيائه

والرَّجعة: مراجعةُ الرّجُلِ أهلَه بعدَ الطّلاق. وقوم يؤمنون بالرجعة إلى الدّنيا قبل يوم القيامة. والاسترجاع أن تقول: "إنا لله وإنّا إليه راجعون" قال الضرير: أقول: رَجَعَ، ولا أقول استرجع. وكلامٌ رجيعٌ: مردودٌ إلى صاحِبِهِ. يقال: هذا الكلام رجيع فيما بيننا. والرجيع من الدَّوابِّ ما رجعته من السَّفَر إلى السَّفَرِ، والأنثى رجيعة. قال: ذو الرّمّة:

رَجيعَةُ أسفـارٍ كـأنّ زِمـامـهـا


شُجاع لدى يُسْرَى الذِراعَيْن مُطْرِقُ

والرَّجيع: الروث. قال الأعشي:

ليس فيها إلا الرَّجيع عَلاقُ

ويقال: الرجيع: الجَرَّة. قال حُمَيْد:

رَدَدْنَ رجيع الفرثِ حتّى كأنّه


حصي إثّمٍ بين الصَّلاءِ سحيقُ

يصف إبلا تُرَدّدُ جِرّتَها. قال الضرير: يصف الرّماد فأمّا الجرّة ففي البيت الأول. والرَّجْعُ: المطر نفسه. والرَّجْع: نباتُ الرَّبيع. قال:

وجاءت سِلْتِمٌ لا رَجْعَ فيها


ولا صَدْعٌ فتحتلبَ الرِّعاء

السِلْتِمُ: السَّنَةُ الشديدة، وهي الداهية أيضا. والرُّجْعانُ من الأرض ما ارتدّ فيه من السيل ثم نَفَذَ.

باب العين و الجيم واللام معهما

)ع ج ل، ع ل ج، ج ع ل، ج ل ع، ل ع ج مستعملات. ل ج ع مهمل( عجل: العَجَل: العَجَلَة وربّما قيل رجل عَجِل وعَجُلٌ، لغتان. واستعجلته، أي: حثثته وأَمَرَتْهُ أن يُعَجِّلَ في الأمر. وأَعْجَلَتْهُ وتَعَجَّلْتُ خراجه، أي: كلفته أن يُعْجلَهُ. وعَجّل يا فلان، أي: عَجِّلْ أمرك. ورجُل عجلان، وامرأة عَجْلَى، وقوم عِجال، ونساء عَجالى. والعَجَلُ عَجَلُ الثِّيران، ويُجمع على أعجال. والعَجَلَةُ: المنجنون يُسْتَقَى عليها، وجمعُهُ: عَجَلٌ وعَجَلاتٌ. والعِجْلَةُ: المزادة، والإداوة الصغيرة، ويُجْمَعُ على عِجالٍ وعِجَلٍ. قال:

على أنّ مكتوب العجال وكيع

وقال الأعشَى:

والرَّافلات على أعجازها العِجَل

قال أبو ليلى: العِجُلَة: المِطْهَرَةُ والمزادة. والعِجْلة ضرب من الجنبة من نبات الصَّيف والاعجالةُ: ما يعجَّله الرَّاعي من اللَّبن إلى أهله. قال الكميت:

أتتكم بإعجالاتها وهي حُفَّلٌ


تَمُجُّ لكم قبلَ احتلابٍ ثُمالَها

والعجول من الإبل الواله التي فقدت ولدها، ويُجْمَع عل عُجُلٍ. قالت الخنساء:

فما عَجولٌ على بَوٍّ تُطيفُ بـه


قد ساعدتها على التَّحنان أظار

 

والعاجلة: الدنيا، والآجلة: الاخرة. والعاجل: نقيض الآجل. عامّ في كل شيء، يقال: عجّل وأجّلَ. وبعضهم يفسِّر قول الله "خُلِقَ الإنسانُ من عَجَل" أنّه الطين والله أعلم. والعِجَّوْلُ لغة في عِجْل البقرة. والأنثي: عِجَّوْلَة، وجمعها: عجاجيل. وقد تجيء في الشعر نعتا للإبل السِّراع، والقوائم الخفاف. والعِجَّوْلُ: قطعة من أَقِط. والعُجالة من الّلبَنِ ويجمع على عُجال. والعُجالة: ما استُعْجِلَ به من طعام، فقدّم قبل إدراك الغداء، وهو العَجَلُ أيضا. قال:

أن لمّ تُغِثْنِي أكُنْ يا ذا النَّدى عَجَلاً


كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ في شِدْقِ غَرثـانِ

علج: العِلْجُ من مَعْلوجاء العجم، وجمعه: علوج. والعِلْجُ: حمار الوحش لستعلاج خَلْقِه، أي: غِلَظه. والرَّجُلُ إذا خرج وجهه وغَلُظَ فهو عِلْج. وقيل: قد استعلج. والعِلاجُ مُزاولةُ كُلِّ شيءٍ ومُعالجتُه. وعالجتُ فلانا فَعَلَجْتُهُ إذا غَلَبْتُهُ، والعُلَّجُ من الرجال الشديد القتال، والنطاح. قال العجاج:

منّا خراطيم ورأساً عُلَّجا

واعتلج القوم: اتخذوا صراعا وقتالا، واعتلاج الأمواج: التطامها. والعَلَجَانُ: شجر أخضر لا تأكله الإبل والغنم إلا مضطرة. رملُ عالِج: موضعٌ بالبادية. قال:

أو حيثُ رملُ عالِجٍ تعلّجا

تَعَلُّجُهُ: اجتماعه. وبنو علاج قبيلة. جعل: جَعَلَ جَعْلاً: صنع صنعاً، وجَعَلَ أعمُّ، لأنَّكَ تقول: جَعَلَ يأكُلُ، وَجَعَلَ يصنع كذا، ولا تقول: صَنَعَ يأكُلُ. والجعْلُ: ما جعلت إنسان أجراً له على عملٍ يعملُهُ، والجعالة أيضا. والجُعالاتُ: ما يتجاعل الناس بينهم عند بعث أو أمر يَحْزُ بُهِم من السلُّطان. والجُعَلُ: دابَّةٌ من هوام الأرض. والجَعْلُ، واحدُها جَعْلَة: وهي النّخلُ الصّغار. والجِعالُ والجِعالة: خِرْقَةُ تُنزلُ بها القِدْرُ عن رأس النارِ يُتَّقَى بها من الحَرِّ.

باب العين و الجيم والنون معهما

)ع ج ن، ع ن ج، ج ع ن، ن ع ج، ن ج ع مستعملات، ج ن ع مهمل( عجن: عَجَنَ يَعْجِنُ عَجْناً فهو عجين إذا عجن الخمير وناقة عجناء: كثيرة لحم الضَّرعِ مع قلّةِ لبنٍ وكذا الشاة والبقرة يقال عَجَنَتْ تعجِنُ عَجْناً وهي حسنةُ المَرْآةِ قليلة اللبن. والمتعجّن من الإبل: المكتنز سِمْناً كأنه لحم بلا عظم. والعِجان اخر الذكر ممدود في الجلد الذي يستبرئه البائل، وهو القضيب الممدود من الخصية إلى الدّبر. وثلاثة أعْجِنَةٍ ويجمع على عُجُنٍ. والعَجَّانُ: الأحمق. ويقال: إن فلاناً لَيَعْجِنُ بمرفقيه حُمقا. عنج: العِناجُ: خَيْطٌ أو سَيْرٌ يُشَدُّ في أسفل الدّلو ثمّ يُشدّ في عروته فإذا انقطع الحبل أمسك العناج الدّلَو من أن تقع في البئر، وكل شيء يُجْعَلُ له ذلك فهو عناج. وثلاثة أعنجة، وجمعه عُنُج. وكلّ شيءٍ تجذبه إليك فقد عَنجته. عَنَجَ رأس البعير، أي: جذبه إليه بخطامه. قال الحطيئة:

شدّوا العِناجَ وشدوا فوقه الكربا

قال:

كَمُنْزِلٍ قِدراً بلا جِعالها

وأَجْعَلَتِ الكلْبَةُ إذا أرادت السّفاد. وماءٌ مُجْعِلٌ وجَعِلٌ، أي: ماتت فيه الجعلانُ والخنافس. ورجلٌ جُعَلٌ يُشَبَّهُ بالجُعَلِ لسواده، وفطس أنفه وانتشاره. جلع: المجالعة: التنازعُ عند شُربٍ أو قمارٍ أو قسمةٍ. قال:

ولا فاحشٌ عندَ الشَّرابِ مُجالِعُ

وَرَوَى عَرَّام: مُجالِح أي مكابر. وقال عرّام: المجالعة: أن يستقبلك بما لم تفعله ويَبْهَتَكَ به. والجَلَعْلَعُ من الإبل: الحديدة النفس الشديدة. لعج: لَعَجَ الحُزْنُ يَلْعَجُ لَعْجاً وهو حرارته في الفؤاد. لَعَجَه الحزنُ أبلغ إليه. قال:

بمُكْتَنٍ من لاعجِ الحزنِ واتنِ

أي: دائم قد دخل الوتين. ويقال: الحبّ يَلْعَجُ. قال:

فواكبدا من لاعج الحبّ والهوى


إذا اعتاد نفسي من أميمة عيدها

وعَنَجَةُ الهودج: عِضادة عند بابه يُشَدّ بها الباب. والعَنَجُ بلغة هُذيل هو الرّجل، ويقال بالغين، وهذيل تقول: عَنَج على شَنَج، أي: رجل على جمل. والعُنْجُوجُ: الرائع من الخيل، ومن النجائب، ويجْمَعُ عناجيج. قال:

نحن صَبَحْنا عامرا وعَبْسا

جُرْدا عناجيجَ سبقْنَ الشمسا

أي: طلوعها. جعن: جَعُونَةُ: اسم رجل من البادية. قال مبتكر: بنو جَعُونة بطن من بني تميم. نعج: نَعِجَ اللون نَعَجا إذا ابيضَّ، ونُعُوجا أيضا وهو البياض الخالص. وامرأة ناعجة اللون، أي: حسنتُه. وجملٌ ناعجٌ، وناقةٌ ناعجةٌ: حسنةُ اللون مُكَّرَمَةٌ. والناعجة من الأرض: السَّهْلَةُ المستوية مَكْرُمَة للنَّبات تُنْبِتُ الرَّمث. قال أبو ليلى:

تنبت أطايب العشب والبقل.

والنَّعْجَةُ من الإناث، من الضأن والبقر الوحشيّ والشاء الجبليّ، وجمعه: نِعاج. وكُنِّي عن المرأة فسمِّيت نعجة. قال الله عزّ وجل: "ولي نعجة واحدة" ومَنْعِجٌ: موضع بالبادية، ويقال مَنْعِج: واد لبني كلاب من ضريّة، قال:

منا فوارس مَنْعِجٍ وفوارس


شدوا وثاق الحوافزان تأوّدا

وإذا أكل القوم لحم ضأن فثقل عليهم فهم نَعْجون ورجل "نَعِج" قال:

كأنَّ القومَ عُشُّوا لحمَ ضـأن


فهم نَعْجون قد مالت طُلاهُمْ

نجع: النُّجْعَةُ: طلب الكلأ والخير. وانتجعت أرضَ كذا في طلب الريف. وانتجعت فلانا لطلب معروفه. ونَجَعَ في الإنسان طعام يَنْجَعُ نجوعا أي: هنأه واستمرأه. ونجع فيه قولك أي: أخذ فيه. والنجيع: دم الجوف. قال ذو الرمة في الانتجاع:

رأيت الناسَ ينتجعون غـيثـا


فقلتُ لصَيْدَحَ: انْتجِعي بلابلا

والناجعة القومُ ينتجعون.

باب العين و الجيم والفاء معهما

) ع ج ف، ع ف ج، ج ع ف، ف ج ع مستعملات ف ع ج، ج ف ع مهملان( عجف: عجفتُ نفسي عن الطعام أعْجِفُها عَجْفا وعُجُوفا، أي: حبست وأنا أشتهيه لوثر به جائعاً، ولا يكون العجف إلا على الجوع. وعَجَفْتُ نفسي على المريض أَعْجِفُها عَجْفاً، أي: صبّرتُ فأقمت عليه أعينه وأمّرضه. قال:

إنّي وإنْ عَيَّرْتَنِي نُحُولي

أو ازدَرَيْتَ عِظَمِي وطولي

لأعْجِفُ النَّفْسَ على خليلي

أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ

أي أعرض له بالمودة والنوال. وعجفت له نفسي، أي: حملت عنه، ولم أؤاخذه. والعجف: ذَهاب السِّمَنِ. ورجلٌ أَعْجَفُ وامرأةٌ عجفاء، وتجمع على عِجافٍ، ولا يجمعِ أَفْعَلُ على فِعالٍ غير هذا، رواية شاذة عن العرب حملوها على لفظ سِمانٍ. والعُجَافُ من أسماء التَّمر. قال:

نَعَافُ وإن كانتْ خِماصا بُطُونُنـا


لُبابَ المُصَفَّى والعُجافَ المجرّدا

عفج: العَفْجَةُ: من أمعاء البطن، وهي لكلّ ما لا يجترَ كالمِمْرَغَةِ من الشاء وهي كالكيس من الإنسان كأنّها حَوْصَلَةُ الطائر فيما يقال. وقد يجمعون الأمعاء بالأعفاج، الواحد: عَفْج وعَفَج. وعفجه بالعصا: ضربه بها. والعَفَنْجَجُ: كل ضخم اللهازم من الرجال ذي وجنات وألواح أكول فَسْل، بوزن فَعَنْلل، ويقال: هو الأخرق الجافي الذي لا يتّجه لعمل، قال:

مِنْهُم وذا الخِنّابَةِ العَفَنْجَجا

والعفج معروف. جعف: الجعف: شدّة الصرع. جعفته فانجعف، قال:

إذا دخـلَ الـنـاسُ الـظِّـلال فـإنَّـه


على الحوضِ حتى يصدر الناس مُنْجَعِف

أي قد رمى بنفسه. وجُعْفِيٌّ: حي. والنسبة إليه: جُعْفِيّ على لفظه. فجع: الفجع: أن يُفْجَعَ الإنسان بشيء يكرم عليه فيعدمه. فجع بماله وولده، ونزلت به فاجعة من فواجع الدهر. قال:

أن تَبْقَ تُفْجَعْ بالأحبَّة كلّها


وفناء نفسك لا أبالك أفجع

ويقال لغُرابِ البينِ: فاجع، لأنه يفجع الناس بالبين. قال:

بشير صدق أعان دعوته


بصعقه مثل فاجع شَجِبِ

وموت فاجع. ودهرٌ فاجع يفجع الناس بالأحداث. والرّجلُ يتفجَّع، وهو تَوَجُّعُهُ للمصيبة. والفجيعة الاسم كالرّزية. أنشد عرّام:

كأنهـا نـائحة تـفـجّـع

تبكي لميتٍ وسواها الموجع

باب العين و الجيم والباء معهما

)ع ج ب، ج ع ب، ب ع ج، مستعملات. ع ب ج، ج ب ع، ب ج ع مهملات( عجب: عَجِبَ عَجَباً، وأمرٌ عجيبٌ عَجَبٌ عُجاب. قال الخليل: بينهما فرق. أما العجيب فالعجب، وأما العُجابُ فالذي جاوز حدّ العجب، مثل الطويل والطُّوال. وتقول: هذا العجب العاجب، أي: العجيب. والاستعجاب: شدّة التعجب، وهو مُسْتَعْجِبٌ ومُتَعَجِّبُ ممّا يرى. وشيء مُعْجِبٌ، أي: حَسَن. وأعجبني وأُعْجِبْتُ به. وفلان مُعْجَبٌ بنفسه إذا دخله العُجْبُ. وعَجَّبْتُه بكذا تعجيباً فعجب منه. والعَجْبُ من كُلَّ دابّة: ما ضُمّتْ عليه الوَرِكان من أصل الذَّنَبِ المغروز في مؤخَّر العَجُزِ. تقول: لشدّ ما عَجُبَتْ وذلك إذا دقَّ مؤخّرها، وأشرفت جاعرتاها، وهي خلقة قبيحة فيمن كانت. وناقة عجباءُ بيّنةُ العَجَبِ والعَجَبَة. وعُجُوبُ الكُثْبانِ أواخرِها المُسْتَدِقَّة. قال لبيد:

بعُجوب كثبانٍ يميلُ هَيامها

جعب: جَعَبْتُ جَعْبَة، أي: اتخذت كنانة. والجِعَابَةُ صنعة الجَعَّاب. والجُعَبَى: ضرب من النّمل أحمر، ويجمع جُعَبَيات. والجُعْبُوبُ: الدّنيء من الرجال. قال:

تأمل للملاح مـخـضـبـات


إذا انجعب البعيث ببطن وادي

أي: مات البعيث الذي عجز عن المرأة. والجعباء: الدُّبُر قال: بشار:

سُهَيْلُ بن عمارٍ يجود بـبـرّه


كما جاد بالجعبا سُهيل بن سالم

ويُروى: بالوجعاء. بعج: بعج فلانٌ بطن فلانٍ بالسِّكِّين، أي: شقَّه وخضخضه فيه، وتَبَعَّجَ السّحابُ إذا انفرج عن الوَدْقِ. قال:

حيث اسَتهلَّ المزنُ أو تبعّجا

وبعّج المطر في الأرض تبعيجاً من شدَّة فحصه الحجارة. وبَعَجَهُ حُبّ فلان إذا اشتدّ وجده وحزنَ لهُ. ورجل بَعِجٌ كأنّه مبعوج البطن من ضعف مشيه. قال:

ليلة أمشي على مخاطرة


مشياً رُوَيْداً كمشية البَعِجٍ

باعجة الوادي حيث يَنْبَعِجُ أي: يتّسع. وبنو بعجة بطن.

باب العين و الجيم والميم معهما

)ع ج م، ع م ج، ج ع م، ج م ع، م ع ج، م ج ع مستعملات( عجم: العَجَمُ: ضِدُّ العَرَب. ورجلٌ أعجميّ: ليس بعربيّ وقوم عجم وعرب والأعجم: الذي لا يُفْصِحُ. وامرأة عجماء بيّنة العجمة. والعجماء: كلّ دابّة أو بهيمة. وفي الحديث: "جُرْحُ العجماء جُبار" يقول: إذا أفلتت الدّابّة فقتلت إنسانا فليس على صاحبها دِيَةً وجُبار، أي: باطل، هدر دُمُه. والعجماء كل صلاة لا يُقْرأُ فيها. والأعجم: كلّ كلام ليس بلغة عربيّة إذا لم ترد بها النسبة. قال أبو النجم:

صوتا مخوفا عندها مليحا

أعجمَ في آذانها فصيحا

يصف حمار الوحش. وتقول: اسعجمت الدار عن جواب السائل. والمعجم حروف الهجاء المقطعة، لأنها أعجمية. وتعجيم الكتاب: تنقيطه كي تستبين عجمته ويصحّ. وعُجْمَةُ الرّملِ أكثره واضخمه وأكثره تراكما في وسط الرَّمل. قال ذو الرّمة:

من عُجْمَةِ الرّمل


أنقاء لها حِبَـبُ

وعَجَمُ التَّمر نواهُ والإنسان يعجُم التمرة إذا لاكها بنواتها في فمه. وعجيم النَّوى: الذي قد قشر لحاؤه من التّمر. وعجَمتُ العود: عضضتُ عليه بأسناني أيّها أصلب. قال عبد الله بن سبرة الجرشيّ:

وكم عاجم عودى أضرّ بنابـه


مذاقي ففي نابَيْه فرض فلول

وقال الحجاج بن يوسف: إنّ أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها فوجدني أصلبها. قوله: عجم، أي: عضّ عليها بأسنانه لينظر أيّها أصلب، وهذا مَثَلٌ، أي: جرَّب الرجال فاختارني منهم. والثور يعجُم قرنَه يدلكه بشجرة لينظِّفه. وما عَجَمْتْكَ عيني مذا كذا، أي: ما أَخَذَتْك. وتقول للرجل العزيز النفس: أنه لصُلْبُ المَعْجَمِ. أي: إذا عجمته الأمور وجدته متينا. وقال سعد بن مسمع:

ذا سُبْحَةٍ لو كان حُلْوَ المَعْجَمٍ

أي: ذا جمال. وهذا من سُبُحات الوجه، وهو محاسنه، ولأنك إذا رأيته قلت: سبحان الله وقوله: لو كان حلو المعجم، أي: لو كان محمود الخُبْر كان قد تمّ أمره ولكنّه جَمال دون خُبْر. قال أبو ليلى: المَعْجَمُ: ههنا المذاق. عَجَمْتُهُ: ذُقْنُهُ. قال الأخطل:

يا صاح هل تبلغَنْها ذات معجمة


بدايتيها ومَجْرَى نِسْعِها بَـقَـعُ

عمج:   التَّعْمُّجُ: الاعوجاج في السير والمشي لليدين والأعضاء لاعوجاج الطريق كتَعَمَّجَ السيل إذا انقلب بعضه على بعض. قال:

تَدافُعَ السَّيْلِ إذا تعَمَّجَا

جعم: امرأة جَعْمَاءُ: أُنْكِرَ عقلها هرما، ولا يقال رجل أجْعَم. وناقة جعماء: مُسِنَّة. ورجلٌ جَعٌِ وامرأة جَعِمَةٌ، وبها جَعَمٌ، أي: غِلَظُ كلامٍ في سَعَةِ حَلْق. وجَعِمَ الرّجُلُ جَعَماً، أي: قَرِمَ إلى اللَّحْمِ، وهو في ذاك أكول. قال: العجّاج:

إذ جَعِمَ الذُّهلانِ كلَّ مَجْعَمِ

أي: جَعِموا إلى الشَّرِّ، كما يُقْرَمُ إلى اللّحم. جمع: الجمعُ مصدر جمعت الشيء. والجَمْعُ أيضا: اسم لجماعة الناس، والجموع: اسم لجماعة الناس. والمجمع حيث يُجْمَعُ الناس، وهو أيضا اسم للناس والجَمَاعَةُ: عدد كل شيء وكثرته. والجِماعُ: ما جمعَ عَدداً، فهو جِماعُهُ، كما تقول لجماع الخباء: أخبية قال الحسن: اتقوا هذه الأهواء التي جِماعَها الضلالة ومعادها إلى النار. وكذلك الجميع إلاَّ أنَّه اسمٌ لازم. يقال: رجل جميع، أي: مجتمِعٌ في خَلْقه. وأما المجتمعُ فالذي استوتْ لِحْيَتُهُ، وبلغ غاية شبابه، ولا يقال للنساء. والمسجدُ الجامعُ نعت به، لأنه يجمع أهله، ومسجد الجامِعِ خطأ بغير الألف والاّم، لأنّ الاسم لا يضاف إلى النعت. لا يقال: هذا زيد الفقيه. وتقول: جَمَّعَ الناسُ، أي: شهدوا الجُمُعة، وقضوا الصلاة. وجُمَّاعُ كل شيء: مجتمع خلقه، فمن ذلك: جُمّاع جسد الإنسان رأسُه، وجُمَاعُ الثمرة ونحوها إذا اجتمعت براعيمها في موضع واحد. قال ذو الرّمة:

ورأسٌ كجُمَّاع الثريا ومِشْفَرٌ


كَسِبْتِ اليماني قدُّه لم يُحَرّدِ

وتقول: ضربته بجُمْع كفّي، ومنهم من يكسر الجيم. وأعطيته من الدراهم جُمْع الكفّ كما تقول: ملء الكف. وماتت المرأة بجُمْع، أي: مع ما في بطنها وكذلك يقال إذا ماتت عذراء وترك فلان امرأته بجُمْع وسار، أي: تركها وقد أثقلت. واستجمع للمرء أموره إذا استَجمع وهُيءّ له ما يُسَرُّ به من أمره. قال:

إذا استَجمعت للمرء فيها أموره


كبا كبوة للوجه لا يستقيلـهـا

واستجمع السيل: أي: اجتمع، واستجمع الفرس جَرْيا. قال:

ومُسْتَجْمِع جَرْيا وليس بـبـارحٍ


تُباريِه في ضاحي المِتانِ سواعدُه

وسُمِّيَ جَمْعٌ جمعاً، لأنّ الناس يجتمعون إليها من المزدلفة بين الصلاتين، المغرب والعشاء الاخرة. والمجامَعَةُ والجماعُ: كناية عن الفعل، والله يكني عن الأفعال، قال الله عزّ وجلّ: "أو لامستم النساء" كنىّ عن النكاح. معج: المَعْجُ: التقليب في الجري. مَعَجَ الحمار يَمْعَجُ مَعْجاً، أي: جَرَى في كُلِّ وجهٍ جرياً سريعا. قال العجاج:

حُنِّيَ منه غيرَ ما أَنْ يَفْحَجا

غَمْرَ الأَجَاريَّ مِسَحّاً مِمْعَجا

وحمارٌ معاجٌ: يسبق في عَدْوِه يميناً وشمالاً. والريح تمعَجُ في النبات، أي: تفليه وتقلبه. قال ذو الرّمة:

أو نَفْحَةٌ من أعالي حَنْوَةٍ مَعَـجَـتْ


فيها الصَّبا مَوْهِنا والرَّوضُ مَرْهُومُ

والفصيل يَمْعَجُ ضرعَ أمّه إذا لَهَزَهُ، وقلّب فاه في نواحيه ليستمكن. وتقول: جاءنا الوادي يَمْعَج بسيوله، أي: يُسْرع. قال:

ضافت تمعّج أعناق السيول به

مجع: مَجَعَ الرّجل مَجْعا، وتمجَّعُ تَمَجُّعا إذا أكل التّمر باللّبن. والمُجاعة: فُضالةُ ما يُمْجَع. والاسم: المَجيع. قال:

إنّ في دارنا ثلاثَ حُبالـى


فوددنا لو قد وضعْنَ جميعا

جارتي ثم هرّتي ثم شاتـي


فإذا ما وضعْنَ كُنَّ ربيعـا

جارتي للخبيص والهرّ للفـأ


رِ وشاتي إذا اشتهيت مجيعا

ورجلٌ مجّاععةٌ، أي: كثير التّمجَع، مثل: علاّمة ونسَّاببة. قال الخليل: يدخلون هذه الهاءات في نعوت الرجال للتّوكيد.

باب العين و الشين والسين معهما

)ش س ع، يستعمل فقط( شسع: يقال: شَسَّعْت النّعل تشسيعاً، وأَشْسَعْتُه إشساعا، أي: جعلت لها شسعا. واشِّسْعُ: السَّيْرُ نفسه، وجمعه: شُسُع. قال:

أَحْدو بها مُنْقَطِعاً شِسْعَنِّيِّ

أراد: شِسْعِي، فأدخل النون على البناء حتى استقامت قافيته. والشّاسعُ: المكان البعيد. وشَسَعَ يَشْسَعُ شُسُوعا. قال:

لقد علمت أفناء بكر بن وائل


بأنا نزور الشاسع المتزحزحا

باب العين و الشين والزاي معهما

)ع ش ز يستعمل فقط( عشز: العَشْوَزُ من الأرض والمواضع: ما صَلُبَ مَسْلَكُهُ، وخشن من طريق أو أرض، ويُجْمَعُ على عشاوز. قال الشَّماخ:

المقفرات العشاوز

باب العين و الشين والطاء معهما

) ع ط ش يستعمل فقط( عطش: رجل عطشان، وامرأة عَطْشَى، وفي لغةٍ، عَطشانة، وهو عاطش غداً، ويجمع على: عطاش. والفعل: عَطِشَ يَعْطَشُ عَطَشاً. والمعاطش: مواقيت الظِّمْء. قال:

لا تُشْتَكى سَقْطَةٌ منها وقد رقصت


بها المعاطشُ حتى ظَهْرُها حَدِبُ

والمعاطش: الأَرَضُونَ التّي لا ماء بها. الواحدة: معطشة. وعطَّشت الإبل تعطيشا إذا ازْدَدْتَ على ظِمئْها في حبسها عن الماء تكون نوبتها اليوم الثالث أو الرابع فَتِسْقِيها فوق ذلك بيوم . وإذا حبستها دون ذلك قلت: أَعْطَشْتُها، كما قال الأعرابيّ: أَعْطَشْناها لأقرب الوقتين، والمُعَطَّشُ: المحبوس عن الوِرد عمداً، وزرعٌ مُعَطَّشٌ: قد عَطِشَ عَطَشاً.

باب العين و الشين والذال معهما

)ش ع ذ يستعمل من وجوهها فقط( شعذ: الشعوذة: خفة في اليد، وأخذٌ كالسِّحر يُري غير ما عليه الأصل من عجائبٍ يفعلها كالسِّحر في رأي العين. والشَّعْوَذيُّ أظن اشتقاقه منه لسرعته وهو الرسول على البريد لأمير. ورجلٌ مُشَعوذٌ، وفعله: الشَّعْوَذَةَ، ويقال: مشعبذ والشَّعْوَذيّ: كلمة ليس من كلام العرب وهي كلمة عالية.

باب العين و الشين والثاء معهما

)ش ع ث مستعمل فقط( شعث: يقال: رجلٌ أَشْعَثُ شَعِثٌ شعثانُ الرأسِ، وقد شَعِثَ شَعَثا وشِعاثا وشُعوثة وشعّثتُه أنا تشعيثاً، وهو المُغْبَرُّ الرأس، المتلّبد الشّعر جافّا غير دهين. والتَّشْعَثُ كتَشَعُّث رأس السِّواك. وأشعَثُ: اسم الوتدِ لتشعّث رأسه. قال ذو الرّمْة:

وأشعثَ عاري الضَّرَّتين مُشَجَّجٍ

وألشَّعَث: انتشارُ الأمر وزَلَلُهُ. وفي الدعاء: لمّ الله شَعَثَكُمْ وجمع شَعْبَكُمْ. قال:

لمّ الإلهُ به شَعْثا ورمّ بـه


أمورَ أمّتِه والأمر مُنْتَشِرُ

ويجوز: امرأة شعثاء في النعت. وشَعَثَة الرأس. والمتشعّث في العروض في الضَّرب الخفيف: ما صار في آخره، مكان فاعل، مفعول، كقول سلامة:

وكأنَّ ريقَتَها إذا نبّهتهَـهـا


صهباءُ عتَّقها لشَرْبٍ ساقي

باب العين و الشين والراء معهما

)ع ش ر، ع رش، ش ع ر، ش ر ع، ر ع ش مستعملات، ر ش ع مهمل( عشر: العَشْرُ: عدد المؤنّث، والعَشَرَةُ: عدد المذكّر، فإذا جاوزت ذلك أنّثت المؤنث وذكّرت المذكر. وتقول: عَشْرُ نسوة، وإحدى عَشْرَةَ امرأة، وعشرةُ رجالٍ، وأَحدَ عَشَرَ رجلاً وثلاثةَ عَشَرَ رجلاً تلحق الهاء في ثلاثة وتنزعها من عشرة، ثم تقول: ثلاث عشرة امرأة تنزع الهاء من ثلاثة وتلحقها بالعشرة. وعَشَرْتُ القوم: صرتُ عاشرهم، وكنت عاشر عشرَة: أي: كانوا تسعة فتمُّوا بي عشَرة. وعَشَّرْتُهُم تعشيرا: أخذت العُشْر من أموالهم، وبالتخفيف أيضا، وبه سُمِّيَ العشَّار عشّاراً. والعُشْرُ: جزء من عَشَرَةِ أجزاء، وهو العشير والمِعْشار. والعِشر: وِرْدُ الإبل اليومَ العاشر. وفي حسابهم: العِشْرُ: التاسع. وإبلٌ عواشُر: وردت الماء عشراً. ويجمع العِشْر ويُثَنّى، فيقال: عِشْران وعِشْرون، وكلّ عِشْر من ذلك: تسعة أيام. ومثله الثوامن والخوامس. قال ذو الرّمة:

أقَمْتُ لهم أعناق هيمٍ كأنّهـا


قطاً نشَّ عنها جلاميد خامِسُ

يعني بالخامس: القطا التي وردت الماء خمساً. والعرب تقول: سقينا الإبلَ رِفْهاً أيْ: في كلِّ يوم، وغِبّا إذا أوردوا يوماً، وأقاموا في الرّعي يوما، وإذا أوردوا يوما، وأقاموا في الرّعي يومين ثم أوردوا اليوم الثالث قالوا: أوردنا رِبْعا، ولا يقولون ثِلْثا أبدا، لأنّهم يحسبون يوم الورد الأول والاخر، ويسحبون يومي المقام بينهما، فيجعلون ذلك أربعة. فإذا زادوا على العشرة قالوا: أوردناها رِفْهاً بعدَ عِشْرٍ. قال اللّيث: قلت للخليل: زعمت أنّ عشرين جمع عِشْر، والعِشْرُ تسعةُ أيام، فكان ينبغي أن يكون العشرون سبعة وعشرون يوما، حتى تستكمل ثلاثة أتساع. فقال الخليل: ثمانيَ عَشَرَ يوما عِشْران ولمّا كان اليومان من العِشْر الثالث مع الثمانية عشر يوما سمّيته بالجمع. قلت: من أين جاز لك ذلك، ولم تُسْتَكْمَلِ الأجزاء الثلاثة? هل يجوز أن تقول للدّرهمين ودانَقَيْن: ثلاثة دراهم? قال: لا أقيس على هذا ولكن أقيسه على قول أبي حنيفة، ألا ترى أنه قال: إذا طلقتها تطليقتين وعُشْر تطليقة فهي ثلاث تطليقات، وليس من التطليقة الثالثِة في الطّلاق ألاّ عُشْرُ تطليقةٍ، فكما جاز لأبي حنيفةَ أن يَعتدَّ بالعُشْرِ جاز لي أن أعتدَّ باليومين. وتقول: جاء القوم عشارَ عشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ، أي: عشرة عشرة وأُحاد أُحاد ومَثْنَى مَثْنَى وثُلاثَ وثُلاثَ، إلى عشرة، نصَبٌ بغير تنوين. وعَشَّرْتُهمُ تعشيرا، أي: كانوا تسعة فزدت واحدا حتى تمّ عشرة، وعَشَرْتُ، خفيفة، أخذت واحدا من عَشَرَةٍ فصار وا تسعةً، فالعشورُ نقصان والتَّعشير تمام. والمُعَشِّرُ الحمار الشّديد النُّهاقِ المتتابع، سُمِّيَ بهِ، لنه لا يكفّ حتى يبلغ بع عَشْرَ نَهقَات وترجيعات. قال:

لعمري لئن عشّرتُ من خشية الرَّدى


نُهاق الحـمـير إنـي لـجـزوع

وناقة عُشَراء، أي: أقربت، وسُمّيت به لتمام عشرة أشهر لحملها. عشَّرت تعشيرا، فهي بعد ذلك عُشراء حتى تضع، والعدد: عُشَراواتٌ، والجميع: العشار، ويقال: بل سُمّيت عُشَراء لأنها حديثة العهد بالتعشير، والتعشير: حمل الولد في البطن، يقال: عُشرَاء بيّنة التعشير. يقال: بل العشار اسم النوق التي قد نُتِجَ بعضها وبعضها قد أقرب ينتظر نتاجها. قال الفرزدق:

كم خالةٍ لك يا جرير وعـمّةٍ


فَدْعاءَ قد حَلَبَتْ عليّ عِشاري

قال بعضهم: ليس للعشارِ لبنٌ، وإنمّا سمّاها عشاراً لأنّها حديثة العهد بالتعشير وهي المطافيل. والعاشِرَةُ: حلقة من عواشر المصحف. ويقال للحلقة: التعشير. والعِشْر: قطعة تنكسر من البُرْمَة أو القَدَح، فهو أعشار. قال:

وقد يقطع السيف اليماني وجفنه


شباريق أعشار عثمن على كسر

وقُدورٌ أعشارٌ لا يكاد يُفْرَدُ العِشْرُ من ذلك. قدورٌ أعاشيرُ، أي: مُكسَّرة على عَشْرِ قطع. تِعْشار موضع معروف، يقال: بنجد ويقال: لبني تميم. والعُشَرُ: شجر له صمغ. يقال له: سُكّر العُشَرِ. والعِشْرَةُ: المعاشرة. يقال: أنت أطولُ به عِشْرَةً، وأبطنُ به خِبْرَةً. قال زهير:

لَعمْرُكَ، والخطوب مغيّرات


وفي طول المعاشرة التَّقالي

وعشيرك: الذي يعاشرك، أمركما واحد، ولم أسمع له جمعا، لا يقولون: هم عُشَراؤك، فإذا جمعوا قالوا: هم مُعاشروك. وسمّيت عشيرة الرّجل لمعاشرة بعضهم بعضا، و الزوج عشير المرأة، والمرأة عشيرة الرجل. والمَعْشَرُ: كل جماعة أمرهم واحد. المسلمون مَعْشَر، والمشركون مَعْشَر، والإنْسُ معشر، والجنّ مَعْشَرَ وجمعه: مَعاشِرُ. والعشاريّ من النبات: ما بلغ طولهُ أربعةَ أَذْرُعٍ. وعاشوراء: اليوم العاشرُ من المحرّم، ويقال: بل التاسع، وكان المسلمون يصومونه قبل فرض شهر رمضان. عرش: العَرْشُ: السرير للملك. والعَريش: ما يُسْتَظلُّ به، وإن جُمِعَ قيل: عروش في الاضطرار. وعَرْشُ الرجل: قِوامُ أمِره، وإذا زال عنه ذلك قيل: ثُلَّ عرشُه. قال زهير:

تداركتما عبساً وقد ثُلَّ عَرْشهُ


وذبيان إذ زلَّتْ بأقدامها النّعل

وجمع العرش: عِرَشَةٌ وأعراشٌ. ويقال: العرش: ما عُرِّش من بناء يستظلِّ به. قالت الخنساء:

كان أبو حسّانَ عرشاً خَوَى


مما بناه الدهر دانٍ ظليل

وعرّشت الكَرْم بالعوش تعريشاً إذا عطفت ما ترسل عليه قضبان الكَرْم. الواحد: عَرْش. وجمعه: عروشٌ، وعُرُشٌ. والعريش: شبهُ الهودجَ، وليس به، يُتَّخَذُ للمرأة على بعيرها. وعرش البيت سقفه، وعرش البئر: طيُّها بالخشب. قال ابو ليلى: تكون بئر رخو الأسفل والأعلى فلا تمسك الطيّ، لأنها رملة فيُعْرشُ أعلاها بالخشب بعدما يُطْوَى موضه الماء بالحجارة، ثم تقوم السقاة عليه فيستقون، قال:

وما لمثابـات الـعـروش بـقـيّة


إذا استلَّ من تحت العروش الدعائم

وعرَّش الحمار بعانته تعريشاً إذا حمل عليها رافعاً رأسه شاحيا فاه. قال رؤبة:

كأنّ حيث عرّش القنابلا

من الصبيين وحنواً ناصلا

وللعُنُق عُرْشان بينهما الفقار، وفيهما الأخدعان وهما لحمتان مستطيلتان عَداءَ العنق، أي: طَواره. قال:

وعبدُ يغوثٍ تَحْجِلُ الطير حولَه


وقد هذَّ عُرْشَيْهِ الحُسامُ المذكَّرُ

والعرش في القدم ما بين الحمار والأصابع من ظهر القدم، والحمار: ما ارتفع من ظهر القدم، وجمعه: عِرَشَةٌ، وأعراش. والعُرش: مكة: شعر: رجل أَشْعَرُ: طويل شَعَرَ الرأس والجسد كثيره. وجمع الشَّعْر: شعور وشَعْرٌ وأشعارٌ. والشِّعار: ما استشعرت به من اللّباس تحت الثياب. سمي به لأنّه يلي الجسد دون ما سواه من اللّباس، وجمعه: شُعُرٌ وجعل الأعشَى الجلّ الشِّعار فقال:

وكلّ طـويل كـأن الـسـلـي


طَ في حيث وَارى الأديمُ الشِّعارا

معناه بحيث وارَى الشِّعار الأديم، ولكنهم يقولون هذا وأشباهه لسعة العربيّة، كما يقولون: ناصح الجيب، أي: ناصح الصدر. والشِّعار ما يُنادي به القومُ في الحرب، ليَعْرِفَ بعضُهم بعضا. والأشْعَرُ: ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشعيرات حوالي الحافر، ويجمع: أشاعر. وتقول: أنت الشِّعار دون الدثِّار، تصفه بالقرب والمودَّة. وأَشْعَرَ فلان قلبي همّا، أي ألبسه بالهَم حتى جعله شِعاراً للقلب. وشعرت بكذا أَشْعُرُ شعرا لا يريدونه به من الشعر المبّيت، أنّما معناه: فَطِنْتُ له، وعلمت به. ومنه: ليت شعري، أيْ: علمي. وما يُشْعُرِكَ أي: ما يدريك. ومنهم من يقول: شَعَرْتُهُ، أي: عَقَلْتُه وفهمته. والشِّعْرُ: القريض المحدَّد بعِلامات لا يجاوزها، وسُمِّيَ شعرا، لأن الشاعر يفطن له بما لا يفطن له غيره من معانيه. ويقولون: شِعْرٌ شاعرٌ أي: جيّد، كما تقول: سبيٌ سابٌ، وطريقٌ سالكٌ، وإنّما هو شعر مشعور. والمَشْعَرِ: موضع المنسك من مشاعر الحج من قول الله: "فاذكُرُوا اللّهَ عندَ المَشْعَرِ الحَرامِ" وكذلك الشِّعارة من شعائر الحج، وشعائر الله مناسك الحج، أي: علاماته، والشّعيرة من شعائر الحج ، وهو أعمال الحج من السعي والطَّواف والذبائح ، كل ذلك شعائر الحجّ ، والشعيرة أيضا: البَدَنَةُ التي تُهْدَى إلى بيت الله، وجُمِعَتْ على الشَّعائر. تقول: قد أَشْعَرْتُ هذه البّدَنَةَ لله نُسْكا، أي: جعلتها شعيرة تُهْدَى. ويقال: إشعارها أن يُجَأَ أصل سَنامها بسِكّين. فيسيل الدَّمُ على جنبها، فيُعَرفُ أنّها بَدَنُة هَدْيٍ. وكَرِهَ قوم من الفقهاء ذلك وقالوا: إذا قلّدتَ فقد أشعَرْتَ. والشعيرة حديدة أو فضَّة تُجْعَلُ مِساكاً لنصل السِّكِّين في النِّصابِ حيثُ يُركَّبُ. والشَّعاريرُ: صغارُ القِثَّاء، الواحدة، شُعْرُورةَ وشُعْرور. والشعارير: لعبة للصبيان، لا يُفْرد. يقولون: لعبنا الشّعارير، ولعِبَ الشعارير. والشَّعْراء من الفواكه واحده وجمعه سواء. تقول: هذه شعراءُ واحدة، وأكلنا شعراء كثيرة. والشُّعَيْرَاءُ ذباب من ذباب الدَّوابّ، ويقال: ذباب الكلب. والشَّعِيَرَةُ من الحُلِيّ تتخذ من فضَّة أو ذهب أمثال الشعير. بنو الشُّعَيْراء: قبيلة من العرب. الشِّعْرَى: كوكبٌ وراء الجوزاء. ويُسمّي اللّحم الذي يبدو إذا قُلّمَ الظُّفْر: أشعر. شِعْرٌ جبل لبني سُلَيْم، ويقال: لبني كلاب بأعلى الحِمِى خلف ضربة. والشَّعْرَانُ: ضرب من الرِّمث أخضر يضرب إلى الغبرة مثل قعدة الإنسان ذو ورق، ويقال: هو ضرب من الحَمْض. والشِّعْرِةُ: الشعر النّابت على عانة الرّجل. قال الشاعر:

يحطّ العفر من أفناء شعر


ولم يترك بذي سَلْعٍ حمارا

يعني به اسم جبل يصف المطر في أوّل السنة. شرع: شَرَعَ الوارد الماءَ شروعاً وشَرْعاً فهو شارع، والماء مشروع فيه إذا تناوله بفيه. والشَّريعة والمَشْرَعَة: موضع على شاطئ البحر أو في البحر يُهَيَّأ لشُرْب الدَّوابِّ، والجميع: الشرائع، والمشارع، قال ذو الرّمة:

وفي الشَّرائع من جِلاّنَ مُقْتِنِـصٌ


رثُّ الثياب خفيُّ الشخصِ مُنْزَرِبُ

 

والشَّريعة والشّرائع: ما شرع الله للعباد من أمر الدين، وأمرهم بالتمسك به من الصلاة والصوم والحج وشبهه، وهي الشِّرْعَةُ والجمعُ: الشِّرِع. ويقال: هذه شِرعُة ذاك، أيْ: مثله. قال الخليل بن أحمد رضي الله عنه:

كفّاك لم تخلقا للـنّـدى


ولم يكن بخلهما بدعـه

فكفّ عن الخير مقبوضة


كما حُطّ من مائة سبعه

وأخرى ثلاثة آلافـهـا


وتسع مئيها لها شرعـه

أي: مثلها: .. وأَشْرَعْتُ الرماح نحوهم إشراعاً. وشَرَعَتْ هي نفسها فهي شوارع. قال:

وق خيّرونا بين ثنتين مـنـهـمـا


صدور القنا قد أُشْرِعَتْ والسلاسل

ولغة شرعناها نحوهم فهي مشروعة قال:

أناخوا من رماح الخطّ لمّا


رأونا قد شرعناها نِهـالا

وكذلك في السيوف. يقال: شرعناها نحوهم. قال النابغة:

غداة تعاورتهـم ثَـمَّ بـيضٌ


شرعْنَ إليه في الرَّهَجِ المُكِنّ

أي: المغطّي. قال أبو ليلى: أشرعت الرماح فهي مشرعة. وإبلٌ شُروع إذا كانت تشرب. ودار شارعة، ومنزل شارع إذا كان قد شرع على طريق نافذ، والجميع: الشوارع. ويجيء في الشّعر الشارع اسما لمَشْرَعة الماء. والشراع: الوتر نفسه ما دام مشدوداً على القوس. والشَّرْعه الوتر، ويُجْمَعُ على شِرَع، قال:

ترنّم صوتُ ذي شِرَعٍ عتيق

وقال:

ضرب الشَّراعِ نواحيَ الشِّريان

يعني: ضرب الوتر سِيَتَيِ القوس. وشِراعُ السَّفينة. يقال: ثلاثة أَشْرِعَة. وجمعه شُرُعٌ وشَرّعْتُ السَّفينة تشريعا: جعلت لها شِراعاً، وهو شيء يكون فوق خشبة كالملاءة الواسعة، تصفّقه الرياح فتمضي السفينة. ورفع البعيرُ شِراعَهُ، أي: عُنُقَه. ونحن في هذا الأمر شَرَعٌ، أيْ: سواء. وتقول: شَرْعُكَ هذا، أيْ: حَسْبُكَ. وأَشْرَعَنِي، أيْ: أحسبني وأَكفاني، والمعني واحد. وشَّرعت الشيء إذا رفعته جداً. وحيتان شُرَّعٌ: رافعة رؤوسها، كما قال الله عزَّ وجلَّ "إذا تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شُرَّعاً" أيْ: رافعة رؤوسها. قال أبو ليلى: شُرَّعاً: خافضة رؤوسها للشرب. وأنكره عرَّام. وشرّعت اللحمة تشريعا إذا قددتها طولا، واحدتها: شريعة، وجمعُها: شرائع. ويقال: هذا أشرعُ من السَّهم، أيْ: أَنْفَذُ وأسرع. رعش: الرَّعَشُ: رعدة تعترى الإنسان. ارتعشَ الرّجلُ. وارتعشتْ يدُهُ. ورَعَشَ يَرْعَشُ رَعْشاً. ورجل رِعْشيشٌ، وقد أخذته الرعشيشة عند الحرب ضعفا وجبنا، قال:

لجّت به غير صياش ولا رعش

قال:

وليس برعشيش تطيش سهامه

والرَّعْشاء: النّعامة الأنثي السَّريعة. وظليم رَعِشٌ على تقدير فَعِل بدلاً من أفعل. وناقة رَعْشَاءُ وجملٌ أَرْعَشُ إذا رأيت له اهتزازا من سُرعته في السَّير. ويقال: جمل رَعْشَنٌ وناقة رَعْشَنَةٌ، قال:

من كلّ رعشاءَ وناجٍ رعشنِ

يركبن أعضادَ عتاقِ الأجفن

جفن كلّ شيء بدنه. ويقال: أدخل النون في رَعْشَنٍ بدلاً من الألف التي أخرجها من أرعش. وكذلك الأصيد من الملوك يقال له: الصَّيدَنُ، ويقال: بل الصَّيدَنُ الثعلبُ. والرَّعْشن بناءٌ على حِدةٍ بوزن فَعْلَلٍ. والرُّعاشُ: رِعْشَة تغشَى الإنسان من داءٍ يصيبه لا يسكن عنه. وارتعش رأس الشيخ من الكبر كالمفلوج.

باب العين و الشين واللام معهما

)ع ل ش، ش ع ل يستعملان فقط( علش: العِلَّوْش: الذئب بلغة حمير، وهي مخالفة لكلام العرب، لأن الشينات كلّها قبل اللاّم. قال زائدة: لا أشك إلاّ أنّه الذئب، لأنّ العِلَّوش الخفيف الحريص. وأنشد عرَّام:

أيا جَحْمَتي بكّي على أمّ واهبٍ


أكيلة عِلَّوشٍ بإحدى الذّنـائب

شعل: اشَّعَل: بياض في الناصية وفي الذَّنَب. والفعل: شَعِل يشعَل شعَلا. والنعت: أشعلُ وشعلاء للمؤنث. والشُّعلة من النار ما أشعلت من الحطب. والشَّعيلة: الفتيلة المشتعلة في الذبّال. قال لبيد:

كمصباح الشعيلة في الذّبالِ

وأشعلته فاشتعل غضبا، وأشعلت الخيل في الغارة، أي: بثثتها. قال:

والخيل مُشْعَلَةٌ في ساطع ضَرِمٍ


كأنّهنّ جـرادٌ أو يعـاسـيب

وجراد مُشْعِلٌ: متفرق كثير. ويقال شَعِلَ يَشعَلُ شَعلاً. قال زائدة: قد شعل شعلا وأشعل الرأس الشيب.

باب العين و الشين والنون معهما

)ش ن ع، ن ش ع، ن ع ش، ع ن ش مستعملات، ع ش ن، ش ع ن مهملان( شنع: الشَّنَعُ والشُّنوع كله من قبح الشيء الذي يُسْتَشْنَعُ. شَنُع الشيء وهو شنيع. وقصَّة شنعاء ورجلٌ أشنعُ الخلق، وأمور شُنْعٌ، أي: قبيحة. قال:

تأتي أمورا شُنُعا شنائرا

أي فظيعة وقال:

وفي الهام منها نظرة وشنوع

أي: قبح واختلاف يُتَعَجَّبُ من قبحه. وقال أبو النجم:

باعد أم العمر من أسيرها

حرَّاس أقوام على قصورها

وغيرة شنعاء من أميرها

وقال القطاميّ:

ونحنُ رعيّة وهُمُ رعـاةٌ


ولولا رَعْيُهم شنع الشنار

وتقول رأيت أمرا شَنِعْتُ به، أي: استشنعته. وشنَّعت عليه تشنيعا، واستشنع به جهله خفّ قال مروان بن الحكم:

فوّضْ إلى الله الأمر فـإنّـه


سيكفيك لا يَشْنَعْ برأيك شانع

نشع: النَّشُوعُ: الوَجُورُ. والنَّشع: إيجارك الصبيّ. قال:

فألأم مُرْضَعٍ نُشِعَ المحارا

والنَّشْعُ: جُعْل الكاهن يقول: أنشعنا الجارية إنشاعاً. قال:

قال الحوازي واستحت أن تنشعا

أي: استحت أن تأخذ أجر الكهانة. نعش: النعشُ: سرير المّيت عند العرب. قال:

أمحمول على النعش الهمام

وعند العامّة: النّعش للمرأة والسَّرير للرّجل. بنات نعش سبعة كواكب، أربعةٌ نعش وثلاثةٌ بنات والواحد: ابن نعش، لأن الكوكب مذكّر فيذكّرونه على تذكيره، فغذا قالوا: ثلاث وأربع ذهبوا به مذهب التأنيث، لأنّ البنين لا يقال إلاّ للآدميّين. وعلى هذا: ابن اوى فإذا جمعوا قالوا: بنات اوى. وابن عرس وبنات عرس. قال الخليل: هذا شيء لم نسمع بالابن لحال الأب والأم كما يقولون بنين وبنات فإذا ذكروا ابن لبون وابن مخاض قالوا ولكنهم يقولون: بنات لبون ذكور وبنات مخاض ذكور هكذا كلام العرب، ولو حمله النحويّ على القياس فذكر المذكّر وأنَّث المؤنث كان صوابا. وتقول نَعَشَهُ الله فانتعش. إذا سدّ فقره، وأنعشُته فانتعش، أي جَبَرْتُهُ فانجبَرَ بعد فقر. قال زائدة: لا يقال نعشه الله فانتعش، والربيع يَنْعَش الناس، أي، يُخصبهم. قال رؤبة:

أنعشني منه بسيب مُفْعِمِ

وقال:

وأنّك غيث أنعش الناس سَبْبُه


وسيف، أُعيرَتْهُ المنيةُ، قاطع

عنش: العرب تقول: رجل عَنَشْنَشٌ، وامرأةٌ عَنَشْنَشَةٌ بالهاء. قال عرَّام: يروي بالهاء مكان العين، فيقال: هَنَشْنَشٌ، أي: خفيف. وقال الراجز:

عَنَشْنَشٌ تَعدو به عنشنشه

باب العين و الشين والفاء معهما

)ش ع ف، ش ف ع يستعملان فقط( شعف: الشَّعَفُ: مثل رؤوس الكمأة، ورؤوس الأثافي المستديرة في أعاليها، قال العجاج:

دواخساً في الأرض إلاّ شَعَفا

يعني دواخِل في الأرض إلاّ رؤوس الأثافي وشعَفةُ القلب: رأسه عند معلق نياطه. شعفني حبّه، وشُعِقْتُ به وبحُبّه، أي: غَشِيَ الحبّ القلب من فوق. ويقرأ "شَعَفَها حباً" وشَعَفُ الجبال والأبنية: رؤوسها. قال:

وكَعْباً قد حَمَيْناهُم فـحـلّـوا


محلَّ العُصْم في شَعَفِ الجبالِ

شفع: الشَّفع: ما كان من العدد أزواجاً. تقول: كان وتراً فشفعته بالآخْر حتى صار شفعاً. وفي القرآن "والشفع والوتر". الشفع يوم النّحر والوتر يوم عَرَفة. ويقال: الشفع الحصا يعني كثرة الخلق، والوتر عند الله. قال العجاج:

شَفْعُ تميمٍ بالحصَى المُتمَّمٍ

يريد به الكثرة. والشَّافعُ: الطالب لغيره: وتقول: استشفعت بفلان فتشفع لي إليه فشَفَّعَهُ فيّ. والاسم: الشفاعة. واسم الطالب: الشَّفيع. قال:

زَعَمَتْ معاشر أنّني مُسْتَشْفِعٌ


لمّا خرجتُ أزورُه أقلامها

أي: زعموا أني أستشفع بأقلامهم أي: بكتبهم إلى الممدوح. لا: بل إنّي أستغني عن كتب المعاشر بنفسي عند الملك. والشُّفْعَةُ في الدّار ونحوها معروفةٌ يُقْضَى لصاحبها.والشافع: المعين. يقال: فلانٌ يشفع لي بالعداوة، أي: يُعينُ عليَّ ويضادُّني. قال النابغة:

أتاك امرؤ مستعلن شنآنـه


له من عدوّ مثل ذلك شافع

أي: معين. وقال الأحوص:

أن من لامني لأصْرِمَهَا


كانوا علينا بلومهم شفع

أي أعانوا.

باب العين و الشين والباء معهما

)ع ش ب، ش ع ب، ش ب ع، ب ش ع مستعملات ب ع ش، ع ب ش مهملان( عشب: رَجُلٌ عَشَبٌ وامرأةٌ عَشَبَةٌ، أي: قصير في دمامة وذلّة، تقول: عَشُبَ يَعْشُب عَشباً وعشوبةً. والعُشْبُ: الكلأ الَّطب. وهو سَرَعَانُ الكلأ، أي: أوله في الّبيع ثُمَّ يَهِيجُ فلا بقاءَ له. وأرضٌ عَشِبَةٌ مُعْشِبَةٌ قد أَعْشَبَتْ واعشَوْشَبَتْ، أي: كثر عُشْبُها وطال والتفّ. وأَعْشَبَ القَوْمُ واعشوشبوا أصابوا عُشْباً. وأرضٌ عَشِبَةٌ بيّنة العَشابة. ولا يقال: عَشِبَتِ الأرضُ، ولكن أعشبت وهو القياس. قال أبو النجم:

يَقُلْنَ للرائد أعشَبتَ إنِزلِ

وعَشِبَ الموضع يَعْشَبُ عَشَباً وعُشوبةً. شعب: الشَّعْبُ: الصَّدْعُ الذي يَشْعَبُهُ الشّعَابُ وصنعته: الشِّعَابَةُ، قال:

وقالت ليَ النَّفْسُ اشعبِ الصَّدْعَ واهتَبِلْ


لإحدى الهناتِ المُعْضِلاتِ اهتبالَـهـا

والمِعْشَبُ: المِثْقَبُ. والشُّعبة: القطعة يصل بها الشّعّابُ قَدَحاً مكسوراً ونحوه. تقول: شَعَبَهُ فما يتشعبن أي ما يقبل الشَّعْبَ، والعالي من الكلام شَعَبَهُ فما يلتئم. والشَّعبُ: ما تَشَعَّبَ من قبائل العرب، وجمعُهُ شُعوب. ويقال: العرب شعبٌ والموالي شعبٌ والترك شعبٌ وجمعه شعوب. والشُّعوبيّ: الذي يصغِّرُ شأن العرب فلا يرى لهم فضلاً. وشعَّبت بينهم، أي فرَّقتهم. وشَعَبْتُ بينهم بالتخفيف: أصلحت. والتأم شعبهم، أي: اجتمعوا بعد تفرُّقهم وتَفرُّق شعبهم. قال الطرماح:

شتَّ شَعْبُ الحيِّ بعدَ التآمْ

وقال ذو الرمة:

ولا تَقسَّمُ شَعْباً واحداً شُعَبُ

وشَعَبَ الرجل أمره: فرَّقه. قال الخليل: هذا من عجائب الكلام ووسع اللغة والعربية أن يكون الشعب تفرقا، ويكون اجتماعاً وقد نطق بع الشعر. ومَشْعَبُ الحقّ: طريقُ الحقّ. قال الكميت:

وماليَ إلاّ آلَ أَحْـمَـدَ شـيعةٌ


وماليَ ألاّ مَشْعَبَ الحقّ مَشْعَبٌ

وانشعبت أغصان الشجرة، والشّعبة: غُصْنُها في أعلى ساقها. وعصا في رأسها شُعْبَتانِ. وشُعَبُ الجبال: ما تفرّق من رؤوسها. وانشعبت الطريق إذا تفرَّق، وانشعبت منه أنهارٌ. وأقطار الفَرس وأطرافه شُعَبُه، يعني: عُنُقَهُ ومِنْسَجَهُ وما أشرف منه. قال:

أشمُّ خِنْذيذٌ مُنيفٌ شُعَبُهْ

يَقْتَحِمُ الفارسَ لولا قَيْقَبُهْ

قال أبو ليلى: نواحي الفَرس كلّها شعبه، أطرافه: يداه ورجلاه. يقال: فَرسٌ أشعبُ الرّجلَيْنِ أي: فيهما فجوة، وظبيٌ أَشْعَبُ: متفرقٌ قرناه متباينان بينونةً شديدة. قال أبو داوود:

وقُصْرَى شَنِجِ الأَنساءِ نبّاجٍ من الشُّعُبِ

يصف الفرس. يعني من الظباء الشُّعْب. وكان قياسه تسكين العين على قياس أشعب وشُعْب مثل أَحمَرَ وحُمْر، ولحاجته حرَّك العين، وهذا يحتمل في الشعر. ويقال: في بد فلانٍ شعبةٌ من هذا الأمر، أي: طائفة. وكذلك الشُّعبة من شُعَب الدهر وحالاته. والزّرع يكون على ورقة ثم ينشعب، أي يصير ذا شُعَبِ وقد شَعَّبَ. ويقال للمنبّة: شعبته شَعُوب أي أماته الموتُ فماتَ. وقال بعضهم: شعوب اسم المنية لا ينصرف، ولا تدخل فيه ألف ولام، لا يقال: هذه الشَّعوب. وقال بعضهم: بل يكون نكرة. قال الفرزدق:

يا ذئب إنّك إنْ نجوت فبعدما


شرٍّ وقد نظرتْ إليك شَعُوبُ

ويقال للميت: انشعب إذا مات، وتمثّل يزيد بن معاوية ببيت سهم الغنويّ:

حتّى يصادفَ ما لا أو يقال فتى


لاقَى الذي يشعَبُ الفتيانَ فانشعبا

والشعبُ: سمةٌ لبني مِنْقر كهيئة المِحْجَن. وكأسُ شَعوب هو الموت. والشُّعبة: صدعٌ في الجبل تأوي إليه الطير. والشَّعيبُ: السّقاء البالي. ويقال: بل هي المزادة الضَّخمة. قال امرؤ القيس:

فسّحت دموعي في الرِّداء كأنّها


كُلىً من شَعيبٍ بين سحٍّ وتهتانِ

وشَعَبْعَبُ: موضع. وشعبانُ اسم شهر.وشعبانُ حيّ، نسبة عامر الشعبيّ إليهم. وشَعْب حيّ من هَمْدان. شبع: الشِّبْعُ: اسمُ ما يُشْبُع من طعام وغِيره. والشِّبَع مصدر شَبِعَ شِبَعاً فهو شبعان، وأشبعته فشبع. قال:

وكُلُّكُمُ قد نال شِبعاً لـبـطـنـه


وشبعُ الفتى لؤمٌ إذا جاع صاحبُهْ

وامرأة شَبْعى وشبعانة. وأشبعت الثوب صبغاً، أي روّيته وأشبعت القراءة والكتابة، أي: وفرت حروفها. بشع: البَشَع: طعامٌ كريهٌ فيه جفوف ومرارة كطعم الإهليلجة البشعة. ورجلٌ بشِعٌ وامرأةٌ بشِعة، أي: كريهة ريح الفم، لا تتخلل ولا تستاك. وقد بشِع يَبْشَعُ بَشَعاً وبشاعةً.

باب العين و الشين والميم معهما

)ع ش م، ع م ش، ش م ع، م ش ع مستعملات م ع ش، ش م ع، مهملان( عشم: العَيْشُوم: ما هاج من الحُمّاض ويَبِس، الواحدة بالهاء. قال أبو ليلى: هي عندنا نبتٌ دقيق طُوال يُشبهُ الأَسَل، محدّد الرّأس كأنّها شوك تُتَخَذُ منه الحُصُرُ الدِّقاقُ المصبَّغة. قال ذو الرمة:

كما تناوح يوم الريح عَيْشومٌ

والعَشَمَةُ: المرأة الهَرِمَة، والرّجلُ: عَشَم. وعَشِمَ الخبزُ يَعْشَمُ عَشَماً وعُشوماً، أي خَنزِ وفسد فهو عاشم، لم يعرفه أبو ليلى. وقال عرَّام: شجرة عشماء إذا كانت خليساً، يابسها أكثر من خضرتها. عمش: رجل أَعْمَشُ، وامرأة عمشاء، أي: لا تزال عينها تسيل دمعاً، ولا تكاد تُبصِرُ بها. وقد عَمِشَ عَمَشاً. وطعامٌ عَمْشٌ لك، أي: موافقٌ صالح. والعَمْشُ: ما يكون فيه صلاحٌ للبدن. والختانُ عَمْشٌ للغلام لأنه يرى فيه بعد ذلك زيادة. لم يعرفه أبو ليلى. وعرفه عرَّام. شمع: الشَّمع: موم العسل، والقطعة بالهاء. وأَشْمَعَ السّراجُ: سطع نوره. قال:

كلمع برق أو سراج أشمعا

والشَّمُوعُ: الجاريةُ الحَسَنَةُ الطّيبة النّفس. قال الشماخ:

ولو أنّي أشاء كَنَنْتُن نفسي


إلى بيضاء بهكنةٍ شَموع

وقال:

بكَيْن وأبكَيْنَـنـا سـاعة


وغاب الشِّماعُ فما نَشْمَعُ

أي ما نمرح بلهوٍ ولَعِبٍ. مشع: المَشْعُ: ضربٌ من الأكل كأكل القثَّاء، مَشْعاً، أي مضغاً. والتَّمشُّع: الاستنجاء. قال عرَّام: بالحجارة خاصَّة. وفي الحديث: "لا تتمشَّع بروثٍ ولا عظمٍ" قال أبو ليلى: لا أعرفه، ولكن يقال لا تمتَش بروثٍ وعظمٍ، أي: لا تستنتجِ بهما. وامَتشَعَ سيفه، أي: استلّ. ومَشَعَ ببوله، أي: أعجله البول. ومُشِعَ بمنّية: حُذِفَ بها. ومَشَعُه بالسوط والحبل، أي: ضربه به.

باب العين والضاد والدال معهما

ع ض د يستعمل فقط عضد: العضد فيه ثلاث لغات: عَضُدٌ، وعُضُد، وعُضْد. وعضُدان وأعضاد، وهو من المرفق إلى الكتف. وفلان يعْضُدُ فلاناً: يعينه. وعَضَدني عليه، أي: أعانني. والعَضَدُ: داء يأخذ في أعضاد الإبل خاصة. قال:

.........


طعن المبيطر إذ يَشفي من العَضَد

ورجل عَضُد: دقيق العَضُد. وأعضاد كلّ شئ ما يشد من حواليه من البناء وغيره، مثل أعضاد الحوض، وهي صفائح من حجارة ينصبن حول شفيرة. وأحدها: عَضُد. قال لبيد:

راسخُ الدِّمْنِ على أعضاده


ثَلَمَتْهُ كلُّ ريح وسَـبَـل

وعِضادتا الباب: ما كان عليهما يطبق الباب إذا أُصْفِقَ. وعِضادتا الإبزيم من الجانبين. وما كان من نحوه فهو عضادة. وللرَّحْل عَضُدان وهما خشبتان لزيقتان بأسفل الواسطة. قال زائدة: العَضْد القطع. عَضَدْتُ الشجرةَ قَطَعْتُها. والَيْعِضيد: بقلةٌ فيها مرارة، تؤكل، وهو الطَّرْخَشْقوق. والعَضْدُ: المعونة. وأخو الرّجُل عَضُدُه.

?باب العين والضاد والراء معهما

ض ر ع، ر ض ع، ع ر ض، ع ض ر مستعملات، ر ع ض، ض ع ر مهملات ضرع: ضَرِعَ الرجل يَضْرَعُ فهو ضَرَعٌ، أي: غمر ضعيف. قال طرفة بن العبد:

..........


فما أنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغمر

والضَّرَعُ أيضاً: النحيف الدقيق. يقال: جسدك ضارع، وأنت ضارع، وجنبك ضارع. قال الأحوص:

كفرت الذي أسدَوْا إليك ووسّدوا


من الحسن إنعاماً وجنبك ضارع

وتقول: أضرعته: أي: ذللته. وضَرِعَ، أي: ضعف، وقوم ضَرِع. قال:

تعدو غواة على جيرانكم سفهاً


وأنتم لا أشابات ولا ضـرع

والضَّرَعُ والتّضَرُّعُ: التّذلل. ضَرَعَ يَضْرَعُ، أي: خضع للمسألة. وتضّرع: تذلل، وكذلك التضرّع إلى الله: التخشُّع. وقوم ضَرَعَةٌ، أي: متخشِّعُون من الضعف. والضَّرع للشاء والبقر ونحوهما، والخلف للناقة، ومنهم من يجعله كلّه ضرعاً من الواب. ويقال: ما له زرع ولا ضرع، أي: لا أرض تزرع ولا ماشية تحلب. وأضْرَعَتِ الناقة فهي مُضْرع لقرب النتاج عند نزول اللبن. والمضارع: الذي يضارع الشيء كأنّه مثلُهُ وشِبْهُه. والضَّريع في كتاب الله، يبيس الشبرق. قال زائدة: هو يبيس كل شجرة. رضع: رَضِعَ الصبي رِضَاعاً ورَضَاعة، أي: مصَّ الثدي وشرب. وأرضعته أمّه، أي: سقته، فهي مرضعة بفعلها. ومُرْضِعٌ، أي: ذات رضيع، ويُجمعُ الرضيعُ على رُضُع، وراضع على رُضَّع. قال النبي عليه السلام: " لولا بهائم رُتَّع، وأطفال رُضَّع، ومشايخ ركَّع لصبَّ عليكم العذاب صبّا " . ويقال: رضيع وراضع. ويقال: الرضاعة من المجاعة، أي: إذا جاع أشبعه اللّبن لا الطعم. ورَضُعَ الرجل يَرْضُعُ رَضاعة فهو رضيع راضع: لئيم، وقوم راضعون ورَضَعَة. يقال: لأنه يرضع لبن ناقته من لؤمه. والراضعتان من السنّ اللّتان شرب عليهما اللّبن، وهما الثنّيتان المتقدمتا الأسنان كلّها، والرواضع: الأسنان التي تطلع في فم المولود في وقت رَضاعه. عرض: عَرُضَ الشيء يعرُضُ، فهو عريض. والعَرْضُ مجزوماً: خلاف الطول. وفلان يَعْرِضُ علينا المتاع عَرْضاً للبيع والهبة ونحوهما. وعرَّضته تعريضاً، وأعرضْتُهُ إعراضاً، أي: جعلته عريضاً. وعَرَضْتُ الجند عرض العين، أي: أمررتهم علي لأنظًرَ ما حالهم، ومن غاب منهم، واعترضت: وعَرَضْتُ القوم على السيف عرضاً، أي: قتلاً، أو على السوط: ضرباً. وعرضت الكتاب والقرآن عرضاً. وعَرَض الفرس في عدوه إذا مر عارضا على جنب واحد، يَعْرِضُ عَرْضاً. قال:

يَعْرِضُ حتى ينصب الخيشوما

وعارض فلان بسلعته، أي: أعطى واحدة وأخذ أخرى. قال:

هل لك والعارض منك عائضُ

في مائة يسئر منها القابض

أي: هل لكِ فيمن يعارضك فيأخذ منك شيئاً، ويعطيك شيئاً يعتاض منك. قوله: في مائة، أي في مائة من الإبل يسئر منها الذي يقبضها. ومعنى يسئر منها: يبقي منها بعضها، لأنه لا يقدر أن يسوقها لكثرتها، ويقال: هذا رجل خطب امرأة، فبذل لها مائة من الإبل. وعارضته في البيع فعرضته عرضاً، أي: غبنته وصار الفضل في يدي. وعَرَضْتُ أعواداً بعضها على بعض. قال:

ترى الرّيش في جوفه طامياً


كعَرْضِكَ فوق نصالٍ نصالا

يصف البئر أو الماء، يقول: إن الريش بعضه على بعض معترضاً، كما عرضت أنت نصلاً فوق نصل كالصليب. وأعرضت كذا، وأعرضت بوجهي عنه، أي: صددت وحدت، وأعْرَضَ الشيء من بعيد، أي ظهر وبرز، تقول: النهر مُعْرِض لك، أي: موجود ظاهر لا يُمْنَعُ منه، ومُعْرض خطأ. قال عمرو بن كلثوم:

وأعرضتِ اليمامةُ واشمخرّت


كأسياف بأيدي مُصْلـتـينـا

أي: بدت.. وعارضته في المسير، أي: سرت حياله، قال:

فعارضتها رهواً على متتابع


نبيل منيل خارجيّ مجنّ?ب

وعارضته بمثل ما صنع، إذا أتيت إليه بمثل ما أتي إليك، ومنه اشتُقَّتِ المعارضة. واعترضت عُرْضَ فلان، أي: نحوت نحوه، واعترضتُ عُرْضَ هذا الشيء، أي: تكلفتُهُ، وأدخلتُ نفسي فيه. واعترض فلان عِرْضي، إذا قابله وساواه في الحسب. وعارضت فلاناً، أي: أخذ في طريق وأخذت في طريق غيره، ثمّ لقيته. ونظرت إليه معارَضةً، إذا نظرت إليه من عُرْض، أي: ناحية. وعارضت فلاناً بمتاع، أو شيء معارضة. وعارضته بالكتاب إذا عارضت كتابك بكتابه. واعترض الشيء، أي: صار عارضاً كالخشبة المعترضة في النهر. واعترض عِرْضي، إذا وقع فيه، وانتقصه، ونحو ذلك. واعترض له بسهم، أي: أقبل قِبَلَه فرماه من غير أن يستعدّ له فقتله. واعترض الفرس في رسَنِه إذا لم يستقم لقائده. والاعتراض: الشغْب. قال:

وأراني المليك رشدي وقد كُنْ


تُ أخا عُنْجُهيّة واعتـراض

واعترضت الناس: عرضتهم واحداً واحداً. واعترضت المتاع ونحوه. عرضته. وتعرض لمعروفي يطلبه، وهو واحد. وتعرَّض الشيء دخل فيه فساد. وكذلك تعرَّض الحب. قال لبيد:

فاقطع لُبانَةَ من تعرّض وصله


.........

أي: تشاجر واختلف. ويقال: الحموضة عرض في العسل، أي: عرض له شيء مما يحدث. وعَرَّضْتَ لفلان وبفلان: إذا قلت قولاً وأنت تعيبه بذلك. ومنه المعاريض بالكلام، كما أن الرجل يقول: هل رأيت فلاناً فيكره أن يكذب. فيقول: إن فلاناً لَيُرَى. وقال عبد الله بن عباس: " ما أُحِبُّ بمعاريضِ الكلام حُمْرَ النَّعَم " . ورجل عِرِّيض يتعرّض للناس بالشر، ونِفيح ونتّيج ينتتح له أي: يتعرض. قال طريف بن زياد السلمي:

ومنتاحة من قومكم لا تـرى لـكـم


حريماً ولا تَرْضَى لذي عذركم عذرا

ويقال: استعرضت أعطي من أقبل وأدبر، واستعرضت فلاناً: سألته عرض ما عنده علي. جامع في كل شيء. وعِرْض الرجل: حَسَبه، ويقال لا تعرض عرض فلان، أي: لا تذكره بسوء. وسحاب عارض. والعارض من كل شيء ما استقبلك كالسحاب العارض ونحوه والعَرْضُ: السحاب. قال:

........


كما خالف العَرْضُ عَرْضاً مُخيلا

وربما أدخلت العرب النون في مثل هذه زائدة، وليست من أصل البناء، نحو قولهم: يعدو العِرَضْنى والعِرَضْنَة وهو الذي يشتق في عدوه، أي: يعترض في شق. قال:

تعدو العِرَضْنَى خيلهم حواملا

أي: يعترض في شق، ويروى: حراجلاً: وأظنه عراجلاً، أي: جماعات. وامرأة عِرَضْنة، أي: ذهبت عَرْضَاً من سِمَنِها وضِخَمِها. والعريض: الجدي إذا بلغ، ويروى: كاد ينزو، وجمعه عِرْضان. قال أبو الغريف الغنوي يصف ذئباً:

ويأكل المرجل من طُليانه

ومن عنوق المعز أو عِرضانه

والعَروض عَروض الشعر، لأن الشعر يعرض عليه، ويجمع أعاريض، وهو فواصل الأنصاف. والعروض تؤنث. والتذكير جائز. والعَروض طريق في عُرْض الجبل، وهو ما اعترض في عُرْض الجبل في مضيق، ويجمع على عُرُض. والعُرْض عُرْض الحائط وهو وسطه. وعُرْضُ النهر وسَطُهُ. قال لبيد: ?فتوسّطا عرض السّريِّز...=........ أي وسط النهر. ومن روى: عَرْضَ السرِي يريد سعة الأرض، الذي هو خلاف الطوّل. يقال جرى في عُرض الحديث، ودخل في عُرْض الناس، أي: وسطهم، وكلّما رأيت في الشعر: عن عُرْض فاعلم أنّه عن جانب، لأنّ العرب تقول: نظرت إليه عن عُرْض، أي ناحية. واعَرَضُ من أحداث الدّهر نحو الموت والمرض وشبهه. وعَرَضَتْ له الغولُ، أي: تغّولته وبدت له. وعَرَضَ له خير أو شرّ، أي: بدا. وفلان عُرْضة للناس لا يزالون يقعون فيه. وأصاب من الدنيا عَرَضاً قليلاً أو كثيراً. قال:

من كان يرجو بقاءً لا نفاذ لـه


فلا يكن عَرَضُ الدنيا له شجَنا

وفي فلان على أعدائه عُرْضيّة، أي: صعوبة. والمَعِرض: المكانُ الذي يُعْرَضُ فيه الشيء. وثوب مِعْرَضٌ، أي تُعْرَضُ فيه الجارية. وعارضةُ الباب: الخشبة التي هي مِساكُ العِضادتين من فوق. وفلان شديد العارضة، أي: ذو جَلَد وصرامة. وعارِض وجهك ما يبدو منه عند الضحك. قال زائدة: أقول: عارض الفم لا غيرُ. ورجل خفيف العارضين، أي: عارضي لحيته. وتجيء العوارض في الشعر يريد به أسنان الجارية. قال:

....بـــقـــســــيمةٍْ


سبقت عَوارضها إليك من الفم

والعوارض: سقائف المحمل العِراض التي أطرافها في العارضتين، وذلك أجمع سقائف المحمل العراض، وهي خُشُبه، وكذلك العورض من الخشب فوق البيت المسقف إذا وضعت عرضاً. والعوارض: الثنايا. قال:

تجلو عوارض ذي ظَلْم إذا ابتسمت


كأنّه مُنْهَلٌ بالـرّاح مـعـلـول

الظَّلْمُ: ماء الأسنان كأنه يقطر منها. وقال أبو ليلى: الظَّلْمُ صفاء الأسنان وشدة ضوئها. قال:

إذا ما رنا الرائي إليها بطرفِهِ


غُروبَ ثناياها أضاء وأظلما

يعني من ظَلْم الأسنان. وقيل: العوارض: الضواحك، لمكانها في عُرْض الوجه، وهي تلي الأنياب. عضر: العَضْرُ: لم يستعمل في العربية، ولكنه حيّ من اليمن. ويقال: بل هو اسم موضوع لموضع. قال زائدة: عَضَرَ بكلمة، أي باح بها. وهل سمعت بعدنا عَضْرَةً، أي: خبرَا.

باب العين والضاد واللام معهما

ع ض ل، ع ل ض، ض ل ع مستعملات، ض ع ل، ل ض ع، ل ع ض مهملات عضل: العَضَلة: موضع اللحم من الساقين والعضدين. وإنه لعضِل الساقَين إذا كثر لحمهما. ويد عضِلة، وساق عضِلة: ضخمة. وداء عُضال، إذا أعْيىَ الأطباء، وأَعْضَلَهم فلم يقوموا به. وأمر مُعْضل يغلب الناس أن يقوموا به. قال ذو الإصبع:

واحدةٌ أعضّلكم أمـرُهـا


فكيف لو دُرْتُ على أربع

بلغنا أنّ ذا الإصبع تزوج فأتي حيّه يسألهم مهرها فلم يعطوه، فهجاهم يقول: عجزتم عن مهر واحدة فكيف لو تزوجت بأربع نسوة. وقوله: فكيف لو درْت، أي: فكيف لو قامت الحرب على ساق. ولو قيل للحم الساق عضيلة وعضائل جاز. وتقُول: عضَّلْتُ عليه، أي: ضيَّقْتُ عليه في أمره وحلت بينه وبين ما يريد ظلماً. وعُضِلَتِ المرأة، بالتخفيف إذا لم تطلّق، ولم تترك، ولا يكون العَضْلُ ألاّ بعد التزويج. وعَضَّلَتِ المرأةُ بولدها، إذا عسر عليها ولادُها، وأَعْضَلَتْ مثله، وأعْسَرَتْ فهي مُعَضِّلْ ومُعْضِل. والعَضَل مواضع بالبادية كثيرة الغياض. بنو عضَل من أسد. واعضَلَتِ الشجرة إذا كثرت أغصانها، واشتدّ التفافها، قال:

....شـــجـــــاعٌ


تَرَاَّدَ في غصون معضئلّه

علض: العِلَّوْض: ابن آوى بلغة حمير، ولم يعرفه الضرير وغيره. ضلع: الضِّلَع والضِّلْعُ. يقال: ناولته ضلعاً من بطِّيخ، تشبيهاً بالضلع. وثلاثُ أَضْلُع، والجميع أضلاع. والضِّلَعُ يؤنث. والضِّلَعُ القُصَيْرَى: آخر الأضلاع من كل شيء ذي ضِلَع وأقصرها. وفي الحديث: " إنّ حواء خلقت من الضِّلَعِ القُصَيْرَى من ضلوع آدم عليه السَّلام " . والالتواءُ في أخلاق النساء وراثة عَلِقَتْهُنّ من الضِّلَع، لأنّها عوجاء. والضَّليع: الجسيم. قال:

عَبْلٌ وكيعٌ ضليعٌ مُقْرَبٌ أرِنٌ


للمقرَبات أمامَ الخيل مُعْتَرَقُ

والأضلَع: يوصف به الشديد والغليظ. ودابّة مُضْلِع: لا تقوَى أضلاعها على الحمل. وحِمْلٌ مُضْلِعٌ، أي: مُثْقِل. واضطلعت بهذا الحِمْل، أي: احتملته أضلاعي. وإنّي لهذا الحِمْل مضطلع، ولهذا الأمر مطُّلع، الضاد مدغمة في الطاء، وليس من المطالعة. والمضلّعة من الثياب: التّي وشيُها مثل الضِّلَع. قال أبو ليلى: هو المسبّر. قال:

تَجَافَى عن المأثور بيني وبينها


وتُدني عليها السابريّ المضلّعا

ورجل أضلَعُ، وامرأة ضلعاءُ، وقوم ضُلْعٌ، إذا كانت سنّه شبيهة بالضِّلَع. والضالع: الجائر والمائل، أخذه من الضِّلَعِ لأنّها مائلة عوجاء. قال النابغة:

أتأخذ عبداً لم يخـنْـكَ أمـانةً


وتترك عبداً ظالماً وهو ضالع

وفلان أضلعهم، أي: أضخمهم.

باب العين والضاد والنون معهما

ن ع ض يستعمل فقط نعض: النُّعْضُ: اسم شجر معروف عندهم. قال عرَّام: لا ينبت النّعض إلاّ بالحجارة، وهي شجرة خضراء تُشبه المَرْخ، ليس لها ورق، ولكنَّها خيطان. والخيطان: التي لا شوك لها ولا ورق.

باب العين والضاد والفاء معهما

ض ع ف، ض ف ع، ف ض ع مستعملات ع ض ف، ع ف ض، ف ع ض مهملات ضعف: ضَعُفَ يضعُفُ ضَعْفاً وضُعْفاً. والضُّعْفْ: خلاف القوّة. ويقال: الضَّعْفُ في العقل والرأي، والضُّعْفُ في الجسد. ويقال: هما لغتان جائزتان في كلّ وجه. ويقال: كلّما فتحت بالكلام فتحت بالضَّعْف. تقول: رأيت به ضَعْفاً. وأنَّ به ضَعْفاً، فإذا رفعت أو خفضت فالضم أحسن، تقول: به ضُعْفٌ شديدٌ. وفَعَلَ ذاك من ضُعْفٍ شديد. ورجلٌ ضعيفٌ، وقوم ضُعَفاءُ ونسوة ضعيفات، وضعائف. أنشد عرّام:

أيا نفسُ قد فرّطْتِ وهي قـريبة


وأبليت ما تبلى النفوس الضعائف

ويجمع الرجال أيضاً على ضَعْفَى، كما يقال حِمْقَى. ويقال: رجالٌ ضِعافٌ، كما يقال خِفافٌ. وتقول أضعفته إضعافاً، أي: صيرته ضعيفاً. واستضعفته: وجدته ضعيفاً فركبته بسوء. وفي معنى آخر: أضعفت الشيء إضعافاً، وضاعفته مضاعفة، وضعّفته تضعيفاً، وهو إذا زاد على أصله فجعله مثلين أو أكثر. وضَعَفْتُ القومَ أَضْعُفُهُمْ ضَعْفاً إذا كَثَرْتُهُمْ، فصار لك ولأصحابك الضِّعْفُ عليهم. ضفع - فضع: ضَفَعَ الإنسان يَضْفَعُ ضَفْعاً، إذا جَعَس. وفَضَعَ.... لغتان، مثل جذب وجبذ مقلوباً.

باب العين والضاد والباء معهما

ع ض ب، ب ع ض، ض ب ع، ب ض ع مستعملات ع ب ض، ض ع ب مهملان عضب: العَضْبُ: السيف القاطع. عَضَبَهُ يَعْضِبُهُ عَضْباً، أي قطعه. وشاة عضباء: مكسورة القرن. وقد عَضِبَتْ عَضَباً، وأعضبتها إعضاباً، وعَضَبْتُ قَرْنَها فانعضب، أي: انكسر. ويقال العَضَبُ يكون في أحد القرنين. وناقة عضباء أي: مشقوقة الأذن، ويقال: هي التي في أحد أُذُنَيْها شق وسمّيت ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العضباء. بعض: بعض كل شيء: طائفة منه، وبعضته تبعيضاً، إذا فرَّقته أجزاء. وبعض مذكَّر في الوجوه كلّها، فقولك: هذه الدّار متّصل بعضُها ببعض. وبعض العرب يصل ببعض كما يصل بما، كقول الله عزّ وجلّ: " فبما رحمة من الله " . وكذلك ببعض في هذه الآية: " وإن يكُ صادقاً يُصِبْكُمْ بعض الذي يعدكم " . والبعوض : جمع البعوضة، وهي المؤذية العاضَّة في الصيف. ضبع: ضَبِعَتِ النّاقةُ ضَبْعاً وضَبَعَةً فهي ضَبِعَةٌ، وأَضْبَعَتْ فهي مُضْبِعَةٌ إذا أرادتِ الفحل. وفي معنىً آخر: ضَبَعَتْ تَضْبَعُ ضَبْعاً، وضبّعت تضبيعاً، وهي شدّة سيرها، وضَبَعانها اهتزازها، واشتقاقها من أنّها تمّد ضَبْعَيْها في السَّير، والضَّبْعُ وسط العضُد بلحمه، قال العجاج:

وبلدة تمطو العَناقَ الضُّبَّعا

قال عرّام: الضَّبعة: اللحم الذي تحت العضُدِ مما يلي الإبط. والمَضْبَعَةُ اللّحم الذي تحت الإبط من قُدُم. قال موسى: فرس ضابع إذا كان يتبعُ أحد شقّيه، فَيَثْني عُنُقه، وهو أن يركض فيقدم إحدى رجليه.. ويجمع: ضوابع. والرّجُل يضطبع بالثوب أو بالشيء إذا تأبَّطه. ضُباعَةُ اسمُ امرأة. ضُبَيعَة: قبيلة، والنسبة إليها: ضَبَعِيّ. والضِّبْعان: الذكر من الضِّباع، ويجمع على ضِبْعانات، لم يُرِدْ بالتاءالتأنيث، إنما هو مثل قولك: فلان من رجالات الدّنيا. قال الخليل: كلّما اضطرّوا إلى جماعة فَصَعُبَ عليهم واستُقبح ذهبوا به إلى هذه الجماعة، تقول: حمّام وحمّامات، كما يقولون: فلان من رجالاتِ الدّنيا. قال:

وبُهلُولاً وشِيعَتَهُ تركنا


لضِبْعَانَات مَعْقُلَةٍ منابا

قال زائدة: هو منّى مناب، أي: هو منّى على بعد ليس كلّ البعد. والضِّبَاعُ: جمع للذَّكَر والأُنْثَى، ولغة للعرب: ضَبْع جزم. والضَّبْعُ: السنة المجدبة. قال:

أبا خراشةَ إمّا كنتَ ذا نفر


فإنَّ قومي لم تأكلهم الضَّبُعُ

بضع: بَضَعْتُ اللحم أَبْضَعُه بَضْعاً، وبضَّعْتُه تبضيعاً، أي: جعلته قِطَعاً. والبَضْعَةُ: القطعة، وهي الهَبْرَةُ. وفلان شديد البَضْع والبَضْعَة أي حسنها إذا كان ذا جسم وسِمَنٍ. قال:

خاظي البضيع لحمه كالمرمر

وبضعت من صاحبي بضوعاً إذا أمرته بشيء فلم يفعله فدخلك منه شيء، وبضعت من الماء بضوعاً، أي: رويت. والبُضْعُ: اسم باضعتها، أي: باشرتها. وبضعتها بَضْعاً، وبُضعاً، وهو الجِماع. والبضاعة: ما أبضعت للبيع كائناً ما كان. ومنه الإبضاعُ والإبتضاعُ. والباضعة: شجة تقطع اللحم. والباضعةُ: قطعة من الغنم انقطعت عن الغنم. يقال: فِرْقٌ بواضعُ. والبَضِيعُ: البحر. قال:

سادٍ تجرّمَ في البَضِيع ثمانياً


يُلْوَى بفيفاء البحور ويُجْنَبُ

ويُرْوَي بعَيْقات البحور. قال الهذليّ يصف حمار الوحش:

فظلَّ يُراعي الشَّمْس حتَّى كأنَّها


فويق البَضِيع في الشعاع جميل

الجميل ههنا: الشّحم المذاب، شبه شعاع الشمس في البحر بدسم الشحم المذاب. والبِضْعُ من العدد ما بين الثلاثة إلى العشرة، ويقال: هو سبعة. قال عرَّام: ما زاد على عقد فهو بِضع، تقول: بضعة عشر وبضع وعشرون وثلاثون ونحوه. وأبْضَعْته بالكلام إبضاعاً، وهو أن تبيّن له ما تنازعه حتى تشتفي منه كائناً ما كان. وبَضَعْتُه فانبضع، أي قطعته فانقطع. وبُضِعَ الشيء، أي: فُهِمَ. ?باب العين والضاد والميم معهما ع ض م، م ع ض، يستعملان فقط عضم: العَضْم: مَعْجِسُ القوس والجميع العِضام، وهو ما وقعت عليه أصابع الرَّامي. قال:

ربّ عضم رأيت في جوف ضَهر

الضَّهر: موضع في الجبل. والعِضامُ: عسيب البعير وهو عظم الذّنب لا الهُلب، وأدني العدد: أَعْضِمَة، والجميعُ: العُضُم. والعَضْمُ: خشبة ذات أصابع يُذَرَّى بها الحنطة فَيُنَقَّى من التِّبن. وعَضْمُ الفَدّان: لوحه العريض الذّي في رأسه الحديدة التي تشقّ بها الأرض، لم يعرفه أبو ليلى. معض: مَعِضَ الرجل من شيء يسمعه، وامتعض منه إذا شقَّ عليه وأوجعه فامتعض منه، أي: توجّع منه. وفي الحديث: " فأشفق عليه امتعاضه " أي: موجدته. والمجاوز أمعضته إمعاضاً، ومعَّضته تمعيضاً إذا أزلت به ذلك. قال رؤية:

فهي تَرى ذَا حاجةٍ مؤتضَّا


ذا مَعَضٍ لولا يردّ الْمَعْضا

باب العين والصاد والدال معهما

ع ص د، ص ع د، د ع ص، ص د ع مستعملات ع د ص، د ص ع مهملان عصد: قلت لأبي الدُّقَيش: ما العَصْدُ? قال: تقليبك العصيدة في الطَّنجير بالمِعصدة. تقول: عَصَدَ يَعْصِدُ عَصْداً. قلت: هل تعرفه العرب العاربة ببواديها? قال: نعم! أما سمعت قول غيلان:

على الرَّحْل ممّا منّه السير عاصد

أي: يذبذب رأسه ويضطرب شبه الناعس الذي يعصد لخفة رأسه. وقال بعضهم: العاصد في هذا البيت هو الميّت وهو خطأ. والعِصواد: جلبة في بلية. تقول: عصدتهم العصاويد، وهم في عصواد من أمرهم، وفي عصواد بينهم، يعني البلايا والخصومات. وجاءت الإبل عصاويد: يركب بعضها بعضاً. قال زائدة: أقول جاءت الإبل عصاويد أي: متفرقة وكذلك عصاويد الظلام لتراكبه. وعَصَدَ البعيرُ إذا مات، قال غيلان:

.....


على الرحل ممّا منَّهُ السير عاصد

ويقال لخفة رأسه. صعد: صعِد صعوداً، أي: ارتقَى مكاناً مشرفاً. وأصعد إصعاداً، أي: صار مستقبل حدور نهرٍ أو وادٍ، أو أرضٍ أرفع من الأخرى. قال الشماخ:

لا يدركنّك إفراغي وتصعيدي

الإفراغ ههنا: الإنحدار. والصَّعود: طريق منخفض من أسفله إلى أعلاه. والهَبُوط من أعلاه إلى أسفله. والجميع: أصعدة وأهبطة. والصَّعود أيضاً بمنزلة الكَؤود من عقبة، وارتكاب مشقة في أمر. والعرب تؤنثه، وقول العرب: لأرهقنّك صَعودا، أي: لأجشمنّك مشقة من الأمر. واشتق ذلك، لأن الارتكاب في صَعود أشق من الارتكاب في هَبوط. وقول الله عزّ وجلّ: " سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً " أي: مشقة من العذاب، ويقال: بل هو جبل من جمرة واحدة يكلّف الكفرةُ ارتقاءه، فكلّما وضع رجله ليرتقي ذاب إلى أصله وركه. ثم تعود صحيحة مكانها، ويضربون بالمقامع. والصَّعود: الناقة يموت ولدها، فترجع إلى فصيلها الأول فتَدرّ عليه، يقال: هو أطيب للبنها. وجمعها: صُعُد. قال خالد بن جعفر:

أمرتُ بها الرِّعاء ليكرموها


لها لبنُ الخلّية والصَّعـود

يعني مهره. أمر أن يُسقَى اللبن. والصَّعيد: وجه الأرض قلّ أو كثر، تقول: عليك بالصَّعيد، أي: اجلس على الأرض وتَيَمَّم الصَّعيد، أي: خذ من غباره بكفيك للصلاة، قال الله عزّ وجلّ: " فتيمموا صعيداً طيبا " . قال ذو الرّمة:

قد استحلّوا قسمةَ السجـود


والمسحَ بالأيدي من الصّعيد

والصَّعدةُ القناة المستوية تنبت كذلك، ومن القصب أيضاً، وجمعه: صِعاد. قال:

......


خرير الريح في القصب الصّعاد

والصَّعدةُ من النّساء: المستقيمة التامّة، كأنّها صَعْدَةٌ، فإذا جمعت للمرأة قلت: ثلاث صَعْدات، جزم، لأنه نعت، وجمع القناة: صَعَدات مثقّلة. لأنّه اسم. والصُّعدَاء: تنفّس بتوجّع. قال:

وما اقترأتُ كتاباً منك يبلُغُنـي


إلاّ تنفّست من وجدٍ بكم صُعَدا

ويقال للحديقة إذا خربت، وذهب شجرها: صارت صعيداً، أي: أرضاً مستوية. وقال زائدة: الصَّعدةُ: الاتانُ، والجمع صِعاد وصَعَدات. وتقول: افعل كذا وكذا فصاعد، أي: فما فوق. دعص: الدِّعْص: قَوْزٌ من الرمل مثل التلال. الواحدة: دِعصة. ويقال دِعْصَة، ودِعْص فمن أنّثه يريد به رملة، ومن ذكّره يريد به الكثيب. والمندعص: الشيء الميّت إذا انفسخ، شبه بالدِّعْص لورمه أو ضعفه. قال:

كدِعْص النقا يمشي الوليدان فوقه


.....

صدع: الصَّدَع: الفتيّ من الأوعال. والرّجل الشاب المستقيم القناة. قال:

قد يَتْرُكُ الدّهُر في خلقاءَ راسـيةٍ


وَهْياً ويُنْزِلُ منها الأَعْصَمَ الصَّدَعَا

والصَّدْعُ: شقّ في شيء له صلابة. وصَدَعْتُ الفلاةَ قطعتُ وسطَ جوزِها. والنَّهْرُ تَصْدَعُ في وسطه فتشقّه شقاً. والرّجلُ يَصْدَعُ بالحق: يتكلّم به جهاراً، قال أبو ذؤيب:

فكَـأَنَّـهُـنَّ رِبـابَةٌ وكـأنَّـهُ


يَسَرٌ يُفيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ

أي: يبين سهم كلّ إنسان له مُعلناً. والصَّدْعُ: نبات الأرض لأنه يصدع الأرض، والأرض تتصدَّع عنه. والصَّديعُ: انصداع الصبح. قال:

ترى السِّرْحانَ مفترشاً يديه


كأن بياضَ لَبَّتِـهِ صـديعُ

ويقال: بل الصديعُ رقعةٌ جديدةٌ في ثوبٍ خَلَقٍ. والصُّداع: وجعُ الرأس، صُدِّع الرجلُ تصديعاً، ويجوز صُدِعَ فهو مصدوع في الشعر. صدَّعْتُهم فَتَصَدَّعوا، أي: فرّقتهم فتفرّقوا. وإذا تغيّب الرجل فاراًّ في الأرض يقال: تَصدعُ به الأرض. اشتقاقه من الصَّدْعِ، وهو الشق والفعل اللازم: انصدع انصداعاً. والصَّديع: جبل.

???باب العين والصاد والتاء معهما

ص ت ع يستعمل فقط العرب تقول: جاء فلان يتصتّع إلينا، أي: يذهب بلا زاد، ولا نفقة، ولا حقٍّ واجب. وقال أبو ليلى: بل هو التردّد، أي: يذهب مرة، ويعود أخرى.

?باب العين والصاد والراء معهما

ع ص ر، ع ر ص، ص ع ر، ر ع ص، ص رع، ر ص ع عصر: العَصْرُ:الدّهر، فإذا احتاجوا إلى تثقيله قالوا: عُصُر، وإذا سكنوا الصاد لم يقوموا إلاّ بالفتح، كما قال:

.....


وهل يَنْعَمَنْ من كان في العُصُرِ الخالي

والعصران: الليل والنهار. قال حميد بن ثور:

ولا يَلْبِثُ العَصْرَانِ يوماً وليلةً


إذا اختلفا أن يدركا ما تيمّما

والعَصر: العشيّ. قال:

يروحُ بنا عمْروٌ وقد عَصَرَ العَصْرُ


وفي الرَّوْحَةِ الأولَى الغنيمةُ والأجرُ

به سمّيت صلاة العصر، لأنّها تعصر. والعصران: الغداة والعشيّ. قال:

المطعم الناس اختلاف العَصْرَيْنِ


جفان شيزى كجوابي الغَرْبَـيْنِ

والعصارة ما تحلب من شيء تعصره، قال العجاج:

عصارة الجزء الذي تحلبا

يعني بقية الرَّطْب في أجواف حمر الوحش التي تجزّأ بها عن الماء. وهو العصير أيضاً. قال:

وصار باقي الجزء من عصيره


إلى سَرار الأرض أو قعوره

يعني العصير ما بقي من الرَّطب في بطون الأرض، ويبس ما سواه. وكلّ شيء عُصِر ماؤه فهو عصير، بمنزلة عصير العنب حين يُعصر قبل أن يختمر. والاعتصار أن تخرج من إنسان مالاً بغرم أو بوجه من الوجوه. قال:

فمنّ واستبقى ولم يعتصـرْ


من فرعه مالاً ولا المكسر

مَكسِره لشيء أصله، يقول: منّ على أسيره فلم يأخذ منه مالاً من فرعه، أي: من حيث تفرّع في قومه، ولا من مكسره، أي: أصله، ألا ترى أنّك تقول للعود إذا كسَرته: إنّه لحسن المكسر فاحتاج إلى ذلك في الشّعر فوصف به أصله وفرعه. والاعتصار أن يغصَّ الإنسان بطعام فيعتصر بالماء، وهو شربه إياه قليلاً قليلاً، قال الشاعر:

لو بغير الماءِ حَلْـقـي شـرِق


كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعتصاري

أي: لو شرقت بغير الماء، فإذا شرقت بالماء فبماذا أعتصر? والجارية إذا حرُمت عليها الصلاة، ورأت في نفسها زيادة الشباب فقد أَعْصَرَتْ فهي مُعْصِر، بلغت عصر شبابها. واختلفوا فقالوا: بلغت عَصْرَها وعُصُرَها وعصورَها. قال:

......


وفنّقها المراضعُ والعصورُ

ويجمع معاصير. قال أبو ليلى: إذا بلغت قرب حيضها، وأنشد:

جاريةٌ بِـسَـفَـوان دارهَـــا


تمشي الهُوَيْنا مائلاً خـمـارُهـا

يَنْحَلُّ من غُلْـمَـتِـهـا إزارُهـا


قد اعْصَرَتْ، أو قد دنا إعصارها

والمُعْصِرات: سحابات تُمْطِر. قال الله عزّ وجلَ: " وأنزلنا من المُعْصِرات ماءً ثجّاجا " . ؤاَعْصْرْ القوم: أُمْطِرُوا. قال الله عزّ وجلّ: " وفيه يُعْصَرون " . ويقرأ يَعْصِرون، من عصير العنب. قال أبو سعيد: يَعْصِرون: يستغلّون أَرَضِيهم، لأن الله يُغنيهم فتجيء عصارة أَرَضيهم، أي: غلّتها، لأنك إذا زرعتَ اعتصرتَ من زرعك ما رزقك الله. والإعصار: الريح التي تثير السَّحاب. أعصرتِ الرياح فهي مُعْصِرات، أي: مثيرات للسحاب. والإعصار: الغبار الذي يستدير ويسطع. وغبار العجاجة إعصار أيضاً. قال الله عزّ وجلّ: " فأصابها إعصار فيه نار " يعني العجاجة. والعَصَرُ: الملجأ، والعُصْرةُ أيضاً، والمُتَعَصَّرُ والمعْتَصَرُ، وهذا خلاف ما زعم في تفسير هذا البيت، في قوله:

وعصْفَ جارٍ هدَّ جارُ المعتَصَرْ

قالوا: أراد به كريم البلل والنَّدَى، وهو كناية عن الفعل، أي: عمل جارٍ وهدَّ جارُ، فهذا معني كَرُمَ، أي: أَكْرِمْ به من مُعْتَصَر، أي: أنك تعصر خيره تنظر ما عنده كما يُعْصَر الشراب. وقال عبد الله: هذا البيت عندي:

وعصَّ جارٍ هدَّ جاراً فاعتصر

أي: لجأ. وقال أبو دُواد في وصف الفرس:

مِسَحٌّ لا يواري العَي


رَ منه عَصَرُ اللِّهْبِ

قال أبو ليلى: اللِّهْب: الجبل، والعَصَرُ: الملجأ، يقول: هذا العَيْرُ إن اعتصر بالجبل لم ينجو من هذا الفرس. وقال بعضهم: يعني بالعَصَر جمع الإعصار، أي: الغبار. والعُصْرَةُ: الدِّنْيَةُ في قولك: هؤلاءِ موالينا عُصْرَةً، أي: دِنْيَةَ، دون مَنْ سواهم. والمَعْصِرَةُ: موضع يُعْصَرُ فيه العنب. والمِعْصار: الذي يُجْعَلُ فيه شيء يُعْصَر حتى يُتَحلَّب ماؤه. وعَصَرْتُ الكرمَ، وعصرت العنب إذا وليته بنفسك، واعتصرت إذا عُصِرَ لك خاصة. والعَصْرُ: العطية، عَصَرَهُ عَصْراً. قال طرفة:

لو كان في إملاكنا واحـدٌ


يَعْصِرُنا مثل الذي تَعْصِرُ

والعرب تقول: إنّه لكريم العُصارة. وكريم المعتَصَر، أي: كريم عند المسألة. وكلّ شيء منعته فقد اعتصرته. ومنه الحديث: " يعتصر الوالد على ولده في ماله " ،أي: يحبسه عنه، ويمنعه إياه. وعَصرت الشيء حتى تحَلَّب، قال مرار بن منقذ:

وهي لو تعصر من أردانها


عبقَ المسكِ لكادت تَنعَصِر

وبعير معصور قد عصره السّفر عصراً. عرص: العَرْص: خشبة توضع على البيت عُرضاً إذا أراد تسقيفه ثم يوضع عليه أطراف الخشب الصّغار. وعَرَّصت السقف تعريصاً. والعرّاص: من السّحاب ما أطلّ من فوق فقرب حتى صار كالسقف، ولا يكون إلاّ ذا رعد وبرق. قال ذو الرّمة:

يَرْقَدُّ في ظلِّ عرَّاصٍ ويطرده


حفيف نافجة عُثنونُها حَصِبُ

والمُعَرَّص من اللّحم ما ينضج على أيّ لون كان في قدر أو غيره. يقال المعرَّص: الذي تعرَّصه على الجمر فيختلط بالرماد فلا يجود نضجه. والمملول: المغيّب في الجمر، المفأد: المشوي فوق الجمر، والمحنود: المشويّ بالحجارة المحماة خاصة. وعَرْصَةُ الدار: وسطها، والجميع العَرَصات والعِراص. صعر: الصَّعَرُ: مَيَل في العنق، وانقلاب في الوجه إلى أحد الشقين. والتَّصعير إمالة الخدّ عن النظر إلى الناس تهاوناً من كِبْر وعظمة، كأنّه مُعْرض، قال الله عزّ وجلّ: " ولا تصعِّر خدّك للنّاس " . وربما كان الإنسان والظّليم أصعَر خلقةً. وفي الحديث: " يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلاّ أَصْعَرُ أو أبترُ " ، يعني رُذالة الناس الذين لا دين لهم. قال سليمان:

قد باشر الخدّ منه اللأصعر العَفِرُ

والصُّعرورة: دحروجة الجُعَل، يصعرِرُها بالأيدي، قال زائدة: الصُّعْرور أيضاً جنس من الصَّمغ يخرج من الطَّلح. وقال زائدة: أقول: دُحْروجَة وصُعرورة وحُدْروجة، وكتلة ودهدهة كله واحد. قال:

يبعرْنَ مثل الفلفل المصعرر

وضربته فاصعنرر إذا استدار من الوجع مكانه، وتقبّض، ولكنّهم يدغمون النون في الراء فيصير: اصعرّر. وكل حمل شجر يكون أمثال الفلفل أو أكبر نحو ثمر الأبهل وشبه مما فيه صلابة يسمّى الصعارير. رعص: الرَّعْص بمنزلة النّفض. ارتعصت الشجرة، ورَعَصَتْها الريح وأَرْعَصَتْها، لغتان. والثور يحتمل الكلب بطعنةٍ فيرعَصُه رَعْصاً إذا هزّه ونفضه. صرع: صرعه صرعاً، أي: طرحه بالأرض. والصِّراع: معالجتهما أيّهما يصرع صاحبه. ورجل صِرّيع، أي: تلك صنعته الّتي يعرف بها. وصرّاع شديد الصّرع وإن لم يكن معروفاً... وصَروع للأقران: أي: كثير الصّرع لهم. والصّراعة مصدر الاصطراع بين القوم، وأصَّرَعة: القوم يصرعون من صارعوا. والصُّرَعَةُ: القوم يصرعون من صارعوا. والمِصراعان من الأبواب: بابان منصوبان ينضمّان جميعاً مدخلهما في الوسط من المصراعين. ومن الشّعر ما كان قافيتان في بيت.. يقال: صرَّعت الباب والشعر تصريعاً. ومصارع القوم: سقوطهم عند الموت. قال:

......


......ولكل جنب مصرع

 

والصُّرْعة: الرجل الحليم عند الغضب. قال الضرير: الاصطراع مصدر والصِّراعة اسم كالحِياكة والحِراثة وقول لبيد:

.....


منها مصارع غابة وقيامها

فالمصارع ههنا كان قياسه: مصاريع، لأنه مصروع. ألا ترى أنه ذكر قيامها، فهو جمع. وما ينبغي أن يكون المصَارعُ أن يكون جمعاً ولكنه مضطرّ إلى ذلك. رصع: الرَّصَعُ: مثل الرَّسَح سواء. وقد رصِعَتِ المرأة رَصَعاً، فهي رَصْعاء، أي ليست بعجزاء، ويقال هي التي لا إسْكَتَيْن لها. وأما الرَّصْعُ، جزماً فشدة الطعن. رَصَعَهُ بالرّمح وأَرْصَعَهُ. قال العجاج:

رخضاً إلى النصف وطعناً أرصعا


قابل من أجوافهـنّ الأخـدعـا

قوله: أرصعاً، أي: لازقاً. والرَّصيعَةُ: العقدة في اللّجام عند المعذّر كأنّها فَلْس، وإذا أخذت سيراً فعَقَدتَ فيه عقداً مثلثة فذلك التّرصيع، وهو عقد التميمة وما أشبه، قال الفرزدق:

وجئنَ بأولاد النصارى إلـيكُـمُ


حَبالَى وفي أعناقِهنّ المراصع

أي: الختم في أعناقهنّ. والرَّصَعُ: فراخ النّحل.

باب العين والصاد واللام معهما

ع ص ل، ع ل ص، ص ع ل، ص ل ع، مستعملات ل ع ص، ل ص ع مهملان عصل: العَصَلُ: إعوجاج الناب، قال:

على شناحٍ نابُهُ لم يَعْصَلِ

شناح، أي: طويل. والأعْصَلُ من الرجال: الذي عَصِلَتْ ساقه فاعوجّتِ اعوجاجاً شديداً. ولا يقال العَصِلُ إلاّ لكلّ معوجّ فيه صلابة وكزازة. والعَصِلَةُ: الشجرة العوجاء التي لا يُقْدَرُ على إقامتها بعدما صلبت. وكذلك السّهم إذا اعوجّ متنه. والعَصَلَةُ: شجرة إذا أكل البعير منها سلّحته تسليحاً، ويجمع على عَصَلَ، قال لبيد:

وقبيل من عُقَيْلٍ صـادق


كليوثٍ بين غابٍ وعَصَلْ

علص: العِلَّوْص: من التُّخَمَةِ والبَشَم. ويقال هو اللَّوَى الذي يَيْبَسُ في المعدة. عَلَّصَتِ التُّخَمَة في مَعِدَتِه تعليصاً، وإن به لِعِلَّوْصاً وإنّه لمعلوص وعِلّوْص، أي: مُتْخَم. صعل: الصّعل من النَّعام ما صغر رأسُه، وكذلك الرّجلُ الصَّعْلُ إذا صغر رأسه، كأنّه يستوي مع عنقه من غير قِصَر في العنق. قال يصف دَقَلاً، وهي الخشبة التي ينصب في وسطها الشِّراع:

ودَقَلٌ أجرُ شوذبيُّ

صَعْلٌ من السّام ورُبّانيُّ

الشوذبيّ: الطويل، وأراد بالصعل ههنا الطويل. وإنما يصف مع طوله استواء أعلاه بأسفله، ولم يصفه بدقة الرأس، لأنّه أراد جودة النعت. قال الضرير: الصّعل: الدقيق، والسّام: شجر، والرُّبانيّ الذي يقعد فوق الدَّقَل فيتمخّر الرياح لأصحاب السّفن.

صَعْل من السّام وزنبريّ

وهو الملاحّ، ويُروى: رِبّانيّ. وقد يقال: رجل أصعل، وامرأة صَعْلاَء، وقد صَعِلَ صَعَلاً. صلع: الصَّلَعُ: ذهاب شعر الرأس من مقدّمه إلى مؤخَّره، وإن ذهب وسطه فكذلك والنعت: أصلع وصلعاء، والجميع: صُلْع وصُلْعان . والصَّلَعَةُ: موضع الصَّلَع من الرأس حيث يرى، وكذلك النَّزَعَة والجَلَحَة ونحوه رأيتهم يخففونه، ويجوز تثقيله في الشّعر على قياس الكَشَفَة والقَزَعَة فإنّها يثقّلان هكذا جاءت الرواية. الصُّلاّع: الصَّفاحُ وهو العريض من الصَّخر. الواحدة: صُلاَّعة وصُفّاحة. والتَّصليع: السُّلاح. يقال للمُجَعْسِس: صلّع تصليعاً، إذا وضع مستوياً مبسوطاً على الأرض. قال شجاع: أقول: لا أعرف: صلّع المُجَعْسس، ولكن أقول: سلّخ أي: وضعه مطّولاً مثل سليخة الغزل، ويصل به، وهو السليخ أيضاً التي تنزع المرأة مما على مغزلها إذا وفرته وفرع. وزرق به وذرق به إذا وضعه بخرِاءة مستوياً. وصلّعت العُرْفُطُة تصليعاً إذا سقطت رءوس أغصانها، وأكلتها الإبل. قال الشماخ:

إن تُمس في عُرْفُطُ صُلْعٍ جماجمه


من الأسالق عاري الشّوك مجرود

والأصْلَعُ من الحيات الدقيق العنق كأن رأسه بندقة مدحرجة. والأُصَيْلِعُ: رأس الذكر مكنّى عنه.

باب العين والصاد والنون معهما

ع ن ص، ن ع ص، ن ص ع مستعملات ص ع ن، ع ص ن مهملان عنص: العُنْصُوَةُ: الخُصلة من الشّعر على تقدير ثُنْدُوة. وما لم يكن ثانية نوناً لا تضمّ العرب صدره، مثل عَرْقُوة وتَرْقُوة وقُرْنُوَة، وهي شجرة طيبة الريح يدبغ بها الأَدم، وهي جنس من الجَنَبَة. وتجمع عناصيَ. قال:

فقد عيّرتني الشّيبَ عِرسي ومسّحتْ


عناصيَ رأسي فهي من ذاك تعجب

نعص: وأما نعص فليست بعربية، إلاّ ما جاء من اسم "ناعصة " المشّبب بخنساء، وكان جيّد الشّعر، وقلّما يروى شعره لصعوبته. صنع: صَنَعَ يَصْنَعُ صُنْعاً. وما أحسن صُنْعَ الله عنده وصنيعه. والصُّنّاع: الذين يعملون بأيديهم. تقول: صنعتُه فهو صِناعتي. وامرأة صَناع، وهي الصّنّاعة الرقيقة بعمل يديها، ويجمع صوانع. ورجل صَنَعُ اليدين وصِنْع اليدين. والصنيعة: ما اصطنعت من خير إلى غيرك. قال:

إنّ الصنيعة لا تكون صـنـيعة


حتى يصاب بها طريق المصنع

وفلان صنيعتي، أي اصطنعته وخرّجته. والتّصنّع: حسن السّمت والرأي سّره يخالف جهره. وفرس صَنيع، أي: قد صَنَعه أهلُه بحسن القيام عليه. تقول: صَنَعَ الفرسَ، وصنّع الجارية تصنيعاً، لأنّه لا يكون إلاّ بأشياء كثيرة وعلاج. والمصنعة: شبه صهريج عميق تتخذ للماء، وتجمع مصانع. والمصانع: ما يَصْنَعُه العباد من الأبنية والآبار والأشياء قال لبيد:

بلينا وما تبلى النجوم الطوالع


وتبقى الجبال بعدنا والمصانع

وقال الله عزّ وجلّ: " وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون " والصَّنّاعُ والصَّنَّاعةُ أيضاً: خشب يتّخذ في الماء ليحبس به الماء، أو يسوّى به، ليمسكه حيناً، لم يعرفه أبو ليلى ولا عرّام. والأصْناعُ: جمع الصِّنْع وهو مثل الصَّنَّاع أيضاً: خشب يتخذ لمستنقع الماء. نصع: النِّصْعُ: ضرب من الثِّياب شديد البياض. قال العجّاج:

تخالُ نِصْعِّاً فوقَها مقطّعاً

والناصع: الشديد البياض، الحسن اللّون. نَصَعَ لونه نَصَاعة ونُصُوعاً. ويقال للإنسان إذا تصدى للشر: قد أنْصَعَ للشر إنصاعاً. والنّصيعُ: البحر، قال:

أدليت دلوي في النّصيع الزّاخر

لم يعرفه عرّام، ولم ينكره. قال أبو عبد الله: هو بالضاد والباء، وكذلك البيت، ولم يشك فيه، وقال: هو مأخوذ من البضع، وهو الشقّ، كأن هذا البحر شقة شُقّتْ من البحر الأعظم. ومما يشبه: الخليج، لأنه خلج من النّهر الأعظم. قال عرّام: هذا صحيح لا شك فيه. قال عرام: ويكون الأبيض ناصعاً كما قال النابغة:

ولم يأتك الحقّ الذي هو ناصع

أي: الحق الواضح، والواضح: الأبيض.

?باب العين والصاد والفاء معهما

ع ص ف، ع ف ص، ص ف ع، مستعملات ص ع ف، ف ع ص مهملان عصف: العَصْفُ: ما على ساق الزّرع من الورق الذي يبس فتفتّت. قال أبو ليلى: هو عندنا دقاق التبن الذي إذا ذّري البيدر صار مع الريح كأنْه غبار. وقال عرّام: هو أن تؤخذ رؤوس الزرع قبل أن تُسَنْبِلَ فتعلفه الدّوابُّ، ويترك الزّرع حتى ينشو، أو يكتنز، فيكون أقوى له وأكثر لنُزْله، وأنكر ما سواه. والرّيح تَعْصِفُ بما مرّت عليه من جَوَلان التراب، أي: تمضي به. وناقة عَصُوف: تعصف براكبها، أي: تمضي به كسرعة الريح. والعَصْفُ: السّرعة في كل شئ. قال:

ومن كلّ مِسْحاج إذا ابتلَّ لِيتُها


تحلّب منها ثائب متعصّـف

ونعامة عَصُوف: سريعة. والحرب تَعْصف بالقوم، أي: تذهب بهم، قال:

في فيلق جأواء ملمـومة


تَعْصِفُ بالدارع والحاسر

جأواء: التي فيها من كل لون. والمُعْصِفات التي تثير السحاب والتراب ونحوهما الواحدة مُعْصِفة قال العجاج:

والمعصفات لايزلن هدّجاً

عفص: والمعصفات لا يزلن هدّجا العَفْص: حمل شجرة تحمل سنة عَفْصاً وسنة بلّوطاً. والعِفاص: صِمامُ القارورة. عفصتها: جعلت العِفاص في رأسها. صفع: الصّفع: ضرب بجُمْع اليد على القفا، ليس بالشديد. والسين لغة فيه. ويقال: الصّفع بالكفّ كلها. ورجل صفعان. فصع: الفصع من قولك: فَصَّع تفصيعاً: يكنّى به عن ريح سَوْء وفسوة لا غير.

باب العين والصاد والباء معهما

ع ص ب، ص ع ب، ب ع ص، ص ب ع، ب ص ع، مستعملات ع ب ص مهملة عصب: العَصَبُ: أطناب المفاصل الّذي يلائم بينها، وليس بالعقب. ولحم عِصبٌ: صُلْب كثيرُ العَصَب. والعَصَب: الطّيّ الشديد. ورجل معصوصب الخلق كأنّما لوي لّياً. قال:

ذروا التخاجؤ وامشوا مِشْيِةً سُجُحاً


إنّ الرجال ذوو عَصْب وتشمير

 

التَّخاجؤ: مشية فيها نفج. وسَجُحاً: مستوية. وروى عرّام: سُرُحاً. والمعصوب: الجائع، في لغة هذيل، الذي كادت أمعاؤه تيبس وهو يَعْصِبُ عُصُوباً فهو عاصب أيضاً، يقال: لأنه عَصَبَ بطنه بحجر من الجوع. وعصَّبتهم تعصيباً، أي: جوّعتهم، قال:

لقد عَصَّبْت أهل العرج منهم


بأهل صوالق إذ عصّبونـي

والعَصْبُ من البرود: ما يُعْصَبُ غزلهُ ثم يُصْبَغُ ثم يُحاكُ، ليس من برود الرَّقْم. وتقول: بُرْدُ عَصْبٍ: مضاف إليه لا يجمع، وربما اكتفوا فقالوا: عليه العَصْب، لأن البُرْد عرف بذلك الاسم. وسمّي العصيب من أمعاء الشاة، لأنه مطوي. ويقال في سنة المحل إذا احمرّ الأُفْقُ، واغبرّ العُمْقُ: عَصَبَ الأُفْق يعصب فهو عاصب، أي: محمر. قال أبو ليلى: عصبت أفواه القوم عصوباً، إذا لصق على أَسْنانهم غبار مع الريق وجفت أرياقهم. ويقال: عَصَبَ القوم يعصب عصوباً، إذا اجتمع الوسخ على أسنانهم من غبار أو شدّة عطش، فإذا غُسِل أو مُسِحَ ذهب. والعَصَبَةُ: وَرَثَةُ الرّجل عن كلالة من غير وَلَد ولا والد. فأمّا في الفرائض فكلّ من لم يكن له فريضة مسماة فهو عَصَبَة، يأخذ ما بقي من الفرائض، ومنه اشتقت العصبيّة. والعُصبة من الرجال: عشرة، لا يُقال لأقلّ منه. وإخوة يوسف عليه السَّلام عشرة، قالوا " ونحن عصبة "، ويقال هو ما بين العَشَرة إلى الأربعين من الرجال. وقوله تبارك وتعالى: "لتنوء بالعصبة "، يقال أربعون، ويقال: عشرة. وأما في الكلام العرب فكل رجال أو خيل بفرسانها إذا صاروا قطعة فهم عصبة، وكذلك العصابة من الناس والطير. قال النابغة:

إذا ما التقي الجمعان حلّق فوقهم


عصائب طير تهتدي بعصـائب

واعصوصب القوم: صاروا عصابة. قال:

يعصوصب الحشر إذا اقتدى بها

أي: يجتمع. واعصوصب القوم إذا جدّوا في السّير، واشتقاقه من اليوم العصيب، أي: الشديد. وأمر عصيب، أي: شديد. قال العجاج:

ومبرك الجائل حيث اعصوصبا

أي: تفرقت عُصَباً. وقال:

يعصوصب السّفر إذا علاها

رهبتهم أو ينزلوا ذراها

يعصوصب السَّفْر، أي: يجدّون في السير حين رهبوا تلك المفازة. واعصوصب السفر، أي: اشتدّ. ويوم عصبصب بوزن فَعَلْعَلْ بناء مردف بحرفين، قال:

.............


أذقتهم يوما عبوسا عصبصبا

والعَصْب: أن يُشَدَّ أُنثيا الدّابة حتى تسقطا. عصبتهُ وهو معصوب. والعِصابة: ما يُشَدُّ به الرَّأس من الصُّداع. وما شددت به غير الرأس فهو عِصاب، بغير الهاء فرقاً بينهما ليُعْرفا. قال:

فإن صعُبت عليكم فاعصِبوها


عصابا، تُسْتَدرُّ بـه شـديدا

واعتصب فلان بالتّاج، أي: شدَّ، ويقال: عَصَبَ وعَصَّبَ، يُخَفّف ويُشَدّد. قال:

يعتصبُ التّاج فوق مَفْرِقِه


على جبين كأنّه الذّهـب

والبيت لقيس بن الرقيات. صعب: الصَّعْبُ: نقيض الذّلول من الدّوابّ، والأنثي: صَعْبة، وجمعه صِعاب. وأَصْعَبَ الجملُ الفحل فهو مُصْعَب، وإصْعابه أنه يُرْكَبْ ولم يَمْسَهْ حبل وبه سمي المسّود مُصْعَبا. وصَعُبَ الشيء صُعُوبة، أي: أشتدّ. وكلّ شيء لم يُطَقْ فهو مُصْعَب . وأمرٌ صَعْبٌ ، وعقبة صَعْبَة . والفعل من كلٍ: صَعُبَ يَصْعُب صعوبة. بعص: البُعْصُوصَة: دُوَيْبَّة صغيرة لها بريق من بياضها. يقال للصَّبيّ: يا بُعْصوصة لصغره وضعفه. لم يعرفه أبو ليلى، وعرفه عرام. صبع: الصَّبْعُ : أن تأخذ إناء فتقابل بين إبهامَيْك وسبّابتيك، ثم تسيل ما فيه، أوتجعل شيئاً في شيء ضيّق الرأس، فهو يَصْبَعُهُ صبعاً. والإصْبَعُ يؤنث، وبعض يُذَكِّرها. من ذكّرة قال: ليس فيه علامة التأنيث، ومن أنث قال: هي مثل العينين واليدين وما كان أزواجا فأنّثناه. قال اللّيث: قلت لخليل: ما علامة اسم التأنيث? قال: ثلاثة أشياء: الهاء في قولك: قائمة. والمدّة في: حمراء. والياء في: حَلْقَى وعَقْرَى. وإنما أنّث الإصْبَعَ، لأنّها منفرجة، فكلّ ما كان مثل هذا مما فيه الفرْج فهو مؤنث، مثل المنخرين، وهما منفرج ما بينهما. وكذلك الفكّان والسّاعدان والزندان مذكران. وهذا جنس أخر. وصَبَعت فلان إذا أشرتَ نحوه بإصْبَعِكَ واغتبته. والإصْبَعِ: الأثر الحسن. قال:

أغرُّ كلونِ البَدْرِ في كلِّ منكـبٍ


من الناس نُعمَى يحتذيها وإصْبَعُ

وقال الرّاعي: يذكر راعياً أحسن رِعْيَة إبِله حتى سَمِنَت فأشير إليها بالأصابع لسِمَنها:

يُسَوِّقُها بادي العُروق ترى لـه


عليها إذا ما أجدبَ الناسُ إصْبَعا

وتقول: ما صَبَعَك علينا ?، أي: ما دَلَّكَ علينا ? بصع: البَصْعُ: خرق لا يكاد ينفذ منه الماء لضيقه . بَصُع بَصاعة، وتَبَصَّع العَرَقُ من الجسد نبع من أصول الشَّعَر قليلاً قليلاً. قال عرَّام: الخَرقُ هو البضْعُ، بالضاد. بَضَعْتَ الثوب بضعاً، أي: مزَّقته تمزيقا يسيرا. وتبصَّع العَرَق من الجسد، أي: خرج. قال أبو ذؤيب:

تَأبى بدِرّتها إذا ما اسْتُعْضِبْت


إلاّ الحميَم فإنّه يتـبـصَّـع

باب العين والصاد والميم معهما

ع ص م، ع م ص، ص م ع، م ص ع،مستعملات ص ع م مهملة عصم: العِصْمَةُ: أن يَعْصِمَكَ اللهُ من الشّر، أي: يدفعُ عنك. واعتصمت بالله، أي: امتنعت به من الشّر. واستعصمت، أي: أبيت. وأَعْصَمْتُ، أي: لجأت إلى شيء اعتصمت به. قال:

قل لذي المَعْصِمِ المُمَسِّك بـالأط


ناب يا ابن الفجار يا ابن ضريبه

وأَعْصَْتُ فلانا: هَيّأتُ له ما يعتصم به. والغريق يَعْتَصِمُ بما تنالهُ يده، أي: يلجأ إليه. قال:

....................


يظلّ ملاّحه بالخوف معُتصما

والعَصَمَةُ: القلادة، ويجمع على أعْصام. والأَعْصَمُ: الوَعِلُ، وعُصْمَتُهُ بياضه في الرّسغ شبة زَمَعه الشاه قال أبو ليلى هي عُصْمَة في إحدى يديه من فوق الرُّسغ إلى نصف كراعه، قال أبو ليلى:

قد يترك الدّهر في خلقاء راسـية


وهياً وينزل منها الأعصم الصَّدعا

وقال:

مقادير النفوس مـؤقـتـات


تحطّ العُصْمَ من رأس اليفاع

ويقال: غراب أعصم إذا كان كذلك وقلّما يوجد في الغربان مثله. والعصيمُ الصَّدى من العرق والبول والوسخ اليابس على فخذ الناقة يبقى فيه خثورة كالطريق، قال:

بلَّبته سرائح كالمعصيم

وعِصام المحمِل: شِكاله وقيده الذي يشدّ في أعلى طرف العارضين، وكلّ حبل يُعْصَمُ به شيء فهو عصام، وجمعه: عُصُم. والعُصُم: طرائق طرف المزادة، الواحدة عصام، وهي عند الكلبة. قال أبو ليلى: العِصام القربة أو الأداوة، وأنشدك:

وقربة أقوام جعلت عصامها


على كاهل منى ذلول مذلل

قال: لا يكون للدلو عصام، إنما يكون له رِشاء. وقال عرّام كما قال. ويقال: العِصام مستدقّ طرف الذَّنب، وجمعه: أعصمة، لم يعرفه أبو ليلى، وعرفه عرّام. والمِعْصَمُ: موضع السِّوارين من ساعدي المرأة. قال:

اليومَ عندك دلُّها وحديثُـهـا


وغدا لغيرِك كفُّها والمِعْصَمُ

أي: إذا مات تُزَوَّجُ الأخر. عمص: عَمَصْتُ العامِصَ، وأَمَصْتُ الأمِصَ، أي: الخاميز، معربة. معص: مَعِصَ الرّجل مَعَصا فهو مَعِص ممتعص، وهو شبه الحجل، قال أبو ليلى: المَعَصَ يكون في الرّجل من كثرة المشي في مفصل القدم. وهو تكسير يجده الإنسان في جسده من ركض أو غيره. صمع: الصَّمَع: مصدر الأصمع صَمِعَتْ أذنه صَمَعاً، أي: صغُرت، وضاق صِماخها. قال:

حتى إذا صرّ الصّماخ الأصمعا

يعني الحمار إذا رفع أذنيه. ويقال للظليم: أصمع لرفعه أذنه. والأنثي صمعاء. وامرأة صمعاء الكعبين، أي: لطف كعبها، واستوى. وقناة صمعاء، أي: لطيفة العقد، مكتنزة الجوف. ومنه سمّي الرمح: أصمع. قال:

وكائِنْ تركنا من عميم مُـحَـوَّأٍ


شحا فاه محشورَ الحديدةِ أصمعا

وبقلة صمعاء: مكتنزة مرتوية. قال:

رعت بارضَ إلبهمَي جميما وبسرة


وصمعاء حتى آنفتها نصـالـهـا

وكلاب صُمْعُ الكعوب، أي: صغارها. والصُّمعان من الريش ما يراش به السَّهم من الظهار وهو أجوده وأفضله. وصومعة الثَّريد جثَّتها وذروتها المصعبنة. وصومعة الرَّاهب: منارته يترهّب فيها. وقول أبي ذؤيب:

فرمى فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائطٍ


سهماً فخرّ? وريشُهُ مُتَصَمِّعُ

أي: لزق بعض ريشه ببعض من الدم، يعني ريش السهم،فأراد أنه رقيق. قال عرّام: المتصمّع ههنا: ريش السهم الذي خرج من هذه الرّمية فبلّه الدّم. مصع: المُصْعُ: حمل العوسج. الواحدة: مُصْعَه، يكون حلواً أحمر يؤكل منه، ومنه ضرب أسود أردأ العوسج، وأكثره شوكاً، وهو حب صغار مثل الحمّص، وربما كان مرّاً. المُصْعُ: الضَّرب بالسيف، والمماصعة: المجالدة بالسيف.قال:

سلي عنّي إذا أختلف العوالي


وجرّدت اللّوامع للمِصـاع

وقال أبو كبير:

أزُهيرُ إنْ يَشِب القَذالُ فإنّنـي


كم هيضَلٍ مَصِعٍ لففت بهيضَلِ

يعني بكتيبة. والدّابة تَمْصَعُ بذَنبها، أي: تحرّكه ومصع به، أي: رَمَى به، والأمّ تَمْصَعُ بولدها: ترمي به إذا ولدته.قال:

ومَجَنَّباتٍ لا يَذُقْـنَ عـذوبةً


يَمْصَعْنَ بالمُهَراتِ والأمهار

وقال:

يَمْصَعْنَ بالأذناب من لوح وبق

أي: يحرّكْنَ. ورجل مَصُوع: فَرِق الفؤاد. ومُصِعَ فؤاده: أي: ضرب. ومَصَعَ فلان بسلحه على عقبيه إذا سبقه من فَرَق أو عَجلَةِ أمرِ. قال:

فباست امرئ واسَتِ التي مَصَعْت به


إذا زبنتْه الحـربُ لـم يَتَـرَمْـرَمِ

باب العين والسين والطاء معهما

ع ط س - س ع ط - س ط ع - ط س ع - مستعملات ط ع س - ع س ط مهملان عطس: المَعْطِسُ:الأنف من يَعْطُسُ، والمعطِسُ من يَعْطِسُ. قال:

يا قومُ ما الحيلةُ في العَرَنْدَسِ

المخلفِ الوعدِ المطولِ المفلسِ

وهو على ذاك كريمُ المعطِس

أي: كريم الأنف. أخبر أنه حميّ الأنف منيع. وهذا رجل كان له عليه دين فجحد إياه. يقال: عَطَسَ يَعْطُسُ عُطاساً وعَطِسَ يَعْطَسْ عَطَساً. ويقال: كان سبب عطسة آدم عليه السلام أن الرّوح جرى في جسده، فتنفّس فخرج من خياشيمه فصارت عَطْسَة فقال: الحمد لله إلهاماً من الله فقال له ربّه: يرحمك الله، فسبقت رحمته غضبه، فصارت سنّة التّسميت للعاطس. وعَطَسَ الصبح: انفلق، ولذلك سّمي الصبح عُطاساً. قال أبو ليلى: هو قبل أن ينتبه أحد فيعطس، وذلك بليل. قال امرؤ القيس:

وقد أغتدي قبل العُطاس بسابح


أقبّ كيعفور الفلاة محنّـب

وقال عرّام السُّلَميّ: لأن الإنسانَ يعطُسِ قرب الصباح، والعطاس للإنسان مثل الكُداس للبهائم. سعط: أَسْعَطْتُهُ دواءً فاسْتَعَطَهُ. والسَّعُوطُ: اسمُ ذلك الدواء. وطعنته فأسْعَطْته الرّمح، أي: جعلته في أنفه. والمُسْعُط: الذي يجعل فيه الدّواء، على مُفْعُل، لأنّه أداة. والمَسْعَطُ أصل بنائه، وقال غيره بالكسر وليس بشيء. أسعطته سعطة واحدة وإسعاطة واحدة، فهو مُسْعَطٌ وسَعيطٌ. سطع: كل شيء ينتشر فينبسط نحو البرق والغبار والريح الطّيبة يقال: سَطَعَ سُطُوعا. قال:

مشمولةٍ غُلِثَتْ بنابتِ عَرْفَج


كدُخانِ نارٍ ساطعٍ أَسْنامُها

وسَطَع الظليم، أي: رفع رأسَهُ، ومدّ عُنُقَّه. وظليم أسْطَعُ: طويل العنق، وقياس فعله: سَطَع سَطَعاً، والأنثى: سطعاء مثل حمراء هذا من النعت. ومن رفع العنق فقد سَطَع يَسْطَعُ سَطْعاً. وسِطاعُ الخباء: خشبة تنصب في وسطه ووسط الرواق ونحوهما. وثلاثة أَسْطِعة وجمعه لأكثر العدد سُطُع. قال:

أليسوا بالأُلَى قسطوا قـديمـاً


على النُّعمان وابتدروا السِطاعا

وذلك أنّهم دخلوا عليه قبّته. والسَّطْعُ أن تَسْطَعَ شيئاً براحتك أو أصابعك ضرباً. وتقول: سمعت لوقعه سَطَعاً شديداً، تعني صوت ضربة أو رمية، وإنما ثقلت سَطَعاً، لأنه حكاية، وليس بنعت ولا مصدر. وتقول: أسطعته إسطاعة. قال عرّام: إذا قويت عليه، والاستطاعة تجري مجرى القدرة. طسع: الطسع: الرجل الذي لا غيرة له. طسع طسعاً، أي: ذهبت غيرته. وطزع لغة.

باب العين والسين والدال معهما

ع س د - ع د س - س ع د - د ع س - س ع د - د س ع عسد: العَسْدٌ لغةٌ في العَزْدِ، كالأسد والأزد. والعِسْوَدَّةُ: دُوَيَّبة بيضاء كأنّها شحمة يقال لها: بنت نقا، تكون في الرّمل يُشبَّه بها بنان الجواري، ويجمع على عِسْوَدّات وعَساوِد. قال زائدة: هي على خلق العظاء إلاّ أنها أكثر شحماً من العظاء وإلى السواد أقرب. عدس: العَدَس: حبوب. الواحدة عَدَسة. والعَدَسُ: بثرة من جنس الطّاعون قلما يُسلم منها، وبها مات أبو لهب. عُدِس فهو مَعْدوس، كما تقول: طعن فهو مطعون. عَدَسْ: زجرٌ للبغال، وناس يقولون: حدس. ويقال: إنّ حدساً كانوا بغّالين على عهد سليمان بن داوود عليه السّلام يعنفون على البغال عنفاًُ شديداً، والبغل إذا سمع باسم حدس طار فَرَقاً مما يلقَى منهم، فلهج الناس بذلك. والمعروف عدس. وعَدَس: قبيلة من تميم. سعد: السَّعْدُ: نقيضُ النَّحْس في الأشياء يومُ سَعْدٍ ويومُ َنْحسٍ، وسَعْدُ الذّابح، وسَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ السُّعُود، وسَعْدُ الأخْبية، نجومٌ من منازل القمر وهي بروج الجدي والدّلو. وسَعِدَ فلانٌ يَسْعَدُ سَعْداً وسَعادةً فهو سعيد ويجمع سُعَداء، نقيض أشقياء. وتقول: أَسْعَدُه اللهُ وأسْعَدَ جَدَّه. وإذا كان اسماً لا نعتاً فجمعه سعيدون لا سعداء. وسَعيدُ الأرضِ النّهُر الذي يسقيها. والسّاعد: إحليل خِلْف الناقِة يخرج منه اللبن، ويجمع سواعد، ويقال: هي عروقٌ يجري فيها البن إلى الضرع والإحليل. قال حُمَيْد:

وجاءتْ بمعيوفِ الشَّريعةِ مُكْلِعٍ


أُرِسَّتْ عليهِ بالأكِفّ السواعـدُ

قال: لا أشك أن سعيد النهر اشتق منه. والسّاعد عظم الذّراع ملتقي الزندين من لدن المرفق إلى الرّسغ، وجمعه سواعد. قال:

هو السّاعد الأعلى الذي يُتَّقىَّ به


وما خيرُ كفٍّ لا تنوء بساعـد

ويقال للأسد خاصة: ساعدة. وساعدة قبيلة. والمُساعَدةُ: المُعاوَنة على كل أمرٍ يعمله عامل. والمسعودُ: السعيد. وساعدته فسعدته فهو مسعود، أي: صرت في المساعدة أسعد منه وأعون. والسّعدان: نباتٌ له شوكُ كحسك القُطْب غير أنه غليظ مُفْرْطَح كالفَلكْةَ، ونباته سمّي الحَلَمَةَ، وهو من أفضل المراعي وهو من أحرار البقول. ويقال: الحَلَمَة نبتٌ حسنٌ غير السعدان. وتقول العرب إذا قاست رجلاً برجل لا يشبهه: مرعىً ولا كالسّعدان، وماءٌ ولا كصدّاء. وسَعْدانةُ الثُنْدُوَة: التي في رأس الثّدي، شُبّهت بحَسَكَةِ تلك الشجرة وهو ما استدار من السّواد حول حَلَمَة الثدي من المرأة، ومن ثُنْدُوَة الرّجل. والسُّعَادَى: نبات السّعد والسّعد أصله الأسود. والسّعدانة: الحمامة الأنثى، وإن جُمع قيل: سعدانات والإسعاد لا يستعمل إلا في البكاء والنّوح. قال عمران بن حطان:

ألا يا عينُ ويحكِ أَسعديني


على تقوى وبرٍّ عاونيني

دعس: الدَّعْسُ: الطعن بالرمح. قال:

إذادعسوها بالنّضي المعلب

وطريقٌ مِدْعاسٌ: دَعَسَتْه القوائم حتى لان، والدَّعْسُ شدّة الوطء. قال رؤبة:

في رسم آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَقْ

أراد بالدّعق: الدّقع على القلب، وهو التراب. سدع: رجلٌ مِسْدَعٌ: ماضٍ لوجهه نحو الدليل. المِسْدَعُ: الهادي. قال زائدة: وشجاع يصدع بالصاد. دسع: الدَّسْعُ: خروج جِرَّةِ البعير بِمّرة إذا دَسَعَها وأخرجها إلى فيه. والمَدْسِع: مضيق مولج المريء في عظم ثغرة النّحر، واسم ذلك العظم الدّسيع، وهو العظم الذّي فيه الترقوتان مشدوداً بعظم الكاهل. قال:

يرقَى الدسيع إلى هادٍ له تـلـع


في جؤجؤ كمداك الطّيب مجيوب

أي: متّسع، وهو من الجيب. والدّسيعة: مائدة الرّجل إذا كانت كريمة. قال أبو ليلى: الدّسيعة: كلّ مكرمة يفعلها الرّجل. قال:

ضخم الدسيعة حمّال لأثقال

ورجل ذو دسيعة، أي: ذو مكرمة. ودسعت الجحر إذا أخذت دِساماً، وهو شيء على قدر الجحر فسددت بِمرّة، فدَسَمْته بدِسام دَسْما.

باب العين و السين والتاء معهما

) س ت ع، ت ع س، ت س ع، مستعملات ع س ت، ع ت س، س ع ت، مهملات( ستع: رجلٌ مِسْتَعٌ، لغة في مِسْدَع، وهو الماضي في أمره. ورأيته مِسْتَعاً، أي: سريعاً، لم يعرفه عرّام ولا أبو ليلى. تعس: التَّعْسُ: ألاّ ينتعش من سرعته وعثرته، وأن ينكس في السِّفال. تَعِسَ الرّجل يَتْعَسُ تَعَساً فهو تِعسٌ. أَتْعَسُه اللهُ فهو متعس إذا أنزل الله به ذلك. تسع: يقال: تَسَعْتُ القوم، أي: صرت تاسعهم. وأَتْسَعْتُ الشيء إذا كان ثمانية وأتممته تسعة. والتِسّعُ والتِسّعَةُ من العدد يجري على وجوه التذكير والتأنيث، تسعة رجال وتسع نسوة. ==== باب العين و السين والراء معهما ====  )ع س ر، ع ر س، س ع ر، س ر ع، ر س ع مستعملات، ر ع س مهمل( عسر: العُسْرُ: قلّة ذات اليد. والعُسْرُ نقيض اليُسْر، والعُسْرُ خلافٌ والتواءٌ. أمرٌ عسيرٌ وعَسِرٌ، ويومٌ عسيرٌ وعَسِرٌ، ولم أسمع: رجلٌ عَسِرٌ. وعسُر الأمر يَعْسُر عُسْراً، ويجوز عَسارة، ونعته عسير. وعَسِرَ الأمر يَعْسَرُ علينا عَسْراً، وهو شاذ، لاختلاف تصريفه في الفعل والنعت. قال:

عليك بالميسور واترك ما عسر

وإن أداروك لشربٍ فاستدر

ورجلٌ أَعْسَرُ بينُ العَسَرِ. وأَعْسَرُ يَسَرٌ وامرأةٌ يسراء عسرة إذا كان يعمل بيديه معاً فإذا عمل بيده الشُّمْلَى وكانت غالبة على اليُمْنَى فهو أَعْسَرُ. وأَعْسَرَ الرجلُ إذا صار من مَيْسَرَةٍ إلى عُسْرة. وعَسَرْتُه أعْسُرُه عُسْراً إذا لم تَرْفُقْ به إلى ميسرة. والمعسورُ: المضّيَّق عليه. وبلغت معسوره إذا لم تَرْفُقْ به، وعَسَّرْتُ عليه تعسيراً، أو عَسَرْتُ عليه عُسْراً إذا خالفته. ومن العرب من يقول: عَسُرَ الأمر وعَسِرَ الرّجل فرقا بينهما. والعُسْرَى ذَهابُ اليُسْرَى. ويقال: يَسَّرَهُ الله للعُسْرَى، لا وّفقه لليُسْرَى وما كان أعسر ولقد كان عمل بعسارة. واستعسرته: طلبت معسوره. واستعسر الأمر وتعسَّر، أي: التوى. وتغسّر الغزل بالغين المعجمة إذا التبس فلا يقدر على تخليصه، ولا يقال بالعين المهملة إلاّ تجشماً. وأَعْسَرَتِ المرأةُ: عَسُر عليها وِلادُها. وقيل: أَعْسَرت وأنّثت إذا دُعيَ عليها، وأيسرت وأذكَرتْ إذا دُعي لها. والعَسِيرُ: الناقةُ التي اعتاصت فلم تحملْ سَنَتها. قال:

وعسيرٍ أدماءَ حادرةِ العي


نِ خنوفٍ عَيْرانةٍ شِملالِ

ويقال: عَسِرَ الناقةُ، وناقةٌ عاسرةٌ تَعْسِرُ إذا عَدَتْ، أي: ترفع ذنبها. قال:

تراني إذا ما الرّكبُ جدّوا تنوفةً


تُكَسّرُ أذناب القلاص العواسِرِ

وناقَةٌ عَوْسَرانيّة، وهي التي تُرْكَبُ من قبل أن تُراضَ. والذَّكَرُ عَيْسرانّي كالمنسوب، وإن شئت طرحت الياء، وضممت السّين كما تضمّ الخيُزران، فتقول: عَيْسُران، وتفتح السين أيضاً كما تفتح الغَيْدَقان، فتقول عَيْسَران.

عرس:

العِرْسُ: امرأة الرّجل. ولبوءة الأسد عِرْسُه. والعَروس نعتٌ للرجل والمرأة، استويا فيه ما داما في تعريسهما إذا عَرَّس أحدهما بالآخر. وأحسن ذلك أن يقال للرجل: مُعْرِسٌ، لأنّه أَعْرَسَ أي: اتخذ عِرْساً. والعُرْسُ: اسم الطعام الذي يُعْرَسُ للعّروس. والعرب تؤنث العُرْس. قال:

يمشي إذا أخذ الولـيد بـرأسـه


مشيا كما يمشي الهجين المُعْرِسُ

هذا هو الذي يُعْرِسُ العُرْس، وهو اسم الطعام الذي يُعْرَسُ للعَروس. قال عرّام: عَرِسَ الرجلُ يَعْرَسُ عَرَساً، أي: بَطِرَ. ويقال: عَرِسَ به، أي: لزمه، واعترسوا عنه، أي: تفرَّقوا. والعِرْسِيّ: ضربٌ من الصّبغ يشبه لون ابن عرس. والعِرِيّسُ: مأوى السد في خيسٍ من الشجر والغياض في أشدها التفافاً. وقول جرير:

أَجَمي فيهِمْ وعِرّيسي

يعني: منبت أصله في قومه. والتَّعريس: نزول القوم في السّفر من آخر الليل، ثم يقعون وقعة ثم يرتحلون. قال زهير:

وعرّسوا ساعةً في كُثْبِ أَسْنُمَةٍ


ومنهم بالقَسُوميّات مُعْـتَـرك

ابن عرس: دويبّة دون السّنَّوْر أَشْتَرُ أَصَكُّ، وربّما أَلِفَ البيت فَرجَنَ فيه. وجمعه: بناتُ عرسٍ، هكذا يجمع ذكراً كان أم أنثى.

سعر:

السّعْرُ: سعر السوق الذي تقوم عليه بالثمن. تقول: أسعر أهل السّوق إسعاراً، وسّعروا تسعيراً إذا اتفقوا على سِعْر. وقيل للنبيّ صلى الله عليه وآله: سَعِّرْ لنا. فقال: المُسَعّرُ الله. والسِّعر: وَقود النار والحرب. قال:

شددت لها أزري وكنت بسعرها


سعيداً وغير الموقديها سعيدها

وسعّرت النار في الحطب والحرب، وسعّرت القوم شراً، ويجوز بالتّخفيف. واستعرت النار في الحطب، واستعرت الحرب والشرّ. ورجل مِسْعَر حربٍ، أي: وقَاد لها. قال الضرير: موقد لها والسّاعور: كهيئة تنّور يحفر في الأرض. والسعير: النار. والسُّعار حرّها، وهو السُّعر أيضاً وسُعِرَ الرجل فهو مسعور إذا ضربه السّموم والعطش. قال:

أَسْعَرَ ضَرْباً أو طُوْالاً هِجْرَعا

 

يعني طويلاً. والسَّعْرَةُ في الانسان لون يضرب إلى سواد فُوَيْقَ الأدَمَة. والسُّعرة في الأشياء على ما وصفنا. ومساعرُ البعيرِ: مشافِرُهُ. قال أبو ليلى: آباطُه وأرفاعُه. الواحد: مَسْعَرٌ، وهو أيضاً أصل ذنب البعير حيث دقّ وَبَرُهُ. ويقال لها: المشاعر، لأنّ في تلك المواضع من جسده شعراً، وسائر جسده وَبَر. والسّعْراوةُ التي تتردد في الضوء الساقط في البيت من الشمس من الهباء المنبتّ.

سرع:

السَّرعُ: من السّرعة في جري الماء وانهيار المطر ونحوه. وقال:

....................


غربٌ على ناضحٍ في سجله سَرَعُ

والسّريع: نقيض البطيء ما كان سريعاً ولقد سَرُع سُرْعة. وأما قولك: قد أسرع فإنه فعل مجاوز يقع معناه مضمراًعلى مفعول به، أي: أسرع المشيَ وغيره، لمعرفته عند المخاطبين، استغني عن إظهاره فأضمر. ومثله: أفْصَح فلان، أي أفصح القول، وفُصح الرّجل فصاحةً أي: صار فصيحاً. والسَّرْعُ: قضيب سنة من قضبان الكرم، وجمعه: سُرُوع. وهي تَسْرُعُ سُرُوعاً. فهي سارعة. والجميع سوارع ما دامت غرّتها تقودها. والسَّرْع اسم للقضيب خاصّةً، ويقال لكلّ قضيب ما دام غضّاً رطباً: سَرَعْرَع. وإن أنثها قلت: سرعرعة. قال يصف الشباب:

أزمان إذ كنت كنعت الناعتِ

سَرَعْرَعاً خوطاً كغصنٍ نابتِ

وسَرَعانُ الناس: اوائلهم الذين يسبقون إلى أمر. ويقال: لسُرعان ما صنعت كذا، ولوُ شكان ما خرجت، في معنَى ما أسرعَ ما صنع، وهنّ ثلاث كلمات ثلاث:سرعان، ووشكان، وعجلان، وحرّك عرّام سَرَعان ووَشَكان. قال بشر:

أتخطب فيهم بعد قتل رجالهم


لَسُرْعان هذا والدّماء تَصَيَّبُ

واليَسْرُوع والأسروع: دودٌ تكون على الشوك والحشيش. الواحد: يسروعة وأسروعة. والجمع: الأساريع. قال امرؤ القيس:

وتعطو برخْصٍ غيرِ شننٍ كأنّه


أساريعُ ظبيٍ أو مساويكُ إسحل

نسب الدّود إلى رملٍ يُسمَّى ظبياً. وقال أبو الدقيش، نسبها إلى الظّبي، لأن الظباء تأكل هذا الضرب من الدّود كما تأكل النمل. وضمّ الياء لغةً وجمعهُ يساريع. قال: ونحن نسمي تلك الدود السُّرْفَةَ، ويجمع على سُرَفٍ.

رسع:

رسعتَ عين الرجل، أي فَسَدَتْ وتغيّرت. رجُلٌ مُرَسِعٌ ومُرَسِعّةٌ. وقد رَسَعَ ورَسَّعَ، لغتان. قال:

مرسّعة وسط أرباعه


به عَسَمٌ يبتغي أرنبا

باب العين و السين واللام

ع س ل- ع ل س- س ع ل-ل ع س-س ل ع- ل س ع

عسل:

العسل: لعاب النْحل. وعسل اللُّبْنَى: شيء يُتّخذ من شجر اللُّبْنَى يشبه العسل، لا حلاوة له. والعسّالة: شورة النحل يتّخذ فيها العسل. والعاسل: الذي يشتار العسل من موضعه فيستخرجه. قال عراك: العسال والعاسل واحد. قال لبيد:

بأشهبَ من أبكارِ مُزْنِ سحـابةٍ


وأريِ دَبورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسلُ

الأريُ: العسل، والدَّبور: النحل. وعسّلَ النّحل تعسيلا. وطعامٌ مُعَسَّلٌ معسول: مجعول فيه العسل، ومعقّد به. وناقةٌ عسول، وجملٌ عسّال إذا كان باقي السير سريعه وناقة عسّالة أيضا والعاسل والعسّال والمعسّل والمتعسّل من يطلُبُ العَسَل. والعَسِلُ: الرّجلُ الشديدُ الضّربِ السّريعُ رَجْعِ اليدينِ بالضّرب. قال:

تمشي موائله والنّفس تنذرهـا


مع الوبيل بكفّ الأهوج العَسِلِ

وكلام معسولٌ: حلوٌ. والعَسَلانُ: شدّة اهتزاز، إذا هززته. عَسَلَ يَعْسِلُ عَسَلانا كما يعسل الذئب إذا مشي مسرعا، وهزّ رأسه فالذئب عاسلٌ، ويجمع على عُسَّلٍ وعَواسِلَ، والرُّمح عسّالٌ. قال: "بكل عسّالٍ إذا هُزّ عَسَل" وقال:

عَسَلانَ الذئب أمسي طاويا


بَرَدَ الليلُ عليه فنـسـل

والدليل يعسل في المفازة، أي يسرع.

علس:

العَلْسُ: الشُّرْبُ. عَلَسَ يَعْلِسُ عَلْساً، أي: شرب. قال أبو ليلى: العَلْسُ لما يؤكل ويُشْرب جميعا. والعَلْسُ الشّوِاء السّمين. وقال غير الخليل: العليس الذي ليس بالسمين ولا المهزول، بين ذلك. والمسّيب بن عَلَس شاعر. غير الخليل: العَلَس: القراد.

سعل:

السّعال: معروف. تقول: سَعَلَ يسعُل سعالا وسعلة شديدة. وإنّه لذو سُعَالٍ ساعِل، كما تقول: شُغلٌ شاغل، وشعرٌ شاعرٌ. قال: ذو ساعلٍ كسَعْلةِ المزفور والسّعِلاةُ من أخبث الغيلان، ويجمع على سَعالى. ويقال للمرأة الصخّابة: استعملت، أي: صارت كالسّعِلاة، كما قالوا: استكلب، واستأسد وثلاث سِعْلَيات، وتصغر: سُعَيْلية، وثلاث سعالَى صوابٌ أيضا. قال حُمَيْد:

فأضحت تعالَى بالرجال كأنّها


سَعَالَى بجَنْبَيْ نخلة وسلوق

لعس:

اللَّعَسُ: لعسةٌ، وهو سواد يعلو الشّفة للمرأة البيضاء. وجعلها رؤبة في الجسد كله إذا كان بياضا ناصعا يعلوه أدمة خفية. قال الراجز:

وبَشَرٍ مع البياض ألسعا

يريد بالبَشَر: جلدها. وامرأة لعساء. قال ذو الرّمة:

لمياءُ في شفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَـسٌ


وفي الِلثاتِ وفي أنيابها شَنَبُ

ورجل: متلعّس: شديد الأكل. ورجلٌ لَعْوَسٌ لحوس، أي: أكول حريص. والجمع: لعاوس. قال:

وماءٍ هتكت اللّيلَ عنهُ ولم يَرِدْ


روايا الفراخِ والذّئابُ اللَّعاوسُ

ويُرَوى بالغين. والبيت لذي الرّمة.

سلع:

السَّلَع: نبات، يقال: هو سمّ. قال العجاج:

فظلّ يسقيها السّمام الأسلعا

أي: السّمّ الأشدّ. وقال في موعظة يصف الدّنيا: أسبابها رمام وقطافها سَلَع. والسَّلْع: شقّ في الجبل كهيئة الصّدع. وبكسر السين أيضا، والجميع: السّلوع، وهو أيضا الشيء الذي يكون في العقب. يقال: به سَلْع وزَلْع، وسَلِعَتْ يده وزَلِعَتْ.ويقال للدليل الهادي: مِسْلَع، أي يشقّ بالقوم أجواز الفلا: قالت الخنساء:

سباق عادية ورأس سريّة


ومقاتل بطل وهادٍ مِسْلَع

والسِّلْعة تجمع على سِلَعٍ وما كان متجوراً به من رقيق وغيره. والسَّلْعة: يخفّف ويثقّل: خرّاج، ويخرج كهيئة الغدّة في العنق أو غيره، يمور بين الجلد واللحم، تراه يديص ديصانا إذا حركته. يديص: يتقلب. وسَلْع: موضع بالحجاز. قال:

أرقت لِتَوْ ماضِ البرُوقِ اللوامع


ونحن نشادي بين سلع وفـارع

لسع:

اللّسع للعقرب تلسع بالحمة. والحيّة تلسع أيضا، ويقال: إنّ من الحيات ما تلسع بلسانها كلسع الحمة وليس لها أسنان. ولَسَعَ فلان فلانا بلسانه، أي: قرصه. وإنّه لَلُسَعَة للناس، أي: قّراصة لهم بلسانه. والمُلَسَّعَةُ: المقيم الذي لا يبرح. قال:

مُلَسَّعة وسْطَ أرباعِـهِ


به عَسَمٌ يبتغي أرنبـا

ليجعل في رجلِهِ كَعْبَها


حذارَ المنيّةِ أنْ يعطبا

وذلك أنّ العرب كانوا يعلقون في أرجلهم كعاب الأرانب كالمعاذة لئّلا يموتوا، وهو باطل. والملسِّعة مثل علاّمة وداهية.

باب العين و السين والنون معهما

ع س ن- ع ن س- س ع ن- ن ع س- س ن ع- ن س ع

عسن:

العَسَنُ: نُجُوعُ العلف والرِّعْيِ في الدّوابِّ. عَسِنَتِ الإبل عَسَناً إذا نجع فيها الكلأ وسمنت. ودابّة عَسِنٌ، أي: شكور. وعَسْنٌ: موضع. قال:

كأنّ عليهم بِجَنوبِ عَسْنٍ


غماماً يستهلّ ويستطير

عنس:

العَنْسُ من أسماء الناقة سمّيت به لتمام سِنِّها وشدّة قُوَّتِها. ووُفور عظامها وأعضائها واعنيناسِ ذَنَبِها، أي: وُفُورُ هُلْبِه وطوله. قال:

وكم قَطَعْنا من عَلاةٍ عنسِ

وقال الطرماح:

يَمْسَحُ الأرض بمُعْنَوْنِسٍ


مثل مِئْلاةِ النّياحِ الفِئامْ

وعَنَسَتِ المرأةُ تَعْنُس عُنُوسا، إذا صارت نَصَفاً وهي بعدُ بِكْرٌ لم تَزَوَّجْ. وعنّسها أهلُها تعنيساً إذا حبسوها عن الإزواج حتى تجاوزت فَتاء السّنّ، ولمّا تَعْجُز بعدُ فهي مُعَنَّسة، ويجمع على مَعانِس ومُعَنَّسات، ويجمع العانس بالعوانس. قال:

وعيط كأسرابِ القَطا قد تشوّفت


معاصيرُها والعاتِقاتُ العوانس

قال عرّام: والقاعدات. وقال ابو ليلى: جماعة العانس: عُنَّس، وأنشد:

تجمّع العون على العنَّـس

من كلّ فخجاء لبود البرنس

وعنس: قبيلة من مذحج.

سعن:

السَّعْنُ يتّخذ من الأدم شبه الدلو إلا أنه مستطيل مستدير، ربما جعلت له قوائم ويُنْتَبَذُ فيه. وقد يكون على تلك الخلقة من الدلاء صغيراً فتسميه العرب السَّعنَ، وجمعه: سِعَنَةٌ وأسعان. قال: سَعْنٌ وسُعْنٌ كلاهما. وقال عرّام: السَّعْنُ عندنا قِرْبَة باليةٌ قد تَخَرَّق عُنُقُها يُبّرد فيها الماء، ولا يسمى الدلو سعنا، وأنشد لعنترة:

كَذَبَ العتيقُ وماءُ سُعْن بارد


إن كنتِ سائلةً غَبُوقاً فاذهبي

ويروي: وماء شن. والمُسَعَّنُ من الغُروب يتخذ كل واحد من أديمين يقابل بينهما فيُغْرقان عِراقَيْنِ، وله خُصْمان من جانبين لو وضع لقام قائما من استواء أعلاه وأسفله. والسُّعْنُ: ظُلّة يتخذها أهل عُمان فوق سطوحهم من أجل ندى الوَمَدَةِ والجميع: السُّعُون.

نَعَسَ:

نَعَسَ يَنْعَسُ نُعاسا ونَعْسَة شديدة فهو ناعس. وقد سمعناهم يقولون: نَعْسان ونَعْسَى، حملوه على وَسْنان ووسْنَى، وربما حملوا الشيء على نظائره، وأحسن ما يكون ذلك في الشعر.

سنع:

امرأة سَنيعة قد سَنُعَتْ سَناعة، وهي الجميلة اللينة المفاصل اللطيفة العظام في كمال. والسّنيع: التّام الضليع من كل شيء. والسِّنْعُ: السُّلامَى التي تصل ما بين الأصابع والرُّسغ في جوف الكفّ. الواحدة: سِنْعَة ويجمع على أسناع.

نسع:

النِّسْعُ: سَيْرٌ يُضْفَرُ كهيئة أعنّة البغال يشد به الرحال. والقطعة منها: نِسْعَة تشد على طرفي البطان، ويجمع على نسوع وأنساع. والمرأة الناسعة هي الطويلة المتك. ونُسُوعه: طوله.

باب العين و السين والفاء معهما

ع س ف- ع ف س- س ع ف- س ف ع-مستعملات ف ع س- ف س ع مهملان.

عسف:

العَسْفُ: السّيُر على غير هُدى، وركوب الأمر من غير تدبير، وركوب مفازة بغير قصد، ومنه التعسف. قال:

قد أَعْسِفُ النّازحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ


في ظلّ أخضر يدعو هامَهُ البومُ

والعسيف: الأجير. قال:

كالعسيف المربوع شل جمالا


ماله دون منزلٍ من بـيات

وعَسَفَ البعيرُ يَعْسِفُ عَسْفا وعُسوفا إذا كان في حشرجة الموت، وهو مثل النزع للإنسان وهو أهون من كرير الحشرجة. وعُسْفان: موضع بالحجاز.

عفس:

العَفْسُ: شدة سوق الإبل. قال:

يَعْفِسُها السّواقُ كلَّ مَعْفِسِ

والرجل يَعْفِسُ المرأة برجله إذا ضربها على عجيزتها، يعافسها وتعافسه. قال غيره: المعافسة: المعاركة في جدّ أو لعب، وأصله اللعب. والعِفاسُ: اسم ناقة. قال:

أشلى العِفاسَ وبَرْوَعا

والعَفْسُ. أن تُردَّ رأس الدابّة إلى صدرها.

سعف:

السَّعَفُ: أغصان النخلة. الواحدة: سَعَفَةٌ. وأكثر ما يقال ذلك إذا يبست، فإذا كانت رطبة فهي شطبة. وشبه امرؤ القيس ناصية الفرس بسَعَفِ النّخل حيث يقول:

وأركب في الرّوعِ خيفانةً


كسا وجْهَها سَعَفٌ منتشرْ

والسَّعْفَةُ قروحٌ تخرُجُ على رأس الصبيّ في وجهه، سُعِفَ الصبيُّ إذا ظهر به ذلك فهو معسوف. والإسعافُ: قضاء الحاجة. والمساعَفَةُ: المواتاة على الأمر في حسن معاونة. قال:

وإذْ أُمُّ عمّارٍ صديقٌ مساعفُ

سفع:

السُّفْعُ: أُثْفِيَةٌ من حديد يوضع عليها القدر. الواحدة سفعاء بوزن حمراء. وسُمَي سفعا لسواده وشَبهِت الشعراء به. فسمَّوْا ثلاثة أحجار يُنْصَب عليها القدرُ سُفعاً. والسَّفَعُ: سفعة سوداء في خدّي المرأة الشاحبة. وكلّ صقر أسفع، وكل ثور وحشي أسفع. وكل من النعام أسفع، وكل سُوذانِقٍ أسفع. وحمامة سفعاء صارت سُفْعَتُها في عنقها دوين الرأس في موضع العِلاطَيْنِ. قال حميد:

من الوُرقِ سَفْعاء العِلاطَيْنِ باكرتْ


فُروعَ أَشاءٍ مَطْلَعَ الشّمسِ أسحما

والنارُ تَسْفَعُ الشيء إذا لفحته لفحاً يسيراً فغيّرت لون بشرته سَفْعاً. وسَفَعَتْه السَّموم. والسَّوافعُ لوافعُ السَّموم. والسُّفْعَةُ ما في دمنة الدّار من زِبْلٍ أو رماد أو قُمام متلبّد فتراه مخالفا للون الأرض في مواضع. ولا تكون السُّفْعَةُ في اللون إلا سوادا مُشْرَبا حمرة. قال:

..... سُــفَـــعـــاً


كما تُنَشَّرُ بعدَ الطَّيَّةِ الكُتُبُ

 

وسَفَعَ الطائر لطيمتَه، أي: لطمَهُ. وسَفَعْتُ وجهَ فلانٍ بيدي، وسفَعْت رأسَهُ بالعصا. وسفعتُ بناصيته إذا قبضت عليها فاجتذبتها. وكان عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة مولعاً بأن يقول: اسْفَعَا بيده، أي: خذا بيده فأقيماه. وفي الحديث: "أن ابن عمر نظر إلى رجل فقال: به سَفْعَةٌ من الشيطان" يريد به الأخذَ بالناصية. وقال: "لَنَسْفَعاً بالناصية"، أي: لَنأخُذَنَّ بها ولَنُقيمنّه.

باب العين و السين والباء معهما

ع س ب- ع ب س-س ب ع- مستعملات س ع ب- ب ع س- ب س ع مهملات

عسب:

العسب: طرق الفرس، وربما استعمله الشاعر في الناس. قال زهير:

فلولا عَسْبُه لردَدْتُموهُ


وشَرُّ مَنيحَةٍ أيرٌ معارُ

قال أبو ليلى: العسب: ماء الفحل فرساً كان أو بعيراً. يقال: قطع الله عَسْبَه، أي: ماءو وولده. وقال يصف نجائب قد رمت بأولادها من التعب:

يغادرن عسب الوالقيّ وناصِحٍ


تخصّ به أمّ الطريق عيالَها

أمّ الطريق: معظمه. يقول: هذه الإبل ترمي بأجنّتها فتأكلها الطير والسباع. وعسيب الذَّنَبِ: عظمه الذي فيه منابت الشعر. والعسيب من النخل: جريدة مستقيمة دقيقة يكشط خوصها. وجمعه عِسبان، وثلاثة أعسبة. واليعسوب: أمير النحل وفحلها، ويقال: هي دَبْرة عظيمة مطاعة فيها إذا أقبلت أقبلت، وإذا أدبرت أدبرت. واليعسوب: ضرب من الحِجلان من أعظمها. قال أبو ليلى: هو اليَعقوب من الحجلان لا اليعسوب. واليعسوب: دائرة عند مركض الفرس حيث يصيب رجل الفارس. واليعسوب أيضا طائر يشبه به الخيل والكلاب لِضُمْرها.

عبس:

عَبَسَ يَعْبِسُ عبوساً فهو عابس الوجه غضبان. فإن أبدى عن أسنانه في عبوسه قلت كلح. وإن أهتم لذلك وفكر فيه، قلت: بَسَرَ، وهكذا قول الله عز وجل "عبس وبسر". وبلغنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مقبلا على رجل يعرض عليه الإسلام فأتاه ابن أم مكتوم، فسأله عن بعض ما كان يسأل فشغله عن ذلك الرجل فعبس رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه، وليس من التهاون به، ولكن لما كان يرجو من إسلام ذلك الرجل، فأنزل الله: "عَبَسَ وتولَّى أَنْ جاءَه الأعْمى" وإن رأيته مع ذلك مغضبا قلت: بسل. وإن رأيته مع ذلك وقد زوى بين عينيه قلت: قطب وقطب أيضا فهو عابس وقاطب. والعَبَسُ: ما يبس على هُلْب الذّنب من البعر والبول، وهو من الإبل كالوَذَحِ من الشاء الذي يتعلّق بأذنابها وأَلْياتها وخصاها، ويكون ذلك من السِّمَن. وفي الحديث: "مر رسول الله بإبل قد عبست في أبوالها فتقنع بثوبه". وقد عبست فهي عبسة. قال:

كأنّ في أذنابهنّ الشُّوَّلِ

من عَبَس الصّيف قرونَ الأيّل

ويوم عَبُوس: شديد.

سبع:

السَّبُع: واحد السّباع. والأنثي سَبُعة. وسبعت فلانا عند فلان إذا وقعت فيه وقيعة مضرّة. وعبد مسبع في لغة هذيل عبدٌ مترف. ويقال: ترك حتى صار كالسَّبُع لجرأته على الناس. وهو في لغة الدّعيّ. قال العجاج:

إنّ تميما لم يُراضِعْ مُسْبَعا

ولم تلده أمّه مقنّعا

أي: لم يكن ملفّفا خوف الفضيحة، أي: لم يولد زنا. قال أبو ليلى: والمُسْبَعُ: الراعي الذي أغارت السباع على غنمه فهو يصيح بالسباع وبكلابه. قال:

قد أُسْبَع الرّاعي وضَوْضَى أَكْلُبُهْ

واندفع الذئب وشاه يسحبه

وقال أبو ليلى وعرّام: المسبع ولد الزنا. قال أبو ذؤيب:

....... كـــأنــــه


عبد لآل أبي ربيعة مُسْبَعُ

إلا أنّ عراماً ذكر أنه سمعه من أبي ذؤيب: مُسْبع، ويقال هو الذي ينسب إلى سبعة آباء في العُبُودة أو في اللؤم. وقالوا: المسبعُ أيضا: الذي ولد لسبعة أشهر، فلم تنضجه الشّهور في الرّحِمِ ولم تُتَمَّم. وأسبعت المرأة فهي مُسْبعٌ إذا ولدت لسبعة أشهر. والأسبوع: تمام سبعة أيام، يُسَمَّى ذلك كلّه أسبوعاً واحداً وجمعه: أسابيع، كذلك الأسبوع من الطوف ونحوه، ويجمع على أسبوعات. شربت الدّواء أسبوعين وثلاثة أسابيع وأسبوعات كثيرة. وسَبَعْتُ القوم: صرت سابعهم. وأسبعت الشيء إذا كان ستة فتممته سبعة. وسبعته تسبيعا أيضا. والسِّبْعُ من أظماء الإبل، ولا تكون موارد الإبل. سقينا الإبل سبعا، أي في اليوم السابع من يوم شربت، فإن جمع فأسبع. والسَّبيعُ: جزء من السبعة كالعَشيِر من العَشَرة. ويقولون: عَشَرَةُ دراهم وزن سبعة، لأنهم جعلوا عشرة دراهم وزن سبعة مثاقيل. وقولهم: لأَعْلَمَنّ بفلان عمل سَبْعَة يعني المبالغة وبلوغ الغاية في الشرّ. يقال: اراد به عمل سَبْعَةِ رجال. ويقال: أراد بالسَّبْعة اللَّبُؤة فخفّف الباء. ومن أراد معَنى سَبْعة رجال، نصب الباء وثقّل في بعض اللغات، وهو في الأصل جزم، كقول الله عز وجل "سبعة وثامنهم كلبهم" وأرض مَسْبَعَة ومُسْبِعَة، ويقال: مسبوعةٌ وسَبِعةٌ، كما يقال مذؤوبةٌ وَذِئَبةٌ، أي: ذات سباع وذئاب. قال:

يا معطي الخير الكثير من سعه

إليك جاوزنا بلاداً مَسْبَعه

وفلواتٍ بعد ذاك مَضْبَعَه

أي: كثيرة الضباع.

باب العين و السين والميم معهما

ع س م- ع م س-س ع م-س م ع- مستعملات م ع س- م س ع مهملان

عسم:

العَسَم: يُبْسٌ في المِرْفَق تَعْوَجُّ منه اليد. عَسِمَ الرجل فهو أعسم، والأنثي عسماء. والعُسوم: كِسَر الخبز القاحل اليابس. الواحد: عَسْم، وإن أنّثت قلت: عَسْمة. قال:

ولا أقواتُ أَهْلِهُمُ العُسُومُ

والعَسْمُ: الطمع. قال:

استَسْلَمُوا كَرْها ولم يُسالِموا

كالبحَر لا يَعْسِم فيه عاسمُ

أي: لا يطمع فيه طامع أن يغالبه ويقهره، وقد قيل: لا يمشي فيه ماش. وأقول: يد عَسِمة وعسماء. والأرض من العضاه وما شابهه عُسوم وأعسام وعُسون وأعسان. وأقول: رأيت بعيراً حسن الأعسان والأعسام، أي: حسن الخلق والجسم والألواح. وتقول: ظل العبد يعسم عَسَماناً، وهو الزميل وما شاكله. ومثل يعسم: يَرْسِم من الرّسيم. والعَسَمان الحَفَدان، وهو خَبَبُ الدّابة. ويدٌ عَسِمة وعسماء، أي: مُعْوَجّة. وعَسَم بنفسه إذا ركب رأسه ورمى بنفسه وسط جماعة في حرب. وعسم واعتسم، أي اقتحم غير مكترث.

عمس:

العَماسُ: الحربُ الشديد وكل أمر لا يقام له ولا يُهتَدىَ لوجهه. ويوم عَماسٌ من أيامٍ عُمْسٍ. وعَمس يومنا عماسةً وعموساً. قال:

ونزلو بالسهل بعد الشأسِ

من مرّ أيامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ

ويقال: عَمُس يومُنا عَماسَةً عموسةً. قال:

إذ لَقْحَ اليومُ العَماسُ واقمطرّ

والليلة العَماسُ: الشديدة الظلمة عن شجاع. وتعامست عن كذا: إذا رأيت كأنك لا تعرفه، وأنت عارف بمكانه. وتقول: اعِمِس الأمرَ، أي: اخفِهِ ولا تُبَيِّنْهُ حتى يشتبه. والعَماسُ من أسماء الدّاهية.

سعم:

السَّعْمُ: سرعة السّير والتّمادي. قال

وقلت إذ لم أدر ما أسماؤه

سَعْمُ المهارَي والسُّرى دواؤه

سمع:

السَّمْعُ: الأُذُن، وهي المِسْمَعَةُ، والمسمعة خرقها، والسَّمْعُ ما وقر فيها من شيء يسمعه. يقال: أساء سَمْعاً فأساء جابةً، أي: لم يسمع حسنا فاساء الجواب. وتقول: سَمِعتْ أذني زيداً يقول كذا وكذا، أي: سَمِعتُه، كما تقول: أَبَصَرْت عيني زيداً يفعل كذا وكذا، أي: أَبْصَرْتُ بعيني زيداً. والسَّماعُ ما سَمَّعت به فشاع. وفي الحديث: "من سَمَّع بعَبْدٍ سمَّعَ الله به، أي: من أذاع في الناس عيباً على أخيه المسلم أظهر الله عيوبه". ويُقال: هذا قبيحٌ في السَّماع، وحسنٌ في السَّماع ، أي إذا تكلّم به. والسَّماعُ الغناء. والمِسْمَعَة: القينة المغنّية. والسُّمعَةُ: ما سمّعت به من طعام على ختان وغيره من الأشياء كلها، تقول: فعل ذاك رياءً وسُمْعَةً، أي: كي يُرىَ ذلك، ويُسْمَع. وسمّعَ به تسميعاً إذا نّوه به في الناس. والمِسْمَعُ من المزادة ما جاوز خُرْتَ العُروة إلى الظّرف. والجميع: المسامع. ومِسْمَعُ الدلو والغرب: عروة في وسطه يُجْعَل فيه حبل ليعتدل. قال أوس بن حجر:

ونَعْدِلُ ذا الميلَ إن رامنـا


كما يُعْدَلُ الغَرْبُ بالمِسْمَع

أي: بأذنه. والسّامعة في قول طرفة: الأذن، حيث يقول: كسا مِعَتيْ شاةٍ بحومْلَ مُفْرَدِ ويجمع على سوامع. والسِّمْعُ: سبع بين الذئب والضَّبعُ. قال:

فإمّا تأتني أتركْكَ صـيداً


لذئب القاع والسِّمْع الأزلّ

الأزلّ: الصغير المؤخَّر الضّخْم المقدّم. والسَّمَعْمَعُ من الرّجال: المنكمش الماضي، وهو الغول أيضاً. ويقال: غولٌ سَمَعْمَع، وأمرأة سمعمعة، كأنها غول أو ذئبةٍ. ويقال: السَّمَعْمَعُ من الرجال: الصغير الرأس والجثة، وهو في ذلك منكر داهية. قال:

هَوَلْوَلٌ إذا دنا القومُ نزل

سَمَعْمَعٌ كأنَّه سِمْعٌ أزلّ

هولول، أي خفيف خدوم. وقال:

سَمَعْمَعٌ كأنّني منْ جِنّ

ويقال للشيطان: سَمَعْمَعٌ لجنّته. ويقال: النساء أربع: جامعةٌ تجمعُ، ورابعةٌ تربَعُ، وشيطانٌ سَمَعْمَعٌ ورابعتُهُنَّ القَرْثَعُ فالجامعة الكاملة في الخصال تجمع الجمال والعقل والخير كله. والرابعة التي تربع على نفسها إذا غضب زوجها. والسمعمع: الصخابة السليطة شبهت بشيطانٍ سمعمعٍ. والقرثع: البذيئة الفاحشة، ويقال: هي التي تكحل إحدى عينيها وتدع الأخرى لحمقها.

باب العين و الزاي والطاء معهما

ط ز ع يستعمل فقط

طزع:

رجل طَزِعٌ: لا غيره له. وقد طَزِعَ يَطْزَعُ طَزَعاً إذا لم يَغَرْ.

باب العين و الواي والدال معهما

ع ز د يستعمل فقط

عزد:

العَزْدُ: الجِماع.

باب العين و الزاي والراء معهما

ع ز ر- ع رز- ز ع ر- ز ر ع مستعملات ر ع ز- ر ز ع مهملان

عزر:

العَزِيرُ: ثمن الكلأ، ويجمع على عزائر. إذا حُصِدَتِ الحصائدُ بيعت مراعيها. "وعزائرها" والتّعزيرُ: ضربٌ دونَ الحّد. قال:

وليس بتَعْزيرِ الأميرِ خَـزايَةٌ


عليَّ إذا ما كُنْتُ غَيْرَ مُريب

والتعزير: النّصرة. عُزَيْرٌ: اسم. عَيْزارٌ اسم.

عرز:

العارز: العاتب. قال الشّماخ:

وكلّ خليلٍ غَيْرِ هاضِمِ نفسِـه


لِوصلِ خليلٍ صارمٌ أو مُعارِزُ

وتقول: استعْزَرَ عليّ، أي: استصعب. والعَرْزُ واحدتها بالهاء، من الشّجر من أصاغر الثُّمام وأدقِهِ، ذات ورق صغار متفرق، وما كان من شجر الثمام من ضروبه فهو ذو أماصيخ، أُمْصُوخة في أُمْصُوخة إذا امتُصِخَت انقلعتِ العُليا من جوف السُّفلى انقلاعَ العِفاص من رأسِ المُكْحُلة. والتَّعريز كالتعريض في الخصومة. ويقال: العَرْز: اللّوم. قال مزاحم: التعريز: التّوذير، وإفساد وإفساد الشيء وتعييبه. أعرز الله منه، أي: أعوز منه وأفقده وعيّب شخصه. وعرّز منه بمعناه ويقال: التعريز: الخسف والإعواز؛ أعرز الله به، أي: خسف به.

زعر:

الزَّعَرُ: قلة شعر الرأس، وقلّة ريش الطائر وتَفَرُّقُهُ، إذا ذهب أطوله وبقي أقصره وأردؤه، قال علقمة:

كأنها خاضب زُعْر قوادمُها

يقال: زَعِرَ يَزْعَرُ زَعَراً، وازعارّ ازعيراراً. والزَّعارَّةُ، الرّاء شديدة، شراسة في خلق الرجل، لا يكاد ينقاد، ولا يلينُ، ولا يُعرف منع فعلٌ وليس لها نظائر إلاّ حَمارّة القيظ، وصَبارّة الشتاء، وعبالّة البقل، ولم أسمع منه فاعلا ولا مفعولا، ولا مصروفا في وجوه. والزُّعْرُورُ: شجرٌ، الواحدة بالهاء تكون حمراء ثمرتها، وربّما كانت صفراء نواتها كنواة النّبق في الصّلابة والاستدارة، إلاّ أنّها مطبقة تكون مطبقة تكون اثنتين في ثمرة واحدة، ونواة النبق واحدة أبداً

زرع :

زُرْعة من أسماء الرّجال، وكذلك زُرَيعْ. والزَّرْع: نبات البُرّ والشعير. الناس يحرثونه والله يَزْرَعُه، أي: ينميه حتى يبلغ غايته وتمامه. ويقال للصبيّ: زَرَعَه الله أي: بلّغه تمام شبابه. والمُزْدَرِعُ: الذي يزرع، أو يأمر بحرث زرع لنفسه خصوصا. دخلته الدّال بدل تاء مفتعل، كما يقال: اجدمعوا واجتمعوا. قال شجاع: المُزْدَرَعْ: الأرض التي يُزْرَعُ فيها. قال:

فاطلب لنا منهم نخلا ومُزْدَرَعاً


كما لجيراننا نخل ومُـزْدَرَعُ

والمزارع: الزارع. والمزارع الذي يزرع أرضه.

باب العين و الزاي زاللام معهما

ع ز ل-ع ل ز-ز ع ل- لع ز- ز ل ع مستعملات ل ز ع مهملة

عزل:

عزلت الشيء نحيّته، ورأيته في معزل، أي في ناحية عن القوم معتزلا، وأنا بمعزل منه، أي: قد اعتزلته. والعُزْلة: الاعتزال نفسه. وعَزَل الرجل عن المرأة عزلاً إذا لم يرد ولدها. والأعزل: الذي لا رمح له، فيعتزل عن الحرب. وعزلت الوالي: صرفته عن ولايته. والأعزل من السّماكين: الذي ينزل به القمر، والسّماك الآخر هو السّماك المرزم الذي لا ينزل به القمر، لأنّه ليس على مجراه، وهو السّماك الرامح، وقال:

لا معازيل في الحروب تنابي


ل ولا رائمون بوّاهتضامى

وواحد المعازيل: معزال. والأعزل من الدواب الذي يميل ذيله عن دبره. والعزلاء: مصبّ الماء من الراوية حيث يستفرغ ما فيها، ويجمع عزالي، وسميت عَزالي السّحاب تشبيها بها. يقال: أرسلت السّماء عزاليها إذا جاءت بمطرٍ منهمر. قال:

يَهْمُرها الكف على انطوائها

همر شَعِيِبِ العُرْفِ من عزلائها

ويروي: مثل فنيق الغرب. ورجل معزال: لا ينزل مع القوم في السّفر، ينزل وحده في ناحية. قال الأعشَى:

..........


بليون المِعْزابة المِعزال

علز:

العَلَزُ: شبهُ رِعْدَةٍ تأخذ المريض كأنّه لا يستقرّ من الوجع. والعلز: يأخذ الحريص على الشيء فهو عَلِزٌ، وأعلزه غيره. قال:

عَلَزان الأسيرِ شُدَّ صِفادا

زعل: الزَّعِل: النشيط الأشر. زَعِلَ يَزْعَلُ زَعَلاً. قال زَعَلٌ يمسحه ما يستقر وقال طرفة:

في مكـانٍ زَعِـلٍ ظِـلْـمـانُـه


كالمخاض الجُرْبِ في اليوم الخَدِرْ

أي: يوم فيه طل ومطر. يقول: زعلت كأنها خائفة لا تستقر في موضع واحد وقالوا: الزَّعَلُ في الأذى والمرض وفي الجزع والهم والفرق، وهو اختلاط وقوم زُعالّى وزَعِلُونَ من الهم والجزع. وأَزْعَلَهُ الرّعْيُ والِسّمَنُ إزعالا. قال أبو ذؤيب:

أكل الجميمَ وطاوعتْهُ سَمْحَجٌ


مثل القناةِ وأزعلتْهُ الأمْرُعُ

والزَّعْلَةُ من الحوامل: التي تلد سنة ولا تلد سنة، كذلك ما عاشت.

لعز:

اللَّعْزُ: ليس بعربية محضة. لَعَزَها: فعل بها ذاك. ومن كلام أهل العراق: لَعَزَها لَعْزاً: باضعها.

زلع:

الزَّلَعُ: شقاق في ظاهر القدم وباطنه. فإذا كان في باطن الكف فهو الَكَلعُ. زَلِعَتْ قدمه. والزَّلْعُ، مجزوما: استلاب شيء في خَتْل. زلعه يزلعه زلعا.. وأزلعته: أطعمته في شيء يأخذه. قال غيره: زلعت الشيء قطعته فأنبته من مكانه، فأنا زالع، وقد انزلع.

باب العين و الزاي والنون معهما

ع ن ز- ن ع ز يستعملان فقط

عنز:

العَنْزُ: الأُنثى من المَعَز ومن الأوعال والظِّباء. والعَنْزُ: ضربٌ من السَّمَكِ، يُقالُ له: عَنْزُ الماءِ. والعَنَزَةُ كهيئة عصا في طرفها الأعلى زُجٌّ يَتَوَكَّأُ عليها الشيخ. وضَرْبٌ من الطير يقال له: عَنْزُ الماء. والعَنَزَةُ والجمعُ العَنَزُ: دويبّةٌ، دقيق الخطم يكون بالبادية، وهو من السباع يأخذُ البعيرَ مِنْ قِبَلِ دُبرِه، قلّما يُرَى، يزعمون أنّه شيطان، يقال في قدّ ابن عرس يدنو من الناقة الباركة فيدخل حياءها فيندس فيه حتى يصل إلى الرَّحِم فيجد به وتسقط الناقة فتموت في مكانها. والعَنْزُ: دابّة تكون في الماء. قال رؤبة:

وإرمٍ أَحْرَسَ فوقَ عَنْزِ

أحرس، أي: أتي عليه الدهر. والعَنْزُ: النَّسْرُ الأنثي، وجَمْعُه: عُنوُز، ويقال: العَنْزُ: العُقاب. قال:

إذا ما العَنْزُ من ملق تدلّت


ضحيّا وهي طاوية تحوم

تناولت النّسوس بلهذميهـا


كما يتطوّح الجبل الجذيم

قوله: بلهذميها، أي: بمنقاريها الأعلى والأسفل. يتطوح يأخذ الحية. والعَنْزُ من الأرض ما فيه حُزونةٌ، وأَكَمَةٌ، وتلٌّ فيه حجارة. قال الضّرير: العَنْزُ: أَكَمَةٌ سوداء غليظة.

نزع:

نَزَعْتْ الشيء: قَلَعْتُه، أَنْزِعُه نَزْعاً، وانتزعه أسرع وأخف. ونَزَعَ الأمير عاملاً عن عمله. قال:

نزعَ الأمير للأمير المبدل

ونَزَعْتُ في القوس نَزْعاً. والسّياق النَّزْعُ هو في النَّزْع يَنْزِعُ نَزْعاً، أي: يسوق سوقا. والنّفسُ إذا هَوِيَتْ شيئاً، ونازَعَتْكَ إليه فإنها تَنْزِعُ إليه نِزاعاً. ونَزَعْتُ عن كذا نُزُوعاً، أي: كففت. والنَّزُوعُ: الجملُ الذي يُنْزَعُ عليه الماء من البئر وحده. وبئرٌ نَزُوعٌ إذا نُزِعَتْ دلاؤها بالأيدي. والنَّزائِعُ التي تُجْلَبُ إلى غير بلادها. الواحدةُ نزيعةٌ. وكذلك النَّزائِعُ من النّساء يُزَوَّجْنَ في غير عشائرهنّ، فَيُنْقَلْنَ وفلانة تَنْزِعُ إلى ولدها، أيْ: تَحِنُّ. والنَّزُوعُ: الذي يَحِنُّ إلى الشيء. ونَزَعَ الرّجُلُ أخواله وأعمامه ونَزَعوهْ ونَزَعَ إليهم، أي: أشبَهُوهُ وأشبَهَهُمْ. قال الفرزدق:

أشبهتَ أمّك يا جريرُ فإنّها


نَزَعَتْكَ والأمّ اللئيمةُ تَنْزِعُ

أي اجتّرت شبهك إليها. ونَزَعْتُ وانتزعت له آية من القرآن، ونحو ذلك. ونَزَعْتُ وانتزعت له بسهم. والمِنْزَعُ: السهم الذي يرمي به أبعد ما يقدر به الغَلْوة. قال:

فهو كالمِنْزَعِ المَريش من الشوَّ


حَطِ مالت به يمين المغالـي

يصف فرساً شبّهه بِقدْحٍ حين يرسله. والمَنْزَعَةُ: إذا نَزَعْتَ يدك عن فيك باإناء فنحّيته. تقول: إن هذا الشَّرابَ لطيّبُ المَنْزَعَة. وتكون تعني به الشُّرْب. قال الضرير: المَنْزَعَةُ: الاجتذاب وهو أن يجرع جرعا شديداً. ويقال للخليل إذا جرت طلقاً: لقد نَزَعَتْ سننا، أي بعضها خلف بعض. قال النابغة:

والخيلَ تَنْزِعُ غَرْباً في أَعـنّـتِـهـا


كالطير تنجو من الشُّؤبُوبِ ذي البَرَدِ

والتنازع: المنازعة في الخصومات ونحوها، وهي المجاذبة ايضا، كما ينازِعُ الفرسُ فارسهَ العنانَ. والنَّزَعَةُ: الموضعُ من رأس الأَنْزَعِ، وهما نَزَعْتَانِ ترتفعان في جانبي الناصية، فتحاص الشعر عن موضعها. نَزِعَ يَنْزَعُ نَزَعاً فهو أنزعُ، والأُنثَى نزعاءُ، وقومٌ نُزْعٌ، وغَنَمٌ نُزَّعٌ، أي: حَرامَى.

باب العين و الزاي والفاء معهما

يستعمل ع ز ف- ف ز ع فقط

عزف:

العَزْفُ: من اللَّعِبِ بالدُّفّ والطنابير ونحوه. والمْعَازِفُ: الملاعبُ التي يُضْرَبُ بها. الواحد: عَزْفٌ والجميع: معازفُ، رواية عن العرب. فإذا أفرد للعزف فهو ضرب من الطنابير يتخذه أهل اليمن. والعَزْفُ: صَرْفُ النفس عن الشيء فَتَدَعُهْ. والعَزُوفُ: الذي لا يكاد يثُبتُ على خُلَّةِ خليلٍ واحدٍ. قال:

عَزَفْتَ بأعشاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفُ

وقال:

ألمْ تعلمي أنّي عزوفٌ عن الهوى


إذا صاحبي من غير شيءٍ تَعَصَّبا

والعزيفُ: أصواتُ الجنّ ولَعْبُهم، وكل لَعِبٍ عَزْفٌ. وعَزْفُ الرّياح: أصواتُها ودويُّها. قال:

عوازِفُ جِنّانٍ وهامٌ صواخد

والعَزيفُ والعَزَّافُ رملٌ لبني سَعْدٍ. تَسَّمى هذه الرّملة: أَبْرَقَ العَزّافِ، وفيها الجنّ، قريب من زرود، يسرة عن طريق الكوفة.

فزع:

فَزِعَ فَزَعاً، أي فَرِق. وهو لنا مَفْزَعٌ، وهي لنا مَفْزَعٌ، وقوم لنا مَفْزَعٌ سواء، أي: فَزِعْنا إليهم إذا دَهَمنا أمرٌ، وهو لنا مَفْزَعَةٌ، وهي لنا مَفْزَعَةٌ وهو لنا مَفْزَعَةٌ الواحد والجمع والتأنيث سواء، أي: فَزِعنا منه، ومن أجله فرّقوا بينهما، لأن المَفْزَعَ يُفْزَعُ إليه، والمَفْزَعَةُ يُفْزَع منه. ورجل فزّاعة: يفزّع الناس كثيراً.

باب العين و الزاي والباء معهما

ع ز ب- ز ع ب- ز ب ع- ب ز ع مستعملات ع ب ز- ب ع ز مهملان

عزب:

عَزبَ يَعْزُبُ عُزُوبةً فهو عَزَبٌ. والمِعْزابَةُ: الذي طالت عُزُوبتُه حتى ماله في الأهل من حاجة والمِعْزابَةُ: الذي يَعْزُب بعيره، ينقطع به عن الناس إلى الفلوات. وليس في التصريف مِفْعالة غير هذه الكلمة. وقالوا: معزابةٌ توكيد النعت، وكذلك الهاء توكيد في النسابة ونحوها. ويقال: أُدْخِلَتِ الهاءُ في هذا الضّربِ من نعوتِ الرّجالِ، لأنّ النّساءَ لا يُوصَفْنَ بهذه النعوت. وأعْزَبَ فلانٌ حلمَهُ وعَقْلَهُ ، أي: أذهبه. وعزبَ عنه حلْمُهُ، أي: ذهب. عَزَبَ يَعْزُبُ عُزُوباً. وكلُّ شيءٍ يَفُوتُك حتى لا تقدر عليه فقد عَزَبَ عنك، ولا يَعْزُبُ عن الله شيءٌ. والعازبُ من الكَلأَ: البعيدُ المطلب. قال ابو النجم:

وعازب نوّر في خسلائه

في مقفر الكمأة من جنائه

وأَعْزَبَ القومُ: أصابوا عازِباً من الكلأ. ويقال: العازبُ: ما لم يُرْعَ قطّ.

زعب:

الزّاعبيّةُ:الرماحُ المنسوبةُ، ولا يُعْلَمُ الزّاعبُ أرجلٌ هو أم بلدٌ. قال:

والزّاعبيّة يَنْهلون صدورَها

والأزْعَبُ: ضرب من الأوتار جيد: قال قيس بن الإطنابة:

كما طنّتِ الأَزْعَبُ المحصد

أنّث طنّت، لأنّه ردّه على طَنَّةٍ واحدة. والتَّزعُّبُ: من النّشاطِ والسُّرعة. والزّاعب: الهادي السَّيَّاحُ في الأرض. قال ابن هرمة:

يكادُ يَهلِكُ فيها الزَّاغبُ الهادي

وزَعَبْتُ الإناءَ والقِربةَ زَعْبا إذا ملأته، ويقال: إذا احتملتها وهي مملوءة. والرّجلُ يَزْعَبُ المرأةَ إذا ملأ فَرْجَها بفَرْجه من ضِخَمِه. وزَعَبْتُ له من مالي زَعْبَةً، أي: قطعت له قليلا من كثير.

زبع:

الزّوبَعَةُ: اسمُ شيطانٍ، ويُكْنَى الإعصارُ أبا زَوْبعة حين يدوم ثم يرتفعُ إلى السَّماء ساطعاً، يقال فيه شيطان مارد. وتَزَبَّع فلانٌ: تهيأ للشَّرّ. قال متمم بن نويرة:

وإن تلقَهُ في الشَّرْبِ لا تَلْقَ فاحشاً


على القوم ذا قاذورة مُتَزَبِـعـا

بزع:

بَزُعَ الغلام بَزاعةً فهو بَزيعٌ، وجاريةٌ بزيعةٌ يوصَفُ بالظّرافة والملاحة وذكاء القلب، لا يقال إلا للأحداث. وتَبَزَّعَ الشّرُّ أي: هاج وأَرْعَدَ ولما يقع. قال:

إنا إذا أمر العدى تبزّعا

وأجمعت بالشرّ أن تلفّعا

وبَوْزَع رملةٌ لبني سعد. قال:

برملِ يرنا وبرملِ بوزعا

وبَوْزَعُ: من أسماء النساء.

باب العين و الواي والميم معهما

ع ز م- ز ع م- م ع ز- ز م ع- م ز ع مستعملات ع م ز مهمل

عزم:

العَزْمُ: ما عَقدَ عليه القلبُ أنَّكَ فاعلهُ، أو من أمرٍ تيقّنْتَهُ. وما لفلان عزيمة، أي: ما يثُبتُ على أمرٍ يَعْزُِم عليه، وما وجدنا له عَزْما، وإن رأيه لذو عزم. والعزيمة: الرُّقَى ونحوها يعزم على الجنّ ونحوها من الأرواح، ويجمع: عزائم. وعزائم القرآن: الآيات التي يقرأ بها على ذوي الآفات لما يرجى من البُرْءِ منها. والاعتزامُ: لزومُ القَصْدِ في الحُضْرِ والمَشْيِ وغير ذلك. قال رؤبة:

إذا اعتز مَنْ الرّهَو في انتهاض

جاذبن بالأصلاب والأنواض

يريد بالأَنْواض: الأنواط، لأن الضاد والطاء تتعاقبان. والرّهو: الطريق ههنا. والرجل يَعْتَزِمُ الطريقَ فيمضي فيه ولا ينثني. قال حميد:

مُعْتَزِماً للطّرُقِ النَّواشِطِ

النواشط: التي تنشط من بلدٍ إلى بلد.

زعم:

زَعَمَ يَزْعُمُ زَعْماً وزُعْماً إذا شك في قوله، فإذا قلت ذَكَرَ فهو أحرى إلى الصواب، وكذا تفسير هذه الآية "هذا الذي بِزَعْمِهِمْ" ويقرأ بزُعْمهم، أي: بقولهم الكذب. وزعيمُ القوم: سيّدُهُمْ ورأسُهُمُ الذي يتكلم عنهمٌ. زَعُمَ يَزْعُمُ زَعامةً، أي: صار لهم زعيما سيدا. قالت ليلى:

حتى إذا رفع الـلـواء رأيتـه


تحت اللواء على الخميس زعيما

والتّزعُّم: التكذّب: قال:

يا أيُّها الزّاعمُ ما تزعّما

والزَّعيمُ: الكفيلُ بالشيء، ومنه قوله تعالى: "وأَنا بهِ زَعيمٌ" أي: كفيل. وزَعِمَ فلانٌ في غير مَزْعَم، أي: طَمِعَ في غير مَطْمعَ. وأزعمته: أطمعته. وزعامة المال: أَكْثَرُهُ وأفْضَلُهُ من الميراث. قال لبيد:

تطيرُ عدائدُ الأَشْراكِ شَفْعاً


ووتراً والزّعامَةُ للغـلام

وقال عنترة:

عُلِّقتْهُا عَرَضاً وأقْتُلُ قَوْمهَـا


زَعْماً لعمرُ أبيكَ ليس بمَزْعَمِ

أي: طعما ليس بمطمع. والزَّعوم من الجُزُر التي يُشَكُّ في سِمَنِها حتى تُضْبَثَ بالأيدي فُتغْبَطَ، وتُلْمَسَ بها، وهي الضَّبوثُ والغَبُوطُ. قال:

مُخْلِصَةَ الأنقاء أو زعزما

والزّعيم: الدّعيُّ. وتقول: زعَمتْ أَنّي لا أُحِبُّها، ويجوز في الشعر: زَعَمَتْني لا أحبّها. قال:

فإن تَزْعُميني كنت أَجْهَلُ فيكـم


فإنّي شَرَيْتُ الحِلْمَ بعدَكِ بالجهلِ

وأما في الكلام فأحسن ذلك أن تُوقِع الزّعمَ على أنّ، دون الاسم. وتقول: زعمتني. فعلت كذا . قال :

زَعَمَتْني شيخاً ولستُ بشيخٍ


إنما الشّيخُ من يَدِبُّ دبيبـا

معز :

المَعَزُ اسم جامع لذوات الشّعر من الغنم . قال الضرير : المَعيزُ والمَعْزُ والماعِزُ واحد . والمعنَى جماعة . ويقال : مَعيز مثل الضَّئين في جماعة الضّأن ، والواحد : الماعز والأنثَى ماعزة . قال :

ويمنحها بنو أشجى بن جرم


مَعيزَهُمُ حنانَك ذا الحنـان

والأُمْعُوزَة : جماعة الثياتل من الأوعان . ورجلٌ ماعِزٌ : شديد عصب الخلق ، ما أَمْعَزَهُ ، أي : ما أصلبَهَ وأَشَدَّهُ . ورجلٌ ممعّز ، أي شديد الخلق والجلد . والأَمْعَزُ والمَعْزاءُ من الأرض : الحزنة الغليظة : ذات حجارة كثيرة ، ويجمع على مُعْزٍ وأماعز ومعزاوات ، فمن جعله نعتا قال للجميع مُعْز ، نطق الشاعر بكل هذا . قال :

جمادٌ لها البَسْباسُ تُرهِص مُعْزُها


بناتِ اللبونِ والصلاقمةَ الحُمْرا

جماد : بلاد ينبت البسباس ، والصّلقامة : الجملُ المُسِنُّ . يقول : إذا وطئت هذه الصّلاقمة المعزاء رهصتها أخفافَها فَوْرمَتْ ، لأنّه غليظ .

زمع :

الزَّمَعُ : هَناتٌ شبهُ أظفار الغنم في الرُّسْغ ، في كل قائمة زَمَعَتان كأنّهما خلقتا من القرون ، تكون لكلّ ذي ظلف . ويقال :" للأرانب زَمَعاتٌ خلف قوائمها ، ولذلك يقال لها : زَموع . قال الشماخ :

وما تَنْفَكُّ بين عَوْيْرِضـاتٍ


تَجُرُّ برأسِ عِكْرِشَةٍ زَمُوعِ

قال حماس : زموع : فردة من الأرانب تكون وحدها . والزَّمَعَة من الكلأ : الفردة من صغار الحشيش مما تأكل الشاء والأماعز . ويقال : : بل الزّموع من الأرانب السّريعة النشيطة التي تزمَع زمعانا يعني سرعتاه وخفّتها . ويقال لُرذالة الناس إنمّا هم زَمَعٌ . وأزماع عند الرجال بمنزلة الزَّمَع من الظلف . قال :

ولا الجدا من مشعب حبّاض

ولا قُماشَ الزَّمَع الأحراض

يقول : لا ينقمشون من قلّة الخير فيهم ، ويروى من متعب . وقوله : من مشعب ، أي في مفرد من الناس ، والحابض : الفشل من الرجال ، وهو السفلة . وقوله : أحراض ، أي : قصار لا خير فيهم . ويقال : رجل زمع ، أي خفيف للحادث . والزّمَاعةُ التي تتحرك مع رأس الصبّي من يافوخه ، وهي اللّماعّة . والزّميعُ: الشّجاع الذي يُزمِعُ بالأمر ثمّ لا ينثني، وهم الزُّمَعاءُ، والمصدر منه: الزّماع. قال:

وصِلْهُ بالزّماع وكلّ أمـرٍ


سما لك أو سموتَ له ولوع

أي: هو عزم. وأزمعوا على كذا إذا ثبت عليه عزيمة القوم أن يمضوا فيه لا محالة. وأزمعوا بالابتكار، وأزمعوا ابتكارا قال:

أأزْمَعْتَ من آلِ ليلى ابتكارا

وأَزْمَعَ النَّبْتُ إزماعاً إذا لم يستوِ النبتُ كلُّه، وكان قطعةً قطعةً متفرقاً بعضُه أفضلُ من بعض.

مزع:

مَزَعَ الظّبيُ في عَدْوه يَمزَعُ مَزْعاً، أي: أسرع. قال:

فأقبلن يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظباء

وامرأةٌ تُمَزّعُ القُطْنَ بيدبها إذا زَبَّدتْهُ كأنما تقطعه ثم تؤلفه فتجوده بذلك. ومُزْعَة: بقيّة من دَسَمٍ. يقال: ماله جُزْعَةٌ ولا مُزْعةٌ، فالجُزْعَة: ما يبقى في الإناء، والمُزْعَةُ: شيء من شحم متمزع. ويقال: إنه يكاد يَتَمَزَّعُ من الغضب، أي يتطاير شققا. والمِزْعَةُ من الرّيشِ والقُطْنِ ونحوه كالمِزْقَةِ من الخِرَق. وقال يصف ظليما:

مِزَعٌ يطير به أسفّ خِذوم

وقال في المُزْعةِ، أي: قطعةالشحم:

فلمّا تخلّل طرف الخـلا


ل لم يبق في عينه مُزْعَه

يصف أعور. قوله تخلّل، أي أخطأ الخلال وتحركت يده فأصاب الخلال عينّه فأوجعها. \\\///باب العين و الطّاء و الدّال معهما ع ط د، يستعمل فقط

عطد:

العَطَوَّدُ الشّديدُ الشاقّ من كلّ شيء. وبعض يقول: عَطَوَّط. قال الراجز:

فقد لَقينا سَـفَـراً عَـطَـوَّدا


يَتْرُكُ ذا اللّونِ البصيصِ أسودا

باب العين و الطّاء و الذّال معهما

ع ذ ط، ذ ع ط يستعملان فقط

عذط:

العِذْيَوْطُ: الذي إذا أتى أهله أبدى، ويُجمَعُ عَذاييط و عَذاويط، وإن شئت عِذْيَوْطُونَ. وقد عَذْيَطَ عَذْيَطَةً.

ذعط:

الذَّعْطُ: الذَّبْحُ نفسُهُ، وذَعَطَتْهُ المنيّةُ قتلته. قال:

إذا بَلَغوا مِصْرَهُمْ عُوجِلوا


من الموتِ بالهِمْيَعِ الذّاعِطِ

باب العين والطّاء و الثاء معهما

ث ع ط، ث ط ع يستعملان فقط

ثعط:

الثَّعيط: دقاقُ رملٍ يسيرُ على وجه الأرض تَنْقلُه الرّيحُ.

ثطع:

الثَّطْعُ من الزُّكام. ثُطِعَ فهو مثطوع، أي مزكوم.

باب العين والطّاء والرّاء معهما

ع ط ر فقط

عطر:

العِطْرُ اسم جامعٌ لأشياءِ الطِّيبِ. و حِرْفَة العطًّارِ: عِطارةٌ. ورجلٌ عَطِرٌ وامرأة عَطِرَةٌ، إذا تعاهد نفسه بالطيب. قال أبو لَيْلَى: امرأة مِعْطِير، وأنشد:

يتبعْنَ جَأْباً كمدَقِّ المِعْـطِـيرْ


ينتشفُ البولِ انتشافَ المعذور

يصف حمار وحش.

باب العين و الطّاء والّلام معهما

ع ط ل، ع ل ط، ط ل ع، ل ع ط مستعملات ط ع ل، ل ع ط مهملان

عطل:

العَطَلُ: فُقْدانُ القِلادة. عَطِلَتْ تَعْطَلُ عَطَلاً و عُطولاً فهي عاطل، و هنّ عواطل. قال:

يرضن صعابَ الدرِّ في كلّ حجّة


وإن لم تكن أعناقُهُنّ عـواطـلا

و تَعَطَّلَتْ فهي متعطّلة، وهنّ عُطَّل. وهي عُطُل أيضاً.قال الشّمّاخ:

يا ظبيةً عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ.

وقوسٌ عُطُلٌ: لا وتَرَ عليها. والأعطالُ من الخيلِ التي لا قلائدَ و لا أرسانَ في أعناقها. و التّعطيل: الفراغُ، ودارٌ مُعَطَّلَةٌ. و بئرٌ مُعَطَّلَةٌ، أي: لا تورد ولا يُسْتَقَى منها. و كلّ شيء تُرِكَ ضائعاً فهو مُعَطَّلٌ. والعَيْطَلُ الطّويلُ من النساءِ و النُّوقِ في حسنِ جسمٍ. قال ذو الرّمة:

رُواعِ الفؤادِ حُرّةِ الوجْهِ عَيْطَلِ

و يقال للناقة الصّفيّة الكريمة: إنّها لَعِطْلَةٌ، وما أحْسَنَ عَطَلَها. وشاة عَطِلَةٌ تعرف أنّها من الغزار.

علط:

العُلُطُ من العذار في قول الشاعر:

و اعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضيَّ تركُضُهُ


أُمُّ الفوارسِ بالدِّئداء و الـرَّبَـعَـه

ويقال اعرورت العُلُط مِنِ اعلُوّاطِ البعير، وهو ركوب العنق، والتَّقَحُّم على الشيء من فوق. والعِلاطان: صَفْقا العنق من الجانبين من كلّ شيء. قال حُمَيْد:

من الوُرْقِ سفعاءُ العِلاطَيْنِ باكرت


فروعَ أشاءٍ مطلعَ الشّمسِ أَسْحَما

والعِلاط: كيٌّ وسِمَةٌ في العُنُق عرضا. و ثلاثةُ أعْلِطةٍ، ويجمع على عُلُط. عَلَطْت البعير أَعْلِطُهُ عَلْطاً. قال أبو عبد الله هو أن تسِمَهُ في بعض عنقه في مقدّمه، واسم تلك السمة العِلاط، وبه سمّي المعلوط الشاعر. والأعْلُوّاط: ركوب العنق، والتقحّم على الشيء من فوق وعِلاطُ الإبْرَةِ خيطُها. و عِلاطُ الشّمسِ الذي كأنه خيط إذا رأيت. و يجمع على أعلاط، وكذلك يقال للنجوم عِلاطُ النّجم: المعلّق به. قال:

وأعلاط النُّجومِ معـلّـقـاتٌ


كحبْلِ الفَرْقِ ليس له انتصاب

قال: لأن النجوم أول ما تطلع مُصعدة فإذا ولت للمغيب ذهب انتصابها. وأعلاط النجوم وأفرادها، التي ليست لها أسماء كخيل القِرْقِ جعلها حجارة، لأن تلك الحجارة أفراد لا أسماء لها فكذلك هذه النجوم لا أسماء لها . و القِرْقُ لعبة لهم. جعلها خيلاً، لأنّهم يلعبون هذه اللعبة بالحجارة.

طلع:

المطْلَعُ: الموضع الذي تَطْلُعُ عليه الشمس. و المطلَعُ: مصدر من طَلَعَ، ويُقْرأ مَطُلِعِ الفجر وليس بقياس. و الطّلْعَةُ: الرؤية. ما أحْسَنَ طَلْعَتَهُ، أي: رؤيته. و يقال: حيّا الله طلعتك. وطَلَعَ علينا فلان يَطْلُعُ طُلوعاً إذا هجم. وأطلع فلان رأسه: أظهره. وأطّلع: أشرف على الشّيء، وأَطْلَعَ غيرَه إطلاعاً، ويُقْرَأُ؛ فَهَلْ أنْتُمْ مُطْلِعون فأطّلع، أي: تطلعونني على قريني فأنظر إليه. والاسم: الطِّلْعُ. تقول: أطْلَعني طِلْعَ هذا الأمر حتّى علمته كلّه. وطالعت فلاناً: أتيته ونظرت ما عنده. و الطليعة: قوم يبعثون ليطّلعوا طِلْعَ العدوّ. و يقال للواحد: طليعة. و الطلائع: الجماعات في السّريّة، يُوَجَّهون ليطالعوا العدوّ ويأتون بالخبز. و الطِّلاعُ ما طلعت عليه الشّمس. و طِلاعُ الأرض: مِلْءُ الأرض. وفي الحديث: لو كان لي طِلاعُ الأرض ذهباً لافتديت به من هول المطَّلَع. و الطِّلاعُ: الاطّلاع نفسه في قول حُمَيْد:

وكان طِلاعاً من خَصَاصٍ ورِقْبَةً


بأعين أعداء، وطَرْفاً مُقَسَّـمـا

أي: ينظر مرّةً هنا ومرّة ههنا. وتقول: إنّ نفسك لَطُلَعَةٌ إلى هذا الأمر، أي: تَتطلّع إليه، أي؛ تنازع إليه. وامرأةٌ طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ: تنظر ساعة وتتنحَّى أُخرى. و الطَّلْعُ: طَلْعُ النَّخلة، الواحدة: طَلْعَة ما دامت في جوفها الكافورة. وأَطْلَعَتِ النخلة،أي أخرجت طَلْعَة. وطلع الزّرع: بدا. واستطلعت رأيه، أي: نظرت ما هو. وقوس طِلاع: إذا كان عَجْسُها يملأ الكفّ قال:

كَتُومٌ طِلاعُ الكفّ لا دون مـلـئهـا


ولا عَجْسُها عن موضع الكفّ أفضلا

لطع:

لَطَعْتُ عينه: لطمته. و لَطَعْتُ الغَرَضَ: أَصَبْتُهُ. ومثله: لقعته ولمعته ورقعته. ولَطَعَ الشيءُ: ذهب. ولَطِعْتَ الشَّيْءَ إذا لَحَسْتَهُ بلسانك لَطْعاً. ورجُلٌ لطّاع: يَمَصُّ أصابعه ويلحس إذا أكل. ورجل لطّاعٌ قطّاعٌ: يأكل نصف الّلقمة ويَرُدُّ الباقي إلى القَصْعَة. والألْطَعُ: الذي قد ذَهَبَتْ أسْنانُه وبقيتْ أسْناخُها في الدُّرْدُرِ. يقال لَطِعَ لَطَعاً. و يقال: بل هو الّذي في شَفَتِهِ رِقّةٌ - وامرأة لطعاء. واللّطْعاءُ أيضاً: اليابسة الهتّة منها، ويقال: هي المرأة المهزولة.

باب العين والطّاء والنون معهما

ع ط ن، ع ن ط، ط ع ن، ن ع ط، ن ط ع مستعملات ط ن ع مهمل عطن: العَطَنُ: ما حول الحوض و البئر من مَبارِكِ الإبل و مُناخِ القوم، و يجمع على أعطان. عَطَنَتِ الإِبلُ تَعْطُنُ عُطوناً وإعطانُها حَبْسُها على الماء بعدَ الوِرْدِ. قال لبيدُ بنُ ربيعةَ العامريّ:

عافتا الماءَ فلم يُعْطِنْهـمـا


إنّما يُعْطِنُ من يرجو العلَلْ

ويقال: كُلُّ مَبْرَكٍ يكون إلفاً للإبل فهو عَطَنٌ بمنزلة الوطَنِ للنّاس. وقيل: أعطانُ الإِبل لا تكون إلاَّ على الماء، فأمّا مبارِكُها في البريّة فهي المأوى و المراح أيضاً، وأحدهما: مأوة ومَعْطِن مثل المَوْطِن. قال:

ولا تُكَلِّفُني نفْسي ولا هَلَـعـي


حِرْصاً أُقِيمُ به في مَعْطِنِ الهُونِ

و عَطِنَ الجلدُ في الدّباغ والماء إذا وُضِعَ فيه حتّى فَسَدَ فهو عَطِنٌ. ويقال: انْعطَنَ مثل عَفِنَ وانْعَفَنَ، ونحو ذلك كذلك. وفي الحديث: وفي البيتِ أُهُبٌ عَطِنَةٌ.

عنط:

العَنَطْنَطُ اشتُقّ من عنط، أردف بحرفين في عَجُزِهَ، وامرأة عَنَطْنَطَةٌ: طويلةُ العُنُق، مع حُسْن في قوامها، لا يجعل مصدره إلا العَنَط، ولو قيل عَنَطْنَطَتُها طولُ عنقها كان صواباً في الشعر، ولكن يقبح في الكلام لطولِ الكلمة. وكذلك يومٌ عَصَبْصَبٌ بيّن العَصَابَةِ، وفَرَسٌ غَشَمْشَمٌ بيّن الغَشَمِ وبيّن الغشمشمة، ويقال بل يقال: عصيب بيّن العَصابة، ولا يقال عَصَبْصَبٌ بيّنُ العَصابة، ولكن بيّنُ العَصَبْصَبَة. و الغَشَمْشَمُ: الحَمولُ الذي لا يبالي ما وَطِىءَ وكيف رَكَضَ وهو شبهُ الطموح. قال رؤبة:

يمطو السُّرى بعنُق عَنَطْنط

طعن:

طَعَنَ فلانٌ على فلانٍ طَعَاناً في أمره وقوله إذا أدْخَلَ عليه العيبَ. وطعن فيه وقع فيه عند غيره. قال:

وأبى الكاشحونَ يا هندُ إلاَّ


طَعَناناً وقولَ ما لا يُقالُ

وطَعَنَهُ بالرُّمحِ يطعُنُ بضمة العين طَعْناً، ويقال: يَطْعُنُ بالرُّمْحِ ويَطْعَنُ بالقول. قال كلاهما مضموم. و الإنسان يطعُن في مفازة ونحوها، أي: مضى وأمعن.. وفي الليل إذا سار فيه.وطُعِنَ فهو مطعون من الطّاعون، وطعين .قال النابغة:

فبتّ كأنّني حَرِجٌ لـعـينٌ


نفاه الناس، أو دَنِسٌ طعين

والأطّعانُ: التَّطاعُن من مُطَاعنة الفرسان في الحرب، تطاعنوا و اطّعنوا، وكلّ شيء نحو ذلك مما يشترك الفاعلان فيه يجوز فيه التّفاعلُ و الإفتعال، نحو: تَخاصَمُوا واخْتَصَموا إلاَّ أنّ السَّمْعَ آنَسُ فإذا كَثُرَ سَمْعُك الشيءَ استأنستَ به، وإذا قلّ سمعُك اسْتَوْحَشْت منه. ويقال: طاعنت الفرسان. قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمّة:

وطاعَنْتُ عنه الخيلَ حتّى تبدَّدَتْ


وحتْى عَلاني حالكُ اللّونِ أسود

وطَعَنَ في السّنّ دَخَلَ فيه دُخولاً شديداً. نعط: ناعط: اسم جبل. نطع: النِّطَعُ ما يُتَّخَذُ من الأَدَمِ، و تصحيحُه: كَسْرُ النّون وفتحُ الطّاء، يجمعُ على أَنْطاع. و النَّطْعُ مثل فِخْذ وفَخْذ: ما ظهر من الغار الأعلى، وهي الجلدةُ الملتصقةُ بعَظْمِ الخُلَيْقاء، وفيها آثارٌ كالتّحزيز، ويُجْمَعُ على نُطُوع، ومنهم من يقول للأسفل والأعلى: نِطْعان. والتَّنَطُّعُ في الكلام تَعَمُّقٌ واشتقاق.

باب العين والطّاء والفاء معهما

يستعمل ع ط ف، ع ف ط فقط

عطف:

عَطَفْتُ الشيءَ: أَمَلْتُه. وانعطف الشيء: انعاج. وعَطَفْتُ عليه: انصرفت. وعَطَفْتُ رأسَ الخَشَبَةِ، أي: لَوَيْتُ. وقوله: "ثانيَ عِطْفِهِ" أي: لاوي عُنُقِه، وهُنَّ عواطفُ: أي: ثواني الأعناقِ. وثَنَى فلانٌ على عِطْفِهِ إذا أعرضَ عنكَ وجفاك. وتَعْطِفُ على ذي رَحِمٍ، في الصّلة والبرّ. وعَطَفَ اللهُ فلاناً على فلانٍ عطفاً. والعَطّافُ: الرّجل العطيف على غيره بفضله، الحسنُ الخُلُقِ، البارُّ اللَّيِّنُ الجانِب. وعِطْفا كلِّ شيءٍ جانباه وعِطْفا الإنسان من لدنْ رأسِه إلى وَرِكِهِ. قال:

فبينا الفَتَى يُعْجِبُ النّاظري


نَ مالَ على عِطْفِهِ فانعفر

وعطفتُ الوسادة، أي: ثنيتها وارتفقتها. قال:

عاطِف النُّمرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَل

ورجلٌ عَطُوفٌ إذا عَطَفَ على القوم في الحرب فَحَمَى دُبُرَهم إذا انهزموا. وظبيٌ عاطِفٌ: تعطِفُ عُنُقَها إذا ربضت، وربما كان الذّئب عاطفاً في عَدْوِهِ وخَتَلِهِ. وعطفتُ دابّتي، وبرأس الدّابّة إلى وجه آخر. وهي ليّنة العِطْف، و العطف متن العنق. وفلان يَتَعَاطَفُ في مَشْيِهِ إذا حرّك رأسه. وناقة عَطُوفٌ تعطِفُ على بَوٍّ فترأمُه، ويجمع على عُطُف. وفلان يتعطّف؛ بثوبه شبه التّوسّخ. والعَطُوفُ: مِصْيَدَة سُمّيت به لأنها خَشَبَةٌ مَعْطوفة، ويقال: عاطوف.

عفط:

العَفْطُ والعَفِيطُ: نثرةٌ الضأنِ بأُنُوفِها كَنَثْرِ الحمار، وفي المثل:ما لفلانٍ عافطة ولا نافطة، العافطة: النّعجة، والنّافطة: العَنْزُ والنّاقَةُ، لأنها تنفِط نفيطاً. وهذا كقولهم: ما له ثاغية ولا راغية، أي: لا شاة تثغو ولا ناقة ترغو. والعافِطَةُ: الأمة، لأنّها تَعْفِطُ في كلامها، كما يَعْفِطُ الرّجُلُ الألكنُ، و النافطةُ: الشاةُ. و الرّجل العُفاطيُّ هو الألكَنُ الذي لا يُفْصِح، وهو العفّاط. ويقال: يَعْفِطُ في كلامه عَفْطاً، ويعفِت كلامه عفتاً، وهو عفّاتٌ عفّاط، ولا يقال على وجه النسبة: الأعفطيّ. و العَفْطَةُ: ريح الجوف المصوّت. قال موسى: العافط كلام الرّاعي للإِبل، و النفيط للشّاء ضائنها وما عزها.

باب العين و الطّاء والباء معهما

ع ط ب، ع ب ط، ب ع ط، ط ب ع مستعملات ط ع ب، ب ط ع مهملان

عطب:

عَطِبَ الشيءُ يَعْطَبُ عَطَباً، أي: هلك، وأَعْطَبَهُ مَعطبة. ويقال: أجدُ ريحَ عُطْبَةٍ، أي ريحَ خِرْقَةٍ، أو قطنة مُحْتَرِقة. قال:

كأنّما في ذُرَى عمائمـهـم


مُوَضَّعٌ من منادف العُطُبِ

وكلُّ شيء من ثياب القُطْنِ أَخَذَتْ فيه النّارُ فهو عُطْبَةٌ خَلَقاً أو جديداً.

عبط:

عَبَطْتُ النّاقَةَ عَبْطاً، واعتبطتُها اعتباطاً إذا نحرتُها من غير داءٍ وهي سمينة فتيّة. واعْتُبِطَ فلانٌ: مات فَجْأَةً من غيرِ علّةٍ ولا مَرَضٍ. وقولهم: الرّجل يَعْبِط بسيفه في الحرب عَبْطاً، اشتقّ من ذلك. ويَعْبطْ نَفْسَهُ في الحَرْبِ إذا ألقاها فيها، غير مُكْرَهٍ. قال أبو ذؤيب:

فتخالسا نفسيهما بنـوافـذٍ


كنوافذ العُبُطِ التي لا تُرْقعُ

واحد العُبُطِ: عبيط والرّجلُ يعبط الأرض عبطاً، ويعتبطها إذا حفر موضعاً لم يحفره قبل ذلك، وكلّ مبتدأ من حَفْرٍ أو نَحْرٍ أو ذبح أو جرح فهو عبيط. قال مرّار بن منقذ:

ظلّ في أعلى يفـاعٍ جـاذلاً


يُعْبِطُ الأرْضَ اعتباطَ المُحْتَفِرْ

ومات فلان عبطة، أي: شابّاً صحيحاً. قال أمية بن أبي الصلت:

من لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً


الموتُ كأسٌ والمَرْءُ ذائِقُهـا

واعتبطه الموت. ولحم عبيط: طريّ، وكذلك دم عبيط. وزعفران عبيط شبيه بالدّم بيّن العبط. وعَبَطَتْهُ الدّواهي، أي: نالته من غير استحقاق لذلك. قال حميد الأريقط: مُدَنَّساتِ الرِّيَبِ العَوابِطِ والعَبِيطَةُ: الشّاةُ أو الناقةُ المعتَبَطة، ويُجْمَعُ عبائط قال:

وله، لايَني، عبائطُ من كو


مٍ إذا كان من دقاقٍ وبُزْلِ

بعط:

البَعْطُ منه الإِبعاط، وهو الغلو في الجهل والأمر القبيح. يقال: منه إبعاط وإفراط إذا لم يقل قولاً على وجهه، وقد أَبْعَطَ إبعاطاً. قال رؤبة:

وقلتُ أقوالَ امْرىءٍ لم يُبْعِطِ

أعرِضْ عن النّاسِ ولا تَسَخَّطِ

 

ويُقال للرّجُلِ إذا استامَ بسلْعَتِهِ فتباعَدَ عن الحقِّ في السَّوْم: قد أَبْعَطَ وتَشَحَّى، أو شَطَّ وأَشَطَّ.

طبع:

الطَّبْعُ: الوسَخُ الشّديد على السَّيف. والرّجُلُ إذا لم يكن له نفاذٌ في مكارِمِ الأُمور، كما يَطْبَعُ السيفُ إذا كَثُرَ عليه الصّدأ. قال:

بيضٌ صوارِمُ نَجْلوها إذا طَبِعَتْ


تَخالُهُنَّ على الأبطال كتّـانـا

أي: بيضٌ كأنّهُنَّ ثيابُ كتّانٍ، قال:

وإذا هَزَزْتُ قَطَعْتُ كلَّ ضريبةٍ


فخرجتُ لا طَبِعاً ولا مَبْهـورا

وفلانٌ طَبَعٌ طَمِعٌ إذا كان ذا خُلُقٍ دنيء. قال المغيرة بن حبناء يهجو أخاه صخراً:

وأُمُّكَ حين تُذْكَرُ، أمُّ صدقٍ


ولكنَّ ابنَها طَبِعٌ سخـيفُ

وفلانٌ مطبوع على خُلُق سيّء، وعلى خُلُق كريم. و الطَّبّاع: الذي يأخذ فيطبعها، يقرضها أو يسوّيها، فيطبع منها سيفاً أو سكيناً، ونحوه. طبعت السيف طبعاً. وصَنْعَتُهُ: الطّباعة. وما جُعِلَ في الإنسان من طِباع المأكل والمشرب وغيره من الأَطْبِعَة التي طُبِعَ عليها. والطّبيعة الاسم بمنزلة السّجيّة والخليقة ونحوه. والطَّبْعُ: الختم على الشيء. وقال الحَسَنُ: إنّ بين الله وبين العبد حدّاً إذا بلغه طُبع على قلبه، فوُفِّق بعده للخير. والطّابَعُ: الخاتَمُ. وطَبَعَ الله الخَلْقَ: خَلَقَهُم. وطُبِعَ على القلوب: خُتِمَ عليها. والطِّبْعُ ملءُ المكيال. طبّعته تطبيعاً، أي: ملأته حتّى ليس فيه مَزِيدٌ. وطبّعت الإناء تطبيعاً. وتطبّع النّهْرُ حتّى إنّه لَيتدفّق. والطَّبْعُ: مَلْؤُك سِقباءً حتّى لا يتّسع فيه شيءُ من شدَّةِ مَلْئِهِ، والطَّبعُ كالمِلء، والتّطْبيعُ مصدر كالتّمليء، ولا يقال للمصدر: طّبْع، لأنّ فعله لا يخفف كما يُخَفَّف فعل ملأت، لأنّك تقول: طبّعتُه تطبيعاً ولا تقول طَبَعْتُه طَبْعاً. وقول لببيد:

كَرَوَايا الطِّـبْـعِ ضـحّـت بـالـوحـلْ


فالطِّبْعُ ههنا الماء الذي مُلِىء به الراوية.

يعني الربيع بن زياد ومن نازعه عند الملك. يقول: أوقرتُهم وأثقلتُ أكتافهم للّذي سمعوا من كلامي و حجّتي فصاروا كأنّهم روايا قد أُثْقِلَتْ وأُوقِرَتْ ماءً حتى همّت أن توحل حول الماء. ويقال: من طِباعِهِ السّخاء، ومن طِباعِهِ الجفاء. والأطباع مغايض الماء. ويُقالُ: هي الأنهار. الواحد: طِبْعٌ. قال:

ولم تُثْنِهِ الأطْباعُ دوني ولا الجُدر.

باب العين والطّاء والميم معهما

ط ع م، ط م ع، م ط ع، م ع ط مستعملات،ع م ط،ع ط م مهملان

طعم:

الطَّعم، طَعم كلّ شيء وهو ذوقه. والطّعم: الأكل. إنّه ليطعم طعْماً حَسَناً. وهو حَسَنُ المَطعم، كما تقول: حَسَنُ المَلْبَس، أي: طَعَامُهُ طيْبٌ، ولباسه جميل. وفلان حسن الطِّعْمَةِ كسرت كالجِلسة، لأنّه ضَرْبٌ من الفعل، وليس بفَعْلَةٍ واحدة. وكُلُّ فِعْلٍ واقع لا يُحرّك مصدره نحو الطَّعْم، لأنّك تقول: طَعِمْتُ الطّعام، وما لم يقع يحرّك مصدره مثل نَدِمَ، لأنك لا تقول: نَدِمْتُ الشيءَ. والطَّعامُ اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُؤْكَلُ، وكذلك الشّراب لكلّ ما يُشْرَبُ. والعالي في كلامِ العَرَب: أنّ الطّعام هو البُرُّ خاصّة. ويقال: اسم له وللخُبْزِ المخبوز، ثم يُسَمَّى بالطعام ما قرب منه، وصار في حدّه، وكلُّ ما يَسُدُّ جوعاً فهو طَعام. قال تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ البَحْرِ وطَعَامُهُ مَتاعاً لكُمْ . فسمَّى الصّيدَ طَعاماً، لأنّه يَسُدُّ الجوعَ، ويُجْمَعُ: أطْعِمَة وأَطْعِمات. ورجل طاعِمٌ: حسن الحال في المَطْعَم. قال:

فَاقْعُدْ فإنّكَ أنْتَ الطّاعم الكاسي

وطَعِمَ يَطْعَمُ طعاماً، هكذا قياسُه. وقول العرب: مُرُّ الطَّعْمِ وحُلْو الطَّعْمِ معناه الذّوق، لأنّكَ تقول: اطْعَمْهُ، أي: ذُقْهُ، ولا تُريد به امضَغْه كما يُمْضَغ الخبز، وهكذا في القرآن: "ومَنْ لم يَطْعَمْهُ فإِنّه منّي". فجعل ذوق الشّراب طَعْماً. نهاهم أن يأخذوا منه إلا غَرْفَة وكان فيها ريُّ الرّجُلِ وريُّ دابَّتِهِ. رجلٌ مِطْعَامٌ: يُطْعِمُ النّاسَ، ويَقْري الضَّيفَ في الشّتاء والصّيف. وامرأةٌ مِطْعَامٌ بغير الهاء، ورجلٌ مِطْعَمٌ شديدُ الأكل، و المرأة بالهاء. وطُعْمُ المسافِر: زادُهُ. والطُّعْمُ: الحبُّ الذي يُلْقَى للطّير. والطُّعْمَةُ: المأكُلَة. والمَطْعَمُ: القوس، لأنها تطعم الصّيد. قال ذو الرّمة:

وفي الشمال من الشِّرْيانِ مُطْعَمَةٌ


كَبْداءُ في عَجْسِها عَطْفٌ وتقويم

وطُعْمَة: من أسماء الرّجال. والمُطْعِمةُ: الإصْبَعُ الغليظةُ المتقدّمةُ من الجوارح، لأنّ الجارحةَ به تحفظ اللَّحْمَ، فاطَّرَدَ هذا الإسم في الطّيرِ كلِّها. والمُطَعِّمُ من الإِبل الذي تجدُ في مُخِّهِ طَعْمُ الشّحْمِ من سِمَنِهِ. وكلُّ شيء إذا وُجِدَ طَعْمُهُ فقد أطْعَمَ. واطّعَمَتِ الشّجرةُ أدركت ثَمَرَتُها على بناء افتعلت، يعني أخذت طعمها وطابت. قال أبو ليلَى: أطْعَمَ النّخلُ بالتخفيف. ومنه طَعُومٌ يوجد فيه طعمُ السِّمَنِ. وطَعمْتُ أَطْعَمَ طَعْماً، أي: أكلت. وجزور طَعُومٌ: بين السّمين والمهزول. والمُطْعِمَتانِ: من رِجْلِ كلِّ طائرٍ: المتقدمتان المتقابلتان.

طمع:

طَمِعَ طَمَعاً فهو طامِعٌ، وأطْعَمَهُ غيره، وإنه لطَمِعٌ: حريص. والأطْماعُ: أرزاق الجند. وما أطْمَعَ فلاناً، وإنّه لطَمُعَ - الرجل - بضمّ الميم على معنى التّعجّب، وكذلك التّعجّب في كلِّ شيءٍ كقولك لَخَرُجَتِ المرأة، أي: كثيرة الخروج، ولَقَضُوَ القاضي، مضموم أجمع إلا ما قالوا في نِعْمِ بِئْسَ، رواية تروى عنهم. غير لازم لقياس التّعجّب، لأنّهم لا يقولون: نَعُمَ ولا بَؤُس والباقيةُ كذلك. وامرأة مِطْماعٌ: تُطْمِعُ ولا تُمَكِّنُ. والمَطْمَعُ: ما طعمت فيه، ويقال: إنّ قول المخاضعة لمَطْعَمَةٌ، ونحوه في كل شيء. والمَطْمَعَةُ هو الطَّمَعُ نفسُه، طَمِعْتُ فيه مَطْمَعَةً.

مَطَعَ:

المَطْعُ: ضَرْبٌ من الأكل بأدنى الفم، و التّناوُل في الأَكْلِ بالثنايا وما يليها من مقدّمة الأسنان.

معط:

المَعْطُ: مدّ الشيء. وامتعَطْتُ السَّيْفَ من غِمْدِهِ، سللته،ولو قلت: معطته لاستقام، وإنّه لَطوِيلٌ مُمَّعِط بتشديد الميم وكسرِ العين، أي: كأنه قد مُدّ مدّاً. ومَعِطَ يَمْعَطُ مَعَطاً فهو أمعط، مَعِط. وامَّعَطَ شَعرُهُ امّعاطاً إذا تمرَّطَ فذهب. ومَعَطْتُ الشَّعر من رأس الشّاةِ ونحوه إذا مددته فنتفته. والأَمْعَط: الذي لا شَعر على جسدِهِ كالذّئبِ الأمْعَط الذي قد تمعَّط شَعْره. ومَعِطَ الذّئبُ، ولا يُقالُ مَعِطَ شَعرُهُ. ذئبٌ أمْعَطُ يفسّرونه بالخُبث. و الأصلُ ما فسّرتُ لك، لأنّه أخبثُ من غيره، وإذا تَمَرَّطَ شَعْرُهُ يتأذَّى بالذُّباب والبَعوضِ، فيخرُجُ على أذىً شديدٍ وجوعٍ فلا يكاد يَسْلَمُ مِنْهُ ما اعترض له. ولِصٌّ أمْعَطُ، ولُصوصٌ مُعْطٌ، تشبيهاً بالذئاب لخُبْثِهِمْ وهو الذي مع خبثه لاشيء معه. والمَعْطُ: ضربٌ من النِّكاح. وبنو مُعَيْط حَيٌّ من قُرَيْش.

باب العين والدّال والتاء معهما

ع ت د فقط

عتد:

عَتُدَ الشَّيء يَعْتُد عَتاداً فهو عَتِيد: حاضرٌ. ومنه سُمِّيَتِ العَتيدةُ التي يكون فيها الطِّيب، والأدهان. قال النابغة:

عتادُ امرىءٍ لا يَنْقُضُ البُعْدُ هَمَّـهُ

طَلُوبِ الأعادي، واضحٍ غير خامِلِ

والعتيدُ: الشّيءُ المُعَدُّ. أَعتَدْناه، أي: أعددناه لأمرٍ إن حزب. وجمعه: عُتُدٌ، وأَعْتِدة. والعَتُودُ: الجدْيُ الذي قد استكرش. وثلاثة أعتدة، والجميع عِدّاتٌ: فِعْلانٌ، أصله: عِتْدان، فأدغمت التّاء في الدّال. ويقال: العَتُودُ: الذي بلغ السّفاد، قال:

واذْكُرْ غُدَانَةَ عِدّاناً مُـزَنَّـمَةً

من الحَبَلَّقِ تُبْنَى حَوْلَهُ الصِّيَرُ

وتقول: هذا الفرس عَتِدٌ، أي معدّ متى ما شئت ركبت، الذكر والأنثى فيه سواء. قال سلامة:

وكلِّ طُوَالَةٍ عَتِدٍ نِزاقِ

أي: شديد الجَرْي.

باب العين والدّال و الرّاء معهما

ع د ر، ع ر د، د ع ر، ر ع د، د ر ع، ر د ع

عدر:

العَدْرُ: المَطَرُ الكَثيرُ. وأرضٌ معدورةٌ: ممطورة. وعَدِرَ المكان عَدَراً واعتدر: كثر ماؤه.

عرد:

العَرْد: الشّديد الصّلب من كل شيء، المنتصب. يقال: أنّه لَعَرْدُ العُنُقِ، ويقال: عارِدُ مَغرِزِ العُنُقِ. قال رؤبة يصف حمار وحش:

عَرْدَ التّراقي حَشْوَراً مُعَقْرَبا

 

وعَرَدَ النّابُ يَعْرُدُ عُروداً إذا خرج كلّه واشتدّ وانتصب، وكذلك نحوه. قال ذو الرّمة:

يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بين عُوج كأنّها


زِجاجُ القنا منها نَجِيمٌ وعارِدُ

والتَّعْريد: تَرْكُ القصدِ، وسرعة الذّهابِ، والإنهزام. قال الراجز:

وهمّت الجوزاء بالتّعريد

وقال لبيد:

فمضى وقَدَّمَهَا وكانت عادة


منه إذا هي عرّدتْ إقدامُها

والعَرْدُ الذَّكر، والعَرَادَةُ الجرادةُ الأنثى. والعَرَادَةُ: ضربٌ من نبات الربيع حشيشُهُ طيّبةُ الرّيح. ويقال: العَرَادَةُ: الحَمْضُ تأكله الإبل. والعَرَّادَةُ: شِبْهُ منجنيقٍ صغيرةٌ، ويجمع على عرّاداتٍ.

دعر:

الدُّعَرُ: ما احترق من حطب، أو غيره فطُفِىءَ من غير أن يشتدّ احتراقه. الواحدة دُعَرَةٌ. هو أيضاً من الزّناد ما قدح به مراراً حتّى احترق فصار دُعَراً لا يُورِي. ويقال: هو الذي يُدَخِّنُ ولا يَتَّقِدُ. قال:

أقبَلْنَ من بطْنِ فلاةٍ بسَحَرْ

يَحْمِلْنَ فَحْماً جيّداً غيرَ دُعَرْ

والدّاعِرُ: الخبيث الفاجر، ومصدرُه الدَّعَارَةُ. ورجل دَعَّارٌ، وقوم داعرون.

رعد:

الرَّعْدُ: اسم مَلَكٍ يسوق السَّحابَ، وتسبيحُه صوته الذي يسمع ومن صوته اشتُقَّ رَعَدَ يرعُدُ، ومنه الرِّعدة والإرتعاد. ارتعد رِعْدَةً وارتعاداً. والرِّعْدَةُ: رَجْرَجَةٌ تأخذ الإنسانَ من فَزَعٍ أو داءٍ. تقول: يُرْعَدُ الإنسانُ، فإذا جعلت الفعل منه قلت: يرتعد. وأرعده الدّاء. والرِّعْديدُ والرِّعْدِيدَةُ: الرّجلُ الفروقة. وسمعت من يقول: ترْعيدٌ، كما يقولون: تعْبِيد. وأرعده الخوف. ورجلٌ رِعْديد: جبانٌ يدع القتال من رعدةٍ تأخذه. قال الهُذَليّ:

ثأرت بأبناء الـكـرام ولـم أكـن


لدى الرّوع رعديداً جباناً ولا غمرا

وكلُّ شيءٍ يَتَرَجْرَجُ من نحو القريس فهو يَتَرَعْدَدُ، كما تترعْدَدُ الألية والفالوذج ونحوهما. قال العجّاج:

فهي كرعديد الكثيب الأهْيَمِ

وتقول: رَعَدَتِ السّماء وبَرَقَتْ، ويقال: أرْعَدَتْ وأبْرَقَتْ، وسحابٌ رواعدُ وبوارِقُ، أي ذاتُ رَعْدٍ وبَرْقٍ. و الرّواعِدُ: سحاباتٌ فيها ارتجاسُ رَعْدٍ. ويقال: أَرْعَدَ لي فلانٌ وأبرق إذا هدّد وأوعد - من بعيد يُريني علامات بأنّه يأتي إلي شرّاً - قال:

أَبْـرِقْ وأرعِـدْ يا يزي


دُ فما وعيدُكَ لي بضائِرْ

وقال:

وهبته بأطيب الهـبـات

من بَعْدِ ما قد كثُرَتْ بَناتي

فأَرعدوا وأَبرقوا عُداتـي

هذا في بُنَيٍّ له. ويقال: يَرْعُدُ ويَبرُقُ لغتان. رَعَدَ يرعُدُ فهو راعد. قال:

فابْرُقْ هنالك ما بدا لك وارْعُدِ

ويقال: الرِّعديد: الفالوذجُ، فما أدري مولّدٌ أم تليد. درع: دِرْعُ المرأةِ يُذكّر، ودِرْعُ الحديدِ تُؤَنَّثُ، وقال بعضهم: يذكر أيضاً، والجميع: الدروع. وتصغيره: دُرَيْع بلا هاء، رواية عن العرب. والدّرعُ اللَّبوسُ، وهو حَلَقُ الحديد. وادّرع الرّجلُ، لبس الدِّرْعَ. وادّرع القوم سرابيلَ الدّم، أي: تسربلوا فجرحوا وجُرِحوا. قال العجاج:

وادّرع القوم سرابيلَ الدّم

والدّراعُ الرّجل ذو الدّرع إذا كانت عليه. والدُّرّاعَةُ ضربٌ من الثّياب، وهو جُبَّةٌ مشقوقة المقدّم. والمِدْرَعَةُ ضربٌ آخرُ، لا يكون إلا من الصوف. قال الراجز:

يومٌ لخُلاّني ويومٌ للمـالْ

مشمّرٌ يوماً ويومـاً ذيّالْ

مِدْرَعَةٌ يوماً ويوماً سِرْبالْ

يقول: أتنعَّمُ مع إخواني يوماً، ويوماً أصْلِحُ مالي، فأتشمّرُ وألْبَسُ المِدْرَعَةَ. قال الخليل: فرّقوا بينهما لاختلافهما في الصّنعة إرادة الإيجاز في المنطق، وكذلك يفعلون بنحو ذلك. وصُفَّةُ الرَّحْلَ إذا بدا منها رؤوسُ الواسطةِ والآخرة تُسمَّى مِدْرَعة. ادّرع الرّجُلُ، أي: لبس هذه الغواشي. والدَّرَعُ مصدر الأدْرَع والدّرعاء وهو في ألوان الشاء: بياضٌ في الصدر والنحر، وسوادٌ في الفخذ، شاة درعاء. وإذا كانت سوداء الجسد، بيضاء الرأسِ فهي أيضاً درعاء. والليالي الدُّرَع هي التي يطلُع فيها القمرُ عند وجهِ الصُّبْحِ، وسائرها أسود مظلم، شُبِّهَ بالشاة التي وُصِفَتْ. ويقال: الدُّرَعُ: ثلاث ليال. ردع: الرَّدْعُ: مقاديم الإنسان إذا كانت فيه منيّتُهُ. يقال: طَعَنْتُهُ فركِبَ رَدْعَهُ، أي: خرَّ صريعاً لوجهه. ويقال: خرّ في بئرٍ فركب رَدْعَهُ، وهَوَى فيها، فلذلك يقال: رَكِبَ رَدْعَ المنيّة. ويقال للفرس إذا وقع على وجهه فَعَطِبَ: رَكِبَ رَدْعَهُ فمات. قال:

أقول له و المرءُ يركَبُ رَدْعَهُ


وقد شكّه لدن المهزّة ناجـم

وردعته ردعاً فارتدع، أي: كففتُه فكَفَّ. وارتدع الرّجلُ إذا رآك وأراد أن يعمل عَمَلاً فكفّ، أو سمع كلامَكَ. وأنا ردعته عن ذلك، كأنّه شبه الدفع وهو مستقبلك فَرَدَعْتُه رَدْعاً لا باليد بل بنظرة. قال:

أهلُ الأمانة إن مالوا ومَـسَّـهُـمُ


طيفُ العدوِّ إذا ما ذُكِروا ارتَدَعُوا

والرّادعةُ والمُرَدَّعةُ: قميصٌ قد لُمِّعَ بالزّعفران أو بالطّيب في مواضع، وليس مصبوغاً كله، إنما هو مُبَلَّق كما تردع الجارية صدْرَ جَيْبها بالزّعفران بملء كفّها، والفعل: الرَّدْع. قال:

رادعة بالمِسْكِ أَرْدانَها

وقال:

ورادعةٍ بالطّيب صفراءَ عندهـا


لِجَسِّ النَّدامَى في يدِ الدِّرْعِ مَفْتَقُ

يعني جارية قد جعلت رَدْعاً على ثيابها في مواضع. وقال رؤبة:

وقد فشا فيهنّ صِبْغا مُرْدَعا

باب العين والدّال واللاّم معهما

ع د ل، ع ل د، د ل ع مستعملات د ع ل، ل ع د، ل د ع مهملات

عدل:

العَدْلَ: المَرْضيُّ من الناسِ قولُهُ وحُكْمُهُ. هذا عَدْلٌ، وهم عَدْلٌ، فإذا قلت: فهُمْ عدولٌ على العدّة قلت: هما عدلان، وهو عدلٌ بيّن العدل. والعُدُولَةُ والعَدْلُ: الحكْمُ بالحقّ. قال زهير:

متى يَشْتَجِرْ قومٌ يقلْ سَرَواتُهُمْ


هُمُ بَيْنَنَا فَهُمْ رِضىً وهُمُ عَدْلُ

ويقول: هو يَعْدِلُ، أي: يحكُمُ بالحقّ والعدلِ. وهو حَكَمٌ عدلٌ ذو مَعْدَلَةٍ في حُكْمه. وعِدْل الشيء: نظيره؛ هو عِدْلُ فلانٍ. وعَدَلْتُ فلاناً بفلانٍ أعدِله به. وفلان يعادل فلاناً، وإن قلت: يَعْدِلُهْ فَحَسَنٌ. والعادِلُ: المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ بربّه. و العِدلان: الحملان على الدّابّة، من جانبين، وجمعه: أعْدالٌ، عُدِلَ أحدهما بالآخر في الإستواء كي لا يرجع أحدهما بصاحبه. والعَدْلُ أن تَعْدِلَ الشيء عن وجهه فتميله. عَدَلْتُهُ عن كذا ، وعَدَلْتُ أنا عن الطريق. ورجل عَدْلٌ، وامرأة عَدْلٌ سواء. والعِدْلُ أحدُ حِمْلَي الجَمَل، لا يقال إلا لِلحمل، وسمّي عِدْلاً، لأنّه يُسَوَّى بالآخر بالكيل والوزن. والعَديلُ الذي يُعادلك في المَحْملِ. وتقول: الّلهمّ لاعِدْلَ لك، أي: لامثلَ لك. ويقول في الكفّارة "أوْ عِدْلُ ذلك"، أي: ما يكون مثله، وليس بالنّظير بعينه. ويقال: العَدْلُ: الفداء. قال الله تعالى: "لا يُقْبَلُ منها عَدْلٌ". ويقال: هو ههنا الفريضة. والعَدْلُ: نقيض الجَوْر. يقال عَدْلٌ على الرّعيّة. ويقال لما يؤكَلُ إذا لم يكن حارّاً ولا بارداً يضرّ: هو مُعْتَدِلٌ. وجعلت فلاناً عَدْلاً لفلانٍ وعِدلاً، كلّ يتكلّم به على معناه. وعَدَلْتُ فلاناً بنظيره، أعْدِلُهُ. ومنه: يقال: ما يعدلك عندنا شيء، أي: ما يقع عندنا شيء موقعك. وعَدَلْتُ الشيءَ أقمته حتى اعتدل. قال:

صَبَحْتُ بها القومَ حتّى امتسكْ


تُ بالأرض أعْدِلُها أنْ تَميلا

أي: لئلاّ تميل. وعَدَلْتُ الدّابّة إلى كذا: أي: عطفتها فانْعَدَلَتْ. والعَدْل: الطريق. ويقال: الطريق يُعْدَلُ إلى مكان كذا، فإذا قالوا يَنْعَدِلُ في مكان كذا أرادوا الاعوجاج. وفي حديث عمر: "الحمدُ لله الذي جعلني في قومٍ إذا مِلْتُ عَدَلوني، كما يُعْدَلُ السّهمُ في الثِّقاف". و المعتدلة من النّوق: الحسنة المتّفقة الأعضاء بعضها ببعض. والعَدَوْلِيّةُ: ضربٌ من السّفن نُسِبَ إلى موضعٍ يقال له: عَدَولاة، أُمِيتَ اسمه. قال حماس: وأرويه أيضاً: عَدْوَلِيّة من الاستواء والإعتدال. وغصنٌ معتدلٌ: مُسْتَوٍ. وجارية حسنة الاعتدال، أي: حسنة القامة. والانعدال: الانعراج. قال ذو الرّمة:

وإنّي لأنْحي الطَّرْفَ من نَحْوِ غَيْرِها


حياءً ولو طاوعْـتُـهُ لـم يُعـادِل

أي: لم ينعدل. وقال طرفة في العَدَوْلِيّة:

عَدَوْلِيَةٍ، أو من سفينِ ابنِ يامِـنٍ


يَجُورُ بها الملاّحُ طوراً ويَهْتدي

علد:

العَلْدُ: الصُّلْبُ الشّديدُ من كلِّ شيءٍ كأنّ فيه يُبْساً من صلابته. وهو الرّاسي الذي لا ينقاد ولا ينعطف. وسَيِّدٌ عِلْوَدٌ: رزين ثخين، قد اعلّود اعلّوادا. واعلوَّدَ الشيءُ إذا لزِمَ مكانَهُ فلم يقدرْ على تحريكه. قال رؤبة:

وعزُّنا عٌّز إذا توحّدا

تثاقَلَتْ أركانُهُ واعْلَوَّدا

والعلَنْدَى: البعيرُ الضخم، وهو على تقدير فَعَنْلَى، فما زاد على العين واللام والدّال فهو فضل، والأنثى: علنداة، ويجمع علاندة وعلادَى وعَلَنْدَيات وعلاند، على تقدير قلانس. والعَلَنْداةُ: شجرةُ طويلةُ من العِضاهِ لا شوك لها. قال:

دُخانُ العَلَنْدَى دونَ بَيْتِيَ مِذْوَدُ

دلع:

دَلَعَ لسانُهُ يَدْلَعُ دَلْعاً ودُلوعاً، أي: خرج من الفمِ، واسترخى وسقط على عَنْفَقَتِهِ، كلَهَثانِ الكلب، وأدلعه العطش ونحوه، وانْدَلَعَ لِسانَه. قال أبو العتريف الغَنَويّ يصفُ ذئباً طرده حتّى أعْيَى ودَلَعَ لسانُه:

وقلّص المشفر عن أسنانه

ودَلَعَ الدالعُ من لسانه

وفي الحديث: "إنَّ الله أَدْلَعَ لسانَ بَلْعَمَ، فَسَقَطَتْ أَسَلَتُه على صدرِه". ويقال للرّجلِ المُنْدَلِثِ البطنِ أمامَه: مُنْدَلِع البطن. والدّليعُ: الطّريق السّهل في مكانٍ حَزْنٍ لا صَعُودَ فيه ولا هَبُوط، ويُجْمَعُ: دلائع.

باب العين والدّال والنون معهما

ع د ن، ع ن د، د ن ع مستعملات د ع ن، ن ع د، ن د ع مهملان

عدن:

عدن: موضعٌ يُنْسَبُ إليه الثّيابُ العَدَنيّة. والمَعْدِنُ: مكانُ كلِّ شيء، أصلهُ و مُبْتَدَؤه، نحو الذهب، والفضة والجوهر والأشياء، ومنه: جنّات عَدْن. وفلانٌ مَعْدِنُ الخَيْر ومَعْدِنُ الشّرّ. عَدَان: موضع على ساحلٍ من السّواحل. قال لبيد:

ولقد يعلم صبحي أنّـنـي


بعَدانِ السِّيفِ صبري ونَقَل

والعَدَنُ: إقامة الإبل على الحَمْض خاصّة. عدَنت الإبل تعْدُنُ عُدونا. عَدَنيّة: من أسماء النّساء و الثياب. عدنان: اسم أبي مَعَدّ.

عند:

عَنَدَ الرّجل يَعْنُدُ عَنْداً وعُنُوداً فهو عاند وعنيد، إذا طغى وعتا، وجاوز قدره، ومنه: المعاندة، وهو أن يعرف الرّجلُ الشيءَ ويأبى أن يقبلَه أو يُقِّرَ به. والعَنُودُ من الإبل: الذي لا يُخالِطُ الإبل، إنّما هو في ناحية. ورجلٌ عَنُودٌ: يَحلُّ وَحْدَهُ، لايخالط النّاس. قال:

وصاحبٍ ذي ريبةٍ عَنُودِ

بَلَّدَ عنّي أسوأ التّبليد

وأمّا العنيد فهو من التّجبّر، لذلك خالفوا بين العَنودِ والعانِدِ والعَنيدِ. ويقال للجبّار العنيد: لقد عَنَدَ عَنْداً وعُنُوداً. عند: حرف الصّفة، فكون موضعاً لغيره، ولفظه نصب، لأنّه ظرفٌ لغيره، وهو في التّقريب شِبْهُ اللِّزْق، لا يكاد يجيء إلا منصوباً، لأنّه لا يكون إلا صفة معمولاً فيها، أو مضمراً فيها فِعْلٌ إلا في حرف واحد، وذلك قول القائل لشيء، بلا علم: هو عندي كذا وكذا، فيقال له: أَوَلَكَ عِنْدٌ? فَيُرْفَعُ. وزعموا أنّه في هذا الموضِع يراد به القلبُ وما فيه من معقول اللُّبّ. و العِرْقُ العانِدُ: الذي ينفجِرُ منه الدّمُ فلا يكادُ يرقأ، وأنشد:

وطعنة عانِدُها يَفُورُ

دنع:

رجلُ دَنِعٌ من قوم دنائع، وهو الغَسْلُ الذي لا لُبّ له ولا عَقْل. و الدّانِعُ: الذي يأتي مداقّ الأمورِ و المخازي ولا يكرّم نفسه.

باب العين والدّال والفاء معهما

ع د ف، د ف ع، ف د ع مستعملات ع ف د، د ع ف، ف ع د مهملات

عدف:

العَدُوفُ: الذَّواقّ. والعَدْفُ: اليسيرُ من العَلَف. ما ذاقت الخيل عَدُوفاً، أي: لم يَلُكْنَ عوداً. قال:

إلى قُلُصٍ تظل مقلّدات


أزمّتهُنّ ما يَعْدِفْنَ عودا

والعَدْفُ: نولٌ قليلٌ؛ أَصَبْنا عَدْفاً من مالِهِ. والعِدَفَةُ كالصَّنِفَةِ من قطعةِ ثوبٍ ونحو ذلك. ويُقالُ: بل العَدْفُ اشتقاقُه من العَدْفَةِ، أي: يلمّ ما تفرّق منه. قال:

حمّال أثقال دياتِ الـثَّـأَي


عن عِدَفِ الأصْلِ وَجُرّامِها

ويقال: عِدْفَة من الناس وحِذْفَة، أي: قِطْعَة.

دفع:

دَفَعْتُ عنه كذا وكذا دفعاً ومدفعاً، أي: مَنَعْتُ. ودافع الله عنك المكروه دفاعاً، وهو أحسن من دَفَع. والدَّفْعَةُ: انتهاءُ جماعةِ قومٍ إلى موضعٍ بمُرَّةٍ. قال خلف:

فنُدْعَى جميعاً مع الرّاشدين


فنَدْخُلُ في آخِرِ الدَّفْـعَةِ

وكذلك نحو ذلك. وأمّا الدُّفعة فما دفع من إناء أو سقاءٍ فانصبّ بمرّة. قال:

كقَطِران الشّامِ سالتْ دُفَعُهْ

وكذلك دُفَع المطر نحوه. قال الأعشى:

وسافتْ من دمٍ دُفَعا

يصف بقرة أكل السّباع ولدها. والدُّفّاعُ: طَحْمَةُ الموج والسّيل. قال:

جوادٌ يَفيضُ على المجتدين


كما فاض يمٌّ بدُفّـاعـه

والدُّفّاعُ: الشيءُ العظيم الذي يدفع بعضه بعضاً. والدّافعةُ: التَّلْعَةُ تَدْفَعُ في تلعةٍ أخرى من مسايل الماء إذا جرى في صبب ة حدور فتراه يتردّد في مواضع فانبسط شيئاً، أو استدار، ثم دفع في أخرى أسفل من ذلك، فكل واحد من ذلك دافعة، وجمعه: دوافع، وما بين الدافعتين مِذْنَبٌ. و الإندفاع: المضيّ في الأمر كائناً ما كان. وأمّا قول الشاعر:

أيّها الصُّلْصُلُ المُغِذُّ إلى المَدْ


فَعِ من نهر معقلٍ فالمذَارِ

فيقال: أراد بالمدفع موضعاً. ويقال: بل المدفع مِذْنَبُ الدافعةِ الأخرى، لأنّها تدفع إلى الدافعة الأخرى. والمُدَفَّعُ: الرّجُلُ المحقور، الذي لا يقري الضّيف، ولا يجدي إن اجتُدي، أي: طلب إليه. قال طُفَيْلٌ:

وأَشْعَثَ يزهاه النُّـبُـوحُ مُـدَفَّـعٍ


عن الزّاد ممّن حَرَّفَ الدّهْرُ مُحْثَلِ

وإذا مات أبو الصّبيّ فهو يتيم، وهو مدفّع، أي: يدفع ويحقر. وفلانٌ سيّدُ قومِهِ غير مدافَعٍ، أي: غير مُزاحَم فيه، ولا مَدْفوعٍ عنه. وهذا طريق يَدْفَعُ إلى مكان كذا. أي: ينتهي إليه. ودُفِعَ فلانٌ إلى فلانٍ: انتهى إليه. وقولهم: غَشِيَتْنا سحابةٌ فدُفِعْناها إلى بني فلان، أي: انصرفت إليهم عنا. و الدّافع: الناقة التي تَدْفَعُ اللّبَن على رأس ولدها، إنّما يكثر اللّبن في ضرعها حين تريد أن تضع، وكذلك الشاة المِدفاع. والمصدرُ: الدَّفْعَةُ. ورأيت عليه دُفَعاً، أي: دُفْعة دُفْعَة. فدع: الفدع: عَوَجٌ في المفاصل،كأنها، قد زالت عن مواضعها، وأكثر ما يكون في الأرساغ خلقة أو داء، كأنّه لا يستطيع بسطه. وكلُّ ظليمٍ أفدعُ لا عوجاجٍ في مفاصله. فَدِعَ فَدَعاً. قال الفرزدق:

كَمْ خالةٍ لك يا جرير وعـمّة


فدعاء قد حلبت عليّ عشاري

وقال:

عكباء عكبرة في بطنها ثَـجَـلٌ


وفي المفاصل من أوصالها فَدَعُ

وقال:

عن ضعف أطنابٍ وسَمْكٍ أفدعا

جعل السَّمْكَ المائل أفدع.

باب العين والدّال والباء معهما

ع ب د، د ع ب، ب ع د، ب د ع مستعملات ع د ب، د ب ع مهملات

عبد:

العبد: الإِنسان حرًّا أو رقيقاً. هو عبد الله، ويجمع على عباد وعبدين. والعبد: المملوك، وجمعه: عَبِيد، وثلاثة أعْبُد، وهم العباد أيضاً. إنّ العامّة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد الله، والعبيد المملوكين. وعبدٌ بيّن العبودة، وأقرّ بالعبوديّة، ولم أسمعهم يشتقون منه فعلاً، ولو اشتُقّ لقيل: عبُد، أي: صار عبداً، ولكنْ أُمِيتَ منه الفعل. وعبد تعبيدة، أي لم يزل فيه من قبل هو وآباؤه. وأمّا عبَد يعبُد عِبادة فلا يقال إلا لمن يعبد الله. وتعبَّد تعبُّداً، أي: تفرّد بالعبادة. وأمّا عبدٌ خدَم مولاه، فلا يقال: عَبَدَه ولا يعبُد مولاه. واستعبدت فلاناً، أي اتخذته عبداً. وتعبَّد فلان فلاناً، أي: صيّره كالعبد له وإن كان حراً. قال:

تَعَبَّدَني نِمْرُ بنُ سَعْدٍ، وقـد أرَى


ونِمْرُ بنُ سعدٍ لي مطيعٌ ومُهْطِعُ

وقالوا: إذا طردك الطارد وأبى أن يُنْجِمَ عنكَ، أي لا يقلع فقد تعبّدك تعبّداً. وأَعْبَدَ فلانْ فلاناً: جعله عبداً. وتقرأ هذه الآية على سبعة أوجه: فالعامّة تقرأ: وعَبَدَ الطّاغوتُ، أي: عَبَدَ الطّاغوتَ من دون الله. وعُبِدَ الطّاغوتُ، كما تقول: ضُرِبَ عبدُ الله. وعَبُدَ الطّاغوتُ، أي: صار الطّاغوتُ يُعْبَدُ، كما تقول: فَقُهَ الرّجلُ، وظَرُفَ. وعُبَّد الطّاغوتُ، معناه عبّادُ الطّاغوتِ. جمع، كما تقول: رُكَّعٌ وسُجَّدٌ. وعَبَدَ الطّاغوتِ، أرادوا: عبدة الطّاغوتِ مثل فَجَرَة وكَفَرَة، فطرح الهاء والمعنى في الهاء. وعابد الطّاغوتِ، كما تقول: ضاربُ الرّجلِ . وعُبُدُ الطّاغوت، جماعة، لا يقال: عابد وعُبُدُ، إنما يقال عَبُودٌ وعُبُدٌ. ويقال للمشركين: عَبَدَةُ الطّاغوت والأوثان، وللمسلمين: عُبّاد يعبدون الله. والمسمَّى بعَبَدَةَ. و الجزم فيها خطأ، إنما هو عَبَدَة على بناء سَلَمة. وتقول: استعبدته وهو قريب المعنى من تعبّد إلاّ أنّ تعبّدته أخصّ، وهم العِبِدَّى، يعني جماعة العبيد الذين وُلدوا في العُبُودة، تعبيدة ابن تعبيدة، أي: في العُبُودةُ إلى آبائه. وأَعْبَدَني فلاناً، أي مَلَّكَني إياه. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء بالقَطِران،وخلّي عنه فلا يدنو منه أحد. قال:

وأُفْرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبّد

وهو الذّلول أيضاً، يوصف به البعير. والمعبّد: كلّ طريق يكثر فيه المختلفة، المسلوك. والعَبَدُ: الأنفة والحميّة من قول يُسْتَحْيَ منه، ويُسْتَنْكَفُ. ومنه: "فأنا أول العابدين" أي: الأنفين من هذا القول، ويُقْرَأ العَبِدِينَ، مقصورة، على عَبِدَ يَعْبَدُ. ويقال: فأنا أول العابدين أي: كما أنه ليس للرحمن ولد فلست بأوّل من عَبَدَ الله مِنْ أهلِ مكّة. ويروى عن أمير المؤمنين أنّه قال: "عَبِدْتُ فَصَمَتُّ" أي: أنِفْتُ فَسَكَتُّ. قال:

ويَعْبَدُ الجاهل الجافي بحقّهـم


بعد القضاء عليه حين لا عَبِد

والعباديدُ: الخيل إذا تَفَرَّقَتْ في ذهابها ومجيئها، ولا تقع إلا على جماعة، لا يُقالُ للواحد: عِبْدِيد. ألا ترى أنك تقول: تفرّقت فهي كلّها متفرّقة، ولا يقال للواحد متفرّق، ونحو ذلك كذلك مما يقع على الجماعات فافهم. تقول: ذهب الخيل عباديدَ، وفي بعض الكلام عبابيد. قال الشمّاخ:

والقَوْمُ أتُوكَ بَهْزٌ دون إخوتِهِمْ


كالسّيْلِ يركَبُ أطرافَ العبابيد

والعباديدُ: الأطرافُ البعيدة و الأشياء المتفرقة، وكذا العبابيد.

دعب:

الدِّعابَةُ من المِزاح والمُضاحكة. يُداعبُ الرّجل أخاه شبه المزاح. تقول: يَدْعَبُ دَعْباً إذا قال قولا يستملح. قال:

واستطربت ظَعْنُهُمْ لمّا احزألّ بهم


مع الضُّحى ناشِطٌ من داعباتِ ددِ

رواه الخليل بالباء وقد روي بالياء، يعني اللواتي يَدْعَبْنَ بالمزاح ويُدَأدِدْنَ بأصابعهنّ، ويروى: داعب دَدَد، يجعله نعتاً للدّاعب، ويسكعه بدالٍ أُخرى ثالثة ليتمّ النَّعْت، لأن النعت لا يتمكّن حتى يصير ثلاثة أحرف، فإذا اشتقوا من ذلك فِعلاً أدخلوا بين الدّالَيْنِ همزة لتستمرّ طريقة الفعل، ولئلاّ تثقل الدّالات إذا اجتمعْنَ، فيقولون: دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً، وعلى ذلك القياس: قال رؤبة:

يُعِدُّ دأداً وهديراً زَعْدَبا

بَعْبَعَةُ مرّاً ومرّاً بأْبَبَا

أخبر أنه يقرقر فيقول: بب بب، وإنما حكى جرساً شِبْه بَبَبْ فلم يستقم في التصريف إلا كذلك، قال الراجز:

يسوقُها أعيسُ هدّارٌ بَبِبْ

إذا دعاها أقبلتْ لا تَتّئِبْ

أي: لا تستحي، ونحو ذلك كذلك من الحكايات المتكاوسة الحروف بعضها على بعض، وقلّما هي تستعمل الكلام. والدّاعب: اللاّعب أيضاً. والدُّعْبُوبُ: الطريق المذلّل يسلكه الناس. و الدُّعْبُوبُ: النشيط. قال:

يا ربّ مُهْرٍ حَسَنٍ دُعْبُوبِ

رَحْبِ اللَّبَانِ حَسَنِ التَّقْريبِ

بعد:

بعد خلاف شيء وضدّ قبل، فإذا أفردوا قالوا: هو من بعدُ ومن قبلُ رفع، لأنّهما غايتان مقصود إليهما، فإذا لم يكن قبل وبعد غاية فهما نصب لأنهما صفة. وما خلف يعقبه فهو من بعده. تقول: أقمتُ خلافَ زيدٍ أي: بعد زيد. قال الخليل: هو بغير تنوين على الغاية مثل قولك: ما رأيته قطّ، فإذا أضفته نصبت إذا وقع موقع الصفة، كقولك: هو بعدَ زيد قادم، فإذا ألقيت عليه مِنْ صار في حدّ الأسماء، كقولك: مِنْ بَعْدِ زيد، فصار من صفة، وخفض بعد لأن مِنْ حرف من حروف الخفض، وإنما صار بعد منقاداً لِمِنْ، وتحوّل من وصفيّته إلى الاسميّة، لأنه لا تجمع صفتان، وغلبه من لأنّ مِنْ صار في صدر الكلام فغلب. وتقول العرب: بُعْداً وسُحْقاً، مصروفاً عن وجهه، ووجهه: أبعده الله وأسحقه، والمصروف ينصب، ليعلم أنه منقول من حال إلى حال، ألا ترى أنهم يقولون: مرحباً وأهلاً وسهلاً، ووجهه: أرحب الله منزلك، وأهّلك له، وسهّله لك. ومن رفع فقال: بُعْدٌ له وسُحْقٌ يقول: هو موصوف وصفته قوله له مثل: غلامٌ له، وفرسٌ له، وإذا أدخلوا الألف واللاّم لم يقولوا إلاّ بالضمّ؛ البُعْدُ له، والسُحْقُ له، والنصب في القياس جائز على معنى أنزل الله البعدَ له، والسحقَ له. والبُعْدُ على معنيين: أحدهما: ضدّ القُرب، بَعُدَ يَبْعُدُ بُعْداً فهو بَعِيدٌ. وباعَدْتُه مُباعدةً، وأَبْعَدَهُ الله: نحّاه عن الخير، وباعَدَ الله بينهما وبَعَّدَ، كما تقرأ هذه الآية "رَّبنا باعِدْ بين أسفارِنا" وبعّد، قال الطّرماح:

تُباعِدُ منّا مَنْ نُحبّ اقترابَـهُ


وتجمعُ منّا بينَ أهلِ الظّنائِنِ

والمباعدة: تباعد الشيء عن الشيء. والأبْعَدُ ضدّ الأقْرَبُ، والجمع: أقربون وأبعدون، وأباعد وأقارب. قال:

من النّاس من يَغْشَى الأباعدَ نفعُه


ويشقى به حتى المماتِ أقارِبُهْ

وإن يَكُ خيراً فالبعـيدُ ينـالـه


وإن يَكُ شرًّا فابنُ عمِّكَ صاحبُهْ

ويقرأ: "بَعِدَتْ ثَمُودُ" و"بَعُدَتْ ثَمُودُ". إلا أنّهم يقولون: بَعِدَ الرّجل ، وأبعده الله. والبُعْدُ والبِعادُ أيضاً من اللّعن، كقولك: أبعده الله، أي: لا يرثى له مما نزل به. قال:

وقلنا أبعدوا كبعاد عاد

وهذا منقولك: بُعْداً وسحقاً، والفعل منه: بَعِدَ يَبْعَدُ بَعَداً. وإذا أهَّلْتَهُ لما نزل به من سوء قلتَ: بُعْداً له، كما قال: بَعِدَت ثمود، ونصبه فقال: بُعْداً له لأنّه جعله مصدراً، ولم يجعله اسماً. وفي لغة تميم يرفعون، وفي لغة أهل الحجاز أيضاً.

بدع:

البَدْعُ: إحداثُ شيءٍ لم يكن له من قبلُ خلقٌ ولا ذكرٌ ولا معرفةٌ. والله بديعُ السموات والأرض ابتدعهما، ولم يكونا قبل ذلك شيئاً يتوهّمهما متوهّم، وبدع الخلق. والبِدْعُ: الشيء الذي يكون أولاً في كل أمر، كما قال الله عزّ وجل: قلْ ما كُنْتُ بِدْعاً من الرُّسُلِ، أي: لستُ بأوّل مُرْسَل. وقال الشاعر:

فلست بِبِدْعٍ من النـائبـات


ونقض الخطوب وإمرارها

والبِدْعَةُ: اسم ما ابتدع من الدين وغيره. ونقول: لقد جئت بأمرٍ بديع، أي: مبتدع عجيب. وابتدعت: جئت بأمرٍ مختلف لم يعرف ذلك قال:

إنّ نبا ومطيعـاً


خُلِقا خلقاً بديعا

جمعةُ تُتْبَعُ سبتا


وجُمادَى وربيعا

ويُقرأ: "بديعَ السّموات والأرض" بالنصب على جهة التعجّب لما قال المشركون، بدعاً ما قلتم وبديعاً ما اخترقتم، أي: عجيباً، فنصبه على التعجّب والله أعلم بالصّواب. ويقال: هو اسم من أسماء الله، وهو البديع لا أحد قبله. وقراءة العّامة الرّفع وهو أولى بالصواب. والبِدْعَةُ: ما استحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من أهواء وأعمال، ويُجْمَع على البِدَع. قال الشاعر:

ما زال طعن الأعادي والوشاة بنا


والطعن أمر من الواشين لا بدع

وأُبْدِعَ البعيرُ فهو مُبْدَعٌ، وهو من داء ونحوه، ويقال هو داءٌ بعينه، وأُبْدِعَتِ الإبلُ إذا تُركت في الطريق من الهُزال. وأُبْدِعَ بالرّجلِ إذا حَسِرَ عليه ظَهْرُهُ.

باب العين والدّال والميم معهما

ع د م، ع م د، د ع م - م ع د - د م ع - مستعملات م د ع مهملة

عدم:

العَدَمُ: فقدانُ الشيء وذهابه، والعُدْمُ لغة. إذا أرادوا التثقيل فتحوا العين، وإذا أرادوا التخفيف ضمُّوها. عَدِمْتُ فلاناً أَعْدَمُهُ عَدَماً، أي: فقدته أفقده فقداً وفقداناً، أي: غاب عنك بموت أو فقدٍ لا يقدر عليه. وأَعْدَمَهُ الله مني كذا، أي: أفاتَه. ورجلٌ عديمٌ لا مالَ له، وقد عَدِمَ مالَه وفَقَدَهُ وذهَبَ عنه. والعديمُ: الفقيرُ، لأنّه فقد الغنى، وأَيِسَ منه، ويجوز جمعُه على: عُدَماء، كما يجمع الفقير فُقَراء. قال:

فعَديمُنا متعـفّـفٌ مـتـكـرِّمٌ


وعلى الغنيّ ضمانُ حقِّ المُعْدِمِ

وأَعْدَمَ فهو مُعْدِمٌ، وأفقر فهو مفقر، أي: نزل به العُدْمُ والفقر فهو صاحبه. قال حسان بن ثابت:

ربّ حِلْمٍ أضاعه عَدَمُ المـا


لِ وجهلٍ غطَّى عليه النّعيم

لأنّه إذا كان فقيراً لم يرى النّاسُ له قيمةً، ولا ينتفعون بحِلْمِه، ولا يهابونه، وإذا كان غنيّاً هِيبَ واحتُمِلَ له، وإن كان جهولاً طَمَعاً فيما عنده. قال:

أما تَرَيْني اليومَ لا أعدو غَنَمْ

أعينُ ما اسطعْتُ وعَوْني كالعَدَمْ

قال حمّاس: قوله: لا أعدو غنم، أي: ليس لي فضل على الغنم. أي: على حفظها، ويكون المعنى ليس عندي منفعة، ولا كفاية إلا مثل كفاية شاة من الغنم.

عمد:

عَمَدْتُ فلاناً أَعْمِدُهُ عَمْداً، أي: قصدته وتعمّدته مثله. والعَمْدُ: نقيض الخطأ. والعمدان: تعمّد الشيء بعمادٍ يمسكه ويعتمد عليه. والعُمُد: جمع عِمادٍ، والأَعْمِدَةُ جمع العَمود من حديد أو خشب. وعَمُود الخباء من خشب قائم في الوسط. وأهل عَمُود وعِماد: أصحاب الأخبية، لا ينزلون غيرها. وقوله: "في عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ" أي: في شبه أخبية من نار ممدودة، ويقرأ في عُمُد، لغة، وهما جماعة عَمُود، وعَمَد بمنزلة أديم وأَدَم، وعُمُد بمنزلة رسول ورُسُل. ويقال: هي أوتاد أطباق تطبق على أهل النّار، ولا يدخل جهنّم بعد ذلك ريحٌ ولا يخرج منها تنفّس. والعُمُدُّ: الشابّ الشديدُ الممتلىءُ شباباً. يقال: عُمُدٌّ وعُمُدّانيّ وعُمُدّانيّون، والمرأة: عُمُدّانيّة، أي: ذات جسم وعبالة، وهو أملأ الشباب وأردؤه. الدّال شديدة في كلّه. عُمْدان: اسم جبل. والعمود عرق الكبد الذي يسقيها. ويقال للوتين: عمود السَّحر. وعمود البطن شبه عرق ممدود من لدن الرُّهابَة إلى دُوَيْن السُّرّة في وسطه يشقّ من بطن الشّاة. وعَمودُ السّنان ما توسّط شفرتيه من أصله، وهو الذي فيه خيط العَيْر. ورجلا الظّبي عموداه. وعَمودُ الأمر: قوامُه الذي يستقيم به. وعمود الأذن: معظمها وقوامها الذي تثبت عليه الأذن. وعميد القوم: سيّدهم الذي يعتمدون عليه في الأمور، إذا حَزَبَهُمْ أمرٌ فزعوا إليه وإلى رأيه. والعميد: المعمود الذي لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ بالوسائد. ومنه اشتق القلب العميد وهو المعمود المشغوف الذي قد هدّه العشق وكسره فصار كشيء عُمِدَ بشيء. قال امرؤ القيس:

أأذكرتَ نفسَكَ ما لن يَعُودا


فهاج التّذكُّرُ قلباً عمـيدا

يقال: قلب عميد معمود معمّد. قال جميل:

فقلتُ لها يا بَثْنُ أوصيتِ كافـيا


وكلُّ امرئٍ لم يرعَهُ الله معمودُ

والعَمْدُ: ارتكابك أمراً بجدٍّ ويقين. تقول: فعلته عَمْداً على عين وعمد عين، وتعمّدت له وأتيت ذلك الأمر متعمّداً ومعتمداً بمعناه. قال:

فزادك الله غمًّا إذ كفلت بها


وإذا أتيت الذي أبلاك معتمدا

وعَمِدَ السّنام يَعْمَدُ عَمَداً فهو عَمِدٌ إذا كان ضخماً وارياً فحمل عليه ثقل فكسره ومات فيه شحمه فلا يستوي فيه أبداً كما يَعْمَدُ الجُرْحُ إذا عسر قبل أن ينضج بيضه فَيرِم. وبعيرٌ عَمِدٌ، وسنام عَمِدٌ، وناقة عَمِدَةٌ. وثرىً عَمِدٌ، أي: بلّته الأمطار، وأنشد أبو ليلى:

وهل أحبطنَّ القومَ بعد نُزولِهِمْ


أصولَ أَلاءٍ في ثرىً عَمِدٍ جعد

وبعير معمود، وهو داءٌ يأخذه في السّنام. وقوله "خَلَقَ السّماواتِ بغير عَمَدٍ تَرَوْنَها". يقال: إنّ الله عجّب الخلق من خلق السّماوات في الهواء من غير أساس وأعمدة، وبناؤهم لا يثبت إلا بهما، فقال: خلقتهما من غير حاجة إلى الأعمدة ليعتبر الخلق ويعرفوا قدرته. وقال آخر: بغير عَمَدٍ ترونها، أي: لها عَمَدٌ لا ترونها. ويقال: عَمَدُها جَبَلُ قافٍ، وهي مثلُ القُبّة أطرافُها على ذلك الجَبَلِ والجَبَلُ محيط بالدّنيا من زبرجَدَةٍ خَضْراءَ وخضرةُ السّماءِ منه، فإذا كان يوم القيامة صيّره الله ناراً تحشر النّاس من كلّ أَوْبٍ إلى بيت المقدس. وأمّا قول ابن ميّادة:

وأَعْمَدُ من قومٍ كفاهم أخوهم

فإنهُ يقول: هل زدنا على أن كفينا إخواننا. قال عرّام: يقول: إنّي أجدُ من ذلك أَلَماً ووجعاً، أي: لا أعمد من ذاك. ويعني بقول أبي جهل حين صرع: أعمد من سيّد قتله قومه، أي: هل زاد على سيّدٍ قتله قومه، والعرب تقول: أعْمَدُ من كَيْلٍ مُحِقَ، أي: هل زاد على هذا? ==== دعم: ====  الدَّعْمُ: أن يميلَ الشيءُ فَتَدْعَمَهُ بِدِعامٍ، كما تَدْعَمُ عروشَ الكَرْمِ ونحوه فَتَدْعَمُهُ بشيءٍ يَصيرُ له مِساكاً. وجمعُهُ: دعائم. قال:

لمّا رأيت أنّه لا قامَه

وأنّه النزعُ على السآمة

جذبت جذباً زعْزَعَ الدِّعامة

وقال:

لأَدْعَمَنَّ العيسَ دَعْماً أيَّما

دعمٍ يثنّي العاشقَ المتيّما

وقال:

لا دَعْمَ بي لكنْ بليلى دَعْمُ

جارية في وَرِكّيْها شحْمُ

قوله: لادعم بي، أي: لا سِمَنَ بي يدعمني، أي يقوّيني. والدِّعامتان: خشبتا البكرة، بمنزلة القائمتين من الطين. والدِّعامة: اسم الخشبة التي يُدْعَم بها. والمدعومُ الذي يميل فَتَدْعَمُهُ ليستمسك. والمدعومُ الذي يُحْملُ عليه الثِّقلُ من فوق كالسَّقف يُعْمَدُ بالأساطين المنصوبة. دُعْمِيّ: اسم أبيٍّ حي من ربيعة، ومن ثقيف. ويقال للشيء الشّديد الدِّعام: إنّه لدُعْمِيّ. قال رؤبة:

حاول منه العرضُ طولاً سَلْهَبا

أكْتَدَ دُعْميَّ الحوامي جَسْرَبا

ودُعْمِيُّ: كلِّ شيءٍ أشدُّه وأكْثَرُهُ. والدَّعْمُ: تقويةُ الشيءِ الواهنِ، نحو: الحائط المائل فتدعَمه بدِعامةٍ من خلفه، وبه يشبّه الرّجل السيّد يقال: دِعامةُ العشيرة، أي: به يتقوَّوْن. ودعائم الأمور: ما كان قوامها. معد: الْمَعِدَةُ: ما يستوعبُ الطعام من الإنسان، والمِعْدَةُ لغةٌ. قال:

معداً وقلْ لجارتَيْك تمعدا

إنّي أرى المعد عليها أجودا

قال هذا ساقٍ يسقي إبِلَهُ فاستعان بجاريته إذ لا أعوان له يقول: امعدْ ونادِ جاريتك. والمَعْدُ: أن تأخذَ الشيء من الرّجل ويأخذَهُ منك. والمَعْدُ: نزعُ الماء من البئر. ومُعِدَ الرّجل فهو مَمْعُودٌ، أي: دويت معدته فلم يستمرئْ ما يأكل واشتكاها. ويجوز جمعه على المِعَدِ. مَعَدّ: اسم أبي نزار. والتّمعدُدُ: الصبر على عيشهم في سفر وحضر. تَمَعْدَدَ فلانٌ. وكذلك إذا عاد إليهم بعد التحوّل عنهم إلى غيرهم. والمَعَدُّ مشددة الدّال: اللحم الذي تحت الكتف، أو أسفل منه قليلاً، من أطيب لحم الجنب. ويقال: المَعَدّان من الفرس ما بين كتفيه إلى مؤخر متنيه. قال ابن أحمر:

وإمّا زالَ سرجٌ عن معـدٍّ


وأَجْدِرْ بالحوادثِ أن تكونا

وقال:

وكأنّما تحتَ المعدِّ ضـئيلةٌ


ينفي رُقادَكَ لَدْغُها وسِمامُها

ومَثَلٌ تضربه العرب: قد يأكلُ المعدّيّ أكل السوء، وهو في الإشتقاق يخرج على مَفْعَل، وعلى تقدير فَعَلٍّ على مثال عَلَدٍّ ونحوه، ولم يشتقّ منه فِعْلٌ. مَعْدان: اسم رجل، ولو اشتق منه من سعة المعدة فقيل: معدان واسع المعدة لكان صواباً. والمُعَيْديْ: رجل من كنانة صغير الجثة عظيم الهيبة قال له النّعمان: أن تسمع بالمعَيْديْ خير من أن تراه. فذهب مثلاً. و المَعْدُ: الجَذْبُ. مَعَدْته مَعْداً. ويقال: امْعَدْ دَلْوَكَ، أي: انزَعْها وأَخْرِجْها من البئر. قال الراجز:

يا سعدُ يا ابن عَمَل يا سَعْدُ

هل يُروِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ

والمَعْدُ: الغضّ من الثّمار. والتَّمَعْدُدُ: التّردُّد في الّلصوصيّة.

دمع:

دَمِعَتِ العينُ تدمَعُ دَمَعاً ودَمْعاً ودُمُوعاً. من قال: دَمِعَتْ قال: دَمَعاً، ومن قال: دَمَعَتْ قال: دَمْعاً. وعين دامعة، والدّمْع: ماؤها. والدَّمْعَة القطرة. والمَدْمَعُ: مجتمع الدّمع في نواحيها. يقال: فاضت مدامعي ومدامع عيني. والماقيان من المدامع، وكذلك المؤخّران. وامرأة دَمِعَةٌ: سريعة الدمعة و البكاء، وإذا قلت: ما أكثر دَمْعَتَها خفّفت، لأنّ ذلك تأنيث الدمع. قال:

قد بليت مهجتي وقد قرح المد


مع...

و يقال للماء الصّافي: كأنّه دمعة. والدَّمّاع من الثّرى ما تراه يتحلّب عنه النّدى، أو يكاد. قال:

من كلِّ دمَّاعِ الثَّرَى مُطَلَّلِ

يُثِرْنَ صيفيّ الظّباءِ الغُفَّلِ

ودُمّاعُ الكَرْمِ ما يسيل منه أيّام الربيع. والدَّمّاعُ: ما تحرّك من رأس الصبيّ إذا ولد ما لم يشتدّ، وهي اللّمّاعة و الغاذية أيضاً. وشجّة دامعة: تسيل دماً.

باب العين والتاء والذال معهما

ذ ع ت يستعمل فقط

ذعت:

ذَعَتُّ فلاناً أَذْعَتُهُ ذَعْتاً إذا أخذتَ برأسه ووَجْهِهِ فمعكتَهُ في التراب مَعْكاً كأنّك تَغُطُّه في الماء، ولا يكون الذّعتُ إلا كذلك. ويقال: الذّعتُ: الخَنْقُ. ذَعَتّه: خَنَقْته، حتى قَتَلْته.

باب العين والتاء والراء معهما

ع ت ر، ت ر ع، ر ت ع مستعملات

عتر:

عَتَرَ الرّمْحُ يَعْتِرُ عَتْراً وعَتَراناً، أي: اضطرب وتراءد في اهتزاز. قال:

من كلِّ خَطّيٍّ إذا هُزَّ عَتَرْ

والعَتِيرة: شاة تذبح ويُصَبُّ دمُها على رأس الصَّنَم. والعاتِرُ: الذي يَعْتِرُ شاةً، يفعلونه في الجاهليّة، وهي المعتورة. قال:

فَخَرَّ صريعاً مِثْلَ عاتِرةِ النُّسْكِ

أراد الشاةَ المعتورةَ. وربما أدخلوا الفاعل على المفعول إذا جعلوه صاحب واحد ذلك الوصف. كقولهم: أَمْرٌ عارفٌ، أي: معروفٌ، ولكن أرادوا أمراً ذا معرفةٍ، كما تقول: رجل كاس، أي: ذو كسوة، ونحوه وقوله: "في عيشةٍ راضية"، أي: مرضيّة. وجمعه عتائر وعتيرات. قال:

عتائر مظلوم الهديّ المُذَبَّح

وأمّا العِتْر فاختلف فيه. قالوا: العِتْر مثل الذِّبْح، ويقال: هو الصّنم الذي كان تُعْتَرُ له العتائر في رجب. قال زهير:

كناصبِ العِتْرِ دمَّى رأسَهُ النُّسُكُ

يصف صقراً وقطاة، ويُروَى: كَمَنْصِبِ العِتْر، يقول: كمنصب ذلك الصَّنَم أو الحجر الذي يُدَمَّى بدم العتيرة. ومن روى: كناصب العتر يقول: إنّ العاتر إذا عتر عتيرته دمّى نفسه ونصبه إلى جنب الصّنم فوق شرف من الأرض ليعلم أنه ذبح لذلك. وعِترةُ الرجل: أصله. وعِتْرَةُ الرَّجلِ أقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمّه دِنْياً. وعِتْرةُ الثّغرِ إذا رقّت غروب الأسنان ونقيت وجَرَى عليها الماء فتلك العِتْرة. ويقال: إنّ ثغرَها لذو أُشْرَةٍ وعِتْرَةٍ. وعِتْرَةُ المسحاةِ: خشبتها التي تسمَّى يد المسحاة. عِتوراة: اسم رجل من بني كنانة. والعِتْرَةُ أيضاً: بقلة إذا طالت قطع أصلها، فيخرج منه لبنٌ. قال:

فما كنت أخشَى أن أقيم خلافهم


لستة أبيات كما ينبت العِـتْـرُ

لأنه إذا قطع أصله نبتت من حواليْه شُعَبٌ ستّ أو ثلاث، ولأن أصل العتر أقلّ من فرعه، وقال: لا تكون العترة أبداً كثيرة إنّما هنّ شجرات بمكان، وشجرات بمكان لا تملأ الوادي، ولها جراء شبهُ جراءِ العُلْقَة. والعُلْقَة شجرة يدبغ بها الأُهُب. والعِتْرَةُ نبتة طيبة يلأكلها الناس ويأكلون جراءها.

ترع:

التَّرَعُ: امتلاء الإِناء. تَرِعَ يَتْرَعُ تَرَعاً، وأترعته. قال جرير:

فهنا كـم بـبـابـه رادحـات


من ذرى الكوم مترعات ركود

وقال:

فافترش الأرض بسيلٍ أترعا

أي: ملأ الأرض ملءً شديداً. وقال بعضهم: لا أقول تَرِعَ الإناء في موضع الإمتلاء، ولكن أترع. ويقولون: تَرِعَ الرجلُ، أي: اقتحم الأمور مرحاً ونشاطاً، يَتْرَعُ تَرَعاً. قال:

الباغيَ الحرب يسعى نحوها تَرِعاً


حتى إذا ذاق منها جاحماً بـردا

ترعاً، أي: ممتلئاً نشيطاً، جاحماً، أي: لهباً ووقوداً. وإنّه لمتَتَرِّعٌ إلى كذا، أي: متسّرع. وقول رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ مِنْبَري على تُرْعَةٍ من تُرَعِ الجنّة. يقال: هي الدّرجة، ويقال: هي البابُ، كأنّه قال: إنّ مِنْبَري على باب من أبواب الجنّة. والتُّرعَةُ، والجماعةُ التُّرَعُ: أفواه الجداول تفجر من الأنهار فيها وتُسْكَرُ إذا ساقوا الماء.

رتع:

الرَّتْعُ: الأكل والشّرب في الربيع رغدا. رَتَعَتِ الإبلُ رَتْعاً، وأَرْتَعْتُها: ألقيتها في الخصب. قال العجّاج:

يرتاد من أربا لهنَّ الرُّتَّعا

فأمّا إذا قلت: ارْتَعَتِ الإبل ترتعي فإنّما هو تفتعل من الرّعي نالت خصباً أو لم تنل، والرَّتْعُ لا يكون إلا في الخصب، وقال الفرزدق:

اِرْعَيْ فزارةُ، لا هناكِ المَرْتَعُ

وقال الحجاج للغضبان: سمنت قال: أمنني القَيْدُ والرَتَعَةَ، كما يقال: العزُّ والمَنَعَة والنجاة و الأمَنَة. وقال:

أبا جعفر لما تولَّيت أرتعوا


وقالوا لدُنْياهُمْ أفيقي فدرّت

وقوم مُرتعون وراتعون. ورَتَعَ فلان في المال إذا تقلّب فيه أكلاً وشرباً. وإِبِلٌ رِتاع.

باب العين والتّاء والّلام معهما

ع ت ل، ت ل ع يستعملان فقط ==== عتل: ====  العَتَلَةُ: حديدةٌ كحد فأس عريضة ليست بمتعقّفة الرأس كالفأس، ولكنها مستقيمة مع الخشبة، في أصلها خشبة يحفر بها الأرض والحيطان. ورجل عُتُلٌّ أي: أكولٌ مَنُوع. والعَتْلُ: أن تأخذ بتلبيب رجل فَتَعْتِلَهُ، أي: تجرّه إليك، وتذهب به إلى حبس أو عذاب. وتقول: لا أَنْعتِلُ معك، أي: لا أَنْقاد معك. وأخذ فلان بزمام النّاقة فَعَتَلَها، وذلك إذا قَبَض على أصْلِ الزِّمام عند الرأس فقادها قوداً عنيفاً. وقال بعضهم: العتلة عصاً من حديد ضخمةٌ طويلةٌ لها رأسٌ مُفَلْطَح مثل قَبيعةِ السيف مع البناة يهدمون بها الحيطان. والعَتَلَةُ: الهراوة الغليظة من الخشب، والجميع عَتَلٌ. قال الراجز:

وأينما كنت من البلاد

فاجتنبنّ عرمَ الذّوّاد

وضّرْبَهم بالعَتَلِ الشِّداد

يعني عرامهم وشِرّتهم.

تلع:

التَّلَعُ: ارتفاع الضّحى. وتَلَعَ النّهار ارتفع. قال:

وكأنّهم في الآل إذ تَلَع الضّحى

وتَلَع فلان إذا أخرج رأسه من كلّ شيء كان فيه وهو شبهُ طَلَعَ، غير أنّ طَلَعَ أعمُّ. وتَلَعَ الشاةُ يعني الثورَ، أي أخرج رأسَه من الكناس. وأَتْلَعَ رأسَهُ، فنظر إتلاعاً، لأنّ فعلَه يجاوز، كما تقول: أطْلَعَ رأسه إطلاعاً. قال ذو الرّمة:

كما أَتْلَعَتْ من تحتِ أَرْطَى صريمةٍ


ألى نبأةِ الصوتِ الظِّباءُ الكوانِـسُ

والأتلع من كلّ شيء: الطويلُ العُنُقِ. والأنثَى: تلعاء. والتّلِعُ والتَّرِعُ هو الأتلع، لأن الفَعِلَ يدخُلُ على الأَفْعَل. قال:

وعَلَّقوا في تِلَعِ الرأسِ خَدِبْ

يعني بعيراً طويل العنق. وسيد تَلِعٌ، ورجلٌ تَلِعٌ، أي كثيرُ التلفّت حوله. ولزم فلانٌ مكانه فما يتتلّع، أي ما يرفع رأسه للنّهوض ولا يريد البراح. قال أبو ذؤيب:

فَوَردنَ والعَيُّوقُ مَعْقَدَ رابئ الضُّرَباءِ فوقَ النَّظْمِ لا يتتلَّعُ

ويقال: إنّه لَيتتالَعُ في مشيِهِ إذا مدَّ عُنُقه ورفَع رأسَه. ومُتالع: اسم جبل بالحمى. ومُتالع اسم موضع بالبادية. قال لبيد:

دَرَسَ المَنَا بمُتالعٍ فَأَبـانِ


فتقادَمَتْ بالحُبْسِ فالسُّوبانِ

والتّلعةُ: أرضٌ مرتفعة غليظة، وربما كانت مع غِلَظِها عريضة يتردّد فيها السّيلُ ثم يدفع منها إلى تلعةٍ أسفلَ منها. قال النابغة:

فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ

ويقال: التَّلعَةُ مقدار قفيزٍ من الأرض، والذي يكون طويلاً ولا يكون عريضاً. والقرارة أصغرُ من التّلعة، والدّمعة أصغر من ذلك. ورجلٌ تليع، وجيدٌ تليع، أي طويل. قال:

جيدٍ تليعٍ تَزينُهُ الأَطْواقُ

باب العين والتاء والنون معهما

ع ن ت، ن ع ت، ن ت ع مستعملات ع ت ن، ت ن ع، ت ع ن مهملات

عنت:

العَنَتُ: إدخالُ المشقّةِ على إنسانٍ. عَنِتَ فلان، أي: لَقِيَ مشقّة. وتَعَنَّتُّه تَعَنُّتاً، أي: سألتُه عن شيءٍ أردتُ به اللَّبْسَ عليه والمشقّة. والعظم المجبورُ يصيبه شيءٌ فيُعْنِتُه إعناتاً، قال:

فأَرْغَمَ الله الأنوفَ الرُّغَّما

مَجدوعَها والعَنِتَ المُخَشَّما

المُخَشَّمُ: الذي قد كُسِرَتْ خياشيمُه مرّة بعد مرّة. والعَنَتُ الإثْمُ أيضاً. والعُنْتُوتُ: ما طال من الآكام كلّها.

نعت:

النَّعْتُ: وصفُكَ الشيءَ بما فيه. ويُقالُ: النَّعْتُ وصف الشيءِ بما فيه إلى الحسن مذهبُه، إلا أن يتكلّفَ متكلّفٌ، فيقول: هذا نعت سوء. فأمّا العرب العاربة فإنما تقول لشيءٍ إذا كان على استكمال النّعت: هو نعتٌ كما ترى، يريد التّتمة. قال:

أمّا القطاةُ فإنّي سوف أّنْعَتُـهـا


نَعْتاً يُوافِقُ نَعْتي بعضَ ما فيها

سكّاءُ مخطومةٌ في ريشها طَرَقٌ


حُمْرٌ قوادمُها سُود خوافـيهـا

البيتان لامرئ القيس. ويقال: صلماء أصحّ من سكّاء، لأن السّكك قِصَرٌ في الأذن. فلو قال: صلماء لأصاب. والنعت: كل شيء كان بالغاً. تقول: هو نعت، أي: جيّد بالغ. والنعت: الفرس الذي هو غاية في العتق والروع إنه لنعت ونعيت. وفرس نعتة، بيّنة النّعاتة وما كان نعتاً، ولقد نعت، أي: تكلف فعله. يقال: نعت نعاتة. واستعنتّه، أي استوصفه. والنعوت: جماعة النّعت، كقولك:نعت كذا ونعت كذا. وأَتْبَعَ فلانٌ فلاناً إذا تَبِعَه يُريد شرّا. قال الله عزّ ذِكْرُهُ: "فأَتْبَعَهُ الشيطانُ فكان من الغاوين". والتّتابُعُ ما بين الأشياء إذا فعل هذا على إثر هذا لا مهلة بينهما كتتابع الأمطارِ والأمورِ واحداً خلفَ الآخر، كما تقول: تابع بين الصلاة والقراءة، وكما تقول: رميته بسهمين تِباعاً وولاءً ونحوه. قال:

متابعة تذبّ عن الجواري


تتابع بينها عاماً فعامـا

والتَّبيع: النَّصير. والتَّبِعَةُ هي التَّباعَةُ، وهو اسم الشيء الذي لك فيه بغية شبه ظلامة ونحوها. والتُّبَّعُ والتُّبُّعُ: الظلّ، لأنه مُتَّبعٌ حيثما زال. قال الفرزدق:

نرد المياه قـديمة وحـديثة


وِرْدَ القَطاةِ إذا اسْمِأَلَّ التُّبَّعُ

والتُّبَّعُ ضربٌ من اليعاسيب، أحسنها وأعظمها، وجمعها: تبابيع. تُبَّع: اسم ملكٍ من ملوك اليمن، وكان مؤمناً، ويقال: تُبّت اشتقّ لهم هذا الاسم من تُبَّع ولكن فيه عُجْمة، ويقال: هم من اليمن وهم من وضائع تبّع بتلك البلاد. والتّبيع الذي له عليك مال يتابعك به، أي: يطالبك. وأتبعت فلاناً على فلان، أي: أحلته عليه، ونحو ذلك.

بتع:

البِتْعُ والبِتَعُ معاً: نبيذ يتّخذ من العسل كأنّه الخَمْرُ صلابةً. وأما البَتِعُ فالشديدُ المفاصلِ والمواصل من الجسد. قال سلامة بن جندل:

يرقى الدّسيعُ إلى هادٍ لـه بَـتِـعٍ


في جُؤْجُؤٍ كَمَداكِ الطِّيبِ مخضوبِ

أي: شديد موصول. وقال رؤبة:

وقَصَباً فَعْماً وعُنْقاً أَبْتَعا

أي: صُلباً، ويروى: أرسعاً.

باب العين والتاء والميم معهما

ع ت م، ع م ت، م ت ع مستعملات ت م ع، ت ع م، م ع ت مهملات

عتم:

عتّم الرّجلُ تعتيماً إذا كفّ عن الشيء بعدما مضى فيه. قال حُمَيْد:

عَصاهُ منقارٌ شديدٌ يلطمُ

مجامعَ الهامِ ولا يُعَتّمُ

يصف الفيل. عصا الفيل منقاره، لأنّه يضرب به كلّ شيء. وقوله: لا يعتّم، أي: لا يكفّ ولا يهمل. وحملت على فلان فما عتّمت، أي: ضربته فما تنهنهت وما نكلت ولا أبطأت. وعَتَمْتُ فأنا عاتِمٌ، أي: كففت. قال:

ولستُ بوقّافٍ إذا الخيلُ أَحْجَمَتْ


ولستُ عن القرن الكميّ بعاتمِ

والعاتم: البطيء. قال:

ظعائنُ أمّا نيلهنّ فعاتِم

وفي الحديث: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله ناول سلمان كذا وكذا وديّة فَغَرَسَها فما عَتَّمتْ منها وَديَّة، أي: ما أبطأتْ حتى عَلِقَتْ. والعَتَمَةُ: الثُلُثُ الأوّلُ من الليل بعد غيبوبة الشَّفَق. أَعْتَمَ القوم إذا صاروا في ذلك الوقت، وعتّموا تعتيماً ساروا في ذلك الوقت، وأوردوا أو أصدروا في تلك السّاعة. قال:

يَبْني العُلَى ويبتني المكارما

أقراهُ للضَّيفِ يثوبُ عاتِما

والعُتْمُ: الزّيتونُ يُشْبِهُ البرّي لا يَحْمِلُ شيئاً.

عمت:

العَمْتُ: أن تَعْمِتَ الصّوفَ فتلُفّ بعضَه على بعضٍ مستطيلاً أو مستديراً، كما يفعلُه الذي يغزلُ الصّوفَ فيُلقيه في يده أو نحو ذلك، والاسمُ العَميتُ، وثلاثة أَعْمِتَةٍ، وجمعه: عُمُتٌ. قال:

يظَلُّ في الشّاء يرعاها ويَحْلُبُها


ويَعْمِتُ الدّهرَ إلاّ ريْثَ يَهْتَبِدُ

ورجل عمّات وامرأة عمّاتة إذا كانت جيدة العَمْت. وعمَّتَ الصّوفَ تعميتاً. وعَمْتُ الصّوفِ أن تعمِتَه عمائت. والعميتة: ما ينفش من الصوف، ثم يمدّ، ثم يُجْعل حبالا، يلقى بعضه على بعض، ثم يغزل. قال:

حتى تطير ساطعاً سختيتا

وقطعاً من وَبَر عميتا

وقيل: العَمْتُ: أن تضربَ ولا تُبالي من أصابَ ضربُك.

متع:

متع النَّهارُ متوعاً. وذلك قبل الزّوال. ومتع الضّحى. إذا بلغ غايته عند الضحى الأكبر. قال:

وأدركْنا بها حَكَمَ بنَ عمرٍو


وقد مَتَعَ النَّهارُ بنا فزالا

والمتاعُ: ما يَستمتع به الإنسانُ في حوائجه من أمتعة البيت ونحوه من كلّ شيء. والدنيا متاعُ الغرور، وكلّ شيء تمتعت به فهو متاع، تقول إنّما العيشُ متاعُ أيّام ثم يزول - أي بقاء أيام - ومتّعك اللهُ به وأَمْتَعَكَ واحدٌ، أي: أبقاك لتستمتع به فيما تحب من السرور والمنافع. وكلّ من متّعته شيئاً فهو له متاعٌ ينتفع به. ومُتعةُ المرأةِ المطلّقةِ إذا طلّقها زوجُها. متّعها مُتعةً يعطيها شيئاً، وليس ذلك بواجب، ولكنّه سُنّة. قال الأعشى يصف صيّاداً:

حتّى إذا ذرَّ قرنُ الشمسِ صبَّحها


من آل نبهانَ يبغي أهلَه مُتَعـا

أي: يبغيهم صيداً يتمتعون به، ومنهم من يكسر في هذا خاصّة، فيقول: المِتعة. والمُتعةُ في الحجّ: أن تضمَّ عُمْرَةً إلى الحجّ فذلك التّمتع. ويلزمُ لذلك دمٌ لا يجزيه غيره.

باب العين والظاء والراء معهما

يستعمل ر ع ظ فقط

رعظ:

الرُّعْظُ من السّهم: الموضعُ الذي يدخُل فيه سِنْخ النَّصْل. وفوقه الذي عليه لفائف العَقَبِ. ورُعِظَ السّهمُ فهو مرعوظ إذا انكسر رُعْظُه. قال:

ناضلني وسهمُهُ مرعوظُ

ويقال: أُرْعِظَ فهو مُرْعَظٌ. يعني: مرعوظ. ويقال: إنّ فلاناً لَيكسِرُ عليك أَرْعاظَ النّبلِ غضباً. أبو خيرة: المرعوظ الموصوف بالضّعف.

باب العين والظاء واللاّم معهما

ع ظ ل، ل ع ظ، ظ ل ع مستعملات

عظل:

عَظَل يَعْظُلُ الجراد والكلاب وكلّ ما يلازم في السّفاد. والاسم العِظال. قال:

يا أمّ عمرٍو أبشري بالبشرى


موت ذريع و جرادٌ عَظْلَى

أي: يَسْفِد بعضُها بعضاً. وعاظلها فعظلها، أي: غلبها. قال جرير:

كلابٌ تَعاظَلُ سُودُ الفِقا


ح............

لعظ:

جاريةٌ مُلَعَّظة: طويلة سمينة.

ظلع:

الظَّلْع: الغَمْزُ، كأنّ برجله داءً فهو يظلع. قال كثير:

وكنتُ كذاتِ الظَّلْعِ لمّا تحاملتْ


على ظّلْعِها يومَ العثارِ استقلتِ

يصف عشقه، أخبر أنّه كان مثل الظالع من شدة العشق فلمّا تحامل على الهّجْر استقلّ حين حمل نفسَهُ على الشِّدّة، وهو كإنسان أو دابّة يصيبها حمر، فهي أقلّ ما تركب تغمز صدرها، ثم يستمرّ يقول: لمّا رأى الناس، وعَلِمَ أنّه لا سبيلَ له إليها حَمَلَ نفسَهُ على الصّبر فأطاعته. ودابّةٌ ظالعٌ، وبِرْذَوْنٌ ظالعٌ، الذّكرُ والأنثى فيه سواء.

باب العين والظاء والنون معهما

ع ن ظ، ظ ع ن، ن ع ظ مستعملات

عنظ:

العُنْظُوانُ نباتٌ إذا استكثر منه البعيرُ وَجِعَ بطنُه. عَظِيَ البعير عظىً فهو عظٍ. النون زائدة، وأصل الكلام: العين والظاء والواو، ولكنّ الواو إذا بنيت منه فَعِلَ قلت: عَظِيَ مثل رَضِيَ، فالياء هو الواو وكسرته الضاد المكسورة، والدليل عليه الرِّضوان. قال:

حرَّقها وارسُ عُنْظُوانِ

فاليومُ منها يومُ أَرْوَنانِ

وارس ثمرُهُ. والمُورِسُ الذي خرج وارسه. قال:

ماذا تقول نبتها تَلَمَّسُ

وقد دعاها العُنظوان المُخْلِسُ

والعُنْظُوانَةُ: الجرادةُ الأنثى، والجمعُ العُنْظُوانات.

ظعن:

ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً وظُعوناً وظَعَناً وهو الشخوص. والظَّعينةُ: المرأةُ، سُمّيت به لأنّها تَظْعَنُ إذا ظَعَنَ زوجُها، وتقيم إذا أقام. ويقال: لا بل الظّعينةُ الجملُ الذي يعتمل ويركب، وسمّيت ظعينةً لأنّها راكبتُه، كما سُمّيتْ المزادةُ راوية وإنما الرّاويةُ البعيرُ. قال:

تَبَيَّنْ خليلي هل تَرى من ظعائنٍ


لميّة أمثالِ النّخيلِ المَخَـارِفِ

والنّساء لا يُشَبَّهْنَ بالنخيل، وإنما تُشَبَّهُ بها الإِبل التي عليها الأحمال فهذا يبيّن لك أن الظَّعينةَ قد تكون البعير الذي يعتمل. والظُّعُنُ: رجالٌ ونساءٌ جماعة.

نعظ:

نَعَظَ ذكرُ الرّجلِ يَنْعَظُ نَعْظاً ونُعُوظاً. وأَنْعَظَهُ يُنْعِظُهُ. وهو أن ينتشر ما عند الرّجل، ومن المرأة الاهتياج إذا علاها الشبق. يقال: أنعظت المرأة.

باب العين والظاء والفاء معهما

يستعمل من وجوهها ف ظ ع فقط

فظع:

فَظُعَ الأمر يَفْظُعُ فَظاعةً. وأَفْظَعَ إفْظاعاً. وأمرٌ فظيع، أي: عظيم. وأفظعني هذا الأمرُ وفَظِعْتُ به. و استفظعْتُه رأيتُه فظيعاً.وأفْظَعْتُه أيضاً.

باب العين والظاء والباء معهما

ع ظ ب يستعمل فقط

عظب:

عَظَبَ الطائرُ يَعْظِبُ عَظْباً وهو سرعةُ تحريكِ الزِّمِكَّى.

باب العين والظاء والميم معهما

ع ظ م، م ظ ع مستعملان

عظم:

العِظام: جمع العَظْم، وهو قَصَب المفاصل. والعِظم: مصدر الشيء العظيم. عَظُم الشيء عِظَماً فهو عظيم. والعَظَامَةُ: مصدرُ الأمرِ العظيمِ. عَظُمَ الأمرُ عَظامَةً. وعَظَّمَهُ يُعَظِّمُهُ تعظيماً، أي: كبّره. وسمعت خبراً فأَعْظَمتُه، أي: عَظُمَ في عيني. ورأيت شيئاً فاستعظمته. واستعظمْتُ الشيء: أخذت أُعَظِّمُهُ. واستعظمتُه: أنكرته. وعُظْمُ الشيءِ: أعظمُهُ وأكبرُهُ، ومُعْظَمُ الشيءِ أكْثَرُهُ. مثل مُعْظَم الماء وهو تبلّده. والعُظْم: جلّ الشيء وأكثره. والعَظَمَةُ من التَعَظُّمِ والزّهو والنّخوة. وعَظُمَ الرّجُلُ عّظامةً فهو عظيمٌ في الرأي والمجد. والعظيمةُ: المُلِمَّةُ النّازلةُ الفظيعة. قال:

فإن تنجُ منها تَنْجُ من ذي عظيمة............

وتقول: لا يتعاظمني ذلك، أي لا يَعْظُمُ في عيني.

مظع:

مَظَعَ الرّجُلُ الوتَرَ يَمْظَعُ مَظْعاً، وهو أن يمسحَ الوتَرَ بخُرَيْقةٍ أو قطعةِ شعر حتى يقوّمَ متنَه. ويمْظَعُ الخشبةَ يملّسُها حتى ييبّسَها، وكلّ شيء نحوه. والمَظْعُ الذّبولُ. مَظَعَه مَشَقَهُ حتى يبّسه.

باب العين والذال والرّاء معهما

ع ذ ر، ذ ع ر، ذ ر ع مستعملات

عذر:

عَذَرْتُه عَذْراً ومَعْذِرَةً. والعُذْرُ اسمٌ، عذرته بما صنع عَذْراً ومَعْذِرة وعَذَرْتُه من فلانٍ، أي: لُمْتُ فلاناً ولم أَلُمْهُ. قال:

يا قوم من يَعْذِرُ من عجردٍ


القاتل النّفس على الدانق

وعذيرُ الرّجل ما يروم ويحاول مما يعذر عليه إذا فعله. قال العجاج:

جاريَ لا تَسْتَنكري عَذيري

ثم فسّره فقال:

سَعْيي وإشفاقي على بعيري

وعَذِيري من فلان، أي من يَعْذِرُني منه. قال:

عَذيرَكَ من سعيدٍ كلّ يوم


يُفجّعنا بفُرْقته سـعـيد

أي: أعذر من سعيد. واعتذر فلانٌ اعتذاراً وعِذرةً. قال:

ها إن تا عِذْرةٌ...

واعتذر من ذنبه فَعَذَرْته. وأعْذَرَ فلان، أي: أبلى عذراً فلا يلام. واعتذر إذا بالغ فيه. وعذّر الرجل تعذيراً إذ لم يبالغ في الأمر وهو يريك أنّه يبالغ فيه. وأهلُ العربية يقولون: المُعْذِرُونَ الّذين لهم عُذْر بالتخفيف،وبالتثقيل الذين لا عُذْرَ لهم فتكلّفوا عُذْراً. وتعذّر الأمرُ إذا لم يستقمْ. قال:

................تعـذّرت


عليّ وآلتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ

وأَعْذَرَ إذا كثُرَتْ ذنوبُه وعيوبُه. والعِذارُ عَذار اللّجام، عَذَرْتُ الفرسَ، أي: ألجمتُه أَعذِره. وعذَّرته تعذيراً، يقال: عَذِّرْ فرسَك يا هذا. وعذَّرْتُ اللّجامَ جعلتُ له عِذاراً. وما كان على الخدّين من كيّ أو كّدْحٍ طولاً فهو عِذارٌ. والإِعذار: طعام الختان. والعِذارُ طعامٌ تدعو إليه إخوانك لشيء تستفيده، أو لحدَثٍ كالخِتانِ ونحوه سوى العُرس. أعذرتُ الغلام ختنته. قال:

تلويةَ الخاتِنِ زُبَّ المُعْذَرِ

والمعذور مثله. وحمارٌ عَذَوَّرٌ. أي: واسعُ الجوف. قال يصف الملك أنه واسع عريض:

وحاز لنا اللهُ النبوّة والهـدى


فأعطى به عزّاً ومُلكاًعَذَوَّرا

والعُذْرة عُذْرة الجارية العذراء وهي التي لم يَمْسَسْها رجل. والعُذْرَة داء يأخذ في الحلق. قال:

غَمْزَ الطبيب نغانِغَ المَعْذور

والعُذْرةُ نجمٌ إذا طلع اشتدّ الحرّ. قال الساجع: إذا طلعتِ العُذْرةُ لم تبق بعمان سرّة وكانت عكّة نكرة. والعُذْرةُ: الخُصْلَةُ من عرف الفرس أو ناصيته، والجميع العُذَر. قال ينعت فرساً:

سَبِط العُذْرةِ ميّاح الحضر

ويروَى: ميّاع. والعذراء: شيء من حديد يعذّب به الإنسان لاستخراج مالٍ أو لإقرارِ بشيء. والعَذِرةُ: البَدَا: أعذر الرّجلُ إذا بدا وأحدث من الغائط. وأصل العَذِرَةُ فِناءُ الدار ثم كنّوا عنها باسم الفِناء، كما كُنِّيَ بالغائط، وإنّما أصل الغائط المطمئنّ من الأرض. قال:

لعمري لقد جرَّبتكم فوجّدْتكم


قباحَ الوجوهِ سيِّئي العَذِرات

يريد الأفنية، أنّها ليست بنظيفة. والعاذرُ والعَذِرَةُ هما البَدَا أيضاً، وهو حَدَثه. قال بشار يهجو الطّرمّاح:

فقلتُ لهُ لا دهلَ مِلْقَمْلِ بعدما


ملا ينفق التّبان منه بعـاذر

يقول: خاف المهجُوُّ من الجمل فكلَّمَهُ الهاجي بكلام الأنباط. قوله: لا دهل، أي لا تَخَفْ بالنبطية، والقمل: الجمل. ومُعَذَّرُ الجمل ما تحت العِذار من الأذنين. ومَعْذِرُهُ ومَعْذَرَهُ، كما تقول: مَرْسِنُهُ ومَرْسَنَهُ.

ذعر:

ذُعِرَ الرّجُلُ فهو مذعور منذعر، أي: أخيف. والذُّعْرُ: الفَزَع، وهو الاسم. وانْذَعَرَ القومُ تفرقوا.

ذرع:

الذِّراعُ من طَرَف المِرْفَق إلى طرف الإِصْبَع الوُسْطَى. ذَرَعْتُ الثوب أذْرَعُ ذَرْعاً بالذِّراع والذِّراعُ السّاعد كلّه، وهو الاسم. والرّجُلُ ذارِعٌ. والثَّوبُ مذروعٌ. وذرعتُ الحائط ونحوه. قال:

فلمّا ذَرَعْنا الأرضَ تسعين غلوة.................

والمُذَرَّع: الممسوح بالأذْرع. ومنهم من يؤنّث الذِّراع، ومنهم من يذكّر، ويصغّرونه على ذُرَيْع فقط. والرّجلُ يُذَرِّعُ في ساحته تذريعاً إذا اتّسع، وكذلك يتذرّع أي: يتوسع كيف شاء. وموتٌ ذريعٌ، أي: فاشٍ، إذا لم يتدافنوا، ولم أسمع له فِعْلاً. وذَرَعَهُ القَيْء، أي: غلبه. ومِذارِعُ الدّابّة قوائمها، ومَذارِعُ الأرض نواحيها. وثوب مُوَشَّى المِذْارع. والذَّرَع ولدُ البقرة، بقرةٌ مُذْرِعٌ، وهنّ مُذْرِعاتٌ ومذاريع، أي: ذوات ذِرْعان. قال الأعشى:

كأنّها بعدما أفضى النِّجادُ بها


بالشّيِّطَيْنِ مَهاةٌ تبتغي ذَرَعا

والذِّراعُ سِمَةُ بني ثعلبة من اليمن، وأناس من بني مالك بن سعد من أهل الرّمال. وذِراعُ العامل: صدر القناة. وأَذْرِعاتٌ: مكان تُنْسَب إليه الخمور. والذَّريعةُ جملٌ يُخْتَلُ به الصّيدُ، يمشي الصّيادُ إلى جنبه فإذا أمكنه الصيدُ رمى وذلك الجملُ يسيّب أوّلاً مع الوحش حتى يأتلفا. والذريعةُ حلقةٌ يتعلّم عليها الرّمي. والذّريعةُ: الوسيلةُ. والذِّراعُ من النّجوم، وتقول العرب: إذا طلع الذّراع أمرأَتِ الشّمسُ الكُراع. واشتدّ منها الشُّعاع. ويقال للثور مُذَرَّعٌ. إذا كان في أكارعه لُمَعٌ سودٌ. قال ذو الرّمة:

بها كلُّ خوّارٍ إلـى كـلِّ صـلـعةٍ


ضَهولٍ ورفضُ المُذْرِعاتِ القراهب

والمِذراع الذِّراع يُذْرَعُ به الأرض والثياب. ومَذارِعُ القرى: ما بَعُدَ من الأمصار.

باب العين والذال واللاّم معهما

ع ذ ل، ل ذ ع يستعملان فقط

عذل:

عَذَلَ يَعْذِلُ عَذْلاً وعَذَلاً، وهو اللّوم، والعُذّال الرّجال، والعُذّلُ النساء. قال:

يا صاحبيَّ أقلاّ اللّومَ والعَـذَلا


ولا تقولا لشيء فات ما فعلا

والعاذِلُ: اسم العِرْق الذي يخرج منه دم الاستحاضة.

لذع:

لَذَعَ يَلْذَعُ لَذْعاً كلَذْعِ النار أي: كحُرْقَتِها، ولَذَعْتُه بلساني، والقرحة تلتَذِعُ إذا قيّحتْ، ويلْذَعُها القيحُ. قال:

وفي الجَمْر لَذْعٌ كجمرِ الغَضَى

والطائر يلذَعُ الجناحَ إذا رَفْرَفَ به ثمّ حرّك جناحَيْهِ ومشَى مشياً قليلاً.

باب العين والذّال والنّون معهما

يستعمل ذ ع ن فقط

ذعن:

يقال: أَذْعَنَ إِذْعاناً، وذَعِنَ يذْعَن أيضاً، أي: انقاد وسَلِسَ. ناقةٌ مِذعانٌ سَلِسَةُ الرأسِ منقادةٌ لقائدها.وفي القرآن: مُذْعِنين أي: طائعين قال:

.........................وقرّبت مذعاناً لموعاً زمامُها

باب العين والذّال والفاء معهما

ذ ع ف يستعمل فقط

ذعف:

الذُّعافُ سمٌّ ساعة. وطعام مَذْعوفٌ جُعل فيها الذُّعاف. قال رزاح:

وكنّا نمنعُ الأقوامَ طرّا


ونسقيهم ذُعافاً لا كميتا

باب العين والذّال والباء معهما

ع ذ ب، ب ذ ع يستعملان فقط

عذب:

عَذُبَ الماءُ عُذوبةً فهو عَذْبٌ طيب، وأَعْذبتُه إعذاباً، واستعذبته، أي: أسقيته وشربته عَذْباً. وعَذَبَ الحمار يَعْذِبُ عَذْباً وعُذوباً فهو عاذِبٌ عَذوبٌ لا يأكل من شدة العطش. ويقال للفرس وغيره: عَذوبٌ إذا بات لا يأكل ولا يشرب، لأنه ممتنع من ذلك. ويَعْذِبُ الرّجل فهو عاذِبٌ عن الأكل، لا صائم ولا مُفْطِرٌ. قال عَبِيد:

وتَبَدَّلوا اليَعْبوبَ بعدَ إلَهـهـم


صنماً فَقَرّوا يا جَديلَ وأَعْذِبوا

وقال حُمَيْد:

إلى شجرٍ ألمَى الظّلال كـأنّـه


رواهبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ

وتقول أعذبتُه إعذاباً، وعذّبتُه تعذيباً، كقولك: فطّمته عن هذا الأمر، وكلّ من مَنَعْتَهُ شيئاً فقد أعْذَبْتَهُ. قال:

يَسُبُّ قومَك سبّاً غير تعذيب

أي: غير تفطيم. و العَذُوبُ العاذِبُ الذي ليس بينَه وبين السّماء سِتْر. قال النابغة الجعديّ:

فبات عَذوباً للسّمـاءِ كـأنّـه


سهيلٌ إذا ما أفردَتْهُ الكواكبُ

والمعذّب قد يجيء اسماً ونعتاً للعاشق. وعَذَبَةُ السَّوط: طَرَفُه. قال:

مثلُ السّراحِينِ في أعناقِها العَذَبُ

يعني أطراف السُّيور التي قد قلّدت بها الكلاب. والعَذَبَةُ في قضيب البعير أَسَلَتُه. أي: المستدقّ من مقدّمه، ويجمع على عَذَب. وعذَبة شِراك النعل: المرسلة من الشّراك. والعُذَيْبُ: ماء لبني تميم.

بذع:

البَذَعُ: شبه الفَزَع. والمبذوع كالمفزوع. قال الأعرابيّ: بُذِعُوا فأبْذَعَرُّوا. أي: فَزِعوا فتفرّقوا.

باب العين والذّال والميم معهما

ع ذ م، م ذ ع يستعملان فقط

عذم:

عَذَمَ يَعْذِم عَذْماً، والاسم العذيمة وهو الأخذ باللسان، واللوم. قال الرّاجز:

يظَلُّ مَنْ جاراه في عذائمِ

من عُنفوانِ جَرْيِهِ العُفاهمِ

أي: في ملامات. وفرسٌ عَذُومٌ، وعَذِمٌ، أي: عضوض. والعُذّامُ: شَجَرٌ من الحَمْضِ يَنْتَمِىءُ، وانتماؤه انشداخه إذا مَسسْتَه. له ورق كورق القاقُلّ، الواحدة عُذّامة.

مذع:

مَذَعَ لي فلانُ مَذْعَةً من الخَبَر إذا أخبرك عن الشيء ببعضِ خَبَره ثم قَطَعَهُ، وأخذ في غيره، ولم يتمّمه. والمُذّاعُ: الكذّابُ يكذِبُ لا وفاءَ له. ولا يحفَظُ أحداً بالغيب.

باب العين والثاء والرّاء معهما

ع ث ر، ث ع ر، ر ع ث، رث ع مستعملات

عثر:

عَثَرَ الرّجل يَعْثُرِ ويَعْثُرُ عثوراً، وعثر الفرس عِثاراً إذا أصاب قوائمه شيء، فيُصرع أو يَتَتَعْتَعُ. دابّة عثور: كثيرة العثار. وعثرَ الرّجل يعثرُ عثراً إذا اطلّع على شيء لم يطلّع عليه غيره. وأعثرت فلاناً على فلانٍ أي: أطلعته عليه، وأعثرته على كذا. وقوله عزّ وجل: "فإِن عُثِرَ" أي: اطُّلِعَ. والعِثْيَرُ: الغبار السّاطع. والعَثْيَرُ الأثَرُ الخفيُّ، وما رأيت له أثراً ولا عِثْيَرا.ً والعَيْثَرُ: ما قلبت من ترابٍ أو مَدَرٍ أو طينٍ بأطراف أصابع رجلَيْكَ إذا مشيت لا يرى من القدم غيره. قال:

.................. عَيْثَرْتَ طَيْرَكَ لو تَعيفُ

يقول: وقعت عليها لو كنت تعرف، أي: جزتَ بما أنت لاقٍ لكنّك لا تعرف. والعاثور: المتالِف. قال:

وبلدةٍ كثيرةِ العاثُورِ

ثعر:

الثَّعْرُ والثُّعْرُ، لغتان، لَثىً يخرج من غصن شجرة السَّمُر، يقال: هو سمٌّ. والثُّعْرور: الغليظ القصير من الرّجال. والثعارير: ضربٌ من النّبات يشبه الأذْخِرَ يكون بأرض الحجاز.

رعث:

الرَّعْثةُ: تلتلة تتّخذ من جُفِّ الطَّلْعِ يُشْرَبُ بها. والرِّعاثُ: ضربٌ من الخَرَزِ والحليّ. قال:

إذا علقت خافَ الجنان رِعاثها

وقال:

رقراقة كالرشأ المُرَعَّثِ

أي في عنقها قلائد كالرِعاث. وكلّ مِعْلاقٍ كالقُرط والشّنْف ونحوه في آذان أو قلادة فهو رِعاثٌ، وربّما علّقت في الهودج رُعُثٌ كثيرة، وهي ذباذب يُزَيَّنُ بها الهودجُ. ورَعْثَةُ الدّيك عُثْنونُهُ. أنشد أبو ليلى:

ماذا يُؤَرّقُني والنّومُ يَطْـرُقُـنـي


من صوتِ ذي رَعَثاتٍ ساكنِ الدّارِ

وَرَعِثَتِ العَنْز تَرْعَثُ رَعَثاً إذا ابيضّت أطرافُ رَعْثَتِها. أي: زَنَمَتها.

رثع:

رجل رَثِعٌ، وقوم رَثِعون، وقد رَثِعَ رَثَعاً، وهو الطّمع والحرص.

باب العين والثاء واللام معهما

ع ل ث، ث ع ل مستعملان فقط

علث:

العَلْثُ: الخَلْطُ. يقال: عَلَثَ يَعْلِثُ عَلْثاً، واعتلث. ويقال للزّنْد إذا لم يُورِ واعتاص: عُلاثة، ويقال: إنّما هو علث والعُلاثُ اسمه. قال:

وإنّي غير معتلث الزناد

أي: غير صلد الزّند. أي: أنا صافي النّسب. واعْتَلَث زنداً أخذه من شجرٍ لا يدري أيُوري أم لا. واعتلث سهماً أتّخذه بغير حذاقة. عُلاثَةُ: اسم رجل، ويقال: بل هو الشيء الذي يَجْمع من هنا وهناك.

ثعل:

الثُّعْلُ: زيادة السّنّ أو دخول سنّ تحت سنّ في اختلاف من المّنْبِت. ثَعِلَ ثَعَلاً فهو أَثْعَلُ والأنثى ثَعْلاء، وربما كان الثُّعْل في أطباء الناقة، والبقرة، وهي زيادة في طُبْيِها فهي ثَعْلاء. والأَثْعَلُ: السيّد الذي له فضول. والثُّعلول: الرّجلُ الغضبانُ. قال:

وليس بثُعْلولٍ إذا سِيل واجتُـدي


ولا بَرٍماً يوماً إذا الضّيفُ أوهما

والأنثى من الثعالب ثُعالة، ويقال للذّكر أيضاً ثعالة. قال رافع: الثعل دُوَيْبة صغيرة تكون في السّقاء إذا خبث ريحُه. ويقال للرّجل إذا سبّ: هذا الثّعل والكعل، أي: لئيم ليس بشيء، والكعل: كسرة تمر يابس لا يكاد أحدٌ يكسره ولا يأكله وأصله تشبيه بتلك الدّوَيْبَة فاعلم. عثل: يقال رجل عِثْوَلٌ، أي: طويل اللحية، ولِحْيةٌ عِثْوَلَّة: ضخمة.

باب العين والثاء والنون معهما

ع ث ن، ع ن ث يستعملان فقط

عثن:

العُثانُ: الدُّخانُ. عَثَنَ النار يَعْثُنُ عَثْناً، وعَثّنَ يُعَثّنُ تعثيناً، أي: دخّن تدخيناً. وعَثِنَ البيتُ يَعْثَنُ عَثَناً إذا عبق به ريح الدُّخْنة، وعَثَّنْتُ البيتَ والثّوبَ بريح الدُّخْنة والطِّيب تعثيناً، أي: دخّنتُه. وعُثْنونُ اللّحية طولُها وما تحتها من الشّعر. والعُثْنونُ: شُعَيْراتٌ عند مَذْبَحِ البعير. وجمعُه عَثانين. وعُثْنونُ السَّحابِ: ما تدلّى من هَيْدَبِها. وعُثْنُونُ الرّيحِ: هَيْدَبُها في أوائلها إذا أقبلت تجُرُّ الغبارَ جرّاً، ويقال: هو أوّلُ هبوبها ويقال: العِثْنُ يبيسُ الكلأ.

عنث:

العُنْثُ أصلُ تأسيس العُنْثُوة وهي يبيسُ الحلِيّ خاصّة إذا اسودّ وبلي. ويقال: عُنْثَة، وشبه الشاعر شَعَرات اللّمّة به فقال:

عليه من لِمّتِهِ عِناثٌ

ويروى عَناثي مثل عناصي في جماعته عُنْثُوة.

باب العين والثّاء والباء معهما

ع ب ث، ث ع ب، ب ث ع، ب ع ث مستعملات

عبث:

عَبِثَ يَعْبَثُ عَبَثاً فهو عابث بما لا يعنيه، وليس من باله، أي لاعب. وعَبَثْتُ الأقِطَ أَعْبِثُهُ عَبْثاً فأنا عابث، أي: جفّفته في الشمس. والاسم: العبيث. والعبيثة والعبيث: الخلط.

ثعب:

ثَعَبْتُ الماء أَثْعَبُهُ ثَعْباً، أي: فجّرته فانثعب، ومنه اشتقّ المَثْعَبُ وهو المِرْزاب. وانثعب الدم من الأنف. والثُّعبانُ: الحيّة الطويل الضّخم، ويقال: أُثْعُبان. قال:

على نهجٍ كثُعْبانِ العرين

والأُثْعُبانُ الوجهُ الضَّخْم الفَخْمُ في حُسْنٍ وبياضٍ. قال الرّاجز:

إنّي رأيتُ أُثْعُباناً جَعْدا

قد خرجتْ بعدي وقالتْ نَكْدا

والثُّعَبَةُ: ضربٌ من الوزغ لا تلقى أبداً إلا فاتحةً فاها شبه سامّ أبرص، غير أنها خضراء الرأس والحلق جاحظة العينين، والجميع: الثُّعَب. والثَّعْبُ: الذي يجتمع في مسيل المطر من الغُثاء. وربما قالوا: هذا ماء ثَعْبٌ، أي: جارٍ، للواحد ويجمع على ثُعْبان.

بثع:

البَثَعُ: ظهور الدّم في الشّفتين خاصّة. شفة باثِعةٌ كاثِعةٌ، أي: يتبثَّعُ فيها الدّمُ، وكادت تنفطر من شدّة الحُمرة، فإذا كان بِالغَيْن فهو في الشّفتين وغيرهما من الجسد كلّه، وهو التَّبثّغ.

بعث:

البَعْثُ: الإِرسالُ، كبعث الله من في القبور. وَبَعَثْتُ البعيرَ أرسلتُه وحللت عِقالُه، أو كان باركاً فَهِجْتُهُ. قال:

أُنيخها ما بدا لي ثم أَبْعَثُهـا


كأنها كاسرٌ في الجوّ فتخاء

وبعثته من نومه فانبعث، أي: نبّهته. ويومُ البَعْثِ: يومُ القيامة. وضرب البَعْثُ على الجند إذا بعثوا، وكل قوم بُعِثوا في أمرٍ أو في وَجْه فهم بَعْثٌ. وقيل لآدم: ابعَثْ بَعْثَ النار فصار البَعْثُ بَعْثاً للقوم جماعة. هؤلاء بَعْثٌ مثل هؤلاءِ سَفْرٌ ورَكْبٌ.

باب العين والثاء والميم معهما

ع ث م، ث ع م مستعملان فقط

عثم:

عَثَمْتُ عظمَهُ أَعْثِمُهُ عَثْماً إذا أسأت جَبْرَهُ وبقيَ فيه وَرَمٌ أو عِوَج، وعَثِمَ عَثَماً فهو عَثِمٌ، وبه عَثَمٌ كهيئة المشمش. قال:

وقد يَقطعُ السّيفُ اليمانِي وجَفْنُهُ


شباريقُ أعشارٍ عُثِمْنَ على كَسْرِ

والعَيْثام: شجرة بيضاء طويلة جداً، الواحدة عَيْثامة. والعَيْثُومُ الضّخم من كلّ شيء الشّديد. ويقال للفيلة الأنثى عَيْثوم، ويقال للذّكر أيضاً عيثوم، ويُجمع عياثيم. قال:

وقد أَسِيرُ أمامَ الحيِّ تحمِلُني


والفَضْلَتَيْنِ كِنازُ اللّحمِ عَيْثُومُ

أي: قوّية ضخمة شديدة. والعَثَمْثَمُ: الطويل من الإبل في غِلَظٍ، ويُجمع على عَثَمْثَمات، ويوصف به الأسد والبغل لشدّة وَطْئهما.

ثعم:

الثَّعْمُ: النّزع والجرّ. ثَعَمْتُه: نزعته. وتَثَعَّمَتْ فلاناً أرضُ بني فلانٍ إذا أعجبتْهُ وجَرَّتْه إليها ونَزَعَتْهُ.

باب العين والرّاء واللام معهما

ر ع ل مستعمل فقط رعل: الرّعْلُ: شدّةُ الطَّعْن. رَعَلَهُ بالرّمح، وأَرْعَلَ الطَّعْنَ. قال الأعراب: الرَّعْلُ الطّعنُ ليس بصحيح إنّما هو الإرعال، وهو السُّرعةُ في الطّعن. وضرب أرعَلُ، وطعنٌ أَرْعَلُ أي: سريع. قال:

يَحمي إذا اخْترط السيوفَ نساءنا


ضربٌ تطيرُ له السّواعدُ أَرْعَلُ

ورَعْلَةُ الخيل: القِطْعَةُ التي تكون في أوائلها غير كثير. والرِّعالُ: جماعة. قال:

كأنّ رِعالَ الخيلِ لمّا تبـدّدت


بوادي جرادِ الهبوةِ المُتَصَوّب

والرَّعيلُ: القطيعُ أيضاً منها. والرَّعْلَةُ النّعامة، سُمّيت بها لأنّها لا تكاد تُرى إلا سابقةً للظليم. والرَّعْلَةُ: أوّل كلّ جماعة ليست بكثيرة. وأراعيل في كلام رؤبة: أوائل الرّياح، حيث يقول:

تُزْجي أراعيلَ الجَهامِ الخُورِ

وقال:

جاءت أراعيل وجئت هَدَجا

في مدرعٍ لي من كساءٍ أَنْهَجا

والرَّعْلَةُ: القُلْفَةُ وهي الجِلْدةُ من أُذُنِ الشّاةِ تُشْتَقُّ فَتُتْرَكُ مُعلّقةً في مُؤَخَّر الأذُن.

باب العين والراء والنون معهما

ع ر ن، ر ع ن، ن ع ر مستعملات

عرن:

عَرِنَتِ الدّابّةُ عَرَناً فهي عَرونٌ، وبها عَرَنٌ وعُرْنَةٌ وعِران، على لفظ العِضاض والخِراط، وهي داءٌ يأخُذُ في رِجل الدّابّة فوق الرُّسْغِ من آخره مثل سَحَجٍ في الجلد يُذْهِب الشَّعر. والعِرانُ: خَشَبة في أنفِ البعير. قال:

وإن يَظْهَرْ حديثُك يُؤتَ عَدْواً


برأسِك في زِناقٍ أو عِرانِ

والعَرَنُ: قروح تأخذ في أعناق الإبل وأعجازها. والعرنين: الأنف. قال ذو الرّمة:

تَثْني النِّقابَ على عِرْنينِ أرْنبةٍ


شمّاءَ مارِنُها بالمسْكِ مَرْثوم

عُرَيْنة: اسم حيّ من اليمن، وعَرين: حيّ من تميم. قال جرير:

بَرِئْتُ إلى عُرَيْنَة من عَرِينِ

والعَرِينُ: مأوى الأسد. قال:

أَحَمَّ سَراةِ أعلَى اللّونِ منه


كَلَوْنِ سَراةِ ثُعْبانِ العَرين

قال: هذا زمامٌ وإنّما حمّمتْهُ الشّمس ولوّحتْ لَوْنَه، والثُعْبانُ على هذه الصفة.

رعن:

رَعُنَ الرّجلُ يَرْعَنُ رَعَناً فهو أَرْعَنُ، أي: أهوج، والمرأة رعناء، إذا عُرِفَ الموق والهوج في منطقها. والرَّعنُ من الجبال ليس بطويل، ويجمع على رُعُون ورِعان، قال:

يعدل عنه رعُنِ كلِّ ضدٍّ

عن جانِبَيْ أجْرَد مُجْرَهِدِّ

أي عريان مستقيم، وقال:

يَرْمينَ بالأبصارِ أنْ رعنٌ بدا

ويقال هو الطّويل. وجيشٌ أرعنُ: كثير. قال:

أَرْعَنَ جرّارٍ إذا جرَّ الأَثَرْ

ورُعِنَ الرّجل إذا غُثِيَ عليه كثيراً. قال:

كأنّه من أوار الشّمس مرعونُ

أي: مغشيّ عليه من حرّ الشّمس. رُعَيْنٌ: جبلٌ باليَمَن، وفيه حِصْن يقال لملكه: ذو رُعَيْنٍ يُنْسَبُ إليه. وكان المسلمون يقولون للنّبيّ صلى الله عليه وآله: أَرْعِنا سمعك، أي: اجعل إلينا سمعك. فاستغنمت اليهود ذلك، فقالوا ينحون نحو المسلمين: يا محمد راعِنا، وهو عندهم شتم، ثمّ قالوا فيما بينهم: إنّا نشتم محمّداً في وجهه، فأنزل الله: "لا تقولوا راعنا وقولوا انظُرْنا"، فقال سعد لليهود: لو قالها رجل منكم لأضرِبَنَّ عُنُقَه.

نعر:

نَعَرَ الرّجلُ يَنْعَرُ نعيراً، وهو صوتٌ في الخيشوم. والنُّعرة: الخيشوم. نعر النّاعر، أي: صاح الصائح. قال:

وبَجَّ كلَّ عاندٍ نَعورِ

بَجَّ أي: صبّ فأكْثَرَ، يعني: خروج الدّماء من عِرْقٍ عانِدٍ لا يَرْقأُ دَمُه. نَعَرَ عِذرقُه نُعُوراً وهو خروج الدّم. والناعور: ضَرْبٌ من الدِّلاء . والنُّعَرَةُ: ذبابُ الحمير، أزرق يقع في أنوف الخيل والحمير. قال امرؤ القيس:

فظلّ يُرَنِّحُ في غَـيْطَـلٍ


كما يستدير الحِمارُ النَّعِرْ

قال:

وأحذريات يعيّيها النُّعر

والنُّعَرَةُ: ما أَجَنَّتْ حُمُرُ الوحش في أرحامها قبل أن يَتمَّ خَلْقُه. قال رؤبة:

والشَّدَنيّاتُ يساقِطْنَ النُّعَرْ

حُوصَ العُيونِ مُجْهِضاتٍ ما اسْتَطَرْ

يصفُ رِكاباً ترمي بأّجِنَّتِها من شدّة السّير. ورجلٌ نعور: شديد الصوت. ورجلٌ نَعِرٌ: غضبان. وأمرأة غَيْرَى نَعْرَى، يعني بالنَّعرى: الغضبى. وأمّا نغِرة بالغين فمُحمارّة الوجه مُتغيِّرة متربّدة اللّون. ويقال للمرأة الفحّاشة: نَعّارة.

باب العين والرّاء والفاء معهما

ع ر ف، ع ف ر، رعف، ر ف ع، ف ر ع مستعملات

عَرَفَ:

عَرَفت الشىءَ مَعْرِفَةً وعِرْفاناً. وأَمْرٌ عارفٌ، معروفٌ، عَرِيفٌ. والعُرْفُ: المعروف. قال النّابغة:

أبَى الـلـهُ إلا عَـدْلَـهُ وقَـضـاءَهُ


فلا النُّكْرُ مَعْروفٌ ولا العُرْفٌ ضائع

والعَريفُ: القيّم بأمرِ قومٍ عرّفَ عليهم، سُمّي به لأنّه عُرِفَ بذلك الاسم. ويوم عَرَفَة: موقفُ النّاس بعَرَفات، وعَرَفات جبل، والتَّعريفُ: وقوفهم بها وتعظيمهم يوم عَرَفَة. والتَّعريفُ: أن تصيبب شيئاً فتعرفه إذا ناديت من يعرف هذا. والاعْترافُ: الإقرار بالذّنب، والذلُ، والمهانة، والرضَى به. والنفسُ عَرُوفٌ إذا حُمِلَتْ على أمرٍ بسأتْ به، أي: اطمأنَّت. قال:

فآبوا بالنِّساءِ مُـرَدَّفـاتٍ


عوارفَ بعْدَ كَنٍّ وائتجاح

الائتجاح من الوجاح وهو السّتر، أي: معترفات بالذّلّ والهون. والعَرْفُ: ريحٌ طيّبٌ، تقول: ما أطيب عَرْفَهُ، قال الله عزّ وجلّ: "عَرَّفها لهم" ، أي: طيّبها، وقال:

ألا رُبَّ يومٍ قد لَهَوْتُ ولـيلةٍ


بواضحة الخدّين طيّبة العَرْف

ويقال: طار القَطا عُرْفاً فعُرْفا، أ ي: أولاً فأولاً، وجماعة بعد جماعة. والعُرْف: عُرْفُ الفَرَس، ويجمع على أَعْرَاف. ومَعْرَفَةُ الفرسِ: أصلُ عُرْفة.

عفر:

عَفَرْته في التّراب أَعْفِرُه عقراً، وهو متعفّر الوجه في التّراب. والعفر: التّراب. وعفّرتُه تعفيراً، واعتفرته اعتفاراً إذا ضربت به الأرض فَمَغَثْتُه فانعفر، قال:

تَهْلِكُ المِدْراةُ في أكنافِه


وإذا ما أرسلَتْه يَنْعَفِرْ

أي: يسقط على الأرض. يَعْفُر: اسم رجل. والعُفرة في اللون: أن يضرب إلى غيره في حمرة، كلون الظّبي الأعْفَر، وكذلك الرّمل الأعفر. قال الفرزدق:

يقول لي الأنباط إذْ أنا ساقط


به لا بظبيٍ بالصَّريمة أعفرا

واليعفور: الخشف، لكثرة لزوقه بالأرض. ورجل عِفْرٌ وعِفْرِيَةٌ. وعِفارِيَةٌ وعِفْريتٌ: بيّن العَفارة، يوصف بالشيطنة. وشيطان عِفْرِيةٌ وعِفْريتٌ وهم العَفارِيَة والعَفارِيتُ، وهو الظّريف الكيّس، ويقال للخبيث: عِفِّرِّي، أي: عِفِرّ وهم العِفِرّيونَ. وأَسَدٌ عَفَرْنَى ولَبُؤة عَفَرناةٌ وهي الشّديدة قال الأعشى:

بذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ

وعِفْرِيةُ الرأس: الشّعر الذي عليه. وعِفْرِيةُ الديك مثله. وأمّا ليثُ عِفِّرين فدُوَيْبَّة مأواها التّراب السّهل في أصول الحيطان. تُدَوِّرُ دُوّارة ثم تندسّ في جوفها، فإذا هِيج رمَى بالتّراب صُعُدا. ويُسمَّى الرّجل الكامل من أبناء خمسين: ليثَ عِفِرِّين. قال: وابنُ العَشْر لعّابٌ بالقُلِينَ، وابنُ العِشرينَ باغي نِسِين، أي: طالب نساء، وابنُ الثلاثين أسْعَى السّاعينَ، وابنُ الأربعين أبطشُ الباطشينَ، وابنُ الخمسين ليث عِفِرّين، وابنُ الستين مؤنس الجَليسينَ، وابنُ السّبعينَ أحكمُ الحاكمين، وابنُ الثّمانينَ أسرعُ الحاسبينَ، وابنُ التّسعين واحد الأرذلينَ، وابنُ المئة لاجا ولاسا، أي: لا رجل ولا امرأة. والعَفارَة: شجرة من المَرْخ يُتَّخذُ منها الزّند، ويُجمع: عَفاراً. ومَعافر: العرفط يَخْرجُ منه شبه صَمْغٍ حُلوٍ يُضيّع بالماء فيشرب. ومَعافر: قبيلةٌ من اليَمَن. ولقيته عن عُفْرٍ، أي بعد حين. وأنشد:

أعِكْرِم أنت الأصل والفرعُ والذي


أتاك ابن عمّ زائراً لك عن عُفْرَ

 

قال أبو عبد الله: يقال: إنّ المُعَفَّر المفطوم شيئاً بعد شيءٍ يُحْبَس عنه اللبن للوقت الذي كان يرضَعُ شيئاً، ثمّ يعاد بالرَّضاع، ثمّ يُزادُ تأخيراً عن الوقت، فلا تزالُ أمُّه به حتّى يصبر عن الرَّضاع، فَتَفْطمه فِطاماً باتًّا.

رعف:

رَعَفَ يَرْعُفُ رُعافاً فهو راعف. قال:

تضمَّخْنَ بالجاديّ حتّى كأنّما الأنوفُ إذا استعرضتَهُنَّ رواعفُ

والرَّاعفُ: أَنْف الجبل، ويجمع رواعف. والرّاعِفُ: طرف الأرْنَبَة. والرّاعِف: المتقدم وراعوفةُ البئر وأُرْعوفَتُها، لغتان: حَجَر ناتئ على رأسها لا يستطاع قلعه، ويقال: هو حجرٌ على رأس البئر يقوم عليه المستقي.

رفع:

رفَعْته رَفْعاً فارتفع. وبَرْقٌ رافع، أي: ساطع، قال:

أصاح ألم يُحْزِنْكَ ريح مريضة


وبرق تلالا بالعقيقين رافـع

والمرفوعُ من حُضْر الفَرَس والبِرْذَون دون الحُضْر وفوقَ الموضوع. يقال: ارْفَعْ من دابّتك، هذا كلام العرب. ورَفُع الرّجلُ يَرْفُعُ رَفاعةً فهو رفيعٌ إذا شَرُف وامرأة رفيعة. والحمارُ يرفِّعُ في عَدْوِهِ ترفيعاً: أي: عدا عَدْواً بعضُهُ أرفعُ من بعض . كذلك لو أخذت شيئاً فرفعت الأوّل فالأوّل قلت: رفَّعتُه ترفيعاً. والرَّفْعُ: نقيضُ الخَفْضِ. قال:

فاخْضَعْ ولا تُنْكِرْ لربّك قُدْرةً


فالله يخفض من يشاء ويرفع

والرّفعة نقيض الذّلّة. والرُّفاعةُ والعِظامةُ والزُّنْجُبَة: شيء تعظّم به المرأة عجيزتها.

فرع:

فَرَعْتُ رأس الجبل، وفَرَعْتُ فلاناً:علوتُه. قال لبيد:

لم أَبِتْ إلاّ عليه أو عـلـى


مَرْقَب يَفْرَعُ أطرافَ الجَبَلْ

والفَرْعُ: أوّل نِتاجِ الغنم أو الإبل. وأَفْرَعَ القومُ إذا نُتِجوا في أوّل النِّتاج. ويقال: الفَرَعُ: أوّل نتاج الإبل يُسلخ جلده فَيُلْبَسُ فصيلاً آخر ثم تَعْطِفُ عليه ناقة سوى أُمّه فتحلبُ عليه. قال أوس بن حَجَر:

وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ من الأقْ


وامِ سَقْباً مُجَلَّـلاً فَـرَعـا

والفَرْعُ: أعلى كلّ شيء، وجَمْعُه: فُروعٌ. والفروع: الصّعود من الأرض. ووادٍ مُفْرِعٍ: أفْرَع أهلَه، أيْ: كفاهم فلا يحتاجون إلى نُجْعة. والفَرَعُ: المال المُعَدُّ. ويقال: فَرِعَ يَفْرَعُ فَرَعاً، ورجلٌ أَفْرَعُ: كثير الشّعر. والفارِع والفارِعة والأفرَعُ والفَرْعاء يوصف به كثرة الشّعر وطوله على الرأس. ورجلٌ مُفْرَعُ الكَتِفِ: أي: عريض. قال مرار:

جَعْدةٌ فرعاءُ في جُمْـجُـمةٍ


ضخْمةٍ نمرق عنها كالضّفر

وأفرع فلان إذا طال طولاً. وأَفْرَعْتُ بفلانٍ فما أحمدته، أي: نزلت. وأفرع فلان في فرع قومه، قال النابغة:

ورعابيب كأمثـالِ الـدُّمَـى


مُفْرِعات في ذِرَى عزِّ الكَرَمْ

وقول الشاعر:

وفروعٍ سابغٍ أطرافُـهـا


علّلتها ريحُ مِسْكٍ ذي فَنَع

يعني بالفروع: الشعور. وافْتَرَعْتُ المرأةَ: افْتَضَضْتُها. وفَرَّعْتُ أرض كذا: أي جوّلت فيها، وعلمت علمها وخبرها. وفَرْعَةُ الطّريق وفارِعَتُهُ: حواشيه. وتَفَرّعْتُ بني فلان: أي: تزوّجتُ سيّدةَ نسائهم. قال:

وتفرّعنا من ابـنـي وائلٍ


هامةَ العزّ وخُرطومَ الكرم

فوارع: موضعٌ. والإفراعُ: التصويب. والمُفْرِعُ: الطويل من كلّ شيء. والفارعُ: ما ارتفع من الأرض من تلّ أو علم. أو نحو ذلك. فارِعٌ: اسمُ حصنٍ كان في المدينة. والفَرَعَةُ: القملةُ الصغيرةُ.

باب العين و الرّاء والباء معهما

ع ر ب، ع ب ر، ر ع ب، ب ع ر، ر ب ع،ب ر ع مستعملات

عرب:

العرب العاربة: الصريح منهم. والأعاريب: جماعة الأعراب. ورجل عربيّ. وما بها عَريب، أي: ما بها عربيّ. وأعرب الرجل: أفصح القول والكلام، وهو عربانيّ اللسان، أي: فصيح. وأعرب الفرس إذا خلصت عربيّته وفاتته القرافة. والإبل العِراب: هي العربية. والعرب المستعربة الذين دخلوا فيهم فاستعربوا وتعرّبوا. والمرأة العَروُبُ: الضحّاكة الطّيّبةُ النّفس، وهنّ العرب. والعَروبةُ: يوم الجُمُعَة. قال:

يا حسنه عبد العزيز إذا بدا


يومَ العَروبةِ واستقرّ المنبر

كَنَّى عن عبد العزيز قبل أن يظهره، ثم أظهره. والعَرَبُ: النّشاطُ والأرَنُ. وعَرِبَ الرّجلُ يَعْرَبُ عَرَباً فهو عَرِبٌ، وكذلك الفرس عَرِبٌ، أي: نشيط. وعَرِبَ الرّجُلُ يَعْرَبُ عَرَباً فهو عَرِبٌ، أي: مُتْخَم. وعربت مَعِدَتُه وهو أن يدوي جوفه من العلف. والعِرْبُ: يبيس البهمى. الواحدة: عِرْبَةٌ. والتّعريب: أن تُعَرَّبَ الدّابّة فَتُكْوَى على أشاعراها في مواضع، ثم يُبْزَغُ بمبزَغٍ ليشتدّ أشعره. والعِرابَةُ والتَّعريب والإعْرابُ: أسامٍ من قولك: أعربت، وهو ما قبح من الكلام، وكرِه الإعرابُ للمُحْرِم. وعرّبت عن فلان، أي تكلّمت عنه بحجة.

عبر:

عَبَّرَ يُعبِّر الرؤيا تَعبيراً. وعَبَرَها يَعْبُرُها عَبْراً وعِبارة. إذا فسّرها. وعَبَرْت النهر عُبوراً. وعِبْرُ النّهر شطّه. وناقةٌ عُبْرُ أسفارٍ. أي: لا تزال يُسافَرُ عليها. قال الطّرمّاح:

قد تَبَطَّنْتُ بِهِـلْـواعةٍ


عُبْرِ أسفارٍ كَتُومِ البُغامْ

والمَعْبَرُ: شطّ النهر الذي هيّئ للعبور. والمَعْبَرُ: مركب يعبر بك، أي: يقطع بلداً إلى بلَدٍ. والمِعْبَرَة: سفينة يُعْبَرُ عليها النّهرُ. وعَبَّرتُ عنه تعبيراً إذا عيّ من حُجّته فتكلّمتُ بها عنه. والشّعرى العَبورُ: نجم خلف الجوزاء. وعَبَّرتُ الدّنانير تعبيراً: وَزَنْتها ديناراً ديناراً. ورجلٌ عابِرُ سبيلٍ، أي: مارُّ طريق. والعِبْرَةُ: الإعتبار لما مضى. والعَبيرُ: ضربٌ من الطّيب. وعَبْرَة الدّمع: جريُه، ونفسه أيضاً. عَبِرَ فلان يَعْبَرُ عَبَراً من الحزن، وهو عَبْرانُ عَبِرٌ، وامرأة عَبْرَى عَبِرَةٌ. واستعبر أي: جرت عَبْرَتُهُ. والعُبْرِيُّ: ضربٌ من السِّدْر، ويقال: العُبْرِيُّ: الطويل من السِّدْر الذي له سوق. والضّال: ما صغر منه. قال العجاح:

لاثٍ بها الأشاءُ والعُبْرِيّ

وقال:

....ضروبَ السِّدرِ عُبْرِيّاً وضالا

والعُبْرُ: قبيلة، قال:

وقابلتِ العُبْر نصف النّها


ر ثمّ تولّت مع الصّادر

وقوم عَبيٌر، أي: كثيرٌ. والعِبْرانِيّة لغة اليهود.

رعب:

الرُّعْبُ: الخوف. رَعَبْتُ فلاناً رُعْباً ورُعُباً فهو مرعوب مُرْتَعِبٌ، أي: فَزِع. والحمام الرّعبيّ والرّاعبيّ: يُرَعِّبُ في صوته ترعيباً، وهو شدّة الصوت. ويقال: إنّه لشديد الرَّعب. قال:

ولا أجيب الرَّعْبَ إن دعيتُ

ورعّبْتُ السّنامَ ترعيباً. إذا قطّعته تِرْعيبةً تِرْعيبةً. والرّعبة: القِطعة من السّنامِ ونحوه. قال:

ثمّ ظلِلنا في شواءٍ رُعْبَبُه

وقال:

كأنَّهنّ إذا جرّدنَ تِرْعيب

وجارية رُعبوبة. أي: شطبة تارة، ويقال: رُعبوب والجمع: الرّعابيب. قال الأخطل:

قضيت لبانةَ الحـاجـاتِ إلاّ


من البيضِ الرَّعابيبِ المِلاحِ

والتَّرْعابةُ: الفَروقةُ. قال:

أرى كلَّ ياموف وكلّ حَزَنْبَلٍ


وشِهْدارة تِرْعابة قد تضلّعا

الشهدارة: القصير، وهو الذي يُسْخَر منه أيضاً. وسيلٌ راعِبٌ، إذا امتلأ منه الوادي.

بعر:

البَعَرُ للإِبل ولكلّ ذي ظلف إلاّ للبقر الأهليّ فإنه يَخْثِي. والوحشيّ يَبْعَرُ. ويقال: بَعَرُ الأرانب وخراها. والمِبعار: الشاة أو النّاقة تُباعِرُ إلى حالبها، وهو البُعار على فُعال - بضم الفاء - ، لأنّه عيب. وقال: بل المِبعار: الكثيرة البَعَر. والمَبْعَر حيث يكون البَعَرُ من الإِبل والشاء، وهي: المَبَاعِر. والبعيرُ البازل. والعرب تقول: هذا بَعيرٌ ما لم يَعْرِفوا، فإذا عَرَفوا قالوا للذّكر: جمل، وللأُنْثَى: ناقة، كما يقولون: إنسان فإذا عرفوا قالوا للذّكر: رجل، وللأُنْثى: امرأة.

ربع:

رَبَعَ يَرْبَعُ رَبْعاً. ورَبَعْتُ القومَ فأنار رابِعُهم. والرِّبْعُ من الوِرْدِ: أن تُحْبَسَ الإبلُ عن الماءِ أربعةَ أيّامٍ ثم تردَ اليومَ الخامسَ. قال:

وبلدةٍ تُمسِي قَطاها نُسَّسا

روابِعاً وبعدَ رِبْعٍ خُمَّسا

ورَبَعْت الحجر بيديّ رَبْعاً إذا رفعته عن الأرض بيدك. ورَبَعْتُ الوتَرَ إذا جعلته أربعَ طاقاتٍ. قال:

كقوس الماسخيّ يرنّ فيها


من الشّرعيّ مربوع متين

وقال لبيد:

رابطُ الجأْشِ على فَرْجِهِـمُ


أَعْطِفُ الجَوْنَ بمرْبوعٍ مِتَلّ

وقال:

أنزعها تبوّعا ومتّا

بالمَسَدِ المربوعِ حتى ارفتّا

يعني الزّمام أي: أنه على أربعِ قُوَى. ومربوع مثل رمحٍ ليس بطويل ولا قصير. وتقول: ارْبَعْ على ظلعك، وارْبَعْ على نفسك، أي: انتظر. قال:

لو أنّهم قبل بينهم رَبَعوا

والرَّبْعُ: المنزلْ والوطنُ. سمّي رَبْعاً، لأنّهم يَرْبَعون فيه، أي: يطمئنّون، ويقال: هو الموضع الذي يرتبعون فيه في الرّبيع. والرُّبَعُ: الفصيل الذي نُتِجَ في الرّبيع. ورجلٌ رَبْعَة ومَرْبوع الخلق، أي: ليس بطويل ولا قصير. والمِرباعُ كانت العرب إذا غزت أخذ رئيسُهم رُبْعَ الغنيمةِ، وقَسَمَ بينهم ما بقي. قال:

لك المِرباعُ منها والصّفـايا


وحُكْمُكَ والنَّشيطةُ والفُضولُ

وأوّل الأسنان الثّنايا ثم الرَّباعيات، الواحدة: رَباعيَة. وأَرْبَعَ الفرس: ألقى رَباعِيَتَهُ من السّنة الأخرى. والجميع: الرُّبَعُ و الأنثى: رَباعيَة. والإِبل تعدو أربعة، وهو عَدْوٌ فوق المشي فيه مَيَلان. وأرْبَعَتِ الناقةُ فهي مُرْبعٌ إذا استغلق رَحِمُها فلم تقبل الماء. والأربِعاء والأربِعاوان والأربِعاوات مكسورة الباء حُمِلَتْ على أسعِداء. ومن فتح الباء حمله على قصباء وشبهه. والرّبيعة: البيضة من السّلاح. قال:

ربيعته تلوح لدى الهياج

ورُبِعَتِ الأرضُ فهي مربوعة من الرّبيع. وارْتَبَعَ القوْم: أصابوا ربيعاً، ولا يقال: رُبِعَ. وحمّى ربع تأتي في اليوم الرابع. والمِرْبَعَةُ: خَشَبَةٌ تشال بها الأحمال، فتوضع على الإبل. قال:

أين الشَّظاظانِ وأين المِرْبَعة

قال شجاع: الرَّبَعَةُ أقصى غايةِ العادي. يقال: مالك ترتبع إليّ، أي: تعدو أقصى عَدْوك. رَبَعَ القوم في السّير. أي: رفعوا. قال:

واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضيَّ تركُضُهُ


أمُّ الفوارس بالـدِّئداءِ والـرَّبَـعَة

وقال:

ما ضرَّ جيرانَنا إذا ارتبعوا


لو أنّهم قبلَ بَيْنِهِمْ رَبعـوا

هذا من قولهم: إرْبَعْ على نفسك. ويقال: الرّبعة: عَدْوٌ فوق المشي فيه مَيَلان. والرَّبْعَةُ: الجُونةُ. قال خلف بن خليفة:

محاجهم نضِّدْنَ في رَبْعَة

برع:

بَرَعَ يَبْرُعُ بَرْعاً، وهو يتبرّع من قبل نفسه بالعطاء، إذا لم يطلب عوضاً. قالت الخنساء:

جَلْدٌ جميلٌ أريبٌ بـارعٌ وَرِعٌ


مأوى الأرامِلِ والأيتامِ والجارِ

باب العين والرّاء والميم معهما

ع ر م، ع م ر، ر ع م، م ع ر، ر م ع، م ر ع مستعملات

عرم:

عَرَمَ الإنسانُ يَعْرُمُ عَرامةً فهو عارِمٌ. وعَرُم يَعْرُم. قال صقر بن حكيم:

إنّي امرؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي

بسطةُ كفٍّ ولسانٍ عارمِ

وعُرامُ الجيشِ: حدُّهم وشِرَّتُهم وكَثْرتُهم. قال سَلامَة بنُ جَنْدَل:

وإنّا كالحصى عَـدَداً وإنّـا


بنو الحربِ التي فيها عُرامُ

وقال:

وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ وفِـتْـيةٍ


هَدَيْتُ وجمعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ

والعَرِمُ: الجُرَذُ الذّكَرُ. والعُرْمَةُ: بياضٌ بمرَمّة الشاة، عنقها بيضاء وسائرها أسود. والعَرَمَةُ الكُدْسُ المدوسُ الذي لم يُذَرَّ بعدُ كهيئة الأزَج. قال شجاع: لا أقول: نعجة عَرْماء، ولكن ماعزة عرماء ببطنها بياض. والعَرَمْرَمُ: الجيشُ الكثير. وجبلٌ عَرَمْرَمٌ، أي: ضخم. قال:

أداراً بأجْمادِ النَّعام عَهِدْتُـهـا


بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَمْرَمَا

والعَرَمْرَمْ الشّديدْ العجمةِ الذي لا يُفصح.

عمر:

العَمْرُ: ضربُ من النَّخْلِ وهو السَّحُوقُ الطويلُ. والعَمْرُ: ما بدا من اللِّثة، ومنه اشتقّ اسم عمرو. والعُمْرُ عُمْرُ الحياة. وقول العرب: لعَمْرُكَ، تحلف بعمره، وتقول: عَمْرَكَ الله أن تفعل كذا. هذا إن تحلفه بالله، أو تسأله طول عُمره. عَمَرَ النّاس وعّمَّرهُمُ الله تعميراً. وتقول: إنّك عَمْري لظريف. وعَمَرَ النّاس الأرض يَعْمُرُونَها عِمارةً، وهي عامرة معمورة ومنها العُمْران. واستعمر الله النّاسَ ليَعْمُروها. والله أعمر الدّنيا عمْراناً فجعلها تعمر ثمُ يُخَرِّبُها. والعِمارة: القبيلة العظيمة. والعُمورُ: حيّ من عبد القيس. قال:

فلولا كان أسعد عبد قيسٍ


أعاديها لعادتني العمور

والحاجُّ يَعْتَمِرُ عُمْرَةً. والعَمْرَةُ: خَرَزَةٌ حمراء كثيرة الماء طويلة تكون في القرط. والإفلاس يُكنى أبا عَمْرَة.

رعم:

رَعَمَتِ الشّاةُ تَرْعَمُ فهي رَعومٌ، وهو داءٌ يأخذُ في أنفها فيسيل منه شيء، فيقال لذلك الشيء: رُعام. رَعُوم: اسم امرأة تشبيهاً بالشّاة الرّعوم. قال الأخطل:

صَرَمَتْ أمامةُ حَبْلَنا وَرَعُومُ


وبدا المُجَمْجَمُ منهما، المَكْتومُ

رُعْم: اسم امرأة. قال:

ودع عنك رُعْماً قد أتى الدّهر دونها


وليس على دهر لشيء مـعـول

معر:

مَعِرَ الظُّفْرُ مَعَراً. إذا أصابه شيءٌ فَنَصَلَ. قال:

بوقاح مجمر غير مَعِرْ

وقال:

تتّقي الأرضَ بمرثومٍ مَعِرْ

وتَمَعَّرَ لَوْنُهُ إذا تغيّر، وعَرَتْه صفرةٌ من غضبٍ. ورجل أَمْعَرُ، وبه مُعْرَة، وهو لون يضرب إلى الحمرة والصفرة، وهو أقبح الألوان. ومَعِرَ رأس الرّجل إذا ذهب شعره، وأَمْعَر أيضاً بالألف. قال:

والرأس منك مبيّن الإِمْعارِ

ويقال: رجلٌ أَمْعَرُ، أي: قليل الشعر، مثل أَزْعَر. وأَمْعَرَت الأرضُ إذا لم يكن فيها نبات، وأرض مَعِرَة مثل زَعِرَة: قليلة النبات غليظة. ومَعِرَتِ الأرضُ وأمْعَرَتْ لغتان. قال الكميت:

أصبحت ذا تلعة خضراء إذْ مَعِرَتْ


تلك التلاع من المعروف والرّحب

وأَمْعَرْنا في هذا البلد، أي: وقعنا في أرض مَعِرَة.

رمع:

رَمَعَ يَرْمَعُ رَمْعاً ورَمَعاناً وهو التحرّك. وتقول: مرّ بي يرمع رمعاً ورمعاناً مثل: رسم يرسم رسماً ورسماناً. والرَّمّاعةُ: الاست، لترمُّعِها، أي: تحرّكها. والرَّمّاعةُ التي تتحرك من رأس الصبيّ المولود - من يافوخه من رقّته - . واليَرْمَعُ: الحصى البيض التي تتلألأ في الشمس، الواحدة بالهاء. قال رؤبة:

حتى إذا حمى النهار اليَرْمَعا

مرع:

مرُعَ يَمْرَعُ مُرْعاً والمَرْعُ الاسم، وهو الكلأ. ويقال: أرض مَرِعَةٌ مُمْرِعة. مثل خَصِبَة مُخْصِبة. وأَمْرَعَ القومُ: أصابوا مَرْعاً. قال:

فلما هبطناه وأَمْرَعَ سربـنـا


أسال علينا البطن بالعدد الدثر

وأَمْرَعَ المكانُ والوادي، أي: أَكْلأ.

باب العين واللاّم والنّون معهما

ع ل ن، ل ع ن، ن ل ع مستعملات

علن:

عَلَنَ الأمرُ يَعْلُنُ عُلُوناً وعَلانِيَةً، أي: شاع وظهر. وأعلنته إعلاناً. قال:

قد كنت وَعَّزْت إلى عَلاءِ

في السِّرِّ والإعْلانِ والنَّجاءِ

ويقال للرّجُل: استسرّ ثم استعلَنَ. لا يقال: أعلن إلاّ للأمر والكلام، وأمّا استعلن فقد يجوز في كلّ ذلك. واعْتلَنَ الأمر، أي: اشتهر. ويقولون: استعلِنْ يا رجل، أي: أَظْهِرْ. والعِلان: المُعالَنة، يُعْلِنُ كلُّ واحدٍ لصاحبه ما في نفسه. قال:

وإعلاني لمن يبغي عِلاني

لعن: اللّعن: التّعذيب، والمُلَعّنُ: المعذّب، واللَّعِينُ المشتوم المسبوب. لَعَنْتُه: سَبَبْتُه. ولَعَنَهُ اللهُ: باعده. واللَّعِينُ ما يُتّخذ في المزارع كهيئة رجل. واللَّعْنَةُ في القرآن: العذابُ. وقولهم: أبيت اللَّعْنَ، أي: لا تأتي أمراً تُلْحَى عليه وتُلْعَنُ. واللّعنة: الدّعاء عليه. واللُّعَنَةُ: الكثيرُ اللّعن، واللُّعْنَةُ: الذي يلعنه النّاس. والْتَعَنَ الرّجُل، أي: أنصف في الدّعاء على نفسِه وخَصْمِه، فيقول: على الكاذب منّي ومنك اللَّعْنة. وتلاعَنوا: لَعَنَ بعضُهم بعضاً، واشتاق مُلاعَنة الرّجل امرأته منه في الحكم. والحاكم يُلاعِنُ بينهما ثم يُفَرِّق. قال جميل:

إذا ما ابنُ ملعونٍ تَحدَّر رشْحُه


عليكِ فموتي بعد ذلك أو ذري

والتلاعُنُ كالتَّشاتُم في اللفظ، وكلّ فعل على تفاعل فإن الفعل يكون منها، غير أن التّلاعُنَ ربّما استعمل في فعل أحدهما، والتَّلاعُنُ يقع فعل كلّ واحدٍ منهما بنفسه ويجوز أن يقع كلُّ واحدٍ بصاحبه فهو على معنيين.

نعل:

النَّعْل: ما جُعِلَتْ وقاية من الأرض. نَعِل يَنْعَل نعلاً، وانتعل بكذا: إذا لبس النّعل. والتنعيل: أن يُنَعّل حافر البِرْذَوْن بطبقٍ من حديد يقيه الحجارة، وكذلك خُفّ البعير بالجلد لئلا يَحْفَى. ويقال: لا يقال إلاّ أَنْعلت. ويوصف حمار الوحش فيقال: ناعِلٌ، لصلابته. قال:

يَرْكَبُ قَيْناه وَقِيعاً ناعِلا

يقول: صلبُ من توقيع الحجارةِ حتّى كأنّه مُنْتَعِلٌ من وَقاحته. ورجلٌ ناعل: ذو خفّ ونَعْل، وكذلك مُنْعِل. وكذلك يقال: أنْعَلتُ الفرس. ونَعْلُ السيف: الحديدة التي في أسفل جفنه. قال:

إلى ملك لا ينصف السّاق نعله

والنَّعلُ من الأرض: شبه أكمة صلب يبرق حصاه، لا ينبت شيئاً، ويجمع النّعال، ونعلها غِلَظُها. قال:

كأنّهمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوثٌ


بالجوِّ إذ تَبْرُقُ النِّعالُ

يعني: نعال الحرّة.

باب العين واللاّم والفاء معهما

ع ل ف، ع ف ل، ف ع ل، ل ف ع، ف ل ع مستعملات

علف:

عَلَفْتُ الدّابةَ أَعْلِفُها عَلْفاً، أي: أطعمتها العَلَف. والمِعْلَفُ: موضع العَلَف. والدّابة تعتلف، أي: تأكل، وتستعلِفُ، أي: تطلب العَلَفَ بالحمحمة. والشّاة المُعَلَّفة هي التي تسمّن. علّفتها تعليفاً إذا أكثرت تعهّدها بإلقاء العَلَفِ لها. وعلوفة الدّوابّ كأنّه جَمْعٌ وهو شبيهٌ بالمصدر وبالجمع أُخرى. والعُلَّفُ: ثمرُ الطّلح، مشددة اللاّم، الواحدة بالهاء. والعِلافِيّ، منسوب، وهو أعظم الرِّحال آخرة وواسطاً. وجمعه عِلافيّات. قال ذو الرّمة:

أحمُّ عِلافيٌّ وأبيضُ صـارمٌ


وأَعْيَسُ مَهْرِيٌّ وأروعُ ماجِدُ

وقال:

شعب العِلافيّاتِ بين فروجهـم


والمحصناتُ عوازبُ الأطهار

قوله بين فروجهم، أي: قد ركبوها ونساؤهم عوازب منهن إذا طهرن لا يغشونهنَّ، لأنّهم أبداً على الأسفار. وشيخ عُلْفوفٌ: كثيرُ الشَّعَرِ واللّحمِ، ويقال: هو كبير السّنّ.

عفل:

عَفِلَتِ المرأةُ عَفَلاً فهي عَفْلاءُ. وعَفِلَتِ النّاقةُ. والعَفَلُ والعَفَلَةُ الاسم، وهو شيء يخرج في حياء النّاقة شِبهُ أَدَرة.

فعل:

فَعَلَ يَفْعَلُ فَعْلاً وفِعْلاً، فالفَعْلُ: المصدر، والفِعْل: الاسم، والفَعالُ اسمٌ للفِعل الحسَن، مثل الجود والكرم ونحوه. ويقرأ "وأوحينا إليهم فَعْلَ الخيراتِ" بالنصب. والفَعَلَةُ: العَمَلَةُ، وهم قوم يستعملون الطّينَ والحَفْر وما يشبه ذلك من العمل.

لفع:

لفع الشّيبُ الرأس يلفع لفعاً، أي: شمل المشيب الرأس. قال سويد:

كيف يرجون سقاطي بعدما


لَفَعَ الرأسَ مشيبٌ وصَلَعْ

وتلفّع الرّجلُ، إذا شمله الشيبُ، كأنّه غطّى على سوادِ رأسِه ولحيته. قال رؤبة بن العجاج:

إنّا إذا أمر العدى تَتَرَّعا

وأَجْمَعَتْ بالشرِّ أَن تَلَفَّعا

أي: تلبّس بالشّر، يقول: يشمل شرُّهم النّاسَ. وقال:

وقد تلفّع بالقُور العساقيلُ

يعني: تلفع السّرابُ على القَارَةِ. وإذا اخضرَّ الرَعيُ واليبيسُ، وانتفعَ المالُ بما يأكل. قيل: تَلَفَّعَ المالُ. ولُفِّعَتْ فهي مُلَفَّعَة. واللِّفاعُ: خمارٌ للمرأة يَسْتُرُ رأسَها وصَدْرَها، والمرأة تَتَلَفَّعُ به. وتقول: لَفِّعَتِ المزادةُ فهي مُلَفَّعَة، أي: ثنيتها فجعلت أَطِبَّتَها في وَسَطها، فذلك تَلْفِيعُها.

فلع:

فَلَعَ رأسَه بحجرٍ يَفْلَعُ فَلْعاً فهو مَفْلوعٌ، أي: مشقوق، فانْفَلَعَ، أي: انشقّ. قال طفيل:

نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لم تُرْعَ قبلنـا


كما شُقَّ بالمُوسَى السَّنامُ المُفَلَّعُ

وتفعلّتِ البطّيخةُ، وتفعلّت العَقِبُ ونحوه. ويُقال في الشتم: لَعَنَ الله فِلْعَتَها. ويقال للمرأة: يا فَلْعَاءُ، ويا فَلْحاء، أي: يا منشقّة.

باب العين واللاّم والباء معهما

ع ل ب، ع ب ل، ل ع ب، ب ع ل،ب ل ع مستعملات

علب:

عَلِبَ النّباتُ يَعْلَبُ عَلَباً فهو عَلِبٌ. وهو الجاسي. واللحم يَعْلَبُ ويستَعْلَبُ إذا لم يكن رخصاً. واسْتَعْلَبْتُ البقل، أي: وجدْتُه عَلِباً. والعلبة الشيخ الكبير المهزول. والعُلْبُ: الضبُّّ الضّخْمُ المُسِنُّ. والعِلْباءُ: عَصَبُ العُنُق، وهما عِلباوان، وهُنَّ عَلاَبيُّ. ورمْح مُعَلَّبٌ، أي: مجلُوزٌ بعَصَبِ العِلْباء. والعُلْبَةُ من خشب كالقَدَح يُحْلَبُ فيها. ويقال: عَلَّبْتُ السّيفَ بالعَلابيّ تَعْليباً، وهو سيف مُعَلَّبٌ ومَعْلوبٌ . قال:

وسيفُ الحارثِ المعْلوبُ أَرْدَى


حُصَيْناً في الجبابرةِ الرَّدِينـا

وبعير أَعْلَبُ، وقد عَلِبَ عَلَباً، وهو داء يأخذ في جانِبَيْ عنقه تُرِمُ منه الرَّقَبَةُ وتنحني، تقول: قد حزّ عِلباوَيْه، وعِلْبابَيْهِ وبالوا أجود. والعِلابُ سمة في طول العُنُق، ربّما كان شبراً، ورُبّما كان أقصر. وعَلَبْتُ الشيءَ أَعْلُبُهُ عَلْباً وعُلُوباً إذا أثّرت فيه. قال ابن الرَّقاع:

يتبعْنَ نـاجـية كـأنّ بِـدَفِّـهـا


من غَرْضِ نِسْعتها عُلُوبَ مواسم

عبل:

العَبْلُ: الضَّخم، عَبُلَ يَعْبُلُ عَبالةً. قال:

خبطناهـم بـكـلّ أزجّ لام


كمرضاخ النّوى عَبْلٍ وقاحِ

وحَبْلٌ أَعْبَلُ، وصخرة عَبْلاء، أي: بيضاء. وقد عَبِلَ عَبَلاً فهو أعبل. قال أبو كبير الهذليّ:

أخرجت منها سلقة مهزولة


عجفاء يَبْرُقُ نابُها كالأَعْبَلِ

أي: كحجرٍ أبيضَ صلب من حجارة المرو. والعَبَلُ: ثمر الأرطى، الواحدة بالهاء.

لعب:

لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِباً ولَعْباً، فهو لاعبٌ لُعَبَةٌ، ومنه التَّلعُّب. ورجل تِلِعّابة - مشددة العين - أي: ذو تلعُّبٍ. ورجل لُعَبَة، أي: كثير اللَّعِبِ، ولُعْبَة، أي: يُلْعَبُ به كلُعْبَة الشّطْرَنْجِ ونحوها. قال الرّاجز:

العَبْ بها أو اعْطِني ألعب بها

إنك لا تُحْسِنُ تَلعاباً بها

والمَلْعَبُ حيث يُلْعَبُ. والمِلْعَبَةُ: ثوبٌ لا كُمَّ له، يلعب فيها الصّبيّ. واللّعّاب من يكونُ حرفتُه اللَّعِب.. ولُعابُ الصّبيّ: ما سال من فيه، لَعَبَ يَلْعَبُ لَعْباً، ولعابُ الشّمس: السّراب. قال:

في صحن يهماء يهتَفُّ السّهامُ بها


في قَرْقَرٍ بلُعاب الشّمسِ مَضْروجِ

قال شجاع: المضروج من نعت القَرْقَر، يقول: هذا القرقر قد اكتسَى السّراب، وأعانه ذائب من شُعاع الشّمس، فقوّى السّراب. ولعاب الشّمس أيضاً: شعاعُها. قال:

حتى إذا ذاب لعابُ الشّمسِ

واعترف الرّاعي ليومٍ نجسِ

ومُلاعِبُ ظِلِّهِ: طائر بالبادية. ومُلاعِبا ظِلّيهِما، والثلاثة: ملاعباتُ ظِلالِهِنَّ. وتقول رأيت ثلاثة مُلاعِباتِ أظلالٍ لَهُنَّ، ولا تَقُلْ أظلالَهنّ، لأنّه يصيرُ معْرِفَةً. قال شجاع: مُلاعِبُ ظلِّهِ عندنا: الخطّاف.

بعل:

البَعْلُ: الزّوجُ. يقال: بَعَلَ يَبْعَلُ بَعْلاً وبُعَولة فهو بَعْل مستبعل، وامرأة مستبعل، إذا كانت تحظَى عند زوجها، والرّجل يتعرّس لامرأته يطلب الحُظْوَة عندها. والمرأة تتبعّل لزوجها إذا كانت مطيعةً له. والبَعْلُ: أرضٌ مرتفعة لا يُصيبُها مطر إلاّ مرّةً في السّنة. قال سلامة بن جندل:

إذا ما عَلَوْنا ظهرَ بَعْلٍ عَريضَةٍ


تَخالُ علينا قَيْضَ بَيْضٍ مُفلَّقِ.

ويقال: البَعْلُ من الأرضِ التي لا يَبْلُغُها الماءُ إنْ سيق إليها لارتفاعها. ورجل بَعِلٌ، وقد بَعِل يَبْعَلُ بَعَلاً إذا كان يصير عند الحرب كالمبهوت من الفرق والدّهش. قال أعشى هَمْدان:

فجاهَدَ في فُرسانِهِ ورجالِهِ


وناهَضَ لم يَبْعَلْ ولم يتهيّب

وامرأة بَعْلَةٌ: لا تُحسنُ لبسَ الثّياب. والبَعْلُ من النَّخل: ما شرب بعروقه من غير سقي سماء ولا غيرها. قال عبد الله بن رَواحة:

هنالك لا أبالي سقيَ نَخْل


ولا بَعْلٍ وإنْ عَظُمَ الإِتاءُ

الإِتاء: الثّمرة. والبَعْلُ: الذّكر من النّخل، والنّاس يسمّونه: الفّحْل. قال النّابغة:

من الواردات الماء بالقاعِ تستقي


بأذنابِها قبلَ استقاءِ الحنـاجِـر

أراد بأذنابها: العروق. والبَعْلُ: صَنَمٌ كان لقومِ إلياس. قال الله عزّ وجلّ: أتدعون بَعْلاً. والتّباعُلُ والمُباعَلَةُ والبِعالُ: مُلاعَبة الرّجلِ أهلَه، تقول: باعَلَها مُباعَلة، وفي الحديث: أيّام شرب وبعالٍ.

بلع:

بَلِعَ الماءَ يَبْلَعُ بَلْعاً، أي شرب. وابتلعَ الطّعامَ، أي: لم يَمضغْهُ. والبُلَعَةُ من قامة البكرة سَمُّها وثَقْبُها، ويُجمعُ على بُلَع. والبالوعةُ والبَلُّوعةُ: بئر يُضَيَّقُ رأسُها لماءِ المطر. والمَبلع: موضعُ الابتلاع من الحَلْق. قال:

تأمّلوا خَيْشومَه والمَبْلَعا

والبُلَعَةُ والزُّرَدَةُ: الإنسان الأكول. ورجل متبلّع إذا كان أكولاً. وسَعْدُ بَلْعٌ: نجم يجعلونه معرفة. ورجلٌ بَلْعٌ، أي: كأنّه يبتلِعُ الكلامَ. قال رؤبة:

بَلْعٌ إذا استَنْطَقْتَني صَموتُ

باب العين واللاّم والميم معهما

ع ل م، ع م ل، م ع ل، ل م ع مستعملات

علم:

عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْماً، نقيض جَهِلَ. ورجل علاّمة، وعلاّم، وعليم، فإن أنكروا العليم فإنّ الله يحكي عن يوسف "إني حفيظ عليم" وأدخلت الهاء في علامة للتّوكيد. وما عَلِمْتُ بخبرك، أي: ما شعرت به. وأعلمته بكذا، أي: أَشْعَرْتُه وعلّمته تعليماً. والله العالِمُ العَليمُ العلاّمُ. والأَعْلَمُ الذي انشقّتْ شَفَتُه العُليا. وقوم عُلْمٌ وقد عَلِمَ عَلَماً. قال عنترة:

تمكو فَريصَتُه كشِدْقِ الأعلَمِ

والعَلَمُ: الجبل الطّويل، والجميع: الأعلام. قال:

قال ابنُ صانعةِ الزّروب لقومه


لا أستطيعُ رواسيَ الأَعْـلامِ

ومنه قوله تعالى: "في البحر كالأعلام"، شبه السّفن البحرية بالجبال. والعَلَمُ: الرّاية، إليها مجمعُ الجُند. والعَلَمُ: عَلَمُ الثّوبِ ورَقْمُه. والعَلَمُ: ما يُنْصَبُ في الطّريق، ليكون علامةً يُهْتَدَى بها، شِبْه الميل والعَلامَة والمَعْلَم. والعَلَم: ما جعلته عَلَماً للشيء. ويُقرأ: "وإنّه لعَلَمٌ للسَّاعة"، يعني: خروج عيسَى عليه السّلام، ومن قرأ لعلم يقول: يعلم بخروجه اقتراب السّاعة. والعالَم: الطّمش، أي الأنام، يعني: الخلق كلّه، والجمع: عالَمون. والمَعْلَمُ: موضعُ العلامة، والعَيْلَمُ: البحر، والماء الذي عليه الأرض، قال:

في حوض جيّاش بعيدٍ عَيْلَمُهْ

ويقال: العَيْلَمُ: البئر الكثير الماء، قال:

يا جَمَّةَ العَيْلَم لَنْ نُراعي

أورد من كلّ خليفٍ راعي

الخليف: الطّريق. والعُلامُ: الباشِقُ. عُلَيْمٌ: اسمُ رجل.

عمل:

عَمِلَ عَمَلاً فهو عاملٌ. واعتمل: عمل لنفسه. قال:

إنّ الكريمَ وأبيك يَعْتَمِلْ

إنْ لم يجد يوماً على كل من يتَّكِلْ

والعمالة: أجرما عمل لك. والمعاملة: مصدر عاملْته مُعامَلةً. والعَمَلَةُ: الذين يعملون بأيديهم ضروباً من العَمَل حَفْراً وطيناً ونحوه. وعاملُ الرُّمْحِ: دون الثّعلب قليلاً ممّا يلي السِّنان وهو صّدْرُه. قال:

أطعَنُ النَّجلاء يَعْوي كَلْمُها


عامل الثّعلب فيها مُرْجَحِنْ

وتقول: أعطِهِ أَجْرَ عملته وعمله. ويقال: كان كذا في عملة فلانٍ علينا، أي: في عمارته. ورجُلٌ عِمِّيلٌ: قويّ على العمل. والعَمولُ: القويُّ على العمل، الصابر عليه، وجمعه: عُمُلٌ. وأَعْمَلْتُ إليك المطيَّ: أَتْعبتُها. وفلان يُعْمِلُ رأيه ورُمْحَه وكلامه ونحوه عَمِلَ به. والبنّاء يستعمل اللّبِنَ إذا بنَى. واليَعْمَلَةُ من الإبل: اسم مشتقّ من العمل، ويجمع: يَعْمَلات، ولا يقال إلاّ للأنثى، وقد يُجمع باليعامل، قال:

واليَعْمَلاتُ على الوَنَى


يَقْطَعْنَ بيداً بعدَ بـيدِ

معل:

مَعَلْت الخُصْيَةَ إذا استخرجتها من أرومتها وصَفَنِها.

لمع:

لَمَعَ بثوبه يلمع لمعاً، للإنذار، أي: التّحذير. وأَلْمَعَتِ النّاقةُ بذَنَبِها فهي مُلْمِعَة، وهي مُلْمِعٌ أيضاً: قد لَحِقَتْ. قال لبيد بن ربيعة:

أو مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأحْقَبَ لاحَهُ


طَرْدُ الفُحول وزَرُّها وكِدامُها

ويقال: أَلْمَعَتْ إذا حملتْ، ويقال: ألْمَعَتْ إذا تحرَّك ولدُها في بطنها. وتلمَّع ضرعُها إذا تلوّن ألواناً عند الإنزال. قال أبو ليلى: يقال: لَمَعَ ضَرْعُها إذا ظهر. واللُّمَعُ: التّلميع في الحجر؛ أو الثّوب ونحوه من ألوانٍ شتَّى، تقول: إنّه لحجرٌ مُلَمّعٌ، الواحدة: لُمْعة. قال لبيد:

مَهْلاً أبيت اللّعنَ لا تأكُلْ معَهْ

إنّ استَهُ من بَرَصٍ مُلَمَّعـه

يقول: هو منقّط بسواد وبياض. ويقال: لَمْعَة سوادٍ أو بياضٍ أو حُمرة. يَلْمَع: اسم البَرْق الخُلَّب. واليلمَعُ: السّراب. واليلمعُ: الملاّذُ الكذّاب، ويقال: ألْمَعِيٌّ، لغة فيه، وهو مأخوذ من السّراب. قال أبو ليلى: اليَلْمَعيّ من القوم: الدّاعي الذي يَتَظَنَّى الأمور ولا يكاد يخطئ ظنّه، قال أوس بن حجر: اليَلْمَعيّ الذي يَظُنُّ بكَ الظّنَّ كأنْ قد رأى وقد سَمِعا واللِّماعُ جمعُ اللُّمْعَة من الكلأ. والْتمعْتُ الشيء ذهبتُ به، وأمّا قول الشاعر:

أَبَرْنا منْ فَصيلتِهِمْ لِماعاً

أي السّيّد اللاّمع، وإن شئت فمعناه: التمعناهم، أي: استأصلناهم.

باب العين والنّون والفاء معهما

ع ن ف، ع ف ن، ن ع ف، ن ف ع، ف ن ع مستعملات

عنف:

العُنْف: ضدّ الرفق. عَنَفَ يَعْنُفُ عَنْفاً فهو عنيفٌ. وعنّفته تعنيفاً، ووجدت له عليك عُنْفاً ومشقّة. وعُنْفُوانُ الشّباب: أوّل بهجته، وكذلك النّبات. قال:

تلومُ امْرأً في عُنْفُوانِ شبابهِ


وتتركُ أشياعَ الضّلالةِ حُيَّرا

وقال:

وقد دعاها العُنْفُوان المخلس

واعتَنَفْتُ الشيءَ كرهتُه.

عفن:

عَفِنَ الشيءُ يَعْفَنُ عَفَناً فهو عَفِنٌ، وهو الشيء الذي فيه نُدُوَّةٌ يُحبس في موضع فيفسد فإذا مَسَسْتَه تفتّت. وعَفِنَ الخُبْزُ أيضاً إذا فَسَدَ وعَشَّشَ.

نعف:

النَّعْفُ من الأرض: المكانُ المرتفع في اعتراض، ويقال: ناحية من الجبل، وناحية من رأسه. والرّجل ينتعِفُ إذا ارتقى نَعْفاً. قال العجّاج:

والنَّعْفُ بين الأُسْحُمانِ الأطولِ

وقال رؤبة:

بادرْنَ ريح مطر وبَرْقا

وظلمة الليل نِعافاً بُلْقا

والنَّعْفُ: ذُؤابة النَعل. والنَّعَفَةُ: أَدَمَة تضطربُ خلْف مؤخّر الرّحْل.

نفع:

النّفع: ضدّ الضَّرّ. نفعه نَفْعاً، وانتفعت بكذا. والنَّفْعة في جانبَي المزادة، يشقّ الأديمُ فيجعل في كلّ جانبٍ نَفْعة. نُفَيْعٌ: اسم رجل.

فنع:

الفَنَعُ: نشرُ المسكِ ونَفْحَتُهُ، ونشرُ الثّناءِ الحسَن. يقال: له فَنَعٌ في الجود، قال:

وفروعٍ سابِغٍ أطرافُها

عَلَّلَتْها ريحُ مِسْكٍ ذي فَنَع

أي: ذي نَشْر. ومال ذو فَنَعٍ، وذو فَنَأٍ، أي: ذو كَثْرةٍ. والفَنَعُ أكْثَرُ وأَعْرف.

باب العين والنّون والباء معهما

ع ن ب، ع ب ن، ن ع ب، ن ب ع مستعملات

عنب:

رجل عانب: ذو عِنَب كثير، كما يقال: لابن وتامر، أي: كثير اللّبن والتّمر، الواحدة: عِنَبَةٌ ويجمع أَعْناباً. والعُنّاب: ثَمَرٌ، والعُنَابُ الجبلُ الصغير الأسودُ. وظبيٌ عَنَبانٌ: نشيط، ولم أسمع للعَنَبانِ فِعلاً. قال:

يشتدّ شدّ العَنَبانِ البارحِ

والعِنَبَةُ: قُرْحة تُعْرفُ بهذا الاسم. والعُنابُ: المطر، ويجمع أَعْنِبة.

عبن:

العَبَنُّ والعَبَنَّى: الجملُ الشّديدُ الجسيمُ. وناقةٌ عَبَنَّة وعَبَنّاة، ويُجمع: عَبَنَّيات. ورَجُلٌ عَبَنُّ الخلق: أي ضَخْمُه وجَسيمُه. قال حُمَيْد بن ثور:

وفيها عَبَنُّ الخَلْقِ مختلف الشَّـبـا


يقول المُماري طالَ ما كان مُقْرَما

نعب:

نَعَبَ الغُرابُ يَنْعَبُ نعيباً ونعَباناً، وهو صوته. وفرسٌ مِنْعَبٌ: جوادٌ. وناقة نعّابة، أي: سريعة.

نبع:

نَبَعَ الماءُ نَبْعاً ونُبُوعاً: خرج من العين، ولذلك سمّيت العين يَنْبوعاً. والنّبع: شجرٌ يُتَّخذُ منها القِسيّ. يُنابِعَى: اسم مكان ويجمع: يَنابِعات. قال:

سقَى الرحمنُ حَزْنَ يَنابِعاتٍ


من الجوزاء أنواءًغـزارا

باب العين والنون والميم معهما

ع ن م، ن ع م، م ع ن، م ن ع مستعملات

عنم:

العَنَمُ: شجر من شجر السّواك، ليّن الأغصان لطيفها، كأنها بنان جارية. الواحدة: عَنَمة. ويقال: العَنَمُ: شوك الطّلح. والعَنَمةُ: ضَرْبٌ من الوزغ مثل العَظاية إلاّ أنّها أحسن منها وأشدّ بياضاً. قال رؤبة:

يبدين أطرافاً لطافاً عَنَمُهْ

نعم:

نَعِمَ يَنْعَمُ نَعْمةً فهو نَعِمٌ ناعمٌ بيّنُ المَنْعَم. قال:

هذا أوانِي وأوانِكنَّهْ

ليس النّعيم دائماً لكنَّهْ

والنَّعماءُ اسم النَّعمةِ. والنَّعيمُ: الخفضُ والدَّعة. والنِّعْمةُ: اليد الصّالحة، وأنعم الله عليه. وجارية ناعمةٌ مُنَعَّمةٌ، وأَنْعَمَ الله بك عيناً، ونَعِمَ بك عيناً، أي: أقرّ بك عَيْنَ من تحبّ. وتقول: نُعْمَةُ عينٍ، ونعماء عين، ونُعام عَين. والنّعمة: المسرّة. ونعم الرّجلُ فلانٌ، وإنّه لنعما ونعيم. نَعَمْ: كقولك: بَلَى، إلاّ أنّ نَعَمْ في جواب الواجب. والنُّعَامَى: اسم ريح الجنوب. قال:

مَرَتْهُ الجَنُوبُ فلـمْ يعـتـرفْ


خِلافَ النُّعامَى من الشَّام ريحا

والنَّعامُ الذَّكَرُ وهو الظّليم. والنّعامة: الخشبةُ المُعْتَرِضة على الرّجامين تتعلق عليها البكرة، وهما نعامتان. وزعموا أنّ ابن النَّعامة من الطُّرُقِ كأنّه مركبُ النَّعامة. قال:

ويكون مركبُكِ القَعودُ ورَحْلَهُ


وابنُ النَّعامَةِ عندَ ذلك مركبي

ويقال: ليس ابنُ النَّعامةِ ههنا الطريق، ولكنّه صدرُ القَدَم. وهو الطّريقُ أيضاً. ويقال: قد خَفَّتْ نَعامَتُهم، أي: استمرّ بِهِمُ السّيرُ. والنَّعَمُ: الإِبلُ إذا كثرت. وزَعَم المفسّرون أنّ النَّعَمَ الشّاءُ والإبلُ، في قول الله عزّ وجلّ: "ومن النَّعامِ حمولةً وفرشاً". والنَّعائِمُ: من منازِل القَمَر.. والأَنْعَمانِ: واديانِ. وتقول: دَقَقْتُهً دقّاً نِعِمّاً، أي: زدته على الدّقّ. وأحْسَنَ وأَنْعَمَ، أي زاد على الإحسان. يَنْعَمُ: حيّ من اليمن. نَعْمانُ: أرض بالحجاز أو بالعراق. وفلان من عَيْشِهِ في نُعْمٍ. نُعَيْمٌ ونُعمانُ: اسمان.

معن:

أمْعَنَ الفرسُ ونحوه إمعاناً، إذا تباعد يعدو. ومَعَنَ يَمْعَنُ مَعْناً أيضاً. والماعون يفسّر بالذكاء والصّدقة. ويقال: هو أسقاط البيت، نحو الفَأْس، والقِدْر، والدلو. مَعْنٌ: اسم رجل.

منع:

مَنَعْتُه أَمْنَعُه مَنْعاً فامْتَنَعَ، أي: حُلتُ بينه وبين إرادته. ورجل منيع: لا يُخْلَصُ إليه، وهو في عزٍّ ومَنَعَةٍ، ومنعة يخفّف ويثقّل، وامرأة منيعة: متمنّعة لا تُؤاتى على فاحشة، قد مَنُعَتْ مَناعةً، وكذلك الحصن ونحوه. ومَنُعَ مَناعةً إذا لم يُرَمْ. ومَناعِ بمعنى امنَعْ قال:

مَناعِها من إبلٍ مَناعِها

باب العين والفاء والميم معهما

ف ع م يستعمل فقط

فعم:

يقال: فَعُمَ فَعامَةً وفُعُومةً، فهو فَعْمٌ، أي: ملآن. قال كعب بن زهير:

فَعْمٌ مُقَلَّدُها عَـبْـلٌ مُـقَـيَّدُهـا


في خَلْقِها عن بناتِ الفَحْلِ تفضيل

وامرأة فعمة السّاق، فَعُمَتْ فَعَامَةً وفُعُومةً، أي: مستوية الكعب، غليظة السّاق. قال:

فَعْمٌ مُخَلْخَلُها وَعْثٌ مُؤَزَّرُها


عَذْبٌ مُقَبَّلُها طَعْمُ السَّدا فوها

وأَفْعَمْتُ البيتَ بريحِ العُود. وافْعَوْعَمَ النّهر والبحر، أي: امتلأ. قال:

مُفْعَوعِمٌ صَخِبُ الآذيّ مُنبعِقُ


كأنَّ فيه أكُفَّ القومِ تَصطّفِقُ

يعني النّهر. وأفعمته فهو مُفْعَمٌ. وأفعمَ المِسْكُ البيتَ. وقوله في البيت الأول: طعم السَّدا: السَّدا: البلح.

باب العين والباء والميم معهما

ع ب م يستعمل فقط

عبم:

العبام:

الرّجل الغليظ الخَلْقُ. في حمق. عَبُمَ يَعْبُمُ عَبامَةً فهو عَبامٌ. قال:

فأنكرتُ إنكارَ الكريمِ ولم أكنْ


كفَدْمٍ عَبامٍ سيل نسيا فجمجما

باب الثلاثي المعتل

باب العين والهاء وواي معهما

ع و ه، ه و ع، ه ي ع مستعملات

عوه:

التّعويه والتّعريس: نومة خفيفة عند وجه الصّبح. عوّهت تَعْويهاً. قال رؤبة:

شأزٍ بمن عَوَّهَ جَدْبِ المُنْطَلَقْ

تبدو لنا أعلامُهُ بعدَ الغَرَقْ

وتقولُ: عَوَّهْتُ بالجَحْشِ تعويهاً إذا دَعَوتَه لِيَلْحَقَ بك. تقول: عَوْهِ عَوْهِ. وعاهِ عاهِ: زجرٌ للإبل لتحتبس وربّما قالوا: عَيْهِ عَيْهِ، وقد يقولون: عَهْ عَهْ، وعَهْعَهْتُ بها. وأَعاهَ الزَّرْعُ، وأعاهَ القومُ إذا أصابَ زرْعَهُم خاصّةً عاهةٌ وآفةٌ من اليَرَقان ونحوه فأفْسَدَهُ. قال:

قذف المجنّبِ بالعاهاتِ والسَّقَمِ

وقال بعضُهم: عِيةَ الزَّرْعُ فهو مَعُوهٌ.

هوع:

هاعَ يَهُوعُ هَوْعاً وهُواعاً إذا جاءه القيء ومن غير تكلّف. قال:

ما هاعَ عمرٌو حين أدْخَلَ حَلْقَهُ


يا صاحِ ريش حمامة بل قاء

وإذا تكلّف ذلك قيل: تهوَّع، فما خرجَ من حلقِهِ فهو هُواعة. تقول: لأَهوِعَنَّهُ أَكْلَهُ، أي: لأَستخرجنّ من حَلْقِهِ ما أَكَلَ.

هيع:

الهاعُ: سوء الحرص. هاعَ يَهاعُ هيعة وهاعاً. وقال بعضهم: هاع يَهِيعُ هُيُوعاً وهَيْعَةً وهَيَعاناً. وقال أبو قيس بن الأسْلَتِ:

الكَيْسُ والقُوّةُ خيرٌ من ال


إشفاق والفَهّةِ والهـاع

ورجلٌ هاعٌ، وامرأة هاعة إذا كان جباناً ضعيفاً. والهَيْعَةُ: الحَيْرَة. رجل مُتَهيّعٌ هائع، أي: حائر. وطريق مَهْيَعٌ، مَفْعَلٌ من التّهيُّعِ، وهو الانْبساطُ، ومن قال: فَعْيَل فقد أخْطأ، لأنه ليس في كلام العرب فعيل إلا وصدرُه مكسورٌ نحو: حِذْيَم وعِثْيَر. وبلَدٌ مَهْيَعٌ أيضاً، أي: واسع، قال أبو ذُؤَيب:

فاحْتَثَّهُنَّ من السَّواءِ وماؤه


بَثْرٌ وعانَدَهُ طريقٌ مهْيَعُ

ويُجْمَعُ مهايع بلا همز. والسّراب يَتَهَيَّعُ على وجهِ الأرضِ، أي: ينبسِطُ. تهيّع السّرابُ وانْهاع انهياعاً. والهَيْعَةُ: أرضٌ واسعةٌ مبسوطة. والهَيعةُ سَيَلانُ الشيءِ والمصبوبِ على وجهِ الأرضِ، هاعَ يَهِيعُ هيعاً. وماءً هائع. والرّصاص يَهيعُ في المِذْوَبِ. وفي الحديث: كلّما سمع هيعةً طار إليها، أي: صوتاً يُفْزَع منه ويُخافُ، وأصله من الجَزَعِ.

باب العين والخاء وواي معهما

خ و ع يستعمل فقط

خوع:

الخَوْعُ: جبلٌ أبيض بين الجبال. قال رؤبة:

كما يَلُوحُ الخَوْعُ بينَ الأَجبالْ

باب العين والقاف وواي معهما

ع و ق،و ع ق، ع ق و، ق ع و، و ق ع، ع ق ي، ع ي ق مستعملات

عوق:

عاقه فاعتاقَهُ وعوَّقَهُ في الكثرة والمبالغة يَعوقُهُ عَوْقاً. قال أبو ذؤيب:

ألا هلْ إلى أُمِّ الخويلدِ مُرْسَلٌ


بلى خالدٌ إن لم تَعُقْهُ العَوائِقُ

والواحدة: عائقة. وقال أميّة بن أبي الصلت:

تَعرِفُ ذاك النّفـوس حـتّـى


إذا هَمَّتْ بخيرٍ عاقت عوائقها

ورجل عُوقَةٌ: ذو تعويق وتربيث للنّاس عن الخير، ويجوز عَقاني في معنى عاقني على القلب قال:

لَعاقَك عن دُعاءِ الذّئبِ عاقي

والعوق الذي لا خير فيه وعنده. قال رؤبة:

فَداكَ منهم كلُّ عَوْقٍ أصلدِ

والعَوَقَةُ: حيّ من اليمن. قال:

إنّي امرؤ حنظليّ في أرومتهـا


لا من عَتِيك ولا أخواليَ العَوَقَه

ويعوق: اسم صنم كان يعبد زمن نوح عليه السلام. وعُوقٌ والدُعُوجٍ. وعوق: موضع بالحجاز. قال:

فعُوقٌ فَرُماحٌ فال


لوى من أهلِهِ قَفْرُ

ويقال: كان يعوق رجلاً من صالحي أهلِ زمانِهِ قبلَ نوحٍ. فلما مات جزع عليه قومُه فأتاهم الشيطان في صورة إنسان فقال: أمثله لكم في مِحْرابِكم حتى تروه كلّما صلّيتم. ففعلوا ذلك. وشيّعه من بعده من صالحيهم، ثم تمادى بهم الأمْرُ إلى أن اتخذوا تلك الأمثلة أصناماً يعبدونها من دون الله. وأمّا عيّق فمن أصواتِ الزّجر. عيّق يُعَيّق في صوته.

وعق:

رجلٌ وَعْقَةٌ لَعْقَةٌ، أي: سيّء الخُلُق. ورجلٌ وَعِقٌ: فيه حِرْصٌ، ووُقوعٌ في الأمر بجهلٍ. تقول: إنه لَوَعِقٌ لَعِقٌ. قال رؤبة:

مخافة الله وأَنْ يُوَعَّقا

أي: أن يقال: إنّك لَوَعِقٌ، وبه وَعْقَةٌ شَديدةٌ. والوَعيقُ صوت يخرُجُ من حياء الدّابّة إذا مَشَتْ. وَعَقَتْ تَعِقُ، وهو بمنزلة الخَقِيقِ من قُنْب الذّكر. يقال: عُواق ووُعاق وهو العَويقُ والوَعيقُ. قال:

إذا ما الرّكبُ حلَّ بدارِ قـومٍ


سمعتَ لها إذا هَدَرَتْ عواقا

عقو:

العَقْوَةُ: ما حولُ الدّارِ والمَحَلَّة. تقول: ما بعَقْوَةِ هذه الدّار أحدٌ مثل فلان، وتقولُ للأسَد ما يطور بعقوته أحد. والرّجلُ يحفر البئر فإذا لم ينبط من قعرها اعتقى يَمْنَةً ويَسْرةً، وكذلك إذا اشتقّ الإنسان في الكلام فيعتقي منه. والعاقي كذلك، وقلّما يقولون: عقا يعقو. قال:

ولقد دربت بالاعتـقـا


ءِ والاعتقام فنلْتُ نُجْحا

يقول: إذا لم يأته الأمر سهلاً عقم فيه وعقا حتّى ينجح.

قعو:

القَعْو: شبه البَكْرة، وهو الدّموك يستقي عليها الطيّانون. قال:

له صريفٌ صريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

ويقال: القَعْو: خشبتان تكونان كنّا في البكرة تضمّانه يكون فيهما المِحْوَر. والقَعا رَدَّةٌ في رأسِ أَنْفِ البَعير، وهو أن تُشْرِفَ الأَرْنَبَة، ثم تقعي نحو القصبة. قِعيَ الرّجل قَعاً، وأَقْعَتْ أرنبتُه، وأَقْعَى أنفُه. ورجل أَقْعى وامرأةٌ قَعْواء. وقد يقعي الرّجل في جلوسه كأنّه مُتَساندٌ إلى ظهْرِه. والذّئب يُقعي، والكلب يُقعي. إقعاءً مثل سواء، لأنّ الكلبَ يُقْعي على اسْتِه. والقَعْو: إرسالُ الفحل نفسَهُ على النّاقةِ في ضِرابِها. قَعا عليها يَقْعُو قُعُوّاً إذا أناخها ثم علاها.

وقع:

الوَقْعُ: وَقْعَةُ الضَّرب بالشّيء. ووَقْعُ المطرِ، ووَقْعُ حوافِرِ الدّابَّةِ، يعني: ما يُسْمَعُ من وَقعِه. ويقال للطّير إذا كان على أرضٍ أو شجرٍ: هنّ وقوعٌ ووُقَّعٌ. قال الرّاعي:

كأنّ على أثباجها حين شوّلَتْ


بأَذْنابِها قبّا من الطّيْر وُقَّعا

والواحد: واقعٌ. والنَّسْرُ الواقع سُمّي به كأنه كاسرٌ جناحيه من خلفه، وهو من نجوم العلامات التي يُهْتَدَى بها، قريب من بنات نَعش، بحيالِ النَّسْرِ الطّائر. والمِيقعةُ: المكانُ الذي يقَعُ عليه الطّائر. ويقال: وقعت الدّوابُّ والإبل، أي: ربضَتْ تشبيهاً بوقوع الطّير. قال:

وَقَعْنَ وقوعَ الطّير فيها وما بها


سوى جرّة يرجعنها متعـلـل

وقد وقَّعَ الدّهرُ بالنّاس، والواقِعةُ: النازلةُ الشَّديدةُ من صُروفِ الدّهْر، وفلانٌ وُقَعَةٌ في الناس، ووقّاعٌ فيهم أي يغتابهم. ووَقَعَ الشيءُ يَقَعُ وُقُوعاً، أي: هُويّاً. وواقعنا العدوّ، والاسم: الوقيعة. والوِقاعُ: المواقعة في الحرب. ووَقَعَ فلان في فلان، وقد أظهر الوقيعة إذا عابه. والوَقيعُ من مناقع الماء في متون الصخور. ووقائع العرب: أيّامُها التي كانت فيها حروبُهُمْ. والتَّوقيعُ في الكتاب: إلحاقُ شيءٍ فيه. وتوقّعتُ الأمرَ، أي: انتظرتُه. والتوقيع: رَمْيٌ قريبٌ لا تُباعِدُهُ كأنّك تُريدُ أن تُوقِعَهُ على شيء، وكذلك توقيع الإزكان، تقول: وَقِّعْ أي: ألقِ ظنّك على كذا. والتّوقيعُ: سَحْجٌ بأطرافِ عِظام الدّابّة من الرّكوب وربّما تحاصّ عنه الشَّعَرُ. قال الكميت:

إذا هما ارتدفا نَصّا قَعُودَهُمـا


إلى التي غِبُّها التَّوْقيعُ والخَزَلُ

يقالُ: دابّة مُوَقَّعة. والتّوقيع: أثَرُ الرّحل على ظهر البعير. يقال: بعيرٌ موقّع، قال:

ولم يُوَقَّعْ برُكوبٍ حَجَبُهْ

وإذا أصابَ الأرضَ مطرٌ مُتَفَرِّقٌ فذلك توقيع في نباتها. والتّوقيعُ: إقبال الصَّيْقَل على السيف يحدّده بميقعته، وربما وُقِّعَ بحَجَرٍ. وحافِرٌ وَقيعٌ: مقطّط السّنابك. والوقيعُ من السُّيوف وغيرها: ما شُحِذ بالحجر، قال يصف حافر الحمار:

يركب قيناه وقيعاً ناعلا

وقال الشّماخ يصف إبلاً حدادَ الأسْنانِ:

يغادين العِضاه بمُقْنَعَاتٍ


نواجذُهنّ كالحَدأ الوَقيعِ

وقد وَقِعَ الرّجل يَوْقَعُ وَقعاً. إذا اشتكى قدميه من المشي على الحجارة. قال:

كلَّ الحِذاءِ يَحْتَذي الحافي الوَقِعْ

ووقَّعَتْهُ الحجارةُ توقيعاً، كما توقّع الحديدةُ تُشْحَذُ وتُسَنُّ. واستوقَع السَّيفُ: إذا أنَى له الشَّحْذُ. والميقَعَةُ: خَشَبَةُ القصّارين يُدَقُّ عليها الثياب بعد غسلها. والتّوقيعُ: أثر الدّم والسّخج. والتّوقيعُ بالظن شبه الحزر والتّوهُّم. والمَوْقِعُ: موضِعٌ لكلّ واقع، وجمعُه: مَواقِعُ. قال:

أنا شُرَيْقٌ وأبو البلادِ

في أبلٍ مصنوعة تلادِ

تربّعتْ مَواقِعَ العِهادِ

عقي:

عقّيتم صبيّكم، أي: سقيتموه عَسَلاً، أو دواءً ليَسْقُطَ عنه عِقْيُهُ، وهو ما يخرج من بطن الصبيّ حين يولد، أسودُ لزجٌ كالغِراء. يقال: عقَى يَعْقي عَقْياً. والعِقْيانُ ذَهَبٌ ينبُتُ نَباتاً وليس مما يُذابُ من الحجارة. قال:

كلّ قوم صيغه مـن آنـك


وبنو العبّاسِ عقيان الذّهب

ويقال عَقَّى بسهمه تعقيةً إذا رمى به بعدما يستبعد العدوّ.

عيق:

العيّوق: كوكبٌ بحيال الثّريّا إذا طلع عُلِمَ أنّ الثّريّا قد طلعت. قال:

تراعى الثّريّا وعيّوقـهـا


ونجم الذّراعين والمرزوم

 

وعَيُّوقٌ: فَيْعول، يحتمل أن يكون من عيق ومن عوق، لأنّ الواو والياء فيه سواء.

باب العين والكاف وواي معهما

ع ك و، و ع ك، ك و ع، و ك ع مستعملات

عكو:

عَكَوْتُ ذَنَب الدّابّةِ عَكْواً إذا عطفت الذَّنَب عند العُكوة، وعَقَدْتُهُ. والعُكْوَة: أصْلُ الذَّنَبِ، حيث عَرِيَ من الشَّعَر، ويقال: هو ما فضل عن الوَرِكَيْنْ من أصلِ الذَّنَبِ قدر قبضة. بِرْذَوْنٌ مَعْكُوٌّ، أي: معقودُ الذَّنَب. وجمعُ العُكْوَةِ: عُكىً. قال:

هَلَكْتَ إن شَرِبْتَ في إكْبابِها


حتّى تُوَلّيكَ عُكَى أذنابِهـا

وشاة عكواء إذا ابيضّ ذَنَبُها وسائِرُها أسود، ولو استعمل فعل لهذا لقيل: عَكِيَ يَعكَى فهو أَعْكَى، ولم أسمعْ له ذلك.

وعك:

الوَعْكُ: مَغْثُ المَرْض. وعكته الحُمّى، أي: دكّته وهي تَعِكُهُ. قال:

كأنّ به تَوْسيمَ حُمّى تـصـيبـه


طروقاً وأعباط من الورد واعك

ورجلٌ موعوك: محموم. وأوعكَتِ الكلابُ الصَّيدَ، أي: مرّغته. قال رؤبة في الكلاب والثّور:

عوابس في وَعْكَةٍ تحت الوَعِكْ

أي: تحت واعكتها، أي: صوتها. والوَعْكَةُ: معركة الأبطال إذا أخذ بعضُهم بعضاً، وأَوْعَكَتِ الإبل إذا ازدحمت فركب بعضُها بعضاً عند الحوض، وهي الوَعْكَةُ. قال:

نحن جلبنا الخيل من مرادها

من جانب السّقيا إلى نضادها

فصبّحت كلباً على أحدادها

وَعْكَة وردٍ ليس من أورادها

أي: لم يكن لها بورد، وكان وردها غير ذلك.

كوع:

الكوع والكاع، زعم أبو الدّقَيْش أنهما طرفا الزندين في الذّراع ممّا يلي الرُّسغ. والكوع منهما طرف الزّند الذي يلي الإبهام وهو أخفاهما، والكاعُ طرفُ الزّنْدِ الذي يلي الخنْصِرَ، وهو الكرسوع. ورجلٌ أكوعُ وامرأة كوْعاء، أي: عظيم الكاع. قال:

دواحسٌ في رُسْغِ عَيْرٍ أكوعا

ويقال: الكوعُ يَبسٌ في الرُّسغَيْن، وإقبال إحدى اليدين على الأخرى. بعيرٌ أكوع، وناقة كَوْعاء. كاعَ يكُوعُ كَوْعاً، وتصغير الكاع: كُوَيْع، وأكْوَعُ اسم رجل.

وكع:

الوَكْع: ضربة العقرب بإِبرتها. قال:

كأنّما يرى بصريحِ النُّصْحِ وَكْعَ العقارب

والأوكع: المائل. والوَكَعُ: ميلانُ صدرِ القدم نحو الخِنْصِر، ورُبّما كان في إبهام اليد والرّجل، والنّعت: أوكع، ووَكْعاء، وأكثره في الإماء اللّواتي يكددْنَ بالعمل. ويقال: الأوكع والوكعاء: للأحمق والحمقاء. وفرسٌ وَكِيعٌ. وَكُعَ يَوْكُعُ وَكَاعَةً، أي: صَلُبَ واشتدّ إهابُه. قال سليمان بن يزيد:

عَبْلٌ وكيع ضليع مقرب أرن


للمقربات أمام الخيل مفترق

وسقاء وَكِيعٌ: صُلْبٌ غليظٌ، وفَرْوٌ وكيعٌ: متينٌ. ومَزادةٌ وَكِيعةٌ: قُوِّرَتْ فأُلْقي ما ضَعُفَ من الأديم وبقي الجيّد فَخَرِزَ، والجميع: وكائع. واستوكع السّقاءُ مَتُنَ واشتدّت مخارِزهُ بعدما جعل فيه الماء.

باب العين والجيم وواي معهما

ع ج و، ع و ج، ج و ع، و ج ع، ع ي ج مستعملات

عجو:

العجوة: تمرٌ بالمدينة، يقال إنّه غرسه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. والأمّ تعجو وَلَدَها، أي: تؤخّر رضاعه عن مَواقيته، ويُورِثُ ذلك وَهَناً في جسمِه.. ومنه: المعاجاة، وهو ألا يكون للأمّ لبنٌ يُرْوِي صبيّها فتعاجيه بشيء تعلّله به ساعة. قال الأعشى:

مُشْغِفاً قلبُها عليه فما تَعْ


جوهُ إلاّ عُفافةٌ وفُواقُ

وكذلك إن ربّى الولدَ غيرُ أمّه. والاسم: العُجْوةُ، والفِعل: العَجْو، واسم الولد: عَجيٌّ، والأنثى عَجيّة والجميع: العُجايا. قال يصف أولاد الجراد:

إذا ارتحلت عن منزلٍ خلّفتْ به


عُجايا يحاثى بالتّراب دفينُهـا

ويروى: صغيرها. وإذا منع اللبن عن الرضيع، واغتذى بالطعام قيل: قد عُوجيَ. قال الإصبع:

إذا شئتَ أبصرتَ من عَقْبِهِمْ


يتامَى يُعاجَوْنَ كـالأَذْؤُبِ

والعُجاية: عَصَبٌ مركّبٌ فيه فُصوص من عظام كأمثال فُصوص الخاتم عند رُسْغ الدّابّة، إذا جاع أحدهم دقّه بين فهرَيْن فأكله، ويُجمع: عُجايات وعُجىً. قال:

شمّ العُجاياتِ يَتركْنَ الحصى زِيَماً

يصف أخفافها بالصّلابة، وعُجاياتها بالشّمم، وأشدّ ما يكون للدّابّة إذا كان أشمّ العُجاية.

عوج:

عَوْجُ كلّ شيء: تعطّفه، من قضيب وغير ذلك. وتقول: عُجْتُه أَعُوجُهُ عَوْجاً فانعاج، قال:

وانعاجَ عُودي كالشَّظيفِ الأَخْشنِ

والعِوَجُ الاسم اللازم منه الذي تراه العيون من خشب ونحوه، والمصدر من عَوِجَ يَعْوَجُ: العَوَجُ فهو أَعْوَجُ، والأنثى: عَوْجاء، وجمعه: عُوجٌ. قال أبو عبد الله: يقال من العِوَج: عَوِج يَعْوَجُ عَوَجاً، ومن العَوْج: اعوجّ اعوجاجاً فهو مُعْوَجٌّ وعوّجَ الشيءَ فهو مُعَوَّجٌ. والخيولُ الأعوجيّةُ منسوبة إلى فرس كان في الجاهليّة سابقاً، ويقال: كان لغنيّ. قال طفيل:

بناتُ الوَجيهِ والغُرابِ ولاحقٍ


وأَعْوجَ تَنْمي نِسْبةَ المتنسِّبِ

ويقال أعوجيّ من بنات أعوج. والعوج: القوائم من الخيل التي في أرجلها تحنيب. والعائج الواقف. والعاج: أنياب الفِيَلَة، لا يُسمّى غير النّاب عاجاً. وناقة عاج إذا كانت مذعان السّير، ليّنة الانعطاف. قال ذو الرّمة:

تقدُّ بيَ المَوْماةَ عاجٌ كأنّها

وإذا عجعجت بالناقةِ قلت: عاجِ عاجِ خفض بغير تنوين. وإن شئت جزمت على توهُّم الوقْف. وعجعجتُها: أنختها. وعُوج بنُ عُوقٍ، يقال: إنّه صاحبُ الصَّخرةِ، الذي قتله موسى عليه السّلام، ويقال: إنّه إذا قام كان السّحابُ له مئزراً، وكان من فراعنةِ مِصْر.

جوع:

الجوع: اسم جامعٌ للمخمصة. والفعل: جاع يجوع جوعاً. والنعت: جائع، وجَوْعان، والمجاعة: عامٌ فيه جوعٌ ويقال: أجعته وجوّعته فجاع يجوع جوعاً فالمتعدي: الإجاعة والتجويع. قال:

يُدْعَى الجُنَيْدَ وهو فينا الزُّمَّلِقْ

مُجَوَّعُ البطنِ كلابيُّ الخُلُق

وجع:

الوَجَعُ: اسم جامع لكل مرض مؤلم. يقال: رجل وجِعٌ وقومٌ وجاعَى، ونسوة وَجَاعَى، وقوم وَجِعَونَ. وقد وَجِعَ فلانٌ رأسه أو بطنه، وفلانٌ يَوْجَعُ رأسه. وفيه ثلالث لغات: يَوْجَعُ، ويَيْجَعُ، وياجَعُ، ومنهم من يكسر الياء فيقول: يِيجَعُ وكذلك تقول: أنا إيجَعُ، وأنت تِيجَعُ. والوجعاء: اسم الدّبر. ولغة قبيحة، ومنهم من يقول: وجع يجع. وتوجّعت لفلان إذا رثيتَ له من مكروه نزل به. ويقال: أوجعت فلاناً ضرباً، وضربته ضرباً وجيعاً، ويُوجِعُني رأسي.

عيج:

العَيْجُ: شبهُ الاكتراث للشيء والإقبال عليه. تقول: عِجْتُ به يعيج عَيْجاً، ولو قيل: عيجوجة لكان صواباً، وما عِجْتُ بقوله: لم أَكْتَرِثْ. قال:

فما رأيت لها شيئاً أَعيجُ به

باب العين والشّين وواي معهما

ع ش و، ع ش ي، ع ي ش، ش ع و، ش و ع، ش ي ع، و ش ع مستعملات

عشو، عشي:

العَشْوُ: إيتانُك ناراً ترجو عندها خيراً وهدىً. عَشَوْتُها أَعْشُوها عَشْواً وعُشُوّا. قال الحطيئة:

متى تأتِهِ تعشو إلى ضَوْءِ نارِه


تَجِدْ خَيْرَ نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ

والعاشيةُ: كلُّ شيءٍ يعشو إلى ضوء نارٍ بالليل كالفَراشِ وغيره، وكذلك الإبل والعواشي، قال:

وعاشيةٍ حوشٍ بطانٍ ذَعَرْتُها


بضربِ قتيلٍ وَسْطَها يَتَسَيَّفُ

وأوطأته عَشْوَة وعِشْوَةُ وعُشْوَةً ثلاث لغات، وذلك في معنى أن تحملَه على أن يركب أمراً على غير بيانٍ. تقول: ركب فلانٌ عشوة من الأمر، وأوطأني فلان عَشْوةً، أي: حملني على أمرٍ غير رشيدٍ، ولقيته في عَشْوةِ العَتَمَة وعَشْوةِ السَّحَر. وأصله من عشواء اللّيل، والعشواء بمنزلة الظّلماء، وعَشْواء اللّيل ظُلْمَتُهُ. والعِشاءُ: أوّلُ ظلام اللّيلِ، وعشّيتُ الإبل فتعشّت إذا رعيتُها اللّيلِ كلَّه. وقولهم: عَشِّ ولا تغترّ، أي: عشِّ إبلَكَ ههنا، ولا تطلبْ أفضل منه فلعلّك تغترّ. ويقال: العواشي: الإبل والغنم تُرعَى باللّيل. العشيّ؛ آخر النّهار، فإذا قلت: عَشِيّة فهي ليومٍ واحد، تقول لقيتُه عشيّةَ يوم كذا، وعشيّةً من العَشِيّاتِ، وإذا صغّروا العشيّ قالوا: عُشَيشِيان، وذلك عند الشَّفَى وهو آخر ساعة من النّهار عند مُغَيْرِبان الشّمس. ويجوز في تصغير عَشيّة: عُشَيَّة، وعُشَيشِيَة. والعَشاءُ ممدود مهموز: الأكلُ في وقت العشيّ. والعِشاءُ عند العامّة بعد غروب الشّمس من لدُنْ ذلك إلى أن يولّي صدر اللّيل، وبعض يقول: إلى طلوع الفجر، ويحتجّ بما ألغز الشّاعرُ فيه:

غدونا غدوة سَحَراً بـلـيلٍ


عشاء بعدما انتصف النهار

والعَشَى - مقصوراً - مصدر الأعشَى، والمرأة عَشْواءُ، ورجال عُشْوٌ، والأعشى هو الذي لا يبصر باللّيل وهو بالنّهار بصير، وقد يكون الذي ساء بَصَرُه من غير عمىً، وهو عَرَض حادثٌ ربّما ذهب. وتقول: هما يَعْشَيانِ، وهم يَعْشَوْن، والنّساء يَعْشَيْنَ، والقياس الواو، وتعاشَى تعاشياً مثله، لأنّ كلّ واوٍ من الفعل إذا طالت الكلمة فإنّها تقلب ياءً. وناقةٌ عَشْواءُ لا تُبصِرُ ما أمامَها فَتَخْبِطُ كلَّ شيءٍ بيدها، أو تقعُ في بئرٍ أو وهْدةٍ، لأنّها لا تَتَعاهدُ موضعَ أخْفافِها. قال زهير:

رأيتُ المنايا خبطَ عشواءَ من تُصِبْ


تُمِتْهُ ومَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَـيَهْـرَمِ

وتقول: إنّهم لفي عَشْواء من أمرهم، أو في عمياء. وتعاشَى الرّجلُ في الأمر، أي: تجاهل. قال:

تَعُدُ التّعاشِيَ في دينها


هدىً لا تقبّل قُربانها

عيش:

العيشُ: الحياةُ. والمعيشة: الّتي يعيش بها الإنسان من المطعم والمشرب، والعِيشة: ضربٌ من العيش، مثل: الجِلْسة، والمِشْية، وكلّ شيء يعاشُ به أو فيه فهو معاش؛ النّهار معاش، والأرض معاش للخلق يلتمسون فيها معايشهم. والعِيش في الشعر بطرح الهاء: العيشة. قال:

إذا أمّ عِيشٍ ما تَـحُـلُّ إزارَهـا


من الكَيْس فيها سَوْرَةٌ وهي قاعد

بنو عيش: قبيلة، وإنّهم بنو عائشة، كما قال:

عَبْدَ بني عائشةَ الهُلابعا

وقال آخر:

يا أمّنا عائش لا تراعي

كلّ بنيك بطل شجاعِ

خَفَضَ العَيْنَ بشُفعةِ الكافِ المكسورة.

شعو:

الشَّعْواءُ: الغارة الفاشية. وأشعى القومُ الغارة إشعاءً، أي: أشعلوها. قال:

كيف نَوْمي على الفراش ولمّا


تشملِ الشّامَ غارةٌ شَـعْـواءُ

شيع وشوع:

الشُّوعُ: شجرُ البانِ، الواحدة: شُوعةٌ. قال الطّرمّاح:

جَنَى ثَمَرٍ بالواديين وشُوعُ

فمن قال بفتح الواو وضمّ الشين: فالواو نسق، وشُوع: شجر البان، ومن قال: وُشُوع بضمّها، أراد: جماعةَ وَشْعٍ، وهو زهر البقول. والشَّيْعُ: مقدارٌ من العَدَد: أقمت شهراً أو شيْعَ شهرٍ، ومعه ألفُ رجلٍ، أو شَيْعُ ذاك. والشَّيْعُ من أولاد الأسد. وشاعَ الشّيءُ يَشِيعُ مَشاعاً وشَيْعُوعَةً فهو شائعٌ، إذا ظهر. وأشعْتُهُ وشعْتُ به: أذعته. وفي لغة: أشعت به. ورجلٌ مِشْياعٌ مِذْياعٌ، وهو الذي لا يكْتُمُ شيئاً. والمُشايَعةُ: متابعتُك إنساناً على أمرٍ. وشَيَّعتُ النارَ في الحَطَبِ: أضرمتُه إضراماً شديداً، قال رؤبة:

شدّا كما يشيّع التَّضْرِيمُ

والشّياعُ: صوتُ قَصَبةِ الرّاعي. قال:

حَنِين النّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ

وشيَّع الرّاعي في الشِّياعِ: نَفَخَ في القَصَبة. ورجل مُشَيَّعُ القَلبِ إذا كان شجاعاً، قد شُيّع قلبه تشييعاً إذا ركب كلَّ هولٍ، قال سليمان:

مُشَيَّع القلبِ ما منْ شأنِهِ الفَرَقُ

وقال الرّاجز:

والخزرجيُّ قلبُه مُشَيَّعُ

ليس من الأمر الجليل يَفْزَعُ

والشِّيعةُ: قوم يتشيّعون، أي: يهوون أهواء قوم ويتابعونهم. وشيعةُ الرّجلِ: أصحابه وأتباعه. وكلّ قومٍ اجتمعوا على أمرٍ فهم شيعة وأصنافهم: شِيَع. قال الله تعالى: "كما فَعَلَ بأشياعهم من قبل". أي: بأمثالِهِمْ من الشِّيَعِ الماضية. وشَيَّعْتَ فلاناً إذا خرجت معَه لتُودِّعَه وتُبْلِغَه منزِلَهُ. والشِّياعُ: دعاءُ الإبل إذا استأخرت. قال:

وألاّ تخلدَ الإبل الصّفـايا


ولا طول الإهابة والشِّياعِ

وشع:

الوَشِيعَةُ: خَشَبَة يُلَفُّ عليها الغَزْلُ من ألوان الوَشْي، فكلُّ لفيفةٍ وَشِيعةٌ، ومن هنالك سُمِّيتْ قَصَبَةُ الحائكِ وَشِيعَة، لأنّ الغَزْلَ يُوَشَّعُ فيه. قال ذو الرّمة:

به مَلْعَبٌ من مُعْصِفاتٍ نَسَجْنَهُ


كنَسْجِ اليَمانِي بُرْدَهُ بالوَشائِعِ

وقال:

نَدْفَ القِياس القُطُنَ المُوَشَّعا

والوَشْعُ من زهر البقول: ما اجتمع على أطرافها، فهي وَشْعٌ ووُشُوع. وأَوْشَعَتِ البُقولُ خرجت زهرتها قبل أن تتفرّق.

باب العين والضّاد وواي معهما

ع ض و، ع و ض، ض و ع، ض ي ع، ض ع و، و ض ع

عضو:

العُضْوُ والعِضْوُ - لغتان - كلّ عظم وافر من الجسد بلحمه. والعِضة: القطعة من الشيء؛ عضّيت الشيء عِضةً عِضةً إذا وزّعته بكذا، قال:

وليس دين الله بالمُعَضَّى

وقوله تعالى: "جعلوا القرآن عضين"، أي: عضةً عضةً تفرقوا فيه فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.

عوض:

العِوَضُ معروف، يقال: عِضْتُه عِياضاً وعَوْضاً، والاسم: العِوَضُ، والمستعملُ التَّعويضُ عوّضتُه من هِبَته خيراً. واستعاضني: سألني العِوَضَ. عاوَضْتُ فلاناً بعَوَضٍ في البيع والأخذ فاعتَضْته مما أعطيته. عِياض: اسم رجل. وتقول: هذا عِياضٌ لك، أي: عِوَضٌ لك. عَوْضُ: يجري مجرى القَسَم، وبعض النّاس يقول: هو الدّهر والزّمان، يقول الرّجلُ لصاحبه: عَوْضُ لا يكون ذاك أبداً، فلو كان اسماً للزّمان إذن لجرى بالتنوين، ولكنه حرفٌ يُرادُ به قَسَم، كما أنّ أجَلْ ونَحْوَها مما لم يتمكّن في التّصريف حُمِلَ على غير الإعراب. قال الأعشى:

رضيعَيْ لِبانٍ ثديَ أم تحالفـا


بأسحمَ داجٍ عَوْضَ لا تَتَفَرَّقُ

وتقول العرب: لا أفعل ذاك عَوْضُ، أي: لا أفعله الدّهر، ونصب عوض، لأنّ الواو حفزت الضّاد، لاجتماع السّاكنين.

ضوع، ضيع:

ضاعَتِ الريحُ ضوعاً: نَفَحَتْ. قال:

إذا التَفَتَتْ نحوي تضوّع ريحُها

ويقال: ضاعَ يَضُوعُ، وهو التَّضوُّر، في البكاء في شِدَّةٍ ورفعِ صوتٍ. تقول: ضَرَبَهُ حتّى تَضَوَّعَ، وتضوّر. وبكاءُ الصّبيّ تضوُّعٌ أكْثَرَهُ، قال:

يَعِزُّ عليها رِقْبَتي ويَسوءُهـا


بكاه فتثني الجيدَ أن يتضوّعا

وأضاعَ الرّجلُ إذا صارت له ضَيْعَةٌ يشتغِلُ بها، وهو بِمَضِيعَةٍ وبمَضيع إذا كان ضائعاً، وأضاع إذا ضيّع. والضُّوَعُ: طائر من طير اللّيل من جنسِ الهامِ إذا أَحَسَّ بالصّباح صَدَحَ. وضَيْعةُ الرّجلِ: حِرْفَتُه، تقول: ما ضَيْعَتُك? أي: ما حِرْفَتُك? وإذا أخذ الرّجلُ في أمور لا تَعنيه تقول: فَشَتْ عليك الضَّيعة، أي: انتشرتْ حتّى لا تدري بأيّ أمرٍ تأخذ. وضاعَ عيالُ فلانٍ ضَيْعَةً وضِياعاً، وتركهم بمَضْيَعَةٍ، وبمَضِيعَةٍ، وأضاعَ الرّجلُ عيالَه وضيَّعهم إضاعةً وتضييعاً، فهو مُضِيعٌ، ومُضَيِّع.

ضعو:

الضَّعْوَةُ: شَجَرٌ تكون بالبادية، والضَّعة أيضاً بحذف الواو، ويجمع ضَعَوات، قال:

مُتَّخِذاً في ضَعَواتٍ تَوْلَجا

وقال يصف رجلاً شهوان اللّحم:

تتوقُ باللّيل لشَحْمِ القَمعَه

تثاؤبَ الذّئبِ إلى جنبِ الضّعة

وضع:

الوضاعةُ: الضَّعَةُ. تقول: وَضُعَ يَوْضُعُ وَضاعة. والوضيعة: نحو وضائع كسرى، كان ينقل قوماً من بلادهم ويسكنهم أرضاً أخرى حتّى يصيروا بها وَضِيعَةً أبداً. والوَضيعةُ أيضاً: قوم من الجند يُجْعَلُ أسماؤهم في كورة لا يغزون منها. والوضيعةُ: ما تَضَعُه من رأسِ مالكَ. والخيّاط يُوضِّعُ القُطنَ على الثّوب توضيعاً، قال:

كأنَّه في ذُرَى عمائِمِـهـم


مُوَضِّعٌ من مَنادِفِ العَطَبِ

وتقول: في كلامه توضيعٌ إذا كان فيه تأنيثُ كلامِ النِّساءِ. والوَضْعُ: مصدرُ قولِك: وَضَعَ يَضَعُ. والدّابّة تضع السّير وضعاً وهو سير دون. وتقول: هي حسنة الموضوع. وأوضعها راكبها. قال الله عزّ وجلّ: "ولأوضعوا خلالكم". والمُواضَعَةُ: أن تُواضِعَ أخاك أمراً فتناظره فيه. وفلان وضعه دخوله في كذا فاتّضع والتواضعُ: التَّذلُّلُ.

باب العين والصّاد وواي معهما

ع ص و، ع ص ي، ع و ص، ع ي ص، ص ع و، ص و ع، و ص ع مستعملات

عصو، عصي:

العصا: جماعة الإسلام، فمن خالفهم فقد شقّ عصا المسلمين. والعصا: العود، أنثى عصا وعَصَوان وعِصِيّ. وعَصِيَ بالسّيف: أخذه أخذ العصا، أو ضرب به ضربه بالعصا. وعصا يعصو لغة. قال:

وإنَّ المشرفيةَ قد عَلِمْـتُـمْ


إذا يَعْصَى بها النَّفرُ الكرامُ

والعصا: عرقوة الدّلو، والإثنان عَصَوانِ، قال:

فجاءتْ بنَسْجِ العنكَبُوتِ كأنّمـا


على عَصَوَيْها سابِريٌّ مُشَبْرَقُ

وإذا انتهى المسافرُ إلى عُشْبٍ، وأزمع المُقامَ قيل: ألقى عصاه، قال:

فألقَتْ عصاها واستقرّت بها النَّوَى


كما قرّ عيناً بالإياب المسـافِـرُ

 

وذهب هذا البيت مَثَلاً لكلّ من وافقه شيء فأقام عليه، وكانت كلّما تزَّوجتْ فارقَتْ زَوْجَها، ثم أقامتْ على زوجٍ. وكانتْ علامةُ إبائها أنَّها لا تكشِفُ عن رأسها، فلمّا رضيت بالزّوْجِ الأخير، ألقتْ عصاها، أي: خمارها. وتقول: عَصَى يَعْصي عِصياناً ومَعْصية. والعاصي: اسم الفصيل خاصّة إذا عصى أمّه في اتّباعها.

عوص، عيص:

العَوَص: مصدر الأَعْوص والعَويص. اعتاص هذا الشيء إذا لم يُمكِنْ. وكلام عَويصٌ، وكلمةٌ عَوْصاءُ. قال الرّاجز:

يا أيُّها السّائلُ عن عَوْصائها

وتقول: أَعْوَصْتُ في المنطق، وأَعْوَصْتُ بالخَصْمِ إذا أدخلت في الأمرِ ما لا يُفْطَنُ له، قال لبيد:

فلقد أُعْوِصُ بالخَصْمِ وقـد


أملأُ الجَفْنَةَ من شَحْمِ القُلَلْ

واعتاصتِ النّاقةُ: ضَربَها الفَحْلُ فلم تحمِلْ من غَير علّة. والمَعِيص، كما تقول: المَنْبِت: اسمُ رجلٍ. قال:

حتّى أنالَ عُصَيَّةَ بن مَعِيصِ

والعِيصُ: مَنْبِتُ خِيار الشَّجَرِ. قال:

فما شَجَراتُ عِيصكُ في قُرَيشٍ


بِعَشّاتِ الفُروعِ ولا ضَواحـي

وأعياص قريش: كرامُهم يتناسبون إلى عِيص، وعيص في آبائهم عيصو بن إسحاق، ويقال: عيصاً. وقيل: العِيصُ: السِّدْرُ الملتفّ. صعو: الصَّعو: صِغارُ العصافير، والأنثى: صَعْوة، وهو أحمر الرأس والجميع: الصِّعاء. ويقال: صَعْوةٌ واحدة وصَعْوٌ كثير، ويقال: بل الصَّعْو والوَصْع واحدٌ، مثل جَذَبَ وجَبَذَ.

صوع:

الصّواع: إناء يُشْرَبُ فيه. وإذا هيّأَتِ المرأةُ موضِعاً لنَدْفِ القطن قيل: صوَّعَتْ موضِعاً، واسم الموضع: الصّاعة. والكَمِيُّ يَصُوعُ أقرانَه إذا حازهم من نواحيهم. والرّاعي يَصوعُ الإبلَ كذلك. وانصاع القوم فذهبوا سراعاً وهو من بنات الواو، وجعله رؤبة من بنات الياء حيث يقول:

فظلّ يكسوها الغُبارَ الأصْيَعَا

ولو ردّ إلى الواو لقال أَصْوَعا. وتَصَوَّعَ النّباتُ إذا صار هَيْجاً. والتّصوّعُ: تَقَبُّضُ الشَّعر. والصّاعُ: مِكيالٌ يأخذ أربعةَ أمدادٍ، وهي من بنات الواو.

وصع:

الوَصْعُ والوَصَعُ:

من صغار العصافير خاصّة، والجمع: وِصْعانٌ، وفي الحديث: إنّ العرش على مَنْكِبِ إسرافيل، وإنّه ليتواضع لله حتّى يصيرَ مثل الوَصَعِ. والوَصِيعُ: صوت العصفور.

باب العين والسّين وواي معهما

ع س و، ع و س، ع ي س، س ع ي، س و ع، س ي ع، ي س ع، و س ع، و ع س

عسو:

عسا الشّيخ يَعْسو عَسْوَةً، وعَسِيَ يَعْسَى عسىً إذا كَبِرَ، قال رؤبة:

يهوُون عن أركانِ عـزٍّ أَدْرَمـا

عن صامل عاسٍ إذا ما اصلَخْمَمَا

قوله: عن صاملٍ، أي: عن عزٍّ كأنّه جبل صامل، أي: صُلْب. وعسا اللّيل: اشتدّت ظلمته. قال:

وأطعن اللّيلَ إذا اللّيل عسا

أي: أظلم. وعَسِيَ النّباتُ يعسَى عَسًى، إذاغلظ. قال الرّاجز يصف راعياً وإبلاً:

فظل ينحاها ظماءً خمّـسـا

أسعف ضرب قد عسا وقوّسا

عسَى في القرآنِ من الله واجبٌ، كما قال في الفتح وفي جمع يوسف وأبيه: عسَيْت، وعسِيت بالفتح والكسر، وأهلُ النّحوِ يقولون: هو فعلٌ ناقص، ونقصانه أنك لا تقول منه فَعل يَفْعلُ، وليس مثله، ألا ترى أنك تقول: لَسْتُ ولا تقول: لاس يَليس. وعسَى في الناس بمنزلة: لعلّ وهي كلمة مطمعة، ويستعملُ منه الفعل الماضي، فيقال: عَسَيْت وعَسَيْنا وعَسَوْا وعَسَيا وعسَيْنَ - لغة - وأُمِيتَ ما سواه من وجوه الفعل. لا يقال يفعل ولا فاعل ولا مفعول.

عوس:

العَوْس والعَوَسانُ: الطَّوَفان باللّيل. والذّئْبُ يَعُوسُ: يَطْلُبُ شيئاً يأكلُه. والأعوس الصَّقيلُ، ويقال لكلّ وصّافٍ للشيء: هو أَعْوَسُ وصّافٌ، قال جرير:

يا ابن القُيُونِ وذاكَ فِعْلُ الأَعْوَسِ

عيس:

العَيَسُ: عَسْبُ الجملِ، أي: ضِرابُهث. والعَيَسُ والعِيسَةُ: لونٌ أبيضُ مشرب صفاءً في ظُلْمة خفيّة. يقال: جملٌ أَعْيَسُ، وناقة عَيْساء. والجمعُ: عِيسٌ قال رؤبة:

بالعيس تمطوها قياقٍ تَمْتَطي

والعَرَبُ خصّت بالعيس عِراب الإبلِ البيض خاصّة. وبناء عِيسَةٍ: فُعْلة على قياس كُمْتَةٍ وصُهْبَة، ولكنْ قَبُح الياءُ بعد الضّمّة فكُسِرَتِ العين على الياء. ظبيٌ أعيس. وعيسَى: اسم نبي الله صلوات الله عليه يجمع: عِيسُونَ بضمّ السّين، والياء ساقطة، وهي زائدة، وكذلك كلّ ياء زائدة في آخر الاسم تسقط عند واو الجمع، ولم تعقب فتحة. فإن قلت: ما الدليل على أن ياء عيسى زائدة? قلت: هو من العَيَس، وعيسى شبهُ فُعلَى وعلى هذا القياس: مُوسَى.

سعي:

السَّعْيُ: عَدْوٌ ليس بشديد. وكلُّ عملٍ من خيرٍ أو شَرٍّ فهو السَّعْيُ. يقولون: السّعيُ العملُ، أي: الكسب. والمسْعاة في الكَرَم والجود. والسّاعي: الذي يُوَلّى قَبْضَ الصَّدَقات. والجمع: سعاةٌ قال:

سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَـبَـداً


فكيف لو قد سعى عمرٌو عقالَينْ

والسِّعاية: أن تَسعَى بصاحبك إلى والٍ أو مَنْ فوقَه. والسِّعاية: ما يُسْتَسْعَى فيه العبدُ من ثَمَنِ رقَبتِه إذا أُعْتِق بعضُه، وهو أن يكلَّفَ من العَملِ ما يُؤدّي عن نفسِه ما بقي.

سوع:

سُواعٌ: اسم صَنَمٍ في زمن نوح فَغَرَّقَهُ الطُّوفانُ، ودَفَنَهُ، فاستثاره إبليسُ لأهْلِ الجاهليّةِ فكانوا يعبدونه من دون الله عزّ وجلّ. والسّاعة تُصغّر سُوَيْعة، والسّاعة القيامة.

سيع:

السّيعُ الماء الجاري على وجه الأرض. تقول: قد انساعَ إذا جرى. وانساعَ الجَمَدُ إذا ذابَ وسالَ. قال:

من شِلّها ماءُ السّرابِ الأسْيَعا

والسياعُ: تطيينُك بالجَصِّ أو الطّينِ، أو القِير، كما تُسَيّعُ به الحبّ أو الزّق أو السُّفُن تَطْليه طلْياً رفيقاً. قال يُشَبِّهُ الخَمْرَ بالوَرْسِ: كأنّها في سِياعِ الدَّنِّ قِندِيد يجوزُ في السّين النَّصب والكسر. والمِسْيَعَةُ: خَشَبةٌ مُمَلَّسَةٌ يُطَيَّنُ بها. والفعل: سَيَّعْتُه تَسييعاً، أي: تطييناً. والسِّيَاع: شجر البان، وهو من شجرِ العِضاه، ثَمَرتُهُ كهيئةِ الفُسْتُق، ولِثاهُ مِثْلَ الكُنْدُر إذا جَمَد.

يسع:

اليَسَع: اسم من اسماء الأنبياء، والألف واللام زائدتان.

وسع:

الوُسْعُ: جِدةُ الرَّجلِ، وقدرة ذات يده. تقول: انفِقْ على قَدْرِ وُسْعِك، أي: طاقتك. وَوَسُعَ الفرس سَعَةً ووَساعَةً فهو وَساعٌ. وأَوْسَعَ الرّجل: إذا صارَ ذا سَعَةٍ في المال، فهو مُوسِعٌ وإنّه لذو سَعَةٍ في عيشه. وسَيْرٌ وَسِيعٌ ووَساعٌ. ورحمةُ الله وَسِعَتْ كلَّ شيء، وأَوْسَعَ الرّجُلُ صار ذا سَعَةٍ في المالِ. وتقول: لا يَسَعُكَ، أي: لَسْتَ منهُ في سَعَةٍ.

وعس:

الوَعْسُ: رملٌ أو غيره، وهو أعظم من الوعساء. والوَعْسُ: الرّملُ الذي تغيبُ فيه القوائم. والاسم: الوعساء وإذا ذكّروا قالوا: أوعسُ. قال العجاج يصف العَجُزَ:

ومَيْسَنا نِيًّا لها مُمَيّسا

ألبس دعصاً بين ظهري أَوْعسا

والمِيعاسُ: المكان الذي فيه الوَعْسُ في قول جرير:

حيّ الهِدَمْلَة من ذاتِ المواعيس

والمُواعَسَةُ: ضربٌ من سير الإبل في السّرعة. يقولون: تَوَاعَسْنَ بالأعناق، إذا سارت ومدّت أعناقها في سعة الخطو، قال الشاعر:

كَمِ اجْتَبْنَ من ليلٍ إليك وواعَسَتْ


بنا البِيدَ أعناقُ المهاري الشَّعاشِعُ

باب العين والزاي وواي معهما

ع ز و، ع ز ي، ع و ز، ز و ع، و ز ع مستعملات

عزو، عزي:

العِزَةُ: عصبةٌ من النّاس فوقَ الحِلَقَة، والجماعةُ: عِزُونَ، ونقصانُها واو. وكذلك الثُّبة. قال في الحيّة:

خُلِقَتْ نواجـذُه عِـزينَ ورأسُـه


كالقُرص فُلْطِحَ من طَحينِ شعيرِ

وعَزِيَ الرّجلُ يَعْزَى عزاءً، ممدود. وإنّه لَعَزِيٌّ صبور. والعَزاءُ هو الصّبرُ نفسه عن كلّ ما فقدت ورزئت، قال:

ألا مَنْ لِنَفْسٍ غاب عنها عزاؤها

والتّعزّي فعلُهُ، والتّعزِيَةُ فعلك به قال:

وقد لمعت نفسي وعزّيتها


وباليأس والصبر عزّيتُها

والاعتزاءُ: الإتّصالُ في الدَّعْوَى إذا كانت حرب، فكل مَنِ ادَّعَى في شِعارِه أنا فلانُ بنُ فلانٍ: أو فلان الفلانيّ فقد اعتزَى إليه. وكلمةٌ شنعاءُ من لغة أهل الشِّحْر، يقولون: يَعْزى لقد كان كذا وكذا، ويَعْزيكَ ما كان ذلك، كما تقول: لعمري لقد كانَ كذا وكذا، ولعَمْرُكَ ما كانَ ذاك. وتقول: فلان حسَنُ العِزْوَةِ على المصائب. والعِزْوَةُ انتماءُ الرّجلِ إلى قومه. تقول: إلى مَنْ عِزْوَتُكَ، فيقول: إلى تميم.

عوز:

العَوَزُ أن يُعْوِزَك الشيء وأنت إليه مُحتاجٌ، فإذا لم تجدِ الشيء قلت: أعوزني. وأَعْوَزَ الرّجلُ ساءتْ حالُه. والمِعْوَزُ والجمع مَعاوِز: الخِرَقُ التي يُلَفُّ فيها الصّبيّ... قال حسان بن ثابت:

ومَوْؤُودَةٍ مقرورَةٍ في مَعاوزٍ


بآمَتِها مَرْموسَةٍ لم تُـوَسَّـدِ

ورواية عبد الله: منذورة في معاوز. وكلّ شيءٍ لزِمَهُ عيبٌ فالعيب آمَتُهُ، وهي في هذا البيت: القلفة.

وعز:

الوَعْزُ: التَّقدِمَةُ. أوعزت إليه، أي: تَقَدَّمْتُ إليه ألاّ يَفْعَل كذا، قال:

قد كنت أَوْعَزْتُ إلى عَلاءِ

في السِّرّ والإعلانِ والنَّجاء

النَّجاءُ من المناجاة.

زوع:

الزَّوع: جَذْبُك النّاقة بالزّمام لِتَنْقاد. قال ذو الرّمة:

ومائلٍ فوقَ ظهرِ الرّحْلِ قلتُ له


زُعْ بالزّمام وجَوْزُ اللّيل مَرْكومُ

وقال في مثل للنّساء:

ألا لا تبالي العِيسُ من شدِّ كُورِها


عليها ولا مَنْ زَاغَها بالخـزائم

وزع:

الوزع: كفُّ النَّفْس عن هواها. قال:

إذا لم أَزِغْ نفسي عنِ الجَهلِ والصِّبا


لِينفَعَها عِلْمي فقد ضَرَّها جَهْلـي

والوَزوع: الوَلوع. أُوزِع بكذا، أي: أوِلع. وكان رسولُ الله صلّى الله عليه وآله موزَعاً بالسّواك. والتَّوزيع: القِسْمة: أن يقسموا الشيء بينهم من الجزور ونحوه، تقول: وزّعتُها بينهم، وفيهم، أي: قسّمتها. وَزُوع: اسم امرأة. والوازعُ: الحابسُ للعسكر. قال عزّ وجلّ: "فَهُمْ يُوزَعُون" أي: يُكَفُّ أوّلُهم على آخرهم. وقوله عزّ وجلّ: "أَوْزِعْني أن أَشْكُرَ نعمتَك"، أي: أَلْهِمْني.

باب العين والطّاء وواي معهما

ع ط و، ط و ع، ع ي ط، ي ط ع مستعملات

عطو:

العَطاء: اسمٌ لما يُعْطَى، وإذا سمّيت الشيء بالعطاء من الذّهب والفضّة قلت: أَعْطِيَة، وأَعْطِيَات: جمع الجمع. والعَطْوُ: التّناوُلُ باليدِ. قال امرؤ القيس:

وتَعْطو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنَّه


أساريعُ ظَبْيٍ أو مَساويكُ إسْحِلِ

والظّبيُ العاطي: الرافع يديه إلى الشّجرة ليتناول منه الورق. قال:

تحكُّ بقَـرنَـيْهـا بـريرَ أراكةٍ


وتَعْطُو بظلْفَيها إذا الغُصْنُ طالَها

يقال: ظبيٌ عاطٍ، وعَطُوٌّ، وجَدْيٌ عطوٌّ، ومنه اشتُقَّ الإعطاءُ. والمُعاطاةُ: المُناوَلَةُ. عاطى الصبيُّ أهلَه إذا عَمِلَ لهم وناولَ ما أرادوا. والتَّعاطي: تناولُ ما لا يحقّ. تعاطَى فلان: ظلمك، قال الله عزّ وجلّ: "فتعاطَى فَعَقَرَ"، قالوا: قام الشّقيّ على أطرافِ أصابع رجلَيْه، ثمّ رفع يدَيْه فضربَها فَعَقَرَهَا، ويقال: بل تَعاطيهِ جُرْأتُهُ، كما تقول: تعاطى أمراً لا ينبغي له.. والتَّعاطي أيضاً في القُبَل.

طوع:

طاع يَطُوع طوعاً فهو طائع. والطَّوْعُ: نقيض الكَرْه، تقول: لَتَفْعَلَنَّهُ طوعاً أو كَرْهاً. طائعاً أو كارِهاً، وطاع له إذا انقاد له. إذا مضَى في أمرِك فقد أطاعك، وافقك فقد طاوعك. قال يصف دلواً:

أحلِفُ بالله لَتُخْرِجِنَّهْ

كارِهةً أو لتطاوِعِنَّهْ

أو لَتَرينَّ بيَ المُرِنَّهْ

أي: الصّائحة. والطّاعة اسم لما يكون مصدره الإطاعة، وهو الإنقياد، والطّواعِيَةُ اسم لما يكون مصدره المطاوعة. يقال طاوعتِ المرأة زوجَها طَواعيةً حَسَنةً، ولا يقال: للرعيّة ما أحسن طَواعِيَتَهُم للرّاعي، لأنَّ فعلَهم الإطاعة، وكذلك الطّاقة اسم الإِطاقة والجابة اسم الإِجابة، وكذلك ما أشْبَهَهُ، قال:

حَلَفْتُ بالبيتِ وما حَوْلَـهُ


من عائذٍ بالبيت أَوْ طاعي

أراد: أو طائع فقلبه، مثل قِسِيّ، جعل الياء في طائع بعد العين، ويقال: بل طرح الياءَ أصلاً، ولم يُعِدْها بعد العين، إنّما هي: طاع، كما تقول: رجلٌ مالٌ وقال، يراد به: مائل، وقائل، مثل قول أبي ذؤيب:

وسوّد ماءُ المَرْدِ فاها فلـونُـهُ


كلَوْنِ الرَّمادِ وهي أدماءُ سارُها

أي: سائرها. وقال أصحابُ التّصريف: هو مثل الحاجة، أصلها: الحائجة. ألا ترى أنّهم يردّونها إلى الحوائج، ويقولون: اشتُقّت الاستطاعة من الطّوع. ويقال: تَطاوَعْ لهذا الأمر حتّى تستطيعه. وتطوّع: تكلّف استطاعته، وقد تطوّع لك طوعاً إذا انقاد، والعرب تحذف التّاء من استطاع، فتقول: اسطاع يَسطيع بفتح الياء، ومنهم من يضمّ الياء، فيقول: يُسْطِيعُ، مثل يُهريق. والتَّطوُّعُ: ما تبرّعت به ممّا لا يلزمك فريضته. والمُطّوِّعة بكسر الواو وتثقيل الحرفين: القوم الذين يتطوّعون بالجهاد يخرجون إلى المُرابَطات. ويقال للإبل وغيرها: أطاعَ لها الكلأ إذا أصابتْ فأكلَتْ منه ما شاءت، قال الطرمّاح:

فما سرحُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرْحِهِ

والفَرَس يكون طوعَ العِنانِ، أي: سَلِس العِنانِ. وتقول: أنا طَوْعُ يدِكَ، أي: منقادٌ لكَ، وإنَّها لطوعُ الضّجيع. والطّوْعُ: مصدرُ الطائعِ. قال:

طَوْعَ الشَّوامِتِ مِنْ خَوْفٍ ومِنْ صَرَدِ

عيط:

جملٌ أَعْيَطُ، وناقةٌ عَيْطاء: طويلُ الرّأسِ والعُنُقِ. وتُوصَفُ به حُمُر الوَحْشِ. قال العجّاج يصفُ الفَرَس بأنّه يعقر عليه:

فهو يكُبُّ العَيْط منها للذّقن

وكذلك القَصْرُ المنيف أَعْيَطُ لطوله، وكذلك الفأرة عَيْطاء. قال:

نحنُ ثقيفٌ عِزُّنا منيعُ

أَعْيَطُ صعْبُ المرتَقَى رفيع

واعتاطت النّاقة إذا لم تَحْمِلْ سنوات من غير عقر، وربّما كان اعتياطها من كثرة شحمها، وقد تعتاط المرأة أيضاً. وناقةٌ عائط، قد عاطت تعيط عياطاً في معنى حائل. ونُوقٌ عِيطٌ وعوائطُ. والتعيّط: تنبّع الشيء من حجرٍ أو عود يَخْرُجُ منه شِبْهُ ماءٍ فيُصَمَّغُ، أو يَسِيلُ. وذِفْرَى الجَمَل يَتَعَيَّطُ بالعَرَق الأسود. قال:

تعَيَّطُ ذِفراها بـجَـوْنٍ كـأنّـه


كُحَيْلٌ جَرَى من قُنْفُذِ اللّيتِ نابعُ

وقال في العائط بالشحم:

قدّد من ذات المدكّ العائط

وعِيطِ: كلمة يُنادَى بها الأشِرُ عند السُّكر، ويُلْهَجُ بها عند الغلبة، فإذا لم يَزِدْ على واحدة مدّه وقال: عيَّط، وإن رجّع قال: عَطْعَط.

يعط:

يَعاطِ: زجرُك الذّئبَ إذا رأيته قلت: يَعاطِ يَعاطِ، ويقال: يَعَطْتُ به، وأَيْعَطْتُ به، وياعَطْتُه. قال:

صُبَّ على شاءِ أبي رِباطِ

ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ الأمْـراطِ

يدنو إذا قيلَ لـه: يَعـاطِ

وبعض يقول: يِعاط، وهو قبيحٌ، لأنَّ كسر الياء زاده قبحاً، وذلك أنّ الياء خُلِقَتْ من الكسرة، وليس في كلامِ العربِ فَعال في صدرها ياء مكسورة في غير اليِسار بمعنى الشّمال، أرادوا أن يكون حذوهما واحداً، ثم اختلفوا فمنهم من يهمز، فيقول: إسار. ومنهم من يفتح الياء فيقول: يَسار، وهو العالي من كلامهم.

باب العين والدّال وواي معهما

ع د و، د ع و، و ع د، و د ع، ي د ع

عدو:

العَدْوُ: الحُضْرُ. عدا يعدو عدواً وعدوّاً، مثقلةً وهو التعدّي في الأمر، وتجاوز ما ينبغي له أن يقتصر عليه، ويقرأ "فيسبّوا الله عدوّاً" على فُعُول في زنة: قُعُود. وما رأيت أحداً ما عدا زيداً، أي: ما جاوز زيداً، فإن حذفت ما خفضته على معنى سوى، تقول: ما رأيت أحداً عدا زيد. وعدا طورَه، وعدا قدرَه، أي: جاوز ما ليس له. والعدوان والإعتداء والعداء، والعدوى، والتعدّي: الظُّلْمُ البراح. والعَدْوَى: طلبك إلى والٍ ليُعْدِيَك على من ظلمك، أيْ: ينتقم لك منه باعتدائه عليك. والعَدْوَى: ما يقال إنّه يُعْدِي من جَرَب أو داء. وفي الحديث: "لا عَدْوَى ولا هامةِ ولا صفرَ ولا غُولَ ولا طيرَةَ" أي: لا يُعْدي شيءٌ شيئاً. والعَدْوَةُ: عَدْوَةُ اللّص أو المغيرِ. عدا عليه فأخذ ماله، وعدا عليه بسيفِه فضربه، ولا يُريدُ عَدْواً على الرّجلينِ، ولكنْ من الظّلم. وتقول: عَدَتُ عوادٍ بيننا وخُطُوب، وكذلك عادت، ولا يُجْعَلُ مصدره في هذا المعنى: معاداة، ولكن يقال: عدى مخافةَ الإلتباس. وتقول: كُفَّ عنّي يا فلانُ عاديتَكَ، وعادية شرّك، وهو ما عَداك من قِبَلِهِ المكروه. والعاديةُ: الخيلُ المغيرة. والعادية: شُغْلٌ من أشغال الدّهر تَعْدوك عن أمورك. أي: تشغلك. عداني عنك أمر كذا يعدوني عداءً، أي: شَغَلني. قال:

وعادك أن تلاقيها العداء

أي: شغلك. ويقولون: عادك معناه: عداك. فحذف الألف أمام الدال، ويقال: أراد: عاودك. قال:

إنّي عداني أن أزور ميا

صهب تغالى فوق نيّ نيّا

 

والعَداءُ والعِداءُ لغتان: الطَّلْقُ الواحد، وهو أن يعادي الفرس أو الصيّاد بين صيدين ويصرع أحدهما على أثر الآخر، قال:

فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ

وقال:

يَصْرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ

يعني يصرع الفرس، فمن فتح العين، قال: جاوز هذا إلى ذاك، ومن كسر العين قال: يعادي الصيد، من العَدْو. والعَداء: طَوارُ الشيء. تقول: لَزِمتُ عَداء النّهر، وعَداءَ الطريق والجبل، أي: طَوَاره. ويقال الأكحل عرْقٌ عَداءَ السّاعد. وقد يقال: عِدْوة في معنى العَداء، وعِدْو في معناها بغير هاء، ويجمع على أفعال فيقال أعداء النهر، وأعداء الطرق. والتَّعداء: التَّفعال من كلّ ما مرَّ جائز. قال ذو الرّمة: مِنْها على عُدْوَاءِ النَّأيِ تَسْتقيمُ والعِنْدَأْوَة: التواءٌ وعَسَرٌ في الرِّجْلِ. قال بعضهم: هو من العَداءِ، والنون والهمزة زائدتان، ويقال: هو بناء على فِنْعالة، وليس في كلام العرب كلمة تدخل العين والهمزة في أصل بنائها إلاّ في هذه الكلمات: عِنْدأْوة وإمَّعة وعَباء، وعَفاء وعَماء، فأمّا عَظاءة فهي لغة في عَظاية، وإن جاء منه شيء فلا يجوز إلاّ بفصل لازم بين العين والهمزة. ويقال: عِنْدَأوة: فِعْلَلْوة، والأصلُ أُمِيتَ فِعْلُهُ، لا يُدرى أمن عَنْدَى يُعْنَدي أم عدا يعدو، فلذلك اختلف فيه. وعدّى تَعْدِيَةً، أي: جاوز إلى غيره. عدّيتُ عنّي الهمَّ، أي: نحّيتُه. وتقول للنّازل عليك: عدِّ عنّي إلى غيري. وعَدِّ عن هذا الأمر، أي: دعْهُ وخذ في غيره. قال النّابغة:

فعدِّ عمّا تَرَى إذ لا ارتجاعَ لَهُ


وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانَةٍ أُجُدِ

وتعدّيتُ المفازَةَ، أي: جاوزتُها إلى غيرها. وتقول للفعل المجاوِزِ: يتعدّى إلى مفعولٍ بعد مفعول، والمجاوز مثل ضرب عمرو بكراً، والمتعدّي مثل: ظنّ عمرو بكراً خالداً. وعدّاه فاعله، وهو كلام عامّ في كل شيء. والعَدُوُّ: اسمٌ جامعٌ للواحد والجميع والتّثنية والتّأنيث والتّذكير، تقول: هو لك عدوٌّ، وهي وهما وهم وهنَّ لك عدوٌّ، فإذا جعلته نعتاً قلت: الرّجلانِ عدوّاك، والرّجالُ أعداؤك والمرأتان عدوّتاك، والنسوة عدوّاتك، ويجمع العدوّ على الأعداء والعِدَى والعُدَى والعُداة والأعادي. وتجمع العَدوّة على عَدَايا. وعدْوانُ حيّ من قيس، قال:

عَذيرَ الحيِّ من عَدْوا


نَ كانوا حَيَّةَ الأرْضِ

والعَدَوان: الفَرس الكثير العَدْوِ. والعَدَوان: الذّئب الذي يعدو على النّاس كلّ ساعة، قال يصف ذئباً قد آذاه ثمّ قتله بعد ذلك:

تذكرُ إذْ أنت شديدُ القَفْز

نَهْد القصيرَى عَدَوان الجمزِ

والعُدَواءُ: أرضٌ يابسةُ صُلْبة، وربما جاءت في جوف البئر إذا حُفِرَت، وربّما كانت حجراً حتى يحيد عنها الحفّار بعضَ الحَيْد. قال العجّاج يصفُ الثّور وحَفْرَهُ الكِنَاسَ:

وإن أصاب عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا

عنها وولاّها الظُّلوفَ الظُّلَّفا

والعُدوة: صلابة من شاطئ الوادي، ويقال: عِدوة، ويقرأ: إذْ أنتم بالعدوة الدنيا بالكسر والضّم. عَدّي: فَعيلٌ من بنات الواو، والنسبة: عَدَوِيّ، ردّوا الواو كما يقولون: عَلَوِيّ في النسبة إلى عَلِيّ. والعَدَويّة من نَباتِ الصّيف بعد ذهاب الرّبيع يَخْضرُّ صغار الشّجر فترعاه الإبلُ. والعَدَويَّة: من صغارِ سِخال الغَنَم، يقال، هي بناتُ أربعينَ يوماً فإذا جُزَّتْ عنها عقيقتُها ذَهَبَ عنها هذا الاسم. ومَعْدي كرب، مَنْ جَعَلَهُ مَفْعِلاً فإنّه يكون له مخرجٌ من الواو والياء جميعاً، ولكنّهم جعلوا اسمين اسماً واحداً فصار الإعرابُ على الباء وسكّنوا ياء مَعْدِي لتحرُّكِ الدّال، ولو كانت الدّال ساكنة لنصبوا الياء، وكذلك كلُّ اسمينِ جعلا اسماً واحداً، كقول الشاعر:

عرّدت


بأبي نَعَامَةَ أمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ

عود:

العَوْدُ: تثنيةُ الأمرِ عَوْداً بَعْدَ بَدْءٍ، بدأ ثم عاد. والعَوْدَةُ مرّة واحدة، كما يقول: ملك الموت لأهل الميّت: إنّ لي فيكم عَوْدة ثمّ عَوْدة حتّى لا يبقى منكم أحد. وتقول: عاد فلانٌ علينا معروفُه إذا أحسن ثمّ زاد قال:

قد أحْسَنَ سعدٌ في الذي كان بيننا


فإنْ عادَ بالإحْسانِ فالعَوْدُ أحمدُ

 

وقول معاوية: لقد متّتْ برحِمٍ عَوْدة. يعني قديمة. قد عَوَّدَتْ، أي: قَدُمَتْ، فصارت كالعَوْدِ القديم من الإبل. وفلان في مَعادة، أي: مُصيبة، يغشاه النّاس في مناوِح، ومثله: المَعاوِد: والمَعاوِد المآتم. والحجّ مَعادُ الحاجّ إذا ثنّوا يقولون في الدّعاء: اللّهمَّ ارزُقنا إلى البيتِ مَعاداً أو عَوْداً. وقوله "لَرادُّكَ إلى مَعادِك" يعني مكّة، عِدَةً للنبيّ صلّى الله عليه وآلِهِ أن يَفْتحها ويَعودَ إليها. ورأيت فلاناً ما يُبْدِئ وما يُعيد، أي: ما يتكلّم بباديةٍ ولا عاديةٍ. قال عَبيد بن الأبرص:

أقْفَرَ من أهْلِه عَـبـيدُ


فاليومَ لا يُبْدِي ولا يُعِيدُ

والعادةُ: الدُّرْبة في الشيء، وهو أن يتمادى في الأمر حتّى يصيرَ له سجيّة. ويقال للرَّجُل المواظب في الأمر: مُعاوِد. في كلامِ بَعْضِهِم: الْزَموا تُقى الله واستعيدوها، أي: تعوّدوها، ويقال: معنى تَعَوَّدَ: أعاد. قال الرّاجز:

لا تَستطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ

إلاّ المُعِيداتُ بهِ النّواهِضُ

يعني: النّوق التي استعادتِ النَّهْضَ بالدّلو. ويقال للشّجاع: بطلٌ مُعاوِدٌ، أي: قد عاوَدَ الحربَ مرَّةً بعد مرّةٍ. وهو معيدٌ لهذا الشيء أي: مُطيقٌ له، قد اعتاده. والرّجال عُوّاد المريض، والنّساء عُوَّد، ولا يُقال: عُوّاد. واللهُ العَوَّادُ بالمغفرة، والعبد العَوَّاد بالذّنوب.. والعَوْدُ: الجَمَلُ المُسِنّ وفيه سَورة، أي: بقيّة، ويجمع: عِوَدة، وعِيَدة لغة، وعوّد تعويداً بلغ ذالك الوقت، قال:

لا بُدَّ من صَنْعا وإنْ طال السَّفَرْ

وإنْ تحنّى كلّ عَوْدٍ وانْعقَرْ

والعَوْدُ: الطّريقُ القديم. قال:

عَوْدٌ على عَوْدٍ لأقْوامٍ أُوَل

يريد: جمل على طريقٍ قديم. والعَوْدُ: يوصف به السُّودَدُ القديم. قال الطرماح:

هل المجدُ إلاّ السُّودَدُ العَوْدُ والنَّـدَى


ورَأْبُ الثَّأَى والصّبرُ عندَ المُواطِن

والعُوْدُ: الخشبةُ المُطَرّاة يدخن به. والعُودُ: ذو الأوتار الذي يضرب به، والجميع من ذلك كلّه: العِيدان، وثلاثة أعواد، والعَوَّادُ: متّخذُ العِيدان. والعِيدُ: كلُّ يومِ مَجْمَعٍ، من عاد يعود إليه، ويقال: بل سُمِّيَ لأنّهم اعتادوه. والياءُ في العيد أصلها الواو قُلبت لِكَسْرَةِ العَيْن. قال العجّاجُ يصف الثَّور الوحشيّ ينتابُ الكِناس:

يَعْتاد أرباضاً لها آريُّ

كما يَعودُ العيدَ نَصْرانيُّ

وإذا جمعوه قالوا: أعْياد، وإذا صغّروه قالوا عُيَيْد، وتركوه على التّغيير. والعِيدُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث. والعائدة: الصّلة والمعروف؛ والجميع: عوائد. وتقول: هذا الأمر أَعْوَد عليك من غيره. أي: أرفقُ بك من غيره. وفَحْلٌ مُعيدٌ: مُعتادٌ للضِراب. وعوّدتُه فتعوَّد. قال عنترة يَصِفُ ظليماً يَعْتادُ بيضَه كلَّ ساعة:

صَعْلٍ يَعودُ بذْي العُشَيْرَةِ بيضَـهُ


كالعَبْد ذي الفَرْوِ الطويلِ الأصْلَمِ

والعِيدِيّةُ: نجائبُ منسوبة إلى عاد بن سام بن نوح عليه السّلام، وقبيلته سُمّيت به. وأمّا عاديّ بن عاديّ فيقال: ملك ألف سنة، وهزم ألف جيش وافتضّ ألفَ عذراءَ، ووجد قبيل الإسلام على سريرٍ في خرقٍ تحتَ صخرةٍ مكتوبٍ عليها على طَرَفِ السّرير قِصَّتُه. قال زهير:

ألم تَرَ أنّ اللهَ أَهْلَكَ تُبّـعـاً


وأَهْلَكَ لُقمانَ بن عادٍ وعادِيا

وأمّا عادٌ الآخرة فيقال إنّهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ، وهم الذين عَصَوا الله فمسخهم نسناساً لكلّ إنسان منهم يدٌ ورجلٌ من شِقٍّ ينقز نقز الظّبْي. فأمّا المسخُ فقد انقرضوا، وأمّا الشَّبُه الذي مُسِخوا عليه فهو على حاله. ويقال للشيء القديم: عاديّ يُنْسَبُ إلى عادٍ لقِدَمِهِ. قال:

عادِيّة ما حُفِرَتْ بعدَ إرَمْ

قام عليها فتيةٌ سودُ اللِّمَمْ

دعو:

الدِّعْوَةُ: ادّعاء الولد الدّعيّ غير أبيه، ويدّعيه غير أبيه. قال:

ودِعْوَة هاربٍ من لُؤْمِ أصلٍ


إلى فحْلٍ لغير أبيه حـوب

 

يقال: دَعيٌّ بيّنُ الدِّعْوَة. والادّعاء في الحرب: الاعتزاء. ومِنْه التّداعي، تقول: إليّ أنا فُلان.. والادعاء في الحرب أيضاً أنْ تقولَ يال فلان. والادّعاء أن تدّعي حقًّا لك ولغيرك، يقال: ادّعَى حقًّا أو باطلاً. والتّداعي: أن يدعوَ القومُ بعضُهم بعضاً. وفي الحديث: دع داعيةَ اللّبنِ يعني إذا حلبت فدعْ في الضّرع بقيّةً من اللّبن. والدّاعيةُ: صريخ الخَيْلِ في الحروب. أجيبوا داعيةَ الخيل. والنّادبة تدعو الميت إذا نَدَبتْهُ. وتقول: دعا الله فلاناً بما يكره، أي: أنزل به ذلك. قال:

دعاكَ اللهُ من قَيْسٍ بأفعَى


إذا نام العيونُ سرتْ عليكا

وقوله عزّ وجلّ: "تدعو من أدبر وتولّى"، يقال: ليس هو كالدّعاء، ولكنّ دعوتَها إيّاهم: ما تَفْعَلُ بهم من الأفاعيل، يعني نار جهنّم. ويقال: تداعَى عليهم العدوُّ من كلّ جانبٍ: أَقْبَل. وتداعَتِ الحيطانُ إذا انقاضَّتْ وتَفَرَّزَتْ. وداعَيْنا عليهم الحيطانَ من جوانبها، أي: هدمناها عليهم. ودواعي الدّهر: صُروفُهُ. وفي هذا الأمر دعاؤه، أي: دعوى قسحة. وفلانٌ في مَدْعاة إذا دُعيَ إلى الطّعام. وتقول: دعا دُعاءً، وفلانٌ داعي قومٍ وداعية قومٍ: يدعو إلى بيعتهم دعوة. والجميعُ: دُعاةٌ.

وعد:

الوَعْدُ والعِدَةُ يكونان مصدراً واسماً. فأمّا العِدَةُ فتُجْمع: عِدات، والوعد لا يجمع. والموعِدُ: موضع التّواعُدِ وهو الميعادُ. والمَوْعِدُ مصدرُ وَعَدْتُهُ، وقد يكون الموعِدُ وقتاً للعدة، والموعدة: اسم للعدة. قال جرير:

تُعَلِّلُنا أُمـامةُ بـالـعِـداتِ


وما تَشْفي القُلوبَ الصّادياتِ

والميعاد لا يكون إلاّ وقتاً أو موضعاً. والوعيد من التّهدّد. أوعدته ضرباً ونحوه، ويكون وعدته أيضاً من الشّرّ. قال الله عزّ وجلّ: "النّار وَعَدَها الله الّذين كفروا". ووعيد الفحل إذا همّ أن يصول. قال أبو النجم:

يرعد أن يوعدَ قلب الأعزل

ودع:

الوَدْعُ والوَدْعَةُ الواحدة: مناقفُ صغار تخرج من البحر يزيّن به العثاكل، وهي بيضاء. في بطنها مَشْقٌ كشقِّ النواة، وهي جوف، في جوفها دُوَيْبة كالحَلَمة. قال ذو الرّمة:

كأنّ آرامها والشّمسُ ماتعةٌ


وَدْعٌ بأرجائِهِ فَذٌّ ومنظومُ

والدَّعَةُ: الخفض في العيش والرّاحة. رجُلٌ مُتَّدع: صاحب دَعَةٍ وراحة. ونال فلان من المكارم وادعاً، أي: من غير أن تكلّف من نفسه مشقّة. يقال وَدُعَ يَوْدُعُ دَعَةً، واتَّدع تُدَعَة مثل اتَّهم تُهَمَة واتَّأد تُؤَدَة. قال:

يا رُبَّ هيجا هي خيرٌ من دَعَه

والتَّوديعُ: أن تودّع ثوباً في صوان، أي في موضع لا تصل إليه ريح، ولا غبار. والمِيدَعُ: ثوب يُجْعل وقايةً لغيره، ويوصف به الثّوبُ المبتذَلُ أيضاً الذي يصان فيه، فيقال: ثوبٌ مِيدَعٌ، قال:

طرحتُ أثوابيَ إلا المِيدَعا

والوَادع: توديعُك أخاك في المسير. والوَداعُ: التَّرْك والقِلَى، وهو توديعُ الفِراق، والمصدر من كلٍّ: توديع قال:

غداة غدٍ تودّع كلّ عـين


بها كُحُلٌ وكلّ يدٍ خضيبِ

وقوله تعالى: "ما ودَّعَكَ ربُّك وما قَلَى" أي: ما تَرَكَكَ. والمودوعُ: المودَّع. قال:

إذا رأيت الغرب المودوعا

والعرب لا تقول: وَدَعتُهُ فأنا وادع. في معنى تركتُه فأنا تارك. ولكنّهم يقولون في الغابر: لم يدع، وفي الأمر: دعْه، وفي النّهي: لا تدعه، إلاّ أن يُضطّر الشّاعرُ، كما قال:

وكانَ ما قدّموا لأنفُسِهِـمْ


أكْثَرَ نفعاً منَ الّذي وَدَعُوا

أي... تركوا وقال الفرزدق:

وعضّ زمان يا ابن مروانَ لم يدَعْ


من المال إلاّ مُسْحَتٌ أو مُجْلَّـفُ

 

فمن قال: لم يدع، تفسيره، لم يترك، فإنّه يضمر في المسحت والمجلف ما يرفعه مثل الذي ونحوه، ومن روى: لم يُدَعْ في معنى: لم يُتْرَكُ فسبيلُه الرّفعُ بلا علّة، كقولك: لم يُضْرَبْ إلاّ زيدٌ، وكان قياسُه: لم يُودَعْ ولكنّ العربَ اجتمعتْ على حذف الواو فقالتْ: يَدَع، ولكنّكَ إذا جَهِلْتَ الفاعل تقول: لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ وكذلك جميعُ ما كانَ مِثلَ يودع وجميع هذا الحدّ على ذلك. إلاّ أنّ العرب استخفّت في هذين الفعلين خاصّة لما دخل عليهما من العلّة التي وصفنا فقالوا: لم يُدَعْ ولم يُذَرْ في لغة، وسمعنا من فصحاء العرب من يقول: لم أُدَعْ وراءً، ولم أُذَرْ وراءً. والمُوادَعَةُ: شِبْهُ المُصالَحَة، وكذلك التَّوادُعْ. والوَديعةُ: ما تستودعه غيرَك ليحفظَه، وإذا قلت: أَوْدَعَ فلانٌ فلاناً شيئاً فمعناه: تحويل الوديعة إلى غيره. وفي الحديث: ما تَقولُ في رجلٍ استُودِعَ وديعةً فأودَعَها غيرَه قال: عليه الضّمان. وقول الله عزّ وجلّ: "فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَع". يُقال: المستودَع: ما في الأرحام. ووَدْعان: موضعٌ بالبادية. وإذا أمت بالسكينةِ والوَداع قلت: تَوَدَّعْ، واتَّدِعْ. ويقال: عليك بالمودع من غير أن تجعلَ له فِعلاً ولا فاعلاً على جهةِ لفظِه، إنّما هو كقولك: المعسور والميسور، لا تقول: منه عسرت ولا يسرت. ووَدُعَ الرّجُلُ يَوْدُع وداعةً، وهو وادعٌ، أي: ساكن. والوَديعُ: الرَّجُلْ الساكنُ الهادئُ ذو التَّدعة. ويقال: ذو وَداعةٍ. ووَدَاعة: من أسماء الرجال. والأودعُ: اسم من أسماء اليربوع.

يدع:

الأَيْدَع: صبغ أحمر، وهو خشب البَقَّم. تقول: يَدَّعتُه وأنا أُيَدِّعُهُ تَيْديعاً قال:

فنحا لها بمُذَلَّقَـيْنِ كـأنّـمـا


بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَيْدَعُ

باب العين والتّاء وواي معهما

ع ت و، ت و ع، ت ي ع تستعمل فقط

عتو:

عتا عُتُوّاً وعِتِيّاً إذا استكبر فهو عاتٍ، والملك الجبار عاتٍ، وجبابرة عتاة. وتَعَتَّى فلانٌ، وتَعَتَّتْ فُلانة إذا لم تُطِعْ. قال العجاج:

بأمره الأرض فما تعتَّتِ

أي: فما عَصَتْ.

توع:

التَّوْعُ: كسرك لبناً أو سمناً بكسرة خبز ترفعه بها. تقول: تُعْتُه فأنا أتوعُه توعاً.

تيع:

التَّيْعُ: ما يسيل على الأرض من جمد إذا ذاب، ونحوه. وتاعَ الماء تَيْعاً إذا تيّع على وجه الأرض، أي: انبسط في المكان الواسع فهو تائِع مائِع. والرّجُلُ يَتَتَايَعُ في الأمر إذا بقي فيه. والبعير يَتَتايَعُ في مشيه إذا حرّك ألواحه حتى يكاد يتفكّكُ. والسكران يتتايع: يرمي بنفسه إذا لجّ وتهافت. والتَّتايُعْ: رميُك بنفسك في الشيء من غير ثبت. والتَّتَيُّعُ: القيء، وهو مُتَتَيِّعٌ. وقد تاع، إذا قاء، وأتاعه غيره، أي: قيّأه.

باب العين والظّاء وواي معهما

ع ظ ي، و ع ظ مستعملان

عظي:

العَظايَةُ على خِلْقةِ سامٍّ أبرص، أو أُعَيظِم منهُ شيئاً، والذّكر يقال له اللحم غير أنه إذا لم تَرَ قوائمها ظَنَنْتَ أن رأسها رأسُ حيّةٍ. وتجمع: عَظاء، وثلاث عَظايات، والعَظاءَةُ: لغة فيها.

وعظ:

العِظَةُ: الموعظة. وَعَظْتُ الرّجلَ أَعِظُهُ عِظَةً وموعظة. واتَّعَظَ: تقبّل العِظَةَ، وهو تذكيرُك إيّاه الخيرَ ونحوَه ممّا يرقُّ له قلبُهُ. ومن أمثالِهم المعروفة: لا تَعِظيني وتَعَظْعَظي، أي: اتَّعظي أنتِ ودَعي موعظتي.

باب العين والذّال وواي معهما

ع ذ ي، ع و ذ، ذ ي ع مستعملات

عذي:

العِذْيُ: موضع بالبادية. والعَذَاةُ: الأرضُ الطيّبةُ التربةِ الكريمةُ المنْبِتِ..قال:

بأرضٍ هجانِ التُّربِ وَسْمِيَّةِ الثَّرى


عَذاةٍ نَأَتْ عنها المُلوحَةُ والبَحْـرُ

والعِذْيُ: اسمٌ للموضِعِ الذي ينبت في الشّتاء والصّيف من غير سقيٍ. ويقال: العِذْيُ: الزّرع الذي لا يُسقَى إلاّ من المطر لبعده من المياه، الواحدة: عَذاة. ويقال: العِذْي واحد وجمعُهُ: أَعْذاء. ==== عوذ: ====  أعوذ بالله، أي: ألجأ إلى الله، عَوْذاً وعِياذا. ومعاذَ الله: معناه: أعوذُ بالله، ومنه: العَوْذَةُ، والتّعويذ. والمَعاذاة الّتي يُعَوَّذُ بها الإنسان من فَزَعٍ أو جُنون. وكلّ أنثى عائِذٌ إذا وضعت مدّة سبعةِ أيّامٍ، والجميع: عُوذ، من قَول لبيد: عُوذاً تَأَجَّلَ بالفَضاءِ بِهامُها

ذيع:

الذَّيْعُ: إشاعةُ الأمر. أذعته فذاع. ورجل مِذياع مِشياعٌ لا يستطيع كتمانَ شيءٍ وقوم مذاييع، وأذعت به، الباء دخيل،! معناه: أذعته.

باب العين والثاء وواي معهما

ع ث و، ع ث ي، و ع ث، ع ي ث مستعملات

عثو:

العَثا: لون إلى السّواد مع كثرة شعر. والأَعْثَى: الكثير الشّعر. والأَعْثَى: الضبع الكبير، والأنثى: عَثْواء، وفي لغة: عثياء والواو أصوب. والجميعُ: العُثْوُ، ويقال: العُثْيُ، والعِثْيانُ: اسم الذَّكر من الضِّباع.

عثي:

عَثِيَ يَعْثَى في الأرض عِثيّاً وعَثَياناً: أفسد.

وعث:

الوَعْثُ من الرّمل: ما غابتْ فيه القوائمُ. ومنه اشتُقَّ وَعْثاء السَّفَر، يعني: المشقّة. وأَوْعَثَ القومُ: وقعوا في الوَعْثِ. قال:

وَعْثاً وُعُوراً وقِفافاً كُبَّسا

عيث:

عاثَ يَعيثُ عيثاً، أي: أَسْرَعَ في الفسادِ. تقول: إنّك لأَعْيَثُ في المال من السّوس في الصَّيف. والذِّئْبُ يعيث في الغنم فلا يأخذ شيئاً إلاّ قتله. قال:

والذّئبُ وسْطَ غنَمي يَعيثُ

والتَّعيِيثُ: طلبُ الأعمى الشَّيء، وطلبُ الرّجُلِ الشّيء في الظُّلْمة. والتَّعييثُ: إدخالُ الرّجلِ يدَهُ في الكنانةِ يَطْلُبُ سَهماً. قال أبو ذؤيب:

فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يَرْجِعُ

باب العين والرّاء والواو معهما

ع ر و، ع ر ي، ع و ر، ع ي ر، ر ع و، ر ع ي، و ر ع، ر و ع، ر ي ع، و ر ع، ي ع ر

عرو:

عري:

عراه أمرٌ يَعْرُوه عَرْواً إذا غشيه وأصابه، يقال: عراه البرد، وعَرَتْهُ الحُمَّى، وهي تَعْروه إذا جاءته بنافض، وأخذته الحُمَّى بعُرَوائها. وعُرِيَ الرّجلُ فهو مَعْروّ، واعتراه الهمّ. عامّ في كلّ شيء، حتى يقال: الدّلف يعتري الملاحة. ويقال: ما مِنْ مؤمنٍ إلا وله ذَنْبٌ يعتريه قال أعرابيّ إذا طلع السّماك فعند ذلك يعروك ما عداك من البرد الذي يغشاك. وعَرِيَ فلانٌ عِرْوَةً وعِرْيَةً شديدة وعُرْيا فهو عُريانٌ والمرأة عُريانة، ورجل عارٍ وامرأة عارية. والعُريان من الخيل: فرس مقلّص طويل القوائم. والعُريان من الرّمل ما ليس عليه شجر. وفرسٌ عُرْيٌ: ليس على ظهره شيءٌ، وأفراس أَعْراء، ولا يقال: رجلٌ عُرْيٌ، واعْرَوْرَيْتُ الفَرَسَ: ركبته عُرْياً، ولم يجئ افعوعل مجاوز غير هذا. والعَراء: الأرضُ الفضاءُ التي لا يُسْتَتَرُ فيها بشيء، ويجمع: أَعْراء، وثلاثة أَعْرِيَةٍ والعرب تُذكّره فتقول: انتهينا إلى عَراءٍ من الأرضِ واسعٍ باردٍ، ولا يُجْعَلُ نعتاً للأرض. وأعراءُ الأرض: ما ظهر من مُتُونها. قال:

وبلدٍ عاريةٍ أَعْراؤُهُ

وقال:

أو مُجْنَ عنه عُرِيَتْ أَعْراؤُهُ

واعْرَوْرَى السّرابُ ظهورَ الآكامِ إذا ماج عنها فأعراها. ماج عنها: ذهب عنها، ويقال: بل إذا علا ظهوررها. والعَراءُ: كلّ شيء أَعْرَيْتَهُ من سُتْرته، تقول: استُرْهُ من العَراء، ويُقال: لا يُعَرَّى فلانٌ من هذا الأمر أي: لا يُخَلَّصُ، ولا يُعَرَّى من الموت أحدٌ، أي: لا يُخَلَّص. قال:

وأحْداثُ دهرٍ ما يُعَرَّى بَلاؤُها

والعَرِىّ: الريح الباردة. يقال: ريحٌ عَرِيَّةٌ، ومساءٌ عَرِيٌّ، وليلةٌ عريّة ذات ريح باردة قال ذو الرّمة:

وهل أحبطَنَّ القومَ وهْي عريَّةٌ


أصول ألاءٍ في ثَرَى عمدٍ جَعْدِ

والعُرْوةُ: عروةُ الدلو وعروة المزادة وعروة الكوز والجمع: عُرَى. والنّخلة العريّة: التي عُزِلَتْ عن المساومة لحرمة أو لِهِبَةٍ إذا أينع ثمر النَّخل، ويجمع: عَرايا. وفي الحديث: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله رخّص في العَرايا. وعرّيت الشيء: اتخذت له عروة كالدّلو ونحوه. وجارية حسنة المُعَرَّى، أي: حسنة عند تجريدها من ثيابها والجميع: المعاري. والمعاري مبادئ رؤوس العظام حيث تعرّى العظام عن اللحم. ويُقال: المعاري: اليدان والرجلان والوجه لأنّه بادٍ أبداً. قال أبو كبير الهُذَليّ يصف قوماً ضربوا على أيديهم وأرجلهم حتى سقطوا:

متكوّرين على المَعاري بينهم


ضربٌ كتَعاط المزَاد الأنجل

والعُرْوَةُ من النّبات: ما تبقَى له خُضْرةٌ في الشتاء تتعلّقُ بها الإبلُ حتى تُدْرِكَ الرّبيعَ. وهي العُلْقَة. قال:

خَلَعَ الملوكَ وآب تحتَ لـوائِهِ


شَجَرُ العُرَى وعُراعِرُ الأقوام

ويقال: العُرْوة: الشّجر الملتفّ الذي تَشْتُو فيه الإبلْ فتأكل منه، وتبرك في أَذْرائه.

عور:

عير:

عارتِ العَيْنُ تَعار عَوَاراً، وعَوِرَتْ أيضاً، واعْوَرَّتْ. يعني ذهاب البصر منها. قال:

ورُبّة سائلٍ عنّي حفـيٍّ


أعارت عينه أم لم تعارا

والعُوَّارُ: ضربٌ من الخطاطيف، أسود طويل الجناحين. والعُوَّارُ: الرّجُلُ الجبانُ السّريعُ الفِرار، وجمعُه عواوير. قال:

غيرُ ميلٍ ولا عواويرَ في الهَيْ


جا ولا عُـزَّلٍ ولا أكْـفـالِ

والعرب تُسمّي الغُرابَ أعور، وتصيح به فتقول: عوير عوير. قال:

يطير عُوَيْر أن أنوّه باسمه


عُوَيْر...........

وسمّي أعور لحدّة بصره، كما يكنّى الأَعْمَى بالبصير، ويقال: بل سمّي أعور لأنّ حدقته سوداء. قال:

وصحاحُ العيونِ يُدْعَوْنَ عُورا

ويقال: انظر إلى عينه العَوْراء، ولا يقال: العمياء، لأنّ العَوَرَ لا يكون إلاّ في إحدى العينين، يقال: اعورّت عينُه، ويخفف فيقال: عُوِرَتْ، ويقال عُرْت عينه، وأعْوَرَ الله عَيْنَ فلان. والنعت: أَعْوَرُ وعَوْراءُ، والعَوْراء: الكلمة تَهْوِي في غيرِ عقلٍ ولا رُشْدٍ. قال:

ولا تنطق العَوْراء في القومِ سادراً


فإنّ لها فاعلمْ من الـلـه واعـيا

ويقال: العَوْراء: الكلمةُ القبيحةُ الّتي يمتعضُ منها الرجال ويَغضبون. قال كعب بن سعد الغنويّ:

وعَوْراءَ قد قيلت فلم ألتفِتْ لها


وما الكَلِمُ العُوْراُن لي بقَتولِ

ودجلة العَوْراء بالعراق بمَيْسان. والعُوارُ: خَرْقٌ أو شَقٌّ يكون في الثَّوب. والعَوْرَة: سوأةُ الإنسان، وكلّ أمرٍ يُسْتَحْيَ منه فهو عَوْرة. قال:

في أناسٍ حافظي عَوْراتِهم

وثلاثُ ساعاتٍ في الليلِ والنَّهارِ هنَّ عَوْراتٌ، أمَرَ الله الوِلْدانَ والخَدَم أن لا يدخلوا إلا بتسليم: ساعة قبلَ صلاةِ الفَجْر، وساعة عندَ نِصْفِ النَّهار، وساعة بعدَ صلاةِ العشاء الآخرة. والعَوْرةُ في الثّغور والحروب والمساكن: خَلَلٌ يُتخوَّفُ منه القَتْل. وقوله عزّ وجلّ: "إنّ بُيُوتَنا عَوْرَة". أي: ليستْ بحريزة، ويقرأ عَوِرَة بمعناه. ومن قرأ: عَوِرة. ذكّر وأنّث. ومن قرأ: عَوْرة قال في التّذكير والتّأنيث والجمع عَوْرة كالمصدر. كقولك: رجل صومٌ وامرأة صوم ونسوةٌ صَوْمٌ ورجالٌ صوم، وكذلك قياس العَوْرة. والعَوَرُ: تركُ الحقّ. قال العجاج:

وَعَوَّرَ الرَّحمنُ مَنْ وَلَّى العَوَر

ويقال: تردُ على فلانٍ عائرة عين من المال وعائرة عينين، أي: ترد علي إبلٌ كثيرة كأنّها من كثرتها تملأ العينين، حتى تكاد تَعُورها. وسلكت مفازة فما رأيت فيها عائِرَ عَيْنٍ، أي: أحداً يَطْرِفُ العينَ فَيَعُوُرها. وعَوَّرَ عينَ الرَّكِيَّة أَفْسَدها حتى نضبَ الماءُ. وعُوَيْر: اسم موضعٍ بالبادية. وسَهْمٌ عائِرٌ: لا يُدرَى من أينَ أتَى. والعَيْرُ: الحمار الأهليّ والوحشيّ. والجمع أعيار، والمعيوراء ممدوداً: جماعة من العَيْر، وثلاث كلمات جِئْنَ ممدوداتٍ: المعيوراء والمعلوجاء والمشيوخاء على مَفْعُولاء، ويقولون: مَشْيَخَة، أي: مَفْعَلَة ولم يجمعوا مثل هذا. والعَيْر: العظم الباقي في وسط الكتف، والجميع: العِيَرة. وعَيْرُ النّعل: وسطه. قال:

فصادف سَهمُه أحجارَ قُفٍّ


كسرْنَ العَيْرَ منه والغِرارا

والعَيْرَ: جبلٌ بالمدينة. والعَيْرُ: اسم موضعٍ كان خِصباً فغيَّره الدّهر فأَفْقره، وكانتِ العربُ تَستوحِشُهُ. قال:

ووادٍ كجوفٍ العَيْرِ قَفْرٍ مَضِـلّةٍ


قطعت بسامٍ ساهمِ الوجْهِ حسّان

ولو رأيت في صخرة نتوءاً، حرفاً ناتئاً خلقةً كان ذلك عَيْراً له. والعِيارُ: فِعْلُ الفرسِ العائرِ، أو الكلبِ العائرِ عارَ يَعِيرُ عِياراً وهو ذهابه كأنّه مُنْفَلِتٌ من صاحبه. وقصيدة عائرة: سائرة. ويقال: ما قالت العرب بيتاً أَعْيَرَ من قول شاعر هذا البيت:

ومن يلقَ خيراً يحمَدِ الناسُ أمرَه


ومن يغوِ لا يَعْدَمْ على الغَيِّ لائما

والعارُ: كلّ شيء لزم به سُبّة أو عَيْب. تقول: وهو عارٌ وشَنارٌ. والفعل: التّعيير، والله يُغَيِّر ولا يُعَيِّر. والعارِيَّةُ: ما استعرت من شيء، سمّيت به لأنّها عارٌ على من طلبها، يقال: هم يتعاورون من جيرانِهم الماعُونَ والأمتعة. ويقال: العارِيَّة من المعاوَرَة والمناوَلَة. يتعاورون: يأخُذونَ ويُعطُون. قال ذو الرّمة:

وسِقْطٍ كعَيْنِ الدّيكِ عاورتُ صحبتي


أباها وهيّأنا لموقِـعـهـا وَكْـرا

والعيار: ما عايرت به المكاييل. والعيار صحيح وافر تام. عايَرْتُه. أي: سوّيته عليه فهو المِعْيار والعيار. وعيّرتُ الدّنانيرَ تعييراً، إذا ألقيت ديناراً فتُوازِنُ به ديناراً ديناراً. والعِيار والمِعيار لا يقال إلا في الكَيْل والوَزْن. وتعاوَرَ القوم فلاناً فاعتوروه ضرباً، أي: تعاونوا فكلّما كفّ واحد ضرب الآخر، وهو عامّ في كلّ شيء. وتعاورتِ الرّياحُ رسماً حتى عفّته، أي: تواظبت عليه. قال:

دِمنةٌ قفْرةٌ تعاورَها الصّـي


فُ بريحَيْن من صَباً وشمالِ

والعائر: غَمَصَةٌ تَمُضُّ العينَ كأنّما فيها قذى وهو العُوَّار. قالت الخنساء

قذًى بعينك أم بالعينِ عُوَّار

وهي عائرة، أي: ذات عُوَّار، ولا يقال في هذا المعنَى: عارتْ، إنّما هو كقولك: دارِعٌ ورامح، ولا يقال: دَرَعَ، ولا رَمَحَ. ويقال: العائرة: بَثْرَة في جَفْن العين الأسفل. ويقال: عارت عينه من حزن أو غيره، قال كثيّر:

بعينٍ مُعَنّاةٍ بعـزّةَ لـم يَزَلْ


بها منذُ ما لم تلقَ عزّةَ عائرُ

رعو: رعي: ارْعَوَى فلانٌ عن الجهْلِ ارعِواءً حسناً، ورَعْوَى حسنة وهو نزوعه عن الجهل وحسن رجوعه. قال:

إذا ارعَوى عاد إلى جَهْلِـهِ


كذي الضَّنَى عادَ إلى نكسه

ورعَى يرعَى رَعْياً. والرّعيُ: الكَلأ. والرّاعي يَرْعاها رعايةً إذا ساسَها وسَرَحَها. وكلُّ من وليَ من قومٍ أمراً فهو راعِيهم. والقوم رَعيّتُهُ. والرّاعي: السّائسُ، والمَرْعيُّ: المَسُوس. والجميع: الرِّعاء مهموز على فِعالٍ رواية عن العرب قد أجمَعَتْ عليه دونَ ما سواه. ويجوز على قياس أمثاله: راعٍ ورُعاة مثل داعٍ ودُعاة. قال:

فليس فِعْلٌ مثلَ فِعْلي ولا ال


مَرعيُّ في الأقْوامِ كالرّاعي

والإبل ترعَى وتَرتَعِي. وراعيتُ أُراعي، معناه: نظرت إلى ما يصير إليه أمري. وفي معناه: يجوز: رعيت النجوم، قالت الخنساء:

أرعَى النُّجومَ وما كُلِّفْتُ رِعْيَتَها


وتارة أَتَغشَّى فَضْلَ أَطْمـاري

رعيت النّجومَ، أي: رَقَبْتُها، وفلان يَرْعَى فلاناً إذا تعاهد أمرَه. قال القَطاميّ:

ونحنُ رَعِيّةٌ وهُمُ رُعـاةٌ


ولولا رَعْيُهُم شَنُع الشَّنارُ

والرّعيان: الرّعاة. والمَرْعَى: الرّعي أي: المصدر، والموضِع. واسْتَرعيتُه: ولّيتُه أمراً يَرْعاه. وإبل راعية، وتُجمَعُ رَواعي. والإرعاء: الإبقاء على أخيك. وأَرْعَى فلانٌ إلى فلانٍ، أي: استمع، وروي عن الحسن: راعنا بالتنوين وبغير التنوين ويُفَسَّرُ في باب رعن. ورجل تِرْعِيَّة: لم تزل صنعته وصنعة آبائه الرِّعاية. قال:

يسوقها تِرْعِيَّةٌ جافٍ فضل

وأَرْعيتُ فلاناً، أي: أعطيتُه رِعْيةً يرعاها.

وعر:

الوعْرُ: المكانُ الصُّلْب وَعُرَ يَوْعُر ووَعَرَ يَعِرُ وَعْراً ووُعوراً والجمع: وُعُورٌ. وتوعّر المكانُ. وفلانٌ وَعْرُ المعروف: قليلُه. قال الفرزدق:

وَفَتْ ثمّ أدّتْ لا قليلاً ولا وَعْرا

أي: وَلَدَتْ فأنجبتْ، وأكثرت، يعني: أمّ تميم. واستوعر القومُ طريقَهم. وأوعروا، أي: وقعوا في الوَعْر. ==== روع: ====  الرَّوْعُ: الفزع. راعني هذا الأمرُ يَرُوعني، وارتَعْت له، وروَّعَني فتروَّعْت منه. وكذلك كلُّ شيء يَروعُك منه جمالٌ أو كثرةٌ. تقول راعني فهو رائعٌ. وفرس رائع: كريم يروعك حسنُه، وفرسٌ رائع بيّن الرَّوْعة. قال:

رائعةُ تحمل شيخاً رائعاً

مجرَّباً قد شهِدَ الوقائعا

والأرْوَعُ من الرّجال: من له جسم وجهارة وفضلٌ وسُودَد، وهو بيّنُ الرَّوَع. والقياس في اشتقاق الفعل منه: رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعاً. ورُوعُ القلب: ذِهْنُه وخَلَدُه. يُقال: رجع إليه رُوعُه ورُواعُهُ إذا ذهب قلبه ثم ثاب إليه.

ورع:

الوَرَعُ: شدّةُ التَحَرَّجِ. ورّعْهُ: اكفُفْهُ كفّاً. ورجلٌ وَرِعٌ متورَعٌ. إذا كان متحرجاً. والوَرَعُ: الجبان، ورُعَ يَوْرُعُ وَراعةً. ومن التّحرّج: وَرِعَ يَرِعُ رِعَةً. وسمّي الجبانُ وَرَعاً لإحجامه ونكوصه، ومنه يقال: وَدَّعْتُ الإبلَ عن الحوض، إذا رَدَدْتُها فارتدّتْ. وفي الحديث: ورّعوا اللّص ولا تُراعوه. أي: ردّوه بتعرّضٍ له، أو بثنية، ولا تنتظروا ما يكون من أمره. قال:

وقال الذي يرجو العُلالَة وَرِّعُـوا


عن الماءِ لا يُطْرَقْ وهُنّ طوارِقُهْ

يعر:

اليَعْرُ واليَعْرَةُ: الشّاة تُشَدُّ عندَ زُبْيَة الذّئب. واليُعارُ: صوت من أصوات الشّاء شديد. يَعَرَتْ تَيْعَرُ يُعاراً. قال:

تيوساً بالشَّظيّ لها يُعار

واليَعور: الشّاة التي تبولُ على حالِبها وتُفْسِدُ اللَّبنَ.

ريع:

الرَّيْع:فضل كلّ شيء على أصله، نحو الدّقيق وهو فضلُهُ على كَيْلِ البُرّ، ورَيْعُ البَذْرِ: فضل ما يَخْرُجُ من النُّزْلِ على أصلِ البَذْر. والرَّيْع: رَيْع الدّرع، أي: فضل كُمَتِها على أطرافِ الأنامل. قال قيس بن الخطيم:

مُضَاعَفَةً يَغْشَى الأناملَ رَيْعُها


كأن قَتِيرَيْها عيونُ الجنـادبِ

وراع يَرِيعُ رَيْعاً، أي: رجع في كلّ شيء. والإبل إذا تفرّقت فصاح بها الرّاعي راعت إليه، أي: رجعت، قال:

تَرِيعُ إلى صوتِ المُهيبِ وتتّقي

ورَيْعانُ كلِّ شيء أوّلُه وأفضلُه. ورَيْعانُ الشَّباب صدرُه. ورَيْعانُ المطر أوّلُهُ. والرِّيعُ: هو السّبيل سُلِكَ أو لم يُسْلَكْ، قال:

كظهْرِ التُّرس ليس بهنّ رِيعُ

باب العين واللام وواي معهما

ع ل و، ع و ل، ع ي ل، ل ع و، و ع ل، ل و ع، ل ي ع، و ل ع، ي ع ل مستعملات

علو:

العُلُوٌّ للهِ سبحانَه وتَعَالَى عن كلِّ شيء فهو أعلى وأعظم مما يُثْنَى عليه، لا إله إلا الله وحده لا شريك له. والعلو: أصل البناء. ومنه العَلاءُ والعُلُوّ، فالعَلاءُ الرِّفْعَةُ، والعُلُوُّ العظمة والتجبّر. يقال: علا مَلِكٌ في الأرض أي: طغَى وتعظّم. قال الله عزّ وجلّ: "إنّ فِرْعَوْنَ عَلا في الأرض". ورجلٌ عالي الكعب، أي: شريف. قال:

لمّا عَلا كَعْبُكَ لي عَلِيتُ

وتقول لكلّ شيء علا: علا يَعْلو عُلُواً، وتقول في الرِّفعة والشرف: عَلِيَ يَعْلى عَلاءً. والعَلْياء: رأسُ كلّ جَبَلٍ مُشْرِف. قال:

تحمّلْنَ بالعَلْياءِ من فوقِ جُرْثُمِ

والعالية: القناة المستقيمة. والجمع: العوالي. ويُسمّى أعلى القناة: العالية. وأسفلُها: السّافِلَة. والمَعْلاةُ: كَسْبُ الشَّرَفِ من المعالي. والعالية من محلّة العرب: الحجاز وما يليها، والنّسبة إليها: عُلْويّ. وعُلْوُ كلّ شيء أعلاه تَرْفَع العَيْنَ وتخفِضُ. وذهب في السّماء عُلْواً وفي الأرض سُفْلاً. والعُلْوُ والسُّفْلُ: أعلى كلّ شيء وأسفلُه. ويقال: سِفْلُ الدّارِ وعِلْوُها، وسُفْلُها وعُلْوُها. وفلان من عِلْية الناس، أي: من أهل الشَّرَفْ. وهؤلاء عِلْيَةُ قومهم. مكسورة العين، على فِعْلَة خفيفة. والعُلِّيَّة: الغُرفة على بناء حُرّيّة، في التّصريف على فُعُّولة. وعاليةُ الوادي: أعلاه، وسافلتُه: أسفلُه، وفي كلّ شيء كذلك؛ عُلْيا مضر، وسُفْلى مضر. إذا قلت: عُليا قلت: سُفْلَى، وإذا قلت عُلْو قلت: سُفْل. والسّموات العُلَى. الواحدة عُلْيا. وتِعْلَى: اسم امرأة. قال:

سلامُ اللهِ يا تِعْـلَـى


عليكِ، الملك الأَعْلَى

والثّنايا العُلْيا، والثّنايا السُّفْلَى. والله تبارَكَ وتعالَى هو العليّ العالي المتعالي ذو العُلَى والمعالي تعالَى عمّا يقولُ الظالمون علوّاً كبيراً. وعلى: صفة من الصّفات، وللعرب فيه ثلاث لغات: على زيدٍ مال، وعليك مال. ويقال: علاك، أي: عليك. ويقولون: كنت على السّطح وكنت في أعلَى السّطح. ويقولون: في موضع أعلى عالٍ، وفي موضع أعلى علٍ. قال أبو النجم:

أقبُّ من تحتُ عريضٌ من علِ

وقد ترفعُه العربُ في الغاية فيقولون: من علُ. قال عبد الله بن رَواحة:

شهِدْتُ فلم أكذبْ بـأنّ مـحـمّـداً


رسول الذي سوّى السّموات من علُ

ويقال: اعْلُ عن مَجْلِسِك. فإذا قام فقد علا عنه. وتعلّتِ المرأة فهي تتعلَّى إذا طَهُرت من نفاسها. وتقول: يا رجل تعالَهْ، الهاءُ صِلَة، فإذا وصلتَ طرحتَ الهاء. فتقول: تعالَ يا رجلُ، وتعاليا وتعالَوْا، وأماتوا هذا الفعل سوى النّداء. وعَلْوَى: اسم فرس كان في الجاهلية. والعلاوة: رأس الجمل وعُنُقه. والعلاوة: رأس الرّجل وعُنُقه. والعلاوة: ما يحمل على البعير والحمار فوق العِدْلينِ بعد تمام الوقر، والجميع: علاوات. وتقول: أعطيك ألفاً وديناراً علاوة، والجمع العَلاوَى على وزن فَعالَى، كالهِراوَة والهَراوَى. وقال أبو سفيان: اعلُ هُبَل، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: الله أَعْلَى وأَجَلّ. وعَلِيّ: اسم على فعيل، إذا نُسِبَ إليه قيل: عَلَويّ. والمُعَلَّى: القِدْحُ الأوّل يخرج في الميسر. وكلّ من قهر امرأً أو عدوّاً فقد علا، واعتلاه واستعلى عليه. والفَرَسُ إذا جرى في الرّهان وبلغ الغاية، قيل: استعلَى على الغاية واستولى. ويقال: عُلْوان الكتاب، وأظنه غلطاً، وإنّما هو عُنوان. والعِليانْ: الذّكر من الضّباع. والبعير الضّخم أيضاً. وعِلِّيِّينَ: جماعة علِّيٍّ في السّماء السابغة يُصْعَدُ إليه بأرواحِ المؤمنين. والعَلاةُ: النّاقة الصُّلبة تُشَبّهُ بالعَلاة وهي السّندان.

عول:

العَوْلُ: ارتفاع الحساب في الفرائض. والعالةُ: الفريضة. تَعُول عَوْلاً ويقالُ للفارض: اعلُ الفريضة. والعَوْلُ: الميل في الحكم، أي: الجَوْر. والعَوْل كلّ أمرٍ عالكَ. قالت الخنساء:

يُكلّفُه القومُ ما عالَـهُـمْ


وإن كان أصْغَرَهُمْ مَولدا

والعَوْلة من العَويل، وهو البكاء. أعْوَلَتِ المرأة إعوالاً، وهو شدّة صياحِها عند بكاء أو مكروه نزل بها. والعَوْل أيضاً: المُعَوَّل. عَوَّلَ عليه: اقتصر عليه، ولم يختار عليه. وعوّلتُ عليه: استعنتُ به، ومعناه: صيّرتُ أمري إليه. وتقول: أبفلانٍ تعوّل عليّ وبكذا إذا نازعك في أمرٍ يتطاول عليك. قال:

وليس على دهرٍ لشيءٍ مُعَوَّل

وقال:

عندي ولا في القومِ من مُعوّل

والعَوْل: قُوتُ العِيال. وهو يَعُولهم عولاً. والمِعْوَل: حديدة ينقر بها الجبال، قال:

أنيابها كالمَعاوِل

عيل:

العيالُ: جماعة عيِّل. ورجل مُعيل ومُعَيَّل: كثير العيال. قال:

ووادٍ كجوفِ العَيرِ قَفْرٍ قطعته


به الذئب يعوي كالخليع المعيَّل

والعَيلة الحاجة. عال الرّجل يعيل عَيلة إذا احتاج وفي الحديث: ما عال مقتصد ولا يَعيل، وقال:

من عال يوماً بعدها فلا انجبر

ولا سقى الماء ولا رعى الشَّجر

عَيْلان: اسم أبي قيس بن عَيْلان بن مُضَر.

لعو:

كلبة لَعْوَة، وامرأة لَعْوَة، وذئبة لَعْوَة، أي: حريصة تقاتل عمَّا تأكل. والجمع: اللَّعوات واللِّعاء. وتلعَّى العسلُ ونحوه: تعقّد. لعاً: كلمة تقال عند العثرة. قال الأخطل:

ولا هدى اللهُ قيساً من ضَلالتها


ولا لَعاً ذَكْوانَ إن عَـثَـرُوا

وعل:

الوَعِلُ وجمعه الأوعال، وهي الشّاءُ الجبلية. وقد استوعلتْ في الجبال، ويقال: وَعِل ووَعْل. ولغة للعرب: وُعِل بضمّ الواو وكسر العين من غير أن يكونَ ذلك مُطّرِداً، لأنه لم يجيء في كلامهم: فُعِل اسماً إلا دُئل، وهو شاذّ. والوَعْل - خفيف - بمنزلة بُدّ، كقولك: ما بدٌّ من ذلك ولا وَعْل، وِعالٌ: اسم جبل. وَعْلَة: اسم رجل. لوع: اللَّوْعة: حُرقة يجدها الرّجل من الحُزْنِ والوَجْد. ورجل هاعٌ لاع، أي: حريص سيء الخلق، والفعل من هذا: لاع يلوعُ لَوْعاً ولُووعاً. ويُجْمَعُ على الألواع واللاّعين. والمرأة اللاّعة، ويقال: اللاّعة - بلامين -: التي تُغازِلُك ولا تُمكِّنُك. قال أبو خيرة: هي اللاّعة بهذا المعنَى، والأوّل قول أبي الدُّقيش.

ليع:

لاعني الهمُّ والحزنُ فالْتَعْتُ التياعاً: أي: أَحْزَنَني فَحَزِنْت. ولع: الوَلَعُ: نفس الوَلُوع: أُولِع بكذا وَلُوعاً وإيلاعاً إذا لجّ، وتقول: وَلِعَ يَوْلَعُ وَلَعاً. ورجُلٌ ولِعٌ ووَلُوعٌ ولاعةٌ. والمُوَلَّعُ: الذي أصابه لُمَعٌ من برصٍ في وجهه والله ولَّع وجهه، أي: بَرَّصَهُ. قال:

كأنّها في الجلد تَوْليعُ البَهَقْ

والوليع: الطّلْعُ مادام في قِيقاتِه كأنّه اللّؤلؤ في شدّة بياضه، الواحدة: وَلِيعَة. قال:

تَبَسَّمُ عن نيّر كالـولـيع


يُشقِّقُ عنهُ الرّقاةُ الجُفوفا

الجفوف: القشور. والرُّقاة الذين يَرْتَقون النَّخْل.

يعل:

اليَعْلول واليَعاليل من السَّحاب: قِطَعٌ بيضٌ. قال:

تَجْلو الرياحُ القَذَى عنه وأَفْراطَهُ


من صَوْبِ ساريةٍ بيضٌ يَعاليلُ

باب العين والنون وواي معهما

ع ن و، ع ن ي، ع و ن، ع ي ن، ن ع و، ن ع ي ، و ع ن، ن و ع، ن ي ع مستعملات

عنو:

العاني: الأسير، أقرّ بالعُنُوِّ والعَناء وهما مصدران قال:

ابني أمية إني عنكمـا عـانـي


وما العنا غير أني مرعش فاني

قوله: عانٍ، أي: ماسور، أي ليس عُنُوّي إلاّ أنّي مرعش. ويقال للأسير: عنا يعنو وعَنِيَ يَعْنَى إذا نشب في الإسار. قال:

ولا يُفكّ طَوالَ الدّهر عانيها

وتقول: أَعْنُوه، أي: أَبْقُوهُ في الإسار. والعاني: الخاضع المُتَذَلِّل. قال الله عزّ وجلّ: "وعَنَتِ الوجوه للحيّ القيّوم" وهي تَعْنو عُنُوّاً. وجئت إليك عانياً: أي: خاضعاً كالأسير المرتهن بذنوبه. والعنوة: القهر. أخذها عنوة، أي: قهراً بالسّيف. والعاني مأخوذ من العنوة، أي: الذِّلة. والعُنوان: عُنوان الكتاب، وفيه ثلاث لغات: عَنْوَنْتُ، وعنّنْتُ وعَيَّنْتُ، وعنوان الكتاب مُشْتَقٌّ من المعنى، يقال.

عني:

عناني الأمر يَعْنيني عِناية فأنا مَعنيّ به. واعتنيت بأمره. وعنت أمور واعتنّت، أي: نزلت ووقعت. قال رؤبة:

إني وقد تَعْني أمور تَعْتَنِي

ومَعْنَى كلّ شيء: مِحْنَتُهُ وحالُه الذي يصير إليه أمره. والعناء: التّعنِيَةُ والمشقّة. عنَّيته تُعَنّيه. والمُعَنَّى: كان أهلُ الجاهلية إذا بلغت إبل الرّجل مائة عمدوا إلى البعير الذي أَمْأَتْ به إبلُه فأَغْلَقوا ظهرَهُ لئلا يُرْكَب ولا يُنْتَفَعُ بظهرِهِ ليَعْلَمَ أنّ صاحبها ممئٍ وإغلاق ظهره أن يُنْزَع منه سناسِنُ من فِقْرتَه، ويعقر سنامه. قال الفرزدق:

غلبتك بالمُفَقِّئِ والمُعَنِّـي


وبيت المُحْتَبَى والخافقاتِ

والعَنِيّةُ: الهناء، وقيل: بل هي بول يُعقد بالبعر. قال أوس بن حجر:

كأنّ كُحَيْلاً مُعْقَداً أو عَنِيَّةً

عون:

كلّ شيء استعنت به، أو أعانك فهو عَوْنُك. والصّوم عَوْنٌ على العبادة. وتقول: هؤلاءِ عَوْنُك، الذّكر والأنثى والجميع سواء، ويجمع أَعْوان. وأَعَنْته إعانة.. وتَعاوَنوا أي: أعان بعضهم بعضاً. ورجل مِعْوان: حسن المعونة. والمَعُونة على مَفْعُلة في القياس عند من جعله من العَوْن. وعند أناس هي فَعُولة من الماعون، الفاعول. والعَوَان: البقرة النَّصَف في سنّها. والحربُ العَوانُ التي كانت قبلها حرب بَكْر، وهي أوّل وقعةٍ، ثمّ تكون عَوَاناً كأنّها ترفع من حالٍ إلى حالٍ أشدَّ منها. ويقال للمرأة النَّصَف: عَوَان قال:

نَواعِمُ بين أبكارٍ وعُوانِ

والعانةُ: القطيع من حُمُر الوَحْش، وتجمع على عانات وعُون. وعانات: موضع من ناحية الجزيرة تُنْسب إليه الخمر العانيّة. وعانة الرّجل: إسْبُهُ من الشَّعَر على فرجه، وتصغيره: عُوَيْنة.

عين:

العَيْن النّاظرة لكلّ ذي بصر. وعَيْنُ الماء، وعَيْنُ الرُّكبة. والعينُ من السّحاب ما أقبل عن يمينِ القِبْلة، وذلك الصُّقْع يُسمَّى العَيْن. يقال: نشأتْ سَحابةٌ من قِبَل العَيْن فلا تكادُ تُخْلِفُ. وعَيْنُ الشّمس: صَيْدَخُها. ويقال لكلّ رُكْبَةٍ عينانِ كأنّهما نُقرتان في مُقَدّمها. والعَينْ: المال العتيد الحاضر. يقال: إنه لَعَيّن غير دين، أي: مالٌ حاضر. ويقال: إنّ فلاناً لكريم عَينْ الكريم. ويقال: لا أطلبْ أثراً بعد عَينْ، أي: بعد مُعايَنَة. ويُقال: العَيْن: الدّينار، قال أبو المِقْدام:

حبشيّ له ثمانون عينـاً


بين عَيْنَيْهِ قد يَسوقُ إفالا

وعِنْتُ الشّيء بعينه فأنا أَعينُه عَيْناً، وهو مَعْيونٌ. ويقال: مَعِينٌ. ورجل مِعيانٌ: خبيثُ العَيْن، قال في المعيون:

قد كان قومُك يَحْسَبونك سيّداً


وإخالُ أنّك سيّدٌ مَـعْـيونُ

والعَيْنُ: المَيْلُ في الميزان، تقول: أَصْلِحْ عَيْنَ ميزانِك. والعَيْنُ الذي تبعثه لتجسُّسِ الخبر، وتُسمّيه العربُ ذا العُيَيْنَتَيْنِ، وذا العِيَيْنَتَيْنِ وذا العُوَيْنَتَيْنِ كلّه بمعنى واحد.. ورأيته عِياناً، أي مُعايَنَةً. وتَعَيَّن السِّقاءُ، أي: بَلِيَ ورقَّ منه مواضع فلم يُمْسِكِ الماء، قال القطاميّ:

ولكنّ الأديمَ إذا تـفـرَّى


بِلًى وتَعَيُّناً غَلَبَ الصَّناعا

وتَعَيَّنَ الشَّعِيبُ، أي: المزادة. والعِينةُ: السَّلَف، وتعيّن فلانٌ من فلانٍ عِينة، وقد عيّنه فلانٌ تَعييناً. والعِينُ: بَقَرُ الوحش وهو اسم جامع لها كالعِيس للإبل. ويُوصَفُ بسَعَةِ العَيْنَ، فيقال: بقرة عَيْناءُ وامرأة عَيْناء، ورجلٌ أَعْيُنَ، ولا يقال: ثورٌ أَعْيُنُ. وقيلَ: يقال ذلك. ورُوِي عن أبي عمرو. وهو حسَنُ العِينة والعَيَنِ، والفعل: عَيِنَ عَيَناً. والعَيَنُ: عظم سواد العَيْن في سَعَتها. ويقال: الأَعْيَنُ: اسم للثَّورِ وليس بنعتٍ. وهؤلاءِ أعيانُ قَوْمِهم، أي أشرافُ قومهم. ويُقال لكلّ إخوةٍ لأبٍ وأمٍ، ولهم إخوةٌ لأمّهات شتَّى: هؤلاءِ أعيانُ إخوتهم. والماء المَعِين: الظّاهر الذي تراه العُيون. وثوبٌ مُعَيَّن: في وَشْيِهِ ترابيعُ صغارٌ تُشْبِهُ عُيُونَ الوَحش. وأولاد الرّجل من الحرائر: بنو أعيان، ويقال: هم أعيان.

نعو:

النَّعْوُ: الشَّقُ في مشْفَر البعير الأعلَى من قول الطّرمّاح:

خَريعَ النَّعْوِ مُضطّرِبَ النَّواحي


كأخلافِ الغَريفةِ ذا غُضُـونِ

نعي:

نَعَى يَنْعَى نُعْياً. وجاء نَعِيُّه بوزن فَعِيل. وهو خَبَرُ المَوْت. والنّعي: نداءُ النّاعي. وانتشار ندائه. والنَّعيُّ أيضاً: الرّجل الذي يَنْعَى. قال:

قامَ النَّعيُّ فأَسْمَـعـا


ونَعَى الكريمَ الأَرْوَعا

والإستِنْعَاءُ: شبهُ النّفار. واسْتَنْعَى القومُ إذا كانوا مُجتمعين فتفرّقوا لشيءٍ فَزِعوا منه. واسْتَنْعَتِ النّاقةُ، أي: عَدَتْ بصاحبها نافرةً. ويقال: يا نَعاءِ العربَ، أي: يا من نَعَى العربَ. قال الكُمَيْت:

نعاءِ جُذاماً غَيْرَ مَوْتٍ ولا قَتْلِ


ولكنْ فِراقاً للدَّعائِمِ والأَصْلِ

يذكر انتقام جُذامٍ بنسبهم. وفيه لغة أخرى؛ يا نُعيان العرب، وهو مصدر نَعَيْتُه نُعْياً ونُعْياناً.

وعن:

الوَعْنَةُ جمعُها: الوِعان؛ بياضٌ تراهُ على الأرض تعلم به أنّه وادي النمل، لا يُنْبِتُ شيئاً. قال:

كالوِعانِ رُسُومُها

وتَوعَّنتِ الغنم: أخذ فيها السِّمَنُ أيّامَ الرّبيع. وكانت تلبية الجاهليّة:

وعن إليك عانـية

عبادل اليمـانـية

على قلاص ناجيه

نوع:

النّوع والأنواع جماعة كلّ ضربٍ وصنف من الثّياب والثّمار والأشياء حتّى الكلام. والنُّوَع: الجُوع، ويقال: هو العطش وبالعطش أشبه، لقول العرب عليه الجُوع والنُّوع، وجائع ونائع. ولو كان الجوع نوعاً لم يحسن تكريره. وقال آخر: إذا اختلف اللّفظان كرّروا والمعنى واحد.

ينع:

يَنَعَتِ الثّمرةُ يُنْعاً ويَنَعاً. وأَيْنَعَ إيناعاً. والنَّعتُ: يانِعٌ ومُونِعٌ.

??باب العين والفاء وواي معهما

ع ف و، ف ع د، ع و ف، ع ي ف، ي ف ع مستعملات

عفو:

العفو: تركُكَ إنساناً استوجَبَ عُقوبةً فعفوتَ عنه تعفُو، والله العَفُوُّ الغَفور. والعَفْوُ: أحَلُّ المالِ وأطيبُه. والعَفْوُ: المعروف. والعُفاةُ: طُلاّبُ المعروف، وهم المُعْتَفُونَ. واعْتَفَيتُ فلاناً: طَلَبتُ مَعروفَه. والعافيةُ من الدَّوابِّ والطَّيْر: طُلاّب الرِزقِ، اسمٌ لهم جامع. وجاء في الحديث: مَن غَرَسَ شجرةً فما أَكَلَتِ العافيةُ منها كُتِبَتْ له صَدَقةٌ. والعافيةُ: دِفاعُ الله عن العبد المَكارِه. والإستِعفاءُ: أن تَطْلُبَ إلى من يُكَلِّفُك أمراً أن يُعفيك منه أي يَصرِفُه عنك. والعَفاءُ التُّرابُ. والعَفاءُ: الدُّروسُ، قال:

على آثار مَن ذَهَبَ العَفاءُ

تقول: عَفَتِ الدِّيار تَعفُو عُفُوّاً، والرِّيحُ تَعفُو الدارَ عَفاءً وعُفُوّاً وتَعَفَّتِ الدارُ والأثَرُ تَعَفّيَاً. والعَفْو والعِفَو والجميع عِفْوة: الحُمُر الأَفْتاء والفَتيات، والأنثى عِفَوَة ولا أعلم واواً مُتحركة بعد حرف متحرك في آخِر البناء غيرَ هذا، وأن لُغَة قيس بها جاءت وذلكم أنَّهم كَرهوا عِفاة في موضع فِعَلة وهم يريدون الجماعة فيلتبس بوُحْدان الأسماء فلو تكلَّف متكلّف أن يَبنيَ من العَفو اسماً مفرداً على فِعلة لقال عِفاة. وفيه قول آخر: يقال همزة العَفاء والعَفاءة ليست بأصلية إنما هي واوٌ أو ياء لا تُعرَف لأنّها لم تُصَرَّف ولكنّها جاءت أشياء في لغات العرب ثَبَتَت المَدَّة في مؤنثّها نحو العَماء والواحدة العَماءة ليست في الأصل مهموزة ولكنّهم إذا لم يكن بين المذكّر والمؤنّث فرقٌ في أصل البناء همَزوا بالمدّة كما تقول: رجلٌ سَقّاء وامرأة سقّاءة وسقّاية. قيل أيضاً، من ذهب إلى أن أصله ليس بمهموز. والعِفاء ما كَثُر من الريش والوَبَر. ناقةٌ ذات عِفاء كثيرةُ الوَبَر طويلتُه قد كادَ ينسِل للسُقوط. وعِفاء النَّعامة: الريشُ الذي قد عَلا الزِّفَّ الصِّغار، وكذلك الدّيك ونحوه من الطَّير، الواحدة عِفاءة بمَدَّة وهمزة، قال:

أُجُدٌ مُؤَثَّفةٌ كأنَّ عِـفـاءَهـا


سِقْطانِ من كَنَفَيْ ظَليمٍ جافِلِ

وعِفاءُ السّحاب: كالخَمْل في وجهه لا يكاد يُخلِف، ولا يقال للواحدة عِفاءة حتى تكونَ كثيرة فيها كثافة.

فعو:

الأفعى: حَيَّةٌ رَقشاءُ طويلةُ العُنُق عريضة الرَّأس، لا ينفَعُ منها رُقْيَة ولا تِرْياق، وربّما كانتْ ذاتَ قَرْنَيْن. والأُفْعُوانُ: الذَّكَرُ.

عوف:

العَوْفُ: الضَّيْف، وهو الحالُ أيضاً: تقول: نِعْمَ عَوْفُك أي ضَيْفُكَ. والعَوْفُ: اسم من أسماء الأسد لأنّه يَتَعَوَّف باللَّيْل فيَطلُب. ويقال: كلُّ مَن ظَفِرَ في اللَّيْل بشيءٍ فالذي يَظفَر به عُوافتُه. وعُوافةُ وعَوْفٌ من أسماء الرّجال. ويقال: العَوْفُ الأَيْرُ. ويقال: العَوْف نَبْتٌ.

عيف:

عافَ الشَّيءَ يَعَافُه عِيافةً إذا كَرِهَه من طعام أو شراب. والعَيُوفُ من الإبِلِ الذي يَشَمُّ الماءَ فيَدَعُه وهو عطشان. والعِيافة زَجْرُ الطَّيْر، وهو أَنْ تَرَى طَيْراً أو غراباً فَتَتَطَيَّرَ، تقول: ينبغي أنْ يكون كذا فإنْ لم تَرَ شيئاً قُلتَ بالحَدْس فهو عِيافة. ورجل عائف يَتَكَهَّن، قال: عَثَرَت طَيْرُك أو تَعيف.

يفع:

اليَفاعُ: التلُّ المُنيفُ. وكلُّ شيءٍ مُرتَفع يَفاع. وغُلامٌ يَفَعة وقد أيْفَعَ ويَفَعَ أي شَبَّ ولم يبلُغ. والجارية يَفَعَة والأيفاع جمعُه.

باب العين والباء وواي معهما

ع ب ا، ع ب ء، ع ي ب، و ع ب، ب و ع، ب ع و، ب ي ع مستعملات عبا: العَباية: ضرب من الأكْيسة فيه خُطوط سُود كبار والجميع العَباء، والعَباءة لغة. وما ليس فيه خُطوطٌ وجِدّة فليس بعَباءة، قال:

نَجَا دَوْبَل في البئر واللَّيل دامِسٌ


ولولا عباءته لزار المقـابـرا

والعَبا، مقصور، : الرجل العَبام في لغة وهو الجافي العَيُّ.

عبء:

العِبْء: كلّ حِمْلٍ من غُرْمٍ أو حَمالةٍ، والجميع الأَعْباء، قال:

وحَمْلُ العِبْء عن أعناق قَومي


وفِعلي في الخُطوبِ بما عَناني

وما عَبَأَت به شيئاً: أي لم أبالِه ولم ارتفع. وما أعبَأُ بهذا الأمر: أي: ما أصنع به كأنَّك تَستقلُّه وتَستَحقِرهُ. تقول: عَبَأَ يَعْبَأُ عَبْأً وعَباءً، وعَبَأتُ الطِيبَ أعبوه عَبْأً وأُعَبِّئُهُ تَعْبِئةً إذا هَيَّأتُه في مواضعه، وكذلك الجيش إذا ألبستُهم السلاحَ وهَيَّأتُهم للحرب، قال:

وداهيةٍ يُهالُ الناسُ منها


عَبَأتُ لشدِّ شِرَّتِها عَلَيّا

وتقول في ترخيم اسم مثل عبد الرَّحمن وعبد الرَّحيم وعبد الله وعُبَيْد الله عَبْوَيْهِ مثل عَمْرَوَيْةِ.

عيب:

العَيْبُ والعَابُ لغتان، ومنه المَعَابُ. ورجُلٌ عَيّابٌ: يَعيبُ النّاسَ، وكذلك عَيّابة: وقَّاعَةٌ في الناس، قال:

قد أَصْبَحَتْ لَيْلَى قليلاً عابُها

وعابَ الشّيء: إذا ظَهَرَ فيه عَيب. وعابَ الماءُ: إذا ثَقَبَ الشَّطَّ فَخَرَجَ منه، مُجاوزُه ولازمهُ واحد. وعَيْبَة المَتاعِ يجمَعُ عِياباً. والعِيابُ: المِنْدَف، لم يعرفوه. والعِيابُ: الصُّدورُ أيضاً واحدُها عَيْبة. وفي الحديث: "إنَّ بينَنا وبَينَكم عَيْبةً مكفُوفَةً" يُريد صَدْراً نَقِيّاً من الغِلِّ والعداوة، مَطْوِيًّا على الوفاء. قال بِشْر بنُ أبي خازم:

وكادتْ عِيابُ الوُدِّ منَّا ومنكـم


وإنْ قيل أبناءُ العُمُومةِ تَصْفَرُ

أي: تخلو من المَحبَّة.

وعب:

الوَعْبُ: إيعابُكَ الشَّيْءَ في الشيء. واستَوْعَبَ الجِرابُ الدقيقَ. وفي الحديث: "إنَّ النِّعْمةَ الواحدَة تَستَوعِبُ جميعَ عَمَلِ العبد يومَ القِيامة" أيْ: تَأتي عليه.

بوع:

البَوعُ والبَاعُ لغتان، ولكنْ يُسَمَّى البَوعُ في الخِلقة، وبَسْطُ الباع في الكَرَم ونحوه فلا يقال إلاّ كريمُ الباع، قال:

لهُ في المجْدِ سابقةٌ وباعٌ

والبَوعُ أيضاً مصدر باع يَبُوع بَوعاً، وهو بَسْطُ الباع في المَشْيِ والتناوُلِ، وفي الذَّرع. والإبِل تَبُوعُ في سيرها. وقال في بَسطِ الباع:

لقد خِفتُ أن ألْقَى المنايا ولم أَنَلْ


من المالِ ما أسْمُو به وأَبُـوعُ

أيْ أمُدُّ به باعي.

بعو:

البَعْوُ: الجُرْمُ، قال:

وإِبسالي بَنِيَّ بغَير جُرْمٍ


بَعَوناهُ ولا بِدمٍ مُراقِ

وبَعَوا من فلان أي حقروا وتجرؤوا.

بيع:

العَرَبُ تقول: بِعتُ الشيءَ بمعنى اشتريته. ولا تَبعْ بمعنى لا تَشْتر. وبِعتُه فابْتاعَ أي اشتَرَى. والبَيّاعات: الأشياءُ التي يُتَبايَع بها للتجارة. والإبتياع: الإشتراء. والبَيْعة: الصَّفْقة على إيجابِ البَيع وعلى المُبايَعَةِ والطَّاعة، وقد تَبايَعوا على كذا. والبَيْعُ اسم يَقَع على المَبيعِ، والجميع البُيوع. والبَيِّعان: البائع والمشتري. والبِيعةُ: كنيسة النَّصارَى وجَمعُها بِيَع، قال الله عزّ وجلّ: "لهُدِمَتْ صوامِعُ وبِيَعٌ وصَلَواتٌ ومساجِدُ".

باب العين والميم وواي معهما

ع م ي، م ع و، ع و م، ع ي م، م ي ع مستعملات

عمي:

العَمَى: ذَهابُ البَصرَ، عَمِيَ يَعْمَى عَمىً. وفي لغة اعمايَّ يَعمايُّ اعمِيياء، أرادوا حَذْوَ ادهَامَّ ادهيماماً فأخرجوه على لفظٍ صحيح كقولك ادهامَّ: اعمايَّ. ورَجُلٌ أعْمَى وامرأة عَمْياءُ لا يَقَعُ على عَيْنٍ واحدةٍ. وعَمِيَت عَيْناهُ. وعَينانِ عَمياوان. وعَمْياوات يَعني النساء. ورجالُ عُمْيٌ. ورَجُلٌ عَمٍ، وقَومٌ عَمُون من عَمَى القَلْب، وفي هذا المعنى يُقال ما أعماه، ولا يُقال، من عَمَى البَصرَ، ما أعماه لأنّه نَعْتٌ ظاهرٌ تُدركُه الأبصارُ. ويقال: يجوز في ما خَفِيَ من النُّعوت وما ظَهَرَ خلا نَعْتٍ يكون على أَفْعَلَ مُشَدَّد الفعل مثل اصفَرَّ واحمرَّ. والعَمايَةُ: الغَوايةُ وهي اللَّجاجة. والعَمايَةُ والعَماء: السَّحابُ الكثيفُ المُطبِقُ، ويقال للَّذي حَمَلَ الماءَ وارتَفَعَ، ويقال للَّذي هَراقَ ماءَه ولما يَتَقَطَّع، تَقَطَّعَ الجَفْل والجَهامُ. والقِطعةُ منها عماءة، وبَعضٌ يُنكِره ويَجعَلُ العَماءَ اسماً جامعاً. وقال الساجعُ: أشَدُّ بَرْدِ الشِّتاء شَمالٌ جِرْبِياءُ في غِبِّ السَّماء تحت ظِلِّ عَماء. والعَمْيُ على لفظ الرَّمْيُ: رَفْعُ الأمواجِ القَذَى والزَّبَد في أعاليه، قال:

رَهَا زَبَداً يَعمِي به المَوْج طاميا

والبعيرُ إذا هَدَرَ عَمَى بلغامِه على هامتِه عَمْياً. والتَّعمِيَة: أن تُعَمِّي شيئاً على إنسانٍ حتى تُلْبَه عليه لَقْماً، وجمع العَماء أعماء كأنه جعل العماء اسماً ثمّ جمعه على الأعماء، قال رؤبة:

وبَلَدٍ عاميةٍ اعماؤُهُ

والعُمِّيَةُ: الضَّلالة، وفي لغة عِمِّيَة. والاعتِماء: الإختيار، قال:

مَيَّل بينَ النّاسِ أيًّا يَعْتمي

والمَعامي: الأرضُ المجهُولة. ==== معو: ====  المَعْوُ: الرُّطَبُ الذي أَرْطَبَ بُسْرُه أجمَعُ، الواحدةُ مَعْوَة لا تَذنيبَ فيها ولا تَجزيع. والمُعاء: من أصواتِ السَّنانير، مَعَا يَمْعُو أو مَغَا يَمْغُو لونان أحدُهما من الآخر، وهُما أرفَعُ من الصَّئِيّ.

معي:

ومَعًى ومِعًى واحدٌ، ومِعَيانِ وأمعاءٌ وهو الجميعُ ممّا في البَطْن ممّا يتردَّدُ فيه من الحَوايا كُلِّها. والمِعَى: من مَذانب الأرض، كُلُّ مِذْنَبٍ يُناصي مِذْنَباً بالسَّنَد، والذي في السَّفْح هو الصُّلْب، قال:

تَحْبُو إلى أصلابه أَمعاؤُه

وهما مَعاً وهم مَعاً، يُريدُ به جماعة. ورجل إمَّعَة على تقدير فِعَّلة: يقول لكلٍ أنا مَعَك، والفعل نَأْمَعَ الرجُلُ واسْتَأْمَعَ. ويقال للَّذي يتردَّدُ في غير ضَيعَةٍ إمَّعَة، وفي الحديث: اغْدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً ولا تَغْدُ إمَّعَة.

عوم:

العَوْمُ: السِّباحة. والسَّفينةُ والإبِلُ والنُّجُوم تَعُومُ في سيرها، قال:

وهُنَّ بالدَّوِّ يَعُمْنَ عَوْماً

وفَرَس عَوّام: يَعُومُ في جَرْيه. والعامُ: حَوْلٌ يأتي على شَتْوةٍ وصَيْفَةٍ، ألِفُها واو، ويُجمَع على الأعوام. ورَسْمٌ عامِيٌّ أو حَوْليٌّ: أتَى عليه عامٌ، قال العجّاج:

مِن أنْ شَجاكَ طَلَلٌ عامِيُّ

والعامَةُ: تُتَّخَذُ من أغصان الشَّجر ونحوه، تُعْبَر عليها الأنهار كعُبُور السُّفُن، وهي تَموجُ فوْقَ الماء، وتُجمَعُ عامات. والعامُ والعُومةُ والعامَةُ: هامَةُ الراكب إذا بدا لك رأسُه في الصَّحْراء وهو يَسيرُ. ويقال: لا يُسَمَّى رأسُه عامةً حتّى تَرَى عِمامةً عليه. والإعتِيامُ: اصطِفاء خِيارِ مالِ الرَّجُل، يُقال: اعتَمْتُ فلاناً، واعتَمْتُ أَفْضَلَ مالِهِ. والمَوْتُ يَعْتامُ النُّفُوس، قالَ طَرَفة:

أَرَى المَوْتَ مِعْيَامَ الكِرامِ ويَصْطَفي


عَقيلةَ حالِ الفاحِشِ المُـتَـشَـدِّدِ

عيم:

العَيْمانُ: الذي يَشْتَهي اللَّبَنَ شَهْوَةً شَديدةً، والمرأة عَيْمَى. وقد عِمْتُ إلى اللَّبَن عَيْمَةً شديدة وعَيَماً شديداً. وكل مَصْدرٍ مثلهُ ممّا يكون فَعْلان وفَعْلى، فإذا أَنَّثْتَ المصدر فقُلْ على فَعْلةٍ خفيفة، وإذا طَرَحْتَ الهاءَ فَثَقِّلْ نحو الحَيَرْ والحَيرَة.

ميع:

مَاعَ الماءُ يميع مَيْعاً إذا جَرَى على وَجْهِ الأرض جَرْياً مُنْبسطاً في هيئته، وكذلك الدَّمُ. وأَمَعْتُه إماعةً، قال:

بساعِدَيْهِ جَسَدٌ مُوَرَّسُ

منَ الدِّماءِ مائِعٌ ويُبَّسُ

والسَّرابُ يَميعُ. ومَيْعَةُ الشَّبابِ: أوَّلُه ونشاطه. والمَيْعَة والمائعة: من العِطْر. والمَيْعَة: اللُّبْنَى.

باب اللَّفيف من العين

اللَّفيفُ: أنْ تلفَّ الحَرْف بالحَرْف أي تُدْغم لأنَّ العَيَّ أصْلُهُ العَوْيُ فاستتْقلوا إظهارَ الواو مع الياء المتحرِّكة.. فحوَّلُوها ياء وأدغمُوها فيها.

عوي:

عَوَتِ السِّباعُ تَعْوي عَوًى. وللكلْب عُواءٌ، وهو صوْتٌ يمُدُّهُ وليس بنَبْح. وعَوَيْتُ الحَبْلَ عيّاً: لوَيْتُهُ. وعَوَيْتُ رأس النّاقة: أي: عُجْتُها فانْعَوَى. والناقةُ تَعْوي بُرَتها في سيْرها: أيْ تلويها بخَطْمها، قال:

تَعْوي البُرَى مُسْتوفِضاتٌ وفْضا

وعَوَى فلانٌ قَوْماً واسْتَعْوَى: دَعاهُم إلى الفِتنة. وعَوَيْتُ المُعْوَجَّ حتّى أقَمْتُه. والمُعاويَةُ: الكَلْبَةُ المُسْتحرِمةُ تَعْوي إليهنَّ ويَعْوِينَ، يُقال: تَعاوَى الكِلابُ. والعَوَّاءُ: نَجْمٌ في السَّماءِ يُؤَنَّث، يُقال لها عَوَّاء،ويقال: إذا طَلَعَتِ العَوّاءُ جَثَمَ الشِّتاءُ وطابَ الصِّلاءُ، وهي من نُجُوم السُّنْبُلة من أنْواء البَرْدِ في الرَّبيع، إذا طلعت وسَقَطَتْ جاءَتْ بالبَرد، ويُقالُ لها عَوَّاءُ البَرْد. والعَوّا والعَوَّة، لغتان: الدُبُرْ، قال:

فهلاّ شَدَدْتَ العَقْدَ أو بِتَّ طـاوِياً


ولم يَفْرَحِ العَوّا كما يَفْرَحُ القَتْبُ

وقال:

قِياماً يُوارُون عَوّاتِهـم


بِشَتْمي وعَوّاتُهُمْ أظْهَرُ

عا، مقصُورٌ، زَجْرُ الضئين، ورُبّما قالوا: عو وعاي، كلّ ذلك يُخفَّف، فإذا استُعملَ فِعْلُه قيل: عَاعَى يُعاعِي مُعَاعاةً وعَاعاةً، ويُقالُ أيضاً، عَوْعَى يُعَوْعِي عَوْعَاةً وعَيْعَى يُعَيْعِي عَيْعاة وعِيعاء مصدرٌ لكلّ تلك اللغات، قال:

وإنّ ثِيابي من ثِيابِ مُـحَـرَّقٍ


ولم أَسْتَعِرْها من مُعاعٍ وناعِقِ

عيي:

والعِيُّ مصدر العَيِّ، وفيه لغتان: رَجُلٌ عَيٌّ بوزن فَعْلٍ وعَيِيٌّ بوزنِ فَعيل، قال العجّاج:

لا طائِشٌ فاقٌ ولا عَيِيُّ

وقال آخر:

لنا صاحِبٌ لا عَيِيُّ اللسانِ


فيَسْكُتُ عنّا ولا غافِـلُ

وقد عيَّ عن حُجَّته عِيّاً، وعَيِيتُ بهذا الأَمْر وعنه، إذا لم أَهْتَدِ لوجههِ، وأعياني الأَمْرُ أنْ أضْبِطَه. والدَّاءُ العَياءُ: الذي لا دَواءَ له. ويقال: الدَّاءُ العَياء الحُمْقُ. والإعْياءُ: الكَلالُ. والمُعاياة: أن تَأتي بكَلام، لا يُهْتَدَى له. والفَحْلُ العَياءُ: الذي لا يَهتَدِي لضراب الشَّوْل. والعَيَاياءُ من الإبل: الذي لا يَضْرِبُ ولا يُلْقِحُ، وكذلك من الرِّجال.

وعي:

وَعَى يَعِي وَعْياً: أيْ حَفِظ حديثاً ونحوه. وَوَعَى العَظْمُ: إذا انجَبَرَ بعدَ كَسْرٍ، قال:

دِلاثٌ دَلَعْثِيٌّ، كـأنَّ عِـظـامَـه


وَعَتْ في مَحالِ الزَّوْرِ بعدَ كُسُورِ

وقال أبو الدُّقَيْش: وَعَتِ المِدَّةُ في الجُرْحِ، ووَعَتْ جايئَتُه يَعْني مِدَّتُه. وأَوْعَيتُ شَيئاً في الوِعاء وفي الإِعاءِ، لغتان. والواعِيةُ: الصُّراخُ على المَيِّتِ ولم أَسْمَعْ منه فِعْلاً. والوَعَلأ: جَلَبَةٌ وأصْواتٌ للكِلابِ إذا جَدَّتْ في الطَّلَبِ وهَرَبَتْ. قال:

عَوابِساً في وَعْكَةٍ تحتَ الوعا

جَعَلَه آسْماً من الواعِية. وإذا أَمَرْتَ من الوَعَى قُلْتَ: عِهْ، الهاءُ عِمادٌ للوُقُوفِ الإبتِداءُ والوُقُوفُ على حرف واحد. والوَعْوَعَةُ: من أصواتِ الكلاب وبنات آوَى وخَطيبْ وَعْوَعٌ: نَعْتٌ له حَسَنٌ، قالت الخنساء:

هو القَرْمُ واللَّسِنُ الوَعْوَعُ

رَجُل وَعْواعٌ، نَعْتٌ قبيحٌ: أي مِهْذار، قال:

نِكْسٌ من القوم ووغواه وعيّ

وكَقَول الآخَر:

تَسْمَعُ للمَرْءِ به وَعْواعا

وتقولُ: وَعْوَعَتِ الكلبة وَعْوَعةً، والمصدَرُ الوَعْواع، لا يُكْسَرُ على وِعْواع نحو زِلْزال كراهيةً للكَسْر في الواو. وكذلك حكاية اليَعْيَعَة من الصَّوتِ: يَع، واليَعْياع، لا يُكْسَر. وإنَّما يَع من كَلامِ الصِّبيان وفِعالِهم، إذا رَمَى أَحَدهُم الشَّيْءَ إلى الآخَر، لأنَّ الياءَ خِلْقَتُها الكَسْرة فَيَسْتَقْبِحُونَ الواو بينَ كَسْرَتَيْن. والواو خِلْقَتُها من الضَمَّة فيستقبحون التِقاءَ كَسْرةٍ وضَمَّةٍ، ولا تَجِدها في كَلامِ العَرَب في أصل البناء سِوى النَّحوْ.

باب الرُباعيِّ من العين

قال الخليل: سَمِعْتُ كلمةً شَنعاءَ لا تَجُوزُ في التأليف الرُباعيِّ. سُئِل أعرابيٌّ عن ناقته فقال: تَرَكْتُها تَرْعَى العُهْعُخ، فَسأَلْنا الثِقاتِ من عُلَمائهم فأنكَروا أن يكونَ هذا الإسْمُ من كلام العرب. وقال الفَذُّ منهم: هي شَجَرَةٌ يُتَدَاوَى بوَرَقِها. وقال أعرابيٌّ: إنَّما هو الخُعْخُعُ، وهذا موافق لقياس العربية.

هجرع:

الهِجْرَعُ من وصف الكلاب السَّلُوقيّةِ الخِفافِ. والهِجْرَع: الطويلُ المَمْشُوق، الأهْوَجُ الطَّول، قال العّجّاج:

أَسْعَرُ ضَرْباً وطُوالاً هجْرَعا

والهِجْرَع: الأحْمَقُ من الرجال، قال الشاعر:

فلأقْضِيَنَّ على يَزيدَ أميرِهـا


بقَضاءِ لا رِخْوٍ وليس بهِجْرَعِ

وأنشد عَرّام:

إذا أنتَ لم تخلِطْ مع الحِلْمِ طِـيرةً


من الجَهْلِ ضامَتْك اللِّئامُ الهَجارِعُ

هجنع:

والهَجَنَّعُ: الشيخُ الأصْلَعُ وبه قُوَّة. والظَّليمُ الأقرع. والنَّعامة: هَجَنَّعَة، قال:

جَذْباً كرأس الأقرَعِ الهَجَنَّعِ

والهَجَنَّعُ من أولاد الإبِلِ ما يُوضَعُ في حَمارّة الصَّيْف قَلَّما يَسْلَم حتى يقرَعَ رأسُه. عنجه: العُنْجُهُ: الجافي من الرجال، وفيه عُنْجُهِيَّة أي جَفْوةً في خُشُونة مَطْعَمِه وأموره، قال حَسّانُ بنُ ثابت:

ومن عاشَ منّا عاشَ في عُنْجُهِيّةٍ


على شَظَفٍ من عَيْشِهِ المتَنَكِّـدِ

وقال رُؤبة:

بالدَّفْع عَنّي دَرْءَ كلّ عنجه

والعُنْجُهةُ: القُنْفُذُةُ الضَّخْمةُ.

عجهن:

والعُجاهِنُ: صديقُ الرجُل المُعْرِسِ الذي يَجرِي بيْنَه وبيْنَ أَهلِه بالرسائل، فإذا بَنَى بأهله فلا عُجاهِنَ له، قال:

ارجِعْ إلى أهْلِكَ يا عُجـاهِـنُ


فقد مَضَى العِرْسُ وأنت واهِنُ

والماشِطةُ عُجاهِنةٌ إذا لم تُفارِقْها حتى يُبْنىَ بها. والمرأةُ عُجاهِنة، وهي صديقةُ العَروس. والفِعلُ تَعَجْهَنَ تَعَجْهُناً، قال:

يُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِّئينا

جمعُ العُجاهِن، قال عرّام: العُجاهِنُ من الرجال: المخلوط الذي ليس بصريح النَسَب. ويقال فيه عُنْجُهيَّةٌ وعُنْزُ هْوَةٌ وهما واحد.

عمهج:

العُماهِج: اللَّبَنُ الخاثِرُ من ألبان الإبِل، قال:

تُغذَى بمَحْضِ اللَّبَنِ العُماهِج

عجهم:

العُجهُوم: طائرٌ من طَيْر الماء منقارُهُ كجَلَمِ الخيَاط

علهج:

المُعَلْهَج: الرجل الأحمقُ المَذِر اللئيم الحَسَب المُعجب بنفسه، قال:

فكيف تُساميني وأنتَ مُعَلْهَجٌ


هُذارِمةٌ جَعْد الأناملِ حَنْكَلُ

والمُعَلْهَج: الدَّعِيّ. وقال بعض الأعراب: العَلْهَج شَجر ببلادنا معروف.

عنبج:

العُنْبُج: الثقيل من الناس.

علهص:

علهَصْتَ القارورة إذا عالجتَ صمامَها لتَستخرجه. وَعَلْهَصْتَ العَيْنَ إذا استخرجْتَها من الرأس علهصةً، وهو ملاجكها بإصبَعك واستخراجُكَها من مُقلتها. وعَلْهَصتُ الرجل: عالجتهُ علاجاً شديداً. وَعَلْهَصْتُ منه شيئاً: إذا نِلْتُ شيئاً. وَلحْمٌ مُعَلْهَصٌ أي لم ينضج بعد. علهس: قال عرّام: عَلْهَسْتُ الشَّيءَ مارَستُهُ بشدَّة.

همسع

الْهَمَيسَع من الرجال: القَويّ الذي لا يُصرع جَنْبُه، ويقال للطَّويل الشَّديد هَمَيْعَ. والهَميع جَدُّ عدنانَ بن أُدَد.

علهز:

العِلْهزِ كان يُفْعَلُ في الجاهلية، يُعالَج الوَتر بدماءِ الحَلَمَ فيأكلونه، قال:

وإنَّ قِرى قحطانَ قِرْفٌ وَعِلْهِزٌ


فَأَقبَح بهذا وَيحَ نَفسِك مِن فِعْلِ

والعِلْهِز: القرادُ الضَّخم: والقِرفُ: نبتُ يَنْبُتُ نبْتةَ الطَّرانيث يخرجُ مع المَطر في وقت الصَّيف وفي وقت الخريف مِثلَ جِروِ القِثّاء، إلاَّ أنَّها حمراءُ مُنْتَنَةُ الريح. قال عرّام: والعِلْهِزُ يَنبتُ ببلادِ بني سُلَيَم وهو نبتٌ شِبْهُ الجِراءِ إلاّ أنَّها مُعَنْقَرةٌ أي لها عُنْقُرةٌ. قال: وأقول شاةٌ مُعَلْهَزَة أي ليست بسمينة.

هزلع:

الهِزْلاع: السِّمْعُ الأزَلُّ. وهَزْلَعَتُه: انسِلالُهُ ومُضُيُّه.

عزهل:

العُزْهُل: الذَّكَرُ من الحَمام، وجمعه عَزاهِل، قال:

إذا سَعْدانةُ الشَّعَفاتِ ناحَـتْ


عَزاهِلُها، سَمِعْتَ لها عَرينا

أي بُكاءً. وقالَ بعضُهم: العَزاهيلُ الجماعةُ من الإبِلِ المهمَلة، واحدُها عُزْهول، وقالَ بعضهم: لا أعرف واحدَها، قال الشَّمّاخ:

حتّى استغاثَ بأحْوَى فوقَه حُبُـكٌ


يدعُو هَديلاً به العُزْفُ العَزاهيلُ

والقولُ الأول أشبه بالصَّواب. والعَزْاهِل: الأرضُ لا تُنْبِتُ شيئاً، الواحدة عُزْهُلة.

زهنع:

وتقول: زَهْنَعتُ المرأة وزَتَّتُّها: زيَّنْتُها بالصَّواب!? قال:

بني تَميم زَهْنِعُوا نِساءَكم


إنَّ فتاةَ الحَيِّ بالتَزَتُّـتِ

هطلع:

الهَطَلَّعُ: الرجلُ الجسيم العريض المضطَرِب الطُوال. ويقال: بَوْشٌ هَطَلَّع أي كثير.

عيهر:

العَيْهَرَةُ: الفاجرة عَهَرَتْ وتَعَيْهَرَتْ. والعَيْهَرَةُ: الشَّديدة من الإبِلِ، والتَيْهَرَةُ أيضاً. ورجلٌ عَيْهَرٌ تَيْهَر أي شديد ضخم.

هرنع:

الهُرْنُوع: القَمْلةُ الضَخْمة، ويقال: هي الصغيرة. قال عرّام: لا أعرفُ الهرنوع ولكنّه الهِرَنَّعة، وهو الحِنْبجُ والهُرْنُع، قال جرير:

يَهِزُ الهَرانعَ لا يَزالُ كأنَّه

هزنع:

الهُزْنُوع، ويقال هو بالغين المعجمة: هو أُصُول نَباتٍ شِبْهِ الطُّرْثُوث. ==== هرمع: ====  الهَرْمَعَةُ: السُّرْعة. اهْرَمَّعَ في مَشْيه ومَنْطِقِهِ كالإنهِماكِ فيه اهرمّاعاً. والعَيْن تهَرَمِّعُ إذا ذَرَفَتِ الدَّمْعَ سريعاً. والنَّعْت هَرَمَّع ومُهْرَمِّع. واهْرَمَّعَ إليه الرجُل أي تَباكَى. ورجُلٌ هَرَمَّعٌ: سريعُ البُكاء، والهَلَمَّعُ لغةٌ فيه عن عَرّام. والهَلْمَعَةُ والهَرْمَعَةُ: السُّرعةُ في كلّ شيءْ.

عرهم:

العُراهِم: التّارُّ الناعِمُ من كلّ شيءٍ، قال:

وقَصَباً عُراهِماً عُرْهوماً

وقال بعضُهم: العُراهِم الطَّويلُ الضَّخْم، قال:

فَعَوَّجَتْ مُطَّرِداً عُراهِما

وقال بعضُهم: العُراهِم نعْتٌ للمؤنَّث دونَ المذكَّر. وقال آخر: الذَّكرَ عُراهِم والأُنْثى عُراهِمة.

عبهر:

العَبْهَر: اسْمٌ للنَّرجِس، ويقال للياسَمين. وجاريةٌ عَبْهَرَةٌ: رقيقةُ البَشَرَة ناصعةُ البَياض، قال:

قامَتْ تُرائيكَ قَواماً عَبْهَرا

العَبْهَر: الناعم من كلّ شيءٍ، قال الكميت:

مِلء عينِ السَّفيه تُبْدي لك الأَشْ


نَبَ منها والعَبْهَرَ المَمْكُـورا

ورَجُلُ عَبْهَر أيْ ضَخْم، وامْرأةٌ عَبْهَرَةٌ، ويُجْمَعُ عَباهِر وعَباهير، قال:

عَبْهَرَةُ الخَلْقِ لُباخِـيَّةٌ


تَزينُهُ بالخُلُقِ الظاهِرِ

علهب:

العَلْهَب: التَّيسُ الطويل القَرْنَيْن من الوَحْشِيَّة والإِنْسِيّة ويوصف به الثَّور الوحشيُّ، وجمعه عَلاهِب، قال جرير:

إذا قَعِسَتْ ظهورُ بنات تَـيْمٍ


تَكشَّفُ عن عَلاهِبةِ الوُعُولِ

أي عن بُظُورٍ كأنَّها قُرونُ الوُعُول. والعَلْهَب: الرجُلُ الطَّويلُ، والمرأةُ بالهاء.

عبهل:

ومَلِكٌ مُعَبْهَل: لا يُرَدُّ أمرُه في شَيْءٍ.

هبلع:

والهِبْلَع: الأَكُولُ، العظيمُ اللَّقْم، الواسِعُ الحُنْجُور، وأنشَدَ عرّام:

وُضِعَ الخزيرُ فقيلَ أينَ مُجاشِعٌ


فشَحَا جَحافِلَه جُرافٌ هِبْلَـعُ

والهِبْلَعُ من أسماء الكلابِ السَّلُوقيَّة، قال العجّاج:

والشَدُّ يُدني لاحقاً وهِبلَعاً

هلبع:

الهُلابع: اللئيمُ الجَسيمُ الكُرَّزيُّ، قال:

وقُلْتُ لا آتي زُرَيْقاً طائِعاً

عبدَ بني عائشةَ الهُلابِعا

هملع:

الهَمَلعَّ: الرجُلُ المُتَخطِرفُ الذي يُوَقِّع وَطْأه تَوقيعاً شديداً، قال:

رأيت الهَمَلَّع ذا اللَّعْوَتَيْ


نِ ليس بآبٍ ولا ضَهْيَدِ

ضَهْيَد كلمة مُوَلَدة لأنَّها على بناء فَعْيَل، وليس فَعْيَل من بناء كَلام العرب، قال:

جاوَزْتُ أهوالاً وتَحْتيَ شَيْقَبٌ


يَعْدو برحْلي كالفينق هَمَلَّعُ

هنبع:

الهُنْبُع والخُنْبُع: من لِباس النِّساء شِبْهُ مِقْنَعةٍ خِيط مُقدَّمُها تلبَسها الجواري. ويقال: الهُنْبُع ما صَغُر، والخُنْبُع: ما اتَّسَعَ حتّى يبلُغَ اليَدَيْن ويُغطِّيهما.

عفهم:

العُفاهِم: النّاقةُ الجَلْدة، ويجمَعُ عَفاهيم، قال:

يَظَلُّ من جَاراهُ في عَذائِمِ

من عُنْفُوان جَرْيه العُفاهِمِ

يصفُ أوَّل شَبابه وقوّته. وفي لغة عُفاهِن، بالنُّون، والنُّون يجعَلُونَها بدلاً من اللام، يقولون: اسماعِين في اسماعيل واسرافين وقد رُوِيَ في الحديثِ بالنّون. وقال:

وقَرَّبوا كلّ وأًي عُراهِمِ

من الجَمالِ الجِلَّة العَفاهِمِ

علهم:

العُلاهِمُ والعُلاهِمةُ: القويّة الشّديدة من الإبل، وجمعُه عَلاهيم.

خضرع:

الخُضارِعُ: البخيل المُتَسَمِّحُ وتَأْبَى شِيمتُه السَّماحة. وهو المُتَخضرِع.

خرعب:

الخُرْعُوبة: القطعةُ من القَرْعة والقِثّاء والشَّحْم. الخَرْعَبَةُ: الشَّابةُ الحسَنةُ القوام، وكأنَّها خُرعُوبةٌ من خَراعيب الأغصان من بَنات سَنَنها. ويقال: جَمَل خُرْعُوب أيْ طويلٌ في حُسْن خَلْقٍ.

خثعم:

خَثْعَمٌ: اسمُ جبَل، فمن نَزَلَ به فهو خَثْعَميٌّ، وهم خَثْعَميُّون. وخَثْعَم: اسم قبيلة وافق اسمُها اسم الجبَل.

ختعر:

الخَيْتَعُور: ما بَقيَ من السَّرابِ من آخره حتى يَتَفَرَّقَ فلا يَلْبَث أن يضمَحِلَّ. وخَتْعَرَتُه: اضْمِحلالُه. ويقال: بَل الخَيْتَعُور دُوَيْبة على وجْه الماء لا تَلْبَثُ في مواضِع إلاّ رَيْثَما تَطْرِف. وكلّ شيءٍ لا يدُومُ على حالٍ ويَتَلَوَّنُ فهو خَيْتَعُور. والخَيْتَعُور: الذي يَنْزِل من الهواءِ أبيضَ كالخُيوط أو كَنَسْج العَنْكبُوت. والدُّنيا خَيْتَعُور، قال:

كُلُّ أُنْثَى وإنْ بدا لك منها


آيةُ الحُبِّ، حُبُّها خَيْتَعُورُ

والغُول: خَيْتَعُور. والذّئبُ خَيْتَعُور لأنّه لا عَهْدَ له، قال:

ماذا يُتمُكَ والخَيْتَعُور


بدارِ المَذَلَّةِ والقَسْطَلِ

ويقال: هو الداهِيَة ههنا.

خرفع:

الخُرْفُعُ: القُطْن الذي يَفسُدُ في براعيمه.

خنبع:

الخُنْبُعةُ: شِبهُ القُنْبُعة تُخاطُ كالمِقْنَعة تُغَطِّي المَتْنَيْن. والخُنْبُعُ أوسَعُ وأعرَفُ عند العامّة. والخُنْبُعَةُ: مَشَقُّ ما بين الشاربَيْن بِحيالِ الوَتَرة.

قعضب:

القعْضَبُ: الضَّخْم الشَّديدُ الجَريء. والقَعْضَبَةُ: استِئصال الشَّيء. وقَعْضَبٌ: اسمُ رجل كان يعمَلُ الأسِنَّة في الجاهلية، وهو الذي ذكرَه طفيل الغنوي:

وعُوْج كأحْناءِ السَّراءِ مَطَتْ بها


ضَراغمُ تَهديدها أسِنَّةُ قَعْضَبِ

دعشق:

الدُّعْشُوقةُ: دُوَبيةٌ شِبْهُ خُنْفُساء، وربَّما قالوا للصَّبيَّة والمرأةِ القصيرة: يا دُعْشُوقةُ، تشبيهاً بتلك الدُّوَيْبة، وليستْ بعربيّةٍ مَحْضَةٍ لتَعْريتها من حُروف الذَّلَق والشَّفويّة.

قعشم:

والقَشْعَمُ: النَّسْرُ المُسِنُّ والرَّخَم والشَّيخُ الكبيرُ فإذا شدَّدت الميم كَسَرتَ القافَ. وكذلك بناءُ الرُّباعِيِّ المُنْبسط إذا ثُقِّلَ آخرُه كُسِرَ أوَّله كقول العجّاج:

إذ زعمت ربيعةُ القِشْعَمُّ

وتُكنى الحَرْبُ أم قَشْعَم. والضَّبع يُكنى به أيضاً.

عشرق:

العِشْرِقُ: حَشيش وَرَقُه شبيه بوَرَق الغار إلاّ أنَّه أعظم، إذا حَرَّكَتْه الرِّيحُ سَمِعتَ له زَجَلاً شديداً، قال الأعشى:

تَسمعُ للحَلْي وَسْواساً إذا انصرَفَتْ


كما استعانَ بريحٍ عِشْرِقٌ زَجِـلُ

ويقال: هي شَجَرة كشَجَرة الباقِلَّى لها سِنْفَة كسِنْفِة الباقِلَّى وهو وِعاء حَبِّهِ، أي قِشره عليه، وقال:

لولا الأماضيحُ وحَبُّ العِشْرِقِ

لَمِتُّ بالنَّزْواءِ مَوتَ الخِرْنِقِ

خَصَّ الخِرْنِق لأنّه يموتُ سريعاً.

عشنق:

والعَشَنَّق: الطويلُ الجسيم. وهو العَشَنَّظ أيضاً. وامرأةً عَشَنَّقةٌ: طويلة العُنُق. ونَعامَةٌ عَشَنَّقة. والجميع عَشانِق وعَشانيق وعَشَنَّقُون.

قشعر:

القُشْعُر: القِثّاء بلغةِ أهل الجَوْفِ من اليَمَن. الواحدة بالهاء. ويقال: القُشَعْريرة، العَيْنُ ساكنةٌ: اقشِعْرار الجِلْد من فَزَعٍ ونحوه. وكُلُّ شيءٍ تَغَيَّر فهو مُقْشَعِرٌ. واقشَعَرَّتِ السَّنَةُ من شِدَّة المَحْل. واقشَعَرَّتِ الأرضُ من المحل، والجِلْدُ من الجَرَبِ. واقشَعَرَّ النَّباتُ إذا لم يجدْ رِيّاً. والقُشَعريرة مثلُ الإقشعرار، قال:

أصْبَحَ البيتُ بيتُ آلِ بَـيانٍ


مُقْشَعِرّاً والحيُّ حَيُّ خَلوفُ

صقعر:

الصُّقْعُرُ: الماءُ المُرُّ الغَليظ.

عرقص:

العُرْقُصاء والعُرَيْقِصاء: نَبات يكون بالباديةِ. وبعضٌ يقول للواحدة: عُرَيْقصانة، والجميع: عُرَيْقِصان. ومن قال: عُرَيْقصاء وعُرْقُصاء فهو في الواحدة والجميع ممدودٌ على حالٍ واحدة.

قصعر:

القِنْصَعْرُ: القصير العُنُق والظَّهْر المُكَتَّل من الرجال، قال:

لا تَعْدِ لي بالشَّيْظَم السِّبَطْر

الباسِطِ الباعِ الشَّديدِ الأسْرِ

كلُّ لئيمٍ حَمِقٍ قِنْصَـعْـرِ

وامرأةً قِنْصَعْرة. ويقال: ضَرَبْتُه حتى اقعَنْصَرَ أي تقاصَرَ إلى الأرض.

صعفق:

الصَّعافِقَةُ: قومٌ يَشْهَدون السُّوق للتِّجارة ليست لهم رُؤؤس الأموال، فإذا اشتَرَى التُّجّار شيئاً دخلوا معهم. الواحدُ صَعْفَقٌ وصَعْفَقيٌّ، ويُجمعُ على صَعافيق وصَعافِقة، قال أبو النَّجم:

بهم قَدَرنا والعزيزُ مَنْ قَدَرْ

 

وآبتِ الخَيلُ وقَصَّينا الوَتَر

من الصَّعافيق وأدْرَكْنا المِيَر

ويقال: الصَعْفُوق اللِّصُّ الخَبيث. والصَّعْفُوقُ: اللئيم من الرجال، وكان آباؤهم عَبيداً فاسْتَعْرَبوا قال العجّاج:

من آلِ صَعْفُوقٍ وأتباعٍ أُخَرْ

قال أعرابيٌّ: هؤلاء الصَّعافِقة عندَك، وهم بالحجاز مسكنهم، وهم رُذالةُ الناس. ومنهم من يقول بالسين.

صلقع، سلقع:

الصَّلْقَعُ والصَّلْقَعَةُ: الإعدامُ. تقول: صَلْقَعَةُ بنُ قَلْمَعةَ: أي ليسَ عنده قليلٌ ولا كثير، لأنّه مُفْلِسٌ وأبوه مِن قَبله، فلذلك قال: ابنُ قَلْمَعة. يقال: صَلْقَعَ الرّجل فهو مُصَلْقِعٌ أي عَديم مُعدم، ويجُوز بالسين. وهو نَعْتٌ يَتْبَعُ البَلْقَعَ، يقال: بَلْقَعٌ سَلْقَعٌ وبَلاقِعُ سَلاقِعُ، ولا يُفرَدُ. والسَّلْقَعُ: الأرضُ التي ليسَ فيها شَجَرٌ ولا شَيْءٌ. والسَّلْقَعُ: المكان الحَزْنُ، والحَصَى إذا حَمِيتْ عليه الشَّمْسُ. وتقول: اسلَنْقَعَ بالبَرْقِ واسْلَنْقَعَ البَرْقُ إذا استَطارَ في الغيم، وإنَّما هي خَطْفَةٌ لا لُبْثَ لها. والسِّلِنْقاعُ: الاسمُ من ذلك.

عسلق:

وكل سَبعً جريءٍ على الصَّيْد فهو عَسْلَق وعَسَلَّقٌ، والأنثى بالهاء. والجميع عَسالِق. والعَسَلَّقُ: اسمٌ للظَّليم خاصَّة، قال:

بحيثُ يُلاقي الآبداتِ العَسَلَّقُ

عسقل:

والعُسْقُولةُ: ضَرْبٌ من الجَبْأَةِ، وهي كَمْأَة لَونُها بين البياض والحُمْرة، ويُجْمَعُ عَساقِل، قال:

ولقد جَنَيْتُك أكمُؤاً وعَساقِلاً


ولقد نَهيتك عن بناتِ الأَوْبَرِ

وكان في النُسْخة كلاهما، يعني العُسْلوق والعُسقولة. ورجلٌ عَسْلَق، وامرأة بالهاء، إذا كان خفيف المَشْي سريعاً. والعَسْقَلَةُ والعُسْقُولُ: لَمْعُ السَّراب وقِطَع السَّراب، ويجمع عَساقيلَ، قال:

جَرَّدَ منها جُدَداً عَـسـاقِـلا


تَجريدَكَ المصقُول والسَّلائلا

وعَسْقَلان: موضع بالشام من الثغور.

عسقف:

العَسْقَفَةُ: نقيض البُكاء. ويُقال: بَكَى فلانٌ وعَسْقَفَ أي جَمَدتْ عينُه فلم تَبْكِ. وكذلك إذا أرادَ البكاءَ فلم يقدِرْ عليه.

فقعس:

فَقْعسُ: حَيٌّ من بني أَسَد.

صعقب:

الصَّقْعَبُ: الطويل من الرجال.

عسقب:

العِسْقِبةُ: عُنَيقيدٌ يكون منفرداً بأصل العُنْقُود الضَّخْم ويُجمعُ عَساقِب وعِسْقِب.

قعمس وجعمس:

القُعْمُوسُ والجُعْمُوسُ، ويقال بالصاد، قَعْمَصَ فلان إذا أبْدَى بمَرَّةٍ ووضع بمرّة. ويقال: قد تحرَّكَ قُعْمُوصُه في بَطْنه. والقُعْمُوصُ: ضربٌ من الكَمْأة.

قعسر:

القَعْسَريُّ: الرّجل الضَّخْمُ الشَّديدُ. وهو القَعْسَرُ أيضاً، قال العجّاج:

والدَّهْرُ بالإنسان دَوّاريُّ

أفْنَى القُرُونَ وهو قَعْسَريُّ

يصف الدَّهْرَ. والقَعْسَريُّ: الخَشَبَةُ التي تُدارُ بها الرَّحَى القصيرةُ التي تَطْحَنُ باليَد، قال:

الزَمْ بقَعْسَريِّها

وألقِ في خُرْتيِّها

تُطْعِمُكَ من نَفيِّها

خُرتُيُّها: فَمُها تُلْقَى فيه اللُّهْوةُ. وعَبْدٌ قَعْسَرٌ: جَيِّدُ السَّقْيِ شديدُ النَّزْع. وقَعْسَرَ فلانٌ في مَشْيِهِ: إذا مَشَى مَشْياً مُتقاعِساً.

عقرس:

عِقْرِسٌ: حيٌّ من اليمن.

قنعس:

القِنْعاسُ: الرّجلُ السَّيَّد المنيعُ. والقِنْعاسُ: الجَمَلُ الضَّخْمُ، قال جرير:

وابنُ اللَّبُونِ إذا ما لُزَّ في قَـرَنٍ


لم يَسْتَطِعْ صَوْلةَ البُزْلِ القَناعيسِ

قنزع:

القَنْزَعة والقُنْزُعة: التي تَتَّخِذُها المرأةُ على رأسها. والقَنْزَعةُ: الخصْلةُ من الشَّعر التي تُترَكُ على رأس الصَّبيّ، وتُجمَعُ قَنازِعَ، قال الكميت:

عاري المغَابِن لم يعبرُ بجُؤْجُئِه


إلا القَنازعُ من زِيزائِه الزَّغَبُ

يقول: انْتُتِفَ شَعُر صَدرِه. والزِيزاءُ: عَظمُ الزَّوْر. والقُنْزُعة: ما يُتْرَك على قَرْنَي الرَّأس للصبيِّ من الشَّعر القصير لا من الطَّويل. والقُنْزُعةُ من الحجارة: أعظَمُ من الجَوْزة. القُنْزُعةُ: المرأة القصيرةُ جداً.

عنقز:

العَنْقَزُ: من المَرْزَنْجُوش، قال الأخطل:

ألا آسلَمْ سَلِمْتَ أبا خالدٍ


وحيَّاكَ ربُّكَ بالعَنْقَـزِ

وقال بعضهم: العَنْقَزُ جُرْدانُ الحِمار. والعَنْقَزُ: السمُّ الذُّعافُ الذي لا يُناظَر أيْ يقتُلُ في ساعتِه. والعَنْقَزُ: الداهِيةُ.

قلعط:

اقلَعَطَّ الشَّعرُ واقلَعَدَّ: وهو الجَعْدُ الذي لا يطولُ ولا يكونُ إلاّ مع صَلابةٍ. وقد اقلَعَطَّ الرّجل اقلِعْطاطاً، قال:

بأَتْلَعَ مُقْلَعِطِّ الرأسِ طاطِ

أي مُنحدرٌ مُنْخَفِض، وقال غيرُه: اقْلَعَطَّ واقْلَعَدَّ واجْلَعَدَّ إذا مَضَى في البلاد على وجهه. والمُقْلَعِطُّ من الشَّعر: القصيرُ.

قمعط:

اقمَعَطَّ الرجل: عَظُم أعلى بَطْنِه وخمِصَ أسفلُه. والقُعْمُوطة والقُمْعُوطة والبِقْعُوطة: دُحْروجة الجُعَل.

قعطر:

اقْعَطَرَّ الرجل: إذا انقَطَعَ نَفَسُه من بُهْرِ.

عندق:

العَنْدَقةُ: مَوْضِعٌ في أسفل البَطْنِ عند السُرَّة كأنَّها ثَغْرةُ النَّحْر في الخِلْقَةِ.

عنقد:

والعُنْقُودُ من العِنَب، وحَمْلُ الأراكِ والبُطْمِ ونحوه.

قردع:

القُزْدُوعُة: الزّاويةُ في شِعْبِ جَبَل، قال:

منَ الثَياتِلِ مَأْواها القَراديعُ

والقُرْدوعةُ أيضاً: أعلَى الجَبَل.

درقع:

الدَّرْقَعَةُ: فِرارُ الرجُلِ من الشَّدة، قال:

وإنْ ثارَتِ الهَيْجاءُ وِلَّى مُدَرْقِعاً

وهو المُدَرْنقِعُ أيضاً. والدَّرْقَعَةُ: سُرعةُ المَشْيِ. جاءَ يُدَرْقِعُ أي يَمشي مَشْياً شديداً. والمُدْرَنْقِعُ في العَدْوِ.

قمعد:

المُقْمَعِدُّ: الذي تُكَلِّمُه بجُهْدكَ فلا يَلينُ ولا يَنْقادُ. كَلَّمْتُه فاقْمَعَدَّ اقمِعداداً أي: انقَبَضَ. ومثله اقْمَهَدَّ.

عرقد:

العَرْقَدَةُ: شدَّة فَتْلِ الحَبْلِ ونحوه من الأشياء كُلِّها.

ذعلق:

الذُّعْلُوقُ: نَباتٌ بالباديةِ.

قذعر:

المُقْذَعِرُّ: المُتَعَرِّض للقَوْم ليدخُلَ في أمرهِم وحديثهم. ويَقْذَعِرُّ نَحوهم: يَرْمي بالكلمةِ بعد الكلمة وَيَتَزَحَّفُ نحوهم وإليهم.

قذعل:

والمُقْذَعِلُّ: السَّريعُ من كلّ شيءٍ، قال:

إذا كُفيتُ أكْتَفي وإلاّ

وَجَدْتَني أَرْمُلُ مُقْذَعِلاّ

قال غير الخليل: المُقْذُعِلُّ السريع من كلّ شيء، والمقذعِرّ الخبيث اللسان مُقْذَعِلاًّ. قال: ويُروى مُشمعلاًّ.

ذلقع:

المُذْلَنْقِعُ الذي قد انْخَلَعَ أيْ وَضَعَ جِلْبَابَ الحَياءِ فلا يُبالي بشَيءٍ.

قنذع:

القَنْذَعُ والقُنْذُع، بالفتح والضّمّ: الدَّيُّوثُ، وأظُنُّها بالسُّريانية.

قرثع:

القَرْثَعُ: المرأةُ الجَريئةُ القليلةُ الحَياء.

قعثب:

القَعْثَب: الكثير. والقُعْثُبان: دُوَيْبة كالخُنْفساء تكونُ على النَّبات، والقَعْثَبان أيضاً.

عرقب:

عَرْقَبْتُ الدّابّةَ: قَطَعْتُ عُرْقُوبَها. والعُرْقُوبُ: عَقِبٌ مُوَتَّرٌ خلف الكَعْبَيْنِ، ومن الإنسانِ فُوَيق العَقِب، ومن ذَوات الأرْبَع بين مَفْصِل الوَظيف ومَفْصِل الساقِ من خَلْفِ الكَعبَيْنِ. والعُرقُوبُ من الوادي: مُنْحَنى فيه التِواءٌ شديد، قال:

ومَخُوفٍ من المنَاهِلِ وحْشٍ


ذي عَراقِيبَ آجِنٍ مدفـانِ

والعُرْقُوبُ: طريقٌ يكون في الجَبَل مُصَعِّداً. تَعَرْقَبْتُ الجَبَلَ: أي صَعِدتُ فيه. وعَراقيبُ الأمور: عَصاويدُها وادخال اللَّبْس فيها. وعُرْقُوبُ: رجلٌ من أهل يَثْرب أكْذَبُ أهل زَمانِه موعداً، فذَهَبَتْ مَثلاً، قال كَعْبُ بنُ زُهَير:

كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لها مَثَلاً


وما مَواعيدُها إلاّ الأباطـيلُ

وقال آخرُ:

وأكْذَبُ من عُرقُوبِ يَثْربَ لهـجةً


وأبْيَن شُؤْماً في الكَواكبِ من زُحَلْ

وفي مَثَلٍ للعَرَب: مَرَّ بنا يومٌ أقْصَرُ عُرقُوبِ القَطا يريدُ ساقَها. ويقال: أقْصَرُ من إبهامِ القَطاةِ، قال:

ويَوْمٍ كإبهامِ القَطاةِ مُمَـلَّـحٍ


إليَّ صباه، مُعجِبٌ لِيَ باطِلُهْ

قرعب:

واقْرَعَبَّ البَرْدُ اقرِعباباً، واقْرَعَبَّ الانسانُ: أي: قَعَدَ مُسْتَوْفِزاً.

عقرب:

العَقْرَبُ الأنثى والذَّكر فيه سواءٌ والغالِبُ التأنيث. ويقالُ للرّجل الذي يَقرِضُ النّاسَ: إنَّه لتدِبُّ عَقارِبُه. والعَقْرَبُ: سَيْرٌ مَضْفُورٌ في طَرَفه إبْزيمٌ يُشَدُّ به تَفَرُ الدّابّةِ في السَّرْج. والدّابّة مُعَقْرَبَةُ الخَلْقِ أي مُلَزَّزٌ مُجَمَّعٌ شديدٌ، قال العجّاج:

عَرْدَ التَراقي حَشْوَراً مُعَقْرَبا

شَذَّبَ عن عَاناتِه ما شَذَّبا

والعَقْرَبُ: حَديدةٌ تكونُ في سَيْرٍ في مُؤَخَّر السَّرج، يُعَلَّقُ فيه الشَّيْء، أو يُكَلَّبُ به الدرْع. والعَقْرَبُ: بُرْجٌ في السَّماء، وهو بُرْجُ العَقْرَب، وطُلُوعُها في حَدِّ الشِّتاء. وقال قائل: إذا طَلَعَتِ العَقْرَبُ جَمَسَ المُذَنِّب وفَرَّ الأشْيَبُ وماتَ الجُنْدَب. قولُه: جَمَسَ أي: صارَ تَمْراً، ويُقال: لا بَلْ يَبقَى بُسْراً على حاله فلا يَرْطُبث، يعني: لا يَصِرُّ الجُنْدُب لِشدَّة البَرْد. والعُقْرُبان: دُوَيْبة، يُقال هو دَخَّال الآذان. ويقالُ: العَقْرَبان هو العَقْرَبُ الذَّكر.

عبقر:

عَبْقَرٌ: موضعٌ بالبادية كثير الجنِّ. يقال كأنَّهم جِنٌّ عَبْقَر، قال زهير:

بِخَيْلٍ عليها جِـنَّةٌ عَـبْـقَـريَّةٌ


جَديرونَ يَوْماً أن يَنالوا فيَسْتَعلوا

والعَبْقَرَةُ: المرأةُ التارَّةٌ الجميلةُ، قال الشاعر:

تَبَدَّلَ حِصْنٌ بأزواجِـهِ


عِشاراً وعَبْقَرةً عَبْقَرا

أراد: عَبْقَرَةً عَبْقَرَةً، فذهَبَتِ الهاء في القافية وصارَت ألفاً بَدَلاً للهاء. والعَبْقَريُّ: ضربُ من البُسُط، الواحدة بالهاء، وقال بعضهم: عَباقِريّ، فإن أرادَ بذلك جَمْعَ عَبْقَريٍّ، فإنَّ ذلك لا يكون لأنَّ المنسوبَ لا يُجْمَعُ على نِسبةٍ ولا سيَّما الرباعيُّ، لا يُجْمَعُ الخثعمي بالخَثاعِميِّ ولا المُهَلَّبِيِّ بالمَهالِبيِّ، ولا يجوز ذلك ألا أن يكونَ يُنسب اسمٌ على بناء الجماعة بعدَ تَمامِ الاسم نحو شَيءٍ تنسِبُه إلى حَضاجِر وسَراويل فيقال: حَضارجيٌّ وسَراويليٌّ، ويُنسب كذلك إلى عَباقِر فيقال: عَباقِريٌّ. والعَبْقَرةُ: تَلألُؤ السَّراب.

برقع:

البُرْقُعُ: تَلْبَسُهُ الدَّوابُّ ونِساءُ الأعراب، فيه خَرْقان للعَيْنَين، قال:

وكُنْتُ إذا ما زُرْتُ ليلى تَبَرْقَعَتْ


فقد رابَني منها الغَداةَ سُفُورُها

فرقع:

الفَرْقَعَةُ: أن تَنْفض الأصابع. وفَرْقَعَ أصابِعَه فَتَفَرْقَعَت. وتقول: افرَنْقِعُوا عنَّا: أي تَنَحَّوْا. وافْرَنْقَعَ: إذا قَعَدَ مُنْقَبِضاً.

عفقر:

العَنْقَفير: داهِيةٌ من دَواهي الزَّمان، تقولُ: غُولٌ عَنْقَفير.

عرقل:

العِرْقيلُ: صُفْرةُ البَيْض، قال الشاعر:

طِفلةٌ تَحسَبُ المَجاسِدَ منها


زَعْفَراناً يُدافُ أو عرقيلا

عنقر:

العُنْقُر: أصلُ القَصَب ونحوه أوَّل ما ينبت، وهو رِخْوٌ غَضٌّ، الواحدة: عُنْقُرةٌ، وذلك قبل أن يظهَرَ في الأرضِ. ويقال لأولاد الدَّهاقين: عُنْقُر، شَبَّههُم بالعُنْقُر لترارتِهم ورُطُوبَتهم، قال:

كعُنْقُرات الحائط المَسْطُور

قفعل:

اقْفَعَلَّتْ أنامِلُه: إذا تَشَنَّجَتْ من بردٍ أو كبرٍ. وفي لغة: اقْلَعَفَّ اقْلِعْفافاً، قال:

رأيتُ الفَتَى يَبْلَى وإنْ طالَ عُمُره


بِلَى الشنِّ حتى تَقْفعِلَّ أنامـلُـه

والبعيرُ يَقْلَعِفُّ إذا ضَرَبَ النّاقةَ فانضمَّ إليها يصيرُ على عُرقُوبَيْهِ مُتَعَمِّداً عليها، وهو في ضِرابِها يقال: اقْلَعَفَّها. واقْلَعَفَّ الرّجل: إذا تَقَبَّضَ. وإذا مدَدْت الشيءَ ثمَّ أرسَلْتَه فانْضَمَّ قلت: قد اقْلَعَفَّ.

عفلق:

العَفْلَقُ: الفَرْجُ إذا كان واسعاً رِخواً، قال:

يا ابنَ رَطومٍ ذاتِ فَرْجٍ عَفْلَقِ

والعَفْلَقُ من الرّجال: الوَخْمُ الضَّخْم.

علقم:

العَلْقَم: شَجَر الحَنْظَل، القِطْعَة: عَلْقَمةٌ.

قمعل:

القُمْعُلُ: القَدَحُ الضَّخْم بلغةِ هُذَيْل، قال:

كالقُمْعُل المُنْكَبِّ فوقَ الأتْلَبِ

الأتْلًب: التُّراب. يَنْعَتُ حافِرَ الفَرَس.

قعبل:

رجلٌ مُقَعْبَلُ القَدَمَيْن: إذا كان شديدَ القَبَل، اعْوِجاجُ صَدْرِ القَدَم مُقْبلاً إلى الأخرى وتلقبُه فتقول: يا قَعْبَل. والقِعْبِل: ضربٌ من الكَمْأة ينبُت مُستطيلاً كأنّه عُودٌ يَبسَ وصارَ له رأسٌ مثلُ الدُّخْنَةِ السَّوداء سمِّيتْ فوات الضِباع.

قلعم، قلحم:

القِلّعْم القِلّحْم: الشَّيْخُ الهَرِم، بالحاء أصْوَب.

عملق:

عِملاقٌ: أبو العَمالِقة وهُم الجَبابرةُ الذينَ كانُوا بالشّام على عَهد مُوسَى - عليه السلام -

بلقع:

البَلْقَعُ: القَفْر لا شَيْءَ فيه. مَنْزِل بَلْقَعٌ ودِيارٌ بَلاقِعُ. وإذا كانت اسْماً مُنْفرداً أُنِّثَ، تقُولُ: انْتَهَيْنا إلى بَلْقَعَةٍ مَلْساءَ.

عقبل:

العُقْبُول: ما يَبْثُرُ من الحُمَّى بالشَّفَتَيْن في غِبِّها. الواحِدةُ عُقبُولة، قال:

من وِرْدِ حُمَّى أسْأَرَتْ عَقابلا

ويُقالُ لصاحِب الشَّرِّ: إنَّه لذو عَقابيلَ، وذو عَواقيلَ.

عنفق:

العَنْفَقَةُ: بينَ الشَّفَةِ السُّفلَى وبينَ الذَّقَن. وهي الشُّعَيْرات بينَهما، سالَتْ من مُقَدَّمة الشَّفَة السُّفلَى، تقوُل للرَّجُل: بادي العَنْفَقَةِ إذا عَرِيَ جانِباه من الشَّعر.

قنفع:

القُنْفُعَةُ: القُنْفُذَةُ إذا تَقَبَّضَتْ، وقد تَقَنْفَعَتْ. القُنْفُعَةُ: الفُرْقُعَة وهي الأسْتُ بلغةٍ يمَانية، قال:

قَفَرْنِيَة كأنَّ بطَبْطَبَـيْهـا


وقُنْفُعِها طِلاءَ الأُرْجُوانِ

والطُّبْطُبان: الثَّدْيان، وأنشد:

إذا طَحَنَتْ دُرْنيَّة لعِـيالـهـا


تَطَبْطَبَ ثَدْياها فطارَ طَحينُها

وقال هؤلاء الأعرابُ: القُنْفُعَةُ الاسْتُ. وهي العَزافةُ والعزافة والعَزّافة والرَّمّاعةُ والصَّنّارةُ والرمّازةُ والخَذَّافة.

قنبع:

قَنْبَعَ الرجلُ في ثيابه: إذا دَخَلَ فيها. وقَنْبَعَتِ الشَّجرةَ: إذا صارت زَهْرَتُها في قُنْبُعةٍ أي في غِطاء. والقُنْبُعَةُ مثل الخُنْبَعَةِ إلا أنّها أصغَرُ.

قعنب:

القَعْنَب: الشَّديدُ الصُّلْبُ من كلِّ شيءٍ.

عضنك:

العَضَنُّكُ: المرأةُ اللَّفّاء العَجُزِ التي ضاقَ مُلْتَقَى فَخِذَيْها مع تَرارَتِها، وذلك لكثرة اللَّحم.

عكرش:

العِكْرِشُ: نبتٌ شبه قَرْنِ الثيْقَل ولكنه أشدُّ خشونةً منه، وفيه مُلُوحةٌ، لا ينبُتُ إلاّ في سَبخةٍ. والعِكْرِشةُ: الأرْنَبَةُ الضَّخمة وبها سُمِّيت الأرْنَبَةُ لأنَّها تأكل العِكرش، قال الشَّمّاخ:

تجُرُّ برأسِ عِكْرِشَةٍ زَمُوعِ

وعِكراشٌ رجل كان أرْمَى أهلِ زمانِه، صاحِبَ قِفارٍ وفيافٍ، وله يقولُ الشاعر:

إذْ كانَ عِكْراشُ فتىً خِدْريّا

سَمَّحَ واجْتابَ فلاةً فَيّا

الخدريّ: المُقيمُ مع نسائِه لا يكادُ يَجتابُ الفَلاة.

صعلك:

الصُّعْلُوكُ، وفِعْلُه التَّصَعلُكُ، ويُجمع الصَّعاليك، قال:

إن اتّباعَكَ مَوْلَى السُّوءِ تَتْبَعه


لكالتَّصَعْلُكِ ما لم تَتَّخِذْ نَشبا

وهم قومٌ لا مالَ لهم ولا اعتماد. ومُصَعْلَكُ الرَّأس: مُدَوَّر الرَّأْس، قال:

يُخَيِّلُ في المَرْعَى لهُنَّ بشخصِه


مُصَعْلَكُ أعْلَى قُلَّةِ الرَّأْس نِقْنِقُ

عكنكع:

العَكَنْكَعُ: الذَّكر من الغِيلان، قال:

غُولٌ تَداعَى شَرِساً عَكَنْكَاع

علكس:

اعْلَنْكَسَ الشَّعرُ إذا اشتدَّ سوادُه وكَثُرَ، قال العجّاج:

بفاحِمٍ دُورِيَ حتّى اعْلَنْكَسا

والمُعْلَنْكِس من اليَبيس: ما كَثُرَ واجْتَمَعَ. والمُعْلَنْكَس: المُتَراكِم من الرَّمْل. والمُعْلَنْكِس: الكثير من كلّ شيءٍ. ورجلٌ مُعْلَنْكِس: إذا كانَ مُقيماً بالبَلَد. ويقال: ما له قد اعْلَنْكَسَ. وقومٌ مُعْلَنْكسُون: مُقيمون بالبَلَد، قال:

يا رُبَّ تَيْسٍ قَهَوانٍ قَهْـوَسِ

سِيقَتْ له في نَشَرٍ مُعْلَنْكِـسِ

مُطبقَةَ الغَضِّ كعَيْنِ الأشْوَسِ

الغضُّ: يعني الكفَّةَ، ولذلك قال كعَين الأشْرَس لأن وَسَطَ الكفَّةِ يبدو منها شيءٌ صغيرٌ أو ثُقْبةٌ، فهو كعين الأشوَس لصغرَها. والقَهْوَسُ: الشَّديد المَشْيِ المُجْتَرِئُ باللَّيْل على السَّيْر. والقَهْوانُ: الطَّويلُ القَرْنَيْن.

عكلس:

عكلس: اسمُ رجلٍ من اليَمَن وعَكْلَسَ الشَّعرُ: إذا سُقي الدِّهانَ ومارسَ بالأشياء حتى يكبُر ويطوُل.

عركس:

اعْرَنْكَسَ الشيءُ: تَراكَم بعضُه على بعضٍ، قال العجّاج يصف الإبل:

واعْرَنْكَسَتْ أهوالُهُ واعْرَنْكَسَا

واعْرَنْكَسْتُ الشيءَ: حملتُ بعضه على بعض.

كرسع:

الكُرْسُوعُ: حرف الزَّنْد الذي يلي الخِنْصر عند الرُّسْغ. وامرأةٌ مُكَرْسَعةٌ: ناتئةُ الكُرْسُوع تُعابُ بذلك. وبعضٌ يقول: الكُرْسُوع: عُظَيم في طَرَف الوَظيف ممَّا يَلي الرُّسْغ من وظيفِ الشَّاء ونحوها. وهو من الانسان كذلك.. واسم الطَّرَفَيْن الكاعُ والكُرْسُوع.

عكمس:

ويُقالُ: عَكْمَسَ اللَّيلُ عَكْمَسَةً: إذا أظْلَمَ، قال: واللَّيلُ ليلُ السَّماكَيْن العُكامِس. وكلُّ شيءٍ كَثُفَ وتَراكَم فهو عُكامِس، قال العجّاج:

عُكامِسٌ كالسُّنْدُسِ المَنْشورِ

عكسم:

والعُكْسُوم: الحِمارُ بالحميرية. ويقال: هو الكُسْعُوم.

دعكس:

الدَّعْكَسَةُ: لَعِبُ المَجُوس: يَدُورُونَ وقد أخذ بعضُهم يَدَ بَعْضٍ كالرَّقْص. يقال: دَعْكَسَ وتَدَعْكََ بعضُهم على بعض، قال الراجز:

طافُوا به معتكفين نُكَّسا

عَكْفَ المَجُوسِ يلعَبُونَ الدَّعْكَسا

عكلط:

لَبَنٌ عُكَلِط وعُجَلِط: أي خاشِرٌ حامِضََّ.

علكد:

العِلْكِد:الشَّديد العُنُق والظَّهْر، ويقال: رَجُلٌ عَلْكدٌ وامرأةٌ عَلْكَدَةٌ، ويُثَقَّل الدال عند الإضطرار. قال:

أعيَس مَصْبُور القَرَى عِلْكَدا

كنعد:

الكَنْعَدُ: ضربٌ من السَّمك البَحْريّ، ويُقال: كَنْعَد بسكون النُّون ويُلقَى تَسكين العَيْن على النُّون، قال:

قلْ لِطغامِ الأزْدِ لا تَبْطَروا


بالشيم والجِرِّيثِ والكَنْعَدِ

وقال:

عليك بقُنْأَةٍ وبزَنْجـبـيلٍ


وحِلْتيتٍ وشيءٍ من كَنْعَد

كعدب:

الكُعْدُبُ والكُعْدُبَةُ: الفَسْلُ من الرِّجال.

كعتر:

كَعْتَرَ الرّجل في مشيِه: إذا تَمايل كالسَّكران.

كرتع:

وكَرْتَعَ الرَّجُلُ: إذا وَقَعَ فيما لا يَعْنيه. وكَرْتَع: إذا مَشَى مَشْياً يُقارِب بينَ خطوه، وقال

.........


يَهيمُ بها الكَرْتَعُ

عكبر:

العُكْبَرة من النساء الجافية العكباء في خُلُقها. قال:

عكْباء عُكْبُرَة في بطنها ثَـجَـلٌ


وفي المفاصل من أوصالها فَدَعُ

كعبر:

المُكَعْبَرُ: من أسْماء الرِّجال. والكُعْبَرَةُ من النِّساء: الجافيةُ العِلْجَةُ العَكْباءة في خَلْقِها، قال: عكباء كُعْبُرة اللَّحْيَينْ حجمرش يعني الكبيرة. الكُعْبُرةُ ويجمعُ كَعابِر: وهو عُقَدُ أنابيب الزَّرْع والسُّنْبُل ونحوه. بركع: البَرْكَعةُ: القِيام على أربعٍ، ويُقال: تَبَرْكَعَتِ الحَمامةُ للحَمامةِ الذَّكَر، ويقال أصبح فلان متبركعاً، أي: لا يقوم إلا على كراسيعه. قال رؤبة:

هَيْهاتَ أعْيا جَدَّنا أن يُصْرَعَا

ولوأرادُوا غيرَه تَبَرْكَعا

عكرم:

العِكْرِمة: الحَمامةُ الأنْثى، قال:

وعِكْرِمة هاجَتْ لنفسي عَـبْـرَةً


دَعاها دَعَتْ ساقاً لها فوق مَرْقَبِ

كثعم:

كَثْعَم: من أسماء الفَهْد والنَّمِر.

كعثب:

وامرة كَعْثَبٌ وكعْثَمٌ: الضَّخمةُ الرَّكبِ. ورَكَبٌ كَعْثَبٌ، ويقال: كثْعَب، وكَثْعمٌ. وبعضٌ يقول: جارية كَثْعَبٌ: أي ذاتُ رَكَبٍ كَثْعَبٍ.

عثكل:

العُثْكُولةُ: ما عُلِّقَ من عِهْنٍ أو زِينةٍ فتَذَبْذَبَ في الهواء! قال:

.........


كقِنْوِ النَّخْلةِ المُتَعَثْكِلِ

والهَوْدَجُ يُعَثْكَلُ أي يُزيَّنُ بعُهُونٍ تعلَّقُ عليه فتَتَذَبْذَبُ.

بعلبك:

بَعَلْبَك: اسم أرض بالشّام.

بلعك:

ويقال: جَمَلٌ بَلْعَكٌ وهو البَليدُ.

علكم:

العُلْكوم: الناقةُ الجَسيمةُ السَّمينةُ، قال لبيد:

بَكَرَتْ به جُرشِيَّةٌ مَقْطورة


تَروي الحَدائِقَ بازل عُلكُومُ

قوله: جُرَشية يَعْني ناقةً منسوبةً إلى جُرَش، وهو مَوْضع، والمقطورةُ المطليّةُ بالقَطِران. قال أبو الدُّقيش: عَلْكَمَتُها عِظَم سَنامِها.

عنكب:

العَنْكَبوتُ بلغة أَهْل اليَمَن العَنْكَبوه والعَنْكباه، والجمع العَناكِب، وهي دَوَيبةٌ تَنْسِجُ نَسْجاً بينَ الهواء وعلى رَأْس البئر وغيرها، رَقيقاً مُتَهلْهِلاً، قال ذو الرّمة:

هي اصطَنَعْته نَحْوَها وتَعاوَنَتْ


عَلى نَسْجها بينَ المَثابِ عَناكبُه

ضرجع:

الضَرْجَع: اسم من أسماء النَّمِر خاصّة.

ضمعج:

الضَمْعَج: الضَّخمةُ من النُّوق. وأتانٌ ضَمْعَجٌ: قصيرةٌ ضخمةٌ، ولا يقال ذلك للذَّكر، قال:

يارُبَّ بيضاءَ ضِحوكٍ ضَمْعَجِ

وقال الشّماخ:

أنا ابنُ رَباحٍ وابنُ خاليَ جَـدْشَـنٌ


ولم أُحْتَمَلْ في بَطْنِ سَوْداءَ ضَمْعَجِ

عضفج:

العِضْفَاجُ: الضَّخْم السَّمين الرِخْو. وعَضْفَجَتُه: عِظَمُ بطْنه وكَثرةُ لحمه. وقد يقال: عِضْفاج بمعنى عِضْفاج، مقلوب.

شرجع:

الشَّرجَعُ: السَّريرُ الذي يُحْمُل عليه الميّت، قال:

وساريةُ القَوْم في شَرْجَع


ليهدى إلى حُفْرةٍ نازِحَه

والمُشَرْجَع من مَطارِق الحدَّادرين ما لا حروفَ لنَواحيه. وكذلك من الخَشَب إذا كانت مُرَبَّعَةً فأمرتَهُ أن يَنْحِتَ حُروفَه قُلتَ: شَرْجَعَهُ، قال:

كأنَّ ما فاتَ عَيْنَيها ومَذْبَحَـهـا


مُشَرْجَعٌ من عَلاة القَيْن مَمْطُول

جرشع:

الجُرْشُعُ: الضَّخم الصَّدر، قال:

جَرْشُعَةٌ إذا المَطيُّ أدْرَجَا

جعشم:

الجُعْشُم: الصغيرُ البَدن القَليل اللَّحم والجسم، قال العجّاج:

ليس بجُعْشوشٍ ولا بجُعْشُمِ

وقال بعضهم: الجُعْشُمُ الرّجل المُنْتَفِخ الجَنْبَيْنِ غَليظُهما، قال رؤبة:

تنجو إذا السَّيرُ استمرَّ وذَمُهْ

وكلُّ نئّاج عُراضٍ جَعْشَمُهْ

والشَجْعَمُ: الطويلُ من الأسْد مع عِظَمٍ، وكذلك من الإبِل والرِّجال.

عجلط:

العُجَلِط: اللَّبن الخاثِرَ الطيِّبُ من الألبان، ويُجْمَعُ عَجالِط. وعُجالِطُ لغة، قال الراجز:

إذا اصطَحَبْتَ لَبناً عُجالِطا

من لَبَنِ الضَّأنِ فلَسْتَ ساخِطا

عشنط:

العَشَنَّط: الطَّويل من الرجال والجميع عَشَنَّطُون وعشانط. ويقال: هو الشّابُّ الظَّريفُ مع حُسْن جِسْمٍ، قال:

إذا شِئتَ أن تَلقَى مُدِلاًّ عَشَنَّطـاً


جَسُوراً إذا ما هَاجَه القَومُ يَنْشَبُ

وصفه بخِلافٍ وسوءِ خُلُقٍ.

عنشط:

والعَنَشَّط أيضاً لغة، قال:

أتاكَ من الفتيان أرْوعُ مـاجـدٌ


صَبُورٌ إذا ما هاجَ هَيْجَ عَنَشَّط

عشزن:

العَشَوْزَنُ: المُلتوي العسِرُ الخُلُق من كلّ شيء، ويُجمع على العَشاوِز بحذف النُّون. وناقةٌ عَشَوْزَنَةٌ. قال يصف القناة:

عَشَوْزنةً إذا غُمِزَتْ أَرَنَّتْ


تَشُجُّ قَفَا المُثَقِّفِ والجَبينا

عشزر:

العَشَنْزَرُ: الشَّديد من كلِّ شيءٍ، قال الراجز:

وصادَفُوا المَدتَ جهازاً مُشعَرا

ضَرْباً وطَعْناً باقِراً عَشَنْزَرا

شرعب:

الشَرْعَبَةُ: شَقُّ اللَّحم والأديم طُولاً. والشَّرْعَبِيُّ: ضربٌ من البُرُود. والشَرْعَبةُ: قِطعةٌ كالرَّعْبلة، قال:

قَدّاً بهَدّادٍ وهَذّاً شَرْعَبا

يصف ناب البعير. وشَرْعَبْت الأديمَ واللَّحمَ: أي شقَقْتُه طُولاً. والمُشَرْعَبُ: المُطَوَّل. والشَرْعَبُ الطويل ورجلٌ مُشَرْعَبٌ: طويل، قال طفيل الغَنَويّ:

أسيلةُ مَجْرَى الدَّمْع خُمْصانَةُ الحَشَا


بَرُودُ الثَّنايا ذاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَـبِ

شعفر:

شَعْفَر: بَطْنٌ من بني ثَعْلَبة يقال لهم: بنو السِّعْلاة، قال الشمّاخ:

وإني لولا شَعْفُرٌ إن أرَدْتُهـم


بَعيدَيْنِ حتى بَلّدا بالصَّحاصِحِ

شمعل:

شَمْعَلَتْ اليهودُ شَمْعَلةً: وهي قراءتهم. ويقال: اشْمَعَلَّتِ الإبلُ أي تَفَرَّقَتْ، ومَضَتْ مَرَحاً ونشاطاً. وناقةٌ شَمْعَلَةٌ: سريعةٌ نشيطةٌ، قال:

إذا اشْمَعَلَّتْ سَنَناً رَسَا بِها


بذاتِ حَرْفَيْنِ إذا خَجا بِها

يعني الغارةَ، وناقةٌ مُشْمَعِلَّةٌ مثل شَمْعلةٍ. واشمَعَلَّتِ الغارةُ إذا شَمِلتهم وتَفَرَّقَتْ في الغَزْوِ، قال:

صَبَحْتُ شَباماً غارةً مُشْمَعِلَّةً


وأخرَى سأُهديها قَريباً لِشاكِرِ

علوس:

العِلَّوْس: الذِّئْب، وليس هذا من كلام العرب. قال زائدةُ: هو بالشين.

شنعب:

الشِّنْعاب: الرّجلُ الطويلُ الشديد.

شنعف:

الشنعاف: الرّجل الطويلُ العاجز الرِّخْو.

عنفش:

العِنْفِشُ: اللئيم القصيرُ. ومن النِّساء كذلك، قال الشاعر:

لعمرك ما لَيْلَى بَوْرهاءَ عِنْفِشٍ


ولا عَشَّةٍ مثل الذي يَتَعبَّـسُ

عسلج:

العسلوج: غُصْنٌ ابنُ سنةٍ. وجاريةٌ عُسْلوجة الشَّباب والقَوام، قال العجاج:

وبَطْنَ أيْمٍ وقواماً عُسْلُجا

والعُسالِج: ما كان رَطْباً في طُولٍ وحُسْن. وعَسْلَجَتِ الشَّجَرة: أخْرَجَتْ عَساليجَها قال طرفة:

إذا أنْبَتَ الصَّيف عَسالِيج الخَضِرْ

ويقال: بل العساليجُ عُروق الشَّجَر، وهي نُجُومُها التي تَنْجُمُ من سَنَتِها فيما زُعِمَ والعَساليجُ عند العامَّة: القُضْبانُ الحديثةُ.

عسجر:

العَيْسجُورُ: الناقةُ الشديدة. والعَيْسَجُور: السِّعْلاةُ. وعَسْجَرَتْها: خُبْثُها.

عجنس:

العَجَنَّسُ: الجَمَلُ الضَّخْمُ، قال:

يتبَعْنَ ذا هَداهِدٍ عَجَنَّسا


إذا الغُرابان به تَمَرَّسا

عسجد:

العَسْجَدُ: الذَّهبُ ويقال: بل العَسْجَد اسم جامعُ للجَوْهر كُلِّه، من الدرِّ والياقوت.

جعمس:

ورجُلٌ مُجَعْمِسٌ وجُعامِس: أي وَضَعَ الجُعْمُوسَ بمرَّة، وهو العَذِرة.

عجلز:

العِجْلِزَةُ: الفَرَسُ الشديدةُ الخَلْق. ويقال: أُخِذ هذا من النَّعْت من جَلْز الخَلْق، وهو غير جائز في القياس ولكنهما اسمان اتفقت حُروفُهما. ونحو ذلك قد يجيء وهو متباين في أصل البناء. ولم اسمعهم يقولون للذكر من الخَيل عِجْلِز، ولكنهم يقولون للجَمَل عِجْلِز وللناقة عِجْلِزة. وهذا النَّعْت في الخيل اعرف. قال:

وقُمْنَ على العَجالِز نصفَ يومٍ


وأَدَّيْنَ الأواصِرَ والـخِـلالا

وعِجْلِزة: رملة.

جندع:

الجُنْدُع والجَنادِعُ، وفي الحديث: إني أخاف عليكم الجَنادِعَ والمربّات? يعني البلايا والآفات. والمربّات?: الدواهي الشديدة. والجُنْدُع: الجُخْدُب وهو شِبهُ الجرادة إلا أنه أضخمَ من الجرادة.

عنجد:

العُنْجُدُ: الزَّبيبُ، قال:

رؤوسُ الحَناظِب كالعُنْجْد

شبَّه رُؤوسَ الخنافِس بالزَّبيب، ومن رَوَى العناظِب فهي الجراد، شَبَّه رؤوسَها بالزَّبيب.

دعلج:

الدَّعْلَجُ: ألوان الثياب. ويقال: ضربٌ من الجواليق والخِرَجة، قال يصف الثَّور في الحشيش:

لَثِقُ القَميصِ قد احتواهُ الدَّعْلَجُ

قال السُلَميّ: الدَّعْلَجُ عندنا الضَّبُّ إذا هاجَ فإنَّما هو مُقبلٌ ومُدبرٌ. والدَّعْلَجَةُ: أثَر المُقبل والمُدبر. رأيتُ دَعْلَجَتَهم: أي آثارَهم.

جعدل:

الجَعْدَلُ: البعير الضَّخْم القويّ.

عجلد:

والعَجَلَّدُ والعَمَلَّطُ والعُجالِدُ والعُمالِط: اللبن الخاثِرُ، قال:

هل من صَبوحٍ لَبَنٍ عُجالِدِ

جلعد:

الجَلْعَدُ: الناقةُ القويّة الظَّهيرة، قال:

أكسُو القُتودَ ذاتَ لَوْثٍ جَلْعَدَا

عجرد:

عَجْرَد: اسمُ رجلٍ. والعَجْرَدية: ضربٌ من الحَرُوريّة.

جمعد:

جَمْعَدٌ: حِجارة مَجموعةٌ.

جعدب:

جُعْدُبةُ: اسم رجل من المدينة.

جنعظ:

الجِنعاظةُ: الرجل الذي يَتَسَخَّط عند الطعام من سُوء خُلُقه، قال:

جِنعاظةٌ بأهلِـهِ قـد بَـرَّحـا


إنْ لم يجدْ يوماً طَعاماً مُصْلَحا

جعمظ:

الجَعْمَظُ: الشَّيخُ الشَّرِهُ.

جعظر:

الجَعظَريُّ: الأكُول. وفي الحديث: "أبغَضُ النّاس إلى الله الجَوّاظُ الجَعْظَريُّ". فالجوَّاظُ الفاجر، قال:

جوَّاظةٌ جَعَنْظَرٌ جِنْعيظُ

وجَعَنْظَرٌ وجِنعيظٌ وجَنْعَظرٌ كله شواء. والجِعْظار: الرجل القصيرُ الرِّجْلَيْن الغليظ الجسم. وهو الجِعِنْظارُ أيضاً، وإن كان مع غِلَظ جسمه وترارةِ خَلْقِه أكولاً قويّاً سُمِّيَ جَعْظرياً.

عذلج:

المُعَذْلَجُ:الناعمُ. وعَذْلَجَتْه النَّعمةُ، قال العجاج:

مُعَذْلجٌ بَضٌّ قُفاخِريٌّ

يصف خَلْقَها.

عثجل:

العَثْجَلُ: الواسعُ الضَّخم من الأسقِية والأوعية ونحوها، قال الراجز يصف الناقة:

تَسقي به ذاتَ فراغٍ عثْجَلا

أي كَرْشاً واسعاً.

ثعجر:

الثَّعْجَرَةُ: انصباب الدَّمْعِ المتتابع. واثْعَنْجَرَت العينُ دمعاً، واثْعَنْجَر دمعها. واثْعَنْجَرَ السَّحابُ بالمطَر، واثْعَنْجَرَ المطر تشبيه كأنّه ليس له مسلك ولا حِباسٌ يَحْبِسُه، ولو وصَفْتَ به فعل غيره لقلت ثَعْجَرَه كذا قال امرؤ القيس عند موته:

رُب جَفْنةٍ مُتْعَنْجِره

وطَعْنةٍ مُسْحَنفِره

تَبقَى غداً بأَنْقَره

أي يكون ثَمَّ قَتْلى. ويعني بالمُثْعَنْجِره المملوءة ثَريداً تَفيضُ إهالتُه.

جعثن:

الجِعثِن: أروحةُ الشَّجَر بما عليها من الأغصان، الواحدة جِعْثِنة، وكلُّ شَجَرةٍ تَبقى ارومتها في الشتاء من عظام الشَّجَر وصغارها فلها جِعْثِن في الأرض، وبعدَما يُنْزَعُ فهو جِعْثِن، حتى يقال لأصول الشوك: جِعْثِن، قال الطّرمّاح في وصف لحيَي النّاقة على الأرض:

ومَوضِع مشكوكَين ألقَتْهما معاً


كوطأة ظبي القُفِّ بين الجعاثِنِ

وجِعْثِن: من أسماء النّساء. وتَجَعْثَن الرّجلُ إذا تجمَّع وتقبَّض. ويقال لأرومة الصِّلِّيان: جِعْثِنة.

جعثم:

الجُعثُومُ: الغُرمول الضَّخْم.

عرجل:

العَرْجَلَةُ: القطيعُ من الخيل. وهي بلغة تميم الحَرْجلة.

عرجن:

العُرجُون: أصلُ العِذْق، وهو أصفر عريضٌ يُشبهُ الهلال إذا انْمَحَقَ. والعُرجُون: ضربٌ من الكَمْأة قَدْر شِبْرٍ أو دُوَيْنَ ذلك. وهو طيِّبٌ ما دام غَضّاً رطباً والجمعُ العراجِينُ. والعَرْجَنَةُ: تصوير عراجين النخل، قال:

في خِدْرِ ميّاس الدّمى مُعَرْجَنِ

أي مُصوَّر فيه صُور النَّخْل والدُّمَى.

عنجر:

العَنْجورةُ: غِلافُ القارُورة. وكان عَنْجورة اسم رجلٍ إذا قيلَ له: عَنْجِرْ يا عَنْجورِةُ غَضِبَ.

جعفر:

الجَعْفَرُ: النَّهْرُ الكبير الواسع، قال:

تَأَوَّدَ عُسْلوجٌ على شَطِّ جَعْفَر

جرعن:

اجْرَعَنَّ الرجُلُ: إذا سَقَطَ عن دابّته.

عجرف:

العَجْرَفِيَّة: جَفْوَةٌ في الكلام وخُرق في العقل. وتكون في الجمل فيقال: عَجْرَفيُّ المَشْيِ لسُرعته. ورجلٌ فيه عَجْرَفيَّةٌ. ويقال: بعيرٌ ذو عَجاريف. والعُجْروفُ: دُوَيبة ذاتُ قوائِمَ طِوال. ويقال أيضاً: هو النَّمْلُ الذي رَفَعَتْه قوائمه عن الأرض. وعَجاريفُ الدهر: حَوادثُه قال قيس:

لم تُنْسِني أُمُّ عَمَّارٍ نَوًى قَـذَفٌ


ولا عَجاريفُ دَهرٍ لا تُعَرِّيني

أي لا يُخَلِّيني ولا يترُكُني من أذاه.

عرفج:

العَرْفَجُ: نباتٌ من نَبات الصَّيف ليِّنٌ أغْبَر له ثَمَرةٌ خَشْناء كالحَسَكِ، الواحدة عَرْفَجةٌ. وهو سريع الاتّقاد، قال لبيد:

مَشْمُولةٍ غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَجٍ


كدُخانِ نار ساطِعٍ أسنامُها

جعبر:

الجَعْبَريَّةُ والجَعْبَرة أيضاً القصيرةُ الدَميمةُ، قال:

لا جَعْبريّات ولا طَهامِلا

أي قِباحُ الخِلْقة. ويقالُ: يريد طِوالاً دِقاقاً.

عجرم:

العُجَرُمةُ: شجرة غليظة لها كِعابٌ كهَيْئة العُقَد تُتَّخَذُ منه القِسِيّ، وهي العُجْرومة. وعَجْرَمَتها: غِلَظ عُقَدها، قال العجاج:

نَواجِلٌ مثلُ قِسِيّ العُجْرُمِ

والعُجْرُمُ: أصلُ الذكر. وإنه لمُعَجْرَمٌ: إذا كان غليظ الأصل، قال رؤبة:

ينبو بشَرْخَي رَحْلِهِ مُعَجْرَمُه

كأنّما يزفيه حاد يَنْـهَـمُـه

مُعَجْرَمُهُ: حيث عُجْرِمَ وَسَطُه أي غَلُظَ. والعجاريم من الدّابّة: مجتمع عُقَدٍ بين فَخذَيه وأصل ذَكَره. والعُجْرُم من أسماء الرّجال ومن ألقابهم القِصار. والعِجْرِم أيضاً: دُوَيبة صُلْبة كأنّها مقطوعة، تكون في الشجر وتأكلُ الحشيش.

عنبج:

العُنْبُج: الضَّخْم الرخْو الثقيل من كلّ شيءٍ، وأكثر ما يوصَفُ به الضِبعان، قال:

فوَلَدَتْ أعْثى ضَرُوطاً عُنْبُجا

جعمر:

الجَعْمَرة أن يجمعَ الحِمارُ نفسَه وجَراميزه ثم يحمل على العانة وعلى شيءٍ أراد كَدْمَه.

علجم:

العُلْجُوم: الضِفدِعُ الذَكرَ. ويقالُ: البَطُّ الذكر، قال:

حتى إذا بَلَغَ الحَوْماتُ أكرُعَها


وخَالَطَتْ مُستَنيماتِ العَلاجِيمِ

يقال: فلانٌ مُستنيم وليس بنائم ولكنه أمِنَ حتى إذا بَلَغَ حَومة الماء رَمَى بها، وهذا بالظنِّ. والعَلاجِيمُ ههنا. الضفادِعُ. قال: ونحن نقول في لغتنا: تَيْسٌ عُلْجُوم وكُبْشٌ عُلْجُوم ووَعِلٌ عُلجُومٌ، وهي كبارُها. والعُلْجُومُ: الظُلْمَةُ المتراكمة، قال ذو الرمة:

أو مُزْنةٌ فارِقٌ يجلو غوارِبَها


تَبَوُّجُ البرقِ، والظَلْماءُ عُلْجُومُ

عفجل:

العَفَنْجَل: الكثيرُ فُضُولِ الكلام.

عفنج:

العَفَنْجَجُ من الناس: كلُّ ضَخْم اللَّهازِمِ ذو وَجَنات أكُولٌ فَسْلٌ، بوزن فَعَنْلَل، ورجلٌ عَفَنْجَج مُضطرِب.

جلعب:

الجَلْعَبُ: الرّجلُ الجافي الكثيرُ الشرِّ، ويقال: بل هو الجَلَعْبَى

جِلفاً جَلَعْبَى ذا جَلَب

ويقال: بل هو الجَلَعباء، والمرأةُ جَلَعْباة، وهما من الإبِلِ: ما طال في هَوَجٍ وعَجْرفيَّة. والمُجْلَعِبُّ: المُسْتَعْجِلُ الماضي، وهو من نَعتِ رجل السَّوء، قال:

مُجْلَعِبّاً بينَ راوُوقٍ ودَنّ

علجن:

العَلْجَنُ: الناقةُ الكِنازُ اللَّحْم وكان فيها بُطءٌ من عظمها، قال الراجز:

وخَلَّطَتْ ذاتُ دِلاثٍ عَلْجَنِ

جلفع:

الجَلَنْفَعُ: الغَليظُ من الإبِلِ.

ضلفع:

ضَلْفَعُ: موضِع، قال العجاج:

وعهد مَغْنَى دمنةٍ بضَلْفَعا

عرضن:

العِرَضْنَةُ والعِرَضْنَى: عَدْوٌ في اشتقاق، قال:

تَعدُو العِرَضْنَى خَيلُهُم حَراجِلا

وامرأةٌ عِرَضْنةٌ أي ضَخمةٌ قد ذَهَبَتْ عَرْضاً من سِمَنِها.

عربض:

أَسَدٌ عِرباضٌ: رَحْبُ الكَلْكَل، قال:

إنّ لنا عِرْباضةً عِرْبَضّا

أي مُبالَغاً في أمره.

عرمض:

العَرْمَضُ: نَبْتٌ رخْوٌ أخضَرُ كالصوف المنقُوش في الماء المُزمِن، وأظنُّه نباتاً. والعَرْمَضُ أيضاً من شجرة العِضاه، لها شوك أمثالُ مَناقير الطيرْ، وهو أصلبُها عِيداناً.

عضمر:

العَيْضَمُورُ: الناقةُ الضَّخمةُ مَنَعَها الشَّحْمُ أن تحملَ. والعَيْضَمُورُ: العجوزُ أيضاً.

عضرط:

العِضْرِط: اللَّئيم من الرجال. والعُضْرُوط: الذي يَخدِمُكَ بطَعام بطنه، وهم العَضاريطُ والعَضارِطةُ، قال الأعشى:

وكَفَى العَضاريطُ الرِكابُ فبُدِّدَتْ


منها لأمرِ مُؤَمَّلٍ فـأزالَـهـا

ذعلب:

الذِّعْلِبَة: الناقةُ الشديدةُ الباقيةُ على السير، وتجمع على ذَعالِب، قال نَهارُ بنُ تَوْسِعة:

سَتُخبِرُ قُفّالٌ غَدَت بسُروجها


ذعالِبُ قُودٌ سَيرُهُنَّ وَجيفُ

والذِعلبةُ: النَّعامة وهي الظليم الأنثى، وإنما تُشَبَّه بها الناقةُ لسرعتها. وكذلك جَمَل ذِعْلِبٌ. والذِعْلِبُ: القِطَعُ من الخِرَقِ المُتَشَقِّقَةِ، قال:

مُنْسَرِحاً إلاّ ذَعاليبَ الخِرَقْ

وتقول: إذلَعَبَّ الجَمَلُ في سيره إذلِعْباباً من النَّجاء والسرعة، قال الراجز:

ناجٍ أمام الرَّكبِ مُذْلَعِبُّ

وإنَّما اشتُقَّ من الذِعْلِب. وكلُّ فعلٍ رُباعيٍّ ثُقِّلَ آخره فإنّ تَثقيله معتمدٌ على حرف من حروف الحلق.

ذعمط:

قال شُجاع: الذَّعْمَط من النساء: البذيئة وكذلك اللَّعْمَظ. وتقول: ذَعْمَطْتُ الشَّاةَ أي ذَبَحتُها ذَبْحاً وَحِيّاً، والذعْمَطَةُ مصدره.

عرفط:

العُرفُطُ: شجرةٌ من شجر العِضاه، تأكلُه الإبلُ، الواحدة بالهاء.

عنظب:

العُنْظُبُ: الجراد الذكر والأنثى عُنَظُوبة.

عطرد:

عُطارِد: كوكبٌ لا يُفارقُ الشَّمس. وهو كوكب الكُتّاب. وبنو عُطارِد: حيٌّ من بني سَعْدٍ.

عسطس:

العَسَطُوس: شجرٌ يُشبِهُ الخَيْزُران، قال:

..........كـــأنّـــــه


عصا عَسَّطُوسٍ لينُها واعتدالها

ويقال: هو شَجَرٌ يكون بالجزيرة. ويقال: بل العَسَطُوسُ من رؤوس النصارى بالنَبطيّة.

عرطس:

عَرْطَس الرجلُ: إذا تَنَحَّى عن القوم وذَلَّ عن مُنازعَتِهم ومُناوَأتِهم، قال الراجز:

يُوعدِني ولو رآني عَرْطَسا

وفي لغة: عَرْطِزْ عنا أي تَنَحَّ عنّا. ==== عطمس: ====  العَيْطَمُوس: المرأة التّارَّة، ذات قَوامٍ وألواح. ويقال لها ذلك في كلّ حال إذا كانت عاقراً. ويقال: عُطْمُوسٌ.

عطبل:

عُطْبُول: جارية وَضيئةٌ فتيّةٌ حَسَنة، وجمعُها عَطابِيل وعَطابل، قال:

فسِرْنَا وخَلَّفا هُبيرةَ بـعـدَنـا


وقُدَّامَه البيضُ الحِسانُ العَطابِلُ

عرطل:

العَرْطَلُ: الطويل من كلِّ شيءٍ، قال أبو النَّجم:

وكاهلٍ ضَخْمٍ وعُنْقٍ عَرْطَلِ

صنتع:

حِمارٌ صُنْتُعٌ: شديدُ الرأس ناتئ الحاجِبَيْن عريضُ الجَبْهة. وظليم صُنتع.

عترس:

العِتريسُ: الذكر من الغيلان. والعَتْرَسَةُ: العِلاجُ باليَدَيْن مثلُ الصِراع والعِراك، وفي الحديث: جاءَ رجلٌ بغَريمٍ له مَصْفُودٍ إلى عُمَر فقال: أتَعْتَرسُه أي تَغْصِبُه وتَقْهَرُه. ويقال: عَتْرَسْتُ ماله: أي أخَذْتُه عَتْرَسَةً أي غَصْباً. والعَنْتريسُ: الناقةُ الوثيقة، وقد يُوصَفُ به الفَرَسُ الجَوادُ، قال:

كلُّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَريسٍ

والعَنْتَريسُ: الداهية.

عنتر:

العَنْتَرُ: الشُجاع.

عترف:

العُتْرُفان: الديك.

عضرس:

العِضْرِسُ: ضَرْبٌ من النبات. وبعضٌ يقول: هو حمار الوَحْش، قال:

والعَيْرُ ينفُخُ في المَكْنانِ قد كَتِنَتْ


منه جحافِلُه والعِضْرِسِ الثُّجَرِ

المكنان: نَبات الربيع يَنْبُتُ مُتَكاوِساً أي كثير بعضه على بعض. ويقال العِضْرِس شجرة تشبه ثمرتها أعين الكلاب الزَرْق.

عنبس:

العَنْبَسُ: من أسماء الأسد إذا نَعَتَّه قلتَ عَنْبَس وعُنابِس.

عملس:

العَمَلَّسُ: الذئب الخَبيثُ، ويقال: عَمَلَّس دَلْهاث، قال الطرمّاح:

يوزِّعُ بالأمراس كلّ عَمَلَّس

عرنس:

العِرناسُ: طائرٌ كالحمامةِ لا تشْعُرُ به حتى يطيرَ تحت قَدَميك، قال:

لسْتُ كَمَنْ يُفْزِعُه العِرناسُ

عرمس:

العِرْمِسُ: اسم للصَّخْرة تُنْعَتُ به الناقةُ الصُلْبة، قال:

وَجْناءُ مُجْمَرةُ المنَاسِمِ عرِمِسٌ

عنسل:

العَنْسَل: الناقةُ السريعةُ الوَثيقةُ الخَلْقِ.

عربس:

العِرْبِسُ والعِرْبَسيس: مَتْنٌ مُسْتَوٍ من الأرض، قال العجّاج:

وعِرْبِساً منها بسَيرِ وَهْسِ

الوَهْس: الوطءُ الشديدُ. وقال الطرمّاح في العَرْبَسيس:

تُراكِلُ عَرْبَسيسُ المتْنِ مَرْتاً


كظَهْر السَّيْحِ مُطَّرِدَ المتونِ

والعَرْبَسيس بفتح العين أصوَبُ من كسرها، لأنّ ماجاء من بناء الرُباعيِّ على مثال فَعْلَليل يُفْتَح صدرُه مثل سَلْسَبِيْل وأشباه ذلك، وإنما كسرت عَيْن عربسيس على كسرة عِرْبِس.

سلفع:

السَلْفَعُ: الشُجاع الجسور. وامرأةٌ سَلْفَعٌ: أي سَليطةٌ. الرجلُ والمرأةُ فيه سَواءٌ، قال جرير:

أيّامَ زَيْنَبُ لا خفيفٌ حِلْمُها


عند النساء ولا رُؤودٌ سَلْفَعُ

عسبر، عبسر:

العُسْبُر: النَّمِر، والأنثى بالهاء. والعُسْبُور: وَلَدُ الكلب من الذِّئبة. والعُبْسُورة والعُبْسُرَة: الناقةُ السريعة من النجائب،قال:

والمُقْفِراتُ بها الخُورُ العَباسيرُ

سبعر:

وناقةٌ ذاتُ سِبعارةٍ يعني حِدَّتَها. وسَبْعَرَتُها: نشاطها إذا رفعت رأسها وخَطَرَتْ بذَنَبها وارتَفَعَتْ وانْدَفَعَتْ.

سرعب:

السُرْعُوبُ: اسمُ ابنِ عرْس، قال:

وثبة سُرْعُوبٍ رأَى زَبابا

وهو الجُرَذ الضَّخْمُ.

سمدع:

السَمَيْدَع: الشُجاع.

سعبر:

السَعْبَرَةُ: البِئْرُ الكثيرةُ الماء.

سرعف:

السَرْعَفةُ: حُسْنُ الغِذاء والنَّعمة. وهو سُرْعُوف ناعِم، قال العجّاج:

وقَصَبٍ لو سُرْعِفَتْ تَسَرْعَفا

عمرس:

يوم عَمَرَّسٌ: شديد. وشَرٌّ عَمَرَّس، قال الأُرَيْقِط في وصف يومٍ ذي شَرٍّ.

عَمَرَّسٌ يَكْلَحُ عن أنيابهِ

العُمْروسُ: الجَمَلُ إذا بَلَغَ النَّزْوَ. والعَمَرَّس: الشرس الخُلُق القويّ.

عترس:

العَتْرَسَةُ: الغَلَبَةُ والأخْذُ من فَوق.

زعفر:

الزَّعْفَران: صِبْغٌ وهو من الطِّيبِ. والأسَدُ يُسَمَّى مُزَعْفَراً لأنَّه وَرْدُ اللَّوْن يضربُ إلى الصُفرة، قال أبو زبيد:

إذا صادَفوا دوني الوليدَ كأنَّما


يَرَونَ بوادٍ ذا حِماسِ مُزَعْفَرا

عفرز:

عَفْزَرُ: اسمُ رجلٍ، قال:

نَشِيمُ بُروقَ المُزْنِ أين مَـصـابُـهُ


ولا شَيْءَ يَشْفي منكِ يا بنت عَفْزَرا

كأنّه اسمٌ أعجَميّ لذلك نَصَبَه.

زعنف:

الزِّعْنِفةُ: صِنْفةٌ من ثَوب وطائفة من قبيلة يَشِذُّ ويَنْفَرِدُ. وإذا رأيت جَماعةً ليس أصلُها واحداً قُلتَ: إنَّما هم زَعانِفُ، بمنزلة زَعانِفِ الأديم، وهي في نَواحيه حيثُ تُشَدُّ فيه الأوتادُ إذا مُدَّ للدِباغ.

زبعر:

رجلٌ زِبَعْرَى. وامرأة زِبَعراة: في خُلُقها شَكاسةً. والزَّبْعَرُ: ضَرْبٌ من المَرْوِ. قال:

وكأنَّها الاسفِنْطُ يومَ لقِيتُها


والضَوْمَران تَعُلُّهُ بالزَّبْعَرِ

والزَّبْعَرِيّ: ضَرْبٌ من السِّهام، منسوب.

زعبل:

الزَّعْبَلُ: الذي لا يَنْجُعُ فيه الغِذاء وقد عَظُمَ بَطْنُه ودَقَّ عُنُقُه، قال:

سِمْطاً يُرَبّي وِلْدَةً زَعابِلا

عرزم:

العَرْزَم: القويُّ الشديدُ من كلِّ شيءٍ، المُكْلَئِزُّ المجتمع، فإذا عَظُمَت الأرنَبَةُ وغَلُظَتْ قيل: اعَرَنْزَمَتْ، واللِّهْزِمَةُ كذلك إذا ضَخُمَتْ واشْتَدَّتْ قال:

لقد أوقدَتْ نار الشَرَوري بـأرؤسٍ


عِظامش اللِّحَى مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ

مرعز:

المِرْعِزَّى: كالصُّوف يُخَلَّصُ من شَعْر العَنْز. وثوبٌ مُمَرْعَز. ومثلُه ما جاء على لفظه شِفْصِلَّى. والمِرْعِزاء أيضاً إذا كَسَروا مَدّوا وخفَّفوا الزاي، وإذا فَتحوا الميم وكسَروا العين ثَقَّلوا الزاي وعَلَّقوا الياء مرسلة، وهذا في كلام العرب بناء نَزْرٌ. ويقال أيضاً مِرعِزى مقصوراً.

عرزل:

العِرزالُ: ما يجمَعُه الأسدُ في مَأواه من شَيءٍ يُمَهِّدُه لأشباله كالعُشّ. قال زائدة: العِرزالُ جُحْرٌ لحَيّة، وذكره أبو النجم في شعره فقال:

تَلوّذ الحَيَّة في عِرزالها

وعِرزالُ الصيَّاد: أهدامُه وخِرَقُه التي يمتَهدُها ويضطجع عليها في القُتْرة، قال:

ما إنْ يني يفتَرِشُ العِرازلا

يعني صاحبَ القُتْرة. ويقال: العِرزالُ ما يَجْمَعُ الصائد من القَديد في قُتْرته.

عصفر:

العُصفُرُ: نباتٌ سلافتُه الجِرْيال، وهي معرَّبة. العُصْفُور: طائر ذَكَرٌ. والعُصْفُور: الذكر من الجراد. والعُصْفُور: الشِمراخ السائِلُ من غُرَّة الفَرَس لا يبلُغ الخَطْمِ. والعُصفورُ: قُطَيعةٌ من الدِماغ تحت فَرْخ الدِماغ كأنَّه بائن منه، بينَهما جُليدة تفصِلُه، قال:

ضَرْباً يُزيلُ الهامَ عـن سَـريره


عن أمِّ فَرْخ الرأسِ أو عُصفورِهِ

والعُصفور في الهَوْدَج: خَشَبَةٌ تجمعُ أطرافَ خَشَباتٍ فيها، وهي كهيئة عُصفور الإكاف، وعُصفور الإكاف عند مُقَدَّمِه في أصل الذِئبة، وهي قطعة خَشَبٍ في قَدْرِ جُمع الكَفِّ وأعظم من ذلك شيئاً، مشدودة بين الحِنْوَيْن المُقَدَّمَيْن، قال الطِرمّاح:

كلُّ مَشْكوكٍ عَصافـيرُه


قانئُ اللَّونِ حديث الرِمامِ

يصف الهَوْدَج أي أُصْلِحَ حَديثاً. والرَمُّ: الأَسْر أيضاً، يعني أنه شُلَّ فَشُدَّ العُصفورُ من الهودج.

صعفر:

اصعَنْفَرت الحُمُرُ: إذا تَفَرَّقَتْ وابذَعَرَّت وهَرَبَت، قال:

فلم يُصِبْ واصْعَنْفَرَتْ جَوافِلا

عرصف:

العِرصافُ: العَقِبُ المُستطيل، وأكثر ما يُقال ذلك لعَقِبِ المتْنَيْن والجنْبَيْن. وعَرَصَفْتُ الشيءَ أي: جَذَبْتُه فَشَقَقْتُه مُستطيلاً. والعَراصيف: أربعةُ أوتادٍ يجمعن بينَ أحناء رُؤوسِ القَتَب، في رأس كلّ حِنْوٍ من ذلك وَدّانِ مَشْدودان بجُلُود الإِبِل، يَعدِلُونَ الحِنْوَ بالعُرْصرف. وعَراصيفُ القَتَب: عصافيره. والعُصفور والعُرْصوف واحد.

صمعر:

الصَّمْعَريّ: اللَّئيمُ. والصَّمْعَريّ: كلُّ مَن لم يعمَلْ فيه رُقْيةً ولا سِحْر أيضاً. والصَمْعَرِيَّةَ من الحيّات: الخبيثة، قال:

أحَيَّةُ وادٍ ثُغْرةٌ صَمْعَـريَّةٌ


أحَبُّ إليكم أم ثلاثٌ لواقِحُ

أي: عقرب.

عصمر:

العُصْمُورُ والعَصَاميرُ: دُلِيُّ المَنْجَنُون.

عرصم:

العِرْصَمُّ: الرجلُ الشديد البَضْعة. ==== عنصر: ====  النَعْثَلُ: الشَّيْخُ الأحمقُ، ويُقال: فيه نَعْثَلةٌ أي حُمْقٌ. وقال بعضُ الناس في عُثْمانَ: اقتُلُوا النَّعْثَلَ، يقال: شَبَّهَهُ بالضَبع كما يقال في العربيّة: يا ثَوْرُ، يا حِمارُ. والنَّعْثَلُ: الذِيخ، وهوالذَكَرُ من الضِبْعان.

بلعم:

البُلْعُومُ: البَياضُ الذي في جَحْفَلَة الحِمار في طَرَف الفَمِ، قال:

بيض البلاعيمِ أَمثال الخَواتيمِ

قال زائدةُ: البُلْعُومُ باطِنُ العُنُقِ كُلُّه، وليس كما قال.

عنبل:

امرأةٌ عُنْبُلةٌ، وعَنْبَلَتُها: طولُ بَظْرِها. والعُنْبُلةُ: الخَشَبَةُ يُدَقُّ بها الشَيء في المِهْراس. والعُنابِل: الوَتَرُ الغليظ، قال:

والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ

والعُنابُ مثلُ العُنْبُلة أي البَظر.

عنبر:

العَنْبَرُ: ضَرْبٌ من الطِيب.

يعفر:

اليَعفُورُ: الخِشْف، سُمِّيَ بذلك لكَثرة لُزُوقِه بالأرض، قال طَرَفة:

آخرَ الليل بيعْفُورٍ خَدِرْ

أي بشخص ظَبيٍ خَجِل مُسْتَحْيٍ.

يربع:

يَرْبُوع: دُوَيْبةٌ فوقَ الجُرَذ، الذكرُ والأنْثَى فيه سواء. ويَرْبُوعٌ: قبيلة من تَميم.

برعم:

البَرْعَمَةُ والبَراعم: أكمامُ ثَمَر الشَجَر.

لعظم:

اللَّعْظَمةُ: الانتِهاسُ على اللَّحْمِ مِلءَ الفَمِ. تقول: لَعْظَمتُ اللَّحم، وهو انتِهاسٌ على عجلة.

لعمظ:

اللَّعْمَظَةُ: الحِرْصُ والشَهْوة في الطعام.

عظلم:

العِظْلِمُ: عُصارةُ شَجَر لونه أخضَرُ إلى الكُدْرة.

رعبل:

رَعْبَلْتُ اللَّحمَ رَعْبَلَةً: أي قَطَّعْتُه قِطَعاً صِغاراً كما يُرَعْبَلُ الثَّوْبُ فيُمَزَّقُ مِزَقاً، الواحدةُ رُعْبُولةٌ من الرَّعابِلِ، وهي الخِرَقُ المُتَمَزِّقَة. والشِّواءُ المُرَعْبَلُ: يُقَطَّعُ حتى تصلَ النارُ إليه فتُنْضِجَه، قال:

من سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بعضُه


بعضاً كَمَعْمَعَةِ الأباءِ المُحْرَقِ

الأباءُ: القَصَبُ. والأبُّ: الحشيش. أي: يجُزُّ بعضُه بعضاً في السرعة، والمَعْمَعَةُ: السرعة. وامرأةُ رَعْبَل: في الخلقان، قال:

كَصَوْت خَرقاءَ تُلاحي، رَعْبَلِ

أي تُشاتِمُ أخرى. برعل، فرعل: البُرْعُلُ والفُرْعُلُ: وَلَدُ الضَّبع، الواحدةُ فُرْعُلة، قال:

سَواءٌ على المَرءِ الغريبِ أجارُهُ


أبو حَنَشٍ أم كانَ لحمَ الفَراعِلِ

عمرط:

العَمَرَّط: الجَسُور الشديد. وبالدال أيضاً.

عفنط:

العَفَنَّطُ: اللَّئيم الرَّذِلُ السَّيِّء الخُلُق.

عفنط:

العَفَنَّط: الذي يُسَمَّى عَناقَ الأرض.

عدمل:

العُدْمُليُّ: القديمُ.

برذع:

البَرْذَعَةُ: الحِلْسُ الذي يُلْقَى تحت الرَّحْل وهو القِرطاط.

عذفر:

العُذافِرةُ: الناقةُ الشديدةُ وهي الأَمُونُ. والعُذافِرُ: كوكبُ الذَنَب.

عذلم:

العُذْلُمِيُّ من الرجال: الحريصُ الذي يأكُلُ ما قَدِرَ عليه.

باب الخماسي من العين

قال اللَّيثُ، قال الخليل: الخُماسيُّ من الكلمة على خمسة أحرف، ولا بدَّ أن يكونَ من تلك الخمسةواحدٌ أو اثنان من الحروف الذَّلْق: ر، ل، ن، ف، ب، م، فإذا جاءت كلمة رباعية أو خماسية لا يكون فيها واحد من هذه الستة، فاعْلَمْ أنَّها ليست بعربية. قال: فإنْ قُلتَ مثلُ ماذا? قال: إن سُئِلْتَ عن الحضائج، فقل: ليست بعربية، لأنّه ليس فيها شيء من تلك الأحرف الستة. وكذلك لو قيل لكَ ما الخَضَعْثَج? فقل: ليست بعربية لأنّه ليس فيه من تلك الأحرف الستة شيءٌ. فمن الخُماسيِّ:

عفنقس وعقنفس:

العَفَنْقَسُ والعَقَنْفَسُ: لغتان مثل جَذَبَ وجَبَذَ، وهو السَّيِّءُ الخُلُقِ المُتَطاوِلُ على الناس. يقال للعَقَنْفَس: ما الذي عَقْفَسَه وعَفْقَسَه? أي ما الذي أساءَ خُلُقَه بعدما كانَ حَسَنَ الخُلُق، قال العجّاج:

إذا أرادَ خُلُقاً عَفَنْقَسَا

عضرفوط:

العَضَرْفُوط: دُوَيْسة تُسَمَّى العِسْوَدَّة بيضاءُ ناعمةٌ تُشَبَّهُ بها أَصابع الجواري، تكون في الرَمْل، وتُجمَعُ عَضافيط وعَضْرَفُوطات. ويقال: هي العَضْفُوط والعَضَافيطُ جماعة في القَولَين جميعاً. قال زائدة: العَسْوَدة، بالهاء، عظاءةٌ كبيرةٌ سَوداء تكون في الشَّجَر والجَبَل، وجمعه عِسْوَدٌ. وقال بعضهم: العَضْرَفوط: ذكر العَظاء، وهي من دَوابِّ الجِنِّ، قال:

وكلَّ المَطايا قد ركِبْنا فلم نَجِـدْ


أَلَذُّ وأَحْلَى من وَخيد الثَّعـالِـبِ

ومن فارةٍ مُزْمومةٍ شَـمَّـريَّةٍ


وخَودٍ ترى فيها امامَ الركـائب

ومن عَضْرَفُوطٍ حَطَّ بي في ثَنيّةٍ


يُبادِرُ سِرْباً من عَظاءٍ قَـوارب

قَوارِب: طَوالِبُ الماء.

هبنقع:

الهَبَنْقَعُ والهَبَنْقَعَةُ: المَزْهُوُّ الأحمق، والجميعُ: هَبَنْقَعُون وهَبَنْقَعَات، والفعل اهْبَنْقَعَ اهْبِنْقاعاً، إذا جَلَسَ جِلْسَةَ المَزْهُوِّ الأحمق، يُقال: هو يمشي الهَبَيَّخَى ويجلِسُ الهَبَنْقَعَة. الهَبَيَّخَى: مِشيةٌ فيها نَفْجٌ وتحريك البدَن، قال جميل:

يَظَلْنَ بأعلَى ذي سَديرٍ عَواطباً


بمُستَأنِسٍ من عَيْرجِنٍّ هَبَنْقَعِ

قذعمل:

القُذَعْمِلةُ والقُذَعْمِلُ: الضَّخْمُ من الإبل. والقُذَعملة الشديد من الأمر. قال زائدةُ: القُذَعْمِلُ الشَيءُ الصغيرُ شِبْهُ الحَبَّة، تقول: لا تُعطِ فلاناً قُذَعْمِلَةً.

قبعثر:

القَبَعْثَرَى: الفَصيلُ المهزول، ويُجمعُ على قَبَعْثَرات وقَباعِث. وسألتُ أبا الدقيش عن تصغيره فقال: قُبَعْثرة. ويقال: بل هو الفَصيلُ الرِخْوُ المضطرِب. وقال بعضُهم: ليس ذا بشيءٍ، ووافقه مُزاحم قال: ولكنّ القَبَعْثَرَى دابَّةٌ من دَوابِّ البحر لا تُرَى إلا مُنْقَبعةً في الثَّرَى أو على ساحل البحر.

عبنقاة:

العَبَنْقَاة: أي الداهية من العِقبان، ويجمَع عَبَنْقَيات وعَباقيّ، ومنهم من يقلبها فيقول: عَقَنْباة، قال الطرمّاح:

عُقابُ عَبَنْقاةٌ كأنَّ وَظـيفَـهـا


وخُرْطُومَها الأَعْلَى بنارٍ مُلَوَّحُ

قوله: عَبَنْقاة أي حديدة الأظفار، مُلَوَّح لسوادها. ويقال: اعْبَنْقَى يَعْبَنْقي اعبنقاءً. وعَبَنْقاة بوزن فَعَنْلاة.

عنقفير:

العَنْقَفير: الداهية، وعَقْفَرَتها: دهاؤها. وغُولٌ عَنْقُفيرٌ.

قرعبل:

القَرْعْبْلانةُ: دُوَيْبَّةٌ عريضةٌ مُحْبَنْطِئةٌ. وما زادَ على قَرَعْبَل فهو فضلٌ ليس من حروفها الأصلية. ولم يأتِ شيءٌ من كلام العرب يَزيدُ على خمسة أحرف إلا تلحقها زيادات ليست من أصلها أو يُوَصَلَ حكايةً يُحكى بها، كقول الشاعر:

فَتَفْتَحُه طَوْراً وطَوراً تُجيفُـه


فَتَسمعُ في الحالَيْنِ منه جَلَنَبَلَقْ

يَحكي صوتَ بابٍ في فَتْحِهِ وإصفاقه. وهما حكايتان جَلَنْ على حِدة وبَلَق على حِدة. وقول الشاعر في حكاية جَرْي الدَوابِّ:

جَرَتْ الخَيْلُ فقالـت


حَبَطِقْطِقْ حَبَطِقْطِقْ

وإنّما هو إردافٌ كما أردَفُوا العَصَبْصَب، وإنّما هو من العَصيب.

جَنَعْدَل:

الجَنَعْدَل: التارُّ الغليظ الرقَبَة.

دلعوس:

الدِّلْعَوْس؛ المرأةُ الجريئة على أمرها العَصيَّةُ لأهلها. والدِّلْعُوْسُ: الناقةُ الجريئة أيضاً.

سقرقع:

السُقُرْقَع: شراب لأهل الحجاز من الشعير والحُبوب قد لَهِجُوا به. وهذه الكلمة حبشية وليست من كلام العرب، وبيان ذلك أنه ليس من كلام العرب كلمة صدرها مَضمُوم وعَجُزُها مفتوح إلاّ ما جاء من البناء المُرَخَّم نحو الذُرَحْرَحة والخُبَعْثَنة. وأصل هذا أنّهم يَعْمِدون إلى الشعير فَيُنَبِّتُونه، فإذا كَبَتَ أو هَمَّ بالنبات خَمَدوا إليه فجفَّفُوه ثم اتَّخَذوه هَيُوجاً لشَرابهم أي عَكراً، ثم يعمِدُون إلى خُبْز الشعير أو غير ذلك فيخبِزُونه خُبزاً غِلاظاً، ثم إذا أخرَجُوه حارّاً كسروه في الماء، ثم ألقَوا فيه من ذلك الطَّحين قَبْضةً فيُغليه ذلك أيّاماً، ثم يُضْرَبُ بالعَسَل فهو شَرابٌ قطاميٌّ صُلْبٌ.

اقعنسس:

اقْنَعْسَسَ العِزُّ: إذا ثَبَتَ ولَزِمَ، قال:

تَقَاعُسَ العِزُّ بنا فاقْعَنْسَسَا

سقعطر:

السَّقَعْطَريُّ من الرجال: لا يكون أطوَلَ منه. ويقال: تُنْعَتُ الإبلُ بهذا النَّعْت.

سبعطر:

السَّبَعْطَريُّ: الضَّخْمُ الشديدُ البَطش.

خبعثن:

الخُبْعَثِنُ: من كلّ شيءٍ التّارُّ البَدَن، الرّيّانُ المَفَاصِلِ، وتقول: اخبَعَّثَ في مشيهِ، وهو مَشْيٌ كَمَشيِ الأسد، قال يصف الفيل:

خُبَعْثِنٌ مِشيتُه عَثَمْثَمُ

ويقالُ: أسَدٌ خُبَعْثِنةٌ. ويقالُ: فلان خُبَعثِنةٌ. ويقال: للفيل خُبَعْثِنٌ وبَقَرةٌ خُبَعْثِنةٌ، قال أعرابيّ في صفة الفيل:

خُبَعْثِنٌ في مَشْيِهِ تَثْقيلُ

أمثالُه بأرضِنا قليلُ وإن قلتَ: خُبَعْث على الترخيم جازَ لك. وإنْ قيل للذَكَر بالهاء كانَ صواباً كقولك أسَدٌ خُبَعْثِنَةٌ. علطميس: العَلْطَمِيسُ من النوق: الشَديدةُ الضَّخْمَةُ ذاتُ أقطار وسَنام مُشرفٍ.

سلنطع:

السَّلَنْطَعُ: الرّجُل المُتَعَتِّهُ في كلامه كأنه مجنُون.

عيطموس:

العَيْطَمُوسُ من النّوق: الشديدةُ الضَّخْمَةُ.

عندليب:

العَنْدَليبُ: طُوَيْرٌ يُصَوِّتُ ألواناً.

عفرناة:

أَسَدٌ عِفِرْناة: شديد قويّ. ولَبُؤَةٌ عِفِرْناة.

جَلَنْفَع:

الجَلَنْفَعُ: الغليظ من الإِبِل.

تلعثم:

التَلَعْثُمُ: التَنَظُّرُ. لَعْثَم عنه أي نَكَلَ عنه. وتَلَعْثَمْتُ عن هذا الأمر أي نَكَلْتُ عنه. ^

حرف الحاء

قال الخليل بن أحمد -رضي الله عنه-: الهاء والحاء لا تأتلفان في كلمةٍ واحدةٍ أصليّة الحروف، لقُرب مَخْرجَيْهما في الحَلْق، ولكنَّهما يجتمعان من كلمتين، لكُلِّ واحدةٍ منهما معنىً على حِدَة، كقول لبيد:

يَتَمارَى في الذي قلتُ له


ولقد يَسَمعُ قَولي حَيَّهَلْ

وقال آخر: هَيْهاؤهُ وحَيْهَلُهْ حَي كلمة على حدة ومعناها هَلُمَّ، وهل حِثِّيثَى، فجَعَلَهما كلمةً واحدة. وفي الحديث: "إذا ذُكِرَ الصالحونَ فَحَيَّهَلا بعُمَرَ" أي فَأْتِ بذكر عُمَرَ. قال اللَّيْث: قُلتُ للخليل: ما مِثْلُ هذا في الكلام: أن يُجْمَعَ بين كلمتين فتَصير منهما كلمة واحدة? قال: قول العرب عَبْد شَمْس وعَبْد قَيْس فيقولون: تَعَبْشَمَ الرجل وتَعَبْقَسَ وعَبْشَمِيّ وعَبْقَسيّ.

باب الثنائي الصحيح

باب الحاء والقاف وما قبلهما مهمل

ح ق، ق ح مستعملان

حق:

الحقُّ نقيض الباطل. حقَّ الشيْء يَحِقُّ حَقّاً أي وَجَبَ وُجُوباً. وتقول: يُحِقُّ عليكَ أنّ تفعَلَ كذا، وأنتَ حقيقٌ على أن تفعَلَه. وحَقيقٌ فَعيلٌ في موضع مفعول.

وقول اللهِ عزَّ وجَلّ-: "حقيق على أن لا أقول" معناه مَحقوق كما تقول: واجب. وكلُّ مفعُول رُدَّ إلى فَعيل فمذكَّره ومُؤنّته بغير الهاء، وتقول للمرأة: أنتِ حقيقةٌ لذلك، وأنتِ مَحقوقةٌ أن تفظعلي ذلك، قال الأعشى:

لَمحقُوقَةٌ أنْ تَسْتَجيبي لصَوْته


وأنْ تَعلمي أنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ

والحَقَّةُ من الحَقِّ كأنَّها أوجَبُ وأَخَصُّ. تقول: هذه حَقَّتي أي حَقّي.

قال:

وحَقَّهٌ ليست بقول التُرَّهة.

والحقيقة: ما يصيرُ إليه حقُّ الأمر ووجوبه. وبلغْتُ حقيقةَ هذا: أي يقين شأنه.

وفي الحديث: "لا يبلُغُ أحدُكُم حقيقةَ الإِيمان حتى لا يعيبَ على مُسلِمٍ بعَيْبٍ هو فيه".

وحقيقةُ الرجل: ما لَزِمَهُ الدفاعُ عنه من أهل بيته، والجميع حقائق.

وتقول: أَحَقَّ الرجُلُ إذا قال حَقّاً وادَّعَى حَقّاً فوَجَبَ له وحَقَّقَ، كقولك: صدَّق وقالَ هذا هو الحقُّ. وتقول: ما كان يَحُقُّك أن تَفْعَل كذا أي ما حَقَّ لك. والحاقَّةُ: النازلة التي حقَّتْ فلا كاذبةَ لها. وتقولُ للرجل إذا خاصَمَ في صِغار الأشياء: إنّه لنَزِقُ الحِقاقِ.

وفي الحديث: "مَتَى ما يَغْلُوا يحتَقُّوا" أي يَدَّعي كلُّ واحدٍ أنَّ الحقَّ في يَدَيْه، ويغلوا أي يُسرفوا في دينهم ويَختَصمُوا يتجادَلُوا: والحِقُّ: دونَ الجَذَع من الإِبِل بسنةٍ، وذلك حين يَسْتَحِقُّ للرُكُوب، والأُنثَى حِقَّةٌ: إذا استَحَقَّتِ الفَحْلَ، وجمعه حِقاق وحَقائِق، قال عَديّ:

لاحِقّةٌ هُنَّ ولا يَنوبُ

وقال الأعشى

أيُّ قومٍ قَوْمي إذا عَزَّتِ الخَمْ


رُ وقامتْ زِقاقُهُمْ والحِقاقُ

والرواية: قامت حِقاقُهُم والزِّقاق فمن رواه: قامت زقاقُهم والحقاق يقول: استوت في الثمن فلم يفضلُ زِقٌ حِقّاً، ولا حِقٌّ زِقّاً. ومثله:

"قامت زقاقُهم بالحِقاق فالباءُ والواوُ بمنزلة واحدة: كقولهم: قد قامَ القَفيزُ ودِرْهَم، وقام القَفيزُ بدرهم. وأنتَ بخَيرٍ يا هذا، وأنت وخَيْرٌ يا هذا، وقال:

ولا ضعافِ مُخِّهِنَّ زاهقِ


لَسْنَ بأنيابٍ ولا حَقـائقِ

وقال:

أفانينَ مكتُوبٍ لها دونَ حِقِّـهـا


إذا حَمْلُها راشَ الحِجاجَيْن بالثُّكْلِ

جَعَلَ الحِقَّ وقتاً. وجمع الحُقَّةِ من الخَشَب حُقَق، قال رؤية:

سَوَّى مَساحيهِنَّ تَقطيطَ الحُقَقْ

والحَقْحَقَةُ: سَيْرُ أوّلِ اللُيل، وقد نُهِيَ عنه، ويقال: هو إتعابُ ساعة.

وفي الحديث: "إيّاكُم والحَقْحَقةَ في الأعمال، فإنَّ أحَبَّ الأعمال إلى الله ما داومَ عليه العبد وإنْ قلَّ".

ونباتُ الحَقيق: ضرب من التَّمْر وهو الشِّيصُ.

قح:

والقُحُّ الجافي من الناس والأشياء، يقالُ للبَطِّيخة التي لم تَنْضَج: إنَّها لقُحٌّ. والفعلُ: قَحَّ يقُحُّ قُحوحةً، قال:

لا أبتغي سَيْبَ اللئيم القُـحِّ


يكادُ من نَـحْـنَـحةٍ وأَحِّ

يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ



والقُحُّ: الشَّيخُ الفاني. والقُحُّ: الخالصُ من كُلِّ شَيْءٍ. والقُحْقُحُ: فوقَ القَبِّ شيئاً. والقَبُّ: العظمُ الناتئ من الظَّهْر بين الأَلْيَتْين.

باب الحاء مع الكاف

ح ك، ك ح مستعملان

حك:

الحَكيكُ: الكَعْبُ المحكُوكُ. والحَكيكُ: الحافِرُ النَّحيتُ. والحَكَكَةُ: حَجَرٌ رِخْوٌ أبيض أرْخَى من الرِّخام وأصلَبُ من الجَصِّ. والحاكَّةُ: السِنِّ، تقول: ما فيه حاكَّة، ويقال: إنَّه لَيَتَحكَّكُ بكَ: أي يَتَعَرَّض لشَرِّكَ. وحَكَّ في صدري واحتَكَّ: وهو ما يَقَعُ في خَلَدك من وسَاوِس الشيطان. وفي الحديث: "إيّاكُم الحَكّاكات فإنَّها المآتم".

وحَكَكْتُ رأسي أحُكُّه حَكّاً. واحتَكَّ رأسُه احتكاكاً. وقوله: أنا جُذَيْلُها المُحَكَّك، أي عِمادُها ومَلْجَأُها.

كح: الأَكَحُّ: الذي لاسنّ له.

والكُحْكُحُ: المُسِنُّ من الشّاء والبقر.

باب الحاء مع الجيم

ح ج، ج ح يستعملان

حج:

قد تُكسَر الحَجّةُ والحَجُّ فيقال: حِجُّ وحِجَّةٌ. يقال للرجل الكثير الحَجٍّ حَجّاج من غير إمالةٍ. وكلُّ نَعْتٍ فَعّال فإنّه مفتوح الألف، فإذا صيَّرتَه اسماً يَتَحَوَّل عن حال النَّعْت فتدخله الإمالة كما دَخَلَتْ في الحَجّاج والَعجّاج. وحَجٍّ علينا فُلانٌ أي قَدِمَ. والحَجُّ: كثرة القَصْد إلى من يُعَظَّم، قال:

كانت تحُجُّ بنُو سَعْدٍ عِمامتَـه


إذا أَهَلُّوا على أنصابِهم رَجَبا

حَجُّوا عِمامتَه: أي عظَّمُوُه. والحِجَّةُ: شَحْمةُ الأُذُن، قال لبيد:

يَرُضْنَ صِعابَ الدُرِّ في كلِّ حِجَّةٍ


وإنْ لم تكنْ أعناُقُهنَّ عَـواطِـلا

ويقال: الحِجَّةُ ههنا الموسم.

والحَجْحَجَةُ: النُّكُوصُ، تقول: حَمَلوا ثم حَجْحَجوا أي نَكَصُوا، قال:

حتّى رَأَى رايتَهم فَحَجْحَجا

والمَحَجَّةُ: قارعة الطريق الواضح. والحُجَّةُ: وَجْهُ الظَّفَر عند الخُصومة. والفِعل حاجَجْتُه فَحَجَجْتُه. واحتَجَجْتُ عليه بكذا. وجمع الحُجَّة: حُجَجٌ. والحِجاج المصدر. والحَجاجُ: العظمُ المستدير حولَ العَين، ويقال: بل هو الأَعْلى الذي تحت الحاجب، وقال:

إذا حَجاجا مُقلتَيْها هَجَّجا

والحَجيجُ: ما قد عُولِجَ من الشَجَّة، وهو اختلاط الدَّمِ بالدّمِاغ فيُصَيبُ عليه السَّمْنُ المَغْلِيُّ حتى يظهَرَ الدمُ فيُؤخَذُ بقُطنةٍ، يقال: حَجَجْتُه أحُجُّه حَجّاً.

الجَحْجاحُ: السيِّدُ السَّمْحُ الكريمُ، ويجمع: جَحاجِحة، ويجوز بغير الهاء، قال أمُيَّة.

ماذا ببدر فـالـعَـقَـنْ


قَلِ من مَرازابةٍ جَحاجحْ

وأَجَحَّتِ الكلبةُ: أي حَمَلَتْ فهي مُجحٌّ

باب الحاء مع الشين

ح ش، ش ح مستعملان

حش:

حَشَشْتُ النارَ بالحَطَب أحُشُّها حَشّاً: أي ضَمَمْتُ ما تَفَرَقَ من الحَطَب إلى النار.

والنابِلُ إذا راشَ السَهْمَ فأَلزَقَ القُذَذَ به من نَواحيه يقال: حَشَّ سَهْمَه بالقُذَذِ، قال:

أو كَمِرِّيخٍ عـلـى شِـرْيانةٍ


حَشَّه الرامي بظُهْرانٍ حُشُرْ

 

والبَعيرُ والفَرَسُ إذا كان مُجْفَرَ الجنْبَيْن يقال: حُشَّ ظهْرُه بجَنْبَيْنِ واسِعَيْن، قال أبو داود في الفرس:

منَ الحاركِ مَحْشُوشٌ


بجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ

والحُشاشةُ: روحُ القلب. والحُشاشةُ: رَمَقُ بَقيَّة من حياة النفس، قال يصف القَرْدان:

إذا سَمِعَتْ وَطْءَ الرِّكابِ تَنَغَشَّتْ


حُشاشَتُها في غيرِ لحْـمٍ ولا دَمِ

والحشيشُ الكَلَأُ، والطّاقَةُ منه حشيشةٌ، والفعل الاحتِشاش. والمَحَشَّةُ: الدُّبُر.

وفي الحديث: "مَحاشُّ النساء حرامٌ" ويُرْوَى : مَحاسنٌّ بالسين أيضاً.

والحَشُّ والحُشُّ: جماعة النَّخْل، والجميعُ الِحُشّان. ويقالُ لليَدِ الشّلاّءِ: قد حَشَّتْ ويَبِسَتْ. وإذا جاوزَتِ المرأةُ وقتَ الوِلادِ وهي حاملٌ ويَبْقَى الولَدُ في بطنها يقال: قد حَشَّ ولدُها في بَطنها أي يَبِسَ. وأحَشَّتِ المرأةُ فهي مُحِشٌّ. والحَشُّ: المخرَجُ.

شح:

يقالُ: زَنْد شَحاحٌ: أي لا يُوري. والشَّحْشَحُ: المواظِب على الشيء الماضي فيه. والشَّحْشَحُ: الرجل الغَيورُ وهو الشَّحشاح، قال:

فيقدمُها شَحْشَحٌ عالمٌ

ويقالُ: شَحْشَحَ البعير في الهَدْر وهو الذي ليس بالخالِص من الهَدْر، قال:

فردَّدَ الهَدْرَ وما إنْ شَحْشَحا

ويقالُ للخطيب الماهِر في خُطْبته الماضي فيها: شَحْشَح. والشُّحُّ: البُخل وهو الحِرْصُ. وهما يَتَشاحّان على الأمر: لا يُريدُ كلُّ واحدٍ منهما أن يفوته. والنَّعْتُ شَحيح وشَحاح والعَدَدُ أشِحَّة. وقد شَحَّ يَشِحٌّ شُحّاً.

باب الحاء مع الضاد

ح ض، ض ح مستعملان

حض:

حضَّ: الحِضِّيضَى والحِثِّيَثى من الحَضِّ والحَثِّ. وقد حَضَّ يحُضُّ حضّاً.

والحُضضُ: دَواء يُتَّخَذُ من أبوال الإبِلِ. والحَضيض: قَرارُ الأرض عند سفح الجبل.

ضح:

الضِّحُّ والضَّيْحُ: ضوء الشَّمس إذا استَمْكَنَ من الأرض. والضَّحْضاحُ: الماءُ إلى الكَعْبَيْن، أو إلى أنصاف السُّوقِ. والضَحْضَحةُ والتَّضَحْضُحُ: جَرْيُ السَّراب وتَلَعْلُعُهُ:

باب الحاء مع الصاد

ح ص، ص ح مستعملان

حص:

الحَصْحَصَةُ: الحركةُ في الشيْء حتى يَسْتَقِرَّ فيه ويَستَمكنَ منه. وتَحاصَّ القَومُ تَحاصّاً: يَعني الاقتِسامَ من الحِصَّة. والحَصْحَصَةُ: بَيان الحقِّ بعد كِتمانِه.

وحَصْحَصَ الحقُّ، ولا يقال: حُصْحِصَ الحقُّ. والحُصاصُ: سُرعة العَدْو فيِ شِدَّة. ويقال: الحُصاص: الضُّراط. والحُصُّ: الوَرْسُ، وإن جُمِعَ فحُصُوص، يُصْبِغُ به، وهو الزَّعْفَران أيضاً. والحَصُّ: إذهابُكَ الشَّعْر كما تَحُصُّ البَيْضة رأس صاحبها، قال:

قد حَصَّتِ البَيْضَةُ رأسي فما


أطعَمُ ونَوماً غيرَ تَهْـجـاعِ

وقال:

بميزان قِسْطٍ لا يَحُصُّ شعيرةً


له شاهدٌ من نفسه غيرُ فاضِلِ

لا يَحُصُّ: أي لا يَنْقُصُ. ويقالُ: رجلٌ أحَصُّ وامرأةٌ حَصّاء. وقال في السنة الجَرداء الجَدْبة:

عُلُّوا على شارفٍ صَعْبٍ مراكبُها


حَصّاءَ ليس بها هُلْبٌ ولا وَبـرُ

عُلُّوا: حُمِلُوا على ذلك

صح :

الصِحَّةُ: ذَهابُ السَّقَم والبَراءة من كل عَيْب ورَيْب. صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً.

والصَّومُ مَصَحَّةٌ ومَصِحَّة، ونَصْب الصادِ أعلى من الكسر. يعني يصِحَّ عليه.

والصَّحْصَانُ والصَحْصَحُ: ما استوى وجَرِدَ من الأرض، ويجمع صَحاصِح، قال:

وصَحْصَحانٍ قُذُفٍ كالتُّرْسِ

باب الحاء مع السين

ح س، س ح مستعملان

حس:

الحَسُّ: القَتْل الذَريعُ. والحَسُّ: إضرارُ البَرْد الأشياءَ، تقول: أصابتْهم حاسَّةٌ من البَرْد، وباتَ فلان بِحَسَّةِ سَوءٍ: أي بحالٍ سيِّئةٍ وشدَّةٍ. والحَسُّ: نَفْضُك التُرابَ عن الدابَّة بالمِحَسَّة وهي الفِرْجَون. ويقالُ: ما سَمِعْتُ له حِسّاً ولا جرِسْاً، فالحِسُّ من الحركة، والجْرسُ من الصَّوْت.

والحِسُّ: داءٌ يأخُذُ النُّفَساءَ في رَحِمها. وأَحْسَسْتُ من فُلانٍ أمراً: أي رأيتُ.

وعلى الرؤيةِ يُفسَّر قوله عَزَّ وجل: "فلما أحَسَّ عيسى منهم الكفر" أي رأَى. ويقال: مَحَسَّةُ المرأة: دُبُرُها. ويقالُ: ضُرِبَ فلان فما قالَ حَسٍّ ولا بَسٍّ، ومنهم من لا ينوِّن ويجُرُّ فيقول: حَسِّ، ومنهم من يكسر الحاء.

والعرب تقول عند لَذْعِة نارٍ أو وَجَع: حَسٍّ حَسٍّ. والحِسُّ: مَسُّ الحُمَّى أوّلَ ما تبدو. والحِسُّ: الحَسيسُ تسمَعُه يمُرُّ بك ولا تَراه، قال:

تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ مِنْهُ


جُنُوحاً إنْ سَمِعْنَ له حسيساً

وتَحَسَّسْتُ خَبَراً: أي سأَلْتُ وطَلَبْتُ.

سح:

السَّحْسَحَةُ: عَرْصَة المَحَلَّة وهي السّاحةُ. وسَحَّتِ الشّاهُ تَسِحُّ سَحّاً وسُحُوحاً أي حَنَّتْ. وشاةٌ سمينة ساحٌّ، ولا يقال: ساحَّةٌ.

قال الخليل: هذا مما يُحْتَجُّ به، إنّه قولُ العرب فلا نَبْتَدُع شيئاً فيه.

وسَحَّ المَطَرُ والدَّمْعُ يَسِحُّ سَحّاً وهو شدَّةُ انصبِابِه. وفَرَسٌ مِسَحٌّ: أي سريع، قال:

مِسَحُّ إذا ما السابحاتُ على الوَنَى


أثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُـرَكَّـلِ

باب الحاء مع الزاي

ح ز، ز ح مستعملان

حز:

الحُزُّ: قَطْعٌ في اللَّحْم غيرُ بائن. والفَرْضُ في العظم والعُود غير طائل حَزٌّ أيضاً.

يقالُ: حَزَرْته حَزْاً، واحتزَزْتُه احتِزازاً، قال الشاعر:

وعبدُ يَغُوتٍ تَحجِل الطَّيْرُ حولَه


قد احتَزَّ عُرْشَهِ الحُسامُ المذَكَّرُ

فجُعِلَ الاحتزاز ههنا قَطْعَ العُنُق. والحَزازةُ: هِيْرِيَةٌ في الرَأس، وتجمَع على حَزازٍ. والحزازةُ أيضاً: وَجَعٌ في القَلْب من غَيْظٍ ونحوه.

والحَزّاز يُقال في القَلْب أيضاً، قال الشمّاخ: فلّما شَراها فاضَتِ العَيْنُ عَبْرةً وفي الصَّدْر حُزّازٌ من اللَّومِ حامِزُ وقال:

وقد يَنْبُتُ المَرْعَى على دِمَن الثَّرَى


وتَبْقَى حَزازاتُ النُفوس كما هِـيا

وتقول: أعطيتُه حُزّةً من لَحْمٍ. والحَزّاز من الرجال: الشَّديد على السَّوْق والقِتال، قال: فهيَ تَفَادَى من حَزازٍ ذي حَزِقْ وفي الحديث: أخَذَ بحُزَّته يقال: أخَذَ بعُنقه، وهو من السَّراويل حُزَّة وحُجْزَة، والعُنُق عندي تشبيه به. وحَزّاز القلوب: ما حَزَّ وحكَّ في قلبه.

والحَزيزُ: مَوضِعٌ من الأرض كَثُرتْ حِجارتُه وغَلُظَتْ كأنَّها سكاكينُ، ويجمعُ على حُزّاِن وثلاثة أحِزَّة. وإذا أصاب المرفقُ طَرَفَ كِرْكِرةِ البَعيرِ فقَطَعَه قيل به حازٌّ.

زح:

الزَّحُّ: حَذْبُ الشَّيءِ في العَجَلة. زَحَّه يزُحُّه زَحّاً. والزَّحْزَحة: التَنْحِيةُ عن الشيء يقال زَحْزَحْتُه فتَزَحْزَحَ.

باب الحاء مع الطاء

ح ط، ط ح مستعملان

حط:

الحَطُّ: وَضْعُ الأحمال عن الدَّوابِّ. والحَطُّ: الحَدْرُ من العُلوِّ. وحَطَّتِ النَجيبةُ وانحَطَّتْ في سيرها من السرعة، قال النابغة يمدح النُّعمانَ:

فما وَخَدَتْ بمثلِك ذاتُ غَرْبٍ


حَطوطٌ في الزِّمامِ ولا لَجُونُ

وقال:

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقِبـلٍ مُـدْبـرٍ مَـعـاً


كجُلْمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ من عَلِ

وحَطَّ عنه ذُنُوبَه، قال:

واحْطُطْ إلهي بفَضْلٍ منك أوزاري

والحَطاطةُ: بَثُرٌة تخرُج في الوجه صغيرة تُقَبِّح اللَّوْنَ ولا تُقَرِّح، قال:

ووجهٍ قد جَلَوتِ أُقَـيْم صـافٍ


كقَرْن الشمس ليس بذي حَطاطٍ

وبَلَغَنا أنَّ بني إسرائيلَ حيثُ قيل لهم: وقولوا حِطَّةٌ إنّما قيل لهم ذلك حتّى يَسْتَحِطُّوا بها أو زارَهم فتُحَطَّ عنهم. ويقالُ للجارية الصغيرة: يا حَطاطةُ. وجاريةٌ مَحْطُوطُة المَتْنَيْن أي ممدُودةٌ حَسَنة، قال النابغة: محطُوطةُ المَتْنَينِ غيرُ مُفاضةٍ

طح:

الطَحَّ: أنْ يَضَعَ الرجلُ عَقِبَه على شيءٍ ثمَّ يَسْحَجُه بها. والمِطَحّةُ من الشّاةِ مُؤَخَّرُ ظِلْفها وتحتَ الظِلّفْ في مَوْضِع المِطَحَّة عُظَيم كالفَلْكة.

والطَّحْطَحَةُ: تفريق الشيء هَلاكاً، وقال في خالد بن عبد الله القَسْريّ:

فيُمْسي نابذاً سُـلْـطـان قَـسْـرٍ


كضَوء الشمس طَحْطَحَه الغُرُوبُ

باب الحاء مع الدال

حد، دح مستعملان

حد:

فَصلُ ما بينَ كُلِّ شيئين حَدٌّ بينهما. ومُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ حدُّه. وحَدَّ السيفُ واحتَدَّ. وهو جَلْدٌ حَديدٌ. وأحدَدْتُه. واستَحَدَّ الرجلُ واحتَدَّ حِدَّةً فهو حديد.

وحُدُودُ الله: هي الأشياء التي بيَّنَها وأَمَر أنْ لا يُتَعَدَّى فيها. والحَدُّ: حَدُّ القاذِف ونحوِه مما يُقامُ عليه من الجَزاء بما أتاه. والحديدُ معروف، وصاحبُه الحَدّاد. ورجل محدُود: مُحارِف في جدّه. وحَدُّ كلِّ شيءٍ: طَرَف شَباتِه كحَدِّ السِّنان والسَّيف ونحوِه. والحُدُّ: الرجلُ المَحدُودُ عن الخير.

والحَدُّ: بأْسُ الرجل ونَفاذه في نجدته، قال العجاج:

أُمْ كيفَ حَدَّ مُضَرَ القَطيمُ

وأحَدَّتِ المرأةُ على زَوجها فهي مُحِدٌّ، وحَدَّتْ بغير الألف أيضاً، وهو التَسليبُ بعد مَوته. وحادَدْتُه: عاصيَته، ومن يُحادِدِ الله، أي يُعاصيه.

وما عن هذا الأمرِ حَدَدٌ: أي مَعْدِل ولا مُحْتَدٌّ، مثله، قال الكُميت:

حَدَداً أن يكونَ سَيْبُكَ فينـا


رَزِماً أو مُجَبَّناً ممصوراً.

وحَدّان: حيٌّ من اليَمَن. والحَدُّ: الصَرْف عن الشيء من الخَير والشَرّ.

وتقول للرامِي: اللّهُم احدُدْه، أي لا تُوفِقّهْ للإصابة. وحَدَدْته عن كذا: مَنَعتُه والاستِحْداءُ: حَلْقُ الشيء بالحديد، وحَدُّ الشَّراب: صَلابتُه، قال الأعشى:

وكأسٍ كعَيْنِ الديكِ باكَرْتُ حَدَّها


بفِتْيانِ صِدق والنَّواقيسُ تُضْرَبُ

دح:

الدّحُّ: شِبْهُ الدَسِّ، وهو أن تضع شيئاً على الأرض ثمَّ تَدُقُّه وتَدُسُّه حتّى يَلْزَقَ، قال أبو النجم:

بيتاً خفّياً في الثَّرَى مَدحُوحا

والدَحُّ أن ترميَ بالشيءِ قُدُماً.

والدَحْداحُ والدَحْداحة من الرجال والنساء: المستديرُ المُلَمْلَم، قال:

أَغَرَّكِ أنَّني رجلٌ قصيرٌ


دُحَيْدِحةٌ وأَنَّكِ عَلْطَميسُ

باب الحاء مع التاء

ح ت، ت ح مستعملان

حت:

الحَتُّ: فركك شيئاً عن ثَوب ونحوه، قال الشاعر:

تحتُّ بقَـرْنَـيْهـا بَـريرَ أَراكةٍ


وتَعْطُو بظلِفْيَها إذا الغُصن طالها

وحُتاتُ كُلِّ شَيءٍ: ما تَحاتَّ منه. والحَتُّ لا يبلُغُ النَحْتَ. وفي حديث النبي --: "احْتُتْهُم يا سَعْدُ فِداكَ أبي وأُمِّي" يعني اردُدْهُم. والفَرَسُ الكريم العَتيقُ: الحَتُّ.

تح:

وتَحْتَ: نقيضُ فَوْق. والتُحُوتُ: الذين كانوا تحتَ أقدام الناس لا يُشْعَرُ بهم. وفي حديثٍ: "لا تَقومُ الساعةُ حتى يظهَرَ التُحُوتُ" .

باب الحاء مع الظاء

ح ظ مستعمل فقط ظ ح

حظ:

الحَظُّ: النَّصيبُ من الفَضْل والخير، والجميع: الحُظُوظ. وفلان حَظيظ، ولم نَسْمَعْ فيه فِعلاً. ناس من أهل حِمْص يقولون: حَنْظ، فإذا جَمَعوا رَجَعوا إلى الحُظُوظ، وتلك النُونُ عندهم غُنَّةٌ ليست بأصلية. وإنّما يَجري على ألْسنتهم في المُشَدَّد نحو الرُزّ يقولون: رُنْز، ونحو أُتْرُجَّة يقولون أتْرُنْجة، ونحو اجّار يقولون انّجار فإذا جَمَعوا تركوا الغُنَّة ورجعوا إلى الصِحَّة فقالوا: أجاجير وحُظوظ.

باب الحاء مع الذال

حذ مستعمل، فقط

حذ:

الحَذُّ: القَطْعُ المُسْتَأْصلُ. والحَذَذُ: مصدر الأَحَذّ من غير فِعل. والأحَذُّ يُسَمَّى به الشيْءُ الذي لا يتعَلّقُ به شَيْءٌ. والقلبُ يُسَمَّى أحَذّ. والدُّنْيا وَلَّتْ حَذّاءَ مُدْبرة: لا يتعلّق بها شيء. والأَخَذّ من عَروض الكامل: ما حُذِفَ من آخِره وَتِدٌ تامُّ وهو مُتَفاعِلُنْ حُذفَ منه عِلُنْ فصار مُتَفا فجُعل فَعِلُن مثل قوله:

وحُرِمتَ منّا صاحباً ومُؤازِراً


وأَخاً على السَّرّاء والضُـرِّ

وقصيدةٌ حَذّاءُ: أي سائرةٌ لا عيبَ فيها. ويقالُ للحمار القصير الذَّنَب: أَحَذّ. ويقال للقَطاة: حَذّاء لقِصَر ذَنَبها مع خِفّتها، قال الشاعر:

حَذّاءُ مُقبـلةً سَـكّـاءُ مُـدبـرةً


للماء في النَّحْر منها نَوْطةٌ عَجَبُ

باب الحاء مع الثاء

ح ث، ث ح مستعملان

حث:

حثيثٌ فلاناً فهو حثيث مَحْثُوث، وقد احتَثَّ. وامرأة حَثيثةٌ في موضع حاثَّةٍ، وامرأةٌ حثيث في موضع مَحثوثة. والحثِّيِثَى من الحَثّ، قال: "اقبَلُوا دِلِّيلَى رَبّكُمُ وحِثّيثاه إيّاكم" يعني ما يدُلُّكم ويحثُّكُم. والحَثْحَثَةُ: اضطرابُ البَرْق في السِّحاب وانتخال، المَطَر والثَلْج. والحَثُوثُ والحُثْحُوث: السَّريعُ.

قال زائدة: الحَثْحَثَةُ طَلَب الشيء وحَرَكُته، يقالُ: حَثْحَثَ الأمر ليتحرَّك. وحَثْحِثِ القَومَ: أي سَلْهُم عن الأمور.

ثح:

الثَّحْثَحَةُ: صوتٌ فيه بُحَّةٌ عند اللَّهاةِ، قال: أَبَحُّ مُثَحْثَحٌ صَحِلُ الشَّحيحِ

باب الحاء مع الراء

ح ر، ر ح مستعملان

حر:

حَرَّ النهار يَحِرُّ حَرّاً. والحَرُورُ: حَرُّ الشمس. وحَرَّتْ كَبِدُه حَرَّةً، مصدره: الحَرَرُ، وهو يُبْسُ الكَبِد. والكَبِدُ تَحَرُّ من العَطَش أو الحُزن. والحريرةُ: دَقيقٌ يُطبَخُ بلَبَن.

والحَرُّةُ: أرض ذاتُ حِجارة سُودٍ نَخِرة كأنَّما أُحرِقَتْ بالنار، وجمعه حِرار وإحَرِّين وحَرّات، قال:

لا خَمْسَ إلا جَندَلُ الإِحَـرِّينْ


والخَمْسُ قد جَشَّمَكَ الأَمَرِّينْ

والحرّان: العطشان وامرأةٌ حَرَّى. والحُرَّ: ولد الحيّة اللطيف في شعر الطِرِمّاح: كانطِواءِ الحُرّ بينَ السِّلام والحُرُّ: نَقيضُ العَبد، حُرٌّ بين الحُرُوريَّة والحُرّية والحَرار. الحرارة: سحابة حُرَّة من كثرة المطر. والمُحَرَّرُ في بني إسرائيل: النذيرة. كانوا يجعلون الولد نذيرةً لخدمة الكنيسة ما عاشَ لا يَسَعُه تركُه في دينهم. الحُرُّ: فعل حَسَن في قول طَرَفة:

لا يكنْ حبُّكَ داءً قـاتـلاً


ليس هذا منك ماويَّ بحُرّ

والحُرِّيَةُ من الناس: خِيارُهم. والحُرُّ من كل شيءٍ اعتَقُه. وحُرَّة الوَجْه: ما بداً من الوَجْنة. والحُرُّ: فَرْخَ الحَمام، قال حُمَيد بن ثور:

وما هاجَ هذا الشَّوقَ إلاّ حَمامَةٌ


دَعَتْ ساقَ حُرٍّ في حَمامٍ تَرَنَّما

وحُرَّة النِفْرَى: موضِع مَجال القُرْط. والحُرُّ والحُرَّة: الرَمْلُ والرَمْلةُ الطَيِّبة، قال:

واقَبلَ كالشِّعْرَى وُضُوحاً ونُـزْهةً


يُواعِسُ من حُرِّ الصَّريمة معظما

يصف الثَور، وقول العجاج:

في خُشَشاوَى حُرَّةِ التَحريرِ

أي حُرَّة الحِرار، أي هي حُرّة. وتحرير الكتاب: إقامةُ حُروفه وإصلاحُ السَّقَط. وحَرْوراء: مَوضعٌ، كان أوّل مجتمع الحُرُوريّة بها وتحكيمهم منها. وطائرٌ يُسمَّى ساق حر. والحُرّ في قول طَرَفة وَلَد الظَبْي حيثُ يقول:

بين أكنافِ خُـفـافٍ فـالـلِّـوَى


مُخرِفٌ يَحْنُو لرَخْص الظِّلْف حُرّ

وحَرّان: مَوْضع. وسَحابة حُرَّةٌ تَصفِها بكثرة المطر. ويقال للَّيْلة التي تُزَفُّ فيها العَروس إلى زَوْجها فلا يقدِرُ على افتِضاضها ليلةٌ حُرَّةٌ، فإذا افتَضَّها فهي ليلةٌ شَيْباء، قال:

شُمْسٌ مَوانِعُ كلَّ ليلةِ حُرَّةٍ

رح:

الرَّحَحُ: انبساط الحافِر وعِرَضُ القَدَم، وكلُّ شيءٍ كذلك فهو أرَحُّ، قال الأعشى:

فلو أنَّ عِزَّ الناسِ في رأسِ صَخرةٍ


مُلَمْلَمةٍ تُعيي الأَرَحَّ المُـخَـدَّمـا

يعني الوَعِل يصفه بانبساط أظلافه. ويستَعمل أيضاً في الخُفَّيْن وتَرَحْرَحَتِ الفَرَسُ إذا فَحَّجَتْ قَوائِمَها لَتُبوَل. رَحْرَحان: مَوضِع.

باب الحاء مع اللام

ح ل، ل ح مستعملان

حل:

المَحَلُّ: نَقيضُ المُرْتَحَل، قالَ الأعشى:

إنَّ مَحـلاًّ وإنَّ مُـرْتَـحَـلا


وإنّ في السَّفْر ما مَضَى مَهَلاً

قُلتُ للخليل: أَلَيسَ تزعمُ أنَّ العَرَبَ العاربةَ لا تقول: إنّ رجلاً في الدار، لا تَبدأ بالنكرة ولكنّها تقول: إن في الدارِ رجلاً، قال: ليس هذا على قياس ما تقول، هذا من حكاية سَمِعَها رجلٌ من رجل: إن محلاًّ وإن مُرْتَحَلاً. ويصف بعد ذلك حيث يقول:

هل تذكُر العَهْدَ في تنمُّصَ إذ


تضربُ لي قاعداً بها مَثَـلاً

والمَحَلُّ الآخرة، والمُرْتَحَلُ: الدنيا، وقال بعضهم: أرادَ أنّ فيه محلاًّ وأن فيه مُرْتَحَلاً فأضمَرَ الصِفة.

والمَحَلُّ مصدرٌ كالحُلُول. والحِلُّ والحِلال والحُلول والحِلَل: حماعة الحالّ النازل، قال رؤبة:

وقد أَرَى بالجَوِّ حَيّاً حِلَلاً


حِلّاً حِلالاً يَرْتَعون القُنْبُلا

والمحلّةُ: مَنْزِل القَوم. وأرضٌ مِحلال: إذا أَكَثْرَ القَومُ الحُلول بها. والحِلَةُ: قَومٌ نُزولٌ، قال الأعشى:

لقد كان في شَيْبان لو كنت عالماً


قِبابٌ وحتّـى حِـلّةٌ وقَـبـائلُ

وتقول: حَلَلْتُ العُقْدةَ أحُلُّها حلاً إذا فَتَحْتَها فانحَلَّت. ومن قَرَأَ: يَحْلَل عليه غَضَبي فمعناه ينزِلُ.

ومن قَرَأَ: يحلُلْ يُفْسَّر: يحبُ من حَلَّ عليه الحقُّ يحُلّ محلاً. وكانت العَرَبُ في الجاهلية الجهلاء إذا نَظَرت إلى الهِلال قالت: لا مرحباً بمُحِلِّ الدَّيْن مُقَرِّبِ الأَجَل. والمُحِلُّ: الذي يَحِلُّ لنا قَتلُه، والمُحرِمُ الذي يَحرمُ علينا قتلُه، وقال:

وكم بالقنان من مُحِلٍّ ومُحرِمِ

ويقال: المُحِلُّ الذي ليس له عهدٌ ولا حُرمة، والمُحرِمُ: الذي له حُرْمة. والتَحليل والتَحِلَّةُ من اليمين. حَلَّلت اليمينَ تحليللاً وتَحِلّةُ، وضربتُه ضَرباً تحليللاً يَعني شبِه التَعزيز غيرَ مُبالَغٍ فيه، اشتُقَّ من تحليل اليمين ثمَّ أُجرِي في سائر الكلام حتّى يقال في وصف الإبِلِ إذا بَرَكَت:

نَجائِبٌ وقْعُها في الأرض تحليل

أي: هَيِّنٌ.

والحَليلُ والحَليلةُ: الزَّوْجُ والمرأةُ لأنَّهما يحلاَن في موضع واحد، والجميع حلائل. وحَلْحَلْتُ بالإبِلِ إذا قلت:حلْ بالتخفيف، وهو زَجْرٌ، قال:

قد جَعَلَتْ نابُ دُكَـيْنٍ تَـرْحَـلُ


أخرى وإنْ صاحُوا بها وحَلْحَلوا

وحَلْحَلْتُ القَوْمَ: أزَلْتُهم عن موضعهم. ويقالُ: الحُلَّةُ إزارٌ ورِداءُ بُردٌ أو غيرُه، ولا يقال لها حُلّة حتّى تكون ثَوْبَيْن. وفي الحديث تصديقُه وهو ثَوبٌ يمانيٌّ. ويقولون للماء والشيء اليسيرُ مُحَلَّل، كقوله:

نَميرُ الماءِ غيرَ مَحَلَّلِ

أي غير يسير. ويحتمل هذا المعنى أن تقول: غَذاها غِذاءً ليس بمحلل، أي ليس بيسير ولكن بمبالغةٍ. ويقال: غير محلل أي غير مَنزُول عليه فيكْدُرُ ويَفسُدُ.

قال الضرير: غير محلل أي ليس بقَدْر تَحِلَّةِ اليمين ولكن فوق ذلك رِياءً. وحَلَّتِ العُقوبة عليه تَحِلُّ: وَجَبَت.

والحِلُّ: الحَلالُ نفسُه، لاهُنَّ حِلٌّ. وشاة مُحِلّ: قد أحَلَّتْ إذا نَزَلَ اللَّبَنُ في ضرَعْها من غير نِتاج ولا وِلاد. وغَنَمٌ مَحالٌّ. والإِحليلُ: مَخْرَجُ البَوْلِ من الذَّكَر ومَخَرجُ اللَّبَنِ من الضَّرْع. والحِلُّ: الرجل الحلال الذي خرج من إصراحه، والفعل أحَلّ إحلالاً. والحِلُّ: ما جاوَرَ الحَرَم. والحُلاَنُ: الجَدْي ويُجمَع حَلالين، ويقال هذا للذّي يُشَقُّ عنه بطْن أُمَّه، قال عمرو بن أحمر:

تُهْدَى إليه ذراع الجفر تَكرِمةًُ


إمّا ذبيحاً وإما كان حُـلاّنـا

ويُرْوَى: ذراع البَكْر والجَدْي. والحُلاحِلُ: السيّد الشجاع، والمَحَلُّ: مبلَغ المُسافر حيث يريد. والمَحِلّ: الموضِع الذي يَحِلّ نحرهُ يومَ النَّحر بعد رَمْي جِمار العَقَبة.

وفي الحديث: أحِلَّ بمن أحَلَّ بك. يقول: من تَرَكَ الإحِرام وأحلَّ بك فقاتَلَكَ فاحللْ أنتَ به فقاتِلْهُ.

?لح: الإلحاحُ: الإلحاف في المسألة، ألَحَّ يُلِحُّ فهو مُلِحُّ. وأَلَحَّ المَطَرُ بالمكان: أي دام به. والإلحاحُ: الإقبالُ على الشيء لا يفُتُر عنه. وقتول: هو ابنُ عَمٍّ لّحٍ في النكرة، وابنُ عمّي لَحّاً في المعرفة، وكذلك المؤنَّث والأثنان والجماعة بمنزلة الواحد.

باب الحاء والنون

ح ن، ن ح مستعملان ?حن: الحِنُّ: حَيٌّ من الجِنِّ، يقال: منهم الكلابُ السّود البهم يقال: كلب حِنِّيٌّ. والحَنانُ: الرحمةُ، والفعل: التَحُنُّن. والله الحَنّانُ المنّان الرَّحيم بعباده. وحَناناً من لدُنّا. أي رحمةً من عندنا. وحَنانَيْكَ يا فلانُ افعَلْ كذا ولا تفعَلْ كذا تُذَكِّرُه الرحمةَ والبِرِّ. ويقال: كانت أمُّ مَرْيَمَ تُسَمَّى حَنّة. والاستِحنان: الاستِطراب. وعُودٌ حَنّان: مُطرِّبٌ يَحِنُّ. وحَنينُ الناقة: صوتها إذا اشتاقَتْ، ونِزاعُها إلى ولدها من غير صَوتٍ، قال رؤبة:

حَنَّتْ قَلُوصي أمسِ بالأُرْدُنّ


حنيِّ فما ظُلِّمتِ أنْ تَحِنِّي

والحُنّة: خِرْقةٌ تلبسها المرأةُ فتُغَطّي بها رأسَها.

?نح: النّحْنَحُة: أسهَلُ من السُّعال. وهو عِلَّةُ البخيل، قال:

والتَغْلِبيُّ إذا تَنَحْنَحَ للقِرَى


حَكَّ استَه وتَمَثَّلَ الأَمثالا

وقال:

يكادُ من نَـحْـنَـحةٍ وأَحِّ


يَحكي سُعالَ الشَرِقِ الأَبَحِّ

باب الحاء والفاء

ح ف، ذح مستعملان

حف:

حَفّ الشَّعْرُ يَحِفُّ حُفُوفاً: إذا يَبِسَ. واحْتَفَّتْ المرأةُ: أمَرَتْ من تَحُفُّ شَعر وَجْهها بخَيْطَيْن. والحُفُوفُ: اليُبُوسةُ من غير دَسَم، قال رؤبة:

قالتْ سُلَيمَى أنْ رَأَتْ حُفُوفـي


مَعَ اضطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوفِ

وحَفَّتِ المرأةُ وَجْهَها تَحُفُّه حَفّاً وحُفُوفاً. وسَويقٌ حافٌّ: غير مَلْتُوتٍ. والحَفيفُ: صوتُ الشيء تُحسُّه كالرَمْية أو طَيَران طائر أو غيره، حَفَّ يَحِفُّ حفيفتاً. وحِفّان الإِبِل: صِغارُها. والحِفّان: الخَدَمُ.

والمِحَفَّةُ: رَحْلٌ يحِفُّ بثَوْب تركبُه المرأةُ. وحِفافا كلِّ شيءٍ: جانِباه. وحَفُّ الحائكِ: خَشَبَتُه العريضة يُنَسِّقُ بها اللُّحمة بينَ السَدَى. وحَفَّ القَومُ بسيِّدهم: أي أطافوا به وعَكَفُوا، ومنه قَولُه: حافِّينَ من حَول العرش. والحَفُّ: نَتْفُ الشَّعْر بخيْط ونحوه.

فح:

فَحيح الحَيَّة شبيهٌ بالنَّفْخ في نَضْنَضة، أي بضَرْب أسنانِها. وقيل: فَحيح الأفْعَى دَلْكُ بعض جِلْدها ببعض، وهي خَشْناءُ الجلْد. والفَحْفاحُ: الأَبَحِّ من الرجال.

باب الحاء مع الباء

ح ب، ب ح مستعملان

حب:

أحبَبْته نَقيضُ أبغضته. والحِبُّ والحِبّةُ بمنزلة الحبيب والحبيبة. والحُبُّ: الجَرَّةُ الضَّخمةُ ويُجمَعُ على: حِبَبة وحِباب، وقالوا: الحِبَّةُ إذا كانت حُبوبٌ مختلفةٌ من كل شيء شيءٌ. وفي الحديث: "كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَميل السَّيْل". ويقال لِحَبِّ الرَّياحينِ حِبّة، وللواحدة حَبّة. وحَبّة القلب: ثَمَرَتُه، قال الأعشى:

فرَمَيْت غَفلةَ عَينه عن شاته


فأصَبْتُ حَبّةَ قلبها وطِحالَها

ويقالُ: حبّ إلينا فلان يَحَبُّ حبّاً، قال:

وحَبَّ إلينا أنْ نكونَ المقدَّما

وحَبابُك أن يَكون ذاك، معناه: غاية مَحبَّتك. والحِبّ: القُرْط من حَبّةٍ واحدة، قال:

تبيتُ الحَيّةُ النَّضْناضُ منـه


مَكانَ الحِبِّ يَستمع السِّرِارا

وحبَابُ الماء: فقاقيعُه الطافيةِ كالقَوارير، ويقال: بل مُعظَم الماء، قال طرفة:

يَشُقُّ حبَابَ الماءِ حَيْزُومُها بها


كما قَسَم التُّرْبَ المُفايلُ باليَدِ

فهذا يدُلُّ على أنه معْظَم الماء، وقال الشاعر:

كأنَّ صَلاَ جَهِيزةَ حينَ تَمشِي


حَبابُ الماء يَتَّبِعُ الحبَـابـا

ويُرْوَي: حين قامت. ولم يُشبِّه صَلاها ومَآكِمَها بالفَقاقيع وإنَّما شَبَّههَا بالحَباب الذي كأنه درج في حَدَبَة. وحَبَبُ الأسنان: تَنَضُّدُها، قال طرفة:

وإذا تضحك تُبدي حَـبَـبـاً


كأَقاحي الرَّمْلِ عَذْباً ذا أُشُرْ

وحَبّان وحِبّان: اسمٌ من الحُبّ. والحَبْحابُ: الصغير: ونار الحُباحِب: ذُبابٌ يطيرُ باللَّيل له شُعاعٌ كالسراح. ويقال: بل نارُ الحُباحِب ما اقتَدَحْتَ من شَرار والنار في الهَواء من تصادُم الحِجارة.

وحَبْحَبَتُها: اتِقّادُها. وقيل في تفسير الحُبِّ والكَرامة: إنّ الحُبَّ الخَشَباتُ الأربَعُ التي توضَعُ عليها الجَرَّة ذاتُ العُرْوَتَيْن، والكَرامة: الغِطاء الذي يُوضَع فوقَ الجرَّة من خَشَبٍ كانَ أو من خَزَفٍ.

قال الليث: سمعت هاتَيْن بخراسان.

حَبَّذا: حرفان حَبَّ وذا، فإذا وَصَلْتَ رَفَعْتَ بهما، تقول: حَبَّذا زَيْدٌ.

بح:

عَوْدٌ أَبَحُّ: إذا كان في صوته غِلَظٌ. والبَحَحُ مصدرُ الأَبَحِّ. والبَحُّ إذا كان من داءٍ فهو البُحاحُ.

والتبحْبُحُ: التَمكُّن في الحُلُول والمُقام، والمرأةُ إذا ضَرَبَها الطَّلْقُ، قال أعرابيّ: تركتُها تُبَحْبحُ على أيدي القَوابل.

وقال في البَحَح أي مصدر الأبَحّ:

ولقد بَحِحْتُ مـن الـنِّـدا


ء لجَمْعِكم هلْ من مُبارز

والبُحْبُوحةُ: وسطُ مَحلّة القَوم، قال جرير:

ينفونَ تغلب عن بُحْبُوحة الدار

باب الحاء مع الميم

ح م، م ح مستعملان

حم:

حُمَّ الأَمرُ: قُضِيَ. وقدَّرُوا احتَمَمْتُ الأمرَ اهتَمَمْتُ، قال: كأنّه من اهتمام بحَميم وقَريب. والحِمامُ: قَضاءُ المَوْت. والحميم: الماء الحارُّ.

وتقول: أَحَمَّني الأمرُ. والحامَّةُ: خاصَّةُ الرجل من أهله وولده وذوي قَرابته. والحَمّام: أُخِذَ من الحَميم، تُذكِّرُه العَرَب. والحميم: الماء الحارُّ. وأَحَمَّتِ الأرض: أي صارت ذاتَ حُمَّى كثيرة. وحُمَّ الرجُلُ فهو محموم، وأَحَمَّه الله.

والحَمَّةُ: عَيْنٌ فيها ماءٌ حارٌّ يُسْتَشْفَى فيه بالغُسْل. والحَمُّ: ما اصطَهْرتَ إهالتَه من الأَلْيَةِ والشَّحْم، الواحدة: حَمّة، قال:

كأنَّما أصواتُها في المَعْـزاء


صوتُ نَشيش الحَمِّ عند القلاّء

والحُمَم: المَنايا، واحدتُها حُمَّة. والحُمَم أيضاً: الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمة. والمَحَمَّةُ: أرضٌ ذاتُ حُمَّى.

وجاريةٌ حُمَّةٌ: أي سَوداء كأنها حُمَمة. والأَحَمُّ من كلِّ شيء: الأسَود، والجميع الحُمُّ. والحَمّة: الاسم. والحَمّةُ: ما رَسَبَ في أسفَل النِحْي من سَواد ما احتَرَقَ من السَّمْن، قال:

لا تَحسَبَنْ أنَّ يَدي في غُمَّهْ


في قَعْرِ نِحْيٍ أستثيرُ حُمَّهْ

وقوله تعالى: "وظِلٍّ من يَحْمُوم" هو الدُخان. والحُمام: حُمَّى الإبِلِ والدَوابِّ وتقول: حُمَّ هذا لذاك أي قُضِيَ وقُدِّرَ وقُصِدَ، قال الأعشى:

هو اليَوْمَ حَمٌّ لميعادِها

أي قصد لميعادها، يقول: واعدتها أن لا أحط عنها حتى القى سلامة ذا فائش. وأَحَمَّني فاحتَتَمْتُ، قال زُهَير:

وكنت إذا ما جئت يوماً لـحـاجة


مضت وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَدِ ما تخلو

أي حانت ولَزِمَتْ. والحَميمُ: الذي يَوَدُّكَ وتَوَدُّه. والحَمام: طائر، والعَرَبُ تقول: حَمامةٌ ذَكَر وحَمامةٌ أُن أُنْثَى، والجميع حَمام. والحَميم: العرق. والحَمّاءُ الدُبُر لأنه مُحَمَّم بالشَّعْر، وهو من قولك: حُمَّ الفَرْخُ إذا نَبَتَ ريشهُ.

واليَحْمُومُ: من أسماء الفَرَس، على يَفعُول، يَحْتَمِلُ أن يكون بناؤه من الأَحَمّ الأسود ومن الحميم العَرَق. والحِمْحِمُ: نَبات، قال عنترة:

تَسَفُّ حَبَّ الحِمْحِمِ

ويُروَى بالخاء. واستحَمَّ الفَرَس: إذا عَرِقَ. والرجُلُ يُطَلِّق المرأة فَيُحمِّمُها: أي يُمَتِّعُها تَحميماً، قال:

أنتَ الذي وَهَبْتَ زَيْداً بعدَما


هَمَمْتَ بالعَجُوز أن تُحَممَّا

والحَمْحَمةُ: صَوْتُ الفَرَس دونَ الصوت العالي.

مح:

المَحُّ: الثَوبُ البالي. والمَحّاحُ: الذي يَرَى الناسَ بلا فِعلٍ من الرجال. والمُحُّ: صُفرة البَيْض، قال:

كانَتْ قُرَيشٌ بَيْضةً فتَفَلَّقَتْ


فالمُحُّ خالِصُة لعَبْدِ مَنافِ

وأَمَحَّ الثَوْبُ يُمِحُّ: إذا خَلِقُ، ولو استعمل في أَثَر الدارِ إذا عَفَّتْ كان جائزاً، قال:

ألا يا قَتْلَ قد خَلُقَ الجَديدُ


وحُبُّكِ ما يُمِحُّ وما يَبيدُ

باب الثلاثي الصحيح

باب الحاء والقاف والشين معهما

ش ق ح يستعمل

شقح:

الشَقْحُ، العَرَبُ تقول: قُبْحاً له وشُقْحاً. وإنَّه لقَبيحٌ شَقيح. ولا يَكاد يُعْزَلُ الشَّقح من القُبْحُ. والشَّقيحُ: تَلوينُ البُسْر إذا اصفَرَّ أو احمَرَّ، قيل: قد شقح. وفي الحديث: لا بأس ببَيْع تَمْر النخل إذا شَقَّحَتْ، ويقال: أشقَحَتْ أيضاً.

باب الحاء والقاف والسين معهما

ق س ح، س ح ق مستعملان فقط

قسح:

القَسْحُ: صَلابةُ الانعاظ، إنّه لقُسّاح مَقْسُوحٌ. قال زائدة: القَسْحُ الفَتْل الشَّديد في الحَبْل. قَسَحْتُه قَسْحاً.

سحق:

السَّحْق: دونَ الدَّقّ، وفي العَدْوِ دونَ الحُضْر وفوق السَّحْج، قال العجاج:

سَحْقاً من الجِدِّ وسَحْجاً باطِلاً

ويقال للثَّوْب البالي: سَحَقَه البلَى ودَعَكَه اللُّبْس، قال:

وليسَ عليكَ إلّا طَيْلَسانٌ


نَصِببيُّ وإلا سَحْقُ نِيمِ

وقال:

سَحْقُ البِلَى جدَّتَه فانسحقا

وهو يَسْحَقُه سَحْقاً. ويقال: سَحَقَه وسَحَجَه إذا طَرَدَه طَرْداً شديداً، قال:

كانَتْ لنا جارةٌ فأزعَجَهـا


قاذورةٌ تَسحَقُ النَّوَى قُدُما

والسَحْقُ: البُعد. ولغة أهل الحجاز بعدٌ له وسُحْقٌ، يجعلونه اسماً، والنَّصْبُ على الدُعاء عليه، أي أبعَدَه اللهُ وأسحَقَه. وأتانٌ سَحُوق، وحِمارٌ سَحُوق، وهو طِوال المَسانّ ويجمَع على سُحُق، قال:

يُمنّيني النسيبُ قُبَيلَ شَهـرٍ


وقد أعيتْنيَ السُحُقُ الطِوالُ

والعَيْنُ تسحق الدَّمعَ سحقاً، ودَمْعٌ مُنْسحِق، ودُمُوع مَساحيقُ كما تقولُ: مُنْكسِر ومَكاسير، قال الراعي:

طَلَى طَرفَ عَيْنَيه مَساحيقُ ذُرَّفُ

والاسِحاقُ: ارتِفاعُ الضَّرْع ولُزُوقُه بالبطنِ، قال لبيد:

حتى إذا يَئِسَتْ وأسْحَقَ حالقٌ


لم يُبلِه إرضاعُها وفِطامُها

ويُرْوَى: لم َيْبُله أي لم يُجَرِّ بْه. ومَكانٌ سَحيقٌ: أي بعيد. والسَّوْحَق: الطويل.

باب الحاء والقاف والزاي معهما

ق ح ز، ح ز ق، ق ز ح مستعملات فقط

قحز:

القَحْزُ: الوَثَبان والقَلَق، قال:

إذا تَنَزَّى قاحزِاتُ القَحْز

يعني به شَدائد الدَّهْرِ، ويقال: قاحِزاتُ القَحْزِ نازياتُ النَّزْو.

حزق:

الحَزْقُ: شِدَّة جَذْبِ الرباط والوتَرَ. والرجُلُ المُتَحزِّق: المتشدِّدُ على ما في يَدَيْه ضَنْكاً، وكذلك الحُزُقَّةُ والحُزُقُّ، قال امرؤ القيس:

وأعجبَنَي مَشْيُ الحُزُقَّةِ خالـدٍ


كَمْشيِ أتانٍ حُلِّئَتْ عن مَناهِلِ

ويقال الحَزَق أيضاً وقال في الحزق:

فهي تَفادَى من حَزازٍ ذي حَزَقْ

والحَزيقةُ: الجماعةُ من حُمْر الوَحْش، قال ذو الرمة:

كأنَّه كلَّما ارفَضَّتْ حَزيقتُهـا


بالقاعِ من نَهْشِه أكفالَها كَلِبُ

قزح:

القُزَح: ابزار القِدْر. وقِدْرٌ مُقَزَّحة. وقَوْسُ قُزَح: طريقة مُتَقوِّسة تبدوُ في السَّماِء أيامَ الربيع.

قال أبو الدُقَيْش: القُزَح الطرائف التي فيها، الواحدة: قُزْحة. وقُزَح: اسم شيطان. والتَقزيح في رأْس شجرةٍ أو نَبْتٍ: إذا انشَعَبَت شُعباً مِثْلَ بُرْثُن الكلب. ونُهي عن الصلاة خَلْفَ شجرة مقزَّحةَ، وقول الأعشى:

في مُحيلِ القدَّ من صَحْبٍ قُزَحْ

يعني لقباً له وليس باسم.

باب الحاء والقاف والطاء معهما

ق ح ط يستعمل فقط

قحط:

القَحْطُ: احتِباسُ المَطَر. قُحِطَ القَوم وأقحَطُوا. وقُحِطَت الأرضُ فهي مَقْحوطة. أو قَحَطَ المَطَر: احتَبَس، قال الأعشى:

وهُمُ يُطْعِمُونَ إنْ قَحَطَ القَطْ


رُ وهَبَّتْ بشَمْألٍ وضريب

ورجل قَحْطِيٌّ: أكْولٌ لا يُبقي على شَيءٍ من الطعام من كلام أهل العراق دون أهل البادية، أي كأنَّه نَجَا من القَحْط.

قَحْطان: ابن هُودٍ، ويقال: ابن أرفَخشذ بنِ سامِ بن نوُحٍ.

باب الحاء والقاف والدال معهما

ق ح د، ح ق د، ق د ح، ح د ق، د ح ق، مستعملات

قحد:

القَحَدة: ما بينَ المأْنَتَيْن من شَحْم السَّنام. ناقةٌ مِقحاد: ضَخْمةُ القَحَدة، قال:

المُطْعِمُ القَوْمِ الخِفافِ الأَزوادْ


من كُلِّ كَوماءَ شَطُوطٍ مِقحادْ

حقد:

الحِقْدُ: الاسمُ، والحَقْدُ: الفِعلُ، حَقَدَ يَحقِدُ حَقْداً، وهو إمساكُ العَداوة في القلب والتَرَبُّصُ بفُرصتها.

قدح:

القَدّاح: مُتَّحِذُ الأقداح، وصنَعْتُه القِداحة. والقدّاح: أرْادٌ رَخْصةٌ من الفِسْفِسة، والواحد قَدّاحة. وأراد بالأَرآد جمعَ رُؤد وهو نَعْمةُ الشَّباب وغَضارتُه وأوَّليَّتُه ورَوْنَقُه. والمِقْدَح: الحديدة التي يُقْدَحُ بها. والقدّاح: الحَجَر الذي تُورَى منه النّارُ، قال روبة:

والمَرْوَ ذا القَدّاحِ مَضبُوَح الفِلَقْ

والقَدْحُ: فِعلُ القادِحِ بالزَّنْد وبالقدّاح ليُوري. والقَدْح: أُكّالٌ يَقَع في الشَّجَر وفي الأسنان. والقادِحةُ: الدُودة التي تأكُلُ الشَجَرَة والسِنَّ، قال اَلطِرِمّاح:

بَريٌء من العَيْبِ والقادِحهْ

وقال جميل:

رَمَى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى


وفي الغُرِّ من أنيابِها بالقَوادِحِ

 

القِدْحة: اسم مُششتَقٌّ من الاقتداح بالزَّنْد. وفي الحديث: لو شاءَ اللهُ لجَعَلَ للنّاس قِدْحة ظُلْمةٍ كما جَعَلَ لهم قِدْحَة نورٍ. والإنسانُ يقتَدِحُ الأمرَ إذا نَظَرَ فيه ودَبَّر، قال عمرو بن العاص:

يا قاتَلَ اللهُ وَرْدانـاً وقِـدحـتَـه


أبدى لعمرُكَ ما في النفس وَردانُ

والقَديحُ: ما يَبْقَى في أسفل القِدْر فيُعْرَف بجَهْد، قال النابغة:

يَظَلُّ الإِماءُ يَبْتَدِرْنَ قَديحَهـا


كما ابتدَرَتْ كلبٌ مياهَ قراقِر

والمِقْدَحة: المِغرفة. والقِدْح: السَّهْمُ قبل أن يُراش ويُنصَل، وجمعُه قِداح.

حدق:

حَدَقَةُ العَيْن في الظاهر هي سواد العَيْن، وفي الباطن خَرَزَتُها، وتَجْمَع على حَدَق وحِداق أيضاً، قال أبو ذؤيب:

فالعَيْنُ بعدَهُمُ كأنَّ حِداقَها سُمِلَتْ


بشَوْكٍ فهـي عُـورٌ تـدْمَـعُ

والحديقةُ: أرضٌ ذاتُ شَجَر مُثْمِر، والجميع: الحَدائق. والحديقة من الرياض: ما أَحدَقَ بها حاجِزٌ أو أرضٌ مُرتفعة، قال عنترة:

فَتَرْكنَ كلَّ حَديقةٍ كالدِرْهَم

يعني في بَياضه واستدارته. والتَحديقُ: شدَّة النَظَر. وكُلُّ بشيءٍ استدارَ بشيءٍ فقد أَحدَقَ به.

دحق:

الدَّحْقُ: أن تقصُرَ يَدُ الرجُل وتناولُه عن الشَّيء، تقول: دَحَقْتُ يدَه عنه. وتقول: أدحَقَه الله: أي باعَدَه عن كلِّ خيَر. ورجل دَحيق مُدْحَق: مُنَحًّى عن الناس والخير، قال يصف العَيْرَ المغلُوب:

والدحيقَ العاملا

يَعني الذي قد أُخرجَ عن الحميرز تقول: دَحَقَتِ الرَّحِمُ: إذا رَمَتْ بالماء ولم تقبَلْه، قال النابغة:

لم يُحرمَوا حُسنَ الغذاء وأُمُّهُمْ


دَحَقَتْ عليك بناتقٍ مِذكـارِ

يَعني بامرأةٍ ناتقٍ مِذكارٍ. وقولُه: دَحَقَتْ عليك: فَضَلَتْ عليك بأولادٍ، أي على الذي يُفاخره.

باب الحاء والقاف والذال معهما

ح ذ ق مستعمل فقط

حذق:

الحِذْقُ والحَذاقةُ: مَهارةٌ في كُلِّ شيءٍ. والحِذَقْ مصدر حَذَقَ وحَذِقَ معاً في عمله فهو حاذق. وحذَقَ القرآنَ حِذقاً وحَذاقاً، والاسم الحَذاقة. وحَذْقُك الشيءَ: مَدُّكَه، تقطَعُه بمِنْجَل ونحوه حتَّى لا يبقى منه شيء.

وانْحَذَقَ الشيْءُ: انقَطَعَ، قال:

يكادُ منه نِياطُ القَلْب يَنْحَذِقُ

باب الحاء والقاف والراء معهما

ر ق ح، ح ق ر، ق ح ر، ق ر ح، حرق مستعملات

رقح:

الرَّقاحيُّ: التاجرُ. وإنَّه ليُرقِّحُ معيشته: أي يُصلِحُها.

حقر:

الحَقْرُ في كلّ المعاني: الذِلَّةُ. حَقَرَ يَحْقِرُ حَقْراً وحُقْرِبَّةً. وتَحقيرُ الكلمةِ: تَصغيرُها.

قحر:

القَحْر: المُسِنُّ وفيه بقيَّةٌ وجَلَد.

قرح:

القَرُحْ: في عَضِّ السِلاح ونحوه مما يجرح مما يَجْرَحُ من الجَسَد. إنه لَقِرحٌ قَريح، وبه قَرْحَةٌ داميةٌ. وقَرِحَ قَلْبُه من الحزن. والقَرْح: جَرَبٌ يأخُذُ الفُصِلانَ لا تكادُ تنجو منه، يقالُ: فَصيل مَقرُوح. والناقةُ تَقْرَح قُروحاً: إذا لم يظُنُّوها حاملاً ولم تُبَشِّره بذَنَبها فيَستَبينُ الحَمْل في بَطْنها. واقَتَرحْتُ الجَمَلَ: رَكِبْتُه قبل أنْ يُرْكَبَ. واقترَحْتُ الشَيء: ابتَدَعْتُه. ويقال للصُبح أقَرْح لأنَّه بياض في سَواد، قال ذو الرمة:

وَسُوجٌ إذا اللَّيْلُ الخُـداريُّ شَـقَّـهُ


عن الرَكْب مَعرُوفُ السَّماوةِ أقرَحُ

يَعني الصُبْحَ. والقرحَةُ: الغُرَّةُ في وسط الجَبْهةِ، والنَّعْتُ أَقرَح وقَرْحاء. ورَوْضةٌ قَرْحاءُ: في وَسَطها نَوْرٌ أبيض، قال ذو الرمة:

حَوّاءُ قَرْحاءُ أشراطيّةٌ وَكَفَتْ


فيها الذِّهابُ وحفَّتْها البَراعيمُ

وقَرَحَ الفَرَس قُروحاً، وقَرَحَ نابُه فهو قارحٌ، والأُنْثَى قارحٌ أيضاً. والقارحُ: السُِّن التي بها صارَ قارحاً. ويقالُ للرجل والمأة: قُرحان إذا لم يُصْبهما الجُدَريُّ ونحوه، والجميع قُرْحانُون. والقُرحان: ضرْبٌ من الكَمْأة بيض صِغار ذات رُؤوس، كرُؤوس الفُطْر، الواحدة بالهاء. وجمع القارح من الفَرَس قُرَّح وقُرْح وقَوارِح، قال:

نحنُ سَبَقْنا الحَلَباتِ الأربَعـا


الرُبعُ والقُرَّحُ في شَوطٍ مَعا

 

والقَراح: الماءُ الذي لا يخالِطُه ثُفْل من سَويق وغيره. والقَراح من الأرض: كلُّ قِطعةٍ على حِيالها من مَنابِت النَّخْلِ وغير ذلك. والقِرْواح: الأرض المستوية، قال عبيد:

فَمَنْ بعَقْوتِه كَمنْ بنَـجْـوَتِـه


والمُستَكِنُّ كَمَنْ يَمْشي بِقرْواحِ

حرق:

حَريقُ النّابِ: صَريفُه إذا حَرَق أَحَدَهُما بالآخَر. والرجل يَحرِقُ نابَه، قال زهير:

أبى الضَيْم والنُعْمان يَحرقُ نابَه


عليه وأفضَى والسُيُوفُ مَعاقِلُهُ

أفْضَى: أي صار في فَضاء ولم يَتَحَرَّزْ بشيءٍ. وأَحْرَقَني فُلانٌ: إذا بَرَّحَ بي وآذاني: قال:

أَحْرقَني الناسُ بتكليفهـم


ما لَقِيَ الناسُ من الناسِ

وأحرَقَت النّارُ الشيءَ فاحتَرَق. وحَرَقُ الثَوبِ: ما يُصيبه من دَقِّ القَصّار. والحَرّاقاتُ: سُفُنٌ فيها مرامي نيران يُْرَمي بها العَدُوُّ في البَحْر بالبَصْرة، وهي أيضاً بلغتهم: مواضع القلاّئين والفَحّامين.

والحَرُّوق والحُرّاق: ما يُورَى به النار. والمُحارَقةُ: المُباضَعة على الجَنْب. والحُرقة: حَيٌّ من اليَمَن.

والحُرَيْقاء: من الأسماء. والحارقةُ: عَصَبةٌ بين وابلةِ الفَخِذ التي تَدُور في صَدَفة الوَرِك والكتَفِ، فإذا انَفْصَلتْ لم تَلْتَئِم أبداً. ويقالُ: إنّما هي عَصَبة بين خُرْبة الوَرِك ورأس الفَخِذ يقالُ عند انفصالها: حُرِقَ الرجُلُ فهو مَحروُق. والحُرْقة: ما يُوجَدُ من رَمَدِ عَيْنٍ أو وَجَع قلبٍ أو طَعْم شيءٍ مُحْرق.

والحارقةُ من السَّبُع: اسمٌ له. الحرقة: احترِاقٌ يقَعُ في أصُول الشَّعْر فيَنْحَصُّ. والحُرقتان تَيْم وسَعْدٌ وهما رَهْط الأعشى، قال الأعشى:

عَجِبْتُ لآلِ الحُرقَتْين كأنَّما


رَأَوْني نَفّياً من إيادٍ وتُرخُمِ

رحق:

الرَّحيقُ: من أسماء الخَمْر، قال حسان:

يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ


كأساً تُصَفّقُ بالرَّحيقِ السَّلْسَلِ

باب الحاء والقاف اللام معهما

ح ق ل، ق ل ح، ق ح ل، ل ق ح، ل ح ق، ح ل ق مستعملات

حقل:

الحَقْلُ: الزَّرْعُ إذا تَشَعَّبَ ورَقَهُ قبلَ أنْ يَغلُظَ. وأَحْقَلَتِ الأرضُ إحقالاً. والحَقيلةُ: ماءُ الرُّطْب في الأمعاء، ورُبَّما صَيَّرَه الشاعر حَقْلاً، قال:

إذا الفُرُوضُ اضْطَمَّتِ الحَقائِلا

والحِقْلَةُ حُسافة التَّمْر، وهو ما بَقي من نُفاياته. وحَقيل: اسم جَبَلٍِ بالبادية. والحَوْقَل: الشَّيْخ إذا فَتَرَ عن الجِماع، قال:

أصْبَحْتُ قد حَوْقَلْتُ أو دَنَوتُ


وفي حَواقيلِ الرجالِ الموت

والحَوْقَلةُ: الغُرْمُولُ اللَّيِّن، وهي الدَّوْقَلَة أيضاً. والمُحاقَلُة: بَيْعُ الزَّرْع قبل بدوِّ صلاحه.

قال غيره: هو أن يدفَعَ الرض بالثُلُث والرُبُع أو أقَّلَّ أوأكثَرَ.

قحل:

القاحِلُ: اليابِسُ من الجُلود ونحوه. وشَيْخٌ قاحل. قَحَلَ يَقْحَلُ قُحُولاً، قال رُجُلٌ من أصحاب الجمل:

رُدُّوا علينا شيْخَنا ثمّ بَـجَـلْ


عُثْمانَ رُدّوه بأطراف الأَسَلْ

فأجابه رجل من أصحاب عليٍّ:

كيفَ نَرُدُّ نَعْثَلاً وقد قَحَلْ

أي ماتَ وذَهَبَ.

قلح:

القلح: صُفرةُ الأسنان. رجُلٌ أقْلَحُ وامرأةٌ قَلْحاءُ قَلِحةٌ. ويُسَمَّى الجُعَلُ أقلَحَ لأنَّه لا يُرَى أبداً إلا مُتَلَطِّخاً بعَذِرةٍ.

لقح:

اللِّقاحُ: اسم ماءِ الفَحْل. واللقَّاحُ: مصدر لقِحَتِ الناقةُ تَلْقَحُ لَقاحاً، وذلك إذا استبانَ لَقاحُها يَعني حَمْلَها، فهي لاقح، قال أبو النجم:

وقد أَجَنَّتْ عَلَقاً مَلْقُوحـاً


ضَمَّنَه الأَرحامَ والكُشُوحا

يَعني لَقِحَتْه من الفَحْل أي أخَذَتْه. وأولادُ المَلاقيحِ والمَضامينِ نُهِيَ عن بَيْعها، كانوا يَتَبايعون ما في بُطُون المهات وأصلاب الآباء، فالمَلاقيحُ هُنَّ الأُمَّهات والمَضامينُ هُمُ الآباء، الواحدُ مَلْقُوحٌ ومَضْمُون. واللِّقْحَةُ: الناقةُ الحَلْوب، فإذا جُعِلَ نَعْتاً قيلّ: ناقةٌ لَقُوح، ولا يقال: ناقةٌ لِقْحةٌ. ويقال هذه لِقْحةٌ بني فلان. واللِّقاحُ: جمع اللِّقْحة. واللُّقُحُ: جَماعةُ اللِّقُوح. وإذا نُتِجَتِ الإبِلِ فبعضُها وَضَعَ وبعضها لم يَضَع فهي عِشارٌ، فإذا وَضَعْنَ كُلُّهُنَّ فَهُنَّ لِقاح، فإذا أُرسِلَ فيهِنَّ الفَحْلُ بعد ذلك فهُنَّ الشَّوْلُ. واللَّقاحُ: ما تُلْقَحُ به النَّخلة من النَّخلة الفُحّالة. ألقَحُوا نَخْلَهم الِقاحاً ولقَّحوها تَلقيحاً في المبالغة. واستَلْقَحَتِ النخلةُ أَنَى لها أن تُلْقَح. وحيٌّ لَقاحٌ: لم يُملَكوا قطٌّ. والَّواقِح من الرياح: التي تَحمِلُ النَّدَى ثمَّ تمُجُّه في السَّحاب وفي كُلِّ شيء، فإذا اجتَمَعَ في السَّحاب صارَ مَطَراً. والمَلْقَح كاللِّقاح وهما مصدَران، قال:

يشهَدُ مِنّا مَلْقَحاً ومَنْتَحا

وحَرْبٌ لاقِح تشبيهاً لها بالأُنْثَى الحامل، قال:

إذا شمَّرَتْ بالناسِ شَهباءُ لاقِحٌ


عَوانٌ شديدٌ هَمْزُها وأظَلَّتِ

أي دَنَتْ، وهَمْزُها: عَضُّها ومَكرُوهُها.

لحق:

اللَّحَقُ: كُلُّ شيءٍ لَحِقَ شيئاً أو أَلْحقْتُه به، من النَبات ومن حَمْل النَخل، وذلك أن يُرطِب ويتمر ثم يخرُجُ في بَعضِه شيءٌ أخضَرُ قَلَّ ما يَرْطُبُ حتى يُدركَه الشتاء، ويكون نحو ذلك في الكَرْمُ يُسَمَّى لَحَقاً.

واللَّحَقُ من الناس: قَومٌ يلحقون بقَومْ بعدَ مُضيِهِّم، قال:

ولَحَقٍ يَلْحَق من أَعرابها

واللَّحَقُ: الدَّعِيُّ المُوَصَّل بغير أبيه. وناقةٌ مِلْحاقٌ: لا تكاد الإِبِلُ تَفْوتُها في السَّيْر، قال رؤية:

فهي ضَروحُ الرَّكْضِ مِلحاقُ اللَّحَقْ

ولاحِقٌ اسمُ فَرَس. وقوله: "إن عذابك بالكُفّار مُلْحِقٌ بالكسر. ويقال: إنه من القرآن لم يجدوا عليها إلا شاهداً واحداً فوُضِعَتْ في القُنُوت. وهذه لغة موافقة لقوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعَبْده".

حلق:

الحَلْقُ: مَساغُ الطَّعام والشَراب. ومَخرَجُ النَفَس من الحُلْقُوم. ومَوضع المَذْبَح مِن الحَلْق أيضاً، ويُجْمَع على حُلْوق. وحَلَقَ فُلانٌ فُلاناً: ضَرَبَه فأصابَ حلَقْهَ. والحَلْقُ: نَباتٌ لوَرَقِه حُمُوضةٌ يُخلَط بالوَسْمَةِ للخِضاب، الواحدة بالهاء. والحَلْقَةُ من القوم وتُجمَع على حَلَق. ومنهم مَن يثقِّل فيقول حَلَقة لا يبالي. والحِلْق: الخاتَُ من فِضَّةِ بلا فَصّ ، قال المُخَبَّل في جرل أعطاه النعمان خاتَمَه:

وناوَلَ منا الحِلْقَ أبَيضَ ماجداً


رَديفَ مُلُوكٍ ما تُغِبُّ نَوافِلُهْ

أي لا يُبْطِئ ولا يَجئُ غِبّاً. والحالِقُ: الجَبَلُ المُنيفُ المُشرف، قال:

فخَرَّ من وَجْأَته مَيِّتـاً


كأنَّما دُهْدِهَ من حالِقِ

والحالِقُ من الكَرْم والشَّرْي ونحوهِما ما التَوىَ منه وتَعَلَّقَ بالقُضبان، لم يَعرفوه، والمَحالق: من تَعريش الكَرْم.

وحَلَقَ الضَّرْ ُيَحلُقُ حُلُوقاً فهو حالق: يريد: ارتفاعه إلى البَطْنِ وانضمامَه. وفي قول آخر: كَثْرة لَبَنه. وتَحَلَّقَ القَمَرُ: صارتْ حَوْلَه دَوّارة. والمُحَلَّ: موضع حَلْق الرأس بِمنىً، قال:

كَلاّ وربِّ البيتِ والمُحَلَّق.

وحَلَّقَ الطائر تحليقاً: إذا ارتَفَعَ. والحالق: المشْئُوم يَحلِقُ أهله ويقشُرهم. وفي شَتْم المرأة: حَلْقَى عَقْرَى، يريد مشئومة مؤذية.

والمُحَلِّق: اسم رجل ذكره الأعشى:

وباتَ على النارِ النَّدَى والمُحَلِّقُ

باب الحاء والقاف والنون معهما

ح ق ن، ن ق ح، ق ن ح، ح ن ق مستعملات

حقن:

الحَقين: اللَّبَنُ المَحقُونُ في مِحْقَنٍ. وفي مَثَل: أَبَى الحَقينُ العِذْرة. وأصلُه أنّ أعرابياً أَتَى حَيّاً فسألهم اللَّبَن، فقيل له: ما عندَنا لَبَنٌ، فالتفت إلى سِقاء فيه لبن فقال: يأبَى الحَقينُ العِذْرة، أي يأبَى الحقين أنْ أقبَلَ عُذْرَكم.

وحَقَنْتُه: جَمَعْتُه في سِقاء ونحوِه. وحَقَنْتُ دَمَه: إذا انْقَذْتُه من قَتْلٍ أحلَّ به. واحتَقَنَ الدَمُ في جَوْفه: إذا اجتَمَعَ من طعنةٍ جائفة. والحُقنةُ: اسمُ دواءٍ يُحْقَنُ به المريضُ المُحتَقِن. وبَعيرٌ مِحقانٌ يحقُنِ البَوْل، فإذا بالَ أكثَرَ.

والحاقِنتان: نُقْرَتا التَرْقُوَتَيْن، والجميع: الحَواقِن.

نقح:

النَّقْح: تَشذيبكَ عن العَصَا أُبَنَها. وكلُّ شيءٍ نَحَّيْتَه عن شَيء فقد نَقَحْتَه من أذىً. والمُنَقِّحُ للكلام: الذي يُفَتِّشُه ويُحسِنُ النَظَر فيه، وقد نَقَّحْتُ الكلامَ.

فتح:

القَنْح: اتَّخاذُك قُنّاحة تشُدُّ بها عِضادةَ الباب ونحوه، تُسَمِّيه الفُرْس قانه. قال غير الخليل: لا أعرفُ القَنْح إلا في الشُرْب، وهو شُربٌ في أَفاويقَ، ويُرْوَى في الحديث. "وأَشْرَبُ فأَتَقَنَّحُ" وأَتَقَمَّحُ، يُرْوَيان جميعاً.

حنق:

الحَنَق: شِدُّةُ الاغتِياظ، حَنِقَ حَنَقاً فهو حَنِق. والاِحناق: لُزُوقُ البَطْنِ بالصُلْب، قال:

فأحنَقَ صُلْبُها وسَنامُها

باب الحاء والقاف والفاء معهما

ح ق ف، ق ح ف، ف ق ح مستعملات

حقف:

الحِقْفُ: الرَّمْل ويُجْمَع على أحقاف وحُقُوف. واحقَوْقَفَ. واحقَوْقَفَ الرَّمْلُ، واحقَوْقَفَ ظَهْرُ البَعير: أي طالَ واعوَجَّ، قال العجاج:

سَماوةَ الهلال حتّى احقَوْقَفا

والأحقافُ في القرآن يقال: جَبَل مُحيطٌ بالدنيا من زَبَرْ جَدةٍ خَضراء يَلْتَهِبُ يومَ القيامة فيُحشَرُ الناسُ من كُلِّ أفق.

?قحف: القِحْفُ: العَظْم فوقَ الدِماغ من الجُمْجُمة، والجميع: القِحْفة والأَقحاف. والقَحْفُ: قَطْعُه وكَسْرُه فهو مَقْحُوف أي مَقْطُوع القِحْف، قال:

يَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المَقْـحُـوفِ


صُمِّ الصَدَى كالحَنْظَل المَنْقُوفِ

والقَحْفُ: شدَّةُ الشُرب، وقيل لامرئ القيس: قُتِلَ أبوك، وهوعلى الشَّراب، فقال:اليومَ قِحاف وغداً نِقاف، ومثلْه اليَومَ خَمْرٌ وغداً أمْرٌ. وقُحِف الإنِاءُ: شُرِبَ ما فيه. ومَطَرٌ قاحِف مثل قاعِف: إذا جاءَ مُفاجَأةً فأَقحَفَ كُلَّ شيءٍ. ويقال: سَيْلٌ قُحاف وجُحَاف وقُعاف بمعنى واحد.

?فقح: فَقَح الجُرْوُ: أي أَبصَرَ وفَتَح عَيْنَيه. والفُقّاح: من العِطْر، وقد يُجعَل في الدواء فيقال: فُقّاح الاذِخْرِ، الواحدة بالهاء وهو من الحَشيش. والفَقْحةُ: الراحة بلغة اليَمَن. والفَقْحة معروفة وهي الدُبُر بجُمعِها. والتَفَقُّح: التَفَتُّفح بالكلام.

باب الحاء والقاف والباء معهما

ج ب ق، ح ق ب، ق ب ح، ق ح ب مستعملات

?حبق:

الحَبَق: دَواء من أدوية الصَيْدلانيِّ. والحَبْق: ضُراط المِعَز، حَبََت تَحبِقُ حَبْقاً.

?حقب: الحَقَبُ: حَبْل يُشَدُّ به الرَّحْل إلى بطْن البعير كي لا يَجْتَذبَه التَصدير: وحَقِبَ البعيرُ حَقَباً فهو حَقِب أي تَعَسَّرَ عليه البَوْل. والأحقَب: حِمارُ الوَحْش لبَياض حَقْوَيه، ويقال: بل سُمِّيَ لدِقَّة حَقْوَيه، والأُنثى حَقْباء، قال رؤبة:

كأنَّها حَقْباءُ بَلْقاءُ الزَّلَقْ

الزَّلَقُ: العَجُزُ. وقارةٌ حَقْباءُ: دقيقةٌ مُستطيلةٌ، قال:

تَرَى القارةَ الحَقْباءَ منها كأنَّهـا


كُمَيْتٌ يُبارِي رَعْلةَ الخَيل فارِدُ.

ويقال: لا يقالُ ذلك حتّى يَلْتَويَ السَراب بحَقْوَيْها. والحِقابُ: شيءٌ تَتَّخذُه المرأةُ تُعلِّق به مَعاليق الحُلِيِّ تَشُدُّه على وَسَطها، ويجمع على حُقُب. واحتَقَبَ واستَحْقَبَ: أي شَدَّ الحقيبة من خلفه، وكذلك ما حمل من شيء من خلفه، قال النابغة:

حَلَق الماذيِّ خَـلْـفَـهُـمُ


شُمُّ العَرانينِ ضَرّابُونَ للهامِ

وقال:

فاليومَ فاشرَبْ غيرَ مُستَحقِبٍ


إثماً من الـلـهِ ولا واغِـلِ

والمُحقِبُ كالمُردِف. والحِقْبة: زمان من الدهر لا وقتَ له. والحُقُبْ: ثَمانونَ سنةً والجميعُ: أحقاب.

قحب:

القُحابُ: سُعال الشَّيخ والَكلْب. قَحَبَ يَقْحُبُ قُحاباً وقَحْباً. وأخَذَه سُعالٌ قاحِب. والقَحْبَةُ: المرأة بلغة اليمن.

قبح:

القُبْح والقَباحة: نَقيضُ الحُسْن، عامٌّ في كلِّ شيء. وقَبَحه الله: نَحّاه عن كلّ خير وقوله تعالى: "همُ من المَقْبوحِين" أي المُنَحَّيْن عن كلّ خَيْرٍ.

قال زائدة: المقْبُوحُ الممقُوت. والقَبيح: طَرَفُ عَظْم المِرْفَق ويُجْمَع: قبائح، قال:

حَيثُ تحُكّ الإبرةُ القَبيحا

باب الحاء والقاف والميم معهما

ق ح م، ق م ح، ح م ق، م ح ق مستعملات

قحم:

قَحَمَ الرجُلُ يَقْحَم قُحوماً في الشِعْر، ويقال في الكلام العام: اقتَحَمَ وهو رَمْيُه بنفسَه في نَهْر أو وَهْدةٍ أو في أمْرٍ من غير رَوِيّة. ويقال: قَحَمَ قُحُوماً: إذا كَبِرَ.

قال زائدة: قَحَمَ وأقحَمَ تجاوَزَ، واقتَحَم هو. والقَحْم: الشّيْخ الخَرِف، والقَحْمةُ: الشَّيْخةُ، قال الراجز:

إنّي وإنْ قالوا كبير قَحْمُ


عندي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ

والقُحْمةُ: الأمْرُ العظيم. لا يَركَبُها كل أحَد، والجمعُ: قُحَم. وقُحَم الطريق: ما صَعُبَ، قال:

يَرَكَبْنَ من فَلْجٍ طريقاً ذا قُحَمْ

وبعيرٌ مِقحام: يقتَحِم الشَّوْلَ من غير إِرسالٍ فيها. والمُقْحَمُ: البعير الذي يُربع ويُثنى في سنة واحدة فَتقتَحِمُ سِنُّ. وبعير مُقْحَم: يُقْحَم في مَفازة من غير مُسيمٍ ولا سائقٍ، قال ذو الرمة:

أو مُقحَمٌ أَضعَفَ الإِبطانَ حادِجُه


بالأَمسِ فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ

شبَّهَ به جَناحَي الظليم. وأعرابيُّ مُقْحَم: أي نَشَأ في المَفازة لم يخرُجْ منها. والتقحيم: رَمْي الفَرَس فارسَه على وجهه. وفي الحديث: "إنّ للخُصومة قُحَماً" أي إنّها تُتَقَحَّمُ على المَهالِك وقُحْمُة الأَعراب: سَنَةٌ جَدْبةَ تَتقحَّم عليهم، أو تَقَحُّمُ الأعراب بلاد الريف.

قمح:

القَمْحُ: البُرُّ. وأَقْمَحَ البُرُّ: جَرَى الدقيقُ في السُّنْبُل. والاقتِماحُ: ما تَقتَمِحُه من راحتكَ في فيكَ. والاسم: القُمْحة كاللُّقْمة والأُكْلة. القمحة: اسمُ الحُوارِش. والقُحَّمان: وَرْسٌ، ويقال: زَعْفَران.

وقال زائدة: هو الزَّبَدُ وقال النابغة:

إذا فُضَّتْ خَواتُمه علاه


يَبيسُ القُمَّحانِ من المُدام

والقامِح والمُقامِحُ من الإبِلِ: الذي اشتدَّ عَطَشُه فَفَتَر فُتُوراً شديداً. وبَعير مُقْمَحٌ، وقَمَحَ يَقْمَحُ قُمُوحاً وأقمَحَه العَطَش والذليل مُقمَح: لا يكادُ يرفَعُ بصَره. وقولُ الله -عزَّ وجلَّ- فهمُ مُقحَوُن أي خاشعون لا يَرفَعُونَ أبصارهم، وقال الشاعر:

ونحن على جوانِبِهِ عُكُـوفٌ


نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإبِلِ القِماحِ

وفي مَثَل: "الظَمَأُ القامِحُ خَيْرُ من الرِيِّ الفاضِح" يُضرَبُ هذا لِما كان أوّله مَنْفَعَة وآخرهُ نَدامة.

ويقال: القامِحُ الذي يَردُ الحَوضَ فلا يشرَب. ويقال: رَوِيتُ حتّى انقَمَحْتُ: أي حتى تَرَكْتُ الشَرابَ. وابِلٌِ قِماحُ.

محق:

مَحَقَهُ اللهُ فانمَحَقَ وامتَحَقَ : أي ذَهَبَ خيرُه وبَرَكَتُه ونَقَصَ، قال الشاعر:

يَزدادُ حتّى إذا ما تَمَّ أعقَبَـه


كَرُّ الجَديدَيْن نَقْصاً ثمَّ يَنْمَحِقُ

والمُحِاقُ: آخِرُ الشَّهْر إذا انمَحَقَ الهِلالُ فلم يُرَ، قال:

بلالُ يا ابنَ الأَنجُمِ الأَطلاقِ


لَسْنَ بنَحْساتٍ ولا مِحـاقِ

ويُرْوَي: ولا أَمحاقِ.

حمق:

استَحْمَقَ الرجلُ: فَعَلَ فِعْلَ الحَمْقَى. وامرأةٌ مُحْمِقٌ: تَلِدُ الحَمْقَى. وفَرَسٌ مُحْمِقٌ: لا يَسْبِقُ نَتاجُها.

وحَمَقَ حَماقة وحُمْقاً: صارَ أحمَقَ. والحُماقُ: الجُدَريّ. يقال منه رَجُلٌ مَحمُوقٌ. وانحَمَقَ في معنى استَحْمَقَ، قال:

والشَّيْخُ يَوماً إذا ما خِيفَ يَنْحَمِقُ

باب الحاء والكاف والشين مهما

ح ش ك، ك ش ح، ش ح ك مستعملات

حشك:

الحَشَكُ: تَرْكُكَ النّاقَةَ لا تَحلُبُها حتّى يجتَمع لَبَنُها، وهي مَحْشُوكةٌ. والحَشَك: اسم للدِرّةِ المُجتَمعة، قال:

غَدَتْ وهي مَحشُوكةٌ حافِلٌ


فراحَ الذِئارُ عليها صَحيحا

كشح:

الكَشْحُ: من لَدُن السُرَّةإلى المَتْن ما بَيْنَ الخاصِرة إلى الضِلَع الخَلْف، وهو مَوضِع مَوقِع السَّيْف إلى المُتَقَلِّد.

وطَوَى فلانٌ كَشْحَه على أمر: إذا استَمَرَّ عليه وكذلك الذاهب القاطع. والكاشِح: العَدوٌ، قال:

فذَرْني ولكنْ ما تَرَى رَأْيَ كاشحٍ


يَرَى بيننا من جهلِه دقَّ مَنْشِـمِ

ويقال: طَوَى كَشْحَه عَنّي: إذا قَطَعَكَ وعاداكَ. وكاشَحَني فلانٌ بالعَداوة.

شحك:

الشَّحْكُ: من الشِّحاك، تقول:شَحَكْتُ الجَدْيَ: وهو عُودٌ يُعَرَّض في فَمِهِ يَمْنَعُه من الرِّضاع.

باب الحاء ولكاف والضاد معهما

ض ح ك مستعمل فقط

ضحك:

ضحِكَ يَضَحَكُ ضَحِكاً وضِحْكاً، ولو قال: ضَحَكاً لكان قياساً لأنّ مصدر فَعِلَ فَعَل. والضُحْكَةُ: ما يُضحَكُ منه.

والضُّحَكَةُ: الكثير الضَحِك يُعابُ به. والضِّحّاك في النَعْت أحسَنُ من الضُّحَكَةِ والضَّاحكة: كلُّ سِنٍ من مُقَدَّم الأضراس ما يبدُو عند الضَّحِك. والضَّحّاكُ بن عدنان: الذي يقال مَلَكَ الأرض، ويقال له: المُذْهَب، كانَتْ أمّه جنّيَّةً فلحق بالجنِّ وتلبّد بالفِراء. تقولُ العَجمُ إنّه عَمِل بالسِحْر وأظهَرَ الفساد أُخِذَ فشُدَّ في جَبَل دَنْباوَند. وقوله فضحكت فَبشَّرناها يَعني طَمِثَتْ. والضَّحْك: الثَلجْ، ويقال: جَوْف الطَّلْع، وهي من لغة بني الارث، يقالُ: ضحِكتِ النَّخلة إذا انشَقَّ كافورُها. وقال آخرون: هو الشُهُدُ، ويقالُ: الزُبْد، ويقال: العَسَلُ. وهو بهذَيْن أشبْهُ في قوله:

فجاءَ بمَزْحٍ لم يَرَ الناسُ مِثلَـه


هو الضَّحْكُ إلا أنّه عملُ النَّخْلِ

والضَحُوك من الطُرُق: ما وَضحَ فاستَبانَ، قال:

على ضَحوكِ النَّقْبِ مُجَرهِدِّ

باب الحاء والكاف والسين معهما

ح س ك، ك س ح يستعملان فقط

حسك:

الحَسَكُ: نَباتٌ له ثَمَرةٌ خَشِنةٌ تَتَعَلّق بأصواف الغَنَم، والواحدة حَسَكة. والحَسَكُ: من أَدَوات الحَرْب رُبَّما يُتَّخَذُ من حديدٍ فيُلْقَى حَولَ العَسكر، ورُبَّما اتُّخِذَ من خَشَب فنُصِبَ حولَ العسكر، وحسك الصَّدْر: حِقْدُ العَداوة، تقول: إنّه والحَسَكُ والصدْر عليَّ. والحِسكيكُ: القُنْفُذُ الضَّخْم.

كسح:

الكُساحةُ: تُراٌب مجموع. وكَسَحَ بالمِكْسَحة كَسْحاً أي كَنْساً. والمُكاسحُة: المُشّارّةُ الشديدة. والكَسَح: شَلَلٌ في إحدى الرِجْلَيْن إذا مَشى جَرَّها جَرّاً. ورجلٌ كَسْحان. وكَسِحَ يَكسَحَ كَسَحاً فهو أكسَحُ، قال:

كلّ ما يقطَعُ من داء الكَسَح

قال زائدة: أعرِفُ الكَسَحَ العَجْز، يقال: فلان كَسِحٌ: أيْ عاجز ضعيف. والأكَسَحُ: الأَعَرجُ.

باب الحاء والكاف والدال معهما

ك د ح يستعمل فقط

كدح:

الكَدْح: عَمَل الإنسان من الخَيْر والشَرِّ. ويكدَحُ لنفسه: أي يسعى. وقوله تعالى: "إنّك كادح إلى ربّك كَدْحا" أيْ ناصِب، وكَدْحا ي نَصْباً. قال زائدة: إلى ربك في معنى نحو ربّك.

والكَدْح: دونَ الكَدْم بالأسنان. والكَدْحُ بالحَجَر والحافِر.

باب الحاء والكاف والتاء معهما

ك ت ح، ح ت ك يستعملان فقط

كتح:

الكَتْح: دون الكَدْح من الحَصَى والشَّيء يُصيبُ الجلد فيُؤثّر فيه، قال:

يَلْتَحْنَ وجهاً بالحَصَى ملتوحا

ومرّةً بحافرٍ مـكـتـوحـا

أي تَضْربُه الريحُ بالحَصَى، قال:

فأَهْوِنْ بذِئبٍ يَكْتَحُ الريحُ باستِهِ

أيْ تَضْربُه الريحُ بالحَصَى. ومن يروي: تكثَح، أي: تكشِفُ.

حتك:

الحَتْك والحَتَكان: شِبْه الرَتَكان في المَشْي إلاّ أنَّ الرَّتك للإبِلِ خاصّة، والحَتْك من المَشْي لللإنسان وغيره.

والحَوْتَكُ: القَصير.

باب الحاء والكاف والثاء معهما

ك ث ح يستعمل فقط.

كثح:

الكَثْح: كشفُ الريحِ الشيءَ عن الشيء. ويَكثَحُ بالتُرابِ وبالحصَىَ: يضرِبُ به.

باب الحاء والكاف والراء معهما

ح ر ك، ح ك ر، ر ك ح مستعملات

حرك:

حَرَكَ الشيء يحرُكُ حَرْكاً وحركةً وكذلك يَتَحَرُّك. تقول: حَرَكْتُ بالسيف مَحْرَكَه حَرْكاً أي ضَرَبْتُه.

والمَحْرَكُ: مُنَتَهى العُنُق وعند مَفصِل الرأس. والحاركُ: أعلى الكاهل، قال:

مُغْبَطُ الحارِكِ مَحبُوكُ الكَفَلْ

والحَراكيكُ: الحَراقِف، واحدها: حَرْكَكَة.

حكر:

الحَكْرُ: الظُلم في النقص وسُوء المعاشرة. وفلان يحكِرُ فلاناً: أدخَلَ عليه مَشَقّة ومَضَرَّةً في مُعاشَرته ومُعايَشته. وفلان يَحْكِرُ فلاناً حَكْراً. والنَعْت حَكِر، قال الشاعر:

ناعَمَتْها أُمُّ صِدْقٍ بَـرَّةٌ


وأبٌ يُكرِمُها غيرَ حَكِرُ

والحَكْر: ما احتَكرْتَ من طَعام ونحوه ممّا يُؤكَل، ومعناه: الجمع، والفعل: احتَكَر وصاحبه مُحتَكِرٌ ينتظر باحتباسه، الغلاء.

ركح:

الرُكْح: رُكن مُنيفٌ من الجَبَل صَعْبٌ، قال:

كأنَّ فاهُ واللِّجامُ شـاحـي


شَرْخا غَبيطٍ سَلِسٍ مِركاح

أي كأنَّه رُكْح جَبَل. والرُكْح: ناحيةُ البَيت من وَرائه، وُرَّبما كانَ فَضاءً لا بِناءَ فيه.

باب الحاء والكاف اللام معهما

ك ح ل، ل ح ك، ح ل ك، ك ل ح مستعملات

كحل:

الكُحْل: ما يُكْتَحَلُ به والمِكحال: المِيلُ تُكحَلُ به العَيْنُ من المُكْحُلَة، والكَحَلُ: مصدره. والأكْحَل الذي يَعلُو مَنابِتَ أشفاره سَوادٌ خِلقةً. والأكحَلُ: عِرْق الحياة في اليَد وفي كُلِّ عُضو منه شُعبةٌ على حِدَة. الكَحْلُ: شِدَّة المَحْل. والكُحَيل: ضَرْبٌ من القَطِران.

لحك:

اللَّحْك: شِدَّة لأَم الشّيء بالشيء، تقول: قد لوحِكَت فَقارُ هذه الناقة، أي دَخَلَ بعضُها في بعض. والمُلاحَكة في البُنيْان ونحوه، قال الأشى:

وَدأْباً تلاحك مثـل الـفـؤو


سِ لاحكم فيه السليل الفِقارا

حلك.

الحَلَكُ: شدَّة السَّواد، حالِكٌ حُلْوُك، وحَلَكَ يَحلُكُ حلوكا. والحَلَك: شِدَّة السَواد كلَون الغُراب، يقال: إنّه لأشدُّ سواداً من حَلَك الغُراب.

كلح:

الكُلُوح: بُدُوّ الأسنان عند العُبُوس. وكَلَح كُلُوحاً. وأَكْلَحَه كذا. قال لبيد:

تُكلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلّ

حكل:

تقُول: في لِسانِه حُكْلةٌ أي عُجْمة.

باب الحاء والكاف والنون معهما

ن ك ح، ح ن ك مستعملان فقط

نكح:

نَكَحَ يَنكِحُ نَكْحاً: وهو البَضْع. ويُجرَى نَكَحَ أيضاً مُجْرَى التزويح. وامرأةٌ ناكِحٌ: أي ذاتُ زَوح، ويجوز في الشعر ناكحة بالهاء، قال:

ومثلك ناحَتْ عليه النِسـا


ءُ من بين بِكْرٍ إلى ناكِحَهْ

وقال:

أحاطَتْ بخطّابِ الأيامَى وطُلِّقَتْ


غَداتئِذٍ منهُنَّ من كان ناكـحـا

وكانَ الرجلُ يأتي الحَيَّ خاطباً فيقوم في ناديهم فيقول: خِطبٌ، أيْ جئتُ خاطباً، فيقال له: نِكحٌ، أي أنْكَحْناك.

حنك:

رجلٌ مُحَنَّك : لا يُستقلّ منه شيء مما عضَّه الدهر . والمُحتَنِك : الذي تَمَّ عقًلُه وسنُّه ، يُقال : حَنَّكَتْه السِّنُّ حَنْكاً وحَنَكاً. وحنَّكَتْه تحنيكاً: إذا نَبَتَتْ أسنانُه التي تُسَمَّى أسنان العقل، قال العجاج:

مُحتَنِكٌ ضَخْم شؤون الراسِ

ويقال: هم أهلُ الحُنْك، ومنهم من يكسر الحاء، ومنهم من يثقّل فيقول: أهل الحُنُك والحُنْكة يَعني أهلَ الشَرَف والتَجارِب.

والتَّحنيك: إن تغرِزَ عوداً في الحَنَك الأعلى من الدابَّة أو في طَرَف قَرْنٍ حتى يُدميه لِحَدَث يحدُثُ ليه.

واستَحنَكَ الرجلُ: اشتَدَّ أكْلُهُ بعد قِلَّة. وحَنَّكْتُ الصبيَّ بالتّمْر: دَلَكتُه في حَنَكه. والحَنَكانِ: الأعلى والأسفل، فإذا فَصلَوهما لم يَكادوا يقولون للأعلى حَنَك، قال حميد:

فالحَنَكُ الأعلى طُوالٌ سَرطُم

والحنك الأسفل منه أفقمُ

وفي الحديث: أن النبي -- كانَ يُحنِّك أولادَ الأنصار. واحتَنَكتُ الرجلَ: أخذتُ مالَه ومنه قوله تعالى: "لأَحَتنِكَنَّ ذُرِّيَتَه إلا قليلاً".

باب الحاء والكاف والفاء معهما

ك ف ح يستعمل فقط

كفح:

المُكافَحة: مُصادَفُة الوجْهِ بالوجْه عن مُفاجأة، قال عدي:

أعاذل من تُكْتَْ له النّارُ يَلْقَهـا


كِفاحاً َومَنْ يُكتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ

وكافَحها: قَبَّلَها عن غَفْلةٍ وِجاهاً. والمُكافحةُ في الحَرْب: المُضاربة تِلقاءَ الوُجُوه.

باب الحاء والكاف والباء معهما

ك ح ب، ك ب ح، ح ب ك مستعملات

كحب:

الكَحْبُ: البَرْوَقُ بلغة اليَمَن، والحبَّة منه كَحْبة.

كبح:

الكَبْحُ: كَبْحُكَ الدابَّة باللِّجام، وهو قَرْعُك إيّاها.

حبك:

حَبَكتْهُ بالسيف حَبْكاً: وهو ضَربٌ في اللَّحْم دون العَظْم، ويقال: هو مَحْبُوكُ العَجْز والمَتْن إذا كان فيه استِواء مع إرتفاع، قال الأعشى:

على كُلِّ مَحبُوكِ السَّراة كأنَّـه


عُقابٌ هَوَتْ من مَرْقَبٍ وتَعَلَّتِ

أيْ: ارتفَعَتْ. هَوَنْ: انخَفْضَتْ. والحِباكُ: رباطُ الحَضيرة بقَصَبات تُعَرَّضُ ثمَّ تُشَدُّ كما تُحبَكُ عُروشُ الكَرْم بالحِبال. واحَتَبكْتُ إزاري: شَدَدْتُه. والحَبيكة: كلُّ طريقة في الشَّعْر وكُلُّ طريقةٍ في الرَّمْل تَحْبِكهُ الرِياحُ إذا جَرَتْ عليه، ويُرَى نحوَ ذلك في البيضِ من الحديد، قال الشاعر:

والضاربُونَ حَبيكَ البيضِ إذ لَحِقُوا


لا يَنكُصُونَ إذا ما استُلْحِموا وَحَمُوا

أي اشتَدَّ قتالُهم. والحُبُك: جماعة الحبيك، ويقال: كذلك خِلْقةُ وجْهِ السَّماء. ويقال: ما طَعِمْنا عند حَبَكةً لا لَبَكة، ويقال: عَبَكة، فالعَبَكةُ والحَبَكةُ معاً: الحَبَّة من السَّويق، واللَّبَكة: اللُّقمة من الثَريد ونحوِه.

باب الحاء والكاف والميم معهما

ح ك م، م ح ك، ح م ك، ك م ح مستعملات

حكم:

الحِكمةُ: مَرْجِعُها إلى العَدْل والعِلْم والحِلْم. ويقال: أحْكَمَتْه التَجارِبُ إذا كانَ حكيماً. وأَحْكَمَ فلانٌ عنّي كذا، أي: مَنَعَه، قال:

أَلَمّا يَحْكُمُ الشُعَراءُ عَنّي

واسَتحْكَمَ الأمرُ: وَثُقَ. واحتَكَمَ في ماله: إذا جازَ فيه حُكْمُه. والأسم: الأُحكُومة والحُكوُمة، قال الأعشى: ولَمَثْلُ الذي جَمَعْتَ لرَيْب الدَّهْر يَأبَى حُكومةَ المُقتالِ أي لا تَنْفُذُ حكومةُ من يحتكِم عليك من الأعداء. والمُقتالُ: المُفتَعِلُ من القَوْلِ حاجةً منه إلى القافية.

والتَحكيم: قول الحَروريّة: لا حُكمَ إلاّ للهِ. وحَكَّمنا فُلاناً أمرَنا: أي: يحكُمُ بيننا. وحاكَمناه إلى الله: دَعَوناه إلى حُكم الله. ويقال: نُهِيَ أنْ يُسَمَّى رَجُلٌ حَكَماً. وَحكَمة اللّجام: ما أحاطَ بحَنَكَيْه سُمِّيَ به لأنّها تمنعه من الجَرْي. وكلُّ شيء مَنَعْتَه من الفَساد فقد حَكَمْتَهُ وحَكَّمته وأحكَمْتَه، قال:

أبني حَنيفةَ أَحكِمُوا سُفَهاءكُم


إنّي أخافُ عليكُمُ أن أغْضَبا

وفَرَسٌ محكُومةُ : في رأسها حَكَمَةٌ .

قال زائدة: مُحْكَمةُ وأنكَرَ مَحكُومة، قال:

مَحكوُمةٌ حَكمَات القِدِّ والأَبَقَا

وهو القِتْبُ. وسَمَّى الأعشى القصيدة المُحْكَمة حَكيمة في قوله:

وغريبةٍ تأتي المُلُوكَ حكيمةٍ.

محك:

المَحْكُ: التَّمادي في اللَّجاجة عند المُساوَمة والغَضَب ونَحْوه. وتماحَكَ البَيِّعان.

حمك:

الحَمَكُ: من نَعْت الأدِلاّء، تقول: حَمِكَ يَحْمَكُ.

كمح:

الكَمْحُ: رَدُّ الفَرَس باللِّجام.

باب الحاء الجيم والشيم معهما

ش ح ج، ج ح ش مستعملات فقط

شحج:

الشَّحيجُ: صَوْتُ البغل وبعض أصوات الحِمار. شَحَجَ يَشْحَجُ شَحيجاً. وشَحَجَ الغُرابُ شَحَجاناً: وهو تَرجيعُ الصَوْت فإذا مَدَّ قيل: نَعَب. ويقال للبِغال: بَناتُ شاحِج وشَحّاج. ويقال للحِمار الوَحْشيِّ من التهذيب عن العين. في ص، ط: الشّيء في س: وانحضج إذا اضرب مِشْحَج وشَحّاج، قال لبيد:

فهو شَحّاجُ مُـدِلٌّ سَـنِـقٌ


لاحِقُ البَطْن إذا يَعدُو زَمَلْ

جحش:

الجَحْشُ: وَلَدُ الحمار، والعَدَدُ: جِحَشة، والجميعُ جِحاشُ. والجَحْشة بتّخذها الرّاعي كالحلقة من الصّوف يلقيها في يده ليغزلها. والجِحاش: الدِفاع تُجاحِشُ: تُدافِعُ عن نفسك. والجَحْشُ: دون الخَدْش. جُحِشَ فهوَ مَجحُوش.

باب الحاء والميم والضاد معهما

ح ض ج يستعمل فقط

حضج:

الحَضْجُ: الماءُ القليلُ. والحِضْج أيضاً قال:

فأسأَرَتْ في الحوض حِضْجاً حاضجا

وانحَضَجَ الرجلُ: إذا ضَرَبَ بنفسه الأرض غضباً، ويُقال ذلك إذا اتَّسَعَ بطنه، فإذا فَعلْتَ به قُلتَ: حَضَجْتُه أيْ ادخَلْتُ عليه ما يكادُ ينشَقُّ وانحَضَجَ من قِبلَه.

باب الحاء والجيم والسين معهما

س ح ج، س ج ح يستعملان فقط

سحج:

سَحَجْتُ الشَّعْرَ سَحْجاً: وهو تَسريح ليِّنٌ على فَرْوة الرأس. وسَحَجَ الشيءَ يَسحَجُه: أي يَقشِرُ منه شيئاً قليلاً كما يُصيبُ الحافِرَ من قِبَل الحَفا. والسَّحْجُ أيضاً: جَرْيُ الدَوابِّ دون الشديد. وحِمارٌ مِسْحَج، قال النابغة:

رَباعِيَةٌ أَضَرَّبـهـا رَبـاعٌ


بذاتِ الجِزْع مِسْحاجٌ شَنونُ

والمُسَحَّج: من التَسحيج وهو الكدم.

سجح:

الإسجاحُ: حُسنُ العَفْو كقولهم: مَلَكْتَ فأَسجحْ. ويقال: مَشَى مَشياً سجيحاً وسُجُحاً، قال الشاعر:

ذَرُوا التَّخاجيَ وامشُوا مِشيةً سُجُحا


إنَّ الرجالَ ذوو عَصْبٍ وتذكـيرِ

ويقال: سَجَحَت الحمامة وسَجَعَتْ. ورُبَّما قالوا: مُزْجح في مُسْجح كالأسْد والأزْد. والسَجَحُ: لِينُ الخَدِّ، والنَّعتُ: أسجَحُ وسَجْحاء، قال ذو الرمة:

وخَدُّ كمِرآة الغَريبةِ أسجَحُ

باب الحاء والجيم والزاي معهما

ح ج ز، ج ز ح يستعملان فقط

حجز:

الحَجْزُ: أن تَحجِزَ بين مُقاتِلَيْن. والحِجاز والحاجز اسم، وقوله تعالى: "وجَعَل بين البَحريَنْ حاجزاً" أيْ حِجازاً فذلك الحِجاز أمْر الله بين ماءٍ مِلْحٍ وعَذْبٍ لا يختلطان. وسُمِّيَ الحِجاز لأنّه يفصِلُ بينَ الغَوْر والشام وبيْنَ البادِية. والحِجازُ: حَبْلٌ يُلقَى للبعير من قِبَل رِجلَيْه، ثُمَّ يُناخُ عليه، يُشَدُّ به رُسْغا رِجلَيْه إلى حِقْوَيْه وعَجُزه.

حَجَزْته فهو مَحجُوز، قال ذو الرمة:

حتى إذا كانَ محجُوزاً بنافِـذةٍ


وقائظا وكِلا رَوْقَيْهِ مُخْتَضَبُ

وتقول: كان بينهم رِمِّيّاً ثم حَجَزْتَ بينهم حِجِّيَزى. أيْ رَمْيٌ، ثم صاروا إلى المُحاجزة. والحُجْزَةُ: حَيثُ يُثْنَى طَرَف الأزِار في لَوْث الازِار، قال النابغة:

رِقاقُ النِعالِ طِّيبٌ جُحُزاتُهـم


يُحَيُّونَ بالرَيْحانِ يومَ السباسِبِ

والرجلُ يحتَجزُ بإزارِه على وسَطه. وحُجْزُ الرجل: أصلُه ومَنْبِتُه. وحُجْزُ الرجل أيضاً: فَصْل ما بين فَخذِه والفَخِذِ الأخرى من عشيرته، قال:

فامدَحْ كريمَ المُنْتَمَى والحُجْزِ

جزح:

جَزَحَ لَنا من ماله جَزْحا أو جَزْحةً: أيْ قَطَعَ قِطعةً. وجَزَحَ الشَجَرَ: حَتَّ ورقه.

باب الحاء والجيم والطاء معهما

ج ط ح يستعمل فقط

جطح:

جطح: يقال للعَنْز عند الحليب: جِطِحُ، أي: قَرِّي فتَقَرَّ.

قال زائدة: جَطَح السَّخْلةَ إذا زُجِرَتْ ولا يقال للعَنْز.

باب الحاء والجيم والدال معهما

ج ح د، ج د ح، ج د ح مستعملات

جحد:

الجُحُود: ضدُّ الاقرار كالانكار والمعرفة. والجَحدُ: من الضيِّق والشُحِّ. ورجُلٌ جَحْدٌ: قليلُ الخَير، قال:

لا حَجْداً ابتغَنْيَه ولا جَـدا


يَعدنَ من هازَلْنَه غداً غدا

حدج:

الحَدَج: حَمْلُ البِطِّيخ والحنَظْلَ ما دام صِغاراً خُضْراً. ويقال ذلك لحَسَك القُطْب ما دامَ رَطْباً، الواحدة بالهاء. والحُدْجُ لغةٌ فيه.

والتَحديج شِدَّة النَظَر بعد رَوْعةٍ وفَزْعةٍ، حَدَّجْتُ بَبصَرى، قال العجاج:

إذا آثبجرّا من سَواد حَدَّجا

وحَدَجْتُ ببَصَري: رَمَيتُ به. والحِدْج: مَرْكَبٌ غيرُ رَحْلٍ ولا هَوْدَج لنِساء العرب، حَدَجْتُ الناقةَ أحدِجُها حَدْجاً، والجميع: أحداج وحَدائج وحُدُوج، قال:

أَصـاحِ تَـرَى حَـدائِجَ بـاكـراتٍ


عليها العَـبْـقَـريَّةُ والـنُّـجُـودُ

وأحدَجْتُها: إذا شَدَدْتُ الحِدْجَ عليها.



جدح:

الجَدْحُ: خوض السَّويق واللَّبَن ونحوه بالمجدح ليختلِطَ. والمِجدَح: خَشَبةٌ في رأسها خَشَبَتان مُعتَرضَتانِ. والمِجداح: تردُّد رَيِّق الماء في السَّحاب، يقال: أرسَلَتِ السَماُء مَجاديحَ الغَيْثِ.

باب الحاء والجيم والظاء معهما

ج ح ظ مستعمل فقط

جحظ:

الجِحاظان: حَدَقَتا العَيْن إذا كانتا خارجتَيْن. وعَيْنٌ جاحظةُ جَحَظَتْ جُحُوظاً.

باب الحاء والجيم والذال معهما

ذ ح ج مستعمل فقط

ذحج:

ذَحَجَتِ المرأةُ بَوَلَدِها، إذا رَمَتْ به عندَ الوِلادة. ومَذْحِجٌ: اسم رجل

باب الحاء والجيم والراء معهما

ح ج ر، ج ح ر، ح ر ج، ر ج ح مستعملات

حجر:

الأحجار: جمع الحَجَر. والحِجارة: جمع الحَجَر أيضاً على غير قياس، ولكن يَجْوزُ الاستحسان في العربية كما أنه يجوز في الفقه، وترك القياس له كما قال:

لا ناقِصي حَسَبٍ ولا


أيْدٍ إذا مُدَّتْ قِصارَهْ

ومثله المِهارة والبِكارة والواحدةُ مُهْرٌ وبَكْرٌ. والحِجْرُ: حطيم مكّة، وهو المَدارُ بالبيت كأنّه حُجْرَةٌ. مما يلي الَمْثَعب. وحِجْر: موضعٌ كان لثَمود ينزِلونَه. وقصبة اليمامة: حَجْرٌ، قال الأعشى:

وإنّ امرءاً قد زُرْتُه قبل هذه


بحَجْرٍ لخَيرٌ منكَ نفساً ووالِدا

والحِجْر والحُجْر لغتان: وهو الحرام، وكان الرجل يَلقَى غيره في الأشهر الحُرُم فيقول: حِجْراً مَحجُوراً أيْ حَرامٌ مُحرَّم عليك في هذا الشْهر فلا يبدؤهُ بشَرٍّ، فيقول المشركون يومَ القيامة للملائكة: حِجْراً محجُوراً، ويظُنّون أن ذلكَ ينفعُهم كفِعلِهم في الدنيا، قال:

حتى دَعَونا بأَرحامٍ لهم سَلَفَتْ


وقالَ قائلُهم إنّي بحاجُـورِ

وهو فاعُول من المنع، يَعني بمَعاذٍ. يقول: إني مُتَمسِّكٌ بما يُعيذُتي منك ويَحجُبُك عنّي ، وعلى قياسه العاثُور وهو المَتْلَفُ . والمُحَجَّر : المُحَرَّم . والمَحْجِرُ: حيثُ يَقَعُ عليه النِقابُ من الوَجْه، قال النابغة:

وتَخالُها في البَيتِ إذْ فاجَأتَهـا


وكأنَّ مَحْجِرَها سِراجُ الموقِدِ

وما بَدَا من النِقاب فهو مَحْجِر. وأحجار الخَيْل: ما آتُّخِذَ منها للنَسل لا يكادُ يُفرَد. ويقال: بل يقال هذا حِجْرٌ من أحجار خَيْلي، يَعني الفَرَسَ الواحد، وهذا اسم خاصٌّ للإِناث دونَ الذُكور، جَعَلَها كالمُحَرَّمِ بَيعُها ورُكوبُها.

والحَجْر: أن تحجُرَ على إنسانٍ مالَه فتَمنَعَه أن يُفسدَه. والحَجْر: قد يكون مصدراً للحُجرة التي يَحتَجرُها الرجل، وحِجارُها: حائطُها المحيطُ بها. والحاجرِ من مَسيل الماء ومَنابِت العُشْب: ما استَدارَ به سَنَدٌ أو نهْرٌ مُرتفع، وجمعُه حُجْران، وقول العجاج:

وجارةُ البيتِ لها حُجْريٌّ

أي حُرْمة. والحَجْرة: ناحيةُ كلِّ موضع قريباً منه. وفي المَثَل: يأكُلُ خُضْرةً ويَرْبِضُ حَجْرة أيْ يأكُلُ من الرَوضة ويَربِض ناحيةً. وحَجْرتا العَسَكر: جانِباه من المَيْمَنةِ والميْسَرة، قال:

إذا اجتَمَعُوا فضَضْنا حَجْرَتَيْهمْ


ونَجمعُهم إذا كـانـوا بَـدادِ

وقال النابغة:

أُسائِلُ عن سُعْدَى وقد مَرَّ بعدَنـا


على حَجَرات الدارِ سَبْعٌ كَوامِلٌ

وحِجْر المرأة وحَجْرها، لغتان، : للحِضْنَين.

جحر:

جَمْعُ الُجْحر: جِحَرة. أجْحَرته فانْجَحَر: أي أدخَلْتُه في جُحْر، ويجوز في الشعر: جَحَرتُه في معنَى أجْحَرتُه بغير الألف. واجتَحَر لنفسه جُحْراً. وجَحَرَ عنّا الربيع: تأخَّرَ، وقول امرءئ القيس:

جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ

أي أواخرُها. وقالوا: الجَحْرة السنةُ الشديدة، وإنّما سُمِّيَتْ بذلك لأنَّها جَحَرَتِ الناسَ، قال زهير:

ونالَ كرامَ الناس في الجَحْرةِ الأَكْلُ

حرج:

الحَرَجُ: المَأُثم. والحارِجُ: الآثِم، قال:

يا ليتَني قد زُرْتُ غيرَ حارِجِ

ورجُلٌ حَرِج وحَرَج كما تقول: دَنِف ودَنَف: في معنى الضَيِّق الصَدْر، قال الراجز:

لا حَرِجُ الصَدّرِ، ولا عنيفُ

ويقرأ يجعَلُ صدرهَ ضيِّقاً حَرَجاً وحَرِجاً. وقد حَرِجَ صدرهُ: أيْ ضاق ولا ينشَرحُ لخَير. ورجلٌ مُتَحَرِّج: كافٌّ عن الإثم. وتقول: أَحرَجَني إلى كذا: أيْ ألجَأني فخرِجْتُ إليه أي انضَمَمْتُ إليه، قال الشاعر:

تَزدادُ للعَيْن إبهاجاً إذا سَفَرتْ


وتَحْرَجُ العَيْن فيها حين تَنْتَقِبُ

والحَرَجَةُ من الشَجَر: الملتَفّ قَدْر رَمْية حَجَر، وجَمْعُها حِراج، قال:

ظلَّ وظلَّتْ كالحِراج قُبُـلا


وظلَّ راعيها بأُخْرَى مُبْتلَى

والحرِجْ: قِلادة كَلْبٍ ويجمَع على أحرِجة ثم أحراج، قال الأعشى:

بنَواشِطٍ غُضُفٍ يُقلِّدُها الأَحراجُ فَوْقَ مُتُونها لُمَعُ

والحِرْج: وَدَعة، وكِلابٌ محرّجةٌ: أي مُقَلّدة، قال الراجز:

والَشُّد يُدني لاحقاً والهِبْلَـعـا


وصاحبَ الحِرْج ويُدني مَيْلَعا

 

والحُرْجُوجُ: الناقةُ الوَّادة القَلْب، قال:

قَطَعْتُ بحُرْجُوجٍ إذا اللَّيلُ أظْلَما

والحَرَج من الإبِل: التي لا تُركَب ولا يَضربُها الفَحل مُعَدَّة للسِمَن، كقوله:

حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ

ويقال:قد حَرَج الغبارُ غيرُ الساطعِ المنضَمِّ إلى حائطٍ أو سَنَد، قال:

وغارة يَحرَجُ القَتامُ لهـا


يَهلِكُِ فيها المُناجِدُ البَطَلُ

جرح:

جَرحْتُه أجرَحُه جَرْحاً، واسمُه الجُرْح. والجِراحة: الواحدة من ضربة أو طعنةٍ. وجَوارح الإنسان: عواملُ جَسَده من يَدَيْه ورِجْلَيه، الواحدة: جارحة. واجَتَرَح عَمَلاً: أي اكتسَبَ، قال:

وكلٌّ فتىً بما عَـمَِـت يَداهُ


وما اجتَرَحَتْ عوامِلُهُ رَهينُ

والجَوارحُ: ذواتُ الصَيْد من السِباع والطَّيْر، الواحدة جارحة، قال الله تعالى: "وما عَلِّمِتُم من الجَوارح مُكَلبِّين".

رجح:

رَجَحْتُ بيَدي شيئاً: وَزنته ونَظَرت ما ثِقْلُه. وأرجَحْتُ الميزان: أَثقَلْتُه حتّى مال. ورََحَ الشيء رُجحاناً ورُجُوحاً. وأرجَحْتُ الرجلَ: أعطيته راجحاً. وحِلْمٌ راجح: يَرْجُحُ بصاحبه. وقَوْمٌ مَراجيحُ في الحِلم، والواحِدُ مِرْجاحٌ ومِرْجَح، قال الأعشى:

من شَبابٍ تَراهُمُ غيرَ مِيلٍ


وكُهُولاً مَراجحاً أحلاما

وأراجيحُ البَعير: اهتِزازُه في رَتَكانه إذا مَشَى، قال:

على رَبِذٍ سَهْل الأراجيح مِرْجَم

والفِعلُ من الأرجُوحة: الارتِجاح. والتَّرجُّح: التَذَبْذُب بينَ شَيْئَين.

باب الحاء والجيم واللام معهما

ح ج ل، ل ح ج، ج ل ح، ح ل ج مستعملات

حجل:

الحَجَلُ: القَيَح، الواحدة حَجَلةٌ. وحَجَلة العَروس تُجمَع على حِجال وحَجَل، قال:

يا رُبَّ بيْضاءَ ألوفٍ للحَجَل

والحَجْل، مجزوم، مَشْيُ المُقيَّد. وحِجلاً القَيد: حَلْقَتاه. قال عديّ بن زيد:

أعاذلُ قد لاقَيْتُ ما يَزَعُ الفَـتَـى


وطابَقْتُ في الحِجلَيْن مَشْيَ المُقيَّدِ

وفلانٌ يَحْجِل: إذا رَفَعَ رجلاً وَيَثِبُ في مَشْيه على رِجْل، يقال: حَجَلَ. ونَزَوان الغُراب حَجْله.

والحِجْل: الخَلْخال، ويقال: الحَجْل أيضاً، قال النابغة:

على أنَّ حِجْلَيْها وإن قُلتُ أُوسِعا


صَمُوتانِ من ملءٍ وقِلّةِ مَنطِق

والتَحْجيل: بَياضٌ في قَوائِم الفَرَس، فَرَسٌ مُحَجَّل، وفَرَسٌ بادٍ حُجُولُه، قال:

تَعالَوا فإِنَّ الـعِـلْـمَ عـنـدَ ذَوي


النُهَى من الناس كالبَلقْاء بادٍ حُجُولُها

والحَوْجَلةُ: من صِغار القَوارير ما وسعَ رأسُها، قال العجاج:

كأنَّ عَيْنَيهِ من الغُؤُورِ


قَلْتانِ أو حَوْجَلتا تارُورِ

وحَجَل الإبلِ: أولادُها وحَشوها. وحَجَلتْ عينُه: غارَتْ، قال:

فتُصبحُ حاجـلةً عـينُـه


بحِنْو اسِتِه وصَلاهُ عُيوبُ

حجل:

الجَحْل: ضرب من اليعسوب، والجمع جحِلان غير الخليل: ضَبٌّ جَحُول إذا كان ضَخْماً كبيراً.

لحج:

اللحَج: كَسر العين مثل اللَّخَص إلا أنّه من تحت ومن فوق. واللحجَ: الغَمَص نفسه. واللَّحْج، مجزُوم، المَيْلُولة التَحجَوا إلى كذا. وأَلحَجَهُمْ فيه كذا: أَمالَهُم فيه، قال:

ويَلْتَحجُوا بَكْراً لدَى كلِّ مِذنَبِ

قال العجاج:

أو تَلْحَجَ الألسُنُ فينا مَلْحَجا

أي تقولُ فينا فتَميل إلى القَبْيحِ عن الحَسَن.

جلح:

الجَلَحُ: ذَهابُ شَعْر مُقَدَّم الرأس، والنعتُ أجْلَحُ. والتَجليحُ: التَعميم في الأمر. وناقَةٌ مِجلاح: وهي المُجَلِّحة على السنة الشديدة في بقاءِ لَبَنٍها، والجميعُ: المَجاليح، قال:

شَدَّ الفَناءُ بمصباح مَجالـحَـه


شَيْحانةٌ خُلِقَتْ خَلْقَ المَصاعيبِ

والجالحةُ والجَوالحُ: ما تَطايَرَ من رؤوس النَبات كالقُطْن من الريح ونحوه من نَسْج العنكبوت. وكالثَّلْح إذا تَهافَتَ.

والجَلْحاء: البَقَرةُ الذاهبُ قَرناها بأَخَرةٍ. جُلاح: اسمُ أبي أُحَيْحَة، وكان سيِّدَ بني النَجّار وهو جَدّ عبد المطَّلب، كانت أمُّه سَلمَى بنتَ عَمْرو بنِ أُحَيْحَة. والمُجَلَّح: الكثير الأكل، ومنه ابن مقبل:

إذا اغبَرَّ العِضاهُ المُجَلَّحُ

وهو الذي أُكِلَ فلم يُتْرَكْ منه شيءٌ.

حلج:

والحَلْجُ: حَلْجُ القُطن بالمِحْلاج. والحَلْج في السَّيْر كقولك: بَيْننا وبينَهم حَلْجة صالحةٌ وحَلْجةٌ بعيدة، قال أبو النجم:

منه بعجز كصَفاةِ الحَيْجَل

وفي الأصل: الحَيْلَج.

باب الحاء والجيم والنون معهما

ح ج ن، ن ج ح، ج ح ن، ج ن ح مستعملات

حَجَنَ:

المِحْجَنة والمِحْجَن: عصا في طَرَفها عُقّاقة. واحتَجَنَ الرَجُل: إذا اختصَّ بشيءٍ لنفسه دونَ أصحابه. والاحتجان أيضاً بالمِحْجَن. حَجَنته عنه: أي صَدَدْتُه، قال:

ولا بُدَّ للمشَعُوف من تَبَع الـهَـوَى


إذا لم يَزَعْه من هَوَى النفس حاجنُ

وغَزوةٌ حَجون: وهي التي تظهر غيرها ثمَّ تخالف إلى غير ذلك الموضع، ويُقْصَدُ إليها. يقال: غَزاهم غَزوةً حَجوناً، ويقال: هي البعيدة، قال الأعشى:

فتلك إذا الحَجونُ ثَنَى عليها


عِطافَ الهَمِّ واختَلَطَ المَريدُ

والحَجون: مَوضع بمكّة قال:

فما أنتَ من أهل الحَجون ولا الصَفا

والحُجْنة: مَوضع أصابَه اعوِجاجٌ. والحَجَنُ: اعوجاجُ الشيء الأحجَن والصَّقْر وما يشبه من الطَّير أحْجَن المِنقار. ومن الأُنُوف أحجَن وهو ما أقبَلْتْ رَوثَتُه نحوَ الفَم فاستَأْخَرَتْ ناشزتاه قُبْحاً. وتكون الحُجْنةُ من الشَّعر: الذي جُعُودتُه في أطرافه.

نجح:

النُجْح والنَجاح: من الظَّفَر بالحوائج. نَجَحَتْ حاجتُك وأنجَحْتُها لك. وسِرْتُ سَيراً نُجحاً وناجحاً ونجيحاً: أي وشيكاً، قال:

يَشُلُّهُنَّ قَرَباً نَجيحاً

يصف قرباً على طريق المصدر. ورأيٌ نَجيحٌ: صَوابٌ. وتناجَحَتْ أحلامُه: إذا تَتابَعَت عليه رؤيا صِدقٍ. ونَجَحَ أمره: سَهُل ويَسَر.

جحن:

جَيْحُونُ وجَيْحانُ: اسم نَهْرٍ بالشام. والجَحِن: السَيِّء الغِذاء، قال الشّماخ يذكُر ناقةً:

وقد عَرِقَتْ مَغاِبنُها وجادَتْ


بدرَّتِها قِرَى جَحِنٍ قَتـينِ

أي قليلُ الطُّعْم.

جنح:

جَنَحَ الطائرُ جُنُوحاً: أي كَسَرَ من جَناحَيْه ثم أقبَلَ كالواقِعِ اللاَّجِئِ إلى موضع والرجُلُ يَجْنَحُ: إذا أقبَلَ على الشَيءِ يعَملُه بَيدَيْه وقد حَنَى إليه صدرهَ، قال:

جُنُوحَ الهالِكيِّ على يَدَيْه


مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِصال

وقال في جُنوح الطائر:

تَرَى الطَّيْرَ العتاق يَطَلْنَ منه


جُنُـوحـــاً.............

والسَفينةُ تجنَحُ جُنوحاً: إذا انتَهَتْ إلى الماءِ القليل فَلزِقَتْ بالأرض فلم تَمْض. واجتَنَحَ الرجُلُ على رِجْله في مَقْعَده: إذا انكَبَّ على يَدَيْه كالمُتَّكِئ على يَدٍ واحدة. وجَنَحَ الظَلامُ جُنُوحاً: إذا أقبَلَ اللَّيلُ، والاسم: الجِنْج والجُنْح، لغتان، يقال: كأنُّه جِنْج اللَّيْل يُشَبَّهُ به العَسْكَرُ الجَرّار. وجَناحا الطائر: يداه. ويَدا الإنسان: جناحاه. وجَناحا العَسْكَر: جانِباه. وجَناحا الوادي: أنْ يكونَ له مَجْرى عن يَمينه وعن شمَالِه. وجَنَحَت الناقةُ: إذا كانَتْ باركةً فمالَتْ عن أحَدِ شِقَّيْها. وجَنَحَتِ الإبِل في السَّيْر: أسرَعَتْ، قال:

والعيِسُ المَراسيلُ جُنَّحُ

وناقةٌ مُجَنَّحُة الجَنْبَيْن: أي واسعتها. وجَنَحْتُه عن وجهه جنحاً فاجتَنَحَ: أي أمَلْتُه فمالَ. واجْنَحْتُه فجَنَحَ: أمَلْتُه فمال، قال:

فإن تَنْأ لَيْلَى بعدَ قُرْبٍ ويَنْفَتِلْ


بها مُجْنَحُ الأَيّام أو مُستقيمُها

وجَوانِح الصَّدْر: الأضلاعُ المتَّصِلةُ رُؤوسُها في وَسَط الزَّوْر، الواحدةُ جانِحةٌ.

جنح:

يقال: حَنَجْتُه فاحتَنَجَ: أي أمَلْتُه فمالَ، وأحْنَجْتُه، لغة، قال العجاج:

فَتُحْمِلِ الأرواحَ حاجاً مُحْنَجاً


إليَّ أعرِفْ وَجْهَها المُلَجْلَجا

يَعني حاجةً ليسَتْ بواضحةٍ على وجهها ولكنَّها مُمالةُ المَعْنَى.

والحَنْج: إمالة الشَيءِ عن وجهه. والمِحْنجة: شَيءٌ من الأدَوات.

باب الحاء والجيم والفاء معهما

جح ج ف، ج ح ف، ف ح ج مستعملات

حجف:

الحَجَفُ: ضَرْبٌ من التِّرَسةِ مُقوِّرَةٌ من جُلُود الإبِل، الواحدة حَجَفة. والحُجاف: داءٌ يَعَتَري الإنسان من كَثرة الآكل أو من شَيءٍ لا يلائِمُه فيأخُذُ البطنَ استطلاقاً. وقيل رجلٌ مَحْجُوف، قال:

والمُشتَكي من مَغْلة المحَجُوفِ

جحف:

الجَحْفُ: شِبْهُ الجَرْف إلاّ أنّ الجَرْف للشيء الكثير والجَحْف للماء والكُرة وةنحوهما، تقول: اجتَحَفْنا ماءَ البئر إلاّ جُحفةً واحدة بالكَفِّ أو بالإناء. وتَجاحَفْنا الكُرَةَ بيننا بالصَوالِجة. وتَجاحَفْنا بالقِتال: تناول بعضُنا بعضاً بالعِصِيِّ والسُيُوف، قال العجاج:

وكانَ ما اهتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا

اهتَضَّ: أي كَسَرَ، بَهْرَجاً: أي باطلاً، والجِحاف: مُزاحَمةُ الحرب. وسنة مُجْحفةٌ: تُجحفُ بالقَوم وَتْجَتحِفُ أموالَهم. ويقال: مَن آثَرَ الدُنْيا أجْحَفَتْ بآخِرتِه. والجُحْفةُ: ميقات للإحرام.

فحج:

الفَحَجُ: تَباعُدُ ما بينَ الساقَيْن في الإنسان والدايَّة، والنعْتُ: أفحَجُ وفَحْجاءُ، ويُقال: لا فَجَحٌ فيها ولا صَكَكٌ.

باب الحاء والجيم والباء معهما

ح ج ب، ب ج ح، ج ب ح مستعملات

حجب:

الحَجْب: كُلٌّ شيءٍ مَنَعَ شَيئاً من شيءٍ فقد حَجَبَه حَجْباً. والحِجابةُ: ولايَة الحاجب. والحِجابُ، اسمٌ،: ما حَجَبْتَ به شيئاً عن شيءٍ، ويجمع على: حُجُب. وجمع حاجب: حَجَبة. وحِجاب الجَوْف: جِلْدةٌ تَحْجُبُ بينَ الفُؤاد وسائر البطن. والحاجب: عظم العَيْن ، من فَوق يَستُرُه بشَعْره ولحمه. وحاجبُ الفيل: اسمُ شاعرٍ. ويُسَمَّى رؤوسُ عظم الوَرِكَيْن وما يَلي الحَرْقَفَتَيْن حَجَبَتينِ وثلاث حَجَبات، وجمعهُ حَجَب، قال:

ولم يُوَقَّعْ برُكُوبٍ حَجَبُهْ

حبج:

أحْبَجَتْ لنا نارٌ وعَلَمٌ: أي بَدا بَغْتَةً، قال:

عَلَوْتُ أقصاهُ إذا ما أحْبَجا

بجح:

فلانٌ يَتَبَجَّحُ بفُلانٍ ويَتَمَجَّحُ به: أي بَهْذي به اعجاباً، وكذلك إذا تَمَزَّحَ به. وَبَجَّحنَي فَبَجِحْتُ: أي فرَّحَني ففَرِحْتُ. وبَجِحْتُ وبَجَحْتُ لغتان، قال:

ولكنّا بقُرباكَ نَبْجَحُ

جبح:

جَبَحُوا بِكَعابهم: رَمَوا بها ليُنْظَرَ أيُّها يخرُجُ فائِزاً. والأُجْبُحُ: مواضع النَّحْل فيالجبل، الواحد جِبحْ، ويقال: هو الجَبَلُ، قال الطرماح:

جَنَى النَحْل أضْحَى واتِناً بين أجُبحِ

باب الحاء الجيم والميم معهما

ح ج م، ج ح م، ج م ح، ح م ج، م ح ج مستعملات

حجم:

الحِجامة: حِرْفُة الحاجِم وهو الحجّام، والحَجْمُ فعله. والمِحْجَمة: قاورة. والمَحْجَم: مَوضعة من العُنُق. والحُجُومُ: اسمٌ للقُبل. والإِحجام: النُّكُوص عن الشّيء هَيبةً. والحِجام: شيءٌ يُجعل في خَطْم البَعير كي لا يعَضَّ، بَعيرٌ مَحْجُوم. والحَجْمُ: كفُّكُ إنساناً عن أمْرٍ يُريده. والحَجْم: وجدانُك شيئاً تحت ثَوْبٍ، تقول: مَسِسْتُ الحُبْلَى فوَجَدت حَجْمَ الصبَّيِّ في بَطْنها. وأحْجَمَ الثَدْيُ أي: نَهَدَ، قال:

قد أحْجَمَ الثَدْيُ على نَحْرها


في مُشرِقٍ ذي بَهجة نائر

جحم:

الجَحيمُ: النّارُ الشديدة التَأَجُّج والالتِهاب، جَحَمَت تَجحَمُ جُحُوماً.

وجاحِم الحرب: شدَّة القَتْل في معركتها، قال:

حتّى إذا ذات منها جاحِماً بَرَدا

والحَجْمةُ: العَيْن بلغة حِمْيَر، قال:

أيا جَحْمَتي بَكيِّ على أُمِّ واهِبٍ

وجَحْمَتا الأسَد: عَيناه بكلِّ لغة. والأَحْجَم: الشديدُ حُمرةِ العَيْن مع سَعَتها. والمرأةُ جَحْماءُ ونساءٌ جُحْمٌ وجَحْماواتٌ.

جمح:

جَمَحَتِ السفينةُ جُمُوحاً: تَرَكَتْ قَصدَها فلم يَضبطْها المَلاّحُون. وجَمَح الفَرَسُ بصاحبه جِماحاً: إذا ذَهَبَ جَرْياً غالباً. وكلٌّ شيءٍ مَضَى لوجهِه على أمرٍ فقد جَمَحَ، قال:

إذا عَزَمْتُ على أمرٍ جَمَحتُ به


لا كالذي صدَّ عنه ثُمَّ لم يَثُـبِ

وفَرَسٌ جَموحٌ: جامح، الذكَر والأُنثى في النَعتَيْن سَواءٌ. والجُمّاح والجميع: الجَماميحُ: شِبْهُ سُنْبُلٍ في رُؤرس الحَلِيِّ والصِّلِّيان. وجَمَحُوا بكِعابهم مثل جَبَحوا. والجُمّاح: شَيءٌ يَلْعَبُ به الصِبيان، يأخذون ثَلاثَ ريشات فيَربِطونا ويجعَلُون في وَسَطها تَمْرَةً أو عجيناً أو قِطعةَ طِينٍ فيرمُونَه فذلك الجُمّاح، قال: عَبْداً كأنّ رأسَه جُمّاحْ وقال الحطيئة:

أخو المَرْء يُؤتَي دونَه ثُـمَّ يُتَّـقَـى


بزُبِّ اللِّحَى جُردِ الخُصَى كالجَمامِحِ

والجُمّاحةُ والجَماميح: رؤوس الحَليِّ والصِليِّان ونحو ذلك مِمّا يخرُجُ على أطرافه شِبْه سُنْبُل غيرَ أنّه كأذنان الثَعالب. والجِماح: موضع، قال الأعشى:

فكم بينَ رُحْبَى وبينَ الجِما


حِ أرضاً إذا قيسَ أميالُها

حمج:

وتَحميج العَيْنَيْن: إذا غارتَا، قال:

لقد تَقُودُ الخَيْلَ لم تُحَمِّجِ

أي لم تَغُرْ أعينُها. والتَحميج: النَظَرُ بخَوفٍ. ويقال: تَحميجُها هُزالُها. والتَحميجُ: تغُيُّر الوَجْه من الغضب. وفي الحديث: "ما لي أراكَ مُحَمِّجاً".

محج:

المَحْجُ: مَسْحُ شيءٍ عن شيءٍ. والرِيحُ تَمْحَجُ الأرضَ: أي تَذْهَبُ بالتُراب حتّى يتناولَ من أَدَمة الأرض تُرابَها، قال العجاج:

ومَحْجُ أرواحٍ يُبارينَ الصبَّا

ويُرْوَى: وسَحْجُ أرواحٍ.

مجح:

التمَجُّح: الاعجابُ بالشيء.

باب الحاء والصاد والشين معهما

ش ح ص مستعمل فقط

شحص:

الشَّحْصاء: الشاة التي لا لَبَنَ لها.

باب الحاء والشين والطاء معهما

ش ح ط مستعمل فقط

شحط:

الشَّحْطُ: البُعْدُ في الحالات كُلّها يُخَفَّف ويُثَقَّل. شَحَطَتْ دارُه تَشْحَطُ شُحُوطاً وشَحطاً. والشَحْطة: داءٌ يأخذ في صُدُور الإبِل لا تكادُ تنجُو منه. ويقال لأثَرِ سَحْج يُصيب جَنباً أو فَخِذاً ونحوه: أصابته شَحطةٌ. والشَّوْحَطُ: ضربٌ من النَّبْع.

والمِشْحَطُ: عُوَيْدٌ يوضَع عند القضيب من قُضبان الكَرْم يقيه من الأرض.

والتَشحُّطُ: الاضطِرابُ في الدم. والوَلَدُ يَتَشَحَّطُ في السَّلَى: أي يضطرِبُ فيه، قال النابغة:

ويَقْذِفْنَ بالأولادِ في كُلِّ مَنْزِلٍ


تَشَحَّطُ في أَسلائِها كالوصَائِل

يَعني بالوصائل البُرودُ الحُمْر.

باب الحاء والشين والدال معهما

ح ش د، ش ح د يستعملان فقط

حشد:

يقال: حَشَدوا أي خَفُّوا في التَعاوُن، وكذلك إذا دُعُوا فأَسْرَعُوا الإجابة، يستعمل في الجميع، قَلَّما يُقال: حَشَدَ، إلاّ أنَّهم يقولون للإبِل: لها حالِبٌ حاشدٌ أيْ لا يفتُرُ عن حَلْبها والقيام بذلك.

شحد:

الشَّوْحَدُ: الطَويل من النُّوق، قال الرطرماح:

بفَتْلاءَ أمرار الذراعين شَوْدَحِ

وهذا مقلوبٌ من شَوْحَد.

باب الحاء الشين والذال معهما

ش ح ذ يستعمل فقط

شحذ:

الشَّحْذُ: التَّحديد، شَحَذْت السِكِّينَ أشحَذهُ شَحْذاً فهو شَحِيذٌ ومَشْحُوذٌ، قال رؤبة:

يَشحَذُ لَحيَيْهِ بنابٍ أعْصَلِ

والشَحَذانُ: الجائع.

باب الحاء والشين الراء معهما

ح ش ر، ش ح ر، ش ر ح، ر ش ح، ح ر ش مستعملات

حشر:

الحَشْر: حَشْرُ يَومِ القِيامة وقوله تعالى: "ثم إلى ربِّهم يُحشَرون"، قيل: هو الموتُ. والمَحْشَرُ: المجمعُ الذي يُحشَرُ إليه القوم. ويقال: حَشَرتْهُم السَّنةُ: وذلك أنَّها تضُمُّهم من النَّواحي إلى الأمصار، قال:

وما نَجا من حَشْرها المَحْشُوش


وَحْشٌ ولا طمْشٌ من الطُمُوش

قال غير الخليل: الحَشُّ والمَحشُوش واح. والحَشَرة: ما كان من صِغار دَوابِّ الأرض مثل اليّرابيع والقَنافِذ والضبِّاب ونحوها. وهو اسمٌ جامعٌ لا يُفردَ منه الواحد إلاّ أن يقولوا هذا من الحشرة.

قال الضرير: الجَرادُ والأرانِبُ والكَمْاة من الحَشَرة قد يكون دَوابَّ وغير ذلك.

والحَشْوَر: كُلُّ مُلَزَّز الخَلْق. شديدةُ. والحَشْر من الآذانِ ومن قُذّذ السِهام ما لطُفَ كأنَّما بُرِيَ بَرْياً، قال:

لها أذُنٌ حَشرٌ وذِفْرَى أسيلةٌ


وخدُّ كمِرآة الغريبة أسجَحُ

وحَشَرْتُ السِنانَ فهو مَحْشُور: أي رَقَّقُته وأَلْطَفْتُه.

شحر:

الشِحْرُ: ساحِلُ اليَمَن في أقصاها، قال العجاج:

رَحَلْتُ من أقصَى بلاد الرُحَّلِ


من قُلَل الشِحْرِ فجَنْبَيْ مَوْكِلِ

ويقال: الشِحْر مَوضع بعُمان.

شرح:

الشَّرْحُ: السَعَةُ، قال اللهُ -عزَّ وجلَّ-: "أفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَه للإِسلام" أي وسَّعَه فاتَّسَعَ لقَول الخير. والشَرْحُ: البَيان، اشرَحْ: أيْ بيِّنْ. والشَّرْحُ والتَشريحُ: قِطْعُ اللَّحم على العظام قَطْعاً، والقِطعة منه شَرْحةٌ.

رشح:

رَشَحَ فلانٌ رَشْحاً: أي عَرِقَ. والرَشْحُ: اسمٌ للعَرَق. والمِرْشِحَةُ: بِطانةٌ تحت لِبْدِ السَّرْج لنَشْفِها العَرَق.

والأُمُّ تُرشِّحُ وَلَدَها تَرشيحاً باللَّبَن القليل: أيْ تجعلُه في فَمِه شيئاً بعدَ شيءٍ حتى يقْوَى للمَصِّ.

والتَرشيحُ أيضاً: لَحْسُن الأُمِّ ما على طِفلها من النُدُوَّة، قال:

أُدْمُ الظِباء تُرَشِّحُ الأطفالا

والراشِحُ والرَواشِحُ: جبال تَنْدَى فرُّبَما اجتَمَعَ في أصُولها ماء قليل وإنْ كَثُرَ سُمِّيَ واشِلاً. وإِنْ رأيتَه كالعَرَق يَجري خلالَ الحِجارة سُمِّيَ راشِحاً.

حرش:

الحرش والتحريش: إغراؤك إنسناً بغيره. والأحرش من الدنانير ما فيه حشونة لجِدَّته، قال:

دنانيرُ حُرْشٌ كُلُّها ضَربُ واحِدٍ

والضَبُّ أحرَشُ: خَشِنُ الجِلدِ كأنَّه مُحَزَّز. واحترشْتُ الضَبَّ وهو أن تَحرِشَه في حُجْره فتُهيجَه فإذا خَرَجَ قريباً منك هَدَمْتَ عليه بقيَّةَ الجُحْر. ورُبَّما حارَشَ الضَبُّ الأفعَى: إذا أرادت أن تدخُل عليه قاتَلَها.

والحَريشُ: دابَّةٌ لها مَخالِبُ كمخَالبِ الأسد ولها قرون واحد في وسط هامَتها، قال:

بها الحريشٌ وضِغْزٌ مائِلٌ ضَبِرٌ


يَأوي إلى رَشَفٍ منها وتقليصِ

والحَرْش: ضَرْبٌ من البَضْع وهي مُسْتَلْقِيةٌ.

باب الحاء والشين والنون معهما

ح ش ن، ش ح ن، ش ن ح، ن ش ح، ح ن ش مستعملات

حشن:

حَشِنَ السِقاءُ حَشَناً وأَحْشَنتُه أنا: إذا أكثَرْتُ استعماله بحَقْن اللَّبَن ولم يُغْسَل ففَسَدَتْ ريحُه.

شحن:

شَحَنْتُ السَّفينةَ: مَلأَتها فيه مَشْحُونة. والشَحْناءُ: العَداوة، عَدُوٌّ مُشاحِن: يشحَنُ لك بالعَداوة.

شنح:

الشَناحيٌّ: نَعْتٌ للجَمَل في تَمام خَلْقه: قال:

أعَدُّوا كلَّ يَعْمَـلَةٍ ذَمُـولٍ


وأعْيَسَ بازلٍ قَطمٍ شَناحي

نشح:

نَشَحَ الشاربُ: أي شَرِبَ حتّى امتَلأ، ويقالُ للَّذي يشرَبُ قليلاً قليلاً، قال:

وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هِيمُ

وسقاءٌ نَشّاح، أي نَضّاح.

حنش:

الحَنَشُ: من الحَرابيِّ وسَوامِّ أبْرَصَ ونحوه، تُشبه رُؤوسُه رُؤوس الحَيّات، وجمعُه أحناش، قال الشماخ:

تَرَى قِطَعاً من الأحناش فيه


جَماجِمُهُن كالخَشَل النَزيعِ

يَصفِها في الوَكْر.

قال زائدة: الخشْل ما يُكْسَر من الحُلِيِّ، ونَزيعٌ ومَنْزُوع واحد.

باب الحاء والشين والفاء ومعهما

ح ش ف، ش ح ش، ح ف ش، مستعملات

حشف:

الحَشَفُ: ما لم يُنْوِ من التَمْر، فإذا يَبِسَ صَلُبَ وفَسَدَ، لا طَعْمَ له ولا حَلاوة. وقد أحشَفَ ضَرْعُ الناقة: إذا يَبِسَ وتَقَبَّضَ. والحَشيفُ: الثَوْبُ الخَلَق. والحَشَفةُ: ما فَوقَ الخِتان. والحَشَفُ: الضَرْعُ اليابسُ، قال طرفة:

فطَوراً به خَلْفَ الزَميل وتارةً


على حَشَف كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ

فحش:

الفُحْشُ: مَعرُوف، والفَحْشاءُ: اسمٌ للفاحِشة. وأفحَشَ في القَوْل والعَمَل وكلِّ أمر: لم يُوافقِ الحَقَّ فهو فاحِشةٌ. وقوله تعالى: "إلاّ أنْ يأتِينَ بفاحِشةٍ مُبَيَّنةٍ"، يَعني خُروجَها من بَيْتها بغير إِذْنِ زوجها المُطَلِّقها.

حفش:

الحِفْش: ما كانَ من الآنِية مِمّا يكون أوعية في البَيت للطِيب ونَحوهِ، وقَواريرُ الطيب أحفاش.

والسَّيْل يحفِش الماءَ حَفْشاً من كُلِّ جانب إلى مُستَنْقِعٍ واحدٍ فتلك المسايلُ التي تَنَصبُّ إلى المسيل الأعظَمِ من الحوافِش، الواحدة حافِشة، قال:

عَشيَّةَ رُحْنا وراحُوا إلينـا


كما مَلأَ الحافِشات المَسيلا

وقال مرار بن منقذ:

يَرجِعُ الشَدُّ على الشَدِّ كما


حَفَشَ الوابلَ غَبْثٌ مُسْبَكِرّ

وحَفَش: أي طَرَدَ فأسرَعَ، يصف الفَرَس. والحِفْشُ: البيتُ الصَغير أيضاً. والحَفْش: الجَريُ. وهُم يحفِشُون عليك ويجلُبون: أي يجتمعُون. والفَرَسُ يحفِشُ الجَرْيَ: أي يُعقِبُ جَرْياً بعدَ جَرْي فلا يزدادُ إلا جَودة.

باب الحاء والشين والباء معهما

ح ش ب، ش ح ب، ح ب ش، ش ب ح مستعملات

حشب:

الحَوْشَبُ: عظمٌ في باطِن الحافِر بينَ العَصَب والوَظيف. والحَوْشَبُ: العظيم البطن، قال الأعلم الهذلي:

وتجُرُّ مُـجـرِيةٌ لـهـا


لَحمي إلى أجرٍ حَواشِبْ

وقال العَجّاج في الوَظيف:

في رُسُغٍ لا يَتَشَكَّى الحَوْشَبا

الحَوْشَب: من أسماء الرجال.

شحب:

شَحَبَ يَشحَبُ شُحوباً: أي تَغَيَّر من سَفَرٍ أو هُزال أو عَمَل، قال:

فإنّ كِرامَ الناس بادٍ شُحُوبُها

حبش:

الحَبَشُ: جنْس من السُودان، وهم الحُبْشان والحَبْش، وفي لغة يقولون: الحَبَشِة على بناء سَفَرة، وهذا خطأ في القياس لأنّك لا تقول حابش كما تقول: فاسق وفَسَقة، ولكنّه سارَ في اللَّغات وهو في اضطِرار الشعر جائز. والأُحُبوش كالحَبَش، قال:

كأنَّ صِيران المَهَا الأخلاطِ


بالرَّمْل أُحبُوشٌ من الأنباطِ

وأما الأحابيش فكانوا أحياءَ من القارَة انضَمُّوا إلى بني ليث في الحَرْب التي وقَعَت بينهم وبينَ قُرَيش قبلَ الإسلام فيها إبليس لقريش: إني جارٌ لكم من بني كبْت فواقِعوا محمداً، أتاهم في صورة سُراقة بن مالك بن جَعْثم، وذلك حيث يقول الشاعر:

لَيْثٌ ودِيِلٌ وكعبٌ والتـي ظَـأَرَتْ


جُمْعَ الأحابيشِ لمّا احمَرَّتِ الحَدَقُ

سُمُّوا بذلك لتَجَمُّعِهم فلمّا صارَ لهم ذلك الاسمُ صارَ التَحبيش في الكلام كالتجمع، قال رؤبة:

أولاك حَبَّشتُ لهم تَـحـبـيشـي


فَرضي وما جَمَّعْت من خُروشي

والحُبْشّيُة: ضَرْبٌ من النَّمْل سُودٌ عِظامٌ، لمّا جَعَلوا ذلك اسماً غيَّروا اللفظ ليكونَ فَرقاً بين النسبةِ والاسمِ. النِسبةُ: حبَشيَّة، والاسم: حبُشْيّة. وعلى هذا أيضاً الحُبْشيّة: ناقةٌ شديدة السَواد.

شبح:

الشَبَحُ: ما بَدا لكَ شَخصُه من الخلق، يقال: شَبَحَ لنا أي مَثَلَ، وجمعهُ: أشباح، قال:

رَمَقْتُ بعيَنْي كل شَبْحٍ وحائِلِ

وقال:

كأنَّما الرَحْلُ منهما فوقَ ذي جُدَدٍ


ذبِّ الريادِ إلى الأشباح نَظّـارِ

أي كثير الرِياد وهو الاقبال والادِبار في الرَعْيِ. ويقال في التصريف أسماءُ الأشباح وهو ما أدرَكَتْهُ الرُؤيةُ والحِسُّ، وأسماء الأعمال: ما لا تدركه الرؤيةُ ولا الحِس. والشَبْحُ: مَدُّك الشَيءَ بينَ أوتاد ليَجِفَّ. والمضُروبُ يُشّبُح إذا مُدَّ للجَلْد. ورجُلٌ مَشبُوح الذِراعَيْن: أي طويلُهما، قال أبو ذؤيب:

فذلك مَشبُوحُ الذراعَـيْن خَـلْـجَـمٌ


خَشُوفٌ إذا ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها

باب الحاء والشين الميم معهما

ح ش م، ش ح م، ح م ش، م ح ش مستعملات

حشم:

الحَشَمُ: خَدَمُ الرجل ومَن دونَ أهلِه من وَلَدِه وعِياله. والحِشمةُ: الانقباض عن أخيك في المَطْعَم وطَلَب الحاجة، تقول: احتَشَمْتُ، وما الذي حَشَمَكَ وأحشَمَكَ أيضاً. والحُشُومُ: الإِقبال بعدَ الهُزال، حَشَمَ يحشِمُ، ورجلٌ حاشِم، وقد حَشَمتِ الدَّوابُّ في أوَّل الربيع وذلك إذا أصابت شيئاً فحَسُنَتْ بطُونُها وعَظُمَت.

شحم:

رجلٌ شاحِمٌ لاحم: إذا أطعَمَ الناسَ الشَّحْمَ واللَّخْمَ. وقد شَحَمَهُم يَشْحَمُهُم شَحْماً. وشَحْمةُ الرُمّانة: هَنَةٌ في جَوْفها تَفْصِلُ بين حَبّها، وإذا غَلُظَت قلتَ رُمّانة شَحِمةٌ. وعَنِبٌ شَحِمٌ: قليلُ الماء صُلْبُ اللِّحاء. وشَحْمةُ الأُذن: لَحْمةُ مُتَعَلَّق القُرْطِ من أسفَلَ.

حمش:

الحَمْشُ: الدَّقيقُ القوائِمِ. وساقٌ حَمْشةٌ، جزم، وتجمَع على: حُمْش وحِماش، قال الطرماح يصف الدِيَكةَ:

حِماشُ الشَّوَى يَصْدَحْنَ من كُلِّ مَصْدَح

أيْ: من كل وجه. والاستِحماش في الوَتَر أحسَنُ، يقال: أوتارٌ حَمْشةٌ، ووَتَرٌ حَمْشٌ: مُسَتْحِمش، قال:

كأنَّما ضُرِبَت قُـدّامَ أعـيُنِـهـا


قُطْنٌ بِمُسْتَحِمشِ الأوتارِ مَحْلُوجُ

واستَحْمَشَ الرجُلُ: اشتَدَّ غضَبُه.

محش:

المَحْشُ: تناولٌ من لَهَبٍْ يُحرِق الجلدَ ويُبدي العظمَ، يقال مَحَشَتْه النارُ مَحْشاً.

باب الحاء والضاد والدال معهما

د ح ض مستعمل فقط

دحض:

الدَّحْضُ: الزَلَقُ، يقال: مَزْلَقَةٌ مِدحاضٌ. والدَّحْضُ: الماءُ الذي تكون منه المزْلَقَةُ. ودَحَضَتِ الشَمس عن بطن السَماءِ، أي زالت. ودَحَضَت حُجَّتُه: أي: بَطَلَتْ. ودُحَيْضة: موضع، قال:

َأَتْنَسْيَن أيّاماً لنا بدُحَيْضةٍ


وأيّامَنا بينَ البَديِّ فَثَهْمَدِ

البَديُّ: بئْر لحِمَى ضَرِبَّة لبني جعفر بن كلاب. ودَحَضَتْ رِجْلُ البعير: زَلَقَت.

باب الحاء والضاء والظاء معهما

ح ض ظ مستعمل فقط

حضظ:

الحُضَظ لغة في الحُضَض: دواءٌ يُتَّخذُ من أبوالِ الإِبل.

باب الحاء والضاد والراء معهما

ح ض ر، ر ح ض، ح ر ض، ض ر ح، ر ض ح مستعملات

حضر:

الحَضَرُ: خلافُ البَدْو، والحاضِرة خلاف البادية لأنَّ أهل الحاضرةِ حَضَروا الأمصارَ والديار. والباديةُ يُشبِهُ أنْ يكونَ اشتِقاق اسمه من: بدا يبدو أى بَرَزَ وظَهَرَ، ولكنّه اسمٌ لَزِمَ الموضع خاصَّةً دونَ ما سِواه، والحَضْرَةُ: قرب الشَّيء. تقول: كنت بحَضرةِ الدار، قال:

فشَلَّتْ يَداهُ يومَ يحمِـلُ رأسَـه


إلى نَهشَل والقَومُ حَضرةَ نَهْشَلِ

وضَرَبُته بحَضْرَة فلانٍ، وبمَحْضَره أحسَنُ في هذا. والحاضِرُ: هُمُ الحَيُّ إذا حَضَروا الدارَ التي بها مُجتَمَعهُم فصارَ الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسامِرِ ونحوِهما، قال:

في حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سامـرُه


فيه الصَواهِلُ والرواياتُ والعَكَرُ

والحُضْر والحِضار: من عَدْوِ الدابَّة، والفعل: الإحضار. وفَرَسٌ مِحضير بمعنى مِحضار غيرَ أنّه لا يقالُ إلا بالياء وهو من نَوادر كلام العرب، قال امرؤ القيس:

استلحم الوحشُ على أحشائهـا


أهوَجُ مِحضيرٌ إذا النقْعُ دَخَنْ

والحضيرُ: ما اجتَمَعَ من جائية المِدَّةِ في الجُرْح، وما اجتَمَعَ من السُّخد في السَّلا ونحوه.

والمُحاضرةُ: أنْ يُحاضِرَك إنسان بحَقّكَ فيذهَب به مُغالَبةً ومُكابَرةٌ.

والحِضار: اسم جامع للإبِلِ البِيض كالهِجان، الواحدةُ والجميع في الحضار سَواءٌ. وتقول: حَضارِ. أي: احضَرْ مثلُ نَزالِ بمعنَى انزِلْ . وتقول: حَضِرت الصَّلاةُ، لغة أهل المدينة، بمعنى حَضَرت، وكلهم يقولون: تَحضُر.

وحَضارِ: اسم كوكب معروف، مجرورٌ أبداً، وحَضْرَمَوْت: اسمان جُعِلا اسماً واحداً ثم سُمِّيَت به تلك الَبْلَدة، ونظيرهُ: أحمرجون.

رحض:

ثَوبٌ رَحيضٌ ومَرْحُوضٌ: أي: مَغسُول. والرحْضُ: الغَسْل. وقالتْ عائشة في عُثمانَ: "استَتابوه حتى إذا تَرَكوه كالثَوْبِ الرَّحيض أحالوا عليه فقَتَلُوه". والمِرْحَضةُ: شيءٌ يُتَوَضَّأ فيه مثل كنيف وكذلك المِرحاضُ وهو المُغَتسَل.

والرُحَضاء: عَرَق الحُمَّى، رُحِض الرجُلُ أخَذَتْهُ الرُحَضاءُ.

حرض:

التَحريضٌ: التَحضيضُ. والحُرضُ، مثقل، الأشْنان، والمِحْرَضةُ: وِعاؤه. وقوله تعالى: "حتّى تكونَ حَرضَاً " أي مُحْرَضاً يُذيبك الهَمُّ، وهو المُشرِف حتى يكاد يَهلِك. رجلٌ حَرَضٌ ورجالٌ أحراض. والحَرَضُ: الذي لا خيرَ فيه لؤماً ودقّةً من كلّ شيءٍ. والفِعل منه: حَرُضَ يحرُضُ حُروضاً. وناقةٌ حَرَضٌ وإبِلٌ أحراض: وهو الضاوي الرديءُ.

ضرح:

الضَرْحُ: حَفرُكَ الضَريحَ للميِّت وهو قَبْرٌ بلا لَحْدٍ، ضَرَّحْتُ له. والضَرْحُ: الرَمْيُ بالشيْءِ. واضطَرُحوا فلاناً: إذا رَمَوا به، والعامَّةُ تقول: اطَّرَحُوه، يظُنُّونَ أنَّه من الطَرْح وإنّما هو من الضَرْح، قال:

ضرحاً بصليات النُسور نحتبي

ويقال: الضَرْحُ الرُمْح. والضرُّاح بيت في السَّماء. والمَضْرَحيُّ من الصِقُوُر: ما طالَ جَناحاهُ، قال طفة:

كأنَّ جَناحَي مَضْرحَيٍّ تَكَنَّفا

ويقال للرجل السيد السَريِّ: مَضْرَحيّ. ويقال المَضْرَحّي. ويقال المَضْرَحِيُّ: الأبيضُ من كلّ شَيءٍ.

رضح:

الرَضْحُ: رَضْحُك النَّوَي بالمِرْضاح أي: بالحَجَر، الخاء لغة قليلة.

باب الحاء والضاد واللام معهما

ض ح ل، ح ض ل يستعملان فقط

ضحل:

الضَّحْل: الماءُ القريبُ القَعْر. والضَّحْضاحُ: أعَمُّ منه قلَّ أو كَثُر. أوتان الضحل: الصَّخْرة بعضُها غامِرٌ وبعضُها ظاهر. والمَضْحَل: مكان يقِلُّ فيه الماء من الضَّحْل، وبه يُشَبَّه السَّراب، قال:

حسِبتُ يَوماً غيرَ قَرٍّ شاملاً


يَنسُجُ غُدراناً على مَضاحِلاً

حضل:

حَضِلَتِ النخْلةُ: أي فَسَدَ أصولُ سَعَفِها، وحَظِلَتْ أيضاً وصَلاحُها: إشعالُ نارٍ حتّى يحترقَ ما فَسَدَ من ليفها وسَعَفها ثم تجُوُد بعد ذلك.

باب الحاء والضاد والنون معهما

ح ض ن، ن ض ح،ن ح ض، ض ح ن مستعملات

حضن:

الحِضْن: ما دونَ الإبْط إلى الكَشْح، ومنه احتضانك الشَيءَ وهو احتمالُكَهُ وحَمْلكَهُ في حضنِك كما تَحْتَضِنُ المرأة ولدها فتحمله في أحد شِقَّيْها. والمُحْتَضَنُ: الحِضْن، قال:

هَضيمُ الحَشَا شَخْتَةُ المُحتَضَنْ

والحَضانةُ: مصدر الحاضِنة والحاضِن وهما اللذان يُربِّيان الصَبيِّ. وناحِيَتا المَفازةِ: حِضناها، قال:

أجَزْتُ حِضْنَيه هِبَلاًّ وعثا

وعَنْزٌ حَضون: أَيْ أحَد طُبْيَيْها أطوَلُ. والحَمامةُ تَحتضِنُ بَيْضَها حُضُوناً للتفريخ فهي حاضِنٌ. وسُقْعٌ حَواضِنُ: أي جَواثِمُ، قال النابغة:

رَمادٌ مَحَتْة الريحُ من كُلِّ وِجْهةٍ


وسُفْعٌ على ما بَيْنَهُنَّ حَواضِنُ

أي أثافيُّ جَواثم على الرَماد. وحَضَنْتْ الرجل عن الشيء: اختَزَلتُه ومَنَعْتُه، قال ابن مسعُود: لا تُحضَنُ زَيْنَبُ امرأةُ عبدِ الله أي لا تُحجَب عنه ولا يُقْطَعُ أمرٌ دونها. وفُلانٌ احتَجَنَ بأمرٍ دُوني وأحضَنني: أي أخَرجَني منه في ناحيةٍ. وقالت الأنصار لأبي بَكْر: تُريدونَ أن تَحضُنونا من هذا الأمر.

والمِحْضَنة: المعمُولةُ من الطيِن للحمامة كالقصعة الرَّوْحاء. والمَحاضِن: المَواضِع التي تحضُنُ فيها الحمامة على بَيْضها، واحدُها مَحضَن. والأعنُز الحَضَينات: ضَربٌ منها شَديَدة الحُمْرة، وأسوَدُ منها شَديدُ السَواد. والحَضَن: جَبَل، قال الأعشى:

كخلْقاء من هَضبَات الحَضَنْ

نضح:

النَضْح: كالنَضْخ رُبَّما اختَلَفا ورُبَّما اتَّفَقا. ويقال: النَّضخ ما بَقِيَ له أَثَرَ، يقال: على ثَوبه نَضْخُ دَمٍ. والعَيْن تَنْضَح بالماء نَضْحاً: أي تفور وتنضح أيضاً. والرجُلُ يعتَرفُ بأمرٍ فيَنْتَضِحُ منه: إذا أظهَرَ البَراءةَ وبَرَّاً نفسَه منه جُهْدَه. والنَضيحُ من الحِياض: ما قرُبُ من البِئر حتّى يكونَ الافِراغ فيه من الدَلْوِ ويكونَ عظيماً، قال:

فغَدَونا علَيهِمُ بُكرةَ الـوِرْ


دِ كما تورِدُ النَضيحَ الهِياما

والناضِحُ: جَمَلٌ يُسْتَقَى عليه الماء للقِرَى في الحَوض، أو سِقيْ أرضٍ وجَمعُه النَواضِح. والفَرَس يَنْضَحُ: أي يعْرَقُ، قال:

كأنَّ عِطْفَيْه من التَنْضاحِ


بالماء ثوباً مُنْهِلٍ مَـيّاحِ

أي مُستَقٍ بيَده. والجَرَّة تنضَحُ بالماء: يخرُج الماء من الخَزَف لرِقَّتِها. والجَبَل يَنْضَحُ: إذا تَحَلَّبَ الماءُ من بين صُخُوره. ويقال في القتال: نضِّحوهُم بالنُّشّاب ورَضِّحوهم بالحِجارة. واستَنْضَحَ الرجلُ: أي رَشَّ شيئاً من الماء على فَرْجه بعدَ الوُضُوء. إذا ابتَدَأَ الدقيق في حَبِّ السُنْبُل وهو رَطْبٌ قيلَ: قد أنْضَحَ ونَضَحَ، لغتان. والنَّضُوحُ: الطِيبُ.

نحض:

النَحْضُ: اللَّحْم نفسُه، والقطعةُ الضَخْمةُ تُسَمَّى نَحْضَة. ورجُلٌ نَحيضٌ، وامرأةٌ نَحيضةٌ: كثيرة اللَّحْم.

وقد نَحُضَ نَحاضةً، فإذا قُلتَ: نُحِضَتْ فقد ذَهَبَ لحمُها فهي مَنحُوضةٌ ونَحيضٌ. ونحضتُ السِنان رَقَّقْتُه، قال حميد:

كَمَوقِف الأشقَرِ إنْ تَـقَـدَّمـا


باشَرَ مَنحُوضَ السِنانِ لَهْذَمـا

والموتُ من وَرائه ان أحجَما



ضحن:

الضَّحَنُ: اسم بَلَد.

باب الحاء والضاد والفاء معهما

ف ض ح، ح ف ض يستعملان فقط

فضح:

والاسم: الفضيحة: ويجمَع الفضائح. والفَضْح فِعلٌ مُجاوز من الفاضِح إلى المفضُوح، قال في الفضائح:

قَومٌ إذا ما رَهِبوا الفضائحا


على النِساء لَبْسُوا الصَفائِحا

وقال الأعشى:

لأَمُكُّ َبالهِجاء أحَـقُّ مِـنّـا


لِما أَوْلتْكَ من شَوط الفِضاح

الشَوط: المُجازاة. يقال للمُفتَضِح: يا فَضُوح. وأفضَحَ البُسْرُ: إذا بَدَتْ فيه الحُمرة. والفُضْحةُ: غبرة في طُحْلة يُخالِطُها لونٌ قَبيحٌ يكونُ في ألوان الإبِل والحمام، والنَعْتُ أفضَحُ. قد فَضِحَ فَضَحاً.

حفض:

الحَفَض: القَعود نفسُه بما عليه، ويقال: بل الحَفَضُ كلُّ جُوالَقٍ فيه مَتاع القَوم ويُحْتَجُّ بقوله:

على الأحفاضِ نَمنَعُ من يَلينا

ويقال: الأحفاضُ في هذا البَيت صِغارُ الإبِل أوَّلَ ما تُرْكَبُ، وكانوا يُكِنُّونها في البيت من البَرْد، قال:

بملقى بُيُوتٍ عُطِّلَتْ بحِفاضِها


وإنَّ سَوادَ اللَّيل شُدَّ على مُهْر

ويقال: الأحفاض عند الأخبية. ومَثَلٌ من الأمثال: "يَومٌ بيَومِ الحَفَض المُجَوَّر".

باب الحاء والضاد والباء معهما

ح ض ب، ض ب ح، ح ب ض، ب ح ض، مستعملات

حضب:

الحَضَب والحَصَبُ واحدٌ، وقُرِئَ: "حَضَبُ جَهَنَّم"، قال الأعشى:

فلا تَكُ في حَرْبِنا مِحْضَباً


لتجعَلَ قَومَك شَتَّى شُعوبا

أيْ موقِداً.

ضبح:

ضَبَحْتُ العُودَ بالنار: إذا أحرَقْتُ من أعليه شيئاً، وكذلك حِجارة القَدّاحة إذا طَلَعَتْ كأنَّها محترقة: مَضبُوحة، قال طرفة:

واصفَرَ مَضبْوُحٍ نَظَرتُ حوارهَ


إلى النارِ واستَوْدَعتُه كفَّ مُجْمِدِ

أي بَخيلُ يُريدُ المَضْبُوحَ بالنار. يقال: كلُّ شيءٍ مَسَّتْه النارُ فقد ضَبَحَتْه. والضبُّاح: صَوْتُ الثَعلَب. والهامُ يَضْبَحُ، قال الشاعر:

من ضابح الهامِ وبُومٍ نُوَّمٍ

الأُرجوزة للعَجّاج، وقال ذو لارمة:

سَباريت يخلُو سَمْعُ مُجتاز رَكْبهـا


من الصَوتٍ إلاّ من ضُباح الثِعالِبِ

والخَيْلُ تَضْبَحُ في عَدوِها ضَبْحاً: تسمَعُ من أفواهِها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمة.

حبض:

حَبَضَ القلبُ يَحبِضُ حَبْضاً: أي ضَرَباناً شديداً. والعِرقَ يَحبِض ثم يسكُن، وهو أشَدُّ من النَبْض. والوَتَر يَحبِض إذا مَدَدَتَه ثم أرسَلْتَه. وحَبِضَ السُهْمُ: إذا لم يَقَعْ بالرَّميَّة وقصّرَ دونَها فوَقَعَ وَقْعاً غَيْرَ شديدٍ، قال الراجز:

والنَبْلُ يَهوي خَطَأً وَحَبْضا

ويقال: أصابَ القومَ داهِيةٌ من حَبْض الدَّهْرِ: أي من ضَرَباته. ويقال: حَبْضُ الدهر وحَبَضُه أي حركاته. والحَبْض والنَبْض: الحركة، يقال: ما يَحبِض ولا ينبِض.

باب الحاء والضاد الميم معهما

ح م ض، م ح ض، م ض ح مستعملات

حمض:

الحَمْضُ: كلُّ نَباتٍ يبقى على القَيْظ فلا يَهيجُ في الربيع، وفيه مُلُوحة، تشربُ الإبِلُ الماءَ على أكلِه، وإذا لم تجدْه دَقَّتْ وضَعُفَت. حَمَضَتْ تَحْمُضُ حُمُوضاً: إذا رَعَتْها، وهي حَوامِضُ، وأحْمَضناها، قال:

قريبةٌ نُدْوَتُه من محْمَضِهْ

وقد يُسَمَّى كلُّ ما فيه مُلُوحة حُمْضاً. ويقال للشيء الحامض: حَمَضَ حُموضةً، إلاّ أنَّهم يقولون للَّبَن خاصةً حَمَضُ حَمْضاً، وهو شديد الحَمْض. واللَّحمُ حَمْضُ الرِجال، وإذا حَوِّلت رجلاً عن أمرٍ فقد أحمَضْتَه، قال الطرماح:

لا يَني يُحمِضُ العَدُوُّ وذُو الخُلَّةِ يُشْفَى صداه بالإحماضِ

والحَمْضة: الشَّهْوةُ للشَيء: وحَمضةُ اسم حَيِّ بلعاء بن قيس الليَّثيّ. والحُمّاض: بَقْلةٌ من ذُكُور البَقل لها زَهْرةٌ حَمراء، قال:

كثَمَر الحُمّاضِ من هَفَت العَلَقْ

ويقال للذَّي يكونُ في جَوف الأُتْرُجِّ: حُمّاضة ويجمع الحُمّاض: قال:

كأنَّما في فيه حُمّاضٌ نَزا

محض:

المَحْضُ: اللَّبَنُ الخالصُ بلا رَغوة. وكلُّ شيءٍ خَلَصَ حتّى لا يشُوبُه شَيءٌ فهو مَحْضٌ. ورجلٌ مَمْحُوض الضَريبةِ: أي مُخَلَّص. ورفِضَّةٌ مَحْضَة: لا شَوبَ فيها، فإذا قلت هذه الفضةُ محضاً جَعَلْتَ المحض نصباً اعتِماداً على المصدر أي قصداً له. ورجل عَرَبيُّ مَحْضٌ، وامرأةٌ مَحْضةٌ ومَحْضٌ.

مضح:

مَضَحَ الرجلُ عِرْضَ فُلانٍ: إذا شأنَه وعابَه، قال:

لا تَمْضَحنْ عِرْضي فإنّي ماضِحُ


عِرضَكَ إنْ شاتَمْتَنـي وقـادِحُ

باب الحاء الصاد والدال معهما

ح ص د، ص د ح يستعملان فقط

حصد:

الحَصْد: جَزُّ البُرِّ ونحوه. وقَتْلُ الناس أيضاً حَصْدٌ. وقول الله تعالى: "فجَعَلْناهُم حَصيداً" أي كالحَصيد المَحصُود. والحَصيدةُ: المَزْرَعة إذا حُصِدَت كُلُّها، والجميع الحَصائد، قال الأعشى:

قالوا البقيَّةَ والهِنْديٌّ يحصُدُهُمْ


ولا بقيَّة إلاّ الثَأرُ فانكَشَفُـوا

نَصَبَ البقيّةَ بفِعْل مُضمَر أي ألقَوا. وقوله تعالى: "وحَبّ الحَصيد" أي وحَبّ البُرِّ المَحصُود. وأحصَدَ البُرُّ: إذا أَنَى حَصاده أي: حانَ وقتُ جَزازه. والحِصَاد: اسمُ البُرِّ المَحصُودِ وبَعدَما يُحصَد، قال ذو الرمة:

عليهِنَّ رفضاً من حِصاد القُلاقِلِ

وقوله تعالى: "يوم حَصاده" وحِصاده، يُريدُ الوَقْتَ للجزاز. والأحصَدُ: المِحْصَد: وهو المُحْكِم فتله وصنعته من حَبل ودِرع ونحوه. ويقال للخَلْقِ الشَديد أَحصَدُ فهو مُحصَد ومُستَحصِد، وَتَرٌ أحصَدُ، قال:

من نَزْعِ أَحصَدَ مُسْتَأرِبِ

أي مُحكَم الأَرْب ومثله مُؤَرَّب الخَلْق أي مُحكَمُة، ومُستَأْرِب مُستَفْعِل، والدِرعُ الحَصْداء: المُحْكَمة.

صدح:

الصَّدْح: من شدَّة صَوت الديك والغُراب ونحوهما، قال أبو النَجم يصف الحمار:

مُحَشْرِجاً ومرةً صَدُوحا

والصادحةُ: المُغَنِيَّةُ. وصَيْدَح: اسمُ ناقَةِ ذي الرُمَّة، لا ينصَرِفُ، ولو كانَ اسماً عاملاً لا نصرف، قال:

فقلت: لصَيْدَحَ انتَجِعي بِلالا

باب الحاء والصاد والارء معهما

ح ص ر، ص ح ر، ص ر ح، ح ر ص، مستعملات فقط

حصر:

حَصِرَ حَصَراً: أي عَيَّ فلم يَقْدِر على الكلام. وحَصِرَ صدْرُ المء: أي ضاق عن أمرٍ حَصَراً. والحُصْرُ: اعتِقالُ البَطْن حُصِرَ، وبه حُصْرٌ، وهو مَحْصُور. والحِصار: مَوضع يُحْصَر فيه المَرءُ، حَصَروه حَصْراً، وحاصَرُوه، قال رؤبة:

مِدْحةَ مَحْصُورٍ تَشَكَّى الحَصْرا


دَجْرانَ لم يَشرَبْ هناك الخَمْرا

دَجران: أيْ سَكران: والإحصارُ: أن يَحصُرَ الحاجَّ عن بُلوغ المنَاسِك مَرَضٌ أو عَدُوٌّ. والحَصُور: مَن لا إربةَ له في النِساء. والحَصُور كالهَيُوب المُحجِم عن الشيء، قال الأخطل:

لا بالحَصُور ولا فيها بسَوّار

والحَصيرُ: سَفيفةٌ من بَردّي ونحوه. وحَصيرُ الأرض: وجْهُها، وجمعُه حُصُر. والعدد: أحصِرة.

والحَصيرُ: فِرِنْد السيَف. والحَصيرُ: الجنب، قال تعالى: "وجَعَلْنا جَهَنَّمَ للكافرينَ حَصيرا" أي يُحْصَرون فيها.

صحر:

أصحَرَ القَومُ أي بَرزُوا إلى الصَّحْراء، وهو فَضاءٌ من الأرض واسِعٌ لا يُواريهم شيءٌ، والجمع الصَّحَارَى ولا يُجمَع على الصُّحْر لأنّه ليسَ بنَعْتٍ. والصَّحَرُ مصدر الأصحَر وهو لَونُ غُبْرةٍ في حُمرة خَفيفة إلى بياض قليل، والجميع الصُّحْر. والصُّحْرةُ: اسم اللَّوْن، يقال حِمارٌ أصحَر، قال ذو الرمة:

صُحْرُ السَرابيلِ في أحشائها قَبَبُ

وأصحارّ النَباتُ: أي أخَذَتْ فيه صُفرةٌ غيرُ خالصةٍ ثمَّ يَهيجُ فيَصفَرُّ. وَيقول: أبرَزَ ما في نفسه صَحاراً: أي جاهَرَه به جِهاراً. والصَحيرُ: النَهيقُ الشديد، صَحَر يَصحَرُ صحيرا، أي: نَهَق.

صرح:

الصَرْح: بَيْت منُفَرِد يُبنَى ضَخْماً طويلاً في السماء، ويُجمَع الصُرُوح، قال:

بهِنَّ نعامٌ بـنـتـه الـرِجـا


لُ تَحسِبُ أعلامَهُنَّ الصُرُوحا

يُريدُ بالنَعام: خَشَبات قائماتٍ على أرجاء الآباد. والصَريحُ: اللَّبَن المَحْضُ الخالصُ. ومن كل شيء. ومن البَول: إذا لم يكنْ عليه رَغوة، قال أبو النجم:

يَسُوف من أبوالِها الـصَـريحـا


حَسْوَ المريضِ الخَرْدَلَ المجْدُوحا

والصَريح من الخَيل والرجال: المَحْض الحَسَب وجمعه: صُرَحاء، وجمع الخيل: الصَرائح. وصَريح النُصْح: مَحْضُه، قال الشاعر:

أمرتُ أبا ثَورٍ بنُصْـحٍ كـأنَّـمـا


يَرَى بصَريح النُصْح وكعَ العَقارِبِ

وقول عبيد:

فَتْخاءَ لاحَ لها بالصَرْحةِ الذيبُ

فالصَرْحةُ: موضع، ويقال: مَتْنٌ من الأرض مُسْتَوٍ

وكُرِّمَ ماءً صريحا

قال زائدة: بالصخرة الذيبُ. وقال في السحاب: أي: خالصاً، كُرِّمَ: كَثُرَ بلغة هُذيل.

وصَرَّح ما في نفسه تصرحياً أي أبداه. وخَمرٌ وكأسٌ صُراحِيَةٌ وصُراحُ: أي لم تُشَبْ بمزاج، وصَرَّحَتِ الخمر تصريحاً: ذهب عنها الزَبَد، قال الأعشى:

كُمَيتاً تَكَشَّفُ عن حُمرةٍ


إذا صَرَّحَتْ بعد إزبادِها

ويقال: جاء بالكُفر صُراحاً: أي جَهِاراً.

حرص:

حَرَص يَحرِص حِرْصاً فهو حَريص عليك: أي على نفعك، وقَومٌ حُرَصاءُ وحِراصٌ. والحَرْصة: مستَقَرُّ وَسَط كُلِّ شَيءٍ كالعَرْصة للدار. والحارصةُ: شَجَّةٌ تشُقُّ الجِلْدَ قليلاً كما يحرِصُ القَصّارُ الثوبَ عند الدَقِّ، ويقال مه قول الله -عزَّ وجلَّ-: "ولو حَرَصْتَ بمؤمنين". والمطَرُ يحرِصُ الأرضَ: يخرِقها.

باب الحاء والصاد واللام معهما

ح ص ل، ص ل ح، ل ح ص، ص ح لن مستعملات

حصل:

حَصَلَ يحصُل حُصُولاً: أي بَقِيَ وثَبَتَ وذَهَبَ ما سِواهُ من حِسابٍ أو عَمَلٍ ونحوه فهو حاصل. والتحصيلُ: تَمييز ما يحصُل. والأسمُ: الحَصليةُ، قال لبيد:

وكلُّ امرئٍ يَوماً سيَعلَم سَعْـيَه


إذا حُصِّلَتْ عند الإِله الحصائل

ويُرَوى: إذا كُشِّفَت عند الإِله. وحَوْصَلةُ الطائر: معرُوف. والحَوْصلةُ: طَيْرٌ أعظَمُ من طَيْر الماء طَويل العُنُقِ، بَحْريَّةٌ جُلُودُها بيضٌ تُلْبَسُ، ويُجمَع حَواصِل. والحَوْصَلُ: الشاةُ التي عَظُمَ ما فَوقَ سُرَّتِها من بَطْنها ويقال: احوَنْصَلَ الطَيْرُ: إذا ثَنَى عُنَقَه وأخرَجَ حوصلته.

صحل:

الصحلّ: صَوْتٌ فيه بُحَّة، صَحِل صوتُه فهو أصحَلُ الصَوْت.

صلح:

الصَلاحُ: نقيض الطلاح. ورجل صالح في نفسه ومُصلِحٌ في أعماله وأمُوره. والصُّلْحُ: تصالُحُ القوم بينهم. وأصلَحْتُ إلى الدابَّة: أحْسَنْتُ إليها. والصِّلْحُ: نهر بمَيْسان.

لحص:

اللَّحْصُ والتَلحيصُ: استقصاء خَبَر الشيء وبيانه، لَحَصَ لي فلان خَبَرك وأمْرَكَ أي بَيَّنَه شَيئاً شَيئاً. وقال في بعض الوصف: أَمْرُ مَناقِع النّزّ ومواقع الرّزّ، حبُّها لا يُجَزُّ، وقصبها يهتزّ، وكتَبْتَ كتابي هذا وقد حَصَّلتُه ولحَّصتْهُ وفَصَّلُته ووَصَّلْتُه وترّصته وفَصَّصْته مُحَصَّلاً مُلَحَّصاً مُفَصَّلاً مُوَصَّلاً مُتَرَّصاً مُفصّصا، وبعض يقول مُلَخَّصاً بالخاء.

باب الحاء الصاد والنون معهما

ح ص ن، ص ح ن، ن ص ح، ن ح ص مستعملات

حصن:

الحِصْنُ: كل مَوضِع حَصين لا يُوصل إلى ما في جَوفه، يقال: حَصُنَ الموضع حصانةً وحَصَّنْتُه وأحصنَتْهُ. وحِصنٌ حَصين: أي لا يُوصل إلى ما في جَوْفه. والحِصان: الفَرس الفَحْل، وقد تَحصَّن أي تكلف ذلك، ويجمع على حُصُن.

وامرأةٌ مُحْصَنٌة: أَحصَنَها زَوْجُها. ومُحْصِنةٌ: أحْصَنَتْ زَوْجَها. ويقال: فَرْجَها. وامرأةٌ حاصِنٌ: بَيِّنة الحُصْن والحَصانة أي العَفافة عن الريبة. وامرأة حَصانُ الفَرْج، قال:

وبِيني حَصانَ الفرجَ غيرَ ذَميمةٍ


ومَوْمُوقةٌ فينا كذاك ووامِقَـهْ

وجماعة الحاصِن حَواصِن وحاصنات، قالك

وابناء الحَواصِنِ من نِزارٍ

وقال العجاج:

وحاصِنٍ من حاصناتٍ مُلْسِ

وأحسن ما يجمع عليه الحَصان حَصاناتِ. والمِحْصَن: المُكِتْل. الحصينة: اسم للدِرْع المُحكَمِة النَسْج، قال:

وكل دِلاصٍ كالأضاةِ حَصينةٍ

صحن: الصَحْنُ: شبه العُسِّ الضَخْم إلا أنَّ فيه عِرَضاً وقُرْبَ قَعْرٍ. والسائلُ يَتَصَحَّنُ الناس: أي يسأل في قَصْعةٍ ونحوها. والصِّحْناة بوَزن فَعِلْاة غذا ذهب عنها الهاء دخلها التنوين، ويجمع على الصِحْنَى بحذف الهاء.

نصح:

فلانٌ ناصِحُ الجَيْب: أي ناصِحُ القَلْب مثل طاهرُ الثياب أي الصدر. ونَصَحْتُه ونَصَحْتُ له نُصحاً ونَصيحةً، قال:

النُصْحُ مجّانٌ فمن شاء قـبِـل


ومنْ أبَى لا شكَّ يَخْسَرْ ويَضِلّ

والناصِحُ: الخيّاط، وقميصٌ مَنْصُوحٌ: أي مَخيطٌ. نَصَحتُه أنصَحُه نَصْحاً منَ النِّصاحة. والنِّصاحة: السُلُوكُ التي يُخاطُ بها وتصغيرها نُصَحِّية، قال:

وسَلَبْناهُ بُرْدَه المَنْصُوحا

 

والتَنَصُّح: كَثرةُ النَصحية، قال أكتم بن صيفي: إيّاكمْ وكثْرة التَنَصُّح فإنه يُورِثُ التُهَمَة.

والتَوْبةُ النّصوحُ: أن لا يعُودَ إلى ما تاب عنه. والنِّصاحات: الجُلود، قال الأعشى:

فتَرَى القَومَ نَشاوىَ كلَّـهُـمْ


مثلَ ما مُدَّت نِصاحاتُ الرُبَحْ

نحص:

النَّحُوصُ: الأتانُ الوَحْشَّيُة الحائِل. ونُحْص الجَبَل: أصله.

حنص:

الحِنْصَأوة من الرجال: الضئيل الضَعيف، قال:

حتّى تَرَى الحِنْصَأوةَ الفَروقا


مُتَّكِئاً يَقْتَمِـحُ الـسَّـويقـا

باب الحاء والصاد والفاء معهما

ص ح ف، ح ص ف، ف ص ح، ص ف ح، ف ح ص، ح ف ص، كلهن

صحف:

الصُّحُفُ: جمع الصَحيفة، يُخَفَّف ويُثّقَّل، مثل سفينة وسُفْنُ، نادِرتان، وقياسُه صَحائف وسَفائن. وصَحيفة الوَجْه: بَشَرة جِلده، قالك

إذا بَدا من وَجْهِكَ الصَحيفُ

وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن. والصَّحْفةُ شبه القَصْعة المُسْلَنْطِحة العَريضة وجمعه صِحاف. والصَّحَفِيُّ: المُصَحِّف، وهو الذي يَروي الخَطَأ عن قِراءة الصُّحُف بأشباه الحُروف.

حصف:

الحَصَفُ: بَئْرٌ صِغارٌ يَقيحُ ولا يعظُم، ورُبَّما خَرَجَ في مَراقِّ البَطْن أيامَ الحَرِّ. حَصِفَ جَلْدُه حَصَفاً. والحَصافَةُ: ثخانة العَقل. رجلٌ حَصيفٌ حَصِفٌ، قال

حَديثُكَ في الشِتاءِ حَديثُ صَيْفٍ


وشَتْويُّ الحديثِ إذا تَصـيفُ

فتَخلِطُ فيه من هـذا بـهـذا


فما أدري أَأَحمَقُ أم حَصيفُ

ويقال: أحصَفَ نَسجَه: أحكمه. وأحصَفَ الفَرَسُ:عَدا عَدْواً شديداً، ويقال: استَحْصَف القوم واستحصدوا إذا اجتمعوا. قال الأعشى:

تَأوي طوائفُها إلى مَحْصُـوفةٍ


مَكرُوهةٍ يَخشىَ الكُماةُ نِزالُها

فصح:

الفُصِحْ: فِطْر النَصارَى، قال الأعشى:

بهم تَقرَّبَ يومَ الفِصْح ضاحيةً

وتَفصيحُ اللَّبَن: ذَهابُ اللِّبأ عنه وكَثرةُ مَحْضة وذَهابُ رَغْوته، فَصَّحَ اللَّبَنَ تَفصيحاً. ورجلٌ فصيحٌ فَصُحَ فَصاحة، وأفصَحَ الرجلُ القَوْلَ. فلما كَثُرَ وعُرِفَ أضمَروا القَولَ واكتَفَوا بالفِعل كقَولهم: أحسَنَ وأسْرَعَ وأبْطَأَ. ويقال في الشِّعْر في وصف العُجْم: أفصَح وإن كان بغَير العربّية كقول أبي النجم:

أعجَمَ في آذانِها فصيحا

يَعني صوتَ الحمارِ. والفصيحُ في كلام العامّة: المُعْرِبُ.

صفح:

الصَّفْحُ: الجَنْبُ من كلِّ شيءٍ. وصَفْحا السَيْف: وَجْههاهُ. وصَفْحةُ الرجلِ: عُرْضُ صَدره وسَيْفٌ مُصَفَّحٌ ومُصْفَح وصَدرٌ مُصْفَحٌ: أي عَريض، قال:

وصَدري مُصْفَحٌ للمَوتِ نَـهْـدٌ


إذا ضاقَت عن المَوتِ الصُدُورُ

وقال الأعشى:

أَلَسْنا نحنُ أكرَمَ إن نُسْبنـا


وأضْرَبَ بالمُهَنَّدة الصِّفاحِ

وقال لبيد:

كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراه


وأنواحاً عَلَيهِنَّ المَآلي

شَبَّهَ السَحَاب وظُلْمَتَه وبَرقَه بسُيُوفٍ مُصَفَّحة ، والمَآلي جمع المِئلاة وهي خِرْقةٌ سَوداء بيَد النَوّاحة. وكل حَجَرٍ عَريضٍ أو خَشَبةٍ أو لَوحٍ أو حَديدة أو سَيْفٍ له طُولٌ وعَرْضٌ فهو صَفيحة، وجمعُه صَفائحُ. والصُفّاحُ من الحِجارة خاصةً: ما عَرُضَ وطالَ، الواحدة صُفّاحة، قال:

ويُوقِدْون بالصُفّاحِ نارَ الحُباحِبِ

وَصَفْحتُ عنه: أي عَفَوتُ عنه. وصَفَحْتُ وَرَقَ المُصْحَف صَفْحاً. وصَفَحْتُ القَومَ: عَرَضْتُهم واحداً واحداً وتَصَفَّحْتُهم: نَظَرتُ في خِلالهم هل أرَى فُلاناً، أو ما حالُهم. وقوله تعالى: "أفَنَضِرْبُ عَنكُم الذِكْرَ صَفْحاً" هو الاِعراض. والصُفّاح من الإبِلِ: التي عَرُضَت أسنامُها، ويُجمَع صُفّاحات وصَفافيح.

والمُصافَحةُ معروفة.

فحص:

الفَحْصُ: شِدَّة الطَلَب خِلالَ كُلِّ شيءٍ تقول: فحَصْتُ عنه وعن أمره لأَعلَمَ كنْهَ حاله. ومَفْحَصُ القَطا: موضِعٌ تُفرِّخ فيه. والدَجاجَةُ تفحَصُ برَجلَيْها وجَناحَيْها في التُراب: تَتَّخِذُ أُفحُوصةً تَبيضُ أو تربضُ فيها.

وفي الحديث: "فَحَصُوا عن أوساط الرؤوُس" أي عَمِلوها مثلَ أَفاحيص القَطا. والمَطَرُ يَفحَص الحصَىَ: يقلِبُه ويُنَحِّي بعضَه عن بعض.

حفص:

أمُّ حَفْصة: تُكْنَى به الدَجاجةُ. ووَلَدُ الأَسَد يُسَمَّى حفصاً.

باب الحاء والصاد والباء معهما

ح ص ب، ص ح ب، ص ب ح، مستعملات

حصب:

الحَصْبُ: رَمْيُكَ بالحَصْباء أي صِغار الحَصَى أو كِبارها. وفي فِتنةِ عُثمان: تَحاصَبُوا حتّى ما أُبصِرَ أديمُ السَماء. والحَصْبَةُ معروفة تخرُجُ بالجَنْب، حُصِبَ فهو مَحصُوب. والحَصَبُ: الحَطَب للتَنُّور أو في وقَود أمّا ما دام غيرَ مُسَتْعمل للسُجُور فلا يُسَمَّى حصباً. والحاصِب: الريحُ تَحمِلُ التُرابَ وكذلك ما تَناثَر من دِقاق البَرَد والثّلج، قال الأعشى:

لنا حاصِبٌ مثلُ رِجْلِ الدَّبَى


وجأواءُ تُبرِق عنها الهُيُوبا

يصف جَيشاً جَعَلَه بمنزلةِ الريح الحاصب يُثير الأرض. والمُحَصَّب: موضع الجِمار. والتَحصيبُ: النَّومَ بالشِعْب الذي مَخرَجُه إلى الأبْطَح ساعةً من اللَّيل ثم يُخرَجُ إلى مَكّة.

صحب:

الصّاحِبُ: يجمعُ بالصَّحْب، والصُّحبان والصُحْبة والصِحاب. والأَصحابُ: جماعة الصَّحْبِ. والصِّحابة مصدرُ قولِك صاحَبَكَ اللهُ وأَحْسَنَ صِحابتَكَ. ويُقالُ عندَ الوَداع: مُصاحَباً مُعافىً. ويقال: صَحِبَكَ اللهُ أي: حفظك، ولا يُقال: مصحوب، والصّاحبُ يكونُ في حالٍ نعتاً، ولكنَّه عَمَّ في الكلام فجرى مَجرى الاسمِ، كقولك: صاحبُ مال، أي: ذو مالٍ، وصاحبُ زيدٍ، أي: أخو زيدٍ ألا تَرى أنّ الألفَ والّلام لا تدخلانِ، على قياس الضّارب زيداً، لأنّه لم يُشْتَقّ من قولك: صَحِبَ زَيْداً، فإذا أَرَدْتَ ذلك المعنى قُلتَ: هو الصاحب زيداً. وأَصْحَبَ الرجُلُ:إذا كان ذا صاحبٍ. وتقول: إنَّك لَمِصْحابٌ لنا بما تُحِبُّ، قال:

فقد أراك لنا بالوُدِّ مِصْحابا

وكلُّ شَيءٍ لاءَمَ شَيئاً فقد استَصْحَبَه، قال:

إنَّ لك الفضل على صاحبـي


والمِسْكُ قد يَستَصْحِبُ الرامِكا

ويقال: جِلدٌ مُصْحِب: إذا كان عليه شَعْرُه وصُوفه.

صبح:

تقول: صَبَحنَي فلانٌ: إذا أتاك صبَاحاً. وناوَلكَ الصَبُّوح صباحاً، قال طرفة بن العبد:

متى تَأْتِني أصبَحْـكَ كـأسـاً َرِويَّةً


وإنْ كنتَ عنها ذا غِنىً فاغْنَ وازْدَدِ

وتقول في الحرب: صَبَحناهم. أي غادَيناهم بالخَيْل ونادَوا: يا صَباحاه، إذا استَغاثُوا. ويومُ الصبَّاح: يومُ الغارة، قال الأعشى:

ويمنَعُه يَومَ الصَّبـاح مَـصُـونةٌ


سِراعاً إلى الداعي تَثُوبُ وتُركَبُ

يَعني أنَّ الخَيْل تَمنَع هذا المصطَبح يَوْمَ الصبَّاح، المصونة: الخيْل، تثوب: تَرْجع. وكان يَنْغَبي أن يقول: تُركَبُ وتَثُوب، فاضطُرَّ إلى ما قاله. وهذا مثل قوله تعالى: "اقَتَرَبَتِ الساعةُ وانشَقَّ القَمَرُ" إنَّما معناه: انشَقَّ القَمَرُ واقَتَرَبتِ الساعةُ. وكما قال ابن أحمر:

فاستَعرِفا ثم قُولا في مَقامِكُما


هذا بَعيرٌ لنا قد قامَ فانعَقَرا

مَعناهُ: قد انعَقَرَ فقامَ. والصَّبْحُ: سَقْيُكَ من أتاكَ صبَوحاً من لَبَنٍ وغيره. والصَّبُوح: ما يُشرَب بالغَداة فما دونَ القائلة، وفِعلك الاصطِباح. والصبَّوَح: الخمرَ، قال الأعشى:

ولقد غَدوتُ على الصَّبُوحِ معي


شَرْبٌ كِرامٌ من بَنـي رُهْـمِ

واستصَبَح القومْ بالغَدَاوات. والمُصْبَحُ: الموضع الذي يُصبَحُ فيه، قال:

بعيدةُ المُصْبَح من مُمساها

والمِصباحُ:السِراج بالمِسرَجة، والمِصباحُ: نفْسُ السراج وهو قُرْطُه الذي تَراهُ في القِنديل وغيره، والقِراطة لغة. والمِصباح من الإبِل: ما يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا ينهضُ وإنْ أُثيرَ حتى يُصبحَ، قال:

أَعْيَس في مَبْرَكهِ مِصباحا

والمَصابيحُ من النُجُوم: أعلامُ الكَواِكب، الواحدُ مِصباح، وقَوْلُ الله -عزَّ وجَلَّ-: "فأَخَذَتْهُمُ الصَيْحُة مُصبحين" أي بعدَ طُلُوع الفجر وقبلَ طُلُوع الشمس. وصَبَحْتُ القومَ ماءَ كذا، وصبَّحْتُهم أيضاً: أَتَيْتُهم من الصَباح، قال:

وصَبَّحْتُهم ماءً بفَيْفاءَ قَـفْـرةٍ


وقد حَلَّقَ النَّجْمُ اليَمانيُّ فاستَوَى

والصُّبْح الصَّباحُ: هما أوَّل النَهار. والصَّبَحُ: شِدَّةُ حُمْرةٍ في الشَّعْر، وهو أصْبَحُ. والأَصْبَحيَّةُ والأَصْبَحيُّ : غِلاظ السياط وجيادها ، وتقول : أصبَحَ الصبح صَباحاً وصَباحَةً. وصَبُحَ الرجلُ صَباحةً وصُبْحةً، قال ذو الرمة:

وتَجلو بفَرْعٍ مـن أَراكٍ كـأنَّـه


من العَنْبَر الهِنْديِّ والمِسْكُ أصْبَحُ

أراد به أذَكى ريحاً. ونَزَل رجلٌ بقَومٍ فَعَشَّوه فجَعَل يقولُ: إذا كانَ غدٌ وأصَبْتُ من الصَّبُوح مَضَيْتُ في حاجَة كذا أراد أن يُوجبَ الصَّبَوح عليهم ففَطٍنُوا له فقالوا: أَعَنْ صبَوحٍ تُرَقِّقُ. أي: تُحسِن كلامَكَ فذَهَبَتْ مَثَلاً.

باب الحاء والصاد والميم معهما

ح م ص، م ح ص، ص ح م، ص م ح، ح ص م، م ص ح كلهن مستعملات

حمص:

الحَمَصيصُ: بَقْلةٌ دونَ الحُمّاض في الحُمُوضة، طَيِّبة الطَّعْم من أحرار البَقْل تَنْبُتُ في رَمْل عالِح. والحَمْصُ: تَرَجُّح الغُلام على أُرجُوحةٍ من غير أن يُرجَّح، يقال: حَمَصَ. وانحَمَصَ الوَرَمُ: أي سَكَن. وحَمَّصَه الدواء. وحمصتُ القَذاةَ بيَدي: إذا رَفْقتَ بإخراجها من العَيْن مَسْحاً مَسْحاً.

حِمْص: كُورةٌ بالشام أهلها يَمانُون. والحِمِصَّ: جمع الحِمِصَّة، وهو حبَّة القِدْر، قال:

ولا تَعْدُوَنَّ سبيلَ الصَّوابِ


فأرزَنُ من كذِبٍ حمَّصَهْ

محص:

المَحْصُ: خُلُوصُ الشَيء، مَحَصْتُه مَحْصاً: خَلَّصْتُه من كلِّ عَيْب، قال:

يَعتادُ كلَّ طِـمِـرَّةٍ


مَمْحُوصةٍ ومُقَلَّص

والمحْص: العَدْوُ، يقال: خَرَجَ يَمْحَص كأنَّه ظَبْيٌ. والتَمحيصُ: التَطهيرُ من الذُنُوب.

صحم:

الصُحْمةُ: لَون من الغُبرة إلى سَوادٍ قليل. واصحامَّتِ البقلةُ فهي مُصحامَّةٌ: إذا أخَذَتْ ريَّها واشتدَّتْ خُضرتُها. والصَحْماءُ: اسمُ بَقْلةٍ ليسَتْ بشديدة الخُضرة. وبَلْدةٌ صَحْماءُ: ذاتُ اغبِرار، قال الطرماح:

وصَحْماءَ مَغْبَرِّ الحَزابي كأنَّها

مصح:

مَصَحَ الشَيءُ يمصَحُ مُصُوحاً: إذا رسَخَ، من الثَرَى وغيره. والدارُ تمصَحُ: أي تَدْرُسُ فتذهَبُ، قال الطرماح:

قِفا نَسْأَلِ الدِّمَن الماصِحَهْ

وقال:

عَبْلُ الشَّوَى ماصِحةٌ أشاعُرهْ

أيْ رسَخَتْ أصُولُ الأشاعِر حتى أُمِنَتْ الانتِتافَ والانحِصاصَ.

صمح:

صَمَحَه الصَيْفُ: أي: كادَ يُذيب دِماغَه من شِدَّة الحَرِّ. قال أبو زبيد الطائي:

من سُمُومٍ كأنَّها لَفْحُ نارٍ


صَمَحتْها ظَهيرةٌ غَرّاء

وقال ذو الرمة:

إذا صَمَحتْنا الشَمسُ كان مَقيلُنا


سَماوَةَ بَيْتٍ لم يُرَوَّقْ له سِتْرُ

وفي حديث مَقتَل حجر بن عَدِيّ عن أبي عُبَيد في ذِكْر سُمَيَّةَ أُمِّ زِيادٍ: إنَّها لَوطْباءُ شدَيدة الصِماح تُحبُّ النِكاح أيْ شديدة الحرِّ.

ورجلٌ صَمَحْمَحٌ وصَمَحْمَحيٌّ: أي مُجْتَمِعٌ ذو ألواحٍ، وفي السِنِّ: ما بين الثَلاثينَ إلى الأربَعينَ.

حصم:

حَصَمَ الفرس وخَبَجَ الحمار: إذا ضَرَط. والحَصُومُ: الضَرُوط.

باب الحاء والسين والطاء معهما

س ط ح، س ح ط يستعملان فقط

سطح:

السَطْحُ: البَسْطُ، يقالُ في الحَرْب سَطَحُوهم أي أَضْجَعُوهم على الأرض. والسَطيحُ: المَسْطُوح، وهو القَتيل، قال:

حتّى تَراه وَسْطَنا سَطحيا

وسَطيح: اسمُ رجلٍ من بني ذِئبٍ في الجاهليّة الجَهْلاء، كان يَتَكَهَّنُ، سُمِّيَ سَطحياً لأنه لم يكن بين مفاصِلِه قَصَب يَعمِدُه، كانّ لا يقدِرُ على قُعُوٍد ولا قيام، وكان مسطحاً على ألأرض وفيه يقول الأعشى:

ما نَظَرتْ ذاتُ أشفارٍ كنَظْرتها


يَوماً كما صَدَقَ الذِئبيُّ إذ سجعا

والسَطْح: ظَهْر البَيْت إذا كان مُستَوياً، والفِعلُ التَسَطيح. والمِسْطَح: شِبْهُ مِطهَرةٍ ليسَتْ بمُرَبَّعة. والمِسْطَحةُ: الكُوزُ ذو الجَنْب الواحد يُتَّخَذُ للأسفار، قال:

فلم يُلْهِنا استِنْجاءُ وَطْبٍ ومِسْطَح.

الاستِنْجاء: التَشَمُّم ها هنا. والمِسْطَح: عُودٌ من عِيدان الخِباء والفُسْطاط ونحوه، قال مالك بن عوف النضري:

تَعَرَّضَ ضَيْطارو خُزاعةَ دونَنا


وما خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلَّبُ مِسْطَحاً

سحط:

سَحَطْتُ الشاةَ سَحْطاً، وهو ذَبْحٌ وحِيٌّ.

باب الحاء والسين والدال معهما

ح س د، س د ح، ح د س، د ح س مستعملات

حسد:

الحَسَدُ: معروف، والفعل: حَسَدَ يَحْسُد حَسَداً، ويقال: فلانٌ يُحْسَدُ على كذا فهو مَحْسود.

سدح:

السَّدْحُ : ذبحُكَ الحيوانَ وبَسْطُكَهُ على وجه الأرض، ويكونُ إضجاعك الشّيءَ على الأرضِ سَدْحاً، نحو القِرْبة المملوءة المسدوحة إلى جَنْبك. قال أبو النجم:

يأخذ فيه الحيّةَ النَّبوحا

ثمَّ يَبيتُ عنده مَذْبوحا

مُشَدَّخَ، الهامةِ أو مَسْدوحا

حدس:

الحَدْسُ: التَّوهّمُ في معاني الكلام والأُمور. وتقول: بَلَغني عنه أمرٌ فأنا أَحْدِسُ فيه، أي: أقول فيه بالظَّنّ. والحَدْسُ: سُرْعةٌ في السَّيْر، ومُضِيُّ على طريقةٍ مُسْتمرّة. قال:

كأَنَّها من بَعْدِ سيرٍ حَدْسِ

وحُدَسُ: حيٌّ من اليَمَن بالشّام. والعربُ تختلف في زَجْرِ البَغْل، فيقول: عَدَس، وبعض يقول: حَدَس، والحاءُ أصوبُ.

ويقال: إنّ حَدَساً قومٌ كانوا بَغّالينَ على عهد سُلَيْمانَ بن داودَ عليهما السّلام، وكانوا يَعْنُفُون على البغال، فإذا ذُكِروا نفرتِ البغالُ خوفاً مما كانت تَلْقَى منهم.

دحس:

الدَّحْسُ: التَّدْسيسُ للأمْرِ تَسْتبطِنُه وتَطْلُبُهُ أَخْفَى ما تَقْدِر عليه، ولذلك سُمّيت دوردة تحت التراب دحّاسة. وهي صَفْراء صُلْبة داهية، لها رأسٌ مُشَعَّب يَشُدُّه الصّبيان في الفخاخِ لصَيْد العصافير، لا تؤذي. قال: في الدّحس بمعنى الاستيطان:

ويَعْتِلونَ مَنْ مَأَى في الدَّحْسِ

من مأى: أي: من نمَّ. والمَأْيُ النّميمة. مَأَتُّ بين القوم: نَمَمْتُ.

باب الحاء والسين والتاء معهما

س ح ت يستعمل فقط

سحت:

السُّحْتُ: كلُّ حرامٍ قبيح الذِّكْر يلزَمُ منه العارُ - نحو ثمن الكلب والخمرِ والخنزيرِ. وأَسْحَتَ الرّجلُ: وقع فيه. والسُّحْتُ: جَهْدُ العذاب. وسحتناهم- وأسحتنا بهم لغة -أي: بلغنا مجهودهم في المشقّة عليهم. قال الله عزّ وجل: "فيُسحِتَكُم العذاب". قال الفرزدق:

وعَضّ زَمانٌ يا ابنَ مروانَ لم يدع


من المال إلاّ مُسْحَتٌ أو مُجَلَّـفُ

أي: مُقَشَّر، ورجل مَسْحوتُ الجوف، أي لا يَشْبَع. قال:

يُدْفَعُ عنه جَوْفُهُ المَسْحُوتُ

أي: سَحَتَ جَوْفَهُ، فَنَحَّى جوانبَهُ عن أذَى يونس عليه السّلام.

باب الحاء والسين والراء معهما

ح س ز، س ح ر، س ر ح، ر س ح مستعملات

حسر:

الحَسْر: كَشْطُكَ الشَيْءَ عن الشيءِ. يقال: حَسَرَ عن ذراعَيْه، وحَسَرَ البيضةَ عن رأسه، وحَسَرَت الريحُ السَحابَ حَسْراً. وانحسَرَ الشيءُ إذا طاوَعَ.

ويجيء في الشعر حَسَرَ لازماً مثل انحَسَرَ.

والحَسْر والحُسُور: الإِعياء، تقول: حَسَرَتِ الدابّة وحَسَرَها بُعْدُ السير فهي حسير ومحسورة وهُنَّ حَسْرَى، قال الأعشى:

فالخَيْلُ شُعْثٌ ما تزال جيِادُهـا


حَسْرَى تُغادرُ بالطريق سِخالَها

وحَسِرَتِ العَيْن أيْ: كَلَّتْ، وحَسَرَها بُعْدُ الشيء الذي حَدَّقَتْ نحوه، قال:

يَحْسُرُ طَرْفَ عينه فَضاؤُهُ.

وحَسِرَ حَسْرةً وحسراً أي نَدِمَ على أمْرِ فاته، قال مرار بن منقذ:

ما أنا اليومَ على شَيْءٍ خَلا


يا ابنَهَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحسِرْ

أي بنادم.

ويقال: حَسِرَ البحرُ عن القرار وعن السَّاحل إذا نَضِبَ عنه الماء ولا يُقال: انحسَرَ.

وانحَسَرَ الطيْرُ: خَرَجَ من الريش العتيق إلى الحديث، وحَسَّرَها إبّان التحسير: ثَقَّله لأنّه فُعِلَ في مُهلةٍ وشَيء بعد شيء.

والجارية تَنْحسِر إذا صار لحمُها في مَواضعه. ورجل حاسر:خلاف الدارع، قال الأعشى:

وفَيْلَقٍ شهباءَ مَلمـومةٍ


تقذِفُ بالدارع والحاسر

وامرأةٌ حاسِرٌ: حَسَرَتْ عنها درعَها.

والحَسار: ضرب من النبات يُسلِحّ الإبلِ. ورجل مُحَسَّر أيْ مُحَقَّر مؤذىً.

ويقال: يخرج في آخر الزمان رجلٌ أصحابُه مُحَسَّرون أي مُقْصَونَ عن أبواب السُلطان ومجالس الملوك يأتونه من كُلّ أوْب كأنَّهم قَزَعُ الخريف يُورثهم اللهُ مَشارِقَ الأرض ومَغاربَها.

سحر:

السِّحْر: كلُّ ما كان من الشيطان فيه مَعُونة. والسِّحْر: الُأْخَذُة التي تأخُذُ العين.

والسِّحْر: البَيان في الفطنة. والسَحْرُ: فعل السِحْرِ.

والسَّحّارة: شيءٌ يلعَبُ به الصبيان إذا مُدَّ خَرَجَ على لونٍ، وإذا مُدَّ من جانبٍ آخَرَ خَرَجَ على لونٍ مخالف للأوّل، وما أَشْبَهَها فهو سَحّارة.

والسَّحْر: الغَذْوُ، كقول امرئ القيس:

ونُسْحَرُ بالطعامِ وبالشَرابِ

وقال لبيد بنربيعة العامري:

فإن تسألينا: فيم نحن فـإنّـنـا


عصافير من هذا الأنام المُسَحَّرِ

وقول الله -عزَّ وجلَّ-: "إنما أنت من المُسَحَّرين"، أيْ من المخلوقين. وفي تمييز العربية: هو المخلوق الذي يُطعَم ويُسقَى.

والسَّحَرُ: آخِرُ الليل وتقول: لقيته سَحَراً وسَحَرَ، بلا تنوين، وتجعلُه اسماً مقصوداً إليه، ولقِيتُه بالسَّحَر الأعلى، ولقيتُه سُحْرةَ وسُحْرةً، بالتنوين، ولقيتُه بأعلى سَحَريْن، ويقال: بأعلى السَّحَرَيْن، وقول العجاج:

غَدا بأعلَى سَحَرٍ وأَجْرَسَا

هو خَطَأ، كان ينبغي أن يقول: بأعلَى سَحَرَيْنِ لأنَّه أوّلُ تنفُّس الصبح ثمّ الصبح، كما قال الراجز:

مَرَّتْ بأعلى سَحَرَيْنِ تَدْأَلُ

أي تُسرع، وتقول: سَحَريَّ هذه الليلة، ويقال: سَحَريَّةَ هذه الليلة، قال:

في ليلةٍ لا نَحْسَ في


سَحَريِّها وعِشائِهـا

وتقول: أسْحَرْنا كما تقول: أصْبَحْنا. وتَسَحَّرْنا: أكَلْنا سَحوراً على فَعولُ وُضِعَ اسماً لِما يُؤكَل في ذلك الوقت.

والإسحارَّة: بَقْلة يَسْمَنُ عليها المالُ.

والسَّحْر والسُّحْر: الرئة في البطن بما اشتَمَلتْ، وما تَعَلَّق بالحُلقوم، وإذا نَزَتْ بالرجل البِطْنة يقال: انتفخ سَحْرُه إذا عَدا طَوْرَه وجاوَزَ قَدْرَه، وأكثرُ ما يقال للجبان إذا جَبُنَ عن أمرٍ.

والسَّحْرُ: أعلى الصَدر، ومنه حديث عائشة: "تُوّفيَ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بينَ سَحْري ونَحْري.

حرس:

الحَرْس: وقت من الدهر دون الحُقْبِ، قال:

َأْتَقَنه الكـاتـبُ واخـتـارَهُ


من سائر الأمثال في حَرْسِهِ

والحَرَسُ هم الحُرّاس والأحراس، والفعل حَرَسَ يَحرُسُ، ويحترس أي: يحتَرِزُ: فعل لازم.

والأحرَسُ هو الأصَمُّ من البُنيان.

وفي الحديث: أنّ الحريسةَ السرقة. وحريسةُ الجَبَل: ما يُسرَق من الراعي في الجبال وأدرَكَها الليل قبل أن يُؤويها المَأْوَى.

سرح:

سَرَّحنا الإبِل، وسَرَحَتِ الإبِلُ سَرْحاً. والمَسْرَح: مَرْعَى السَّرْح، والسَّرْح من المال: ما يغُدَى به ويُراح، والجميع: سروح، والسارح اسم للراعي، ويكون اسماً للقوم الذين هم السَّرْح نحو الحاضر والسامر وهم الجميع، قال:

سَواءٌ فلا جَدْبٌ فيُعرَفُ جَدْبُـهـا


ولا سارحٌ فيها على الرَعْي يَشبَعُ

والسَّرْحُ: شَجَرٌ له حَمْلٌ وهي الآءُ، والواحدة سرحة.

والسَّحْ: انفجار البول بعد احتباسه.

ورجل مُنْسَرِح الثياب أيْ: قليلُها خفيف فهيا، قال رؤبة:

مُنسَرِحاً إلاّ ذغاليبَ الخِرَقْ

والسَّريحةُ: كل قطعة من خِرْقة مُتَمزِّقة، أودَمٍ سائل مستطيل يابس وما يُشبِهُها، والجميع السَّرائح، قال:

بلَبَّتِهِ سرائحُ كالعَصيمِ

يريد به ضَرْباً من القطران.

والسَّريحُ: سَيْرٌ تُشَدُّ به الخَدَمة فوق الرُّسْغ، قال حميد:

...............ودَعْدَعَتْ


بأَقْتادِها إلا سَريحاً مُخدَّما

وقولهم: لا يكون هذا في سريح، أيْ في عجلة.

وإذا ضاق شَيْء فَفرَّجْتَ عنه، قلتَ: سَرَّحْتُ عنه تَسريحاً فانسرَحَ وهو كتسريحِكَ الشَّعرَ إذا خلَّصت بعضَه عن بعضٍ، قال العجاج:

وسَرَّحَتْ عـنـه إذا تَـحَـوَّبـا


رواجِبَ الجَوْفِ الصَّحيلَ الصُّلَّبا

والتَسريح: إرسالُك رسولاً في حاجةٍ سَراحاً.

وناقةٌ سُرُحٌ: مُنسَرِحة في سيرها، أي سريعة.

والسِّرْحان: الذئب ويجمع على السَّراح، النون زائدة. والمُنسَرح: ضَرب من الشِعر على مستفعلن مفعولات مستفعلن مرّتين.

رسح:

يقال: منه امرأةٌ رَسْحاء أيْ لا عَجيزَة لها. قد رَسَحَتْ رَسْحاً. وقد يوصف به الذئب.

باب الحاء والسين اللام معهما

ح س ل، س ل ح، س ح ل، ح ل س، ل ح س، ل س ح كلهن مستعملات

حسل:

الضَبُّ يُكْنَى أبا حِسْل، والحِسْلُ: ولدُه، ويقال: إنه قاضي الدوابّ والطَّيْر، ويقال: وُصِفَ له آدَمُ وصورتُه -عليه السلام-، فقال الضَّبُّ: وَصَفتُم طَيْراً يُنْزِل الطيرَ من السماءِ الحُوتَ في الماء، فمن كان ذا جَناحٍ فَلْيَطِرْ، ومن كان ذا حافرٍ فَلْيَحفِرْ. وجمعة حِسَلةٌ.

سحل:

السَّحيل: ثَوْبٌ لا يُبْرَمُ غَزْلُة أي لايُفْتَلُ طاقَيْنِ طاقَْين، تقول: سَحَلُوه أيْ: لم يَفْتِلوا سَداه، والجمع السُّحُل، قال:

على كلِّ حالٍ من سَحيلٍ ومُبْرَمِ

والمِسْحَلُ: الحِمارُ الوحشيُّ، والسَّحيل: أشدُّ نهيق الحمار.

والسَّحْل: نَحْتُكَ الخَشَبَةَ بالمِسْحَل، أيْ: المِبْرَد، ويقال له ومِبْرَد الخَشَب، إذا شَتَمه.

والمِسْحَل: من أسماء الرِّجال الخُطَباء، واللِّسان، قال الأعشى:

وما كنتُ شاحرداً ولكن حَسْبتُني


إذا مِسْحَلٌ سَدَّى ليَ القَوْلَ أَنطِقُ

ومِسْحَل يقال، اسمُ جِنّيّ الأعشى في هذا البيت، ويُريد بالمِسْحَل المِقْوَل. والريحُ تَسْحَل الأرض سَحْلاً تَكْشِطُ أَدَمَتَها .

والسُّحالةُ : ما تَحاتَّ من الحديدي إذا بُرِدَ ، ومن الموازين إذا تَحاتّتْ ، ومن الذُّرَة والأَرُزِّ إذا دُقَّ شِبْهُ النُّخالة .

والسَّحْل : الضرْب بالسياط مما يَكْشِطُ من الجِلد .

والمِسَحلان: حَلْقَتان إحداهما مُدْخَلة في الأخرى على طَرَفَي شَكيم الدابّة، وتُجمَع مَساحِل، قال:

لولا شَباةُ المِسْحَلَيْنِ اندَقَّاً

وقال:

صُدودَ المَذاكي أفلتتها المساحِلُ

والساحِلُ: شاطئ البحر. والإسْحِل: من شَجَر السِّواك.

ومُسْحُلان: اسمُ وادٍ، قال النابغة:

سأربِطُ كلبي أنْ يَريبك نَـبْـحُـهُ


وإنْ كنتُ أرْعَى مُسْحُلانَ وحامِرا

وشابٌّ مُسْحُلان: طويل حَسَن القامة.

سلح:

السَّلْح: السُّلاح، ويال: هذه الحشيشة تُسَلِّح الإِبِل تسليحاً.

والسِّلاح من عِداد الحرب ما كان من حديد، حتى السَّيف وحدَه يُدعَى سِلاحاً، قال:

طَليحَ سِفارٍ كالسِلّاح المُفَرَّد

يعني السيف وحدَه.

والسُّلْحة: رُبُّ خاثر يُصَبُّ في النِحْي.

والمَسْلَحة: قومٌ في عُدَّةٍ قد وُكِّلوا بإزاء ثَغْر، والجيمع المَسالِح، والمَسْلَحيٌّ: الواحد المُوَكَّل به.

والاِسليح: شجرة تغرُز عليه الإبل.

وسَيْلَحِين وسَيْلَحُون ونُصيبِين ونَصيُبون، كذا تُسميه العرب بلغتين.

حلس:

الحِلْس: ما وَلِيَ البعير تحت الرَّحْل، ويقال: فلان منأحلاس الخيل، أي في الفُروسيّة أي كالحِلْس اللازم لظَهْر الفَرَس.

والحِلْس للبيت: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ وغيره. وحَلَسْتُ البعيرَ حَلْساً: غشَّيتُه بحِلْسٍ.

وفي الحديث في الفِتْنة "كُنْ حِلْسَ بيتِكَ حتى تأتيك يدٌ خاطية أو مَنِيّةٌ قاضية".

وحَلسَتِ السماءُ: أمطرتْ مطراً رقيقاً دائماً.

وعُشّبٌ مُسْتَحِلس: ترى له طرائِقَ بعضها فوق بعض لتراكُمه وسواده.

واستَحْلَسَ الليلُ بالظلام، أي: تراكَمَ واستَحْلَسَ السَّنام إذا رَكِبَتْه رَوادِفُ الشَّحم ورَواكبُه.

والحَلِس بكسر اللام: الشجاع الذي يُلازمُ قِرْنَهُ والحِلْس: أن ياخذ المُصَدِّق مكان الإبل دراهمَ.

والحِلْسُ: الرّابعُ من القِداح.

والمُسْتَحلِس: الذي يلزم المكان.

لحس:

اللَّحْسُ: أكل الدَّوابّ الصوف، وأكل الجَراد الخضر والشجر ونحوه.

واللاّحُوس: المَشْؤوم يَلْحَس قومه.

واللَّحُوس: الذي يَتَتَبَّع الحلاوة كالذُّباب.

والمِلْحَس: الشُّجاع الذي يأكل كل شيء يرتفع إليه

باب الحاء والسين والنون معهما

ح س ن، س ح ن، ن ح س، س ن ح، ن س ح مستعملات

حسن:

حَسُنَ الشَيْءُ فهو حَسَن. والمَحْسَن: الموضع الحسن في البدن، وجمعه مَحاسن. وامرأةٌ حَسناء، ورجُل حُسّان، وقد يجيء فُعّال نعتاً، رجلٌ كُرّام، قال الله -جل وعز-: "مَكْراً كُبّاراً".

والحُسّان: الحَسَنُ جِدّاً، ولايقال: رجل أحسنَ. وجارية حُسّانة.

والمَحاسِن من الأعمال ضد المساوىء، قال الله -عز وجل-: "للذين أحْسَنُوا الحُسْنَى وزيادة" أي الجنة وهي ضدُّ السُّوءَى.

وحَسَن: اسم رَمْلةٍ لبني سعْد. وفي أشعارهم يوم الحَسَن، وكتاب التَّحاسين، وهو الغليظ ونحوه من المصادر، يُجْعَل اسماً ثم يجمع كقولك: تَقاضيت الشَّعُر وتكاليف الأشياء.

سحن:

السُّحْنة: لينُ البشرة، والناعم له سُحْنة، والمُساحنة: المُلاقاة.

والسَّحْن: دَلْكُكَ خشبةً بِمَسْحَنٍ حتى تلين من غير ان يأخذ من الحشبة شيئاً.

نحس:

النَّحْس: خلاف السَّعْد، وجمعه النُحوُس، من النجوم وغيرها.

يومٌ نَحِسٌ وأيّام نَحِسات، من جعله نعتاً ثَقّله، ومن أضاف اليوم إلى النَحْس خَفَّفَ النَحْس: والنُّحاس: ضربٌ من الصُّفْر شديد الحُمْرة، قال النابغة:

كأنَّ شِواظَهُنَّ بـجـانِـبَـيْه


نُحاسُ الصُّفْر تضربه القُيُون

والنُحاس: الدُّخان الذي لا لهب فيه، قال:

يُضيءُ كضَوْء سِراج السَّلي


طِ لم يَجْعلِ اله فيه نُحاسـا

والنِّحاس: مبلغ طَبْع وأصله، قال:

يا أيُّها السائل عن نِحاسي

عَنّي ولمّا تَبلُغَنْ أشطاسي

سنح:

سَنَحَ لي طائر وظبيٌ سُنُوحاً، فهو سانح إذا أتاك عن يَميِنكَ، يُتَيَمَّنُ به، قال الشاعر:

أَبِا لسُّنُح الأَيامِنِ أمْ بنَحْـسِ


تمُرُّ به البَوارحُ حينَ تجري

وسَنَحَ لي رَأْيٌ أو قريضٌ أيْ: عَرَض.

وكان في الجاهلية امرأةٌ تَقومُ في سوق عكاظ فتُنْشد الأقوالَ وتضرِب الأمثالَ وتُخْجِل الرجالَ، فانْتَدَبَ لها رجلٌ، فقالتْ ما قالتْ، فأجابها فقال:

أُسَكْتَاكِ جامِحٌ ورامِـحٌ


كالظَّبْيَتَيْنِ سانِحٌ وبارِحٌ

فَخَجِلَتْ وهَرَبَتْ.

نسح:

النَّسْحُ والنُّساح: ما تحاتَّ عن التَّمْر من قِشْره، وفُتات أقْماعه ونحوه مما يبقى في أسفل الوعاء.

والمِنْساح: شَيْءٌ يُدْفَعُ به التُرابُ ويُذَرَّى به.

باب الحاء والسين والفاء معهما

ح س ف، ح ف س، س ح ف، س ف ح، ف س ح، ف ح س، كلهن مستعملات

حسف:

حُسافة التَّمْر: قُشوره ورديئة، تقول: حَسَفْتُ التَّمْرَ أحسِفُه حسَفاً: نَقَّيْتُه.

حفس:

رجل حِيْفْسٌ، وامرأة حِيَفْساء، والحِيَفْساء إلى القِصَر ولؤم الخِلْقة.

سحف:

السَّحْف: كَشْطُكَ الشَّعَر عن الجلد حتى لا يبقى منه شيء تقول: سَحَفتُه سَحْفاً.

والسَّحائف، الواحدة سَحيفة: طرائق الشَّحْم التي بين طرائق الطَفاطِف ونحوها ممّا يُرَى من شَحْمة عريضة مُلْزَقة بالجِلْد.

وناقة سَحوف: كثيرةُ السَّحائف، وجَمَلٌ سَحوف كذلك، قال:

بجَلْهَة عِلْيانٍ سَحوِف المُعَقَّبِ

والقطعة منه سَحيفة وتكون سَحْفة.

والسُّحاف: السِّلُّ. والسَّحُوف من الغنم: الرقيقة صُوف البطن.

والسَّيْحَف: النَّصْل العريض، والجميع: السَّياحف.

سفح:

سَفْح الجَبَل: عُرضهُ المُضْطَجع، وجمعه سُفُوح.

وسَفَحَتِ العَيْنُ دَمْعَها تَسْفَحُ سَفْحاً. وسَفَحَ الدَّمْعُ يَسفَحُ سَفْحاً وسُفُوحاً وسَفَحاناً، قال الطرماح:

سِوى سَفَحانِ الدمْعِ من كُلِّ مَسْفَحِ

وسَفْحُ الدَّمِ كالصَّبِّ. ورجلٌ سَفّاح: سَفّاكٌ للدِماء.

والمُسافَحة: الإقامة مع امرأة على فجور من غير تزويج صحيح، ويقال لابن البغي: ابن المُسافحة.

وقال جْبِريل: يا مُحمَّد ما بينك وبين آدَمِ نِكاح لا سِفاحَ فيه.

والسَّفيحان: جُوالِقانِ يُجْعَلانِ كالخُرْج، قال:

تَنُجو إذا ما اضطَرَبَ السَّفيحانْ


نَجاءَ هِقْل جافلٍ بـفَـيْحـانْ

والَّسفيح: من أسماء القِداح.

فسح:

الفُساحة: السَّعَة في الرض، بَلَدٌ فَسيح وأمر فَسيح ، فيه فَسحة أي: سَعَة. والرَّجل يَفسَحُ لأخيه في المجلس: يُوسِّعُ عليه.

والقَوم يَتَفَسَّحُون إذا مَكَّنُوا. وانفَسَحَ طرْفه إذا لم يَردُدْه شيءٌ عن بُعْد النَّظَر.

والفُساح: من نَعْت الذَّكَر الصُّلْب.

فحس:

الفَحْس: أَخذُك الشَيْءَ بلسانِك وفَمِك من الماء ونحوه، فَحَسَه فَحْساً.

باب الحاء السين والباء معهما

ح س ب، ح ب س، س ح ب، س ب ح، مستعملات

حسب:

الحَسَبُ: الشَرَف الثابت في الآباء. رجل كريم الحَسَب حسيبٌ، وقَوْمٌ حُسَباءُ، وفي الحديث: "الحَسَبُ المالُ، والكَرَمُ التَقْوَى".

وتقول: الأَجْر على حَسَب ذلك أي على قَدْره، قال خالد بن جعفر للحارث بن ظالم: أما تَشكُرُ لي إذْ جَعَلْتُك سيِّد قَومِكَ? قال: حَسَبُ ذلك أشكُرُكَ.

وأمّا حَسْب مجزوماً فمعناه كما تقول: حَسْبُك هذا، أيْ: كَفاكَ، وأَحْسَبَني ما أعطاني أي: كفاني.

والحِسابُ: عَدُّكَ الأشياء. والحِسابةُ مصدر قولِكَ: حَسَبْتُ حِسابةً، وأنا أحْسُبُه حِساباً. وحِسْبة أيضاً، قال النابغة:

وأَسْرَعَتْ حِسْبةً في ذلك العَدَدِ

وقوله -عز وجل-: "يرزقُ من يشاءُ بغير حساب" اختُلِفَ فيه، يقال: بغير تقدر على أجْرٍ بالنقصان، ويقال: بغير مُحاسَبةٍ، ما إنْ يخاف أحداً بحاسبه، ويقال: بغير أن حَسِبَ المُعطَى أنّه يعطيه: أعطاه من حيثُ لم يَحتَسِبْ.

واحتَسَبْتُ أيضاً من الحِساب الحِسْبة مصدر احتِسابك الأجْرَ عند الله. ورجلٌ حاسِبٌ وقَوْمٌ حُسّاب.

والحُسْبان من الظنّ، حَسِبَ يحسَبُ، لغتان، حُسْباناً، وقوله -عز وجل -: "الشَّمْسُ والقَمَرُ بحُسْبانٍ"، أي قُدِّرَ لهما حِسابٌ معلوم في مواقيتِهما لا يَعدُوانِه ولا يُجاوزانِه.

وقوله تعالى: "ويرسل عليها حُسْباناً من السَّماء" أيْ ناراً تُحرِقُها.

والحُسْبان: سهِام قِصارُ يُرمى بها عن القِسِيِّ الفارسية، الواحدة بالهاء.

والأَحْسَبُ: الذي ابيضَّتْ جلدتُه من داءٍ ففَسَدَتْ شَعَرتُه فصار أحمَرَ وأبيَضَ، من الناس والإبل وهو الأبرَصُ، قال:

عليه عَقيقتُه أَحْسَبا

عابَه بذلك، أَيْ لم يُعَقِّ له في صِغَره حتى كَبِرَ فشابَتْ عقيقته، يعني شَعَره الذي وُلِدَ معه.

والحَسْبُ والتَحسيب: دَفْن الميِّت في الحجارة، قال:

غَداةَ ثَوَى في الرَّمْل غيرَ مُحَسَّبِ

أيْ غيرَ مُكَفَّن.

حبس:

الحَبْس والمَحْبِس: موضعان للمحبوس، فالمَحْبِس يكون سِجْناً ويكون فعلاً كالحَبْس. والحَبيس: الفَرَس: يُجْعَل في سبيل الله.

والحِباس: شيء يُحْبَس به نحو الحِباس في المَزْرَفة يُحْبَس به فُضُول لماء.

والحُبِاس في كلام العجم: المكلا، وهي التي تُسَمَّى المَزْرَفة، وهي الحُبِاسات في لأرض قد أحاطت بالدَّبْرة يُحْبَس فيها الماء حتى يَمتلئ ثم يُساق إلى غيرها.

واحتَبَسْتُ الشَيْءَ أي خَصصتُه لنفسي خاصَّةُ.

واحتَبَست الفِراشَ بالمِحْبَس أي بالمِقْرَمة.

سحب:

السَّحْبُ: جَرُّكَ الشَّيْءَ، كسَحْب المرأةِ َذْيَلها، وكسَحْبِ الريحِ التُرابَ.

وسُمِّيَ السَّحابُ لانسحابه في الهواء.

والسَّحْبُ: شدَّة الأكْل والشُّرْب، رجلٌ أُسْحُوب: أَكُولٌ شَروبٌ. ورجل مُتَسَحِّب: حريص على أكل ما يوضَع بين يَدَيْه.

سبح:

قوله -عزَّ وجلَّ- "إن لك في النهار سبحاً طويلاً"، أي: فَراغاً للنَّوم عن أبي الدُّقَيْش، ويكون السَّبْحُ فراغاً باللَّيْل أيضاً.

سُبْحانَ اللهِ: تنزيه لله عن كل ما لا ينبغي أن يُوصَف به، ونَصبُه في موضع فِعْلٍ على معنى: تَسبيحاً لله، تُريدُ: سَبَّحْتُ تَسبيحاً للهِ أي: نزَّهتُه تنزيهاً. ويقال: نُصِبَ سُبحانَ الله على الصَّرْف، وليس بذلك، والأول أجود.

والسُّبُّوح: القُدُّوس، هو اللهُ، وليس في الكلام فُعُّول غير هذين.

والسُّبْحةُ: خَرَزات يُسَبَّح بعددها.

وفي الحديث أن جبريل? ال للنبي --: "إن لله دون العرش سبعين حِجاباً لو دَنَونا من أحدها لأَحْرَقَتْنا سُبُحاتُ وَجْهِ رَبِّنا" يعني بالسُّبْحة جَلالَه وعَظَمَتَه ونورهَ.

والتَّسبيح يكونُ في معنى الصَّلاة وبه ويُفسَّرُ قولُه -عز وجل- "فسُبْحانَ اللهِ حينَ تُمسُون وحين تُصبِحُون"، الآية تأمُرُ بالصَّلاة في أوقاتِها، قال الأعشى:

وسَبِّحْ على حينِ العَشِيّات والضُّحَى


ولا تَعْبُدِ الشَّيطانَ واللهَ فاعـبُـدا

يعني الصلاة.

وقوله تعالى: "فلولا كانَ من المُسَبِّحين" يعني المُصَلِّين.

والسَّبْح مصدرٌ كالسِّباحة، سَبحَ السابحُ في الماء.

والسابح من الخَيْل: الحَسَنُ مَدِّ اليَدَيْن في الجَرْي. والنُجُوم تَسْبَح في الفَلَك: تجري في دَوَرانه. والسُّبْحة من الصلاة: التَطَوُّع.

باب الحاء والسين والميم معهما

ح س م، ح م س، س ح ن، س م ح، م س ح ستعملات

حسم:

الحَسْم: أن تَحسِمَ عِرْقاً فتَكويه لئلاّ يَسيل دمُه.

والحَسْمُ: المَنْعُ، والمَسْحُوم: الذي حُسِمَ رَضاعُه وغِذاؤه.

وحَسَمْتُ الأمْرَ أي: قَطعتُه حتى لم يُظفَر منه بشيء، ومنه سمِّي السَّيفُ حُساماً لأنّه يحسِمُ العدوَّ عَمَا يُريد، أي يمنَعُه.

والحُسُوم: الشُّؤْم، تقول: هذه ليالي الحُسُوم تحسِم الخَير عن أهلها، كما حُسِمَ عن قَوم عادٍ في قوله تعالى: "ثمانيةَ أيّام حُسُوماً" أي شُؤْماً عليهم ونَحْساً.

حُسُم: موضع، قال:

وأدْنَى مَنازلِها ذو حُسُمْ

وحاسم: موضع. وحَيْسُمان: اسم رجل.

حمس:

رجُلٌ أحْمَس أي شجاع. وعامٌ أحْمَس، وسنة حَمْساء أي شديدة، ونَجْدَة حَمْساء يُريد بها الشجاعة، قال:

بنجدةٍ حَمْساءَ تُعدي الذَّمْرا

ويقال: أصابَتْهم سِنُونَ أحامِسُ لم يُرِد به مَحْضَ النَّعْت، ولو أرادَه لقال: سِنونَ حُمْسٌ، وأريد بتذكير الأعوام.

والتَنَّور: هو الوَطيس والحَميس.

والحُمْسُ: قُرَيش. وأحماس العَرَب: أُمُّهاتُهم من قُرَيش، وكانوا مُتَشدِّدين في دينهم، وكانوا شُجَعاء العرب لا يُطاقُون، وفي قَيْسٍ حُمْسٌ أيضاص، قال:

والحُمْسُ قد تُعلَمُ يومَ مأزِقِ

والحَنسْ: الجَرْس، قال:

كأن صَوْتَ وَهْسِها تحتَ الدُجَى

وقد مضى ليل عليها وبَغَى

حَمْسُ رجالٍ سَمِعُوا صَوْتَ وَحَا

والوَحَى مثل الوَغَى.

سحم:

السُّحْمةُ: سَوادٌ كَلَوْنِ الغُرابِ الأَسْحَم، أي: الأَسْوَد.

والأَسْحَم: اللَّيل في شعر الأعشَى:

بأسحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتفرَّقُ

وفي قول النابغة: السحاب الأسود:

وأسْحَم دانٍ مُزْنُه مُتَصَوِّبُ

سمح:

رجلٌ سَمْحٌ، ورجالٌ سُمَحاءُ، وقد سَمُحَ سَماحةً وجادَ بمالِه، ورجلٌ مِسْماحٌ مَساميح، قال:

غَلَبَ المَساميح الوليد سَـمـاحةً


وكَفَى قُرَيش المُعضِلاتِ وسادَها

وسَمَحَ لي بذلكَ يَسمَحُ سَماحةً وهو الموافقة فيما طَلَبَ.

والتَسميح: السُّرْعة، والمُسامَحةُ في الطِّعان والضرِّاب والعَدْوِ إذا كانت على مُساهلة، قال:

وسامَحْتُ طَعْناً بالوَشِيج ِالمُقَوَّمِ

ورُمْحٌ مُسَمَّح: تُقِّفَ حتى لان وكذلك بَعير مُسَمَّح. ورجلٌ مِسْماح أيْ: جَوادٌ عند السَّنة.

مسح:

يقال للمريض: مَسَحَ اللهُ ما بكَ، ومَصَحَ أجوَدُ.

ورجل ممسوح الوَجْهِ ومَسيحٌ إذا لم يبقَ على أحَد شِقَّي وَجْهه عَيْنٌ ولا حاجبٌ إلا استَوَى. والمَسيحُ الدَّجّال على هذه الصفة. والمَسيحُ عيسِى بن مَرْيَمَ -عليه السلام- أُعرِبَ اسمُه في القرآن، وهو في التَوراة مَشيحا، قال:

إذا المَسيحُ يقتُل المَسيحا

يَعْني عيَسى يقتُل الدَّجّال بنَيْزَكه.

والأمْسَحُ من المَفاوِز كالأَمْلَس، والجميع الأماسِحُ. والمِساحةُ: ذَرْعُ الأرض، يقال: مَسَحَ يمسَحُ مَسْحاً ومِساحةً.

والمَسْحُ: ضَرْب العنق تمسَحُه بالسَّيْف مَسْحاً ومنه قوله -عز وجل-: "فطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعناقِ".

والتِّمْسَحُ والتِّمْساح: خَلْقٌ في الماء شَبيهٌ بالسُّلَحْفاة، إلا أنه ضَخْمٌ طويلٌ قَويٌ.

والماسِحة: الماشطة. والمُماسحَة: المُلايَنة في المُعاشَرة من غير صفاء القَلْب. وعلى فلانٍ مَسْحةٌ من جَمال، وكانَتْ مَيَّةُ تتمَّنَى لقاء ذي الرُّمَّة فلمّا رَأَتْه استَقْبَحته فقالت: أن تَسْمَعَ بالمُعَيْدي خَيْرٌ من أن تَراه، فَسِمع ذو الرُمَّة فهَجاها فقال:

على وجْهِ مَيٍّ مَسْحَةٌ من مَلاحةٍ


وتحت الثَياب الشَّيْن لو كانَ بادياً

والمَسيحة، قِطعة من الفِضَّة. والمَسيحة والمسايحُ: ما تُرِكَ من الشَّعَر فلم يُعالَج بشَيْءٍ وفُلانٌ يُتَمسَّحُ به لفَضْله وعبادته.

باب الحاء والزاي والدال معهما

د ح ز يستعمل فقط

دحز:

الدَّحْز: الجِماع.

باب الحاء والزاي والراء معهما

ح ز ر، ح ر ز، ز ح ر، ر ز ح مستعملات

حزر:

الحَزْر: حَزْرُكَ الشَّيءَ بالحَدس تَحْزِرُه حَزْراً.

والحاِزُر والحَزْر: اللَّبَن الحامِض.

والحَزْرَةُ: خِيار المال، قال:

الحَزَراتُ حَزَارت النَّفْسِ

حرز:

مكان حَريز: قد حَرُزَ حَرازةً، والحَرَزُ: الخَطَر، وهو الجَوْزُ المَحْكُوك يُلْعَبُ به، وجمعُه أحراز. وأخطار. والحِرْز: ما أحْرَزْتَ في مَوْضِع من شَيْء، تقول: هو في حِرْزي.

واحتَرَزْتُ من فُلانٍ.

زحر:

زَحَرَ يَزْحَر زَحيراً وهو إخراج النَّفَس بأَنين عند شِدَّةٍ ونحوها، والتَزَحُّر مثله.

وزَحَرَتِ المرأةُ بوَلَدها، وتَزَحَّرَت عنه إذا وَلَدَتْ، قال:

إنّي زَعيمٌ لـكِ أَن تَـزَحَّـري


عن وارِمِ الجَبْهة ضَخْمِ المَنخَرِ

وفُلانٌ يَتَزَحَّرُ بماله شُحّاً.

رزح:

رَزَحَ البعيرُ رُزُوحاً أي : أعْيا، وبَعير مِرْزاح ورازِح وهو المُعْيي القائم، وإبِل رَزْحَى ومَرازيح. والمِرْزيح: الصَّوْت.

باب الحاء والزاي واللام معهما

ح ز ل، ح ل ز، ز ل ح، ز ح ل، ل ح ز مستعملات

حزل:

الإحزِئْلال: الارتِفاع احزَأَلَّ يَحْزَئِلُّ في السَّيْر وفي الأرض صعداً كما يَحْزَئِلُّ السحاب إذا ارتَفَعَ نحو بَطْن السَّماء.

واحزَأَلَّتِ الإبِل: اجتَمَعَتْ ثُمَّ ارتَفَعَتْ على مَتْنٍ من الأرض في ذَهابها، قال:

بَنُو جُنْدَعٍ فاحزَوْزَأَتْ واحزَأَلَّتِ

والاحتِزال: الاحتِزام بالثَّوْب.

واحزَوْزَأَتِ الدَّجاجة على بَيْضها: تجافَتْ، وهذا من المضاعف.

حلز:

القَلْبُ يَتَحلَّزُ عند الحُزْن كالاعتِصار فيه والتَوَجُّع.

وقَلْبٌ حالِز، وإنسانُ حالِز: ذو حَلْزٍ، ويقال: كَبِدٌ حِلِّزَة وحَلِزَة، أي: قريحة. ورجلٌ حِلِّزٌ أيْ بخيل، وامرأةٌ حِلِّزَةٌ بخيلةٌ.

زلح:

الزَّلْحُ من قولك: قَصْعةٌ زَلَحْلَحة: لا قَعْر لها.

زحل:

زَحَلَ الشَّيْء: زال عن مَقامه. والناقة تَزْحَلُ زَحْلاً إذا تأخَرَّت في سَيْرها، قال:

فإنْ لا تُغَيِّرْها قُرَيشٌ بمُلْكِـهـا


يكُنْ عن قُرَيشٍ مُسْتَمازٌ ومَزْحَلُ

وقال:

قد جَعَلْتَ نابُ دُكَيْنٍ تَزْحَلُ

والمزَحَل: المَوْضِع الذي يُزْحَل إليه.

والزَّحُول من الإبل: التي إذا غَشِيَت الحَوْضَ ضَرَبَ الذائد وجْهَها فوَلته عَجُزَها ولم تَزَلْ تَزْحَلُ حتى تَرِدَ الحوضَ، وربَّما ثَبَتَت مقبلةً، قال لبيد في زَحَلَ الشَيْءُ زال عن مقامه:

لو يقومُ الفـيلُ أو فَـيَّالُـه


زَلَّ عن مِثْل مَقامي وزَحَلْ

لحز:

رجُلٌ لَحِزٌ أي شَحيحُ النفس، وأنشد:

تَرَى اللَّحِزَ الشَّحيحَ إذا أُمِرَّتْ


عليه لِما له فيها مُـهـينـا

والتَلَحُّزُ: تَحَلُّبُ فيكَ من أكل رمّانٍة ونحوها. شهوةً.

باب الحاء والزاي والنون معهما

ح ز ن، ز ح ن، ن ز ح، ن ح ز مستعملات

حزن:

الحُزْن والحَزَن، لغتان إذا ثقّلوا فتحوا، وإذا ضحّوا خفّفوا، يقال: أصابه حَزَنٌ شديدٌ، وحُزْنٌ شديد، ويقال: حَزَنَني الأمرُ يَحْزُنُني فأنا محزون وأحزنني فأنا مُحْزَنٌ، وهو مُحْزِنٌ، لغتان أيضاً، ولا يقال حازن.

ورُوى عن أبي عمرو: إذا جاء الحَزَنُ منصوباً فَتَحوه، وإذا جاء مكسوراً مرفوعاً ضَمَّوه، قال الله عز وجل-: "وابيَضَّتْ عيناهُ من الحُزْن" وقال -عزَّ اسمُه-: "تَرَى أعيُنَهم تَفيضُ من الدَّمْع حَزَناً".

وقوله -عز وجل-: "إنَّما أشكو بَثّني وحُزْني إلى الله".

ضَمُّوا الحاءَ هنا لكَسْرة النون، كأنّه مجرور في استعمال الفعل.

وإذا أفردُوا الصَّوْتَ والأمْرَ قالوا: أمْرٌ مُحزن وصَوْتٌ محُزن ولا يقال: حازن.

والحَزْنُ من الأرض والدَّوابِّ: ما فيه خُشونة، والأنثى حَزْنة، وقد حَزُنَ حُزونةً. وحُزانةُ الرجل: من يَتَحَزَّن بأمره.

ويُسَمِّي سَفَنْجقانية العرب على العجم في أوَّل قُدومهم الذي استَحَقُّوا به استَحَقُّوا من الدور والضياع حُزانة.

زحن:

زَحَنَ الرجلُ يزْحَنُ زَحْناً، وتَزَحَّنَ تَزَحُّناً أي: أبطَأَ عن أمره وعَمَله. وإذا أرادَ رَحيلاً فعَرَضَ له شُغْل فبَطَّأَ به قلت: له زَحْنةٌ بعدُ.

والرجل الزِّيحنّة: المُتَباطِئ عند الحاجة تُطلَب إليه، قال:

إذا ما التَوَى الزِّيحَنَّةُ المُتآزِفُ

نزح:

نَزَحَتِ الدارُ تَنْزَح نُزُوحاً أي بَعُدَت.

ووَصْل نازح أي بعيد، قال:

أم نازحُ الوصْل مِخلافٌ لشِيمته

ونَزَحْتُ البِئْرَ، ونَزَحْتُ ماءَها، وبئر نَزوحٌ ونَزَحٌ أي قليلة الماء، ونَزَحَتِ البِئْرٌ، أي: قلّ ماؤها والصَّواب عندي: نُزِحَتِ البئرُ أي: اسْتُقِيَ ما فيها.

نحز:

النَحْز كالنَّخْس. والنَّحْز شَبْهُ الدَّقّ.

والراكبُ يَنْحَزُ بصدره واسِطَ الرَّحْل، قال ذو الرمة:

إذا نَحَزَ الإدْلاجُ ثُغرةَ نَـحْـره


به أَنَّ مُستْرخي العِمامِة ناعِسُ

قال: والنُّحازُ داءٌ يأخُذُ الإبل والدَّوابَّ في رِئاتها، وناقةٌ ناحِز: بها نُحاز، قال القطامي:

تَرَى منه صُدورَ الخَيْل زَوْراً


كأنَّ بها نُحازاً أو دُكـاعـا

والنّاحزِ أيضاً: أن يُصيبَ المِرفقُ كِرْكِرةَ البعير، فيقال: به ناحز، وإذا أصابَ حَرْفَ الكِرْكَرة المِرفقُ فحزَّة قيلَ: بها حازٌّ، مُضاعَف، فإذا كان من اضطغاط عند الأبِطْ قيل بها ضاغِط.

والمِنْحاز ما يُدَقُّ به . ونَحيزة الرجل : طبيعتُه ، وتجمع : نَحائز .

ونَحيزةُ الأرض كالطِّبَّة ممدودةٌ في بَطن الأرض تقود الفَراسِخَ وأقلّ من ذلك، ويجيء في الشعر نَحائز يُعْنَى بها طِبَبٌ من الخِرَق والأَدَم إذا قُطِعَتْ شرُكُاً طِوالاً.

باب الحاء والزاي والفاء معهما

ز ح ف، ح ف ز يستعملان فقط

زحف:

الزَّحْف جماعة يزحَفُون إلى عدوِّهم بمَرَّة، فهُم الزَّحْف والجميع زُحُوف.

والصَّبيُّ يَتَزَحَّفُ على الأرض قبل أن يمشي. وزَحَفَ البعير يزحَفُ زَحْفاً فهو زاحف إذا جَرَّ فِرْسَنَه من الاعِياء، ويجمع زَواحف، قال:

على زَواحِفَ تُْزَجى مُخُّهارِيرُ

وأَزْحَفَها طولُ السَّفَر والازدِحاف كالتَزاحُف.

حفر:

الحَفْزُ: حثّك الشَّيْءَ حثيثاً من حَلفه، سَوْقاً أو غير سَوْق، قال:

وقد سِيقَتْ من الرِّجْلَيْن نفسي


ومن جَنْبي يُحَفَّزُهـا وَتـينُ

أي يَحُثُّها لوتين، وهو نِياط القلب، بالخروج.

والرجُلُ يَحْتَفِزُ في جلوسه: يُريد القيام أو البَطْش بالشَّيْء.

واللَّيْلُ يَحْفِزُ النَّهار: يسوقُه، قال رؤبة:

حَفْزُ الليالي أمَدَ التَّدليف

والحَوْفَزان من الأسماء.

باب الحاء والزاي والباء معهما

ح ز ب يستعمل فقط

حزب:

حَزَبَ الأمرُ يَحْزُبُ حَزْباً إذا نابَكَ، قال:

فنِعْمَ أخاً فيما ينوبُ ويحزُبُ

وتَحَزَّبَ القَومُ: تَجَمَّعوا. وحَزَّبْتُ أحزاباً: جَمَّعْتُهم.

والحِزْبُ: أصحابُ الرجل على رَأْيه وأَمِره، قال العجاج:

لقد وجَدْنا مُصْعَباً ُمَستَصعَـبـا


حتى رَمَى الأحزابَ والمُحزِّبا

والمؤمنون حزبُ الله، والكافرون حزبُ الشَّيْطان. وكلُّ طائفةٍ تكون أهواؤهم واحدة فهم حزبٌ.

والحَيْزَبون: العَجوز، النون زائدة كنون الزَّيْتون.

والحِزْباء، ممدودة،: أرض حَزْنةٌُ غليظة، وتُجمَع حَزابيّ، قال:

تحِنُّ إلى الدَّهْنا قَلوصي وقد عَلَت


حَزابيَّ من شَأْز المُناخ جـديبـا

وعَيْرٌ حَزابيةٌ في استداره خَلَقه، قال النابغة:

أَقَبَّ ككَرِّ الأَنْدَريِّ مُعَقْربٌ


حَزابية قد كدَّمَتْه المَساحِلُ

ورَكَبٌ حَزابية، قالك

إن حِري حَزَنْبَـلٌ حَـزابِـيَهْ


إذا قَعَدْتُ فوقَـه نَـبـابِـيَهْ

كالقَدَح المكبوب فَوْقَ الرابيهْ



ويقال: أرادَت: حَزابي أي: رَفَع بي عن الأرض.

باب الحاء والزاي والميم معهما

ح ز م، ز ح م، م ز ح، ز م ح، ح م ز، م ح ز كلهن مستعملات

حزم:

المِحْزَم: حِزامة البقل، وهو الذي تُشَدُّ به الحُزْمة، حَزَمَه يحزِمُه حَزْماً.

والحِزامُ للدابَّة والصبَّيّ في مَهْده. والمِحْزَم: الذي يَقَع عليه الحِزام من الصَّدْر.

والحَزيم: موضِع الحزِام من الصَّدْر والظَّهْرِ كله ما استدارَ به، يقال: شَدَّ حَزيمَه وشَمَّرَ، قال:

شَيْخٌ إذا حُمِّلَ مَكـروهةً


شدَّ الحَيازيمَ لها والحَزيمْ

والحَيْزُوم: وَسَط الصَّدْر حيث يلتقي فيه رُؤوسُ الجَوانح فوقَ الرُّهابة بحِيال الكاهل، قال ذو الرمة:

تَكادُ تَنْقَضُّ مِنْهُنَّ الحَيازيمُ

والحَيْزوم: اسم فَرَس جِبْريل -عليه السلام-.

والحَزْم أيضاً َضْبُطَك أمرَكَ وأخْذُكَ فيه بالثقة، حَزُمَ الرجُلُ حَزامةً فهو حازم ذو حَزْمة.

والحَزْم: ما احتَزَمَ السَّيْل من نَجَوات الأرضِ والظُهور، وجمعُه حُزُوم.

زحم:

زَحَمَ القَوْمُ بَعضُهم بعضاً من شِدَّة الزِّحام إذا ازدَحموا.

والأمواجُ تَزْدَحِم، قال:

تَزَاحُمَ المَوْجِ إذا الموجُ التَطَمْ

جعل مصدر ازدَحَمَ تَزاحُماً.

والفيل والثَّوْر يُكَنَّيانِ أبا مُزاحِم.

ومُزاحم أو أبو مُزاحِم: أوّل خاقانٍ ولَيَ التُّرْكَ وقاتَلَ العرب،فقُتِل زَمَنَ أَسَد بن عبد الله القسري.

مزح:

المِزاح مصدر كالمُمازَحة، والمُزاحُ الاسم، قال:

ولا تَمْزَح فإن المَزْحَ جَهْلٌ


وبَعضُ الشرِّ يبدَؤُه المُزاح

مَزَحَ يَمْزَحُ مَزْحاً ومُزاحاً ومُزاحةً.

زمح:

الزَّوْمَح والزُّمَّحُ: الأسود القبيح من الرجال، ويقال: الزُّمَّح الضيِّق الخُلُق، قال بعض قريش:

لازُمَّحـيّينَ إذا جـئْتَـهـم


وفي هِياج الحَربِ كالأَشْبُلِ

والزُّمّاح: طائرٌ عظيم

حمز:

حَمَزَ اللَّؤْمُ فُؤاده وقلبَه أيْ: أوجَعَه، قال الشماخ بن ضرار:

فلما شراها فاضَتِ العَيْنُ عَـبْـرَةً


وفي الصَّدْرِ حُزاّزٌ من اللَّوم حامِزُ

الحامِز: الشديدُ من كلِّ شيء. ورحلٌ حامِزُ الفؤاد: شديدُه.

وقال ابن عبّاس: أفضل الشياء أحمزها أي: أَشَدُّها وأَمتَنُها

محز:

المَحْزُ: النِكاح، تقول: مَحَزَها، قال جرير:

مَحَزَ الفرذقُ أُمَّه من شاعرِ

باب الحاء والطاء والراء معهما

ط ح ر، ط ر ح يستعملان فقط

طحر:

الطَّحْر: قَذْف العَيْن قذاها، وطَحَرتِ العَيْنُ الغَمَصَ أي رَمَت به، قال:

وناظرتَيْنِ تطحَران قَذَاهما

وقال في عَيْن الماء:

تَرَى الشُّرَيْرِيغ يطفو فوق طاحرةٍ


مُسْحَنْطراً ناظراً نحوَ الشَّناغـيبِ

يصف عَيْنَ ماء تفُور بالماء، والشُّرَيْرِيغ: الضِّفْدَع الصغير، والطاحرةُ:العَيْن التي ترمي ما يُطْرْح فيها لشِدَّة حَمْوَة مائها من مَنبَعها وقُوَّة فَوَرانه، والشَّناغيب والشَّغانيب: الأغصان الرَّطْبة، واحدها شُغْنُوب وشُنْغوب، والمُسْحَنْطِر: المشرف المنتصب.

وقَوْسٌ مِطْرَحة: ترمي يسَهْمِها صُعُداً لا تقصِدُ إلى الرَّمِيَّة.

والقَناة إذا التَوَتْ في الثِّقاف فوَثَبَتْ فهي مِطْحَرة، وأما قول النابغة: مِطْحَرةُ زَبون فإنّه نعت للحرب.

والطَّحِير: شِبْه الزَّحير.

طرح:

طَرَحْتُ الشَّيْءَ فأَنا أطْرَحُه طَرْحاً، والطِّرْح: الشَّيْءُ المطروحُ لا حاجة لأحَدٍ فيه.

والطَّروح: البعيد نحو البَلْدة وما أشبهها.

باب الحاء والطاء والطاء واللام معهما

ط ل ح، ط ح ل، ل ط ح، ح ل ط مستعملات

طلح:

شَجَرُ أمِّ َغْيلان، شَوْكُه أَحْجَنُ، من أعظم العِظاه شَوْكاً، وأصلبِه عُوداً واجوده صَمْغاً، الواحدة طَلْحة. والطَّلْح في القرآن المَوْز.

والطَّلاح نقيض الصَّلاح، والفعل طَلَحَ يَطْلُعُ طَلاحاً.

وذو طَلَح: مَوضِع: قال:

ورأيْتُ المرءَ عَمْراً بِطَلَحْ

قال بعضهم: رأيته يَنْعُمُ بنعمة، وهو غلط، إنما عمرو وهذا بموضعٍ يقال له: ذو طَلَح، وكان مَلِكاً.

والطَّلاحة: الإِعياء. وبَعيرٌ طَليحٌ، وناقةٌ طَليح، وطِلْح أيضاً، قال:

فقد لَوَى أنْفَه بمِشْفَـرهـا


طِلْحُ قَراشيمَ شاحِبٌ جَسَدُهْ

والقُرْشُوم: شَجَرَةٌ تزعمُ العرب أنّها تُنْبِتُ القِرْدان، والقُرْشُوم: القُراد الضَّخْم.

طحل:

الطُّحْلة: لوْنٌ بين الغُبْرة والبَياض في سَوادٍ قليل كسَواد الرَّماد.

وشَرابٌ طاحِل: ليس بصافي اللَّوْن، والفعل طَحِلَ يطْحَل طَحَلاً. وذِئبٌ أطحَلُ، ورَماد أطحَلُ.

والطِّحال معروف. ورجل مطحول إذا ردِيءَ طِحالُه.

لطح:

اللَّطْح كاللَّطْخ إذا جَفَّ ويُحَكُّ لم يبْقَ له أثَرٌ.

واللَّطْحُ كالضَّرْب باليد.

حلط:

حَلَطَ فلان إذا نَزَل بحال مَهْلكة.

والاحتِلاط: الاجتِهادُ في مَحْكٍ ولَجاجة.

وأحْلَطَ الرجل بالمكان إذا أقامَ به، قال ابن أحمر:

وأحْلَطَ هذا: لا أريمُ مَكانيا

باب الحاء والطاء والنون معهما

ط ح ن، ح ن ط، ن ح ط، ن ط ح، ط ن ح مستعملات

طحن:

الطِّحْن: الطَّحين المطحون، والطَّحْن الفِعل، والطِّحانة: فعل الطَّحّان.

والطّاحُونة: الطَّحّانة التي تدور بالماء.

وكلُّ سِنٍّ منالأضراس طاحنة.

والطُّحَنَةُ: دُوَيْبَّةِ كالجُعَل، ويُجْمَع على طُحَن.

والطّحون: الكتيبة من الخيل تَطْحَن كُلَّ شيءٍ بحَوافرها.

حنط:

الحِنْطة: البُرُّ. والحِناطةُ: حِرفة الحَنّاط، وهو بَيّاع البُرِّ.

والحَنُوط: يُخلَط من الطِّيب للميِّت خاصَّةً، وفي الحديث: "أنّ ثَمُوداً لمّا أيقَنُوا بالعذاب تَكَفَّنُوا بالأَنْطاع وتَحَنَّطوا بالصبَّرِ".

نحط:

النَّحْطةُ: داءٌ يُصيب الخَيْل والإبِل في صُدورها، فلا تكاد تسلم مه.

والنَّحْطُ شِبْه الزَّفير، والقَصَّار يَنْحِط إذا ضَرَب بثوبِه على الحَجَر، ليكون أروَحَ له، قال الراجز:

مالكَ لا تنْحِطُ يا فلاّح


إنَّ النَّحيطَ للسُّقاةِ راحُ

أي راحة. والنَّحّاط: الرَّجل المتكبِّر، وقال النابغة:

وتَنْحِطْ حَصانٌ آخِرَ اللَّيْل نَحْطةً


تَقَضَّبُ منها أو تكادُ ضُلوعُها

نطح:

النَّطْح للكِباش ونحوها، وتَناطَحَتِ الأمواح والسُّيُول والرجال في الحروب.

والنَّطيح: ما يأتيكَ من أمامِك من الظِّباء والطَّيْر وما يُزْجَر.

والنَّطيحة: ما تناطَحا فماتا، كان أهل الجاهلية يأكلونَها فنُهِيَ عنها.

باب الحاء والطاء والفاء معهما

ف ط ح، ط ح ف، ط ف ح مستعملات

فطح:

الفَطَح:عِرَضٌ في وَسَط الرأس، وفي الأَرْنَبة حتى تَلْتَزق بالوجه كالثَّور الأفطَح، قال أبو النجم:

قَبْصاءُ لم تُفْطَح ولم تُكَتَّلِ

طحف:

الطَّحْف: حَبٌّ يكون باليَمَن يُطْبَخ.

طفح:

طَفَحَ النَّهْر إذا امتَلَأَ. والشارِب طافِح أي ممتَلئٌ سُكْراً.

والرِّيحُ تَطفَح القُطْنةَ إذا سَطَعَت بها، قال أبو النجم:

مُمَزَّقاً في الرِّيح أو مطفوحا

وما طَفَح فوقَ شَيءٍ فهو طُفاحة كطُفاح القِدْر.

باب الحاء والطاء والباء معهما

ح ط ب، ح ب ط، ب ط ح مستعملات

حطب:

الحَطَب معروف، حَطَبَ يَحطِب حَطْباً وحَطَباً. والمخفَّف مصدر، والمثَّقَل اسم.

وحطَبْتُ القوم إذا احتَطَبتَ لهم، قال:

وهل أحطِبَنَّ القوم وهي عَرِيَّةٌ

ويقال للمُخلِّط في كلامه وأمره: حاطبُ لَيْلٍ، مَثَلاً له لأنّه لا يَتَفَقّد كلامَه كحاطب اللَّيل لا يُبصر ما يجمع في حَبْله من رديء وجيّد.

وحَطَب فلان بفُلان إذا سَعَى به. والحَطَب في القرآن النَّميمة، ويقال: هو الشَّوك كانت تَحمله فتلقيه على طريق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-.

ويقال للشديد الهزال حَطِبٌ.

حبط:

الحَبَط: وَجَع يأخُذُ البعيرَ في بَطْنه من كَلأَ يَسْتَوْبِلُه، يقال: حَبِطَتِ الإبِل تحبَط حَبَطاً. وحَبِطَ عَمَلُه: فَسَدَ، وأحبَطَه صاحبُه، واللهُ مُحْبِطٌ عَمَلَ من أشرَكَ.

والحَبِطات: حيٌّ من تميم.

بطح:

بَطَحْتُه فانبَطَحَ. والبَطْحاء: مَسيل فيه دُقاق الحَصَى، فإنْ عَرُضَ واتَّسَعَ سُمِّيَ أبطَح.

والبَطيحة: ماء مستنقِع بينَ واسِطٍ والبصرة، لا يُرَى طَرَفاه من سَعَته، وهو مَغيض دجلةَ والفُرات، وكذلك مَغايض ما بين البصرة والأهواز، والطَّفُ: ساحل البَطيحة.

وتَبَطَّحَ السَّيْل أي: سالَ سَيْلاً عريضاً، قال ذو الرمة:

ولا زالَ من نَوْء السِّماكِ عليكُما


ونَوْءِ الثُرَيّا، وابِلٌ مُتَـبَـطِّـحُ

وقال الراجز:

إذا تَبَطَّحْنَ على المحامِلِ


تَبَطُّحَ البَطِّ بشَطِّ الساحِلِ

والبَطْحاءُ والأبْطَحُ ومنِىً من الأبْطح. ويقال: بين قَرْية كذا وقَرْية كذا بطحة بعيدة.

باب الحاء والطاء والميم معهما

ح ط م، ط م ح، ط ح م، م ح ط، ح م ط، م ط ح كلهن مستعملات

حطم:

الحَطْمُ: كَسْرُك الشَّيْءَ اليابس كالعظام ونحوها، حَطَمْتُه فانحَطَمَ، والحُطامُ: ما تَحَطَّمَ منِه، وقِشْر البَيْض حُطام، قال الطرماح:

كأنَّ حُطامَ قَيْضِ الصَّيْف فيه


فَراشُ صَميم أقحاف الشؤون

والحَطْمَةُ: السَّنة الشديدة.

وحَطْمةُ الأسَد في المال: عَيْثه وفَرْسُه.

والحُطَمَةُ: النّار، وقيل: الحُطَمَةُ: بابٌ من جهنّم.

والحَطيم: حِجْر مَكّة.

طحم:

طَحْمة السَّيْل: دَفّاعُه ومُعْظَمُه. وطَحْمةُ الفِتْنة: جَوْلة الناس عندها، قال:

تَرمي بنا خِنْدُفُ يوم الايسادْ


طَحْمةَ إبليسٍ ومَرداةَ الراد

محط:

مَحَّطْتَ الوَتَرَ: أمرَرْتَ الأصابعَ عليه لتُصلِحَه، وكذلك تُمَحِّطُ العَقَبَ فَتُخَلَّصُه، والبازي يُمُحِّطُ ريشه: يُذهبه، وتقول: امتَحَطَ البازي.

طمح:

طَمَّحَ الفَرَسُ رأسه أي رفعه، وكذلك طَمَّحَ يَدَيْه.

وطَمَحاتُ الدَّهْر: شَدائدُه، وربّما خُفِّف قال:

باتَتْ همومي في الصَّدْر تَحْضَؤُها


طَمْحاتُ دَهرٍ ما كنت أدرؤهـا

وطَمَّحْتُ الشْيَء وغيرَه في الهواء أي رَمَيْتُ به تطميحاً. وطَمَح ببَصَره إذا رَمَى به إلى الشيْء. وفَرَس طامِحُ البَصَر والطَّرْف، قال:

طَمَحْتَ رُؤوسُكم لتبلُغَ عِزَّنا


إن الذليل بأن يُضامَ جـديرُ

حمط:

الحَمَطيط وجمعهُ الحَماطيط، والحَماط: نبْت.

والحَماطة: حُرْقة يجدُها الرجلُ في حَلْقه، تقول. أجدُ في حَلْقي حَماطةً.

باب الحاء والدال والثاء معهما

ح د ث يستعمل فقط

حدث:

يقال: صارَ فلان أُحدوثة أي كَثَّروا فيه الأحاديث.

وشابُّ حَدَثٌ، وشابَّة حَدَثة: فتيّة في السِّنِّ. والحَدَث من أحداث الدهر شِبْه النازلة، والأُحدوثة: الحديث نفسه. والحديث: الجديد من الأشياء.

ورجل حِدْث: كثير الحديث. والحَدَث: الإِبْداء.

باب الحاء والدال والراء معهما

د ح ر، ح د ر، ر د ح، ح ر د، د ر ح مستعملات

دحر:

دَحَرْتُه أدحَرُه دَحْراً أي بعَّدتُه ونَحَّيْتُه.

ومَلُوماً مَدْحُوراً أي: مطروداً.

حدر:

الحَدْر: ما تحدِرُه من عُلْوٍ إلى سُفْل، والمُطاوعة مه الأنْحدار، وحَدَرْتُ السَّفينة في الماء حُدوراً. والحَدور اسم مُنحَدَر الماء في انحطاط صبَبَه، وكذلك الحَدور في سَفْح جَبَل.

وحَدَرْتُ القرِاءةَ حَدْراً، وحَدَرَتْ عيَنْي الدَّمْعَ، وانحدَرَ الدمعُ.

وناقةٌ حادرةُ العيَنْيَنْ أي مُمتلئيها نِقْياً قدراتَوَتا وحَسُنَتا.

وكل رَيّان حَسَن الخَلْق حادر، وقد حَدُرَ حدراةً، قال:

وعَسيرٍ أدْماءَ حادرةِ الع


نِ خَنُوفٍ عَيْرانةٍ شِمْالال

وقال:

أُحِبُّ صَبيَّ السَّوْء من أجل أُمِّه


وأُبْغِضُه من بُغْضِها وهو حادِرُ

وامرأةٌ حَدْراءُ، ورجل أحْدَرُ.

والحَدْرة جزم: قَرْحةٌ تخرج بباطن جَفْن العَيْن وقد حَدَرتْ عينه حَدْراً. ويقال:الحَدْر في نعت العَيْن في حسنها خاصة مثل الحادرة، قال:

وأنكرْتَ من حَدْراءَ ما كنتَ تعرفُ

وحَيْدَرةُ: اسم علي بنأبي طالب -عليه السلام- في التوراة، وارتجَزَ فقال:

أنا الذي سَمَّتْني أُمّي حَيْدَرَه

وحَدَرَ جِلْده يحدُرُ حُدوراً أي تَوَرَّمَ، قال:

لو دَبَّ ذرٌّ فوقَ ضاحي جلدها


لأبانَ من آثارِهـنَّ حُـدورُ

ومنه يقال: حَدَرْتُ جلدَه بضرْبٍ، وأحْدَرتُ لغة.

ردح:

الرَّدْح: بَسْطُكَ الشَّيء فَتُسَوٍّي ظهرهَ بالأرض، قال أبو النجم:

بَيْتَ حُتُوفٍ مُكْفأً مَرْودحاً

شَخْتا خَفيّاً في الثَّرَى مدحُوحا

يصف القُتْرة. ويجيء في الشعر مُردَح مثل مَبْسُوط ومُبْسَط.

وناقةٌ رَداحٌ: ضَخْمة العَجيزة والمآكِم، تقول: رَدُحَت رَداحةً فهي رَدُوحٌ ورَداحٌ.

وكَبْشٌ رَداح: ضَخْم الأَلْية، قال:

ومَشَى الكُمأةُ إلى الكُما


ةِ وقُرِّبَ الكبَشْ الرَّداحْ

وكتيبة رَداح: مُلَمْلَمة كثيرة الفُرسان.

حرد:

الحَرَدُ مصدر الأحْرَد الذي إذا مَشَى رَفَعَ قوائمه رفعاً شديداً ويَضَعُها مكانَها من شِدَّة قَطافته في الدَّوابِّ وغيرها.

وحَرِدَ الرجلُ فهو أحرَد إذا ثَقُلَتْ عليه دِرعُه فلم يستطع الانبِساط في المشْي، قال:

إذا ما مَشَى في دِرْعِه غيرَ أحرَدِ

والحَرْدُ والحَرَد لغتان، يقال: حَرِدَ فهو حَرِد إذا اغتاظ فَتَحرَّشَ بالذي غاظه وهَمَّ به فهو حاردٌ، قال:

أُسُودُ شَرىً لاقَتَ أسُودَ خفيَّةٍ


تَساقَيْنَ سُمّاً، كَلُّهُنَّ حَـوارِدُ

وقطاً حُرْدٌ أيْ سِراع، قال:

بادَرْتُ حُرْاداً من قطاها النامي

وقول الله جل ذكره: " وغَدَوا على حَرْدٍ قادرين " ، أيْ على جِدٍّ من أمرهم.

وحَرِدَ السَّيْرُ إذا لم يستَوِ قَطْعُه.

والحُرْديّة: حِياصة الحَظيرة التي تُشَدُّ على حائطٍ من قَصَب عَرْضاً تقول: حَرَّدناه تحريداً، ويجمع على حَرادِيّ.

وحَيٌّ حَريدٌ: الذي ينزل مَنزِلاً من جَماعَة القبيلة لا يخالطهم في ارتِحاله وحُلُولِه.

والحِرْد: قِطعة من سِنَام.

والمُحاردةُ: انقِطاعُ اللَّبَن من المَواشي والإبِل، وناقة مُحاردِ: شديدةُ الحِراد.

والحَرْدُ: القَصْد، قال:

أَقَبلَ سَيْلٌ حاء من أمْر الله


يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّةْ

باب الحاء والدال واللام معهما

ح د ل، د ح ل، ل ح د، د ل ح، مستعملات

حدل:

الأحْدَلُ: ذو الخُصْيَة الواحدة من كُلِّ شيء، ويقال لمِائِل الشِّقَّينْ أيضاً.

والخَوْدَل: المُذَكَّر من القِرْدان.

وبَنو حُدال: حَيُّ نُسبوا إلى محَلَّة كانوا ينزلونها.

والتَّحادُل: الانحناءُ على القوس.

دحل:

الدَّحْل: مَدْخلٌ تحتَ الجُرْف أو في عُرْض جَنْب البئر في أسفلِها، أو نحوه من المناهِل والموارد، ورُبَّ بيت من بُيُوت الأَعراب يُجْعَل له دَحْل تدخُلُ المرأةُ فيه إذا دَخَلَ عليهم داخِلٌ، وجمعُه دُحْلان وأدحال، قال:

دَحْلُ أبي المِرقال خيرُ الأدْحالْ

والداحُول وجمعه دَواحيل: خَشَباتٌ على رُؤوسها خِرَقٌ كأنهَّا طَرّاداتٌ قِصارٌ، تُرْكَز في الأرض لصيد الحُمُر.

والدَّحِل: العظيم البطن، ويقال: الخَدّاع.

لحد:

اللَّحْد: ما حُفِرَ في عُرْضِ القَبْر، وقَبْرٌ مُلْحَد، ويقال: مَلْحُود، ولَحَدوا لَحْداً، قال ذو الرمة:

أَناسِيُّ مَلحُودٌ لها في الحَواجِبِ

شبَّه إنسانَ العَيْن تحت الحاجِب باللَّحْد، حين غارت عُيون الإبِل من تَعَب السَّيْر.

والرجل يلْتَحِد إلى الشَيء: يلجأُ إليه ويميَل، يقال: أَلْحَد إليه ولَحَدَ إليه بلسانه أيْ: مال، ويُقرأ: لسانُ الذي يُلِحدون ويَلْحَدون.

وأَلْحَد في الحَرَم، ولا يقال: لَحَدَ إذا تَرَكَ القَصد ومال إلى الظلم، ومنه قولُه تعالى: من يُرِد فيه بإلحادٍ يعني في الحَرَم، قال حميد الأرقط:

لما رَأَى المُلْحِدُ حينَ أَلْحَـمـا


صواعِقَ الحجّاج يَمْطُرنَ دَما

دلح:

دَلَح البعيرُ فهو دالِحٌ إذا تثاقَلَ في مَشْيِه من ثِقَلِ الحِمْل.

والسَّحابةُ تَدْلَح في سَيْرها من كَثْرة مائِها، كأنَّما تَنْخَزِلُ انخِزالاً، قال:

بينما نحن مُرتِعون بَفَلْجٍ


قالتْ الدُلَّحُ الرِّواءُ أَنِيهِ.

أي صُبَّي وافعَلي.

باب الحاء والدال والنون معهما

ن د ح، د ح ن يستعملان فقط

ندح:

النَّدْحُ: السَّعَةُ والفُسْحةُ، تقول: إنه لَفي نَدْحةٍ من الأمر ومَنْدوحةٍ منه.

وأرضٌ مَنْدوحة: بعيدة واسعة، قال:

إذا عَلا دَوِّيَّه المَنْدُوحا

ويقال لعظيم البطن: انداحَ بطنُه واندَحَى.

والنَّدْحُ في قول العجّاج الكَثْرة حيث يقول:

صِيداً تَسامَي وُرَّماً رِقابهُا


بنَدْحِ وَهْمٍ قَطِمٍ قَبْقابهُـا

دحن:

الدَّحِنُ: العَظيم البَطْن، والدِّحَنَّةُ: الكثير اللَّحْم، وقد دَحِنَ دَحَناً.

وقيل لابنة الخُسِّ: أيُّ الإبِل خير? قالت: خَير الإِبِل الدِّحَنَّةُ الطويلُ الذِّراع القصيرُ الكُراع وقلَّما تجدَنَّه.

باب الحاء والدال والفاء معهما

ح ف د، ف د ح يستعملانت فقط

حفد:

الحَفْدُ: الخِفَّة في العمل والخِدمة، قال:

حَفَدَ الولائدُ بينَهُنَّ وأُسلِمَتْ


بأكُفّهِنَّ أزِمَّةُ الأجمـالِ

وسَمِعتُ في شعْرٍ مُحدَث حُفَّداً أقدامُها أي سِراعاً خِفافاً.

وفي سورة القُنوت: وإليك نَسعَى ونحفد أي نخفّ في مَرْضاتك.

والاحتفاد: السُرعة في كلّ شيء، قال الأعشى:

وُمْحَتفد الوَقْعِ ذو هَبَّةٍ


أجادَ جِلاهُ يَدُ الصَّقْيَل

وقول الله -عز وجل-: بنينَ وحَفَدةً يعني البنات و هنَّ خَدَم الأبَوَيْن في البيت، ويقال: الحَفَدة: وَلَدُ الوَلَد. وعند العَرَب الحَفَدة الخَدَم.

والمَحْفِدُ: شَيءٌ يُعلَف فيه، قال:

وسَقْيي وإطِعامي الشَّعيرَ بمَحْفِدٍ

والحَفَدان فوق المَشْي كالخَبَب.

والمحَافِد: وشْيُ الثوب، الواحد مَحْفِد.

فدح:

الفَدْح: إثقال الأمر والحِمْل، وصاحبُه مفدوح، تقول: نَزَلَ بهم أمرٌ فادِحٌ، قال الطرماح:

فمثلكَ ناحَتْ عليه النِّساءُ


لعُظْمِ مُصيبتك الفادِحْه

باب الحاء والدال والباء معهما

ح د ب، د ب ح، ب د ح مستعملات

حدب:

الحَدَبة: موضع الحَدَب من ظهْر الأَحْدَب، والاسم: الحَدَبة، وقد حَدِبَ حَدَباً واحدَوْدَبَ ظهرُه. وحَدِبَ فُلانٌ على فُلان حَدَباً أي عَطَفَ عليه وحَنا، وإنّه كالوالد.

والحَدَب: حَدُور في صبَبَ، ومن ذلك حَدَبُ الريح وحَدَب الرَّمْل، وجمعه حِداب، ومنه قوله تعالى: "وهم من كُلِّ حَدَب ينسِلون".

ويقال للدابَّة إذا بَدَتْ حراقيفُه وعَظُمَ ظهرُه حَدْباءُ وحِدْبير وحِدْبار.

والحِدابُ: ما ارتَفَعَ من الأرض، الواحدة حَدَبَة وحِدَبَة وحَدِبة، قال ذو الرمة:

ويومٍ يَظَلُّ الفَرْخُ في بيتِ غـيره


له كوكبٌ فوق الحِدابِ الظَّواهِرِ

دبح:

التَّدْبيح: تَنكيسُ الرأْس في المَشْيِ، قال:

كمِثْلِ ظِباءٍ دَبَّحَتْ في مَغارَةٍ


وأَلْجَأَها فيها قِطارٌ وراضِبُ

أي قاطر، ويُروَى: ناطِف.

بدح:

البَدْحُ: ضربُك شَيْئاً بشَيْء فيه رَخاوة كما تأخُذُ بِطِّيخةً فتَبْدحَ بها إنساناً.

وتقول: ورأيتُهم يَتبادَحُون بالكُرين والرُّمّان ونحوها عَبَثاً يعني رَمْياً.

وبَدَحَتِ المرأةُ وتَبَدَّحَتْ، وهو جنس من مَشْيِها.

باب الحاء والدال والميم معهما

حدم، دحم، مدح، حمد مستعملات

حدم:

الحَدْم: شِدَّة إحماء الشَّيْء بحرِّ الشمس والنار، تقول: حَدَمَه كذا فاحتَدَمَ.

والحَدْمٍ: التَزَيُّد في الجَرْي، وتقول إذا أَوْزَعْتها بتحريك الساق: واحتَدَمَتْ جرياً، قال الأعشى:

وإدلاجِ لَيْلٍ على غِرَّةٍ


وهاجرةٍ حَرُّها مُحتَدِمْ

دحم:

دَحْمٌ ودَحْمان من اسمان، والدَّحْم: النِّكاح، دَحَمَها يَدْحَمُها دَحْماً.

مدح:

المَدْح: مقيض الهجاء وهو حُسْن الثَّناء. والمِدْحة اسم المديح، وجمعه مَدائحُ ومِدَحٌ، يقال: مَدَحْتُه وامتَدَحْتُه.

حمد:

الحَمْدُ: نقيض الذَّمّ، يقال: بَلَوته فأحْمَدْتُه أيْ وجَدْتُه حَميداً محمودَ الفِعَال.

وحَمِدْتُه على ذلك، ومنه المَحْمَدة. وحُماداكَ أنْ َتْفَعل كذا أي: حَمْدُك، وحُماداكَ أنْ تنجُو من فُلان رأسْاً برأْس.

والتَحميد: كَثرة حَمْد الله بحُسن المَحامد.

وأَحْمَدَ الرجلُ: أي: فَعَلَ فَعِلا يُحْمَدُ عليه، قال الأعشى:

وأَحْمَدْتَ إذْ نَجَّيْتَ بالأمْسِ صِرْمةً


لها غَدَداتٌ واللَّواحِقُ تَـلْـحَـقُ

والحَمْدُ: الثناء.

وخمسةٌ من الأنبياء ذوو اسمَيْن: أحمَدُ ومُحَمَّد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وعيسى والمسيح، وذو الكِفْل وإِلياس، وإسرائيل ويعقوب، ويونُس وذو النُّون - عليهم السلام وعلى غيرهم من أنبيائه-.

وقولهم: أحْمَدُ إليكَ اللهَ أي: معَكَ، ويقال: إنّما هو كقولك: أشكُو إليك.

وقوله: إنّي أحمَدُ إليكم غَسْلَ الإِحليل، أيْ أرْضَى لكم ذلك.

باب الحاء والتاء والراء معهما

ح ت ر، ح ر ت، ت ر ح مستعملان

حتر:

الحَتْز: الذَّكر من الثَّعالِب، والحِتار: ما استدار بالعَيْن من الجَفْن من باطن.

وما يُحيط بالظُّفْر حِتارٌ، وكذلك ما يُحيط بالخِباء، وكذلك حَلْقة الدُّبُر.

وأراد أعرابي مُجامَعَةَ أهلِه، فقالت: إنّي حائض، فقال: أينَ الهَنَةُ الأخرى? قالتْ: اتَّقِ اللهَ، فقال:

بلى ورَبِّ البَيتِ والأستارِ

لأهتِكَنَّ حَلَقَ الحِـتـارِ

قد يُؤخَذُ الجارُ بظُلْم الجارِ

والمُحْتِر من الرجال: الذي لا يُعطي خيراً ولا يُفضِلُ على أحد، إنَّما هو كَفافٌ بكَفافٍ لا يَنْفَلِتُ منه شيء، ويقال: قد أحتَرَ على نفسه وأهله أي: ضَيَّقَ عليهم ومَنَعَهم خيره.

حرت:

حَرَتَ الشيء حَرْتاً أي: قَطَعَه مُستديراً كلًّه كالفَلْكة.

والمَحْرُوت: أصُول الأنْجُذان.

ترح:

التَّرَح: ضِدُّ الفَرَح، قال سليمان:

وما فَرْحةٌ إلاّ ستُعْقِبُ تَـرْحةً


وما عامِرٌ إلا وَشيكاً سَيَخرُبُ

والمِتراح: الناقة التي يُسرعُ انقطاعُ لبَنها، وتُجمَع: مَتاريح.

باب الحاء والتاء واللام معهما

ل تح، ح ل ت يستعملان فقط

لتح:

اللَّتْح: ضَرْب الوجْه والجَسد بالحَصَى حَتّى تُؤَثِّر فيه من غير جَرْحٍ شديد، قال أبو النجم يصف العانةَ حين يطرُدُها الفَحْل:

يَلْتَحْنَ وجهاً بالحَصَى مَلْتُوحا

ومَرَّةً بحافِرٍ مَكْتُوحا

حلت:

الحِلْتيت: الأًَنْجُذان، قال:

عليكَ بقُنْأةٍ وبسَنْـدَرُوسٍ


وحِلْتيتٍ وشَيْءٍ من كَنَعْدِ

باب الحاء والتاء والنون معهما

ح ت ن، ن ح ت، ن ت ح مستعملات

نحت:

النَّحْتُ نَحْتُ النَّجار الخشب، يقال: نَحَتَ يَنْحِتُ، وينحَت لغة.

وجَمَل نَحيت: قد اْنُتِحَتْت مَناسِمُه، قال:

وهو مِنَ الأيْنِ حَفٍ نَحيتُ

والنُّحاته: ما انتَحَتَتْ من الشَّيْء من الخشب ونحوه.

وتقول في النّكاح: نَحَتَها نَحْتاً.

حتن:

الحَتْن من قولك: تَحاتَنَتْ دُموعُه غذا تتابَعَت، وعَبْرة مُتَحاتِنة، قال الطرماح:

كأنَّ العُيونَ المْرسَلاتِ عَشِيَّةً


شَآبيبُ دَمْع العَبْرةِ والمُتَحاتِنِ

وتحاتَنَتْ الخِصالُ في النِّصال إذا وَقَعَتْ خَصَلات في أَصْل القِرْطاس، والخَصْلة: كل رَمِيَّةٍ لزَقَت بالقِرطاس من غير أن تُصيبَه.

وإذا تَصارَعَ رجلان فصُرعَ أحدهُما وَثَبَ ثم قالك

الحْتَنَىَ لا خيْرَ في سَهْمٍ زَلَجْ

قوله: الْحَتَنَى أي: عاوِدِ الصِّراع، والزَّلَجُ: الباطل، وهو الذي يقع بالأرض ثم يُصيب القِرطاسَ. والتَّحاتُن: التَّباري، قال النابغة:

شِمالٌ تُجاريها الجَنوبُ بقَرْضِها


وريح الصبَّامُورَ الدَّبُور تُحاتِنُ

نتح:

النَّتْحُ: خروج العَرَق من أصُول الشَّعَر، وقد نَتَحَه الجِلْدُ، ومَناتِح العَرَق: مَخارجُه من الجِلْد، قال أبو النجم:

جَوْنٌ كأنَّ العَرَق المَنْتوحا


لبَّسَهُ القَطْرانَ والمُسُوحا

باب الحاء والتاء والفاء معهما

ح ت ف، ح ف ت، ت ح ف، ف ت ح، ت ف ح مستعملات

حنف:

الحَتْفُ: المَوْتُ وقَضاؤه، ويقال: مات فُلانٌ حَتْفَ أنْفِه أي: بِلا ضَرْب ولا قَتْل، ويُجمَع على حُتُوف. ولا يقال: حَتَفَ فلان، ولا حَتَفَ نفسَه.

تحف:

التُّحْفة أُّبدِلَت التّاء فيها من الواو إلاّ أنّ هذه التاء تلزم في التصريف كله، إلاّ في يَتَفَعَّل كقولهم: يَتَوَحَّف، ويقولون: أتْحَفْتُه تُحْفةً يعني طُرَفَ الفَواكِه.

فتح:

الفَتْحُ: نقيض الإِغلاق.

والفَتْح: افتِتاح دارِ الحَرب. والفَتْح: أن تفتَحَ على مَن يَسْتَقْرِئُكَ.

والفَتْح: أنْ تحكُمَ بين قَوْمٍ يَخْتَصِمون إليكَ، قال تعالى: "رَبَّنا افتَحْ بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بالحَقِّ".

والفَتْح: النُّصْرةُ، قال تعالى: "إنْ تَستَفْتِحوا فقد جاءَكُم الفَتْح".

واستَفْتَحْتُ اللهَ على فُلانٍ أيْ: سَأَلْتُه النَّصْرَ عليه ونحو ذلك.

والمَفْتَح: الخِزانةُ، ولكُلِّ شَيْءٍ مَفْتَح، ومَفْتِح بالفَتْح والكَسْر، من صُنُوف الأشياء. والفَتّاح: الحاكم.

وقوله تعالى: "ما إنَّ مَفاتِحَه لتَنُوء بالعُصْبَةَ" يعني الكُنُوز وصنُوُف أمواله، فأمّا المَفاتيح فجَمْع المِفتاح الذي يُفتَحُ به المِغلاقُ.

والفُتْحة: تَفَتُّح الإِنسان بما عنده من أموال أو أدب يَتَطاوَل به، يقال: ما هذه الفُتْحة التي أظهَرْتَها، وتَفَتَّحْتَ بها علينا.

وفَواتِح القُرآن: أوائل السُّوَر. وافتِتاح الصَّلاة: التَكبيرةُ الأولى.

وبابٌ فُتُحٌ أي: واسع.

حفت:

الحَفْت: الهَلاكُ، تقول: حَفَتَه اللهُ ولَفَتَه أي أهلَكَه ودَقَّ عُنَقَه.

ورجل حَفَيْتأ، مهموز غير ممدود، إلى القِصَر ولُؤْم الخِلقة.

تفح:

التُّفّاح: فاكهة، الواحدةُ تُفّاحة.

باب الحاء والتاء والباء معهما

ب ح ت مستعمل فقط

بحت:

خَمْرٌ بَحْت، وخُمورٌ بَحْتة، وللتَّذكير بَحْتٌ لا يُثَنّى ولا يُجْمَع ولا يُصَغَّر. والبَحْتُ: الشيء الخالص معهما

باب الحاء والتاء والميم

ح ت م، ت ح ن، م ت ح، ح م ت، ت م ح، م ح ت كلهن مستعملات

حتم:

الحَتْم: إِيجابُ القَضاء، والحاتِم: القاضي، قال أمية:

حَنانَي رَبِّنا، وله عَنَوْنا


بكفَّيْه المنايا والحُتُومُ

والحاتِم: الغُرابُ الأسود، ويقال: بل غرابُ البَيْن، أحمر المنِقار والرِّجْلَيْن.

والحُتامةُ: ما يبقَى على الخِوان من سُقاط الطّعام.

والتَّحَتُّمُ: أن تأكُلَ شيئاً فكان في فيكَ هَشّاً.

تحم:

الأَتْحَميُّ: ضَرْبٌ من البرود، قال:

أَمْسَى كسَحْقِ الأتَحْمَيِ أرْسُمُهْ

متح:

المَتْحُ: جَذْبُكَ الرِّشاء تَمُدُّ بيَدٍ وتأخُذُ بيَدٍ على رأس البئر.

والإبل تَمْتَح في سَيْرها، أي تَراوِح بأيديها وتَتَمَتَّح، قال:

ماتِح سَجْلٍ مِدْفَقٍ غَروفٍ

وقال ذو الرمة:

لأَيْدي المَهارَى خَلْفَها مُتَمَتِّحُ

وفَرَسٌ مَتّاحٌ أي مَدّاد. وبينهم وبينَنا كذا فَرْسخاً مَتْحاً أي مَدّاً.

حمت:

الحَميتُ: وِعاء السَّمْن كالعُكَّة، وجمعه: حُمُت، ويقال: هو الزِّقُّ.

باب الحاء الظاء والراء معهما

ح ظ ر يستعمل فقط

حظر:

الحِظار: حائط الحَظيرة، والحَظيرة تُتَّخَذُ من خَشَب أو قَصَب، والمُحْتَظِر: المُتَّخِذُها لنفسه، فإذا لم تخُصَّه بها فهو مُحْظِر، ويقال:حاظِر من حَظَر، خفيف.

وكلُّ من حَظَرَ بينك وبين شيء فقد حَظَرَه عليك، قال الله تعالى: "وما كان عَطاء رَبِّكَ محظورا" أي ممنوعاً، وكلُّ شيءٍ حَجَز بين شيَئْين فهو حِجاز وحِظار.

باب الحاء والظاء واللام معهما

ح ظ ل، ل ح ظ يستعملان فقط

حظل:

الحَظِلُ: المُقَتِّرُ، قال:

فما يُخْطِئْكِ لا يُخْطِئْكِ منه


طَبانِيَةٌ فَيْحْظِلُ أو يَغـارُ

وبعيرٌ حَظِل إذا كان يأكُلُ الحَنْظَل، يحذِفُون النون، ويقال: هي زائدة، ويقال: هي أصلية، والبناء رُباعيّ ولكنّها أحقُّ بالطَّرْح، لأنّها أخَفُّ الحروف، وهم الذين يقولون: قد أسبَلَ الزَّرْع، بطرح النون، من السُّنْبُل، ولغة أخرى: سَنْبَلَ الزَّرْع.

والحاظل: الذي يَمشي في شِقِّة من شَكاة، تقولُ: مَرَّ بنا يَحْظِلُ ظالِعاً.

لحظ:

اللِّحاظ: مُؤَخَّر العَيْن، واللَّحْظة: النَّظْرة من جانب الأُذُن، ومنه قول: الشاعر:

فلما َتَلْته الخَـيْلُ وهـو مـثـابِـرٌ


على الرَّكْض يُخفي لحظةً ويُعيدُها

باب الحاء والظاء والفاء معهما

ح ف ظ يستعمل فقط

حفظ:

الحِفْظ: نقيض النِّسيان، وهو التَّعاهدُ وقلّة الغَفْلة، والحَفيظ: المُوَكَّل بالشيء يحفَظْه. والحَفَظَةُ جمع الحافظ، وهم الذين يُحصُون أعمال بني آدَم من الملائكة.

والاحتفاظ: خُصُوص الحفظ، تقول: احتفظت به لنفسي، واستَحْفَظْتُه كذا أي: سألتَه يحفَظه عليك.

والتَحَفُّظ: قِلّة الغَفْلة حَذَراً من السَّقْطة في الكلام والأمور. والمُحافَظة: المُواظَبة على الأمور من الصَّلوات والعلم ونحوه.

والحِفاظ: المُحافظة على المَحارم ومَنْعُها عند الحروب، والاسم منه الحَفيظة، يقال: هو ذو حفيظة.

وأهل الحَفائظ: المُحامون من وراء إخوانهم، مُتعاهدونَ لأمورهم، مانِعونَ لعَوْراتِهم، قال:

إنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحَفـائِظـا


إذ كَرِهَتْ ربيعةُ الكَظائِظا

والحِفْظةُ مصدر الاحتِفاظ عندنا يُرَى من حَفيظة الرَّجل، تقول: أَحْفَظْتُه فاحتَفَظَ حِفْظةً أي أغضَبْتُه، قال العجاج:

وحِفْظةً أكَنَّها ضَميري

يُفسَّرونَه: على غَضْبةٍ أَجَنَّها ضَميري.

وتقول: احفاظَّت الجيِفةُ أي: انَتَفَخَتْ.

باب الحاء والذال والراء معهما

 

ح ذ ر، ذ ر ح يستعملان فقط

حذر:

الحَذَر مصدرُ قولِكَ: حَذِرْتُ أحْذَرُ حَذَراً فأنا حاذِرٌ وحَذِر. وتُقَرأ الآية "وإنّا لجميعٌ حاذرون" أي مُسْتَعدّون" ومن قَرَأ: حَذِرون فمعناه: إنّا نخاف شَرَهَّم.

وأنا حذيرُك منه أي أُحذَرِّكُهَ. وحَذارِ يافُلان أي: احذَر، قال:

حَذارِ من أرماحنا حَذارِ

جُرَّتْ للجَزْم الذي في الأمر، وأُنِّثَتْ لأنَّها كلمة، يقال: سَمِعْتُ حَذارِ في عسكرهم ودُعِيَتْ نَزالِ بينَهم.

وحُذار: اسم أبي ربيعة قاضي العَرَب في الجاهليّة، وكان من بين أسد بنِ خُزَيمة.

ذرح:

الذُّرَحْرَحَةُ: واحدة من الذَّراريح، ويقال: ذَريحةٌ لواحدة، ويقال: طَعامٌ مَذْرُوح، وهو شّيءٌ أعظَمُ من الذُّباب قليلاً، مُجَزَّع مُبَرْقَشٌ بحُمرة وسَوادٍ وصُفْرة، لها جَناحان تطيرُ بهما، وهو سَمٌّ قاتِل، فإذا أرادوا كَسْرَ حَدِّ سَمِّهِ خَلَطُوه بالعَدَس فيَصير دَواءً لمنْ عَضَّه الكلبُ الكَلِبُ.

وبَنُو ذَريحٍ: حَيٌّ من العرب.

والذَّرَحُ: شجَرة يُتَّخَذُ منها الرِّحالة.

باب الحاء والذال واللام معهما

ح ذ ل، ذ ح ل يستعملان فقط

حذلك

الحَذَل مُثَقَّل: حُمْرة في العَيْن، تقول: حَذِلَتْ عَيْنُه حَذَلاً، وعُيُونٌ حُذَّل في قوله:

ما بالُ دَمْعِ عَيْنِكَ المُهَلَّـل


والشَّوقُ شاجٍ للعُيُون الحُذَّلِ

يصفُها كأنَّ تلك الحُمرة تَعتريها من سِدَّة النَّظر إلى ما أُعْجِبَتْ به

ذحل:

الذَّحْلُ: طَلَب مُكافأَةٍ بحِنايةٍ جُنِيَتْ عَلَيْك، أو عَداوةٍ أُتِيَتْ إليك.

باب الحاء والذال والنون معهما

ح ن ذ، ح ذ ن يستعملان فقط

حنذ:

الحَنْذُ: اشتِواءُ اللَّحْم المَحْنوذ بالحِجارة المُسَخَّنة، تقول: أَنا أَحْنِذُهُ حَنْذاً، قال العجاج:

ورَهِبا من حَنْذِه أنْ يَهْرَجا

يَعني الحُمرانَ يَحْنِذُها حَرُّ الشَّمْس على الحِجارة.

قال أبو أحمد: الحَنْذُ مصدر،والحَنيذ والحَنْذ اسمان للَّحْم، وقد يُسَمَّى الشَيءُ بالمصدر، إلاّ أنّ هذا لم يُرَدْ به المصدر، وقوله تعالى: "فما لَبِثَ أن جاءَ بعِجْلٍ حَنيذ" أي:مَشْويّ.

حذن: الحُذَنَّتانِ: الأُذُنان.

باب الحاء والذال والفاء معهما

ح ذ ف يستعمل فقط

حذف:

الحَذْفُ: قَطْفُ الشَّيْء من الطَّرَف كما يُحْذَف طَرَفُ ذَنَب الشّاة والمَحْذُوفُ: الزِّقُّ، قال الأعشى:

قاعداً حَوْلَه النَّدامَى فما يَنْ


فَكُّ يُؤْتَى بمُوكَرٍ مَحْذُوفِ

والحَذْف: الرَّمْيُ عن جانِبٍ والضَّرْب عن جانبٍ.

وتقول: حَذَفني فلانٌ بجائزة أي: وَصَلَني.

وحَذَفَه بالسَّيْف: على ما فَسَّرْتُه من الضَّرْب عن جانب.

والحَذفَ: ضَرْبٌ من الغَنَم السُّود الصِّغار، واحدها حَذَفة.

وفي الحديث: "لا يَتَخَلَّلُكُم الشَّيْطان كأولاد الحَذَف" قال الشاعر:

فأضْحَتِ الدّارُ قَفْراً لا أنيسَ بها


إلاّ القِهادُ مع القَهْبيِّ والحَذَفُ

باب الحاء والذال والباء معهما

ذ ب ح، ح ب ذ يستعملان فقط

ذبح:

الذَّبْح: قَطْع الحُلْقُوم من باطن عند النَّصيل، ومَوْضِعُه المَذْبَح.

والذَّبيحة: الشّاة المذبُوحة. والذِّبْحُ: ما أُعِدَّ للذَّبْح وهو بمنزلة الذَّبيح والمذبوح.

والمِذْبَحُ: السِّكِّين الذي يُذْبَحُ به.

والذّابح: شَعَرٌ يَنْبُتُ بَيْنَ النَّصيل والمَذْبَح. والذُّبْحةُ: داءٌ يأخُذُ في الحَلْق وربَّما قَتَلَ.

والذُّبَح، والذُّباح، لغة: نبات من السَّمِّ بالفارسيّة: سَعْن، قال العجاج:

يَسقيهُمُ من خَلَل الصِّفاحِ


كأساً من الذِّيفانِ والذُّباحِ

والذُّبَحُ: نباتٌ له أصلٌ يُقْشَر عنه قِشْر أسود فيَخرُجُ أبيضَ كأنَّه جَزَرَةٌ، حلو طيب يُؤْكَل، والواحدة ذُبَحة. ويقال: أخَذَه الذُّباح، وهو تَشَقُّفٌ بين أصابع الصبِّيان من التُّراب.

والذّابحُ: كوكب، يقال له: سَعْدُ الذّابح من منازل القَمَر فإذا طَلَعَ الذّابح انجَحَرَ النابح.

حبذ:

حَبَّذا، أي: أحبِبْ بهذا.

قال أبو أحمد: أصلها حَبُبَ ذا فأُدغِمت الباءُ الأولى في الثانية ورُمِيَ بضَمَّتها.

باب الحاء والذال والميم معهما

ح ذ م، م ذ ح يستعملان فقط

حذم:

الحَذْم: القَطْعُ الوَحِيُّ، تقول: حَذَمَ يَحْذِم. وسَيْفٌ حَذيم أي: حاذِمٌ قاطع.

وحَذامِِ: اسم امرأة، قال: إذا قالتْ حذامِ فصدِّقوها فإنَّ القَوْلَ ما قالتْ حَذامِ جَرَّتْها العَرَبُ في موضع الرَّفع والنَّصب، وكذلك فَجارِ وفَساقِ وخبَاثِ، ولم يُلقُوا عليها صَرْف الكلام لأنّه نَعْتٌ مؤنَّتٌ مَعدُولٌ عن جهته، وهي حاذَمةٌ وفاجرةٌ وفاسقة وخبيثة، فلما صُرِفَ إلى فَعالِ كُسِرتْ أواخر الحروف، لأنَّهم وَجَدوا أكثر حالات المؤنث الكسر، كقولهم: أنتِ عليكِ، إليكِ. وفيه قول آخر، يقال: لما صُرِف عن جهته حُمِلَ على إعْرابِ الأصوات والحكايات والزَّجْر ونحوه مجروراً كما تقول في زَجْر البعير: ياهٍ ياهٍ، إنما هو تَضاعُف ياهٍ مرَّتَيْن، قال:

يُنـادي بِـيَهْـياهٍ وياهٍ كــأنَّـــه


صُوَيْتُ الرُّوَيْعي ضَلَّ باللَّيْل صاحِبُهْ

يقول: لمّا سُكِّنَ الحَرف الذي قبل الحرف الأخير حرَّكْتَ آخرَه بكَسرةٍ، وإذا تحرَّك الحرف قبلَ الحرفِ الآخِر وسُكِّن الأخيرُ جَزَمْتَ كقولكَ: بَجَلْ وأجَلْ. وأمّا حَسْب وجَيْرِ فكَسَرْت الآخِر وحرَّكْتَ لسكون السين والياء:

مذح:

مَذِحَ الرَّجُلُ، ومَذحَت فَخِذاه ، مَذَحاً وهو التِواءٌ فيهما إذا مَشَى انسَحَجَتْ إحداهما بالأخرى، قال حسان.

إنّكِ لو صاحبتِنـا مَـذِحْـتِ


وحَكَّكِ الحِنْوَانِ ف انْفَشَحْتِ

باب الحاء والثاء والراء معهما

ح ر ث يستعمل فقط

حرث:

الاحتِراث من الزَّرْع، ومن كَسْب المال، قال:

ومن يَحْتَرِثْ حَرْثي وحَرْثَك يُهْزَلِ

والإِحْراثُ: هَزُلْ الخَيْل، يقال: أَحْرَثْنا الخيل، وحرثناها لغة.

والمِحراث من الحديد كهَيْئة المِسْحاة تُحَرَّكُ بها النّارُ، ومِحراثُ الحربِ: ما يُهيِّجها، قال رؤبة:

وَلَّوا ومِحْراث الوَغَى عنيفُ

والحَرْث: قَذْفُك الحَبَّ في الأرض.

باب الحاءوالثاء واللام معهما

ح ث ل يستعمل فقط

حثل:

الإِحْثال: سُوءُ الرَّضاع، تقول: أحْثَلَتْه أُمُّه.

ويكون يُحْثِله الدَّهْر بسُوء الحال، قال العجاج:

وَلم تُنَبَّتْ في الجَراء المُحْثَل

وقال:

مِمَّنْ حَرَّفَ الدهْر، مُحْثَل

باب الحاء والثاء والنون معهما

ح ن ث يستعمل فقط

حنث:

الحِنْثُ: الذَّنْبُ العظيم، ويقال: بَلَغَ الغُلام الحِنْثَ أي بَلَغَ مَبْلغاً جَرَى عليه القَلَم في المعصِيةِ والطاعة. والحِنْثُ إذا لم يُبِرَّ بيَمينه، وقد حَنِثَ يَحْنَثُ.

باب الحاء والثاء والفاء معهما

ح ف ث يستعمل فقط

حفث:

الحِفْثةُ: ذات الطَّرائق من الكَرِش كأنَّها أطباق، وفيها الفَرْث، قال:

لا تُكْرِيَنَّ بعدَها خُرْسيّا

إنا وَجَدْنا لَحْـمَـه رَدِيّا

الكِرْشَ والحِفْثَةَ والمَرِيّا

والحُفّات: ضَرْبٌ من الحَيّات يأكُلُ الحشيش لا يَضُرُّ شيئاً. ويقال للغضبان إذا انتَفَخَتْ أوداجُه غَضَباً قد احرَنْفَشَ حُفّاشُه.

باب الحاء والثاء والباء معهما

ب ح ث يستعمل فقط

بحث:

البَحْثُ: طَلَبُك شيئاً في التُّراب، وسؤالُكَ مُسْتَخبراً، تقول: أستَبْحِثُ عنه وأبحَثُ، وهو يَبْحَثُ بَحْثاً.

والبَحوثُ من الإِبِل التي إذا سارت بَحَثَت التُراب بأَيديها أُخُراً تَرمي به إلى خَلْفها.

باب الحاء والراء واللام معهما

رح ل يستعمل فقط

رحل:

الرّاحِلةُ: المَرْكب من الإبل ذَكَراً كانَ أو أُنْثى. ورَحَلْتُ بعيري أرحَلُه رَحْلاً، وارْتَحَلَ البعير رُحْلْةً أي سارَ فمَضَى. ثم جَرَى في المنطق حتى يقال: ارتَحَلَ القَوْم.

والرَّحيل: اسم الارتِحال للمسير، والمُرْتَحَل: نَقيضُ المَحَلِّ، قال: الأعشى:

إنَّ مَحَلاً وإنَّ مُرْتَحَلاً

يُريد: إنّ ارتحالاً وإنّ حُلولاً.

وقد يكون المُرْتَحَل اسم المَوْضِع الذي تَحُلُّ فيه.

وتَرَحَّلَ القَوْم: وهو ارتِحالٌ في مُهْلة. ورَحْلُ الرَّجل: مَنْزِلُه ومَسْكَنُه، يقال:إنّه لخَصيبُ الرَّحْل. ورَحَلْتُه بمكروهٍ أَرْحَلَه أيْ: رَكِبتُه بها.

والمُرَحَّل: ضَرْبٌ من بُرُود اليَمَن، سُمِّيَ به لأنّ عليه تَصاويرَ رَحْلٍ وما يُشْبِهُهُ.

وقال في المُرَحَّل.

على أَثَرَيْنا ذَيْل مِرْطٍ مُرَحَّلِ

والعَرَبُ تَقذِف أحدَهم وتَكنْى فتقول: يا ابنْ مُلْقَى أَرْحُل الرُّكْبان.

وراحِيل: اسمُ أُمِّ يوسف -عليه السلام-.

باب الحاء والراء والنون معهما

ح ر ن، ح ن ر، ر ن ح مستعملات

حرن:

حَرَنَتِ الدّابَّة، وحَرُنَتْ لغة، فهي تَحْرُن حِراناً، وهي حَرُونٌ.

وفي الحديث: "ما خَلَأَت ولا حَرَنَت ولكن حَبَسَها حابِسُ الفيل".

ويقال: فَرَسٌ حَرونٌ من خَيْلٍ حُرُنٍ. والحَرون: اسم فَرَسٍ كان لباهلة إليه تُنسَب الخيل الحَرونيّة.

رنح:

رُنِّحَ فلانٌ تَرنيحاً إذا اعتَراه وَهْنٌ في عِظامه وضَعْفٌ في جَسَده عند ضَرْبٍ أو فَزَع يَغشاه كالمَيْد، قال:

تَميدُ إذا استَعْبَرْتَ مَيْدَ المُرَنَّح

والمُرَنَّحُ: ضرَبْ من العُودِ من أجوده يُسْتَجْمر به.

حنر:

الحِنَّوْرةُ: دُوَيْبَّة دَميمة يُشَبَّهُ بها الإنسانُ فيقال: يا حِنَّوْرَة.

وفي الحديث: لو صَلَّيْتُم حتى تكونوا كالأوتاد أو صُمْتم حتى تكونوا كالحَنائر ما نَفَعَكُم إلاّ بنيَّةٍ صادقة ووَرَعٍ صادِق.

والحنَيرة: العَقْدُ المضروب وليس بذاك العَريض، تقول: حَنَرْتُ حَنيرةً إذا بَنَيْتَها.

والحَنيرةُ: مِنْدَفة النِّساء للقُطن.

نحر:

إذا تَشاحَّ القَوم على أمر قيل: انتَحَروا وتَناحَروا من شِدَّة حِرصِهم.

وهذه الدارُ تَنْحَر تلك الدار إذا استَقْبَلَتْها.

وإذا انتَصَبَ الانسانُ في صلاته فنَهَدَ قيلَ: قد نَحَرَ.

واختلفوا في تفسير قوله تعالى: "فصَلِّ لرَبِّكَ وانحَرْ"، قال بعضهم: انحَرْ البُدْنَ، ويقال: هو وضع اليمين على الشِّمال في الصلاة.

ويوم النَّحْر: يَوم الأضْحَى. والنَّحْر: ذَبْحُكَ البعيرَ بطَعْنةٍ في النَّحْر، حيثُ يبدو الحُلْقُوم من أعلى الصَّدْر، ونَحَرْتُه أنحَرْه نَحْراً.

باب الحاء والراء والفاء معهما

ح ر ف، ح ف ر، ف ر ح، ر ف ح مستعملات

حرف:

الحَرْف من حُروف الهِجاء. وكلُّ كلمةٍ بُنِيَتْ أداةً عاريةً في الكلام لتفرقة المعاني تُسمَّى حَرْفاً، وإنْ كانَ بناؤها بحَرْفَيْن أو أكثر مثلُ حَتّى وهَلْ وَبلْ ولَعَلَّ.

وكلُّ كلمةٍ تُقرَأ على وُجوهٍ من القرآن تُسمَّى حَرْفاً، يقال: يُقرَأ هذا الحَرْف في حَرْف ابن مسعود أي في قراءته. والتحريف في القرآن تغيير الكلمة عن معناها وهي قريبة الشَّبه، كما كانت اليهود تُغَيِّر معاني التَّوْراةِ بالأشباهِ، فوصَفَهم الله بفعلهم فقال: "يحرِّفون الكلم عن مَواضعه".

وتَحَرَّفَ فلانٌ عن فلان وانحَرَف، واحرَوْرَفَ واحد، أي: مالَ.

والانسان يكونُ على حرف من أمره كأنّه ينتظِر ويَتَوَقَّع فإن رأَى من ناحية ما يُحبُّ? وإلاّ مالَ إلى غيرها. وحَرْفُ السفينة: جانب شِقِّها.

والحَرْف: الناقة الصُّلْبة تُشَبَّهُ بحرْف الجَبَل، قال الشاعر:

جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنـادٌ يَشُـلُّـهـا


وَظيفٌ أزجُّ الخَطْوِ رَيّانُ سَهْوَقُ

وهذا نَقْضٌ على من قال: ناقةً حَرْقٌ، أَي: مهزولةٌ كحَرْف كتابةٍ لدِقَّتها ولو كان معنى الحَرْف مهزولاً لم يصفها بأنها جُماليَّة سِنادٌ، ولا وظيفها رَيّان.

والحُرْفُ: حَبٌّ كالخَرْدَل، والحَبَّةُ منه حُرْفة.

والمُحارفة: المُقايَسة بالمِحراف، وهو المِيلُ تُسْبَرُ به الجِراحاتُ.

والمُحارَف: المَحرُومُ المُدْبِرُ.

حفر:

الحَفيرة: الحُفْرة في الأرض، والحَفَر اسمُ المكان الذي حُفِرَ كخَنْدَقِ أو بِئْر، قال:

قالوا انتهينا وهذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ

والبئر إذا كانت فوق قَدْرها سُمِّيَت حَفَراً وحَفيراً وحَفيرةً.

وحَفيرٌ وحفيرة اسْما موضِعَيْن جاءا في الشعر.

والحافِرُ: الدّابَّة. وقولُ العرب: النَّقْد عندّ الحافر، تقول: إذا اشتَريْتَه لا تبرَحُ حتى تَنْقُدَ.

وإذا أَعَمُّوا اسمَ الدّوابِّ قالوا: الحافِر خير من الظلِّفْ أي ذوات الحوافِر خيرٌ من ذوات الظَّوالِف.

والحافِرة: العَوْدة في الشيء حتى يُرَدَّ آخره على أوّله، وفي الحديث: إنَّ هذا الأمرَ لا يُترَكُ على حاله حتى يُرَدَّ على حافرتِه أي على أوّل تأسيسه.

وقوله تعالى: "إنّا لمَرْدُودونَ في الحافرة أي في الخَلْق الأوّل بعدما نموتُ كما كُنّا.

والحَفْر، والحَفَر لغةٌ: ما يلزَقُ بالأسنان من ظاهِرٍ وباطِنٍ، تقول: حَفِرَتْ أسنانُه حَفَراً، ولغة أخرى: حَفَرَتْ تَحْفِر حَفْراً.

والحِفْراة: نَبْت من نَبات الربيع. والحِفْراةُ: خَشَبةٌ ذاتُ أصابعَ تُذَرَّى بها الكُدوسُ المَدُوسَةُ، ويُنَقَّى بها البُرُّ بلغة ناسٍ من أهل اليَمن.

فرح:

رجلٌ مُفْرَحٌ: أثقَلَه الدَّيْن، قال:

إذا أنتَ لم تبرَحْ تُؤدّي أمـانةً


وتحمِلُ أخرى أفْرحَتْكَ الوَدائِعُ

ورجلٌ فَرْحانُ وفَرِحٌ من الفَرَح، وامرأةٌ فَرِحةٌ وفَرْحى مثل عَطْشَى، وتقول: ما يَسُرٌّني به مُفْرِحٌ ومَفرُوح:، فالمَفروُح: الشيءُ أنا أفَرحُ به، والمُفرِح: الشَّيءُ الذي يُفرِحني.

باب الحاء والراء والباء معهما

ح د ب، ر ح ب، ر ب ح، ح ب ر، ب ر ح، ب ح ر كلهن مستعملات

حرب:

الحرب: نقيض السَّلم، تُؤَنَّث، وتصغيرها حُرَيْب رواية عن العرب، ومثلها ذُرَيْع وفُرَيْس وقُرَيْس أنثى، ونُيَيْب يعني الناقة وذُوَيْد وقُدَيْر وخُلَيْق، يقال: مِلْحَفةٌ خُلَيْق، كلُّ ذلك تأنيث يُصَغَّر بغير الهاء.

ورجلٌ مِحْرَب: شُجاع. وفلانٌ حَرْبُ فلانٍ أي يُحاربُه. ودار الحرب: بلادُ المشركين الذين لا صُلْحَ بينهم وبين المسلمين.

وحَرَّبْته تحريباً أي حَرَّشْتُه على إنسان فأولِعَ به وبعَداوته.

وحَرِبَ فلان حَرَباً: أُخِذَ مالُه فهو حَرِبٌ مَحْرُوب حَريبٌ.

وحَريبةُ الرجل: مالُه الذي يعيش به، والحَريبُ الذي سُلِبَتْ حَريبتُه.

وقوله تعالى: "يُحاربون اللهَ ورسُولَه" يَعني المعصية.

وقوله تعالى: "فَأْذَنُوا بحَرْبٍ من الله ورسوله" يقال: هو القَتْل.

وشُيُوخٌ حَرْبَى والواحد حَرِبٌ شَبِيهٌ بالكَلْبَى والكَلِب، قال:

وشُيُوخ حَرْبَى بَجنْبَي أرِيكٍ

والحِرابُ جمع الحَرْبة دونَ الرُّمْح والمِحْرابُ عند العامَّة اليوم: مَقامُ الإمام في المسجد. وكانت مَحاريبُ بني إسرائيل مَساجدَهم التي يجتَمعُون فيها للصَّلاة. والمحراب: الغرفة قال امرؤ القيس:

كغِزلان رَمْلٍ في مَحاريبِ أقيالِ

والمِحرابُ: عُنُق الدابَّة.

والحِرْباء: دُوَيْبَّة على خِلْقة سامِّ أبْرَص مُخَطَّطة، وجمعُه: الحَرابي.

والحِرْباء والقتير: رأسا المِسمار في الحَلْقةِ في الدِّرْع، قال لبيد:

كلُّ حِرْباءٍ إذا أُكْرِهَ صَلّ

والحَرْبةُ: الوِعاءُ مثلُ الجُوالَق.

رحب:

رَحُبَ الشَّيْء رُحْباً ورَحابةً. ورجُلٌ رَحيبُ الجَوْف أي: أكول.

وقال نَصْرُ بنُ سَيّار: أَرَحُبكُمُ الدُّخول في طاعة الكِرْمانيّ?، أي: أَوَسِعكُمْ?.

هذه كلمة شاذّة على فَعُلَ مُجاوِزٍ، وفَعُلَ لا يُجاوز أبداً.

وأرْحَبُ: حَيٌّ أو مَوْضع تُنْسَبُ إليه النَّجائب الأَرْحَبِيّة.

وقوله: مَرْحَباً، أي: انزِلْ في الرُّحْب والسَّعَة، قال الليث: وسُئِل الخليل عن نَصْبه فقال: فيه كمينُ الفعل، أرادَ: انزِلْ أو أَقِمْ فنُصِبَ بفعلٍ مُضمَر، فلما عُرِفَ مَعْناهُ المُرادُ أُمِيتَ الفِعلُ.

والرُّحْبَى: سِمَةٌ للعَرَبِ على جَنْبِ البعير.

والرَّجْىَ: سِمَةُ العرب على جَنْبِ البعير.

برح:

بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إذا رام من مَوضِعه. وأبرحته: رِمْتُه وقول الأعشى:

أبْرَحْتَ رَبّاً وأبْرَحْتَ جاراً

أي: أَعْظَمْتَ واتَّخَذْته عظيماً.

وما بَرِحْتُ أفعَلُ كذا أي: ما زِلْتُ.

وقولهم: بَرِحَ الخَفاءُ أي: ذَهَبَ، قال:

بَرِحَ الخَفاءُ وما لدَيَّ تَجَلُّدٌ.

وأرضٌ بَراحُ: لا بِناءَ فيها ولا عُمْران.

والبُرَحاءُ: الحُمَّى الشَّديدة.

وتقول: بَرَّح بنا فُلانٌ تبريحاً إذا آذاك بإلحاح المشَقَّة، قال ذو الرمة:

لنا والهوى بَرْحٌ على من يُغالبُهْ

والتَّباريح: كُلَف المَعيشة في مَشَقّة، والاسمُ التَّبَرُّح، وتقول: ضَرَبتُه ضَرباً مُبَرِّحاً ولا تقول: مُبَرَّحاً. وهذا الأمرُ أَبْرَحُ عليَّ من ذاك أي: أشَقُّ وأشَدُّ، قال ذو الرمة:

أنيناً وشَكْوَى بالنَّهار كثـيرة


عليَّ وما يأتي به اللَّيل أبرَحُ

والبَراحُ: البَيانُ، تقول: جاءَ الكُفْرُ بَراحاً، وعلى هذا المعنى يجوز بَرِحَ الخَفاءُ أي ظَهَر ما كُنتُ أُخفي.

والبُرُوحُ: مصدر البارح وهو خِلاف السّانح من الظِّباء والطَّيْر وما يُتَيَمَّنُ به أو يُتَشاءَمُ به، قال:

فهُنَّ يَبْرُحْنَ به بُرُوحا


وتارةً يأتيَنه سُنُوحـا

والبارحُ من الرِّياح: ما تحمِلُ التُّرابَ في شِدَّة الهُبُوب قال:

............ ومَرّاً بارحٌ تَرِبُ

ربح:

رَبحَ فُلانٌ وأَرْبَحْتُه، وبَيْعٌ مُرْبحٌ إذا كان يُرْبَحُ فيه، والعرب تقول: رَبِحَتْ تِجارتُه إذا رَبِحَ صاحبُها فيها، قال الله تعالى: "فما رَبِحَتْ تجارتُهم.

وأعييَتْهُ مالاً مُرابَحَةً أي: على أن يكونَ الرِّبْحُ بَيْني وبَيْنَه.

ورُبّاح: اسم القرد.

وزُبٌّ رُبّاح: ضَرْب من التَّمْر.

ورَباح: اسمُ أبي بِلال، مُؤَذِّن رَسُول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-.

حبر

الحَبَرُ والحَبارُ: أَثَر الشَّيْء. والحِبَرْ والسَّبْر: الجَمال والبَهاء، بالفتح والكسر.

والحِبْر: المِداد.

والحِبْرُ والحَبْرُ: العالِمُ من علماء أهل الدين، وجمعهُ أحبار، ذِمِّياً كانَ أو مُسلِماً بعد أن يكون من أهل الكتاب.

والحَبْر: صُفرة تَقَع على الأسنان.

والحِبَرة: ضَرْب من بُرود اليَمَن. وبُردٌ حِبَرة إنّما هو وَشْيٌ، وليس حِبَرة موضِعاً ولا شيئاً معلوماً، إنما هو كقولك: ثَوبٌ قِرْمِز، والقِرْمِز صِبْغة.

والتَّحبير: حُسنُ الخَطّ، وحَبَّرْتُ الكلامَ والشِّعْرَ تحبيراً أي: حَسَّنْتُه، والتَّخفيف جائز، قال رؤبة:

ما كانَ تحبيرُ اليماني البَرّادْ

أي صاحبُ البُرود.

والحَبْرَةُ: النِّعْمة، وحُبِرَ الرَّجلُ حَبْرَةَ وحَبَراً فهو محبُور، وقولُه تعالى: "فهُم في رَوْضةٍ يُحْبَرون"، أي: يُنَعَّمُون، قال المرار العدوي:

قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أفنانِه


كلَّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِـرْ

وقال رؤبة:

قلتُ وقد جَدَّدَ نَسْجي حِبَرا

أي تحبيراً.

والحَبير من السَّحاب: ما تَرَى فيه التَّنمير من كَثْرة الماء.

والحَبير من زَبَد اللُّغام إذا صارَ على رأس البعير.

والحَبير: الجديد. وتقول: ما على رأسه حَبَرْ بَرَةٌ أي شَعرةٌ.

والمِحبار: الأرضُ الواسعة.

بحر:

البَحر سُمِّيَ به لاستِبحاره، وهو انبِساطُه وسَعَتُه. وتقول: استَبْحَرَ في العلم.

وتَبَحَّر الراعي: وقع في رعْيٍ كثير، قال أمية:

انعِقْ بضَأْنِكَ في بَقْلٍ تُبَـحِّـرُه


من ذي الأَباطِح واحبِسْها بجِلْذانِ

وتَبَحَّر في المال.

وإذا كان البَحْرُ صغيراً قيل له: بُحَيْرة، وأما البُحَيْرَة في طَبَرِيّة فإنها بَحْرٌ عظيم وهو نَحوٌ من عَشْرَة أميالٍ في ستَّةِ أميالٍ، يقال: هي عَلامة لخروج الدَّجّال، تَيْبَس حتى لا يبقَى فيها قَطْرة ماءٍ.

والبَحِيرة: كانت الناقةَ تُبْحَرُ بَحْراً، وه شَقُّ أُذُنِها، يُفْعَل بها ذلك إذا نُتِجَتْ عَشْرَة أبطُنٍ فلا تُرْكَب ولا يُنْفَعُ بظهرها، فَنهَاهُم اللهُ عن ذلك، قال الله تعالى: "ما جَعَلَ اللهُ من بَحِيرة ولا سائبةٍ ولا وَصيِلةٍ ولا حامٍ". والسائبة التي تُسَبَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها ولا لبَنِها، والوَصيِلةُ في الغَنَم إذا وَضَعَتْ أُنثَى تُرِكَتْ، وإن وَضَعَتْ ذَكَراً أَكَله الرجال دون النساء، وإنْ ماتت الأنثى الموضوعة اشتركوا في أكلها، وإنْ وُلِدَ مع الميّتة ذَكَرُ حَيٌّ اتَّصَلَتْ وكانتْ للرجال دونَ النساء، ويُسَمُّونها الوَصيلة.

وبناتُ بَحْر: ضرب من السَّحاب.

والباحِرُ: الأَحمَقُ الذي إذا كُلِّمَ بَحِرَ وبقي كالمَبْهُوت.

ورجل بَحْرانيّ: منسُوبٌ إلى البَحْرَيْن، وهو موضِع بين البصرة وعُمان، يقال: انتَهَيْنا إلى البَحْرَيْن وهذه البَحْران، مُعْرَباً.

باب الحاء والراء والميم معهما

ح ر م، ح م ر، م ح ر، م ر ح، ر ح م، ر م ح كلهن مستعملات

حرم:

الحَرَمُ: حَرَمُ مَكّةَ وما أحاط بها إلى قريبٍ من المَواقيت التي يُحْرِمُون منها، مَفصول بين الحِلِّ والحَرَم بمِنىً.

والمُحَرَّم في شعر الأعشى هو الحَرَم حيث يقول:

بأجْيادَ غربيَّ الصَّفا والمُحَرَّمِ

وقال النبيُّ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: مَكَّةُ حَرَمُ إبراهيم، والمدينةُ حَرَمي.

والمُحَرَّم هو الحَرَم، ورجلٌ حِرْميٌّ: منسوبٌ إلى الحَرَم، قال:

لا تَأْويَنَّ لِحرمـيٍّ مـررتَ بـه


يوماً وإنْ أُلِقَي الحِرْميُّ في النار

وإذا نسبوا غير النّاس فتحوا وحرّكوا فقالوا: منسوبٌ إلى الحَرَم. أي: مُحْرِمون.

وتقول: أحْرَمَ الرجلُ فهو مُحْرِمٌ وحَرام، ويقالُ: إنّه حَرامٌ على مَن يرومُه بمكروهٍ، وقَومٌ حُرُمٌ أي: مُحْرِمون.

والأَشهُرُ الحُرُم ذو القَعْدة وذو الحِجة والمُحَرَّم ورَجَبٌ، ثلاثة سَرْدٌ وواحد فَرْدٌ. والمُحَرَّم سُمِّيَ به لأنَّهم لا يَسْتَحلُّونَ فيه القتال.

وأَحْرَمْتُ: دَخَلْتُ في الشهر الحَرام. والحُرْمةُ: ما لا يَحِلُّ لكَ انتِهاكُه.

وتقول: فلانٌ له حُرْمةٌ أي تَحَرَّمَ منّا بصُحبةً وبحَقٍّ.

وحُرَمُ الرجل: نِساؤه وما يَحمي. والمَحارِمُ: ما لا يحِلّ استحلالُه. والمَحْرَم: ذو الرّحم في القرابة وذات الرّحم في القرابة أي: لا يحِلّ تَزويجُها، يقال: هو ذو رَحِمٍ مَحْرَم وهي ذات رَحِمٍ مَحْرَم قال:

وجارة البَيْتِ أراها مَحْرَما

وحَريمُ الدار: ما أُضيفَ إليها من حُقوقها ومَرافِقها وحَريم البِئْر: مُلْقَى النَّبيثَة والمَمْشَى على جانِبَيْها ونحو ذلك. وحَريمُ النَّهر: مُلْقَى طينه والمَمْشَى على حافَتَيْه.

والحَريمُ: الذي حَرُمَ مَسُّه فلا يُدْنَى منه. وكانت العَرَبُ إذا حَجُّوا ألْقَوا الثِّيابَ التي دَخَلوا بها الحَرَمَ، فلا يلبَسونها ما داموا في الحَرَم، قال

كَفَى حَزَناً كَرِّي عليه كأنَّـه


لَقىً بينَ أيدي الطائفين حَريمُ

والحَرامُ ضِدُّ الحَلال، والجميع حُرُم، قال:

وباللّيْل هُنَّ عليه حُرُمْ

والمَحرومُ: الذي حُرِمَ الخَيْرَ حِرْماناً، ويُقَرأ قوله تعالى: "وحِرْمٌ على قَرْيةٍ"، أي واجب، عليهم، حَتْم لا يَرجِعونَ إلى الدنيا بعد ما هَلَكُوا.

ومن قَرَأَ: "وحَرامٌ على قريةٍ" يقول حُرِّمَ ذلك عليها فلا يُبْعَث دون يوم القيامة.

وحَرِمَ الرجلُ إذا لَجَّ في شيءٍ ومَحَكَ.

والحَرْمَى من الشّاء والبَقَر هي المُسْتَحْرِمة، تقول: استَحْرَمَتْ حِرْمةً إذا أرادَتْ السِّفاد وهُنَّ حَرَامَى أي مُستَحْرمات.

والقَطيعُ المُحَرَّم: السَّوْط الذي لم يَمْرُنْ، قال الأعشى:

تَرَى عَيْنَها صَغْواءَ في جَنْبِ مَأْقِها


تُراقِبُ كَفّي والقَطيعَ المُحَرَّمـا

رحم:

الرَّحمن الرَّحيم: اسمانِ مُشتَقّانِ من الرَّحْمة، ورَحْمةُ اللهِ وَسِعَتْ كلَّ شيْءٍ، وهو أرحم الراحمين، ويقال: ما أقرَبَ رُحْمَ فلانٍ إذا كانَ ذا مَرْحَمةٍ وبرٍّ، وقوله- جلَّ وعزَّ- "وأقرَبَ رُحْماً"، أي أَبَرَّ بالوالدَيْن من القتيل الذي قَتَلَه الخَضْرُ- عليه السلام-، وكان الأبَوان مُسلِمَيْن والابْنُ كان كافِراً فوُلِدَ لهما بعدُ بنتٌ فوَلَدَت نبيّاً، وأنشد:

أحْنَى وأرحَمُ من أُمٍّ بـواحـدهـا


رُحْماً وأشجَعُ من ذي لِبْدَةٍ ضاري

والمَرْحمةُ: الرَّحْمة، تقول: رَحِمْتُه أَرْحَمُه رَحْمةً ومَرْحمة، وتَرَحَّمْت عليه، أي قلت: رَحْمةُ اللهِ عليه، وقال الله- جلَّ وعزّ- "وتواصَوا بالصَّبْر وتَواصَوا بالمرْحَمة" أي أوصَى بعضُهم بعضاً برحمة الضَّعيف والتَّعْطُّف عليه.

والرَّحِمُ: بيْتُ مَنبِت الوَلَد ووِعاؤه في البَطْن. وبينهما رَحِمٌ أي قَرابةٌ قريبة، قال الأعشى:

نُجْفَى وتُقطَعُ منا الرَّحِمْ

وجمعُه الأرحام. وأما الرَّحِم الذي جاء في الحديث: الرَّحِمُ مُعَلَّقةٌ بالعَرْش، تقول: اللّهُمَ صِلْ من وَصَلَني واقطَعْ من قَطَعْني فالرَّحِمُ القرابة تجمَع بني أَبٍ.

وناقة رَحُومٌ: أصابَها داءٌ في رَحِمها فلا تَلْقَح، وتقول: قد رَحُمِتَ رُحْماً، وكذلك المرأة رَحِمَت ورَحُمَت إذا اشتَكَتْ رَحِمَها.

مرح:

المَرَحُ: شِدَّة الفَرَح حتى يُجاوزَ قَدْرَه. وفَرَسٌ مَرِحٌ مِمْراح مَرُوحٌ، وناقة مِمْراحٌ مَرُوحٌ، وقال:

نطوي الفَلا بمَرُوحٍ لحمُها زِيَمُ

ومَرْحَى: كلمة تقولها العَرَبُ عند الإصابة.

والتَّمريحُ: أنْ تُمْلأَ المَزادةُ أوَّلَ ما تُخْرَزِ حتى تُكْتَمَ خُروزُها، تقول: ذَهَبَ مَرَحُ المَزادة إذا لم يَسِلْ ماؤها، وقد مَرِحَتِ العين مَرَحاناً: اشْتدّ سَيَلانها، قال:

كأنَّ قَذًى في العَيْن قد مَرِحَت به


وما حاجة الأخرى إلى المَرَحان

ويقال: مَرِّح جلْدَك أي: ادهَنْه، قال الطرماح:

مدبُوغة لم تُمَرَّحِ

رمح:

الرُّمْح واحدُ الرِّماح. والرِّماحةُ: صَنْعَةُ الرَّمّاح.

والرامِحُ: نَجْمٌ يقال له السِّماكُ المِرْزَم.

وذو الرُّمَيْح: ضَرْبٌ من اليرابيع، طويل الرِّجْلَيْن في أوساط أوظفته، في كلّ وَظيفٍ فَضل ظُفْر.

وأخَذَتِ البُهْمَى رِماحَها: إذا امتَنَعَتْ من المراعي.

ورَمَحَتْ الدّابَّةُ بِرجْلِها تَرْمَحُ بها رَمْحاً، وكل ذي حافر يَرْمَح رمحاً إذا ضَرَب برِجْلَيْه، ورُبَّما استُعير الرُّمّحُ لذي الخُفِّ، قال الهذلي:

ّبطَعْنٍ كرَمْح الشَّوْلِ أَمسَتْ غَوارِزاً


حَواذبُها تَأْبَى على المـتُـغَـبِّـرِ

ويقال: بَرِئْتُ إليكَ من الجِماح والرِّماح، وهذا من العُيوب التي يُرَدُّ المبَيعُ بها ويقال: رَمَحَ الجُنْدُبُ أي: ضَرَبَ الحَصَى برِجْله، قال:

والجُنْدُبُ الجَون يَرْمَحُ

حمر:

الحُمْرة: لَوْنُ الأَحمْرَ، تقول: قد احمَرَّ الشيء احمِراراً إذا لَزِمَ لونَه فلم يَتَغَيَّرْ من حالٍ إلى حال، واحمارَّ يَحمارُّ احميراراً إذا كان عَرَضَاً حادثاً لا يثُبتُ، كقولك: جَعَلَ يَحمارُّ مَرَّةً ويَصفارُّ مرّةً.

والحَمَرُ: داء يعتري الدابَّةَ من كَثْرة الشَّعير، تقول: حَمِرَ يَحْمَرُ حَمَراً، وبِرْذَوْنٌ حَمِرٌ، وقال امرؤ القيس:

لَعَمْري لَسَعْدُ بن الضبِّابِ إذا غَدا


أحَبُّ إلينا منكَ، فا فَرَسٍ حَمِرْ

أراد: يافا فَرَسٍ حَمِره، لقَّبَه بفي فَرَسٍ حَمِرٍ لنَتَنِ فيه.

والحُمْرة: داء يعتَري الناسَ فَتَحمَرُّ مَواضِعُها، يُعالَجُ بالرُّقْية.

والحِمار: العَيْر الأهْليّ والوَحْشّي، والعَدَدُ: أحمِرة، والجميع: الحَمير والحُمُ والحُمُرات، والأنثى حِمارة وأَتانٌ.

والحَمِيرة: الأُشْكُزُّ: مُعَرَّب وليس بعَربيٍّ، وسُمِّيَتْ حَميرةٌ لأنَّها تَحْمَرُ أي: تُقْشَرُ، وكلُّ شيءٍ قَشَرْتَه فقد حَمَرْتَه فهو محمُورٌ وحَميرٌ.

والخَشَبة التي يَعْمَلُ عليها الصَّيْقلُ يقال لها: الحِمار: وحِمارَةُ القَدَم: هي المُشْرفة بين مَفصِلِها وأصابعها من فوق.

والحِمار: خَشَبةٌ في مُقَدَّم الرَّحْل تقبِضُ عليها المرأةُ، وهي في مُقَدَّم الإِكافِ أيضاً، قال الأعشى:

كما قيَّدَ الآسِراتُ الحِمارا

وحِمارُ قَبّان: دُوَيْبَّة صغيرة لازِقةٌ بالأرض ذات قوائم كثيرة.

وفي الحديث: غَلَبتنا عليكَ هذه الحَمْراء يعني العَجَم والموالي، لسُمْرة ألوان العَرَب وحُمْرة ألوان العَجَم.

وفَرَسٌ مِحْمَر وجمعُه مَحامِر ومَحامير أي: يَجري جَرْيَ الحِمار من بُطْئِه، قال:

يدِبُّ إذْ نَكَسَ الفُحْجُ المَحاميرُ.

والحُمَّرة: ضرَبْ من الطير كالعصافير، وبعضٌ يجعَلُ العصافير الحُمَّرة، قال:

يا لكِ من حُمَّرةٍ بالجَنْفَر

وحَمارَّةُ الصيَّفْ: شِدَّة وقت الحَرّ، ولم اسمَع على فَعَالْة غير هذه والزّعارّة. ثم سَمِعت بخراسان صَبارّة الشِّتاء، وسَمِعتُ: إنْ وراءَك لقُرّاً حِمِرّاً.

والأحمَرانِ: الزَّعْفَران والذهب.

ومَوْتٌ أحمر، ومِيتَةٌ حمراء، أي: شديدة، قال:

نُسقَى بأيدينا مَنايا حُمْرا

وسنةٌ حَمراءُ أي: شديدة، قال:

إليكَ أشكوُ سنَوَاتِ حُمْرا

أُخْرِجَ على نَعْت الأعوام فلم يقل حمراوات.

محر:

المَحارة: دابَّة في الصَّدَفَيْن. والمَحارة: باطن الأُذُن.

والمَحارة: ما يُوجَرُ به الصَّبيُّ ويُلَدُّ، ورُبَّما سُقِيَ فيها باللَّبَن لعِلّه.

باب الحاء واللام والنون معهما

ل ح ن، ن ح ل يستعملان فقط

لحن:

اللَّحْنُ: ما تَلْحَنُ إليه بلسانك، أي: تميل إليه بقولك.

ومنه قول الله- جلّ وعزّ-: "وَلَتَعْرِفَنَّهم في لَحْن القَول" فكان رَسُول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعد نزول هذه الآية يعرف المنافقين إذا سَمِعَ كلامَهم، يَسْتَدِلُّ بذلك على ما يَرَى من لحنه، أي من مثله في كلامه في اللَّحْن.

واللَّحْنُ والألحان: الضُروب من الأصوات الموضوعة.

واللَّحْن: تَرْكُ الصواب في القراءة والنَّشيد، يُخَفَّفُ ويُثَقَّل، واللَّحّان واللَّحّانة: الرَّجل الكثير اللَّحْن، وقال:

فُزْتُ بقِدْحَيْ مُعْرِبٍ لم يَلْحَنِ

ولَحَنَ يَلْحَنُ لَحْناً ولَحَناً.

واللَّحَن بفتح الحاء: الفطنة، ورجلٌ لَحِنٌ إذا كان فَطِناً.

نحل:

واحدة النَّحل: نَحْلة.

والنَّحْلُ: إعطاؤك إنساناً شيئاً بلا استعاضة.

ونُحْلُ المرأة: مَهْرُها، ويقال: أعطيتُها مَهْرَها نِحْلةً إذا لم تُرِد عِوَضاً.

وانتَحَلَ فلانٌ شِعْرَ فُلانٍ إذا ادَّعاه أنّه قائله. ونُحِلَ الشاعرُ قَصيدةً إذا رُوِيَتْ عنه وهي لغَيره. وسيف ناحِلٌ أي: دقيق.

ونَحَلَ الجسم ينْحَلُ نُحُولاً فهو ناحِل، وأنَحْلَهَ الهَمُّ أي: هَزَلَه.

ونَحَلَ فلانٌ فُلاناً أي: سابَّه فهو يَنْحَلُه أي: يُسابُّه، وقال طرفة:

فَذَرْ ذا وانحَلِ النُّعمانَ قَوْلاً


كنَحْتِ الفَأْسِ يُنْجِدُ أو يغُورُ

والنَّحْلُ: دَبْرُ العَسَل، الواحدة نَحْلة.

باب الحاء واللام والفاء معهما

ح ل ف، ح ف ل، ف ح ل، ف ل ح، ل ف ح، ل ف ح، ل ح ف كلهن مستعملات

حلف:

الحَلْفُ والحَلِفُ لغتان، في القَسَم، الواحدة حَلْفة، ويقال: مَحْلُوفةً بالله ما قال ذاكَ، يُنصَبُ على ضمير يحلف بالله محلوفةً أي قَسَماً فالمحلوفة هي القَسَم، قال النابغة:

فاصبَحْتُ لا ذو الصَّعْن عني مكذِّبٌ


ولا حَلِفي على البَـرءاةِ نـافـع

ورجل حَلاّف وحَلافّة كثير الحَلْف. واستَحْلفْتُه بالله ما فَعَل ذاكَ.

وحالَفَ فلانٌ فلاناً، فهو حَليفُه، وبينَهما حِلْفٌ لأنَّهُما تَحالَفا بالأَيْمانِ أنْ يَفيَ كُلٌّ لكُلٍّ، فلمّا لَزِمَ ذلكَ عندهم في الأحلاف التي في العشائر والقبائل صارَ كلُّ شيءٍ لَزِمَ شيئاً لم يُفارقْه حَليفَه، حتى يقال: فلانٌ حَليفُ الجُود ِوحليف الإكثار وحليف الإقلال، وأنشد:

وشَريكَيْنِ في كثير من الما


لِ وكانا مُحالِفَي إقـلال

وأَحْلَفَ الغُلامُ: جاوَزَ رِهاق الحُلُمِ، فهو مُحْلِف، قال بعضهم: أخْلَفَ بالخاء.

والحَلْفاء: نباتٌ حَمْلُه قَصَبُ النَّشّاب، الواحدة حَلَفَة والجميع الحَلَف، وقياسُه: قَصْباء وقَصَبة وقَصَب، وطَرْفاء وطَرَفة وطَرَف، وشَجْراء وشَجَرة وشَجَر سواء.

لحف:

اللَّحْفُ: تَغطيتُكَ الشيءَ باللِّحاف، لَحَفْتُ فلاناً لِحافاً: أَلبَسْتُه إيّاه.

واللِّحاف: اللباس الذي فوق سائر اللبِّاس، ولَحَّفْتُ لِحافاً وهو جَعْلُكَهُ، وتَلَحَّفْتِ لِحافاً: اتَّخَذْتُه لنفسي والتَحْفَتُ مثلُه، وقال طرفة:

يَلْحَفُونَ الأرضَ هُدّابَ الأُزُرْ

أي يجُرّونَها على الأرض.

والمِلْحفةُ: المُلاءَة التَحَفْتَ بها.

والإلحافُ في المسألة: الإلحاح وقال?: نسأل الناس إلحافاً ونأكُلُه إسرافاً.

فلح:

الفلاحُ، والفَلَحُ لغة، البقاء في الخَير، وفَلاحُ الدَّهْر: بَقاؤه.

وحَيَّ على الفَلاح أي: هَلُمَّ على بقاء الخير، وفي الشر فَلَحٌ، قال:

أخْبَرَ المُخبِرُ عنكم أنَّكـم


يَوْمَ فَيْفِ الرِّيح أُبْتُم بالفَلَحْ

أريد به الفَلاحُ فقَصَرَ، وقد يَطْرَحون الألفَ من الفلاح والواوَ من الكُفُوف فيقولون: كُفُف احتياجاً إلى القوافي، ولا يَتَغَيَّرُ المعنى.

والفَلَحُ: الشَّقُّ في الشَّفَة في وَسَطِها، رجلٌ أَفْلَحُ وامرأةٌ فَلْحاءُ دونَ العَلَم. وقَوْلهُم:

إنَّ الحَديدَ بالحَديدِ يُفْلَحُ

أيْ يُفَرَّج لأحَدهما بالآخَر حتى يَخْرُجَ من مضيق موضِعه، أو يُقْطَعَ به أي: يُشَقَّ أحدُهما.

والفَلاّحوُن: الزَّرَاعُون.

والفَلاحُ: السَّحُورُ، أي من تَسَحَّرَ بَقِيَتْ له قُوَّة يومِه.

والفَلاّح: المُكاري وإنما قيل له فلاّح تشبيها بالأكّار، قال:

وفَلاّحٌ يَسْوقُ له حِمارا

لفـــــــــح:

لَفَحَتْه النّارُ أي أصابَتْ وَجْهَه وأعالي جَسَده فأَحْرَقَتْ، والسَّمُومُ تَلْفَحُ الإنسانَ.

واللُّفّاحُ: شَيءٌ أصفر مثلُ الباذنجان طيِّبُ الرِّيح.

فحل:

الفُحُول والفُحُولةُ جَمْعُ الفَحْل، والفِحْلةُ: افتِحالُ الإنسان فَحْلاً لدَوابِّه، قال:

نحن افتَحَلْنا جُهْدَنا لم نَأْتَلِهْ

والاستِفحالُ خَطَأٌ، وإنّما الاستِفحالُ على ما بَلَغَني من أهل كابُل عن عُلُوجها أنّهم إذا وَجَدوا رجلاً من العرب جسيماً جميلاً خَلَّوْا بينه وبينَ نسائهم رجاءَ أنْ يُولَدَ فيهم مثلُه.

وفَحْلٌ فَحيلٌ: كريم المُنْتَجَب.

والفَحْل: الحَصير، سُمِّيَ به لأنّه يُعْمَلُ من سَعَفِ النّخْل من الفَحْل، ويقال للنّخْلة الذَّكَر الذي يُلْقَحُ به حوائل النخل فُحّالة، والجميع فُحّال.

واستَفْحَلَ الأمرُ: عَظُمَ واشتَدَّ.

حفل:

حَفَلَ الماءُ حُفُولاً وحَفْلاً أي: اجتمع في مَحْفِلهِ أي مجتمعِه، والمَحْفِل: المَجْلِس، وقد حَفَلُوا أي اجتمعوا، وهو المجتمع في غير مَجْلِسٍ أيضاً، واحتَفَلوا أي: اجْتَمَعُوا، ويقال: تَعالَوا بأجمعكم الأحْفَلَى يُريد الجماعة، قال:

نحن في المَشْتاةِ ندعو الأحَفْلَىَ


لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَـقِـرْ

ومن روى بالجيم فانه يُريد الجُفالة من الناس أي الجَماعة.

وشاةٌ حافِل قد حَفَلَتْ حُفُولاً إذا اجتمع لبَنُها في ضَرْعِها وكثر، ويجمع حُفَّل وحَوافِل.

والحَفْل: المُبالاة، وما أحْفِل: ما أُبالي، قال لبيد:

فمَتَى أَهلِكْ فلا أَحفِـلُـه


بَجَلِي الآنَ من العَيْش بَجَلْ

والتَّحفيلُ: التَّزيين، والتَّحَفُّل: التَزَيُّن، وتَحَفَّلي أي: تَزَيَّني.

باب الحاء واللام والباء معهما

ح ب ل، ح ل ب، ب ل ح، مستعملات

حبل:

الحَبْلُ: الرَّسَنُ، والحَبْل: العَهْدُ والأَمان والحَبْل: التواصل، والحَبْل: الرَّمل الطويل الضَّخْم.

والحَبْل: مَوضِع بالبصرة على شاطىء النَّهْر.

والحَبْلُ: مصدَر حَبَلْتُ الصيَّدْ واحتَبَلْتُه أي: أَخَذْتُه، والجميع من هذه الأسماءِ كُلِّها: الحِبال.

والحِبالة: المَصيِدة، وحَبائِلُ الموت: أسبابه، واحتَبَلَه الموتُ.

وحَبْل العاتِق: وُصْلة ما بينَ العاتِق والمَنِْب. وحَبْلُ الوَريد: عِرْقٌ يَدِرُّ في الحَلْق.

والوَريد: عرقٌ يَنْبِضُ من الحيوان لا دَمَ فيه وفُلانٌ الحُبَليّ: مَنْسُوب إلى حَيٍّ من اليَمَن.

والمُحَبَّل في قول رؤبة:

كلُّ جُلالٍ يَمْلَأُ المُحَبَّلاَ

حَبْلٌ، وحَبِلَتِ المرأةُ حَبَلاً فهي حُبْلَى. وشاةٌ حُبْلَى، وسِنَّورَةٌ حُبْلَى، وجمع الحُبْلَى حَبالَى والحَبَلَةُ: طاقة من قُضْبان الكَرْمِ. والحَبْلُ: نوعٌ من الشَّجَر مثل السَّمُر.

وحَبَل الحَبَلَة: وَلَد الوَلَد الذي في البطن، وكانت العرب ربَّما تَبايَعُوا على حَبَل الحَبَلَة فنَهَى رسول الله- - عن بيع المَضامين والمَلاقيح وحَبَل الحَبَلَة.

حلب:

عَناق تُحْلُبَةٌ أي: بِكْرٌ تُحْلَبُ قبل أن يَفْسُدَ لبنُها.

والحَلَبُ: اللَّبَن الحليب، والحِلابُ: المِحْلَبُ الذي يُحْلَبُ فيه، قال:

صاحِ هل رَيْتَ أو سَمِعْـتَ بـراعٍ


رَدَّ في الضَّرْع ما قَرَى في الحِلابِ

والإِحلابُ من اللَّبَن يَجْتَمِعُ عند الراعي نحو من الوَسْقِ فيُحْمَلُ إلى الحَيِّ، يقال: جاؤوا باِحْلابَيْن وثلاثة أَحاليبَ، فأمّا في الشّاءِ والبَقَرِ فيقال: جاؤُوا بإِمخاضٍ وإمخاضَيْن وثلاثةِ أَماخيضَ، لأنّه يُمْخَضُ فيخُرُج زُبْده، ولا تُمْخَضُ ألبانُ الإبِل.

والحَلَبُ من الجبِاية مثِل الصَّدَقة ونحوها مما لا يكون وَظيفةً معلومةَ.

وناقةٌ حَلُوب: ذاتُ لَبَنٍ، فإذا صَيَّرتَها اسماً قُلْتَ: هذه الحَلُوبةُ لفلان، وقد يُخْرِجُونَ الهاءَ من الحلوبة وهم يعنونها، قال الأعشى:

تُذْهِلُ الشَّيْخَ عن بَنيهِ وتُودِي


بحَلُوُبِ المِعْزابِة المِعْزالِ

ويُرْوَى بلَبونٍ، وكذلك الرَّكوبةُ والرَّكُوبُ.

وناقةٌ حَلْباةٌ رَكْباة أي ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ وتُرْكَبُ، قال:

لَيْسَتْ بحَلْباةٍ ولا رَكْباةِ

وحَلْبانة ورَكْبانة أيضاً، ولا يقال للذُّكُور شيءٌ من ذلك، وتصغير حَلْباة حُلَيْبِيَة.

والمَحْلَبُ: شَجَر يُجْعَلُ حَبُّه في العِطْر.

والحُلَّبُ: نباتٌ من أفضل المراعي.

والحِلْبابُ: نباتٌ غيرُ الحُلَّب.

والحَلْبَةُ: خَيْلٌ تَجْتَمِعُ للسِّباق من كل أَوْب، ولا تخُرجُ من موضع واحد، ولكن من كل حَيٍّ، قال:

نحن سَبَقنا الحَلَباتِ الأَرْبَعـا


الفَحْلَ والقُرَّحَ في شوطٍ مَعا

وإذا جاء القَومُ من كلّ وجْهٍ فاجتَمَعُوا لحَرْبٍ ونحوه قيلَ: قد أحْلَبُوا، والاِحْلابُ يُرادُ به الإغائة. ورُبَّما جمعُوا الحَلْبَة بالحلائب، ولا يقال للواحد منها حَليبة ولا حِلابة.

وتَحَلَّبَ فُوهُ وتَحَلَّبَ النَّدَى أو الشَّيْء إذا سالَ.

والحُلْبُ: حَبٌّ الواحدة حُلْبة، وهي الفَريقةُ.

والحُلْبُوبُ: اللَّوْنُ الأسود، قال رؤبة:

واللَّوْنُ في حُوَّتِهِ حُلْبُوبُ

والحَلْبُ: الجُلُوسُ على الرُّكْبة وأنت تأكُل، يقال: احْلُبْ فَكُلْ.

لحب:

قَطْعُكَ الشَّيْءَ طولاً، ولَحَبَه ولَحَّبَه بالشَّفْرة إذا قَطَعَ لحمه.

ولَحَبَ مَتْنُ الفَرَس وعَجُزُه إذا امَّلَسَ في حُدُور، قال:

والمَتْنُ مَلْحُوبُ

وطريقٌ لاحِبٌ ولَحْبٌ ومَلْحُوب وقد لَحَبَ يَلْحُبُ لُحُوباً أي وَضَحَ، قال:

تَدَعُ الجَنوبَ إذا انتحت


فيه طريقاً لاحِـبـا

بلح:

البَلَحُ: الخَلالُ، وهو حَمْلُ النَّخْل ما دامَ أخضَرَ صِغاراً كحِصْرِم العِنَب.

البَلَحُ: طائرُ أعظَمُ من النَّسْر مُحْتَرِق الرّيش، يقال: لا تَقَعُ ريشةٌ من ريشه وَسْطَ ريش سائر الطير إلاّ أحرَقَته، ويقال: هو النَسْر القديم إذا هَرِمَ، وجمعُه: بِلحان.

والبُلوحُ: تَبَلُّد الحامل تحتَ الحَمْل من ثِقْله، يقال: حُمِلَ على البعير حتّى بَلَحَ، قال أبو النجم:

وبَلَحَ النَّمْلُ به بُلُوحا

أي حين ينقُل الحَبَّ في الحَرِّ.

باب الحاء واللام والميم معهما

ح م ل، ح ل م، م ل ح، م ح ل، ل ح م كلهن مستعملات

حمل:

الحَمَلُ: الخَروف، والجميع الحُمْلانُ. والحَمَلُ: برُجْ ٌمن البُرُوج الاثنَيْ عشر.

والفعل حَمَلَ يَحْمِلُ حَمْلاً وحُمْلاناً. ويكون الحُمْلان أجْراً لما يُحْمَل.

والحُمْلان: ما يُحْمَلُ عليه من الدَّوابِّ في الهِبَة خاصَّةً.

وتقول: إني لأَحمِلُه على أمرٍ فما يَتَحَمَّل، وأُحَمِّله أمراً فما يَتَحَمَّل، وإنَّه ليَحْتَمِلُ الصنَّيعةَ والإِحسان، وحَمَّلْتُ فُلاناً فُلاناً، وتَحَمَّلْتُ به عليه في الشَّفاعة والحاجة.

وتَحامَلْتُ في الشيء إذا تَكَلَّفْتُه على مَشَقَّةٍ. واستَحْمَلْتُ فلاناً نفسي أي حَمَّلْتُه أُمُوري وحُوائجي، قال:

ومَن لم يَزَلْ يستَحْمِلُ الناسَ نفسه

وحَمَلْتُ عنه أي حَلمُتْ ُعنه.

والحَمْل: ما في البَطْن، والحِمْل ما على الظَّهْر، وأما حَمْلُ الشَّجَر فيقال: ما ظَهَرَ فهو حِمْل، وما بَطَن فهو حَمْلٌ. وبَعضٌ يقول: حَمِلْ الشَّجَر ويحتَجُّون فيقولون: ما كان لازماً فهو حَمْل، وما كان بائناً فهو حِمْل.

والحَميلُ: المَنْبُوذ يُحْمَلُ فيُرَبَّى. وحَميلُ السَّيْل: ما يَحْمِلُ من الغُثاء، وفي الحديث: فيخرجُون من النّار فيَنبُتُون كما تنبُت الحِبَّةُ في حَميل السَّيْل.

والحَميلُ: الوَلَدُ في بَطْن الأُمِّ إذا أُخِذَتْ من أرض الشِّرْكِ.

والحِمالةُ والمِحْمَلُ: عِلاقُة السَّيْف، قال: حتّى بَلَّ دَمْعيَ مِحْمَلي والمِحْمَل: الشِّقّانِ على البعير يُحْمَلُ فيهما نَفْسان.

ورَجُلٌ حَمُولٌ: صاحبُ حِلْمٍ.

والحَمالة: الدِّيةُ يحمِلُها قَومٌ عن قومِ، وقد تُحْذَفُ منها الهاء كما قال:

عظيمُ النَّدَى كثيرُ الحَمالِ

وتقول: ما على فلانٍ مَحْمِلٌ من تحميل الحَوائج، وما على البَعير مَحْمِلٌ من ثِقْل الحَمْل.

والحَمُولة: الإبِل تُحْمَل عليها الأثقال. والحُمُول: الإبل بأثقالِها.

والمُحْمِل من النِّساء: التي يْنزلُ لبَنُها من غير حَبَل، تقول: أَحْمَلَتِ المرأةُ وكذلك الناقة.

محل:

أرض مَحْل وأرضٌ مَحُولٌ، وأَرْضٌ مُحُول على فُعُول ونَعْتُها بالجَمْع يحُمَلُ على المواضِع كما قال: ثَوْبٌ مِزَقٌ، وجمع المَحْل أمحال ومُحُولٌ. قال:

لا يَبْرَمُون إذا ما الأفقُ جَلَّلـه


صِرُّ الشتاء من الأَمحال كالأَدَم

وأمْحَلَتِ الأرض فهي مُمْحِلٌ، وزمان ماحلٌ، قال النابغة:

يُمْرعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ

والمَحْلُ: انقِطاعُ المطَر ويُبْسُ الأرض من الشَّجَر والكَلأَ.

والمِحالُ: من المَكِيدة ورَوْم ذلك بالحِيَل، ومنه قولهم: تَمَحَّلْتُ الدَّراهمَ أي طلَبَتْهُا من حيث لا يُعرَف لها أصل.

ومَحَلَ فلانٌ بفُلان إذا كادَه بسِعايةٍ إلى السلطان.

وقوله تعالى: "شديد المِحال" أي: الكيد.

وفي الحديث: القرآن ماحِلٌ مُصدَّق: يَمْحَل بصاحبه إذا ضَيَّعَه.

ولَبَنٌ مُمَحَّلٌ: مَحَلُوه أي حَقَنُوه ثم لم يَدْعُوه يأخُذُ الطَّعْمَ حتى شَرِبوهُ، قال أبو النجم:

إلاّ من القارص والمُمَحَّلِ

والمَحالُ: فَقارُ الظَّهْر، والواحدةُ مَحالةٌ.

والمَحالةُ: التي يُسْتَقَى عليها، يقال: سُمِّيَتْ بفَقارة البعير على فَعالة، ويقال: بل على مَفْعَلة لتَحُوُّلها في دَوَرانها.

وقولهم: لا مَحالةَ أي: لا بُدَّ، على مَفْعَلة، الميم زائدة، والمعنى: لا حيلَة.

والمُتَماحِل: الطَّويل.

لمح:

لَمَحَ البَرْقُ ولَمَعَ، ولَمَحَ البَصَرُ، ولَمَحَهُ ببَصَرِه.

واللَّمْحةُ: النَّظْرة. وأَلْمَحَهُ غيره.

ملح:

قد يُقال من المَلاحة مَلُحَ.

والمُماَلحة: المُؤاكَلةُ. وإذا وَصَفْتَ الشّيْءَ بما فيه من المُلُوحة قُلْتَ: سَمَكٌ مالِحٌ ويَقْلَةٌ مالِحة.

والمِلْحُ: معروف ما يُطَيَّبُ به الطَّعامُ. والمِلْحُ: خِلافُ العَذْبِ من الماء، يقال: ماءٌ مِلْحٌ، ولا يقال: مالِحٌ.

ومَلَحْتُ الشَّيْءَ ومَلَّحْتُه فهو مَمْلُوحٌ مَليحٌ ممُلَّحٌ.

ومَلَحْتُ القِدْرَ أَمْلَحُها إذا كان مِلْحُها بقَدْر، فإن أَكْثَرْتَه حتى يفسُد قُلْتَ: مَلَّحْتُها تَمليحاً.

والمُلاّح من نَباتِ الحَمْض، قال أبو النجم:

يَخْبِطْنَ مُلاّحاً كذاوي القَرْمَل

والمَلاّحَةُ: مَنْبِتُ المِلْح.

والمَلاّح: صاحبُ السَّفينة، وصَنْعتُه المِلاحةُ والمُلاّحِيَّةُ وهو مُتَعَهِّدُ النَّهر ليُصْلِحَ فُوَّهَتَه، وقال الأعشى:

تَكَأْكَأَ مَلاّحها وَسْطَـهـا


من الخَوْفِ كَوْثَلَها يَلْتَزِمْ

ويقال: أَمْلَحْتَ يا فلان في مَعْنَيَيْنِ أي جئْتَ بكلمةٍ مَليحةٍ أو أكثَرْتَ مِلْحَ القِدْر.

والمُلْحَة: الكلمةُ المليحة.

والمَلْحاءُ: وَسَطُ الظَّهْر بين الكاهل والعَجْز، وهي من البعير ما تحتَ السَّنام. وفي المَلْحاء سِتُّ مَحَالات، وهي سِتُّ فِقَرات والجميع َمْلحاوات.

والمُلْحَةُ في الألوان: بياضٌ يَشْقُهُّ شُعَيْراتٌ سُودٌ، وكذلك كل شَعرٍ وصُوفٍ.

وكَبْشٌ أَمْلَحُ: بَيِّنُ المُلْحِة والمَلَحِ.

والمَلَحُ: داء أو عَيْبٌ في رِجْل الدابَّة.

والمُلاحِيًّ: ضَرْبٌ من العِنَب في حَبِّه طول.

والمِلْح: الرَّضاعُ.

لحم:

يقال: لَحْمٌ ولَحَمٌ، يُخَفَّفُ ويُثَقَّل. ورجلٌ لَحيمٌ: كثير لَحْم الجَسَد، وقد لَحُمَ لَحامةً.

ورجلٌ لَحِمٌ أي أكُولٌ للَّحْم، وبَيْتٌ لَحِمٌ: يكثُرُ فيه اللَّحْم.

وجاء في الحديث: إنّ الله ليَبْغِضُ البيْتَ اللَّحِمَ وأهْلَه.

وبازيُّ لَحِمٌ ولاحِمٌ: يأكُل اللَّحْمَ، ومُلْحَمٌ: يُطْعَمُ اللحْمَ، وقال الأعشى:

تَدَلىَّ حَثيثاً كأنَّ الصِّوا


رَ يتْبَعُهُ أَزْرَقيٌّ لَحِمْ

وأَلْحَمْتُ القَومَ: قَتَلْتُهم حتى صاروا لَحْماً، واللَّحيمُ: القتيل.

واستَلْحَمْتُ الطريقَ: اتبَّعْتُه، قال:

ومن أَرَيناه الطريقَ استَلْحَما

وقال امرؤ القيس:

استَلْحَمَ الوَحْشُ على أكسائهـا


أهْوَجُ مِحْضيرٌ إذا النَّقْعُ دَخَنْ

والمَلْحَمةُ: الحرب ذاتُ القَتْل.

واللَّحْمَةُ: قَرابةُ النَّسَب.

واللُّحْمةُ: ما يُسَدَّى بين السَّدْيَيْن من الثوب.

واللِّحامُ: ما يُلْحَمُ به صَدْعُ ذَهَبٍ أو حديدٍ حتى يَلْتَحِما ويَلْتَئِما، أو كل شَيْءٍ كانَ متبايناً تَلازَقَ فقد التَحَمَ.

وشَجَّة مُتلاحِمة: إذا بَلَغَتِ اللَّحْمَ.

حلم:

الحُلُمُ: الرُّؤيا، يقال: حَلَمَ يَحْلُمُ إذا رأَى في المنام.

وفي الحديث: من تَحَلَّمَ ما لم يَحْلُم أي تكَلَّفَ حُلْماً لم يَرَه.

والحُلْمُ: الاحتِلامُ، ويُجمَع على الأحلام، والفاعلُ حالِمٌ ومُحْتَلِم.

والحِلْمُ: الأَناة، ويُجْمَعُ على الأحلام.

والحُلاّم: الجَدْيُ، قال:

كُلُّ قتيل في كُلَيْبٍ حُلاّمْ

وأحلام القَوْم: حُلَماؤهم، والواحد حَليم، وقال الأعشى:

فأمّا إذا جَلَسُوا بالعَشـيِّ


فأحلامُ عادٍ وأيدي هُضُمْ.

وقد حَلُمَ الرجلُ يَحْلُمُ فهو حليم، والحليم في صفة الله تعالى معناه الصَّبور.

ومن أسماء الرجال مُحَلِّم وهو الذي يُعَلِّمُ غيره الحِلْمَ.

وأَحْلَمَتِ المرأةُ: وَلَدَتِ الحُلَماءَ. والأحلام: الأجسام.

والحَلَمَةُ والجميع الحَلَم: ما عَظُم من القراد وأَدِيمٌ حَلِمٌ: قد أفسَدَه الحَلَمُ قبلَ أن يُسْلَخ، وقد حَلِمَ حَلَماً، ومنه قول عقبة:

فإنَّكَ والكتابُ إلى عَليٍّ


كدابغةٍ وقد حَلِمَ الحَليمُ

والبَعيرُ حَلِمٌ: أفسَدَه الحَلَمُ.

وعَناقٌ حَلِمةٌ وتِحْلِمَةٌ: أفسَدَ جِلدَها الحَلَمُ.

وحَلَّمْتُ الإبِل: أخَذْتُ عنها الحَلَم.

والحَلَمةُ: شَجَرة السَّعْدان، من أفضل المراعي.

والحَلَمةُ: رأسُ الثَّدْي في وَسَط السَّعْدانة. ويَوْمُ حَليمةَ: وَقْعة كانت في الجاهلية. ومُحَلِّمٌ: نَهْرٌ باليَمامة.

باب الحاء والنون والفاء معهما

ح ن ف، ن ح ف، ح ف ن، ن ف ح مستعملات

حنف:

الحَنَفُ: مَيْلٌ في صدر القَدَم، ورجلٌ أَحْنَفُ، ورِجْلٌ حَنْفاءُ، ويقال: سُمِّيَ الأحنفُ بنُ قَيْسٍ به لحَنَفٍ كان في رِجْله، وقالتْ حاضِنة الأحنَف:

واللهِ لولا حَنَفٌ بِرجِلْـهِ


ما كانَ في فِتْيانِكم كمِثْلِهِ

والسُّيُوف الحَنَفيّة تُنْسَبُ إليه لأنّه أوّلُ من عَمِلَها، أي: أمَرَ باتّخاذها، وهو في القياس: سَيْفٌ أحنَفيّ.

وبُنُو حَنيفَة حيٌّ من ربَيعة. ويقال: تَحَنَّفَ فلان إلى الشيء تحنُّفاً إذا مال إليه.

وحَسَبٌ حَنيف أي: حديث إسلامي لا قديمَ له، وقال ابن حبناء التميمي:

وماذا غيْرَانّكَ ذو سِـبـالٍ


تُمَسِّحُها وذو حَسَبٍ حَنيفِ

والحَنيفُ في قولٍ: المُسلْمُِ الذي يستَقبِل قِبْلةَ البَيت الحَرام على مِلّةِ إبراهيم حَنيفاً مُسْلِماً.

والقول الآخر: الحنيف كلُّ من أسْلَمَ في أمر الله فلم يَلْتَوِفي شيءٍ منه. وأحَبُّ الأديان إلى اللهِ الحَنيفية السَّمْحة وهي مِلّة النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لا ضيِقٌ فيها ولا حَرَج.

نحف:

نَحُفَ الرجُلُ يَنْحُفُ نَحافةً فهو نَحيفٌ قَضيفٌ، ضَرِبُ الجِسْمِ قَليلُ اللَّحْم، قال:

تَرَى الرجُلَ النَّحيف فتَزْدَريهِ


وفي أثوابـه أَسَـدٌ مَـزيرُ

نفح:

نَفَحَ الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً، وله نَفْحةٌ طيّبةٌ ونَفْحَةٌ خَبيثةٌ ونَفَحَتِ الدابَّة إذا رَمِحَت برِجْلها ورَمَتْ بحَدِّ حافرها.

ونَفَحَهُ بالسيف أي: تَناوَلَه من بعيد شَزْراً.

ونَفَحَه بالمال نَفْحاً، ولا تَزال له نَفَحاتٌ من المعروف، واللهُ النَّفّاحُ المُنْعِمُ على عباده. والإنْفَحَةُ لا تكونُ إلاّ لكلّ ذي كَرِشٍ، وهو شيءٌ يُسْتَخْرَج من بطن ذيهِ أصفَرُ يُعْصَرُ في صُوفةٍ مُبْتَلَّةٍ في اللَّبَن فيغْلُظُ كالجُبْنِ.

حفن:

الحَفْنُ: أخْذُكَ الشيءَ براحة كَفِّكَ، والأصابعُ مَضموُمةٌ، ومِلءْ كُلِّ كَفٍّ حَفْنَةٌ.

واحْتَفَنْتُ: أخَذْتُ لنفسي. والمِحْفَنُ: الرجل ذو الحَفْن الكثير، وكان مِحْفَنٌ أبو بَطْحاءَ تُنْسَبُ إليه الدَّوابُّ البَطْحاوية.

والحَفْنَةُ: الحُفْرة، وجمعها حُفَن.

باب الحاء والنون والباء معهما

ح ب ن، ح ن ب، ن ح ب، ن ب ح مستعملات

حبن:

الحِبْنُ: ما يَعْتَري الجسد فيَقيحُ ويَرِمُ، وجمعه: حُبُون.

والحَبَنُ: أن يكثر السِّقْيُ في شَحْم البطن فيَعْظُمَ البطنُ جداً.

وأُمّ حُبَيْنٍ: دُوَيْبَّةٌ على خِلْقة الحِرْباء عَريضةُ البطنِ جداً، قال:

أمَّ حُبَيْنٍ آبْسُطـي بُـرْدَيكَ


إنَّ الأميرَ داخلٌ عـلـيك

وضاربٌ بالسَّيفِ مَنكبَيْكِ



والحَبَنُ: عِظَمُ البطن، ولذلك قيل لمن سُقِيَ بطنهُ قد حَبِنَ.

وأمُّ حُبَيْنٍ: هي الأُنثى من الحَرابيّ.

حنب:

الحَنَبُ: اعوجاجٌ في السَّاقَيْن، والتَّحنيب في الخَيْل مما يُوصَف صاحبُه بالشِّدّة، وليس ذلك من اعوِجاجٍ شديد.

ورجلٌ مُحَنَّبٌ أي: شيخٌ مُنْحَنٍ، قال:

قَذْفَ المُحَنَّبِ بالعاهاتِ والسَّقَم

نحب:

النَّحْبُ: النَّذْرُ، وقوله- جلَّ وعزَّ-: فمنهم من قَضَى نَحْبَه أي قُتِلوا في سبيل الله فأدرَكوا ما تمنَّوا فذلك قَضاء نَحْبهم، كأن المعنى: ظَفِروا بحاجتهم. والانتحاب: صَوْتُ البُكاء، والنَّحيبُ: البُكاء.

وناحبْتُه: حاكَمْتُه أو قاضَيْتُه إلى رجل. والنَّحْبُ: السير السريع.

نبح:

النَّبْح: صَوْتُ الكلب، والتَّيِس عند السِّفاد يَنْبَحُ. والحَيَّة تَنْبَحُ في بعض أصواتها، قال:

يأخُذُ فيه الحَيَّة النَّبُوحا

والظَّبْيُ يَنْبَحُ في بعض الأصوات، قال:

.........شَنِجِ الأَنْس


نَبّاحٍ من الشُّعْـبِ

يُريدُ: جماعة الأَشعَب، وهو ذو القَرْنَيْن المُتباعِدَيْن.

والنُّبُوح: جماعة النابح من الكلاب، قال طفيل:

وأَشْعَثَ يَزهاه النُّـبُـوحُ مُـدَفَّـع


عن الزاد، ممن حَرَّف الدهرُ مُحْثَلِ

والنَّبّاح: مناقِفُ صِغارٌ بيضٌ تُحْمَل من مَكَّةَ، تُجْعَلُ في القَلائد والوُشُح، الواحدة، نَبّاحه، وقول الأخطل:

انَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارمٍ


والمستَخِفُّ أخوهُمُ الأثقالا

باب الخاء والنون والميم معهما

ن ح م، ح م ن، م ن ح، م ح ن، مستعملات

نحم:

نَحَمَ الفَهْدُ يَنْحَمُ نَحيماً، ونحوه من السِّباع. وكذلك النَّئيمُ وهو صَوْتٌ شديد.

والنُّحامُ: طائرٌ أحمَرُ على خِلْقَةِ الاِوَزِّ، الواحدة نُحامة.

والرجل نَحّام: بَخيل إذا طُلِبَ إليه كَثُرَ سُعالُه، قال:

أَرَى قَبْرَ نَحّام بَخيلٍ بمـالِـه


كقَبْر غَوِيٍّ في البَطالة مُفْسِدِ

منح:

المِنْحةُ: مَنْفَعَتُكَ أخاكَ بما تَمْنَحُه. وكلُّ شيءٍ يُقْصَدُ به قَصْدُ شيءٍ فقد مَنَحْتَه إيّاه كما تَمْنَحُ المرأةُ وَجْهَها المِرآةَ، قال:

تَمْنَحُ المـرآةَ وَجْـهـاً واضِـحـاً


مِثْلَ قَرْنِ الشَّمس في الصَّحْو ارتفْع

ومَنَحْتُ فلاناً شيئاً ناقةً أو شاةً، فتلكَ المَنيحةُ، ولا تكونُ المَنيحةُ إلاّ لِلَّبَنِ خاصَّةً.

والمَنيحُ فيما زُعِم: الثامِنُ من القِداح.

حمن:

الحَمْنانُ، الواحدةُ حَمْنانَةٌ: صِغارُ القِرْدان، وانتَهَيْنا إلى مَحْمَنةٍ، أي: أرض كثيرةِ الحَمْنان. وتكون حَمْناناً ثّم قمقاماً ثمّ قِرْداناً ثمّ حَلَماً.

محن:

المِحْنَةُ: معنى الكلام الذي يُمْتَحَنُ به، فيُعرف بكلامه ضمير قلبه. وامتَحَنْتُه وامتَحَنْتُ الكلمة أي: نَظَرْتُ إلى ما يَصيرُ صَيْرُها.

وفي صفة الحَرُوريّة: إنَّ لهم محنةً من أَخطَأَها قَتَلَتْه، ومن أصابَها أَضَلَّتْه.

باب الحاء والفاء والميم معهما

ف ح م يستعمل فقط

فحم:

الفَحْمُ: الجَمْرُ الطّافي. الواحدةُ: فَحْمة. وفحم الصبيّ يفحم إذا طال بكاؤه حتى ينقطع نَفَسُه، فلا يُطيقُ البكاء، وأفحمت فلاناً إذا لم يُطْقْ جوابك. وشَعْرٌ فاحمٌ قد فحم فحوماً أيضاً، وهو الحسَنُ الأسود. قال:

لها مقلتا ريم وأسود فاحمٌ

وفَحْمةُ العِشاء: شدّة سوادِ الليل وظُلْمَتُهُ.

باب الحاء والقاف و وايء معهما

ح ق و، ق ح و، ح و ق، ح ي ق، ق و ح، و ق ح مستعملات

حقو:

الحَقْوانِ: الخاصرتان. والجميع: الأحقاء. والعدد: أَحْقٍ. وإذا نظرتَ إلى رأسِ الثَّنيّةِ من ثنايا الجَبَل رأيت لمَخْرِمَيْها حَقْوَيْن من جانِبَيْها. قال ذو الرمة:

تلوي الثّنايا بأَحْقيها حواشَيُه


لَيَّ المُلاءِ بأبوابِ التّفاريج

يعني السّراب. يقول: كما تلتوي السّتور بأبواب المصاريع.

باب الثلاثي المعتل

وعُذْتُ بحَقْوِه إذا عاذَبه ليمنعَه. قال:

أعوذُ بحَقْوَيْ عاصمٍ وابنِ عاصم

ورمى فلانٌ بحَقْوِه، أي: بإزاره.

والحَقْوُة: داءٌ يأخذُ في البْطنِ يُورِثُ نفخةً في الحَقْوينِ. حقا الرّجلُ فهو مَحقُوٌّ من ذلك الداء.

قحو:

القَحْوُ تأسيسُ الأُقْحُوان، وهو في التقدير: أُفْعُلان، وهو من نبات الرّبيع، مُفَرَّض الورق، صغيرٌ، دَقيقُ العِيدان، طيِّب الرّيحِ والنّسيمِ، له نَوْرٌ أبيضُ منظومٌ حول بُرْعومتِه، كأنّه ثغر جارية، الواحدة: أقْحُوانة. قال:

وتضحَكُ عن غُرِّ الثّنايا كأنه


ذُرَى أُقْحُوانٍ نَبْتُهُ لم يُفَلَّـلِ

ودواء مَقْحُوٌّ ومُقَحَّى خُلِط به.

وأُقْحُوانة: موضعٌ بالبادية.

حوق:

الحَوْقُ والحُوقُ- لغتان: ما استدار بالكَمَرة. يقال: فَيْشَلةٌ حَوْقاءُ.

حيق:

الحيق: ما حاق بالإنسان من مُنكَر أو سُوءٍ يعمله فينزل به ذلك. تقول: أحاق الله به مكره.

قوح:

تقوَّح الجُرحُ إذا انتبر. وقاح الجُرح يُقيحُ وقيَّح. وأَقاح. والقَيْحُ: المِدَّة الخالصة التي لا يُخالِطُها دمٌ.

وقح:

الوَقَاحُ: الحافر الصُّلب، والنّعت وقاح، الذّكُر والأنثى فيه سواء. والجميع: وُقُحٌ ووَقَّحٌ. ورجل وَقاح الوجه صُلْبُه: قليلُ الحياء. وقد وَقُحَ وَقاحةً وقِحَةً. قال:

ليس للحاجـاتِ إلاّ


مَن له وجهٌ وَقاحْ

ولسان صـارفـيّ


وغــدوّ ورَواح

ذإن تكن أبطأتِ الحا


جة عنّي واستراح

فعلّي الجهد فـيهـا


وعلى الله النّجـاح

والتّوقيح: أن تُوقّح الحافرَ بشحمة تُذيبُها حتّى إذا تشيّطت كويت بها مواضع الحفاء والأشاعر.

واستَوْقَح الحافر، أي: صلب.

باب الحاء والكاف وايء معهما

ح ك ء، ح ك ي، ح و ك، ح ي ك، ك و ح، ك ي ح مستعملات

حكأ:

أحكأت العُقَدَ إحكاءً، أي: شددتها، فاحتَكَأَتْ، أي: اشتدَّت.

حكي:

حكَيتُ فلاناً وحاكيتُه إذا فعلتُ مثلَ فِعْله، أو قوله سواء.

حوك:

الحُوكةُ: بقلة. والشاعر يَحوكُ الشِّعْر حوكاً، والحائك يحيك حيكاً. ويجمع حاكَة وحَوَكَة. والحِياكة: حرفته.

حيك:

الحَيْك: النَّسجُ، والحيك: أخذُ القول في القلب. يقال: ما يَحيك كلامي في قلان. ولا يَحيك الفأس في هذه الشّجرة.

والحَيَكانُ: مِشْية يحرك فيها الماشي أَلْيَتَيْه. رجلٌ حيّاكٌ وامرأة حيّاكة. وهو يتحيّك في مِشْيَته.

كوح:

كاوحت فلاناً مكاوحة فكُحْتُهُ، أي: قاتلته فغلبتُه، ورأيتهما يتكاوحان، وهما متكاوحان، والمكاوحة أيضاً في الخصومات ونحوها.

كيح:

الكِيحُ: سَفْحُ الجبل وسفحُ سنَدِ الجبل. والكِيح: صُقع الجُرف قال أبو النجم:

كلتاهما لا تَطلُعانِ الكِيحا

باب الحاء والجيم و واي معهما

ح ج و، ج ح و، ح و ج، ج و ح، و ج ح، ج ي ح مستعملات

جحو:

حاجَيْتُه فحجَوْته، إذا ألقيتُ عليه كلمةً مُحجية مخالفة المعنى، والجواري يتحاجين. والأُحُجيَةُ اسم للمحاجاة، والحَجْوَى كذلك. قالت بنت الخُسّ العادية:

وقالت قالةً أخـتـي


وحَجْواها لها عقـل

تَرَى الفتيان كالنّخـل


وما يدريك ما الدَّخْل

الدَّخْلُ: العَيْب. وحَجَوْته بكذا، أي: ظننتُ به.

وحجا يحجو النحلُ الشُّوَّلَ إذا هَدَرَ بها فعرفت هديره وانصرفت إليه.

والحِجا: كلّ ما سترك. والحِجا: العَقُل. والحَجاةُ فقّاعةٌ ترتفع فوق الماء كقارورة ويجمع حَجَوات. وإنه لَحَجِيٌّ أن يفعلَ كذا، أي: حَرِيٌّ. وما أحجاه، أي ما أَخْلَقَهُ كذلك، وأَحْجِ به، أي: أَحْرِ بِهِ.

والحُجَيّا: تصغير الحَجْوى. وتقول الجارية للأُخْرَى: حُجَيّاكِ ما كان كذا وكذا.

والأُحجيّة: اسمُ المُحاجاة، والأُحْجُوَّة لغة، وبالياء أحسن لطول الكلمة.

والحَجَا: الزَّمْزَمة. قال:

زَمْزَمَة المجوسِ في أحْجائِها

والحَجْوَةْ الحَجْمَةْ، أي: الحَدَقة.

حوج:

الحوج من الحاجة. تقول: أحوجه الله، وأحوج هو، أي، احتاج. والحاجُ: جمع: حاجة وكذلك الحوائح والحاجات. والتّحوُّج: طلب الحاجة قال العجاج:

إلاّ انتظارَ الحاجِ مَنْ تَحَوَّجا

والحِوَجُ: الحاجات. قال:

لقد طال ما ثَبَّطْتَني عن صَحابتي


وعن حِوَجٍ قضاؤُها من شفائيا

 

وتقول: لقد جاءته إلينا حاجة حائجة. قال:

رُبّ حاجٍ أدركتها بكمال

والحاج من الشَّوْك: ضربٌ منه.

جوح:

الجَوْحُ من الاجتياح. اجتاحتهم السّنة. وجاحَتْهُم تَجوحُهم جيِاحةً وجَوْحاً.

وسنةٌ جائحة: جَدْبة.

واجتاح العدوّ مالخ: أي: أتى عليه. ونزلت به جائحة من الجوائح.

وجح:

أَوْجَحَ لنا الطّريق، وأوجحت النّار، أي: وَضَحَتْ ، وبَدَتْ. وأَوْجَحَتْ غُرّة الفرس إيجاحاً وأوضحت إيضاحاً.

وجاء فلانٌ وما عليه أَجاحٌ ولا وَجاح: أي: شيء يَسْتُرُهُ.

جيح:

جَيْحانُ: اسم نهر.

باب الحاء والشين و واي معهما

ح ش و، ح و ش، و ح ش، و ش ح، ش ي ح، ش ح و مستعملات

حشو:

الحَشْوُ: ما حَشَوْتَ به فراشاً وغيره. والحَشْيَّةُ: الفراش المَحْشُوّ. واحتَشَيْتُ: بمعنى امتلأت. وتقول: انحَشَى صوتٌ في صوتٍ، وانحشَى حرفٌ في حرفٍ.

والاحتِشاءُ: احتِشاءُ الرّجل ذي الإبْرِدة. والمُسْتَحاضةُ تحتشي بالكُرْسُف والحَشْوُ: صغارُ الإِبل، وحَشْوُها: حاشيتها أيضاً. قال:

يعصوصِبُ الحشوُ، إذا افتدى بها

وحاشيتا الثّوبِ: جانباهُ الطّويلان في طرفيهما الهُدْبُ. وحاشية السّراب: كلّ ناحية منه، وهنّ الحواشي.

والحشو من الكلام: الفَضْلُ الذي لا يُعْتَمَدُ عليه. والحَشْوُ من النّاس: من لا يُعْتَدُّ به.

والحَشَا: ما دون الحجاب ممّا في البطن كله من الطّحِال والكَرِش والكبد، وما تَبِع ذلك حشاً كلُّه.

والحشا: ظاهرُ البَطْن وهو الخَصْر.

وحشوته سهماً إذا أصبت حشاه. وحَشَأْته بالعصا حشأً- مهموزا-: إذا ضربت بها بطنه، وفرّقوا بينهما بالهَمْز.

وحشَأْتُ النّار: غَشْيتُها.

وقول العرب: حشياء رابية: منتفخة من بهر ونحوه. وحشياء: ضخمة الأحشاء.

حوش:

المحاش: كأنّه مِفْعل من الحَوْش، وهم قومٌ لفيفٌ أُشابة. قال النابغة:

اجمعْ مِحاشَك يا يزيدُ فإنّي


أعددتُ يَربُوعاً لكم وتَميما

والحُوْشُ: بلاد الجنّ، لا يمرُّ بها أحدٌ من النّاس.

ورجل حُوشيٌّ: لا يُخالطُ النّاسَ. وليلٌ حُوشيٌّ: مُظِلمٌ هائِل، وهذه سَنَةٌ مَحْوشٌ: يابسة. قال:

وطولُ مَحْشِ الزَّمَنِ المَحُوشِ

وحُشْنا اليّدَ وأحشناها: أي: أخذناها من حواليها لنصرفها إلى الحبائل التي نصبت لها.

واحتوش القومُ فلاناً وتحاوَشُوه: جعلوه وسطهم.

وما أَنْحاشُ من شيءٍ، أي: ما أكثرتُ له.

والتّحويش: التّحويل.

وحاشا: كلمةُ استثناء، وربّما ضمّ إليها لام الصّفة. قال الله تعالى: "قُلْنَ حاشَ لله". وقال النابغة:

وما أُحاشي من الأَقْوامِ مِنْ أَحَدِ

والحائش: جماعةُ النّخل، لا واحد له.

وحش:

الوَحْشُ: كلّ ما لا يُستأنس من دوابّ البَرِّ، فهو وحشيّ. تقول: هذا حمارُ وحشٍ. وحمارٌ وحشيّ، وكل شيء يستوحش عن النّاس فهو وحشيّ.

وفي بعض الكلام: إذا أقبل اللّيل استأنس كلّ وحشيّ، واستوحش كلّ إنْسيّ.

ويقال للجائع: قد توحّش، أي: خلا بطنُه. ويقال للمحتمي لشرب الدّواء: قد توحش، وللمكان إذا ذهب عنه الإنس: قد أوحش، وطللٌ مُوحش. قال:

لسَلْمَى مُوحشاً طَلَلُ


يلوح كأنّه خِلَـلُ

ودارُ مُوحِشَة. قال:

معالمها حِشُونا

على قياس سنون وبالنّصب والجدّ: حِشِينَ، قال:

فأَمْسَتْ بعدَ ساكِنِها حِشِينا

والوَحْشِيُّ والإنْسيّ شِقّا كلّ شيء فإِنسيّ القَدَمِ ما أقبل منها على القَدَم الأُخْرى، ووَحْشِيُّها ما خالف إنّسِيَّها. ووحشيّ القَوْس الأعجمية ظهرها، وإنسِيُّها بطنها المُقْبِل عليك. ووحشيّ كلّ دابّة: شِقْها الأَيْمن والِإنسيّ الأَيْسَر. وإذا كان بيدك شيء فرميت به عنك بعيداً قلت: وحّشت.

وشح:

الوَشْحُ من الوِشاح، والجمع: الوُشُحُ. والوِشاح: من حَلْيِ النّساء: كِرْسانِ من لؤلؤٍ وجوهر منظومان، مُخَالَفٌ بينهما، معطوف أحدهما على الآخر تتوشّح به المرأة.

وشاةٌ مُوَشَحة، وطائر مُوَشَّح إذا كان لهما خُطَّتان، من كلّ جانب خُطَّة كالوِشاح قال الطرماح يصف الديك:

وَنَبِّهْ ذا العِفاءِ الموشَّحِ.

شيح:

الشِّيحُ: نبات. والشّيِح: ضربٌ من بُرود اليَمَنِ. والمُشَيَّح: المُخطَّط، وبالسّين أيضاً.

والشّيِاح: الحذار. ورجلٌ شائحٌ: حَذِرٌ. ومُشِيحٌ: أي: حازم حَذِر. قال:

شايحنَ منه أَيَّما شِياحِ

ويقال: شائح، أي قاتل. وأشاح الفَرَس بذنَبِه، أي: أرخاه. وأشاح فلان بوجهه عن وَهَج النّار، أو عن أذى إذا نحّاه. قال النابغة:

تُشِيحُ على الفلاةِ فتَعْتَلِيهـا


بِبَوْعِ القَدْرِ إذ قَلِقَ الوَضِينُ

أي: تُدِيمُ السَّير، والبَوْع: المداومة، وناقة شيحانة مداومة في الرّسل. قال الحطيئة: شَيْحانَةً خُلِقَتْ خَلْقَ المصاعيب والشَّيْحانُ: الطَّويلُ.

شحى:

شحَى فلان فاه شَحْياً، واللجام يَشْحَى فم الفرس شحياً. قال:

كأنّ فاها واللِّجام شاحِيَه

ويقال: أقبلت الخيل شَواحيَ وشاحِياتٍ. أي: فاتحاتٍ أفواهَها.

باب الحاء والضاد و وايء معهما

ح ض ء، ض ح و، و ض ح، ح و ض، ح ي ض، ض ي ح مستعملات

حضأ:

يقال: حَضَأْتُ النّارَ إذا سَخَيْتُ عنها لتلتهبَ. قال:

باتت همومي في الصّدر تَحْضَؤُها


طَمْحاتُ دهرٍ ما كنتُ أَدْرَؤُهـا

ضحو:

الضَّحْوُ: ارتفاعُ النّهار، والضُّحى: فويق ذلك، والضّحاء- ممدود- إذا امتدّ النّهار، وكَرَب أن ينتصف. وضَحِيَ الرّجلُ ضَحًى: أصابه حرُّ الشّمس. قال الله تعالى: "لا تَظْمأ فيها ولا تَضْحَى"، أي: لا يؤذيك حرُّ الشّمس. وقد تُسَمَّى الشّمس: الضّحاء- ممدود-. وتقول: اضْحَ، أي: ابرُزْ للشمس. ضحا يضحو ضُحُوّا وضَحِيَ يَضْحَى ضَحًى وضُحِيّاً.

وضَحِّ الأُضْحِية، وأَضْحِ بصلاة الضُّحَى إضحاءً، أي: أخّرها إلى ارتفاع الضُّحَى.

وهَلُمَّ نتضحَى، أي: نتغدّى.

وتَضَحَّتِ الإبِلُ: أخذت في الرّعي من أوّل النّهار، وتعشّت: رَعَتْ باللّيل. يقال: ضَحْها وعَشِها.

والضّاحية من كلّ بلدةٍ: ناحيتها البارزة والجوّ باطنها، يقال: هؤلاء ينزلون الباطنة، وهؤلاء ينزلون الضّواحي.

والمضحاة: التي لا تكاد الشّمس تغيب عنها. ويقال: فعلتُ ذلك الأمرَ ضاحيةً، أي: ظاهراً بيّناً، قال:

لقد أتانا ورود النّار ضاحية


حقاً يقيناً ولمّا يأتنا الصَّدَر

وضواحي الحوض: نواحيه. قال:

بعشّات الفروع ولا ضواحي

أي: نواحي.

والضَّحيّة: الأُضْحية، والجميع: الضّحايا والأضاحي، وهي الشّاة يُضَحَّى بها يوم الأَضْحَى بمِنًى وغيره. والعرب تؤنّث الأضحى. وليلةُ إضْحيِانَةٌ ويومٌ إضحيانٌ مُضِيءٌ لا غيمَ فيه.

?وضح:

الوَضَحُ: بياضُ الصُّبْحِ وبياضُ البَرَصِ، وبياضُ الغُرّة والتّحجيل في القوائم ونحوه. وإذا كان بياضٌ غالبٌ في ألوان الشاة وفشا في الصّدر والظّهر والوَجه يقال إنه توضيحٌ شديد، وقد توضّح.. وأوضَحْتُ الأمرَ فوَضَحَ، ووضّحتُه فتوضَّح.

والواضحةُ: الطّريقُ المسلوكُ. والواضحةُ الأسنان التي تبدو عندَ الضَّحِك.

وتقول: إستْوْضِحْ عن هذا الأمر، أي: ابحَثْ عنه. واستَوْضحتُ الشيء: وضعت يدي على عيني أنظر هل أراه.

ورجلٌ وضّاحٌ: أي: أبيض حسن الوجه بسّام.

والمُوضِحة: الشّجّةُ التي تَصِلُ إلى العظام.. وبه شجّات أَوْضَحَتْ عن العظام، أي: بدَتْ عنها. وإذا اجتمعت الكواكبُ الخُنَّس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِيّتَ الوُضَّحَ.

والوَضَحُ: حلي من فضّة، وجمعُه أَوْضاح.

تُوضِح: موضع.

?حوض:

الحَوْضُ معروف، والجميع: الحيِاضُ والأَحْواضُ. والفعل: التَّحْويض. واستَحْوَضَ الماء: أي: اتخّذ لنفسِه حَوْضاً، وحَوَّضْتُ حَوْضا، أي: اتَّخذْته.

حَوْضَى: مقصور: اسم موضع.

?حيض:

الحَيْضُ معروفٌ، والمَرَّةُ الواحدةُ: الحَيْضَةُ، والاسم: الحيِضَةُ، وجمعها: الحيِضُ. والحيِضاتُ: جماعة، والفعل: حاضَتِ المرأة تَحِيضُ حَيْضاً ومَحْيضاً، فالمَحِيضُ يكونُ اسماً ومصدراً، والنّساء: حُيَّض. الواحدة: حائض، والمُسْتَحاضة: التّي غلب عليها الدم فلا يرقأ.

?ضيح:

الضيَّاحُ: اللَّبَنُ الخاثِر يُصَبُّ فيه الماء، ثمّ يُجْدَحُ. يقال: ضَيَّحْتُهُ فَتَضَيَّح. ولا يُسَمَّى ضَياحاً إلاّ اللَّبَنُ. وتَضَيُّحُهُ: تَزَيُّده يقال: الرّيحُ والضيح والضِيّحُ: تَقويةٌ لِلَفظِ الرّيح، فإذا أُفْردَ فليس له مَعنى:

==== ?باب الحاء والصاد و واي معهما ====

ح س ى، ص ح و، ح و ص، ح ي ص، ص و ح، ص ي ح مستعملات

?حصى:

الحَصَى: صغارُ الحجارة، وثلاث حَصَياتٍ، والواحدة: حَصاةٌ.

والحَصَى: العددُ الكثير شُبِه بحَصَى الحَجارة لِكَثْرتها. قال الأعشى:

فلَسْتَ بالأكْثَرِ منهم حَصًى


وإنِّا العِزّةُ لـلـكـاثِـرِ

وحصاة الرّجلِ: رزانُته، وحصاةُ اللسان: ذرابته. قال:

وإنّ لسانَ المرءِ ما لم يكنْ له


حصاةٌ، على عَوْراتِه لَدلـيلُ

ويقال: حصاةُ العقلِ، لأن المرء يُحصي بها على نفسه، فيعلم ما يأتي وما يَذَر، وناسٌ يقولون: أصاة. وفي الحديث: وهل يُكَبُّ الناس على مناخرهم في جهنَّمَ إلاّ حصا ألسنتهم ويقال: حصائد. ويقال لكلّ قطعة من المسك: حصاة.

والحَصاةُ: داءٌ يقعُ في المثانة، يَخْثُرُ البَوْل فيشتَدُّ حتّى يصيرَ كالحصاة. حُصِيَ الرّجلُ فهو مَحْصِيٌّ.

والإِحصاء: إحاطة العلم باستقصاء العدد.

?صحو:

الصَّحْوُ: ذَهاب الغَيْم، تقول: السّماء صحوٌ، واليوم يومٌ صحوٌ، وأَصْحَتِ السّماء فهي مُصْحيةٌ ويومٌ مُصْحٍ.

والصْحوُ: ذَهابُ السُّكْر وترك الصِبّاَ والباطل، صحا الرَّجُلُ، وصحا قلبُهُ يَصْحُو. قال:

صحا القلبُ عن سَلْمَى وأقصر باطله


وعُرِيَ أفراس الصّبا ورواحـلـه

والمِصْحاةُ: جامٌ يُشْرَب فيه بوزن مِفْعَلة. قال:

إذا صُبّ في المِصحاة خالط بقّما

?حوص:

الحَوَص: ضيِقٌ في إحدى العينين دون الأخرى. ورجلٌ أحوصُ، وامرأة حَوْصاءُ.

??حيص:

الحَيْصُ: الحَيْدُ عن الشّيء، والمَحِيص: المَحيِد. يقال: هو يَحيص عنّي، أي: يحيد وهو يُحايصني، ومالك من هذا الأمر مَحِيص، أي: مَحِيد. قال:

حاصوا بها عن قصدهم مَحاصا

أي: مَحادا.

وحَيْصَ بَيْصَ: يُنصبان، يُتكلَّم به عند اختلاط الأمر تقول: لا تزال تأتينا بَحْيصَ بَيْصَ.

قال الشاعر:

قد كنتُ قـبـلَ الـيومِ فـي راحةٍ


واليوم قد أصبحت في حَيْصَ بَيْصْ

أي: فيما لا أقدر على الخروج منه، أي: في ضيق، وأصل الحيص: الضيّق.

صوح:

التصوُّح: تَشَقُّقُ الشَّعر وتناثره، وربّما صَوَّحَهُ الجُفوف.

وصَوَّحتِ الرّيحُ البَقْل فتصوّح إذا أصابته عاهة فَيَبِس.

والصُّوّاحَة، على فُعّالة من تشقّق الصوف إذا تَصَوّح. وانصاح الثّوب: تَشَقَّق من قِبَلِ نَفْسِه.

صيح:

تَصَيَّح الخشب ونحوه إذا تصدّع، قال:

ويومٍ من الجَوْزاء مُوتَقِد الحَصَى


تكادُ صيَاصِي العِينِ منه تَصَيَّحُ

أي: تَشَقَّقُ.. والصيَّحْة: العذاب. وصَيْحةُ الغارة، صيحة الحيّ إذا فوجئوا بها.

والصائحة: صيحةُ المَناحَةِ، ويقال: ما ينتظرون إلاّ مثل صَيْحَةِ الحُبْلَى، أي: سُوءاً يعاجلهم. والصّياح، الصّوتُ الشّديد. صاح صَيْحةً وصياحاً.

والصَّيْحانيُّ: ضَرْبٌ من التَّمْرِ أَسْودُ، صُلْبُ المَمْضَغَة، شديدُ الحَلاوة.

باب الحاء والسين و واي معهما

ح س و، ح س ي، ح و س، س ح و، س ح ي، س و ح، س ي ح، ح ي س مستعملات

حسو:

الحَساءُ- ممدود- اسمُ ما يُحْسَى. والفعل: حَسا يَحْسُو حَسْوا.

والحُسْوةُ: مِلْءُ الفَمِ. يقال: اتَّخذوا له حَسِيَّة على فعلية، والحُسْوَةُ: الشيء القليل منه.

حسي:

الحِسْيُ: موضعٌ سهْلٌ يَسْتَنْقِعُ فيه الماء، ولا يلبث أن يْنْضَبَ، وجمُعُه: أحساء.

وربّما حفر فنَبَعَ الماءُ بالقُرب منه. تقول: احتسينا حِسْياً أي: احتفرناه.

وذو حُسْى: موضع.

حوس:

الحَوْسُ: انتشار الغارة والقتل، والتّحرّك فيه. حُسْتُهُ، أي: خالطتُه ووطِئتُه. قال:

يَحُوسُ قبيلةً ويُبيرُ أخرى

والدَّوْس مثله.. والتَّحَوُّسُ: الإِقامة كأنّه يريد سَفَراً ولا يَتَهيّأ له لاشتغاله بالشيء بعد الشّيء. قال:

سِرْ قد أنَى لَكَ أّيُّها المُتَحوِّسُ


فالدّارُ قد كادَتْ لعهدك تدرُسُ

والأَحْوَسُ: الجريء الذي لا يَهولُه شيء. تقول: حاس يَحوس حَوْساً. قال:

أُحُوسُ في الظَلْماء بالرُّمحِ الخَطِل

ورجُلٌ حَوّاسٌ عَوّاسٌ: طَلاّبٌ باللّيل.

سحو:

سَحَوتُ الطين بالمِسْحاةِ عن الأرض أسْحُو وأَسْحَى وأَسْحِي ثلاث لغات، سَحْواً وسَحْياً.

==== سحي: ====

وكذلك سَحْوُ الشّحْم عن الإهاب. وما يَنْقَشِر منه فهو سِحاءةٌ نحو سِحاءةِ النَّواةِ وسِحاءة القرطاس. وسَحَّيت الكتاب تَسْحِيَةً لشدّه بالسّحِاءة ويقال: بالسّحاية- لغتان.

وفي السّماء سِحاءَةٌ من سَحابٍ أي: غيمٌ رقيق وسمَّى رؤبةُ سنابكَ الحُمُرِ مَساحِيَ، لأنّها تُسْحَى بها الأرض، قال:

سوَّى مساحيهنَّ تقطيطَ الحُقَقْ

ورجلٌ أُسْحُوانٌ: كثيرُ الأكْل. والأُسْحِيَّةُ: كلّ قِشْرةٍ تكون على مضائغ اللّحم من الجِلْد.

والسَّحّاءُ بوزن فعّال: متّخذ المَساحِي، والسِّحايَةُ: حِرفتُهُ.

سوح:

سيح:

السّاحة: فضاءٌ يكونُ بين دُورِ الحيّ، والجمع: سُوحٌ وساحات، وتصغيرها سُوَيْحة.

والسَّيْح: الماء الظاهر على وجه الأرض، جارياً يَسيحُ سَيْحاً، وماء سَيْح وغَيْلٌ إذا جَرَى على وَجْه الأرضِ، وجمعُهُ: سُيُوحٌ وأسْياحُ.

والسّيِاحةُ: الذَّهابُ في الأرضِ للعِبادِة، وسياحة هذه الأمّة الصّيام ولزوم المساجد.

والسَّيْحُ: ضربٌ من البُرود، ويقال: بُرْدٌ مُسَيَّح، أي: مُخَطَّط.

وفي الحديث: أولئكَ أئمّةُ الهُدَى ليسوا بالمَساييحِ أي: الذين يسيحون في الأرض بالنميمة والشّرّ.

حيس:

الحيسُ: خلْطُ الأَقِط بالتّمر، يُعْجَنُ كالخميرة. حِسْتُه حَيْساً، وحيَّسْتُه تَحْيِيساً.

ويقال للرّجل إذا أَحْدَقَتْ به الإماءُ: مَحْيوس، وذلك أنّه يُشَبّهُ بالحيس. قال:

وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدُبُ

باب الحاء والزاي و وايء معهما

ح ز و، ح ز ي، ح ز ء، ح و ز، ح ي ز، ز ي ح، ء ز ح مستعملات

حزو:

حَزْوَى: مَوْضِعٌ بالباديةِ.

حزي:

الحازي: الكاهنُ: تقول: حزا يَحْزُو، وحَزَى يَحْزِي ويَتَحزَّى. وأنكر الضرير: تحزَّى تَحَزِيّا. قال:

ومن تَحَزَّى عاطساً أو طرقا

والحَزَى- مقصور- نباتٌ شِبْهُ الكَرفْسَ. من أحرار البقول، ولِريِحِهِ خَمْطَةٌ، تزعم العَرَبُ أنّ الجِنَّ لا تدخل بيتا فيه الحَزَى. والواحدة: حَزاةٌ.

حزأ:

حزأتُ الإِبِلَ أَحْزَؤهُا، أي: ضَمَمْتُها وسُقْتُها. واحْزَوْزأَتِ الإبِلُ: اجتمعت. واحْزَوْزَأ الطائر: ضمَّ جناحَيْه وتَجافَى عن بَيْضه. قال:

مُحْزَوْزِئين الزِّفَّ عن مَكَوَيْهِما

وقال رؤبةُ فَلمْ يَهْمِزْ:

والسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ به احْزِيزاؤُهُ

حوز:

الحَوْزُ: السَّيْرُ اللّيّنُ، والحَوْزُ: موضع يَحْوزُه الرّجلُ يتّخِذُ حوالَيْهِ مسنّاة. وجمعُهُ: أحواز. وكلّ شيءٍ ضَمَمْتَ إليك فقد حُزْتَهُ وآحتزته.

وحَوْزُ الرَّجُلِ: طبيعتُه من خيرٍ أو شرّ.

وتحوَّز الرّجلُ إذا لم يستقرَّ على الأرض، والاسم: التَّحَوُّزُ، ومنه قوله تعالى: "أو متحّيزاً إلى فئة". أي: مُتّنحياً.

والَأْحَوِزّي: السائقُ الحَسَنُ السّياقِة، وفيه بعضُ النّفارِ. قال:

يَحُوزُهُنّ ولَهُ حُوزِيٌّ

والحَوْزُ: النّكاحُ. قال:

تقول لمّا حازّها حَوْزَ المَطِي

وفي الحديث: فما تحَوَزَّ َعن فِراشِه أي: ما تنحّى عنه. قال الشاعر:

تَحَوَّزُ عنّي خَشيةً أنْ أُضـيفَـهـا


كما آنحازَتِ الأَفْعَى مَخافةَ ضاربِ

حيز:

حَيِّزُ الدار: ما انضمّ إليها من المرافِق والمنافِع. وكلّ ناحيةٍ حَيِّزٌ على حِدَةٍ، بتَشديدِ الياءِ. وجمعُه: أَحْيازٌ، وكان قياسُه أن يكون أحوازاً، كميّتٍ وأموات، ولكنّهم فرّقوا بينهما كراهةَ الالتباس. والتّحيّز في الحَرْب: أن ينضمّ قومٌ إلى قومٍ.

وانحازوا: تركوا مَرْكَزَهُم ومعركَة قتالِهم، ومالوا إلى مَوضعٍ آخرَ.

زيح:

الزّيْحُ: ذهاب شيء، تقول: أَزَحْتُ علّتَهُ فزاحتْ تزيحُ زَيْحاً. قال الأعشى:

هَنَأْنا فلم نَمْنُنْ عليها فأصبحت


رَخيّةَ بالٍ قد أَزَحْنا هُزالهـا

أزح:

أَزَحَ يأْزِحُ أُزوحاً إذا تخلّف.

باب الحاء والطاء و وايء معهما

ح ط ء، ح و ط، ط ح و، ط و ح، ط ي ح، و ط ح مستعملات

حطأ:

الحطأُ- مهموز- شدّة الصرع. تقول: احتمله فحَطَأَ به الأرض. وحطأتُ رأسَهُ بيدي حطأة، وهو شدّة القَفْدِ براحتك. قال:

وإن حَطَأْتُ كَتِفَيْهِ ذَرْمَلا

حوط:

حاط يَحُوطُ حَوْطاً وحِياطةً. والحمارُ يَحُوطُ عانتَهُ: يَجْمَعُها، والاسم: الحِيطة: يقال: حاطَهُ حيِطةً إذا تعاهده.

واحتاطت الخيلُ بفلان وأحاطت به، أي: أحدقت.

وكلُّ من أَحْرَزَ شيئاً كلَّه، وبلغ عِلْمُه أقصاه فقد أحاط به يقال: هذا أمرٌ ما أَحَطْتُ به علما.

وسُمّيَ الحائِطُ، لأنّه يَحُوط ما فيه. وتقول: حَوَّطتُ حائِطاً.

والحِواطُ: حضيرةٌ تُتَّخذ للطّعام، والشّيءُ يُقْلَع عنه سريعاً. قال:

إنّا وجدنا عُرُسَ الحَنَّاِط


مذمومةً لئيمةَ الحِواطِ

ويُروَى: لئيمة الحُوّاط.

والحُوّاطُ: هم الّذين يحوطونها يمنعون من ذلك.

وجماعةُ الحائِط: حيِطانٌ.

طحو:

الطَّحْوُ: شِبْهُ الدَّحْوِ، وهو البَسْطُ وفيه لغتان: طحا يَطْحُو وطَحَى يَطْحَى.

وطَحا بك همُّك، أي: ذهَبَ بك في مَذهبٍ بعيد، وهو يَطْحَى بك طَحْياً وطَحْواً. قال:

طحابك قلبٌ للحِسانِ طروب

والطُّحِيُّ من النّاس: الرُّذَّال. والقومُ يَطْحَى بعضُهم بعضاً، أي: يدفَع.

وسألتُ أبا الدُّقَيْش عن المُدَوّمِة الطّواحى. فقال: هنّ النّسور تستدير حوالي القَتْلَى.

طوح:

طيح:

الطّائحُ: الهالِكُ، أو المُشْرفُ على الهَلاكِ. وكلُّ شَيءٍ ذهب وفَنِيَ فقد طاح يَطيحُ طَيْحاً وطَوْحاً- لغتان- والطَّيْح: الهلاك.

وطوَّحْتُ به: حَمَلْتُه على رُكوبِ مَفازةٍ يُخافُ هلاكُه فيها. قال أبو النجم:

يُطوّحُ الهادي به تطويحا

وقال ذو الرمة:

ونَشوانَ من كأس النُّعاس كأنّه


بحبلَيْنِ في مَشْطُونةٍ يتطوَّحُ

أي: يَجيءُ ويَذهبُ في الهواء. طوَّح الرّجل بثوبه إذا رمَى به في مَهْلَكة. وطيّح به مثله.

وطح:

الوَطْحُ: ما تعلَّق بالأَظْلاف ومَخالب الطّير من العُرَّةِ والطّين ونحوه. الواحدة: وَطْحة مجزومة الطّاء.

باب الحاء والدال و واي معهما

حدأ، حدو، حيد، دحو، دحي، دوح، وحد، مستعملات

حدأ:

الحِدَأَة: طائر يَصيدُ الجِرْذَان، ويقال إنّها كانت تَصيدُ لسليمان بن داود وكانت أصيدَ الطير، فانقطع عنه الصيد لدعوة سليمان: "ربّ اغفِرْ لي وهَبْ لي ملكا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي". قال العجاج:

كأنَّهُنَّ الحِدأُ الأُوِيُّ

والحَدَأُ، مهموز مقصور بفتح الحاء شِبْهُ فَأْسٍ تُنْفَرُ به الحِجارة مُحَدَّد الطَّرَف. قال الشماخ:

يُباكِرْنَ العِضاهَ بمُقَنعاتٍ


نواجِذُهُنَّ كالحَدأَ الوقيعِ

حدو:

حَدا يحدو حَدْوا، وأعرفه حُداءً- ممدود- إذا رَجَز الحادي خلف الإبل، وحَدَا يَحْدُو حَدْواً، إذا َتِبع شيئاً. ويقال للحمار: حادي ثلاث وحادي ثمانٍ إذا قدّم أمامه عدّةً مِنْ أُتُنه.

وتقول للسّهم إذا مَضَى: حدا الرِّيشَ.

والحُدَيَّا من التحدّي: يقال: فلانْ يَتَحَدَّى فلاناً أي: يُباريه وينازعُهُ الغَلَبَةَ. يقول: أنا حُدَيّاك بهذا الأمر، أي: ابرزلي، وجارِني. قال:

حُدَيّا الناس كلّهم جميعا

حيد:

الحَيْدُ: ما شخص من الرّأْسِ والجَبَلِ واعْوَجَّ. وكلّ ما اشتدَّ اعوجاجه من ضِلَعٍ أو عظم فهو: حَيْدٌ، وجمعُهُ: حُيُودٌ.

والرَّجلُ يَحِيدُ عن الشيء حيداً وحَيَداناً وحَيْدُوةً إذا صدّ عنه خوفاً وأنفة، ومالك عنه مَحِيدٌ، قال الشاعر:

يَحيدُ حذارَ الموتِ عن كلّ روعة


فلا بدّ من موتٍ إذا كان أو قَتْلِ

دحو:

دحي:

المِدْحَاُة خَشَبَة يَدْحَى بها الصبيّ، فتَمُرُّ على وجْهِ الأرضِ، لا تأتي على شيء إلاّ آجْتَحَفَتْهُ. ومَطَرٌ داحٍ يَدْحَى الحَصَى عن وجه الأرض. والدَّحْوُ: البَسْطُ.

والأُدْحِيُّ: سرب النعان، ومَوضِعُه الّذي يبيض فيه ويفرخ. والأُدْحِيُّ: منزل في السّماء بين النّعائم وسَعِدٍ الذَّابح، يُقالُ له: البَلْدَة.

دوح:

الدَّوْحُ: الشَّجَرُ العِظام، الواحدة: دَوْحَة.

وحد:

الوَحَدُ: المُنْفَرِدُ. رجلٌ وَحَدٌ، وثورٌ وَحَدٌ. وتفسير الرّجلِ الوَحِد: الذي لا يُعْرَفُ له أَصْلٌ. قال:

بذي الليل على مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ

والوَحْدُ- خفيفٌ-: حِدَةُ كل شيءٍ.

والوَحْدُ: منصوب في كلّ شيء لأنّه يَجري مَجْرَى المصدر خارجاً من الوَصْف، ليس بنعتٍ فيتَبعُ الاسْمَ. وليس بخبرٍ فيُقْصَدَ إليه دون ما أضيف إليه، فكان النّصب أولى به، إلاّ أنّ العربَ قد أضافتْ إليه، فقالت: هو نَسِيجُ وَحْدِه، وهما نسيجا وَحْدِهما، وهم نُسَجاءُ وَحْدِهِمْ، وهي نسيجةُ وَحْدِها، وهنّ نَسائجُ وَحْدِهِنَّ: وهو الرّجل المصيب الرأي. وكذلك قريعُ وَحْدِهِ وكذلك صَرْفُه، وهو الذي لا يقارعه في الفضل أحد.

ووَحَدَ الشَّيْءُ فهو يَحِدُ حِدَةً، وكل شيء على حدةٍ بائنٌ من آخر. يقال: ذلك على حِدَتِه وهما على حِدَتِهما، وهم على حِدَتهم، والرّجلُ الوحيد ذو الوَحْدَة، وهو المنفرد لا أنيس معه، وقد وَحُدَ يَوْحُدُ وحَادَةً وَوَحْدَةً ووَحَداً.

والتَّوْحِيدُ: الإيمانُ بالله وحدَهُ لا شَريكَ له، واللهُ الواحدُ الأحَدُ ذو التَّوَحُّدِ والوَحْدانيّةِ. والواحدُ: أوّلُ عَدَدٍ منَ الحِسابِ. تقولُ في ابتداء العدد: واحد، اثنان، ثلاثة إلى عَشَرَة. وإن شئت قلت: أَحَد، اثنان، ثلاثة، وفي التّأنيث: واحدة وإحدى. ولا يقال غير أحد، وإحدى في أَحَدَ عَشَرَ، وإحدَى عَشْرَةَ. ويقال: واحدٌ وعشرون، وواحدة وعشرون، فإذا حملوا الأَحَدَ على الفاعل أجري مُجْرى الثّاني والثالث، وقالوا: هذا حاديَ عَشَرهم، وثاني عَشَرهم وهذه الليلةُ الحاديةَ عَشْرَةَ واليومُ الحادي عَشَرَ. وهذا مَقْلوبٌ كجَذَبَ وجَبَذَ.

والوُحْدانُ: جماعةُ الواحِدِ.

وتقول: هو أَحَدُهُم، وهي إحداهُنّ، فإذا كانت امرأةٌ مع رِجال لم يستقم أن تقولَ: إحداهم، ولا أحدهم، إلا أن تقولَ: هي كأَحَدِهم، أو هي واحدة منهم.

وتقول: الجلوس والقعود واحد، وأصحابك وأصحابي واحد.

والمَوْحَد كالمَثْنَى والمَثْلَث، تقول: جاءوا مَثْنَى ومَثْلَثَ ومَوْحَد، وجاءوا ثُناءَ وثُلاثَ وأحادَ. والميحادُ كالمِعْشارِ، وهو جُزءٌ واحد، كما أنّ المِعْشارَ عُشْرٌ.

والمَواحيدُ: جماعة الميحاد، ولو رأَيت أَكَماتٍ مُنْفَرداتٍ كلّ واحدةٍ بائنةٌ عن الأُخرَى كانت ميحاداً أو مواحيد.

وتقول: ذاك أمرٌ لستُ فيه بأوحدَ، أي: لستُ على حِدَةٍ. والحدة أصلها الواو.

باب الحاء والتاء و واي معهما

ح ت و، ح و ت، و ت ح، ت ي ح مستعملات

حتو:

الحَتْوُ: كَفُّك هُدْبَ الكِساء ملزقاً به.

حَتَوْتُه أحتوه حتواً، وفي لغة حتأته حَتْأً.

والحَتِيُّ: سَوِيقُ المُقْلِ.

حوت:

الحُوتُ: معروفٌ. والجميع: الحِيتانُ وهو السَّمَكُ.

والحُوتُ: بُرجٌ من الاثني عشر، وهو آخرها.

والحَوْتُ، والحَوَتانُ: حَوَمانُ الطائر حولَ الماءِ، وحَوَمانُ الوَحْشِيّةِ حول شيء.

قال طرفة:

ما كنت مجدوداً إذا غدوتُ

وما رأيت مثل ما لَقِيتُ

لطائِرٍ ظلّ بنا يَحُوتُ

ينصبّ في اللَّوْح فما يفوتُ

يكادُ من رهبتِنا يموتُ

وتح:

الوَتْحُ: القليلُ من كلّ شيء. يقال: أعطاني عَطاءً وَتْحاً، وقد وَتَحَ عطاءَه وأوتَحه. ووَتُحَ عطاؤه وَتاحَةً وتِحَةً.

تيح:

تقول: وقع فلان في مَهْلَكَةٍ فتاحَ له رجلٌ فأَنْقَذه، وأَتاحَ اللهُ له من أَنْقَذه. قال:

تاحَ لها بَعُدك حِنْزابٌ وَأَي

وقال: ما هاج مِتْياح الهوى المُتَاحِ وأتيح له الشَيْءُ، أي: هيّء له.

ورجلُ مِتْيَحٌ: لا يزال يقع في بَليّة. وقلبٌ مِتْيَح، قال الراعي:

أفي أَثَرِ الأظْعانِ عينُك تَلْمَحُ


نعم: لاتَ هَنَّا إنّ قَلْبَك مِتْيَحُ

باب الحاء والظاء و واي معهما

ح ظ و، ح ظ ي يستعملان فقط

حظو:

حظي:

الحُظِوة: المكانةُ والمَنْزِلة من ذي سلطان، ونحوه.

وتقول: حَظِيَ عنده يَحْظَى حِظْوَة.

والحَظْوةُ: السّهم الصّغير الذي ليس له نصل، وجمعُه: حَظَواتٌ وحِظاءٌ.

باب الحاء والذال و واي معهما

ح ذ و، ح و ذ، ح ذ ي، و ذ ح مستعملات.

حذو:

حَذَوْتُ له نَعْلاً، إذا قَطَعْتها على مثال. واحتذأته واحتذيت على مثاله، أي: اقتديت به. وحاذَيْتُه: صِرْت بحِذائه.

حوذ:

حاذ يَحُوذ حَوْذاً، أي حاط يَحُوط حَوْطا. والحاذ: شجرٌ عظام، الواحدة: حاذة.

واسْتَحْوَذَ عليه الشيطان، واستحاذ- لغة، أي: غلب عليه.

ورجلٌ أَحْوَذِيٌّ، وأَحْوَزِيٌّ، أي: نسيج وَحْدِهِ. وأَحْوَذَ ثوبه إليه: أي: ضمّه.

قال لبيد:

إذا آجتمعَتْ وأَحْوَذَ جانبيها


وأَوْرَدَها على عُوجٍ طِوالِ

حذي:

الحُذَيَّا: هديّة البشارة. وأَحْذَيْتُه: أعطيته.

وحَذيَ هذا الشيءُ اللسانَ يَحْذِيه إذا كان من لبنٍ قارصٍ، أو نبيذٍ يَقرص اللسان.

وذح:

الوَذَحُ: ما يتعلّق بأَصوافِ الغَنَم من البَعْر.

باب الحاء والثاء و واي معهما

ح ث ي، ح ي ث، ح و ث مستعملات

حثي:

حَثى في وجهه التراب يَحْثِي حَثْياً.

حيث:

حوث:

للعرب في حيث لغتان واللغة العالية: حَيْثُ، الثاء مضمومة وهو أداة للرّفع يرفع الاسم بعده، ولغةٌ أخرى: حوث رواية عن العرب لبني تميم. قال:

ولكـن قـذاهـا واحـد لا تـريده


أتتنا بها الغيطان من حوث لا ندري

باب الحاء والراء و واي معهما

ح ر و، ح ر ي، ح و ر، ح ي ر، ر ح ا، و ح ر، ر و ح، ر ي ح مستعملات

حرو:

الحَراوَةُ: نحو طَعْمِ الخَرْدَلِ وشِبْهِهِ. ويقال: لهذا الكُحل حَرَاوةٌ ومَضاضةٌ في العين.

حرى:

الحَرْيُ: النُّقصانُ بعد الزّيادة. والقمر يَحْري الأول فالأول حتّى ينقص، حَرْياً.

والحَرَى- مقصور-: موضع البيض، وهو الأُفْحُوص والأُدْحِيُّ. قال:

بيضةٌ زادَ هَيْقُها عن حَراها


كلَّ طارٍ عليه أنْ يَطْراها

والحَرَى أيضاً: كلُّ مَوْضِعٍ للظّباء تأوِي إليه.

والحَرَى: الجَدَارة. تقول: هو حَرِيٌّ: أي: خليقٌ. وهو حرٍ وبالحَرَى وحَرىً أن يكون كذاك،؛ وما أحراه وأَحْرِ به أن يكون كذا.

وفلان يَتَحَرَّى مسرّتي، ويَتَحرَّى بكلامه وأمره الصّوابَ.

وحِراءُ- ممدود-: جبل بمكّة معروف. قال الشاعر:

تفرّج عنّا الهمّ لمّا بـدالـنـا


حِراءٌ كرأسِ الفارسيِّ المتوَّجِ

والحِرُ: يجمع على الأحراح. رجلٌ حَرِحٌ: مُولَعٌ بالأحراحِ. وحَرِحَ الرجل أُولِعَ

حور:

الحَوْرُ: الرُّجوعُ إلى الشّيءِ وعَنْه. والغُصّةُ إذا انحدرتْ. ويقال: حارت تَحُور، وأَحَارَ صاحبها. وكلُّ شيءٍ تَغَيَّر من حالٍ إلى حال، فقد حار يَحُور حَوْراً، كقول لبيد:

وما المرءُ إلاّ كالشّهابِ وضَوْئِهِ


يَحُورُ رماداً بعد إذ هو ساطع

والمُحاورةُ: مُراجَعة الكلام. حاوَرتُ فلاناً في المنطق، وأَحَرْتُ إليه جوابا. وما أحار بكلمة، والاسم: الحَوِير، تقول: سمعت حَوِيرَهما وحوِارَهما.

والمَحْوَرةُ من المُحاوَرة، كالمَشْوَرة من المُشاوَرة، وهي مَفْعلة. قال الشاعر:

بحاجة ذي بثٍّ ومَحْـوَرَةٍ لـه


كَفَى رَجْعُها من قصّة المُتَكِلّمِ

وفي الحديث: نَعوذُ باللهِ من الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْر أي: النّقصان بعد الزّيادة، كقولهم: العنوق بعد النّوق، أي: بينا كنت في كَوْرِ الزّيادة إذا أنت تَحُور راجعا إلى النقصان.

ويقال: الحَوْر: ما تحت الكَوْر من العمامة، والحَوْرُ خشب يقال لها البيضاء.

والحُوارُ: الفصيل أوّل ما يُنْتَج، والجميع: الحِيران.

والحَوَرُ: الأديم المصبوغ بحمرة حَوَّرَتْهُ، وجَمْعُهُ: أحوار. قال:

فظلَّ يرشح مِسْكاً فوقَه عَلَقٌ


كأنّما قُدَّ في أثوابه الحَـوَرُ

وخُفٌّ مُحَوَّرٌ: إذا بُطِنَ بحَوَرٍ.

والحَوَرُ: شِدّةُ بياضِ العَيْن وشِدّةُ سَوادِها، ولا يُقال: آمرأة حَوْراء إلاّ لبيضاءَ مع حَوَرِها، والجميعُ: حُورٌ. وفي قراءة: وحِيرٌ عِينٌ.

والمِحْوَرُ: الحديدة الّتي يدور فيها لسانُ الإِبزِيم في طَرَف المِنْطَقة وغيرها، والحديدة التي تدور عليها البكرة يُقال لها: المِحْوَرةُ.

والمِحْوَرُ: الخَشَبةُ الّتي يُبْسَط بها العجين يُحَوَّرُ به الخبزُ تَحْويراً.

والحُوَّارَى: أَجْوَدُ الدَّقيق، يُقال: حَوَّرتُه تحويراً، أي: بَيَّضتُه وامرأةٌ حَوارِيَّة، أي: بيضاء حضريّة، ولا تكون بدويّة.

والحَوارِيُّونَ: الّذين كانوا مع عيسى عليه السّلام ينصرونه، وكانوا قصّارين، يقال: فعل الحواريّون كذا، ونصر الحواريون كذا، فلمّا جرى على ألسنة النّاس سُمّيَ كل ناصر حواريّاً.

حير:

يقال: حار بَصَرُهُ يَحارُ حَيْرَةً وحَيِراً، وذلك إذا نظرتَ إلى الشيءِ فَغَشِيَ بَصَرُك، وهو حَيْرانُ تائه، والجميع: حَيَارَى، وامرأة حَيْرَى. قال:

حَيْرانَ لا يُبْرِئُه من الحَيَرْ

والطّريق المُسْتَحير الّذي يأخذ في عُرْضِ مفازةٍ لا يُدْرَى أين مَنْفَذُه قال:

ضاحي الأخاديد ومُسْتَحـيرِهِ


في لاحبٍ يركبْنَ ضيفي نيره

والحائر: حوض يُسَيَّبُ إليه مَسيلُ الماء في الأمصار يُسمَّى هذا الاسم بالماء، وبالبصرة: حائر الحُجّاج، معروف يابسٌ لا ماء فيه، وأكثر الناس يُسمّونه: الحَيْر، كما يقال لعائشة: عَيْشة يستحسنون التخفيف وطرح الألف. قال العجاج.

سَقاهُ رَيّاً حائرٌ رَوِيُّ

وإنّما سُمّيَ حائراً، لأنّ الماء يتحيّر فيه يرجع أقصاه إلى أدناه.

واستحار الرّجل بمكانه إذا نزله أيّاما.

والحِيرة بجنب الكوفة، والنّسبة إليها: حاريّ كقولهم في النسبة إلى تَمْر: تَمْريّ، فأراد أن يقول: حَيْريّ فسكّنَ الياء فصارت ألفا.

والحارةُ: كلّ مَحَلَّة دنت من منازلهم، فهم أهل حارة.

قال أبو عمرو: أنشدتني امرأةٌ من حمير وهي تُرقّص ابناً لها:

يا ربّنا من سرّه أنْ يَكْبَـرا


فَهَبْ له أهلاً وما لا حِيرَا

والحِيَرُ: الكثير من الأهل والمال.

والمَحارةُ: الصَّدَفُ.

رحى:

رحاً ورَحَيان، وثلاث أَرْحٍ، وأرحاء كثيرة، والأَرْحِيَةُ كأنّها جماعة الجماعة.

ورحى الحرب: حَوْمَتُها، ورحى الموت، ومَرْحَى الحرب. قال:

على الجُرْدِ شُبّاناً وشيباً كـأنَّـهـم


إذا كانتِ المرحى الحديدُ المجرّبُ

وقال:

النّاسُ في غَفَلاتِهِـمْ


ورَحَى المنيّةِ تَطْحَنُ

ويقال لفَراسِنِ الفيل: أَرْحاءٌ. قال حميد:

تحمل أرحاءً ثقالاً تصدمُ


من كلّ جانبٍ لهنَّ مَنْسِمُ

والأرحاءُ: الأضراس، الواحد: رحى.

ومَرْحَى الجمل: الموضع الذي دارت عليه رحى الحرب.

والمرحى: العجب. قال:

وقال ابنا أميمةَ يالَ بـكـرٍ


فقلت: أجهرة مَرْحَى كَبِيرُ

والرَّحَى: قطعةٌ من النّجف تعظُم من نحو ميلٍ مُشرفة على ما حولَها.

والرَّحَى: نبات تُسَمِّيه الفرس اسْبَانَخْ والرَّحَى: كِرْكِرةُ البعير.

وحر:

الوَحَرُ: وَغْرٌ في الصّدر من الغَيْظ والحِقْد. تقول: وَحِرَ صدره وَحَراً، وإنّه لَوَحِرِ الصّدر. والوَحَرُ: وَزَغَةٌ تكون في الصَّحارَى أصغر من العِظاية، وهي إلف سوامِّ أبرص خِلْقَةً.

وامرأة وَحِرة: أي: سوداء دميمة قصيرة.

روح:

الرُّوحُ: النَّفْسُ التي يحيا بها البدن. يقال: خرجت رُوحُهُ، أي: نَفْسُه، ويقال: خَرَجَ فيُذَكُّرُ، والجميعُ أرواحٌ.

والرُّوحانِيُّ من الخلق نحو الملائكة، وخُلِقَ رُوحاً بلا جسمٍ.

والرُّوحُ: جبرئيل عليه السّلام. وهو روح القدس ويُقال: الرّوح ملك يقوم وحده فيكون صفّا.

وإرْواحُ اللَّحم: تغيُّرُ ريحه.

والرّواحُ من لدن زوالِ الشَّمسِ إلى الليل. رحنا رواحاً، يعني السير والعمل بالعشيّ.

وتروّح القوم في معنى: راحوا. قال:

تَروّحْ بنا يا عمر وقد قصر العصر

والمَرَاحُ: الموضع الذي تروحُ إليه أو منه كالمَغْدَى من الغداة.

ويقال: ما لفلان في كذا من رَواحٍ، أي من راحة.

والإراحة: ردّ الإبِل بالعشيّ يُرمُحها، وفي لغة: يُهريحها، هَراحَها هراحةً، وقوله:

ما تَعِيفُ اليومَ في الطَّيْرِ الرَّوَحْ

أراد: الرَّوَحَة: كما تقول: الكَفَرَة والفَجَرَة، فطرح الهاء. والرَّوَحُ في هذا البيت: المُتَفَرِقةَ.

والمُراوَحةُ: عملان في عمل، يُعْمَلُ ذاك مرّة، وهذا مرّة. وتراوحته الأمطار، مرّة هذا، ومرّة هذا قال العجاج:

تراوحتْها رهم الرهـائم


وهضب السّارية الهمائم

ورجل أروح: في صدر قدمه ابساط. وبعيرٌ أروحُ، وقدم أَرْوَحُ وروحاء، وقد روح روحاً.

وقَصْعَةٌ رَوْحاءُ: قريبة القعر.

ريح:

الرّيح: ياؤها واو صُيِّرت ياء لانكسارِ ما قبلَها، وتصغيرها: رُوَيْحة، وجمعُها: رياح وأرواح.

وتقول: رِحْتَ منه رائحةً طيّبةً، أي: وجدتها. والرّائحة: ريحٌ طيّبة تجدها في النّسيم، تقول: لهذه البقلة رائحة طيّبة.

والرَّيِّحَةُ: نبات يَخْضَرُّ بعدها يَيْبَس ورقُه وأَعالي أَغْصانِه.

ويومٌ رَيِّحٌ طيّبٌ ذو رَوْحٍ، ويومٌ راحٌ ذو ريحٍ شديد، بني على قولك: كَبْشٌ صافٌ، أي: كثير الصّوف، قالوا ذلك على رُوحِ وصُوفٍ فلمّا خفّفوا استنامت الفتحة قبلها فصارت ألفاً، كما قالوا: قالٌ ومالٌ. ويقال: أرادوا الصّائف والرّائح، فطرحوا الهمزة تخفيفا. قال أبو ذؤيب:

وسَوَّدَ ماءُ المَردفاها فلَـونُـهـا


كلَوْنِ النَّوُورِ وهي أَدْماءُ سارُها

وكما خففوا الحائجة فقالوا: حاجة، ألا تراه جُمِعَ على الحوائج.

وأَرْوَحَ الماء وغيره، أي: تغيّر.

والرّاحةُ: وجدانُك رَوْحاً بعد مَشقّة، تقول: أَرْحْنِي إراحةً فأَسْتريح. قال الأعشى:

متى ما تُناخي عند باب ابن هاشم


تُرِيحي وتَلْقَيْ من فواضِلِـهِ يدا

والتّرويحهْ للصلاة سُمّيِتَ ْبه لاستراحةِ القومِ بينَ كلّ أَرْبِع رَكَعات.

والرّاح: جمعُ راحة الكفّ. والرّاحُ: الخَمْر. قال:

راح إلى الرّاح فلمّا انتشَى


راح به الرّاح إلى الرّاح

والرّياحةُ: أن يَرَاحَ الإنسانُ إلى الشّيء كأنّه ينشط إليه، وكذلك يرتاح، ويقال: فلان نزلتْ به بَليّةٌ فارتاح اللهُ له برحمةٍ فأنقذه. قال العجاج:

فارتاح ربّي وأراد رَحْمتي

أي: نظر إليّ ورحمني.

والأرْيَحِيُّ: الرّجل الواسع الخُلُقِ، البسيط إلى المعروف يرتاح لما طَلَبْتَ إليه، ويَرَاحُ قلبه سروراً به.

قال الشاعر:

أريحيٌّ صَلْتٌ يظَلُّ له القَوْ


مُ ركوداً قيامهم للهـلالِ

ويُقال لكلّ شيء واسع: أَرْيَحُ. قال:

ومَحْمِلٌ أَرْيَحُ حجّاجيُّ

والأَرْيَحيُّ مأخوذٌ من راحَ يَرَاحُ، كما يقال للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ: أَصْلَتيٌّ، وللمُجْتَنِب: أجنبيٌّ. والعربُ تَحمِلُ كثيراً من النَّعْتِ على أفعليّ، فيصير كأنّه نسبةٌ. قال:

ولقد أَغتدي يدافعُ ركني


أَجْوَليٌّ ذو مَيْعةٍ إضْرِيجُ

أي: جوّالٌ سريع العَرَق.

أَرِيحا: بلدة، والنّسِبْةُ إليها: أَرِيحيٌّ.

والرَّيْحان: اسم جامع للرياحين الطيّبة، والطّاقةُ الواحدة: ريحانة.

والرَّيْحانُ: الرّزق. والرَّيْحانُ: أطرافُ كلّ بَقْلةٍ طيّبة الرّيح إذا خرج عليه أوائل النَّوْر.

والاسترواح: التَّشَمُّم. والغصن يستروح إذا آهتزّ، والمَطَر يستروح الشجر، أي: يُحييِه.

قال:

يَستروِحُ العلم من أَمْسَى له بَصَرُ


وكان حيّاً كما يَسْتروحُ المطـرُ

باب الحاء واللام و وايء معهما

ح ل و، ح ل ء، ح ل ي، ل ح و، ل ح ي، ح و ل ل و ح، و ح ل، و ل ح مستعملات

حلو:

الحُلْوُ: كلّ ما في طَعْمِهِ حَلاوة، والحُلْوُ، والحُلْوَةُ من الرّجال والنّساء: من تَسْتَحليهِ العين، وقوم حُلْوون. والحَلْواءُ: اسم لما يؤكل من الطّعام مُعالجاً بحلاوة. ويُقالُ للفاكهة: حَلْواءُ. ويقال: حلا يَحْلُو حَلْواً وحُلْواناً، وقد احلَوْلَى.

وحلَّيْتُ السَّوِيق، ومن العرب من هَمَزَهُ فقال: حلأّتُ السَّويقَ، وهذا غلط.

وحلا في عيني يَحْلو حَلْواً، وحَلِيَ بصدري يَحْلَى حُلواناً.

ومن الحُلْوان وهو ما يُعطاه الكاهن ويجعل له على كهانته: حلا يَحْلو حُلْوانا، وهو أن تعطيه شيئاً على كهانته، وعلى أن يُزوّجه ذات محرم كالرِشوْةِ.

والحَلاوَى: ضَرْبٌ من النّبات يكون بالبادية، الواحدة: حلاوِيَةٌ بوزن رَباعِيَةٍ.

وحَلاَوةُ القفا: حاقُّ وَسَطِه.

والحِلْوُ: حَفٌّ صغيرٌ يُنْسَجُ به، وشبّه الشّماخ لسان الحمار به فقال:

قُوَيْرحُ أعـوامٍ كـأنّ لـسـانَـه


إذا صاح حِلْوٌ زلّ عن ظَهْر مِنْسَجِ

وحُلوان: كورة. وحُلوانُ المرأة: مَهْرُها. ويقال: بل كانت تُعطَى على متعتها بمكّة.

حلي:

والحَلْيُ: كلّ حِلْيةٍ حلَّيْتَ بهى امرأة أو سيفاً أو نحوه، والجميع: حُلِيّ.

وحَلِيَتِ المرأة- لغة- أي: لَبِسَتْهُ.

والحَلْيُ للمرأ وما سواها، فلا يقال إلاّ حِلْيَةٌ للسيف ونحوه.

والحِلْيةُ: تَحْلِيَتُك وجه الرّجل إذا وصفته.

ويقال: حَلِيَ منه بخير يَحْلَى حَلًى- مقصور- إذا أصاب خيراً.

والحَلِيُّ: يبيس النَّصِيّ وكلّ نباتٍ يُشْبِهُ نَباتَ الزَّرْعِ. قال:

نَحْنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِـيَّ


ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والحَلِيِّ

ويُقال: ما أَحْلَى فلانٌ ولا أَمَرَّ، أي: ما تَكلَّم بحُلو ولا مُرٍّ. وامرأة حاليةٌ ومتحلّية.

حلأ:

الحُلاءة بوزن فُعالة: حُكاكةُ حَجَرين يُحَكُّ أحدهما بالآخر، تكحل بها العين.

حَلَأْته حَلْءاً- مجزوم مهموز- إذا كحلته بها.

وحلأتُ الإِبلَ: حبستها عن الوِرْدِ. وحلأتُ الأديمَ: قَشَرْتُ عنه التَّحْلِيَء، والتَّحليءُ: القشر الذي على وجه الأديم مما يلي منبِتَ الشَّعر.

لحى:

اللَّحيان: العظمان اللذان فيهما منابت الأسنان من كلّ ذي لَحْيٍ، والجميع: أَلْحٍ واللِّحا- مقصور- واللِّحاُء- ممدود: ما على العصا من قشرها.

والْتَحَيْتُ اللِّحاء، ولَحَيْتُهُ الْتِحاءً ولَحْياً إذا أخذت قشره.

واللُّحَى- مقصور، جمعُ اللِّحية وفي لغة: اللِّحَى. وتلحّيتُ العمامةَ: جعلتُها تحَت الحَنَكِ.

ورجلٌ لِحيِانيّ: طويلُ اللِّحيةِ. وبنو لحيان: حيٌّ من هَذَيل.

واللِّحاء والمُلاحاةُ: الملامة، كالسَّباب بينهم. واللِّحاء: اللّعنُ والعَذل، واللَّواحي: العواذل.

حول:

والحَوْل: سَنةٌ بأَسْرِها. تقول: حال الحَوْلُ، وهو يَحُول حَوْلاً وحؤولاً، وأحال الشّيءُ إذا أتى عليه حول كامل.

ودارٌ مُحِيلةٌ: غاب عنها أهلُها منذ حول، وكذلك إذا أتت عليها أحوال، ولغة أخرى: أَحْوَلَت الدّار. وأَحْوَلَ الصّبِيُّ إذا تمَّ له حَوْل، فهو مُحْوِل.

والحَوْل: الحِيلة. تقول: ما أَحْوَلَ فلاناً، وإنّه لذو حِيلةٍ، والمُحَالةُ: الحِيلة نفسها.

ويقولون في موضع لا بدَّ: لا مَحَالَةَ، وقد يُنوَّن في الشِّعر اضطراراً.

والاحتيالُ والمُحاوَلةُ: مطاليتك الأمر بالحِيَل، وكلّ من رامَ أمراً فقد حاول. قال:

ألا تَسألانِ المرءَ مـاذا يُحـاولُ


أَنْحَبٌ فيُقْضَى أم ضَلالٌ وباطِلٌ

ورجُلٌ حُوَّل: ذو حِيَل. قال:

وما غرّهم لا بارَكَ الله فيهـم


به وهو فيه حُوَّلُ الرَّأيِ قُلَّبُ

وامرأة حُوَّلَة وقُلَّبَة.

ورجلٌ مِحْوالٌ: كثير مُحالِ الكلام، والمحال من الكلام: ما حُوّل عن وجهه.

وكلامٌ مُسْتَحيلٌ: محالٌ.

وأرضٌ مُسْتَحالةٌ: تُرِكَتْ حَوْلاً أو أَحْوالاً عن الزّراعة.

وقوس مُسْتَحالَةٌ: في سِيئَتِها اعوجاجٌ.

ورِجْلٌ مُسْتَحالَةٌ: إذا كان طَرَفا السّاقين منها مُعْوَجَّين.

وكلّ شيءٍ استحال عن الاستواء إلى العِوَجِ، يقال له: مُستحيل.

والحَوْلُ اسم يجمع الحَوَالَيْ، تقول: حوالَيِ الدّار كأنها في الأصل: حوالَيْنِ، كقولك جانِبَيْن، فأُسْقطتِ النّونُ، وأُضيفَتْ، كقولك: ذو مالٍ، وأولو مالٍ.

والحِوالُ المُحاوَلةُ. حاولتُه حِوالاً ومُحاوَلةً.

والحِوالُ: كلّ شيءٍ حال بين اثنين، يقال: هذا حِوَالُ بَيْنِهِما، أي: حائل بينهما. فالحاجز والحجاز والحِوَل يجري مَجْرَى التّحويل.

وحال الشيءُ يحول حؤولاً في معنيين، يكون تغييراً، ويكونُ تحويلاً.

والحائل: المُتَغَيِرّ اللَّوْن. رمادٌ حائِلٌ، ونباتٌ حائِلٌ.

وحوّلتُ كسائي إذا جعلت فيه شيئاً ثم حملته على ظهري، والاسم: الحالُ.

والحائلُ: كلّ شيء يتحركُ من مكانِه، أو يتحوّل من مَوْضعٍ إلى مَوْضِعٍ، ومن حالٍ إلى حالٍ. قال:

رمقتُ بعيَنْي كلَّ شَبْحٍ وحائلٍ


لأنَظُرَ قبلَ اللَّيْلِ كيفَ يحولُ

وناقةٌ حائل: التي لم تحمل سنةً أو أكثر، حالت تحول حِيالاً وحُؤُولاً، والجميع: الحِيالُ والحُولُ، وقالوا للجميع: حولَك. قال:

وراداً وحُوّاً كلَوْن البُـرود


طوال الحدود فحُولا وحُولا

والحِيلانُ: الحدائد بخُشُبِها يُداسُ بها الكُدْسُ.

والحَوَالَةُ: إحالتك غريماً، وتحوّل ماءٍ من نَهْرٍ إلى نَهْر.

والحَوَلُ: إقبالُ الحَدَقَةِ على الأنف. حَوِلَتْ تَحْوَل. وإذا كان الحول يَحْدُث ويَذْهَبُ قيل: آحْوَلَّتْ عينه احوِلالاً، وآحْوالَّت احويلالاً. ولغةُ تميمٍ: حالَتْ عينُه تَحالُ حَوَلاً.

والحال تؤنث فيقال: حال حسنة. وحالات الدّهر وأحواله: صروفه.

والحال: الوقت الذي أنت فيه.

والحال: التُّراب اللّيّنُ الذي يُقالُ له: السَّهْلة.

والحُوِلَاءُ من النّاقة كالمَشِيمِة من المرأة. قال:

على حُوَلاء يَطْفو السُّخْدُ فيها


فَراها الشَّيُذمانُ عنِ الجنين

ويروى: الشَّيمذان.

وآحْتَوَلَه القومُ: احتوشوا حَوَالَيْه.

والمَحَالَةُ: مَنْجَنُونٌ يُستَقَى عليه. والجميع مَحاوِلُ.

والمَحَالَةُ والمَحَالُ: واسط الظَّهْر. يُقال: هو مَفْعَلٌ، ويُقال: مَفالٌ، والميم أصليّة.

لوح:

لوح الّلوْحُ: كلّ صحيفةٍ من صفائح الخشب والكَتِفِ إذا كتب عليها سُميّ لوح.

وألواحُ الجَسَد: عِظامُه ما خلا قَصَبَ اليدَيْنِ والرِجْلَيْن. ويقال: بل الألواحُ من الجَسَدِ كلّ عظْمٍ فيه عِرَضٌ.

ولاحَهُ العطشُ ولوّحه، إذا غيَّره، ولاحَهُ البَرْدُ، ولاحَهُ السُّقْمُ والحُزْنُ.

والمِلْواحُ: الضّامر. قال العجاج:

من كلِّ شَقَّاءِ النَّسا مِلْواحِ

والمِلْواح: العظيم البطن. قال: يتبعنَ إثرَ بازلٍ مِلْواحِ والمِلْواحُ: العطشانُ.

واللُّوْحُ: النّظرةُ كاللَّمْحةِ. لُحتُه ببصري لَوْحَةً، إذا رأيته ثُمَّ خَفِيَ عليك.

وأَلاَحَ البَرْقُ فهو مُليحٌ. قال:

رأيتُ وأَهْلي بوادي الرَّجي


عِ من نحوِ قَيْلَةَ برقاً مُليحا

يُليحُهُمْ: يدعوهم إلى مَطَره. وكلّ من لَمَعَ بشيء فقد ألاحَ ولَوَّح به.

والمِلْواحُ: أن تَعْمِد إلى بومةٍ فَتَخيِطَ عينها، وتَشُدَّ في رِجْلها صوفةً سوداء، وتجعل له مَرْبأة، ويَرْتَبِىءُ الصّائد في القُتْرة ويطيّرها ساعة بعد ساعة، فإذا رآها الصّقر أو البازي سقط عليها فأَخَذَهُ الصّيّاد، فالبومةُ وما يليها يسمّى: ملواحاً.

ويقال للشيء إذا تلألأ: لاح يلوح لَوْحاً ولُوُوحاً.

والّلِياحُ: الثَّوْرُ الوحشيُّ لبياضِه، والصُّبْح يُقال له: لِياحٌ.

واللُّوحُ: الهواءُ. قال:

يَنْصَبُّ في اللُّوحِ فما يفوتُ

وحل:

الوَحَلُ: طينٌ يرتَطِم فيه الدّوابّ وَحِلَ فيه يَوْحَلُ وَحَلاً فهو وَحِلٌ إذا وقع في الوحل، والجميع: الأَوْحال والوُحُولُ. واستوحل المكانُ.

ولح:

الوَليحةُ: الجُوالِقُ الضَّخْمُ الواسع. والجميع: الوَليح.

باب الحاء والنون و واي معهما

ح ن و، ن ح و، ح ي ن، ن و ح، ن ي ح، أ ن ح، أ ح ن مستعملات

حنو:

الحِنْوُ: كلّ شيءٍ فيه اعوجاج. والجميع: الأَحْناء تقول: حِنْوُ الحِجَاج، وحِنْو الأَضلاع، وكل ما كان من خشبٍ قد انحنى، من إكافٍ وسَرْجٍ وقَتَبٍ: حِنْو، وكلّ منعرج من جبالٍ وأوديةٍ وقِفاٍر: حِنْوٌ. وحِنْو قُراقِرِ: موضع.

وحَنَيْتُه حَنْياً وحَنَوْته حَنْواً، إذ عطفته. والانحناء الفعل اللازم، والتَّحنِّي مثلُه.

والمَحْنِيَةُ: مُنحنَى الوادي حيث ينعرجُ منخفضاً عن السَّنَد، ويُقالُ في رجُلٍ في ظهره انحناء: إنّ فيه لَحِنايةً يهوديّة.

والحنيّةُ: القَوْسُ، والجميع: الحَنايا.

والحنو يجمع أيضاً على حُنِيّ، وربما جمعوا المنحنَى على حُنِيّ. قال العجاج:

في دفء أرطاة لها حُنِيُّ

والمَحْنِيَةُ، والجميعُ المحاني، في الأودية: عراقيلها. قال النابغة:

رَعَى الرّوضَ حتى نشَتِ الغُدْرُ كلُّها


يثني المحاني كلّها، والـمَـداهـنُ

والمَحْنِيَةُ: العُلْبة. وأحناءُ الأمور: مشتبهاتها. قال النابغة:

يقسّم أحنـاء الأمـور فـهـارب


وشاص عن الحرب العوان ودائنُ

والأمّ البَرّة: حانية، وقد حَنَتْ على ولدها تحنو.

وحَنَتِ الشّاةُ فهي حانية إذا أَمْكَنَتِ الكَبْشَ، من شِدَّة صِرافها.

والحانيّ منسوبٌ إلى الحانوت، والحانويّ كذلك وحنّأته، إذا خضبته بالحِنّاء.

نحو:

النَّحْوُ: القَصْدُ نَحْوَ الشّيء. نَحَوْتُ نحوه، أي: قَصَدْتُ قَصْدَهُ وبلغنا أنّ أبا الأسودِ وضع وجوهَ العربيّة، فقال للناس آنحوا نَحْوَ هذا فسُمْي نحواً. ويُجمعُ على الأَنْحاء. قال:

وللكلامِ وجوهٌ في تَصَـرُّفِـه


والنّحو فيه لأهل الرأي أنحاءُ

والنّاحيةُ من كلّ شيءٍ: جانِبُه.

ويقال: نحيّته فتنحَّى، وفي لغة نَحَيْتُهُ أنحاه نَحْياً بمعناه. قال ذو الرمة:

ألا أيًّهذا الباخِعُ الوجدُ نَفْسَـهُ


لشيءٍ نَحَتْهُ عن يَدَيْكَ المقادِرُ

أي: باعدته.

والنَّحْيُ: جرّةُ فَخّارٍ يُمْخَضُ فيها اللّبن. نَحَى اللَّبَنَ يَنْحاهُ: مخضه، وتنحّاه: تَمَخَّضهُ. قال:

في قَعْرِ نِحْيٍ أستثير حُمَّه

وجمع النِّحْيِ: أَنْحاءٌ. والنِّحْيُ: الزّقُّ.

وأَنْحَيْتُ عليه ضَرْبا أي: أقبلتُ. وآنتَحَيْتُ له بسهمٍ، وتنحّيت له. قال:

تَنَحَّى له عمروٌ فشكّ ضلـوعَـه


بمُدْرَ نْفِقِ الخَلْجاءِ، والنَّقعُ ساطِعُ

وكلّ من جدّ في أمرٍ انتحى فيه كالفَرَس يَنْتَحي في عَدْوِه. قال:

أَنْحيتُ لبَّتَها الشّمال بشفرةٍ

وقال:

إذا انتحى الغويّ في انتحائه

حين:

الحَيْنُ: الهلاكُ. حان يَحينُ حَيْناً، وكلّ شيءٍ لم يُوفَّق للرشاد فقد حان حيناً.

والحائنةُ النّازلة: ذات الحَيْنِ، والجميعُ: الحوائنُ. قال النابغة.

ِبَتْبٍل غيرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها


ولكنّ الحوائِنَ قد تَحينُ

وحيّنهُ اللهُ فَتحَيَّنَ.

والحِينُ: وقتٌ من الزّمان. تقول: حان أن يكونَ ذلك يَحينُ حَيْنُونَةً.

وحيّنتُ الشيءَ: جعلتُ له حينا. والتَّحيِينُ: أن تحلبَ النّاقةَ في اليوم مرّةً واحدةً. تقول: حيّنها، إذا جعل لها ذلك الوقت، وهي مُحيَّنة قال:

إذا أُفِنَتْ أروَى عيالَـكَ أَفْـنُـهـا


وإنْ حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوطْبِ حَيْنُها

وحينئذٍ: تبعيد لقولك الآن فإذا باعدوا بين الوقت باعدوا بإذ فقالوا: حينَئِذٍ، خفّفوا الهمزة فأبدلوها باءً فكتبوا حينيذٍ.

والحيِنُ: يومُ القيامة.

نوح:

النَّوْحُ: مصدر ناح يَنوحُ نَوْحاً. ويقال: نائحة ذات نياحة، ونوّاحة ذات مناحة، والمناحة أيضاً الاسم، ويجمع على المناحات والمناوح.. والنَّوائح: اسم يقع على النِّساء يَجْتَمِعْنَ في مَناحة، ويجمع على هذا المعنى على الأَنْواح. قال:

كأنّ مُصفّحاتٍ في ذُراهُ


وأنواحاً عليهنّ المآلي

وتَناوَحَتِ الرّياحُ، إذا اشتدّ هبوبها.

والنَّوْحُ: نَوْحُ الحَمام.

نيح:

النَّيْحُ: اشتداد العَظْم بعد رطوبته من الكبير والصّغير. ناح يَنيحُ نَيْحاً. وإنّه لعظم نَيّحٌ شديد. ونَيَّح الله عظْمَهُ: يدعو له.

أنح:

أَنَحَ الرّجلُ يَأْنِحُ أنيحاً وأَنْحاً إذا تَأَذَّى من مَرَضٍ أو بُهْرٍ يَتَنَحْنَحُ ولا يئنُّ أنيناً.

أحن:

الإِحْنَةُ: الحِقْدُ في الصَّدْر، وربّما قالوا: حِنَة.

باب الحاء والفاء و واي معهما

ح ف و، ح ف ي، ف ح ر، ح و ف، ح ي ف، ف ي ح، و ح ف مستعملات

حفو:

حفي:

الحِفْوَةُ والحَفَى مصدر الحافي.. يقال: حَفِيَ يَحْفَى حفىً فهو حافٍ إذا كان بغير نَعْلٍ ولا خفّ. وإذا انتحَجَتِ القدم، أو فِرْسِنُ البعير أو الحافر من المشْيِ حتّى رقَّتْ قيل: حَفِيَ يَحْفَى حَفىً فهو حَفِ. قال الأعشى:

فآليتُ لا أرثي لها مـن كَـلالَةٍ


ولا من حَفىً حتّى تُلاقي محمّدا

وقال رؤبة:

فهو من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ

وأَحْفَى الرّجلُ إذا حَفِيَتْ دابّتُهُ. وأَحْفاني إذا برّح بي في إلحاحٍ أو سؤال.

والحِفايَةُ: مصدرُ الحَفِيّ، وهو الطيف بك يَبَرُّكَ ويلطفك، ويحتفي بك، ومنه قوله تعالى: "إنّه كانَ بي حَفِيّا" أي: بَرّاً لطيفا، وقولِه عزّ وجلّ: "كأنك حَفِيٌّ عنها"، أي: كأنّك مَعْنِيٌّ بها. قال:

فإنّ تَسْأَلِي عنّـا فـيا رُبَّ سـائلٍ


حَفيٍّ عن الأَعْشَى به حيثُ أَصْعَدا

والحَفَأُ- مهموزٌ-: البَردِيُّ الأَخْضرُ ما كان في مَنبِته كثيراً دائما، والواحدة: حَفأَة واحتفأته إذا قَلَعْتُه وأخذت منه.

فحو:

الفَحْوَى: معنى ما يُعْرَفُ من مَذْهَبِ الكَلام. تقول: عرفتُ ذلك في فحوى كلامه، وإنّه لَيْفَحِّي بكلامه إلى كذا وكذا.

والفَحَى: الأبزار، تقول: فَحِّ قدرك، أي: ألقِ فيها الأبزار.

حوف:

الحَوْفُ: القَرْية في بعض اللغات، والجميع: أحواف.

والحَوْفُ بلغة أهل الجَوْف، وأهل الشَّحْر كالهودج وليس به، تركَبُ به المرأة البعير.

والحافانِ: عِرقانِ أخضرانِ من تحت اللّسان، والواحدُ: حافٌ- خفيف- وناحية كلّ شيء حافَتُهُ، وتصغيرها: حُوَيفَةٌ.

حيف:

الحَيْفُ: المَيْلُ في الحُكْم. حاف يَحيِفُ حَيْفاً.

فوح:

فيح:

الفَوْحُ: وجدانُك الرّيحَ الطيّبة. تقول: فاح المِسْكُ. قال:

والمِسْكُ من أردانِهِ فائح

فاحتِ الريحُ تَفوحُ فَوْحاً وفُؤُوحاً.

والفَيْحُ: سُطُوع الحَرِّ. والفَيْحُ والفُيُوح: خِصْبُ الرَّبيع في سعة البلاد. قال أبو النجم:

تَرْعَى السّحابَ العَهْدَ والفُيُوحا

والفَيْحُ: مصدر الأَفْيَح، وهو كلّ مَوْضِع واسع، وقد فاحَ يَفاحُ فَيَحاً، وكان قياسه: فَيحَ يَفْيَحُ.

وحف:

الوَحْفُ من الشَّعَر: الكثيرُ الأَسْود. ومن النّبات: الرّيّان، وقد وَحُفَ يَوْحُفُ وَحَافَةً ووُحُوفةً.

والوَحْفَةُ: صخرةٌ تكون في جانب الوادي، أو في سندٍ، ناتئة في موضعها سوداء. قال:

من الوِحافِ السّود والتَّراصفِ

وقال الأعشى:

دَعَتْها التَّناهي برَوْضِ القَطا


فَنَعْفِ الوِحافِ إلى جُلْجُلِ

والوَحْفةُ: الصَّوتُ من المُضْطَهد.

والوَحْفاءُ: الأرضُ الحمراءُ، ويُقال: السوداءُ.

باب الحاء والباء و واي معهما

ح ب و، ح و ب، ب و ح، ب ي ح، مستعملات

حبو:

الصَّبيُّ يَحْبُو قبل أن يَقومَ. والبعير يَحْبُو إذا عُقِلَ فيزحَفُ حَبْواً.

وحَبَت الأضلاع إلى الصُّلْب، وهو اتّصالُها. ويُقال لِلمَسايِلِ إذا اتّصل بعضُها ببعضٍ: حبا بعضُها إلى بعضٍ. قال:

تَحْبُو إلى أَصْلابه أمْعاؤُهُ.

قال أبو الدُّقَيْش: تحبو ههنا: تتّصِل. والمِعَى كُلُّ مِذْنبٍ بقرار الأرض، والمِذْنَبُ في سَنَد رمل. قال:

كأنَّ بينَ المِرْطِ والشُّفـوفِ


رملاً حبا من عَقَد العَزِيفِ

والعزيف من رمال بني سعد. وقال العجاج في الضلوع:

حابي الحُيُودِ فارِضِ الحُنْجُورِ

والحُبْوَةُ: الثّوبُ الذي يُحْتَبَى به.

والحِياءُ: عطاءٌ بلا منّ ولا جزاء. حَبَوْتُه أَحْبُوُه حِباءً، ومِنه أُخِذَتِ المحاباةُ. قال:

اصِبْر يزيدُ فقد فارقْتَ ذامِـقَةٍ


واشكُرْ حبِاءَ الذي بالمُلْكِ حاباكا

والحَبِيُّ: سحابٌ فوق سحاب. وحَبَتِ السفينة إذا جَرَتْ. قال:

فهو، إذا حبا، له حَبِيُّ

أي: اعترض له موجٌ: وحبالك الشيء، أي: اعترض.

حوب:

الحَوْبُ: زَجْرُ البَعير ليَمْضِي، وللنّاقة: حلٍ، والعربُ تَجرُّه ولو رُفِع أو نُصِب لجاز، لأنّ الزّجْرَ والأصوات والحكايات تُحَرَّك أواخِرُها على غير إعرابٍ لازم، وكذلك الأدوات التي لا تتمكّن في التّصريف، فإذا حوّل منه شيءٌ إلى الأسماء حُمل عليه الألف واللام وأُجْرِيَ مُجرَى الاسم كقوله

والحَوْبُ لمّا لم يُقَلْ والحلُّ

والحَوْبةُ والحَوْبُ: الإِيوان، والحَوْبة أيضاً: رِقَّةُ فؤاد الأمّ. قال:

لِحَوْبِة أمٍّ ما يَسوغُ شَرابُها

والحَوٍباءُ: رُوعُ القلب. قال:

ونفسٍ تجود بحوبائها

والتَّحَوُّبُ: شدّة الصيّاح والتضرّع. قال:

وسَرَّحَتْ عنهُ إذا تَحَوَّبا

والحُوبُ: الإثمُ الكبير. وحابَ حَوْبَةً.

والحَوْبَةُ: الحاجةُ. والمُحَوَّبُ: الّذي يذهبُ مالُه ثمّ يعود.

وحافرٌ حَوْأَبٌ وَأْبٌ: مقعّب.

والحَوْأَبُ: موضعُ بئرٍ وذلك حيثُ نبحتِ الكلابُ على عائشةَ مُقْبَلَها إلى البصرة.

بوح:

البَوْحُ: ظهور الشّيء. يقال. باح به صاحبُه بَوْحاً وبؤوحاً. قال:

وبُحْتَ اليومَ بالأمرِ الّ


ذي قد كنت تُخْفـيه

ويُقال للرّجل البَؤُوح: بَيِّحان بما في صدره.

والباحَةُ: عَرْصَةُ الدّار. وفي الحديث: " نَظِّفوا أَفْنِيَتَكُمْ ولا تَدَعُوها كباحة اليهود" .

والإِباحةُ: شبه النُّهْبَى. استباحُوه: انتهبُوه.

بيح:

البِيَاُح: ضربٌ من السّمك صغارٌ أمثال شِبْرٍ. وهو أطيبُ السَّمَك. قال.

يا رُبَّ شيخٍ من بني رَباحِ

إذا امتلا البطنُ من البياحِ

صاح بليلٍ أنكَرْ الصـيِّاحِ

باب الحاء والميم و واي معهما

ح م و، ح م ي، ح و م، م ح و، و ح م، م ي ح مستعملات

حمو:

حمى: الحَمْوُ: أبو الزّوج، وأخو الزّوج، وكلّ من ولي الزّوج من ذي قرابته. فهم أحماء المرأة. وأمّ زوجها: حماتُها.

وفي الحَمْوِ ثلاثُ لُغاتٍ؛ حماها مثل عصاها، وحموها مثل أبوها، وحَمْؤُها- مقصورٌ مهموزٌ- مثل كمؤها. وتقول العرب: حمأة حامية وكنَّة كاوية. وتقول: هذا حموكِ، ومَرَرْتُ بحميكِ ورأيتُ حماكِ، مخفّف بلا همزٍ، والهمزُ لغة رديئة. وقال الشّاعر في رجل طلّق امرأته فتزوّجها أخوه:

لقد أصبحت أسماءُ حِجْراً مُحَرَّما


وأصبحتُ من أدنَى حُمُوَّتها حَمَا

أي: أصبحت أخا زوجها بعدما كنت زوجها.

وأّمّا بالهمز فتقول: هذا حَمْؤُكِ، ورأيت حَمْأَكِ، ومررت بحَمْئِكِ- مخفف مهموز.

والحَمَاُة: لَحْمَةٌ مُنْتَبِرة في باطِن السّاق.

والحَمَأ: الطّينُ الأسود المُنْتن. وفي التنزيل: من حَمَأٍ مسنون والمسنون: المصبوب. ويُسَمَّى الطين الذي نبث من النّهر: الحَمْأَة. وقول الله عزّ وجلّ: تَغْرُبُ في عَيْنٍ حَمِئة أي: ذات حَمْأَة.

والحِمَى- مقصور: موضع فيه كَلَأٌ يُحْمَى من النّاس أن يُرْعَى.

وحَمَيْتُ القومَ حِمايةً ومَحْمِيَةً. وكلّ شيءٍ دفعتَ عنه فقد حَمَيْتَهُ.

وحَمِيتُ من هذا الشّيء أَحْمَى منه حَمِيَّةً، أي: أَنِفْتُ أَنَفاً وغضباً. ومشى في حَمِيَّتِهِ أي: في حَمْلَتِهِ. وإنّه لَرجلٌ حَمِيٌّ: لا يَحْتمِلُ الضَّيْمَ، ومنه يُقال: حَمِيّ الأَنْفِ. قال:

متى تجمعِ القلبَ الذكيَّ وصارماً


وأَنْفاً حَمِيّاً تَجتنْبكَ المَـظَـالِـمُ

وحَمَيْتُ المريضَ حِمْيَةً: مَنَعْتُه أكْلَ ما يَضُرُّه. وآحْتَمَى المريضُ احتماءً.

وآحْتَمَى في الحرب إذا حَمَى نفسَه.

وحَمِيَ الفَرَسُ. إذا سَخَنُ َوعَرِق، يَحْمَى حَمْياً وحَمَى الشّدُّ مثلَه والواحد منه: حمْيٌ، والجميع: أحماءٌ، كما قال طرفة:

فهي تَرْدِي وإذا ما فَرِعَتْ


طار من أَحْمائِها شَدُّ الأُزُرْ

وحَمِيَ الشيءُ يَحْمَى حَمْياً إذا سَخُنَ والحامِيَةُ: الحارّة.

وأَحْمَيْتُ الحديدَ إحماءً. وتقول: إنّ هذا الذَّهَبَ والفِضَّةَ ونحوهما لَحَسَنُ الحَماءِ- ممدود- أي: خرج من الحَماءِ حَسَناً.

والحامية: الرّجل يَحْمِي أصحابَه في الحَرْب. وتقول: هو على حامِيَةِ القَوْم، أي: آخر من يَحْمِيهم في مُضيِهِّم وآنهزامهم.

والحاميةُ أيضاً: جماعة يحمون أَنْفُسَهم، كما قال لبيد:

ومعي حاميةٌ من جَعْفَـرٍ


كلّ يوم نبتلي ما في الخِلَلْ

والحامِيةُ: الحجارة يُطْوَى بها البئر. قال:

كأنّ دَلْوَيَّ تَـقَـلَّـبـانِ


بين حَوامي الطَّيِّ أَرْنبانِ

والحُمَّةُ عند العامّة: إبْرَةُ العَقْرب والزُّنبور ونحوهما. وإنّما الحُمَةُ سُمُّ كلّ شيء يَلْدَغُ أو يَلْسَعُ.

والحُمَيّا: بُلُوغُ الخَمْرِ من شاربها.

واحْمَوْمَى الشّيءُ فهو مُحْمَوْمٍ، واحمَوْمَى اللّيلُ والسّحابُ، وذلك من السّواد. ومنهم من يهمزُ.

حوم:

الحَوْم: القطيع الضَّخْمُ من الإِبل. قال رؤبة:

ونَعَماً حَوْماً بها مُؤَبَّلا

والحَوْمةُ: أكثرُ مَوْضِعٍ في البحْرِ ماءً، وأَغْمَرُه. وكذلك في الحَوْض.

وحَوْمةُ المَوْتِ: شِدّتُهُ وعَلَزُهُ.

والحَوَمانُ: دَوَمانُ الطَّيْر وطَيَرانُهُ يَدومُ ويَحومُ حول كلّ شيء. والحَوَمان: نباتٌ بالبادية.

والحَوَائِمُ: الإبلُ العطاش جِدّاً. وكلُّ عطشان حائم.

وهامةٌ حائمةٌ، أي: عَطِشَ دِماغُها.

محو:

المَحْوُ لكلّ شيءٍ يذهب أثره. تقول: أنا أمحوه وأمحاه. وطيّىء تقول: مَحَيْته مَحْياً ومَحْواً وامَّحَى الشّي يَمَّحِي امّحاءً. وكذلك آمتَحى إذا ذهب أثره، الأجودُ آمَّحَى، والأصل فيه: انْمَحَى. وأمّا امتَحَى فلغةٌ رَدِيئةٌ.

وحم:

يقال للمرأة الحُبْلَى إذا اشتهت شيئاً: قد وَحِمَتِ، وهي تَحِمُ فهي وَحْمَى بيّنة الوِحامِ. والوَحَمُ والوِحام في الدّوابّ إذا حملت استَعْصَتْ، فيقال: وحمت. قال لبيد:

قد رابه عصيانُها ووِحامُها

ميح:

المَيْح في الاستِقاءِ: أن ينزل الرّجل في قرار البئر إذا قلّ ماؤها فيملأ الدّلو، يَميحُ فيها بيده، ويَميحُ أصحابَه. والجميعُ: ماحةٌ.

والمَيْحُ: يجري مَجْرَى المنفعة وكلّ من أعطى معروفاً فقد ماح.

والمَيْحُ والميحومة: ضربٌ من المَشْيِ في رَهْوَجة. قال:

ميّاحة تَميحُ مَشْياً رَهْوَجا

ومشيَةُ البطّةِ: المَيْحُ.

وقد ماح فاه بالسّوِاكِ يَميحُهُ مَيْحاً، إذا شاصه وماصه.

باب اللفيف من الحاء

الحاء:

الحاء: حرفُ هجاءٍ مقصور موقوف، فإذا جعلته اسماً مددته. تقول: هذه حاءٌ مكتوبة. ومَدَّتها ياءان. وكلُّ حرفٍ على خِلْقَتِها من حروف المعجم فألفها إذا مُدَّتْ صارت في التصريف ياءين. وتصغيرُها: حُيَيَّة وإنّما يجوز تصغيرها إذا كانت صغيرة في الخَطّ أو خفيّة وإلاّ فلا.

وحاء- ممدودة- قبيلة. قال:

طلبت الثأر في حَكَمٍ وحاءٍ

ويقال لابن مئة: لا حاءَ و ساءَ، أي: لا مُحْسِنٌ ولا مُسيءٌ، ويقال: لا رجلٌ ولا امرأة.

ويقال: تفسيره أنّه لا يستطيعُ أن يقول: حا وهو أمرٌ للكَبْش عند السّفاد، يقال: حأحأت به وحاحيت به. قال أبو خيرة: حَأْحَأْ. وقال أبو الدُّقَيْش: أُحُو أُحُو.

ولا يستطيع أن يقول: سَأ، وهو للحمار، ويقول: سأسأت بالحمار إذا قلت: سَأْسَأْ. قال:

قومٌ يُحاحُونَ بالبِهامِ ونِسْ


وانٌ قِصارٌ كهيئةِ الحَجَلِ

الوحوحة:

الوَحْوَحَةُ: الصوت. والأُحاحُ: الغيظ، قال:

طعناً شَفَى سرائرَ الأُحاحِ

حي:

حيّ- مُثقَّلة-: يندب بها، ويُنْعَى بها. يقال: حِيّ على الفِداء، حيّ على الخَيْر، ولم يُشْتَقَّ منه فِعْل.

حو:

وحوّ: زجر للمعز دون الضأن. حوحيت به حوحاة.

حيو:

والحيوة كتبت بالواو لُيِعْلَم أن الواو بعد الياء، ويقال: بل كُتِبَتْ على لغة من يُفَخِّم الألف التي مَرْجِعُها إلى الواو نحو: الصلوة والزّكوة.

ويقال: حَيِيَ يَحْيا فهو حَيِّ، ويقال للجميع: حَيُّوا. ولُغة أُخرَى: حيّ يَحَيُّ، والجميع: حَيُوا خفيفة مثل: بَقْوا.

والحَيَوانُ: كلّ ذي روحٍ. الواحدُ والجميعُ فيه سواء.

والحَيَوان: ماءٌ في الجنّة لا يصيب شيئاً إلاّ حيَّ بإذن الله.

والحيّة اشتقاقها من الحياة، ويقال: هي في أصلِ البناء: حَيْوَة. ولكنّ الياء والواو إذا التقتا وسُكنت الأُولَى منهما جعلتا ياءً شديدة ومن قال لصاحب الحيّات: حايٍ فهو فاعل من هذا البناء. صارت الواو كسرة كواو الغازي.. ومن قال: حوّاء على فَعّال فإنّه يقول: اشتقاق الحيّة من حَوَيْتُ، لأنّها تتحوّى في التوائها وكذلك تقول العرب.

والحَيَا- مقصور-: حَيَا الرّبيع، وهو ما تحيا به الأرض من الغيث. قال:

وغيث حَياً تحيا به الأرض واسع

وأرْض مَحْواةٌ: كثيرةُ الحيّات، اجتمعوا على ذلك.

والحياء- ممدود: من الاستحياء. رجل حَيِيٌّ بوزن فعيل، وامرأة حيّية بوزن فعلية. قالت ليلى:

وأحيَى حياءً من فتـاة حِـيّيةٍ


وأشجع من ليثٍ بخَفّانَ خادِرِ

والمحاياة: الغذاء للصبيّ بما به حياته.

والمحاياة: تحيّهُ القوم بعضِهم بعضاً.

والحيُّ: الواحدُ من أحياء العرب.

وحَيَا الشاة: مقصور وممدود- لغتان.

والمُحَيّا: الوجهُ. وقول العرب: حيّاك اللهُ: يعني: الإِستقبال بالمُحَيَّا، ويحتمل أن يكون اشتقاقه من الحياة. وتقول: حيّاك الله وبيّاك، أي: أفرحك وأضحكك، ويقال: بيّاك تَقْوِيةٌ لحيّاك.

وقول المصلّي في التَّشَهُّد: التّحيات لله، معناه: البقاءُ لله، ويقال: الملكُ لله.

حوي:

حَوَى فلان مالاً حَيَّاً وحَوَايةً، أي: جمعه وأحرزه، واحتوى عليه، كَحَوِيٍّ الحيَّة.

والحَوِيَّةُ: مركب يُهَيَّأ للمرأة. والحَوِيُّ: استدارة كلّ شيء، كحوِيِّ الحيّة، وكحويِّ بعض النُّجوم إذا رأيتها على نسق واحدٍ مستديرة، والحويّة والحاوية والجميع الحَوَايَا: الأمعاء. قال عليّ عليه السّلام:

أقتلُهـم ولا أرى مُـعـاوية


الأخْزَرَ العَيْنِ العظيمَ الحاوية

وقال:

فهنَّ من واطِىءٍ ثَنْيَيْ حَـوِيَّتـه


وناشجٍ وعواصي الجَوْفِ تَنْشَخِبُ

والحِوَاءُ: أَخْبِيةٌ تَدَانَى بعضُها من بعضٍ. تقول: هُمْ أَهْلُ حِواءٍ واحد، والجماعة: أَحْوية.

والحوّاء: نَبْتٌ معروف، الواحدة: حُوَّأَة.

والحُوَّةُ في الشفاه: شبه اللَّمَى واللَّمَس. قال ذو الرمة:

لمياءُ في شفتيها حُوَّةٌ لَعَـسٌ


وفي اللِّثات وفي أنيابها شَنَبُ

ويح:

أمّا الويح ونحوه مما في صدره واوٌ فلم يُسمعْ في كلام العرب إلاّ وَيْح، ووَيْس، ووَيْل، ووَيْه. فأمّا ويح فيقال إنه رحمةٌ لمن تنزل به بلية. وربّما جُعل مع ما كلمة واحدة فقيل: ويحما. قال حميد:

وويح لمن لم يدرِ ما هنّ ويحما

فجعل ويحما كلمة واحدة فأضاف ويح إلى ما. ونصب ويحَما لأنه فعل معكوس على الأول كما قال:

ويلٌ له ويلٌ له وَيْلا

وحي:

يقال: وَحَي يَحِي وَحْياً، أي: كَتَبَ يكتُبُ كَتْباً. قال العجاج:

لقَدَرٍ كان وَحاهُ الواحي

وقال:

في سُورة من ربّنا مَوْحِيَّه

وأوحَى الله إليه، أي: بعثه. وأوحى إليه: ألْهَمَهُ. وقوله عزّ وجلّ: "وأوحَى ربُّك إلى النَّحْل"، أي: أَلْهَمَهَا. وأوحى لها معناه: وأوحَى إليها في معنى الأمر. قال الله عزّ وجلّ: "بأنّ ربّك أوحى لها".

قال العجاج:

وَحَى لها القرار فاستقرّتِ

أراد: أوحَى إليها، إلاّ أنّ لغته: وَحَى، فإذا لم يذكر لها قال: أوحى.

وزكريا أوحى إلى قومه، أي: أشار إليهم. والإيحاء: الإشارة. قال:

فأَوْحَتْ إليها والأنامِلُ رُسْلُها

وقوله: "واستحيوا نساءَهم". أي: استفعلوا من الحياة، أي: اتركوهنَّ أحياء.

وفي الحديث: إنَّ الرّجل لَيُسألُ عن كلِّ شيءٍ حتى عن حَيَّةِ أهِلِه، أي: عن كلّ شيءٍ حيٍّ في منزله مثل الهرّة، فأنّث الحيّ فقال: حيّة.

والحوايا: المَساطح، وهو أن يعمدوا إلى الصَّفا فيَحْوون له تُراباً يحبس عليهم الماء. الواحدة: حَوِيَّة. والحيّ: نقيض الميّت.

والوَحَى: السُّرعة.

أبواب الربّاعيّ من باب الحاء والقاف

الحرقوص:

الحُرْقوصُ: دُوَيْبَّة مُجَزَّعة لها حُمَةٌ كَحُمَةِ الزُّنبور، تَلْدَغ يُشَبَّه به أطرافُ السّياطِ، فيقال: أخَذَتْه الحراقيصُ، يقالُ ذلك لمن يُضْرَبُ بالسّياط.

الحرقدة:

الحَرْقَدَةُ: عُقْدَةُ الحُنْجور. والجميع: الحراقد.

الحرقفة:

الحُرْقُفَةُ: عَظْمُ الحَجَبة، وهو رأسُ الوَرِك.

والدّابّةُ المهزولة جداً يُقال لها: حُرْقوفٌ، وقد بَدَتْ حَراقيفُه.

الحلقمة:

الحَلْقَمَةُ: قَطْعُ الُحْلُقوم. والجميع: الحلاقم.

الحَقَلَّدُ:

الحَقَلَّدُ: عملٌ فيه إثْمُ. وقَحَلَّد: لغة فيه.

الحملاق:

الحِمْلاقُ: ما غطّت الجُفونُ من بياض المُقْلة.

وحَمْلَقَ الرَّجُل إذا فتح عينيه، ونَظَرَ نَظرَاً شديدا. قال:

واللّيثُ إن أَوْعَدَ يوماً حَمْلَقا

حلقن:

إذا بلغ الإرطابُ من البُسْرِ ثُلُثَيْه فهو مُحَلْقِنٌ وحُلْقانٌ.

القلحم:

القِلْحَمُّ: المُسِنُّ الضّخم من كلّ شيء.

القردح:

القُرْدُح: الضّخم من القِرْدان. والقُرْدُح: ضَرْبٌ من البرود.

السّمحاق:

السِّمْحاقُ: جِلْدَةٌ رقيقةٌ فوق قَحْفِ الرأس إذا انتهت الشّجةُ إليها سُمِّيِتْ سِمْحاقاً. وكلّ جلْدةٍ رقيقة تُشْبِهُهُا تُسمَّى سِمْحاقاً. ويُقال: سماحيق السّلا والمشيمة، وهي طرائق رقاق. قال:

يشق سماحيق السّلا عن جنينها

ومنه قيل: في السّماء سماحيق من غيم.

حزرق:

حَزْرَقَ الرّجل، أي: انضمّ وخضع، وفي لغة: حُرْزِقَ، أي: فُعِل به ذلك. قال الأعشى:

فذاك وما نَجَّى من المَوْتِ ربّـه


بساباطَ حتّى مات وهو مُحَرْزَقُ

القرزح:

القُرزُح: لباس كانت تلبسه نساء العرب. والقُرْزُح: اسم فرس.

قحطب:

قَحْطَبَهُ بالسيف، إذا علاه فضربه. وقَحْطَبَهَ: صرعه.

القداحس:

القُداحِسُ: الجريء الشديد.

القمحدوة:

القَمَحْدُوَة: مُؤَخَّر القَذال، وهي: صَفْحَةُ ما بين الذُّؤابة وفأس القفا، ويُجمع: قماحيد وقَمَحْدُوات.

القلحاس:

القِلْحاسُ: من الرّجال: السّمج القبيح.

الحبلقة:

الحَبَلَّقَةُ: أغنام تكون بجُرَش. ويقال: الحَبَلَّقَةُ: الصغير من المَعِز. قال:

لئام كأشباه الحبلَّقة الطّحل

الحندقوق:

الحَنْدقُوق: حشيشةٌ كالقتٌ الرَّطْب.

القحذمة:

القَحْذَمَةُ والتَّقَحْذُمُ: الهُوِيُّ على الرأس. قال:

كم من عدوٍّ زال أو تَذَحْلَما


كأنّه في هُوَّةٍ تَقَحْـذَمـا

الحذلاق:

الحِذْلاقُ: الشّيء المحدّد. يقال: قد حَذْلَق.

والحَذْلَقَةُ: التّصرّف بالظَّرْف. يقال: إنّه ليَتَحَذلَقُ علينا.

السُّمْحُوقُ:

السُّمْحُوقُ: الطّويل الدّقيق.

الحيقطان:

الحَيْقَطانُ: التَّذْرُجَّةُ، ويقال: الدُّرّاجة.

الحاء والكاف

كلجبة:

كَلْجَبة: اسم رجل.

كنسيح:

الكِنْسِيح: أصلُ الشّيءِ ومَعْدِنُه.

الحنكل:

الحَنْكَلُ: اللّئيم. قال:

فكيف تُساميني وأنت مُعَلْهَجٌ


هُذارِمَةٌ جَعْدُ الأنامل حنكل

حبوكر:

الحَبَوْكَرُ، والحَبَوْكَرَى: الداهية.

الحسكلة:

الحِسْكِلُ: الصّغار من وَلَد كلّ شيء. الواحد: حِسْكِلة.

الحبركى:

الحَبَرْكَى: الضّعيف الرّجلين الذي كاد يكون مقعداً. والحَبَرْكَى: القومُ الهَلْكَى.

الكرنجة:

الكَرْنجةُ: عَدْوٌ دونَ الكَرْدَمة، ولا يُكَرْدِمُ إلاّ الحمارُ والبَغْلُ.

الكردحة:

عَدْوُ القصير، المتقارب الخطو، المجتهد في عدوه.

الحلكم:

الحَلْكَمُ: الأسود.

الحنكلة:

الحَنْكَلَةُ: الدّميمة.

الحاء والجيم

الحرجل:

الحَرْجَلُ: قطيعٌ من الخيل. والحُرْجُلُ والحُراجلُ: الطويل الرّجلين.

الحضجر:

الحِضَجْرُ: العظيمُ البطْنِ، الواسعُه.

وَطْبٌ حِضَجْرٌ، أي: واسعُ الجَوْفِ.

ويقال للضبع: حَضاجِرُ لعِظَم بَطْنِها قال:

إنّي سَتَروي عَيْمتي يا سالما


حَضاجِرٌ لا تَقْرَبُ المَواسِما

الجحدر:

الجَحْدَرُ: الرّجل الجَعْد القصير.

جحدل:

جَحْدَلْتُهُ: صَرَعْتُهُ.

حرجف:

الحَرْجَفُ: الرّيح الباردة.

حنجر:

الحَنْجَرَة: جوفُ الحلقوم، والحُنْجُور: الحَنْجَرة في قول العجاج:

في شعشعانٍ عنُقٍ يَمـخْـوُرِ


حابي الحُيُود فارضِ الحُنْجور

ارجحن:

ارجَحَنَّ الشيء: وَقَعَ بِمَرَّةٍ.

وارجَحَنَّ: اهتزّ.

ورحىً مُرْجَحِنَّةٌ: ثقيلة.

الحملاج:

الحِمْلاجُ: قَرْنُ الثَّوْر. والحِمْلاجُ أيضاً: مِنفاخُ الصّائغ.

وحَمَلَجْتُ الحبلَ، أي: فَتَلْته.

الحشرجة:

الحَشْرَجَةُ: تَرَدُّدُ صوتِ النَّفَس، وهو الغَرْغَرَةُ في الصّدر. والحَشْرَجُ: الماءُ العذْب من ماء الحِسْيِ.

الجحشر:

الجُحاشِرُ: الحادرُ الخَلْق. العظيمُ الجسم، العَبْلُ المفاصل.

السمحج:

السَّمْحَجُ: الأتانُ الطّويلةُ الظَّهرِ، والسَّمْحاجُ أيضاً.

جحمظ

الجَحْمَظَةُ: القماط. قال:

لزّ إليه جحظواناً مِدْلَظـا


فظلَّ في نِسْعَتِهِ مُجَحْمَظا

جحفل

جيشٌ جحفلٌ: كثير.

دحرج:

الدُّحْروجة: كلّ ما دحرجته من طين أو غيره مثل البندقة المدوّرة، وجمعه: دَحاريجُ. قال الشاعر:

أَشْداقُها كصُدُوعِ النَّبعِ في قُلَـلٍ


مِثْلِ الدَّحاريجِ لم يَنْبُتْ لها زَغَبُ

شبَّهَ رءوسَ الفِراخِ بالدّحاريج.

حدرج:

حملج:

المُحَدْرَجُ المُحَمْلَجُ: المفتول.

جلحب:

شيخٌ جِلْحابٌ وجِلْحابةٌ، وهو القديم.

جحنب:

الجَحْنَبُ: الشَّدِيدُ.

حنبج:

الحُنْبُجُ: الضّخْمُ المُمْتلِىُء من كلّ شيءٍ. رجُلٌ حُنْبُجٌ وحُنابِجُ. وقالوا: سُنُْبلة حُنْبُجة: ضخمة. قال:

يَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الحُنابـجِ


بالقاعِ فَرْكَ القُطْنِ بِالمحَالِج

الحاء والضاد

اضمحل:

اضْمَحَلَّ الشيء: ذهب.

حرفض:

الحِرْفَضَةُ: النّاقةُ الكريمة. قال:

وقُلُصٍ مَهْريَّةٍ حَرافِضِ

حنضل:

الحَنْضَلُ. قَلْتٌ في صَخرة.

الحاء والشين

حشبل:

حَشْبَلَةُ الرَّجُلِ: عيالُه.

حرشف:

الحَرْشَفُ: فُلُوسُ السَّمَكَة. وحَرْشَفُ السِّلاحِ: ما زُيِّنَ به. وحرشفة من الجيش: كتيبة.

والحَرْشفُ: الدَّبَى حتّى يطير، ويَسْلَخ، أي: يخرج من سلوخه.

شرمح:

الشَّرْمَحُ: القويٌّ.

فرشح:

فَرْشَحَتِ الناقةُ إذا تَفَحَّجَتْ للحَلَبِ،؛ وفَرْطَشَتْ للبول.

حترش:

الحُتْرُوش: الصّلْبُ الشَّديد.

حربش:

الحِرْبِش: هي الأفعى.

شمحط:

الشُّمْحوط: الطويل.

شفلح:

الشَّفَلَّحُ من الرّجال: الواسعُ المَنْخِرَيْنِ، العظيم الشَّفَتَيْنِ. ومن النّساء: العظيمةُ الإِسْكَتَيْنِ، الواسعةُ المتاعِ.

والشَّفَلَّح: الثّمرُ الّذي يُشبِهُ الخَوْخ، وبه حُمْرة.

الحاء والصاد

حصرم:

الحِصْرِم: العَوْدَقُ. ورجلٌ مُحَصْرَم: قليل الخير.

صردح: الصَّرْدُح: المكانُ الصّلب.

صلدح:

الصَّلْدَحُ: هو الحجرُ العريضُ... وجاريةٌ صَلْدَحةٌ: عريضةٌ.

حنبص:

الحنبص: الدّاهية.

الحاء والسين

حرمس:

الحِرْماس: الأملس.

والحُمارِسُ والرُّحامِسُ، والقُداحِسُ: الجَريءُ الشُّجاع.

فلحس:

الفَلْحَسُ: الكلبُ، والرّجلُ الحَريص. والمرأة الرّسحاء أيضاً يقال لها: فَلْحَس.

حلبس:

الحَلْبَسُ والحُلابِسُ: الشّجاع.

سردح:

السّرداح: جماعة الطَّلْح، واحدُها: سِرْداحة.

والسِّرداح: النّاقةُ الطويلة وجمعها السّرادح. وناقة سِرْداح سِرْناح، أي: كريمة.

سحبل:

السَّحْبَلُ: العريضُ البَطْنِ.

سلحب:

المُسْلَحِبُّ: الطّريق البّين. وآسْلَحَبَّ، أي: امتدّ.

سرحب:

السُّرحُوبُ: الطّويل. وفرسٌ سُرْحوبٌ: أي: خَفِيفةٌ عَتِيقةٌ.

دحسم:

الدُّحْسُمُ والدُّماحِسُ: الغليظان. والدُّحسُمان والدُّحْمُسان: العظيمُ مَعَ سَواد.

حندس:

الحِنْدِسُ: الظُّلْمة.

سلطح:

السُّلاطِحُ: العريضُ

حنفس:

الحِنْفِسُ: الصَّغيرُ الخَلْق. والحِفْنيسُ قريبٌ منه.

سبحل:

يقال: هو رِبَحْلٌ سِبَحْلٌ: يوصف بالتَّرارة والنّعمة. وقيل لابنة الخُسّ: أيّ الإبل خيرٌ? فقالت: السِّبَحْلُ الرِّبَحْلُ، الرّاحلةُ الفَحْل. والسَّبَحْلَلُ، الشِّبلُ إذا أدرك الصيَّد.

سلحف:

السُّلَحْفاةُ: دُوَيْبَّةٌ من دَوابّ الماء.

الحاء والزاي

زحلف:

التَّزْحلُفُ والتَّزَحْلُقُ والتَّزَحْلُك واحدٌ، وهو قعودُ الصَّبيّ على رأس رابية فينزل على آسْتِه مَسْحاً.

وازحَلَفَّ وازْلَحَفَّ مثل جذب وجبذ.

حنزب:

الحِنْزابُ: الحمارُ المقتدرُ الخَلْق. والحُنْزوبُ: ضربٌ من النبات.

حزبل:

الحَزَنْبَلُ: القصير من الرجال.

حيزب:

الحَيْزَبونُ: العجوز الكبيرة.

زحزب:

الزُّحْزُبُّ: الّذي قد غَلُظ وقَويَ وآشْتَدَّ.

الحاء والطاء

طحلب:

الطُّحْلُبُ، والقِطْعة: طُحْلُبة: الخُضْرةُ على رأس الماء المُزْمِن.

طحربة:

يقال ما في السّماء طُحْرُبَة، أي: قطعة من سحاب.

والطُّحْرُبةُ: الفساء.

فطحل:

الفِطَحْل: دهرٌ لم يُخْلَقِ النّاس فيه بعد. قال:

زمنُ الفِطَحْلِ إذ السّلامُ رطابُ

طلحف:

وضربته ضرباً طِلْحيفاً وطِلَّحْفاً، أي: شديداً.

طلفح:

الطلَّنَفْحَ: الخالي الجَوْفِ.

حَبَنْطأ:

الحَبَنْطَأْ: بالهمز: العظيم البطن. وقد احْبَنْطأتُ واحْبَنْطيتُ والمُحْبَنْطِىءُ: اللاّزق بالأرض، العريض.

طحمر:

يقال: طَحْمَرَ، أي: وثب وارتفع. وطَحْمَرْتَ القوس وطمحرتَها أيضاً، إذا وتّرتها توتيراً شديداً.

طرمح:

الطِّرمّاح: المرتفع طرمح الرجل بناءه إذا رفعه.

طحرر:

الطّحارير: قِطَعُ السَّحابِ، ويُقال: الطَّخاريرُ بالخاء المعجمة.

الحاء والدال

بلدح:

بَلْدَحَ الرّجلُ. أَيْ: بلّد وأَعْيَى. والبَلَنْدَح من الرّجال: السّمين القصير.

حدبر:

ناقةٌ حَدْباءُ حِدبيرٌ، إذا بَدَتْ حَراقيفُها، وبدا عظمُ ظهرِها.

حندر:

الحِنْدَوْرُة: الحَدَقةُ. والحِنْدِيرةُ أجود.

حرمد:

الحَرْمَدُ: الحَمأة.

دمحل:

الدُّمَحِلةُ: الضَّخْمةُ التّارّةُ من النّساء.

الحاء والتاء

حبتر:

الحَبْتَرُ هو القصير. وكذلك البُحْتُر.

حنتر:

الحِنْتارُ: القصير الصّغير.

حنتم:

الحَنْتَمُ من الجِرارِ الخُضْر، وما يضربُ لونُهُ إلى الحُمْرة.

الحاء والظاء

حنظب:

الحَنْظَبُ: ذَكَرُ الخَنافِس.

بحظل:

بَحْظَلَ الرّجُلُ يُبَحْظِلُ بَحْظَلَةً، إذا قَفَزَ قَفَزانَ اليَرْبُوع، والفأرة.

حنظل:

الحَنْظَلُ معروفٌ.

الحاء والذال

ذحلم:

ذَحْلَمَهُ فَتَذَحْلَمَ إذا دَهْوَرَهُ فَتَدَهْوَرَ. قال:

كأنّه في هُوَّةٍ تَذَحْلَمَا

والذَّحْلَمَةُ: دَهْوََتُكَ الشيء في بئرٍ وفي جَبَل. ويقال: الحَذْلمة.

الحاء والثاء

حثرم:

الحِثْرِمةُ: الدّائرة الّتي تحتَ الأنف في وسط الشَّفة العُليا.

حثفل:

الحُثْفُلُ: ثُرْثُمُ المَرَقَةِ.

الحاء والراء

ربحل:

الرِّبَحْلُ: التّارّ. والرِّبَحْلُ: الحَسَنُ الشّابُّ الطّريٌّ الجسمِ.

حرمل:

الحَرْمَلُ: حبّ كالسّمِسْمِ.

حرنب:

احْرَنْبَى الرّجل استلقى على ظهره ورفع رجليه نحو السّماء، والمُحْرَنْبِي: الذي ينامُ على ظهره ويرفع رجليه إلى السّماء.

الحاء واللام

حنبل:

الحَنْبَلُ: الضَّخْمُ البَطْنِ في قِصَر. ويقال: هو الخُفُّ، أو الفَرْوُ الخَلَق. والحِنْبالُ والحِنْبالَةُ: القصير الكثير الكلام.

باب الخماسي من الحاء

شقحطب:

كَبْشُ شَقَحْطَبٌ، ذو قرنين منكرين. قال:

كَبْشُ الكتيبةِ ذُو النِّطاح شَقَحْطَبُ

حندلس:

الحَنْدِلَسُ: النّاقة النَّجيبةُ الكريمة.

دحندح:

دِحْنْدِحْ: دُوَيْبَّة.

حبطقطق:

الحَبَطَقْطَقْ: حكاية قوائمِ الخَيْلِ إذا جرت. قال:

جَرَت الخيلُ فقالت:


حَبَطَقْطَقْ حَبَطَقْطَقْ

اسلنطح:

الاسْلِنْطاحُ: الطّولُ والعَرْضُ. يُقال: قَدِ آسْلَنْطَح.

اسحنكك:

اسْحَنْكَكَ اللّيلُ، إذا اشتدّت ظلمته.

جحمرش:

الجَحْمَرِشُ من النّساء: الثقيلةُ السَّمِجَةُ. والجحمرش أيضاً: العجوز. قال:

جَحْمَرِشٌ كأنّما عيناها


عينا أتانٍ قُطْعَتْ أذناها

والجَمْحَرِشُ: الأرنبُ المُرْضِعُ.

اسحنفر:

اسْحَنْفَرَ الرّجلُ: استمر.

اسحنطر:

اسْحَنْطَرَ إذا امتدّ ومال.

حرف الهاء

باب الثنائي الصحيح

باب الهاء مع القاف

ق ه مستعمل فقط

قه:

قَهْ: حكاية ضرب من الضّحك، ثم يُضاعف بتصريف الحكاية. يُقال: قَهْقَهَ الضاحك يُقَهْقِهُ قَهْقَهَةً، إذا مدّ ورجّع. وإذا خفّف قيل: قَه الضّاحك، قال الراجز:

فَهُنَّ في تَهانُفٍ وفي قَهِ

وإن اضطرّ إلى تثقيلها جاز، كقوله:

ظَلِلْنَ في هَزْرَقَةٍ وقَهِّ

والقَهْقَهَةُ في قَرَب الوِرْد مُشْتَقٌّ من آصطدامِ الأحمالِ لعَجَلةِ السَّيْر، كأنّهم توهّموا لِحِسّ ذلك جَرْسَ نغمةٍ فضاعفوه، وقال رؤبة:

يَطْلُقْنَ قَبْلَ القَرَبِ المُقَهْقِهِ

باب الهاء مع الكاف

ك ه مستعمل فقط

كه:

الكَهْكَهَةُ: حكاية صوت الزَّمْر، والكَهْكَهَةُ في الزَّمْر أعرف منها في الضَّحِك قال:

يا حبَّذا كَهْكَهَةُ الغواني

وكَهْ: حكايةُ المكَهْكِهِ. والأسدُ يُكَهْكِهُ في زئيره. قال:

سامٍ على الزَّءّارةِ المكهكِهِ

وناقة كهّةٌ وكَهاةٌ- أي: ضَخْمَةٌ مُسِنَّةٌ ثقيلة. قال:

فمرّتْ كهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ

باب الهاء مع الجيم

ه ج، ج ه مستعملان

هج:

هَجَّجَ البعير يُهَجِّجُ تَهْجيجاً إذا غارت عينُه في رأسِه من جوعٍ أو عَطَشٍ أو إعياءٍ غير خِلْقةٍ. قال:

إذا حِجاجا مُقْلَتَيْها هجّجا

والهَجْهَجَةُ، حكايةُ صوتِ الرّجُل إذا صاح بالأسد. قال:

أَوْ ذُو زوائدَ لا يُطاف بـأرضِـهِ


يَغْشَى المُهْجْهِجَ كالذَّنوب المُرْسل

وفَحْلٌ هَجْهاجٌ في حكاية شِدَّةِ هديرِه. والهَجْهاجُ: النَّفُورُ.

وهَجْهَجْتُ بالنّاقةِ وبالجَمَل إذا زجرته، فقلت: هِيْج هِيْج. قال:

أَمْرَقْتُ من جَوْزِهِ أعناقَ ناجيةٍ


تَنْجو إذا قالَ حادِيها لها هِيجي

وإذا حكَوْا ضاعفوا هَجْهَج، كما يُضاعفون الوَلْوَلة من الويل، فيقولون: وَلْوَلَتِ المرأة، إذا أكثرتْ من قولها: الويل.

والهَجَاجَةُ: الأحمق. والهَجاجَةُ: الهَبْوة الّتي تَدْفن كلَّ شيء بالتّراب.

جه:

جَهْ: حكاية المُجَهْجِهِ. والجَهْجَهَةُ من صياحِ الأبطال في الحرب. يقال: جَهْجَهوا فحملوا. قال:

فجاء دون الزَّجْرِ والمُجَهْجَهِ

باب الهاء مع الشين

ه ش مستعمل فقط

هش:

الهشُّ: كلّ شيءٍ فيه رَخاوةٌ. هشَّ يَهَشُّ هَشاشةً فهو هَشٌّ هَشيشٌ.

والهشُّ: جَذْبُك غُصْنَ الشّجرةِ إليك، وكذلك إن نثرتَ وَرَقَها بعصاً، ومنه قوله عزّ وجلّ: "وأَهُشُّ بها على غَنَمي".

ورجلٌ هشٌّ إذا هشَّ إلى إخْوانِه، والهُشاش والأُشاش بمنزلة هَرَقْتُ وأَرَقْتُ.

باب الهاء مع الضاد

ه ض مستعمل فقط

هض:

الهَضُّ: كسرٌ دونَ الدّق وفوقَ الرّضّ.

والهَضْهاضُ: الفَحلُ الذي يَهُضُّ أعناقَ الفُحول. يقال: هو يُهَضْهِضُ الأعناقَ.

والهَضْهَضَة كذلك إلاّ أنّه في عَجَلة والهَضُّ في مُهْلةٍ جعلوا ذلك كالمدّ والتَّرجيع في الأصوات.

باب الهاء مع الصاد

هص، ص ه مستعملان

هص:

الهصُّ: شِدَّةُ القَبْض والغَمزْ. تقول: هصّه وهَصْهَصَهُ في المدّ والتّرجيع.

هُصَيْص: اسم أبي حيٍّ من قُرَيش.

صه:

صَهْ: كلمةُ زَجْرٍ للسُّكُوت. قال:

صَهْ! لا تَكَلَّمْ لحمّـاد بـداهـيةٍ


عليك عينٌ من الأَجْذاعِ والقَصَبِ

وقال:

إذا قال حادينا لِتَشْبـيهِ نَـبْـأَةٍ


صَهٍ! لم تكُنْ إلاّ دويَّ المسامعِ

يقول: حين أَنْصت لم يَسْمَعْ شيئاً إلّا دويَّ سمعِه.

وكلّ شيء من موقوف الرّجز فإنّ العربَ تُنوِنّهُ مخفوضاً، وما كان غير موقوف فعلى حَرَكَة صَرْفِه في الوجوه كلِّها.

ويضاعف صَهْ. فيقال: صَهْصَهْتُ بالقوم.

باب الهاء مع السين

هس، س ه مستعملان

هس:

الهساهس: الكلامُ الخفيُّ المُجَمْجَم. وسمعت هسيساً وهو الهَمْسُ.

والهساهسُ: حديثُ النَّفْس وَوَسْوَسَتُها.

قال:

فلهنّ منكَ هَساهسٌ وهُمومُ

سه:

السَّهُ: حَلْقَةُ الدُّبُر. قال الراجز:

ادعُ فعيلاً باسمِها لا تَنْسَـهْ


إنّ فعيلاً هي صئبان السَّهْ

وقال:

شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غثُّهـا وسـمـينُـهـا


وأنت السّهُ السُّفلَى إذا دعيتْ نَصْرُ

باب الهاء مع الزاي

هز مستعمل فقط

هز:

هززتُ الرُّمحَ ونحوَه فـاهـتـزّ


وهززت فلانا للخير فاهتزّ للخير.

واهتزّتِ الأرضُ: نَبَتَتْ والهَزْهَزَةُ والهَزاهِز: تحريك البلايا والحروب للنّاس. وهَزيزُ الرّيح: تَحْريكُها. قال:

تقول هَزيزُ الرِّيحِ مرّتْ بأثأب

باب الهاء مع الطاء

ط ه مستعمل فقط

طه:

الطَّهْطاهُ: الفرسُ الفتيُّ الرائعُ. قال:

سليم الرّجع طهطاهٌ قبوصُ

وبلغنا في تفسير طَهْ مجزومة أنّه بالحبشيّة: يا رجل.

ومن قرأ طاها فهما حرفان من الهجاء.

وبلغنا أنّ موسى بن عمران لمّا سمع كلام الرّبّ استفزّه الخوف حتّى قام على أصابع قدميه خوفاً، فقال الله: طَهْ، أي: آطْمَئِنّ يا رجل.

باب الهاء مع الدال

هد، د ه مستعملان

هد:

الهَدُّ: الهدْمُ الشّديد، كحائط يُهَدُّ بمرّةٍ فَيَنْهَدِمُ، والهَدَّةُ، صوت تَسمعُه من سقوط ركنٍ أو ناحية جبل.

والهادُّ: صوتٌ شديدٌ يَسْمعُه أهلُ السَّواحلِ، يأتيهم من قِبَلِ البَحْر له دَوِيّ في الأرض وربما كانت منه الزّلزلةُ، ودَوْيُّه هديرُه. والفَحْل يُهَدْهِدُ في هديره. قال:

يَتْبعْنَ ذا هَداهدٍ عَجَنَّسا


إذا الغُرابان به تَمَرَّسا

وهَدْهَدَةُ الهُدْهُدِ: صوتُه.

والهُداهِدُ: طائرٌ يُشْبِهُ الحَمام. قال الراعي:

كهُداهِدٍ كَسَر الرُّماةُ جناحَـه


يدعو بقارعةِ الطَّريقِ هَديلا

والتّهدّدُ، والتَّهداد والتَّهديد من الوعيد.

والهَدْهَدَةُ: تحريكُ الأمّ ولدَها لينامَ.

والهَدُّ من الرّجال: الضعيف. يقال: هذا هدُّ حيّ.

ويقال للرّجل: مهلاً هَدادَيْك.

وهَداد، حيّ من العرب.

ده:

دَهْ: كلمةٌ كانت العربُ تتكلّم بها. يَرى الرّجل ثَأْرَه. فتقول له: يا فلانُ إلاّ دَهٍ فلا دهٍ، أي: أنك إنْ لم تثأر بفلانٍ الآن لم تثأر به أبداً. وأما قول رؤبة:

وقُوَّلٌ إلاّ دَهٍ فلا دَهِ

فيقال: إنّها فارسيةٌ حكى قول ظئره.

والدَّهْدَهَةُ: قذفُك الحجارةَ من أعلَى إلى أسفلَ دَحْرَجةً. قال عمرو يصف السيوف:

يُدَهْدِهْنَ الرُّءوسَ كما تُدَهْدِي


حَزاوِرَةٌ بأيديها الكُـرينـا

حوّل الهاءَ الآخرةَ ياءً، لأنّ الياء أقرب الحروف شبهاً بالهاء، ألا ترَى أن الياء مدّة والهاءَ نَفَس، ومن هنالك صار مجرى الياء والواو والألف والهاء في رويّ الشِّعر واحداً نحو قوله:

لمن طللٌ كالوَحْي عافٍ مَنازلُهْ

فاللاّمُ هو الرّويّ، والهاء وصل للرّويّ، كما أنّها لو لم تكن لمُدّتِ اللام حتى تخرجَ من مدّتها واو أو ياء، أو ألفٌ للوصل نحو: مَنازلو، مَنازلي، مَنازلا.

باب الهاء مع التاء

هت، ت ه مستعملان

هت:

الهتُّ شِبْهُ العَصْر للصَّوْت، يُقالُ للبَكْر: يَهِتُّ هتيتاً، ثم يَكِشُّ كشيشا، ثمّ يَهْدِرُ إذا بزل هديراً. ويقال: الهَمْز صوتٌ مَهتوتٌ في أقصَى الحَلْق، فإذا رُفِّهَ عن الهَمْز صار نفسا، تحوّل إلى مخرج الهاء، ولذلك استخفّتِ العربُ إدخال الهاءِ على الألف المقطوعة، يقال: أراقَ وهَراقَ، وأيهات وهيهات.

وتقول: يَهْتُّ الإنسانُ الهمزة هتّاً إذا تكلّم بها.

والهَتْهَتَةُ أيضاً تُقال في معنَى الهَتيت.

ته:

والهَتْهَتَةُ والتَّهْتَهَةُ تقال في التواء اللّسان.

باب الهاء مع الذال

هذ مستعمل فقط

هذ:

يقال: هذّه بالسَّيْف هذّاً إذا قطعه والهَذُّ: سرعةُ القَطْعِ، وسُرْعةُ القراءة. قال: كهَذِّ الأَشَاَءِة بالمِخْلَبِ وقال:

وعَبْدُ يَغُوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَهُ


قدِ اهتذّ عُرْشَيْهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ

ويُرْوَى: اختزّ، في بعض اللغات.

باب الهاء مع الثاء

هث مستعمل فقط

هث:

الهَثْهَثَةُ: انتخال الثَّلْج والبَرَد وعظام القطر في سُرْعة. يقال: هثهث السَّحابُ بمطره. قال:

من كُلِّ جَوْنٍ مُسْبِلٍ مُهَثْهِثِ

والهَثْهَثَةُ: بعض كلام الأَلْثَغ.

ويُقال للوالي إذا جار وظلم: قد هَثْهَثَ. قال العجاج:

وأُمَراءُ أفسدوا فعاثـوا


وهثهثوا فكَثُرَ الهَثْهاثُ

باب الهاء مع الراء

هر، ر ه مستعملان

هر:

الهِرّةُ: السِّنَّوْرة، والهِرُّ: الذَّكَرُ. ويُجْمَعُ الهِرُّ: هرِرَةً، وتجمعُ الهرّة: هِرَراً.

والهَرير: دونَ النُّباح. تقول: هرّ الكلاب إليه. وبه يُشبَّه نظرُ الكُماةِ بعضِهم إلى بعضٍ، يقال: هر الكُماةُ.

وفلانٌ هرّه الناسُ، إذا كَرِهوا ناحيتَه. قال:

أرى النّاسَ هرّوني وشُهِّرَ مَدْخَلـي


وفي كلِّ مَمْشىً أرْصَدَ النّاس عَقْرَبا

وهَرَّ الشَّوْكُ هرّاً إذا اشتدّ يُبْسُه. قال:

إذا ما هرَّ وآمْتَنَع المَذاقُ

أي: صار كأنّه أظفار هرّ.

والهُرْهورُ: الكثير من الماء واللبن، إذا حَلَبْتَ سمعتَ له هَرْهَرَةً. قال:

سَلْمٌ ترَى الدّالحَ منـه أَزْوَرا


إذا يَعُبُّ في الطَّوِيِّ هَرْهَرا

والهَرْهَرَة والغرغرة يُحكَى بها بعض أصوات الهندِ والمِيدِ عند الحرب.

ره:

الرّهرهةُ: حسنُ بصيصِ لونِ البَشَرة، وأشباه ذلك.

باب الهاء مع اللام

هل، ل ه مستعملان

هل:

هَلْ- خفيفةً- استفهامٌ، تقول: هل كان كذا وكذا? وهل لك في كذا وكذا? وقول زهير:

وذي نسبٍ ناءٍ بعيدٍ وصـلـتـه


بما لك لا يدري أهل أنت واصلُهْ

اضطرارٌ، لأنّ هلْ حرف استفهام وكذلك الألف، ولا يُسْتَفْهَمُ بحرفَيِ استفهام.

قال الخليل لأبي الدُّقَيْش: هلْ لك في الرُّطَبِ? قال: أشدُّ هلْ وأوحاه فخفَّفَ، وبعض يقول: أشدُّ الهلِّ وأوحاه وكلّ حرف أداةٍ إذا جعلتَ فيه ألفاً ولاماً صار اسماً فقُوِّيَ وثُقِّل. وإذا جاءت الحروف اللّيّنة في كلمة، نحو لو وأشباهها ثُقِّلَتْ، لأنّ الحرفَ اللّيّن خوّار أجوف لا بدّ له من حشو يَقْوَى به إذا جُعِل اسماً كقوله:

ليتَ شِعري وأين منّي ليتٌ


إنّ ليتاً وإنّ لوّاً عـنـاء

والحروف الصحاح مستغنيةٌ بجُروسِها لا تحتاج إلى حشو فتترك على حالها.

وتقول: هلّ السّحابُ بالمطر هلاًّ، وآنهلّ بالمر انهلالاً، وهو شدّةُ آنصبابِه، ويَتَهَلَّلُ السّحابُ ببَرْقِهِ أي: يتلألأ. ويتهلّلُ الرّجلُ فرحاً. قال:

تراه إذا ما جئتَهُ مُتَـهـلّـلا


كأنَّكَ تُعْطيهِ الّذي أنت سائلُهْ

والهَليلةُ: أرضٌ يُسْتَهلُّ بها المطرُ، وما حواليها غيرُ مَمْطُور.

والهلالُ: غُرّةُ القَمَرِ حين يُهِلُّه النّاس في غُرّة الشّهر.

يقال: أُهِلَّ الهلالُ ولا يُقال: هَلَّ.

والمُحْرِمُ يُهِلُّ بالإِحرام إذا أوجب الحُرُمَ على نفسِه. وإنّما قيل ذلك، لأنّهم أكثر ما يُحرمون إذا أهلّوا الهلال فجرى ذلك على ألسنتهم.

وهُلّلِ البعير تهليلاً إذا استقوس وانحنى ظهره وآلتزق بطُنُه هُزالاً وإضاقاً. قال:

إذا ارفضّ أطرافُ السّياط وهُلِّلَتْ


جُدومُ المهاري عَذَّبَتْهُنَّ صَـيْدَحُ

والهَلَلُ: الفَزَع، يُقال: حَمَل فلانٌ فما هلّل عن قِرْنِه.

وتقول: أَحْجِمْ عنّا هَلَلاً. قال كعب:

لا يَقَعُ الطّعنُ إلاّ في نُحـورِهـم


وما بهِمْ عن حياضِ الموتِ تهليلُ

والتّهليلُ: قول لا إله إلاّ الله.

والاستهلالُ: الصّوت. وكل مُتهلّلٍ رافع الصوت أو خافضه فهو مُهلّ ومُستَهِلّ. وأنشد:

وأَلْفيتُ الخصومَ فهم لديه


مُبْرْشِمَةٌ أهلّوا ينظرونا

والهِلالُ: الحيّةُ الذّكُر.

والهَلْهَلُ: السّمُ القاتل.

والهَلْهَلُة: سخافةُ النّسج. ثوب مُهْلَهَل. والمُهْلْهَلَةُ من الرّوع: أردؤُها.

والهُلاهِلُ من وصفِ الماءِ: الكثيرُ الصّافي.

ويُقال: أَنْهَجَ الثَّوْبُ هَلْهالاً.

له:

اللّهلَهةُ: مثلُ الهَلْهلةِ في النَّسْجِ. قال:

أتاك بقولٍ لَهْلَهِ النَّسْجِ كاذبٌ

والّلهلهةُ: المكانُ الّذي يضطربُ فيه السّرابُ. قال:

ومُخْفِقٍ من لُهْلُهٍ ولُهْلُهِ

باب الهاء مع النون

هن، ن ه مستعملان

هن:

الهَنُ: كلمةٌ يُكْنَى بها عن اسمِ الإنسان. تقول: أتاني هَنٌ، والإنِثى: هَنَه بفتح النّون إذا وقفتَ عندها لظهور الهاء، فإذا مررتَ سكّنْتَ النّونَ، لأنها بنيت في الأصل على التَّسكين، وصيّرت الهاء تاءً، كقولك: رأيت هَنْةَ مُقبلةً لم تُصْرَفْ، لأنّها اسم معرفة للمؤنّث. وهاءُ التأنيث إذا سُكِّنَ ما قبلَها صارت تاءً مع أَلِفِ الفَتْح الّذي قبلَها، كقولك: القناة والحياة. وهاء التأنيث أَصْلُ بنائِها من التّاء، ولكنّهم فرّقوا بين تأنيثِ الفعل وتأنيث الاسم، فقالوا في الفعل: فَعَلَتْ. وفي الاسم: فَعْلَة. وإنّما وقفوا عند هذه التّاءِ بالهاء من بينِ سائر الحروف، لأن الهاء ألينُ الحروف الصِّحاح، فجعلوا البَدَلَ صحيحا مثلها، ولم يكن في الحروف حرفٌ أَهَشُّ من الهاءِ، لأنّ الهاءَ نَفَسٌ.

وأمّا هَنْ فمِنَ العربِ مَنْ يُسَكِّنُ يَجْعَلُها مثل مَنْ فيجُريها مُجراها، والتَّنوين فيها أحسنُ. كقول الراجز.

إذْ مِنْ هَنٍ قولٌُوقولٌمن هَنِ

نه:

النَّهْنَهَةُ: الكفُّ. تقول: نهنهتُ فلاناً إذا زجرته ونهيته. قال:

نَهْنِهْ دُمُوعَك إنَّ مَنْ


يَغْتَرّ بالحِدْثَانِ عاجزْ

باب الهاء مع الفاء

هف، ف ه مستعملان

هف:

الهفيفُ: سُرْعُة السَّيْر. هَفَّ يَهِفُّ هفيفاً. قال ذو الرمة:

إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قلتُ: غَـنّـنِـا


بخَرْقَاءَ وارفعْ من هَفيفِ الرَّواحلِ

وزُقاقُ الهَفَّةِ: موضعٌ من البطيحة، كثيرُ القصباء، فيه مُخْتَرَقٌ للسُّفن.

وجاريةٌ مُهَفْهَفٌة، ومهفَّفة- لغة-: إذا كانت هيفاءَ، خَميصةَ البَطْنِ، دقيقةَ الخَصْر.

فه:

رجلٌ فهٌّ وفَهيهٌ: إذا جاءت منه سقطة أو جهلة من العِيِّ. ورجلٌ فَهٌّ: عَيٌّ عن حجّته. وامرأة فَهَّةٌ... وقد فَهَّ يَفَهُّ فَهاهَةً وفَهّاً وفَهَّةً، وفَهِهْتَ يا رجل.

ويقال: جئتُ لحاجةٍ فأفهّني عنها فلانٌ إذا أَنْساكَها.

باب الهاء مع الباء

هب، ب ه مستعملان

هب:

هبّتِ الرّيحُ تَهُبُّ هُبوباً، والنّائم يَهُبُّ هبّاً، والسّيف يَهُبُّ، إذا هُزَّ، هبّةً. والتَّيْسُ يَهِبُّ هبيباً للسِّفاد. والنّاقةُ تَهِبُّ هَباباً. قال:

فلها هِبابٌ في الزِّمام كـأنَّـهـا


صهباءُ راحَ مع الجَنوبِ جَهامُها

وهَبْهَبَ السراب إذا ترقرق، والهَبْهابُ من أسماء السَّراب، والهَبْهابُ لُعبةٌ لصبيان العراق والهَبْهَبيُّ: تَيْسُ الغنم، ويقال: بل راعيها. قال:

كأنَّه هَبْهبيٌّ نـام عـن غـنَـمٍ


مُسْتَأْوِرٌ في سواد اللّيلِ مَذؤوبُ

به:

البَهْبَهيُّ: الجسيم الجرىء. قال:

لا تراه في حادثِ الدّهرِ إلاّ


وهو يغدو بَبْهَبهيٍّ جَـريم

والبَهْبَهةُ: من هدير الفَحْل.

والأَبَهُّ: الأَبَحُّ.

باب الهاء مع الميم

هم، م ه مستعملان

هم:

الهَمُّ: ما هَمَمْتَ به في نفسك. تقول: أهمَّني هذا الأمر.

والهَمُّ: الحزن.

والهمّةُ: ما هَمَمْتَ بهِ من أَمْرٍ لتَفْعَلَهُ. يُقالُ: إنّه لعَظيمُ الهِمَّةِ، وإنّه لصغيرُ الهِمَّةِ.

ويُقال: أهمّني الشّيء، أي: أحزنني. وهَمَّني، أذابَني.

والمُهْمّاتُ من الأمور: الشَّدائد.

والهُمامُ: الملِكُ لعِظَم هِمّته. وتقول: لا يَكاُد ولا يَهُمُّ كَوْداً ولا همّاً ولا مَهَمَّةً ولا مَكادةً.

والهَميمُ: دبيبُ هوامِّ الأرض. والهَواُّم: ما كان من خَشاشِ الأَرْض، نحو العقاربِ وشِبْهِها، الواحدةُ: هامّة، لأنّها تَهِمُّ، أي: تَدِبُّ.

والانهمامُ في ذَوَبان الشّيءِ واستِرخاِئِه بعد جموده وصلابته، مثل الثَّلْج إذا ذاب. تقول: قد انهمَّ. وآنهمّتِ البقولُ إذا طُبِخَتْ في القِدْر.

والهامومُ من الشَّحمِ كثيرُ الإِهالة. قال:

وآنْهَمَّ هامُومُ السَّديفِ الواري

والهَمْهَمَةُ: نحو أصوات البقَر والفِيَلةِ وأَشباه ذلك.

والهَمْهَمَةُ: تردُّدُ الزئير في الصَّدْر من الهمِّ والحُزن. ويقال للقَصَب إذا هزَّتْه الرّيح: إنّه لَهْمُهوٌم، ويُقال للحمارِ إذا ردَّد نَهيقَهُ في صدرِه، إنّه لَهِمْهيمٌ. قال:

خَلَّى لها سِرْبُ أُولاها وهيّجـهـا


ومن خَلْفِها لاحِقُ الصُّقْلَينِ هِمْهِيم

وأَحَبُّ الأَسماء إلى اللهِ: عبدُ الله وهمّام لأنه ما من أحدٍ إلاّ ويَهُمُّ بأمر من الأمور، رشَدَ أو غَوَى. ويقال: هو يَتَهَمَّم رأسَه، أي: يفليه.

وسحابةٌ هَموم، أي: صبّابةٌ للمَطَر. والهِمُّ: الشَّيخ الفاني.

مه:

مَهْ: زجرٌ ونهيٌ. ومَهْمَهْتُ قلتُ لهُ: مَهْ مَهْ.

والمَهْمَهُ: الخَرْقُ الواسعُ الأَملسُ.

وأمّا مهما فإنّ أصلها: ماما، ولكن أبدلوا من الألف الأولى هاء ليختلف اللفظ. ف ما الأولى هي ما الجزاء، وما الثانية هي التي تزاد تأكيداً لحروف الجزاء مثل أينما ومَتَى ما وكيفما. والدليل على ذلك أنّه ليس شيء من حروف الجزاء إلاّ وما تزاد فيه. قال الله تعالى: "وإمّا تثقفنَّهم في الحرب" الأصل: إن تثقفهم.

باب الثلاثي الصحيح

باب الهاء والخاء والباء معهما

هب خ مستعمل فقط

هبخ:

أهملت الهاء مع الخاء في الثّلاثيّ الصّحيح إلاّ قولهم: الهَبَيَّخةُ: الجارية التّارّة. وبالحِمْيَريّة: كلُّ جاريةٍ هَبَيَّخةٌ.

والهَبَيَّخَى: مِشْيةٌ في تَبَخْتُرٍ، وقد اهْبَيَّخَتْ اهبيّاخاً، وهي تَهْبَيَّخُ. قال:

جرَّ العروسِ ذيلَها الهَبَيَّخا

باب الهاء والغين والنون معهما

هن غ مستعمل فقط

هنغ:

لا توجد الهاء مع الغين إلاّ في هذه الحروف، وهي: الأَهْيَغُ والغَيْهَقُ، والهَيْنَغُ، والغيهب، والهِلْياغُ. فأما الأهيغ فإنّك تَرَى تفسيره في أول معتلّ الهاء. وأمّا الغَيْهَقُ فهو النشاط ويُوصَفُ به العِظَم والتّرارة.

الهَيْنَغَةُ: المرأة المُهانِغةُ المُضاحِكُة الملاعبة. قال:

قولا كتحديثِ الهلوكِ الهَيْنَغِ

وهانَغْتُ المرأة مُهانَغَةً، إذا غازلتها.

والهِلْياغُ: شيءٌ من صغارِ السِّباعِ. قال: وهِلْياغُها فيها معاً والغَناجِلُ

باب الهاء والغين والباء

هب غ، غ ه ب مستعملان

هبغ:

الهُبوغُ: النّوم. هَبَغَ فلانٌ يَهْبَغُ هبغاً إذا نام قال:

هَبَغْنا بينَ أرجلهـنّ حـتّـى


تَبَخْبَخَ حَرُّذي رَمْضاءَ حامي

غهب:

الغَيْهَبُ: شدّة سوادِ اللّيلِ والجمل ونحوه. يقال: جَمَلٌ غَيْهَبٌ: مظلم السّواد.

قال:

تلاقيتها والبومُ يدعو بها الصَّدَى


وقد أُلْبِسَتْ أَفْراطُها ثِنْيَ غَيْهبِ

وغَهِبْتُ عن هذا الشّيء غَهَباً إذا غفلتُ عنه ونسيتُه.

وأَصَبْتُ هذا الصّيدَ غَهَباً، أي: غَفْلَةً من غيرِ تعمّد.

باب الهاء والغين والميم معهما

هم غ مستعمل فقط

همغ:

الهِمْيَغُ: الموتُ الوَحِيُّ، ويُقال: إنما هو بالعين المهملة. قال الشاعر:

إذا بلغوا مِصْرَهُمْ عُوجلوا


من الموتِ بالهِمْيَغِ الذّاعِطِ

باب الهاء والقاف والشين معهما

ش ه ق مستعمل فقط

شهق:

الشّهيقُ ضدُّ الزّفيرِ، فالشهيق ردُّ النَّفَس، والزّفيرُ إخراجُهُ. شَهَقَ يَشْهَقُ ويَشْهِقُ شهيقا- لغتان- وجَبَلٌ شاهقٌ: مُمْتَنِعٌ طُولاً، ويُجمَعُ: شواهِقَ، وهو يَشهقُ شُهوقاً.

باب الهاء والقاف والسين معهما

س ه ق مستعمل فقط

سهق:

السَّهْوَقُ: كلُّ شيءٍ تَرَّ وآرتَوَى من سُوقِ الشّجر ونحوه، والسّهْوَقُ: الطويل من الرجال. قال الشاعر:

وظيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ رَيّانُ سَهْوَقُ

والسَّهْوَق: الكذّابُ.

والسَّهْوَقُ من الرياح: التي تَنسجُ العجاج.

باب الهاء والقاف والزاي معهما

ه ز ق، ق ه ز، ز ه ق مستعملات

هزق:

امرأة هَزِقَةٌ ومِهْزِاقٌ: لا تَسْتقرٌّ في مَوضعٍ.

وحِماٌر هَزِقٌ: كثيرُ الاستِنانِ. قال:

وشَجَّ ظهْرَ الأرضِ رقّاصُ الهَزَقْ

قهز

القَهْزُ والقِهْزُ- لغتان: ضربٌ من الثّياب تُتَّخَذُ من صوفٍ كالمِرْعِزِيّ، وربّما خالطه الحريرُ يشبّه به الشَّعر اللّيّن. قال رؤبة يصفُ حُمُر الوحش:

وآدَّرَعَتْ من قهْزِها سَرابِلا


أطارَ عَنْها الخِرَقَ الرَّعابِلا

يقول: سقط عنها العِفاءُ، ونبتَ تحته شَعَرٌ ليّن. قال:

كأنَّ لونَ القِهْزِ في خُصُورِها


والقُبْطُرِيّ البيض في تأزيزها

زهق:

زَهَقَتْ نفسُه، وهي تَزْهَقُ زُهُوقاً، أي: ذهبت. وكلّ شيء هلك وبَطَلَ فقد زَهَق ويقال للبئر البعيدة المَهواةِ: زاهقة وزَهُوق. قال أبو ذؤيب:

وأَشْعَثَ كسْبُهُ فَضَلاتُ ثَرْل


على أرجاءِ مَتْلَفَةٍ زَهُوقِ

والزّاهق: السّمينُ من الدوابّ. قال زهير:

مِنْها الشَّنُونُ ومنها الزّاهقُ الزَّهِمُ

ويقال: الزّاهقُ: الشّديدُ الهُزال حتى تجدَ زُهومَةَ غُثُوثِة لَحْمِهِ. والزّهِمُ: السّمين. والشَّنُونُ: الذي بدا فيه الهُزال، ويقال: بل هو الغايةُ في السِّمَنِ. والزَّهِمُ: الكثيرُ الشَّحْمِ.

والزَّهَقُ: الوَهْدَةُ، وآنْزَهَقَتْ أيدي الدّابَّةِ، إذا وقعت في وَهْدَةٍ ونحوها. قال:

كأنَّ أيديهنَّ تَهوِي في الزَّهَقْ

والزَّهْزَقَةُ: ترقيصُ الأمِّ الصّبيَّ. والزَّهْزاقُ: آسمُ ذلك الفِعل.

والزّهْزَقَةُ في سُوءِ الضَّحِكِ كالقَهْقَهَةِ.

باب الهاء والقاف والدال معهما

ق ه د، د ه ق مستعملان فقط

قهد:

القَهْدُ: من أولاد الضأن يَضرِب إلى بياض. والجمعُ: قِهادٌ. وكذلك ولَدُ البَقَرةِ الوَحْشيّةِ. قال:

نقودُ جيادَهُنَّ ونَفْتـلـيهـا


ولا نَعدو التُّيُوسَ ولا القِهادا

دهق:

الدَّهَقُ: خشبتان يُغْمَزُ بهما السّاقُ، وآدّهَقْتِ الحجارةُ ادِّهاقاً، وهو شدّة تَلازُمِها، ودُخُولُ بعضِها في بعضٍ. قال:

ينصاح من جَبْلةٍ رَضْمٍ مُدَّهَقْ

وكأسٌ دِهاقْ: مَلْأَى. وأدقتها: شَدَدْتُ ملأَها.

والدَّهْدَقَةُ: دَوَرانُ البِضْع الكثير في القدر إذا غَلَتْ، تراها تعلو مرّةً وتسفلُ أخرى. قال حاتم طيء:

يُقَمِّصُ دَهْداقَ البَضيعِ كـأَنَّـهُ


رُؤوسُ قَطاً كُدْرٍ دقاقِ الحناجرِ

باب الهاء والقاف والراء معهما

هر ق، ق ه ر، ر ه ق، ق ره

هرق:

هراقتِ السَّحابةُ ماءها تُهَريقُ فهي مُهَرِيقةٌ، والماءُ مُهَراقٌ. الهاءُ مفتوحةٌ في كلّه، لأنْها بدلٌ من همزة أراق، وهَرَقْتُ مثل أَرَقْتُ. ومن قال: أهراقَ فقد أخطأ في القياس. ويقال: مطرٌ مُهَرَ وْرِقٌ، ودمعٌ مُهَرَ وْرِقٌ.

ويُقال للغضبان: هَرِقْ على جَمْرِك، أي: آصبُبْ على غَضَبِك ما تُطْفِئُهُ به. قال رؤبة:

هَرِقْ على جَمْرِك أو تَبيّنِ

أي: تَثَبَّتْ.

والمُهْرَقُ: الصّحيفة البيضاء يُكْتَب فيها، ويجمع مَهاريقَ.

والمُهْرَقُ: الصّحراءُ الملساءُ، وجمعه: مهاريق.

قهر:

اللهُ القاهرُ القهّارُ. يُقالُ: أخذهم قَهْراً، أي: من غير رضاهم، والقَهْرُ: الغَلَبة، والأخذ من فوق.

والقَهْقَرُ: الحَجَر. قال:

جئنا على كلِّ كُمَيْتٍ هَيْكـلِ


أخْضرَ كالقهْقَرِ أو كالأحْيَلِ

رهق:

الرَّهَقُ: جهلٌ في الإنسان، وخفّةٌ في عقله. يقال: به رَهَقٌ، ولم أسمع منه فعلاً. ورجلٌ مُرَهَّقٌ: موصوف بالرَّهَقِ. قال:

إنّ في شُكْرِ صالحينا لَمـا يَدْ


حَضُ قَوْلَ المُرَهَّقِ المَوْصوم

ورَهِقَ فلانٌ فلاناً إذا تَبِعَهُ فقَرُب أن يلْحَقَهُ. ورَهِقَ أيضاً: غَشِيَ. قال الله عزّ وجلّ: "ولا يَرْهَقُ وَجَوهَهُمْ قَتَرٌ ولا ذِلَّةٌ".

والرَّهَقُ: غِشْيانُ الشّيء. تقول: رَهِقَهُ ما يَكْرَهُ، أي: غَشِيَهُ ذلك.

والرَّهَقُ: الكَذِب. قال: الكُمَيْت:

حَلَفَتْ يميناً غيرَ ما رَهَقٍ


باللهِ ربِّ محّمدٍ وبِـلالِ

والرَّهَقُ: العَظَمَةُ، وهو قوله: "فزادوهم رَهَقاً" والرَّهَقُ: الظلُّم، وهو قوله: "فلا يخاف بَخْسا ولا رَهَقا" والرَّهَقُ: العيب. قال كعب بن زهير:

ما فيه قولٌ ولا عيبٌ يُقالُ له


عند الرّهان سليمٌ جنّبَ الرَّهَقا

وتقول: أرهقناهم الخيلَ فهم مُرْهَقُونَ.

وأَرْهَقْتُهم أمراً صَعْباً إذا حملتهم عليه. وقول الله عزّ وجلّ: "سأُرْهِقُهُ صَعودا"، يُقال: جبل في النّار يُكَلِّفُ اللهُ الكُفّارَ صُعودَه.

والمُراهِقُ: الغُلامُ الّذي قاربَ الحُلُم.

ورجلٌ مُرَهَّقٌ: إذا كان يُظَنُّ به السُّوء.

ورجل مُرَهَّقٌ أيضاً، أي: يَنزِلُ به الضّيِفان، يأتونه وقد أَرْهَقَ اللّيلُ.

وأَرْهَقْنا الصَّلاةَ، أي: استأخرنا عنها.

قره:

القَرَهُ في الجسَدِ كالقَلَح في الأسنان، وهو الوسَخُ. والنَّعْتُ: أَقْرَهُ وقَرْهاُء ومُتَقَرِّهٌ.

باب الهاء والقاف واللام معهما

هق ل، ق ه ل، ل ه ق، ق ل ه مستعملات

هقل:

الهِقْلُ والهِقْلةُ: الفَتِيّان من النّعام.

قهل:

القَهَلُ كالقَرَهِ في قَشَفِ الإنسانِ وقَذَرِ جلْدِهِ. ورجلٌ متقهّلٌ لا يتعاهَدُ جَسَدَهُ بالماء والنّظافةِ. قال:

مُتَرهّبُ مُتَبتّلٌ متـقـهّـلٌ


طاوي النّهارِ وليله ما يرقد

وأَقْهَلَ الرّجلُ إذا تكلّف ما يَعيبُه ويُدنّسُ نفسَهُ. قال:

خليفة الله بلا إقْهال

وقَهِلَ الرّجلُ قَهَلاً، أي: استقلّ العطية وكَفَرَ النِّعمةَ.

لهق:

اللَّهَقُ: الأبيضُ ليس بذي بَريقٍ ولا مُوهةٍ كاليَقَفِ. إنّما هو نعتٌ للثَّوْرِ، والثَّوْبِ والشَّيبِ.

ورجلٌ لَهْوَقٌ وهو يتلَهْوَقُ، أي: يُبْدي من سخائه، ويَفتخرُ على غير ما عليه سجيَّتُهُ. وفي الحديث: كان خُلُق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سجيّه. ولم يكن تَلَهْوُقاً. أي: تَخَلُّقاً.

وبعيرٌ لَهَقٌ. والأنثى: لَهَقٌ. وقال في الشيب:

بانَ الشَّابُ ولاح الواضِحُ اللَّهَقُ


ولا أرى باطلاً والشّيبُ يتّفقُ

قله:

القَلَهُ لُغَةٌ في القَرَهِ.

باب الهاء والقاف والنون معهما

ن ه ق، ن ق ه مستعملان فقط

نهق:

النَّهْقُ- جَزْمٌ-: نباتٌ يُشبِهُ الجِرْجير من أحرار البقول، يُؤكل.

والنّهيق: صوت الحمار. وأخذه النُّهاق: إذا كَثُر نهيقُه واشتدّ.

ونواهِقُ الدَابَةِ: عُروقٌ اكتنفتْ خياشيمها. الواحدة: ناهقة.

وقد نَهَقَ يَنْهَق ويَنْهِقُ معاً.

نقه:

نَقِهَ يَنْقَهُ، معناه: فَهِمَ يَفْهم، فهو نَقِهٌ: سريعُ الفِطْنة.

ونَقَهَ من المرض يَنْقَهُ نُقُوهاً فهو ناقِهٌ.

باب الهاء والقاف والفاء معهما

ف ه ق، ف ق ه مستعملان فقط

رمق

فهق:

الفَهْقَةُ: عظم عند فائق الرأس، مُشْرفٌ على اللّهاة، وهو العظمُ الذي يَسْقُطُ على اللَّهاةِ فيقال: فُهِقَ الصّبيُّ. قال:

قد يَجَأُ الفَهْقَةَ حتّى تَنْدَلِقْ

أي: يَجَأُ القفا حتى تَسْقُطَ الفَهْقَةُ من باطن.

والفَهَقُ: اتّساعُ كلِّ شيءٍ يَنْبُعُ منه ماءٌ أو دمٌ. نقول: انفهقتِ الطّعنةُ وانفهقت العين، وأرضٌ تَنْفهِقُ مياهاً عِذاباً. قال رؤبة:

صفقنَ أيديهنّ في الحَوْمِ الفَهَقْ

ويروى: المَهَق. والفَهَقُ: الامتلاء. قال:

وأَطعَنُ الطَّعْنَةَ النّجلاءَ عن عُرُضٍ


تنقي المسابير بالإزّبادِ والفَـهَـقِ

والفَيْهَقُ: الواسِعُ من كلّ شيء، حتّى قيل: مفازةٌ فَيْهَقٌ.

ورجلٌ متفيهق، أي: مُتَفَتّحٌ بالبذَخ، يقال: هو يَتَفَيْهَقُ علينا بمال غيره.

فقه:

الفِقْهُ: العِلْم في الدّين. يقالُ: فَقُهَ الرّجل يَفْقُهُ فِقْهاً فهو فَقيهٌ.

وفَقِهَ يَفْقَهُ فِقْهاً إذا فَهِمَ. وأفقهتُه: بَيَّنْتُ لهُ. والتَّفَقُّهُ: تَعَلُّمُ الفِقْهِ.

باب الهاء والقاف والباء معهما

هق ب، ق ه ب، ب ه ق مستعملات

هقب:

الهِقَبُّ: الضَّخْمُ الطّويلُ من النّعام. قال:

شَخْتُ الجُزارَةِ مِثْلُ البيت سائره


من المُسُوحِ هِقَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ

قهب:

القَهْبُ: الأبيض من أولادِ البَقَر والمِعَزِ ونحوِه. يقال: إنّه لَقَهْبُ الإهاب، وإنّه لقُهابٌ قُهابيٌّ، والأنثى: قَهْبَةٌ.

والقَهْبُ: المُسِنُّ في قول رؤبة:

إن تميماً كان قَهْباً قهْقباً

وقوله:

إنّ تميماً كان قَهْباً مِنْ عادْ

والقَهْبيُّ: اليعقوب وهو الذّكَرُ من الحَجَل. قال:

فأَضْحَتِ الدّارُ قَفْراً لا أنيسَ بها


إلاّ القُهابُ معَ القَهْبيّ والحَذَفِ

والقَهُوبَةُ: من نِصالِ السِّهام، ذاتُ شُعَبٍ ثلاثٍ، وربّما كانتْ حديدتَيْنِ تَنْضمّانِ أحياناً وتَنْفَرِجان. والجميع: القَهُوبات.

والقَهْقَبُ: الطّويلُ العَظيمُ الرَّغيبُ.

بهق:

البَهَقُ: بياضٌ دونَ البَرَصِ. قال رؤبة:

كأنّه في الجِلْدِ تَوْليعُ البَهَقْ

باب الهاء والقاف والميم معهما

هق م، ه م ق، ق ه م، م ه ق، ق م ه، م ق ه مستعملات كلهن

هقم:

رجلٌ هَقِمٌ: شديدُ الجُوعِ، كثيرُ الأَكْلِ. وهو يَتَهقَّمُ الطّعامَ، أي: يَتَلَقَّمُهُ لُقَماً عظاماً متتابعةً.

وبَحْرٌ هَيْقَمٌ: واسعٌ بعيدُ القَعْر. قال:

ولم يَزَلْ عِزُّ تميم مُدْعَما

للنّاس يدعو هَيْقَماً وهَيْقَما

كالبَحْر ما لقَّمْتَهُ تَلَقَّما

همق:

الهُمْقاقُ، واحدتُها: هُمْاقةٌ بوزن فُعْلالة ولا أظنه إلاّ دخيلاً من كلامِ العَجَم، أو كلامِ بَلْعَم خاصّةً، لأنّها تكون بجبالِ بَلْعَم. وهي حبّةٌ تُشبِهُ حَبَّ القُطْنِ في جُمّاحةٍ مِثْلِ الخَشْخاش، إلاّ أنّها صلبة ذاتُ شُعَب، يُقْلَى حَبُّهُ ويؤكل، يزيد في الجماع.

قهم:

القَهْقَمُّ: الفَحْلُ الضّخم.

مهق:

مقه:

المَهَقُ والمَقَهُ: بياض في زُرْقةٍ، ويقال: المَقَهُ: أشدُّهما بياضاً.

وامرأة مَهْقاءُ ومَقْهاءُ، وسرابٌ أَمْقَهُ، أي: أبيض.

قمه:

قَمَه الشَّيْءَ في الماء يَقْمَهُهُ إذا قَمَسَهُ فارتفع رأسُهُ أحياناً وآنْغَمَرَ أحياناً، فهو قامِهٌ قال:

تَعْدِلُ أنضادُ القِفافِ القُمَّهِ

القُمّه: من نعت القِفافِ.

باب الهاء والكاف والسين معهما

س ه ك مستعمل فقط

سهك:

السَّهَكُ: ريحٌ كريهةٌ تَجْدُها من الإنسانِ إذا عَرَقَ. تقول: إنّه لَسَهِكُ الرّيح. قال:

سَهِكينَ من صَدَإ الحديدِ كأنَّهُمْ


تحت السَّنَوَّرِ جِنّةُ البـقّـارِ

وسَهَكَتِ الرّيحُ، وسَهَكَتِ سُهوكاً، وهو جَرْيٌ خفيفٌ في لِينٍ.

وفرسٌ مِسْهَكٌ: سريع، ويقال: سهوكُها: آسِتنانُها يميناً وشمالاً. قال ذو الرمة:

نَضا البُرْدَ عنه وهو ذو من جُنونِهِ


أجاريَّ تَسْهاكٍ وصوتٍ صُلاصِلِ

والسّاهِكَةُ من الرّياح: الّتي تَسْهَكُ التُّرابَ عن وجه الأرض. قال:

بساهكاتٍ دُقَقٍ وجَلْجالْ

وتقول: سَهِكْتُ العِطْرَ ثمّ سَحَقْتُهُ، فالسَّهْكُ: كَسْرُك إياه بالفِهْرِ.

ويُقال: بعينك ساهِكٌ مثل العائر، وهما من الرَّمَد.

باب الهاء والكاف والدال معهما

ك ه د، ك د ه مستعملان فقط

كهد:

اكْوَهَدَّ الشَّيْخُ والفَرْخُ إذا ارتعد.

كده:

الكَدْهُ: صكَّةٌ بحجرٍ ونحوه يُؤَثِّرُ أثراً شديداً. قال:

وخاف صَقْعَ القارعِاتِ الكُدَّهِ


وخَبْطَ صِهْمِيم اليَدَيْنِ عَـيْدَهِ

باب الهاء والكاف والتاء معهما

هت ك مستعمل فقط

هتك:

الهَتْكُ: أن تجذبَ سِتراً فتَشُقَّ منه طائفةً، أو تَقْطَعَه، فيبدو ما وراءَه منْهُ. يقال: هتك اللهُ سِتْرَ الفاجر.

ورجلٌ مهتوكُ السِّتْر مُتَهَتِّكُه. ورجلٌ مُسْتَهتِكٌ، لا يبالي أن يُهْتَكَ سِتْرُهُ عن عَوْرته. وكلّ شيءٍ آنشقَّ فقد تهتَّكَ وآنهَتَكَ، قال يصف الكلأ:

مُنْهتِكُ الشَّعرانِ نَضّاحُ العَذَبْ

والهُتْكَةُ: ساعةٌ من اللّيل للقومِ إذا ساروا. يُقال: سِرْنا هُتْكَةً من آخِرٍ اللّيلِ، وقد هاتكناه إذا سِرْنا في دُجاه. قال:

هاتكْتُهُ حتّى آنجلتْ أكراؤه

يصف اللّيل والبعير.

باب الهاء والكاف والراء معهما

هك ر، ك ه ر، ك ر ه مستعملات،

هكر:

الهَكْرُ: مُنْتَهَى العَجَب. قال أبو كبير:

فاعجب لذلك فِعلَ دهرٍ وآهكَرِ

وهَكْرانُ: غديرٌ. قال حميد:

بهَكرانَ في موجٍ كثيرٍ بصائرُهْ

أي: من يُبصِرُهُ.

كهر:

كَهَرْتُ الرّجلَ أكهَرُهُ كَهْراً، إذا إستَقْبلته بوجهٍ عابسٍ تَهاوُناً به، وبه تفسير قراءة ابن مسعود: "فأمّا اليتيمَ فلا تكْهَرْ".

وكَهْرُ النَّهار: ارتفاعُهُ في شَدَّة الحَرّ.

كره:

يقال: فَعَلْتُهُ على كُرْهٍ وفعلته كُرْهاً، إذا ضمّوا وخفّفوا قالوا: كُرْه وإذا فتحوا قالوا: كَرْه. والكَرْه: المكروهُ.

ورجلٌ كَرْهٌ مُتكَرِّهٌ. وأمرٌ كريهٌ مُسْتكرَهٌ، مكروهٌ.

وامرأةٌ مُسْتَكْرِهةٌ: غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ على ذلك.

وأكرهته: حملته على أمرٍ وهو كارهٌ.

والكَريهةُ: الشّدِةَّ في الحرب، وكذلك الكرائه وهي نوازلُ الدّهر.

وتقول: كَرِهْتُه كَراهةً وكَراهِيَة ومَكْرَهَةً.

وكرَّهَ إليّ كذا تكريهاً: صيّره عندي بحالِ كراهةٍ.

وجَمَلُ كَرْهٌ، شديد الرّأس. قال:

كَرْهِ الحِجاجَيْنِ شديدِ الأَرْاَدْ

والكَرْهاءُ: أعلى النُّقْرةِ بلغة هُذَيل.

باب الهاء والكاف واللام معهما

هك ل، ه ل ك، ك ه ل مستعملات

هكل:

الهَيْكَلُ: الفرس الطويلُ عُلْواً وعَدْواً. قال:

بمُنْجَرِدٍ قَيْدٍ الأوابدِ هَيْكَلِ

والهَيْكَلُ: بيتٌ للنَّصارَى فيه صَنَمٌ على خِلْقَةِ مريم عليها السّلام فيما يُذْكَرُ، قال:

مَشْيَ النَّصارَى حول بيت الهَيْكَلِ

هلك:

الهُلْكُ: الهَلاكُ. والاهْتِلاكُ: رَمْيُ الإنسان نِفسَهُ في تَهلُكةٍ. والتَّهْلُكَةُ: كلُّ شيءٍ يصيرُ عاقبتُه إلى الهَلاكِ.

والقَطاةُ تَهْتَلِكُ من خَوْفِ البازي، أي: ترمي نفسَها في المَهالِك.

وقومٌ هلكَى وهالكون.

والهُلاّكُ: الصَّعاليكُ الّذين ينتابون النّاسَ طلباً لمعروفِهِمْ من سوء الحال. قال جميل:

أَبْيتُ مع الهُلاّكِ ضيفاً لأَهلِـهـا


وأهلي قريبٌ مُوسِعون ذَوُو فَضْل

وهالِكُ أهلٍ: الذي يَهلِكُ في أهلِهِ، وكذلك الذي يَهْلِكُ أهلُه، قال:

وهالك أهلٍ يُجِنُّـونَـهُ


كآخَرَ في أهلِهِ لم يُجَنّ

ومفازةٌ هالكةٌ من سَلَكها، أي: هالكةٌ السّالكين. قال العجاج:

ومَهْمَهٍ هالكِ مَنْ تَعَرَّجا

أي: يُهِلكُ من تعرّج به عن الطّريق.

والهَلَكَةُ: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ في جوّ السُّكاكِ، قال ذو الرمة:

ترى قُرْطَها في واضحِ اللِّيتِ مُشرفاً


على هَلَكٍ في نَفْـنـفٍ يتـطـوّحُ

والهَلُوكُ: المرأة الفاجرة. والهالِكيُّ: الحدّادُ.

كهل:

الكَهْلُ: الذي وَخَطَهُ الشَّيْب ورأيتَ له بَجالةً. ورجلٌ كَهْلٌ، وامرأة كهلةٌ. وقلّ ما يُقال للمرأةِ: كَهْلَة، إلاّ أن يقولوا: شَهْلَةٌ كَهْلةٌ.

واكْتهلَتِ الرّوضةُ إذا عمّها نَوْرُها، قال:

يُضاحكُ الشَّمسَ منها كوكبٌ شَرِق


مُؤزّرٌ بعَميمِ النَّبْتِ مُـكْـتَـهِـلُ

ونعجةٌ مُكتهلةٌ: مُخْتَمرة الرأسِ بالبياض.

والكاهِلُ: مُقَدَّمُ الظَّهْر، مما يلي العُنُقَ، وهو الثُلُث الأعلى، فيه ستُّ فَقَرات.

باب الهاء والكاف والنون معهما

ك ه ن، ن ه ك، ك ن ه، ن ك ه مستعملات

كهن:

كَهَنَ الرّجلُ يَكْهَنُ كهانة، وقلّما يقال إلاّ تَكَهَّنَ الرّجل.

وتقول: لم يكن كاهِناً، ولقد كَهُنَ، ويقال: كَهَنَ لهم إذا قال لهم قول الكَهَنة. وفي الحديث: وليس منّا مَنْ تَكَهَّنَ أو تُكُهِّنَ له.

نهك:

النَّهْكُ: التَّنَقُّصُ. نَهِكَتْهُ الحُمّى إذا رُئِي أَثَرُ الهُزالِ فيه من المرض، فهو منهوكٌ، وبدت فيه نَهْكَةُ المَرَضِ، أي: أَثَرُ الهُزِال.

وانتهكْت حُرْمَة فلان، إذا تناولتها بما لا يَحِلُّ. وفي الحديث: انهكُوا وجوهَ القوم...

أي: آبلْغوا جُهْدَهُمْ.

ورجلٌ نهيكٌ، وقد نَهُكَ نَهاكَةً، وهو الجَريءُ الشُّجاعُ كالأسد.

والنّهيكُ: البئيسُ. وسيفٌ نَهيكٌ: قاطعٌ، ماضٍ.

وتقول: ما يَنْهَكُ فلانٌ يَصْنُع كذا، أي: ما يَنْفَكُّ. قال:

لن يَنْهكوا صَفْعاً إذا أَرَّموا

أي: ضرباً إذا سكتوا.

كنه:

كُنْهُ كلِّ شيء: غايتُه وفي بعض المعاني: وقتُه ووجهُه.

تقول: بلغتُ كُنْهَ الأمر، أي: غايته. وفعلُته في غير كُنْهِه، أي: وَجْهه.

نكه:

نكهتُ فلاناً وآستنكَهْتُهُ، أي: تشمَّمْتُ ريح فمه. والاسمُ: النَّكْهة.

واستنكهتُ فلاناً فنكَهَ عليّ، أي: أوجدني ريح نَكْهَته، ونَكَهْتُ على فلان. أي: أَشْمَمْتُهُ نكْهتي. قال:

نَكَهْتُ مُجالداً فوجدت مـنـه


كريحِ الكَلْبِ مات حديث عَهْدِ

باب الهاء والكاف والفاء معهما

ك ه ف، ف ك ه مستعملان فقط

كهف:

الكَهْفُ: كالمَغارةِ في الجَبَلِ إلاّ أَنَّه واسعٌ، فإذا صَغُر فهو غارٌ، وجمعُه: كهوف. قال:

وكنتَ لهم كَهْفاً حصيناً وجُنَّةٌ


يؤول إليها كَهْلُها ووَليدُهـا

فكه:

الفاكهةُ قد اختُلِفَ فيها، فقال بعضُ العُلَماءِ: كلّ شيءِ قد سُمّي في القرآن من الثِّمار، نحو العنب، والرّمّان فإنّا لا نُسّميه فاكهةً، ولو حَلَفَ أن لا يأكل فاكهةً فأَكَلَ عِنَباً ورُمّاناً لم يكنْ حانثاً. وقال آخرون: كلُّ الثّمارِ فاكهةٌ، وإنّما كرّر في القرآن فقال عز وجل: "فيهما فاكهة ونخلٌ ورُمّان"، لتفضيل النَّخْل والرُّمّان على سائر الفواكه. وذلك أسلوب اللّغة العربية، كما قال تعالى: "وإذْ أخذنا من النّبيّين ميثاقَهم ومنك ومن نُوحٍ وإبراهيمَ وموسَى وعيسَى بنِ مَرْيَمَ" وكرّر هؤلاءِ للتفضيلِ على النّبيّينَ، ولم يَخْرُجوا منهم وقال من خالف: لو كانا فاكهةً ما كُرِّرا.

وفكَّهْتُ القومَ بالفاكهةِ تفكيها، وفاكَهْتُهم مُفاكَهَةً بمُلَحِ الكلامِ والمُزاحِ، والاسم: الفكيهةُ والفُكاهةُ.

وتفكَّهْنا من كذا، أي: تَعَجَّبنا، ومنه قولُه تعالى: "فَظَلْتُمْ تَفَكَّهونَ"، أي: تَعَجَّبونَ.

وقوله عزّ وجلّ: "فاكِهينَ بما آتاهم ربُّهم" أي: ناعمينَ مُعْجَبينَ بما هم فيه، ومَنْ قرأ فَكْهينَ فمعناه: فرحين، ويُختار ما كان لأهل الجنّة: فاكهينَ، وما كان لأهل النّار: فَكِهينَ، أي: أَشْرينَ بَطِرينَ.

والفُكاهةُ: المُزاحُ، والفاكِهُ: المازحُ. ويقال في قوله تعالى: "فظَلْتُمْ تفكَّهونَ": تَنَدَّمونَ.

وأَفكَهَتِ النّاقةُ إذا رأيت في لَبَنِها خثُوُرةً قبلّ أن تَضَعَ فهي: مُفْكِهٌ.

والفَكِهُ: الطّيّبُ النَّفْس.

باب الهاء والكاف والباء معهما

ك ه ب مستعمل فقط

كهب:

الكُهْبَةُ: غُبْرةٌ مُشْرَبةٌ سواداً في ألوان الإِبلِ خاصّة. يقال: جَمَلٌ أَكْهَبُ، وناقةٌ كَهْباءُ.

باب الهاء والكاف والميم معهما

هك م، ه م ك، ك ه م، م ه ك، ك م ه، مستعملات

هكم:

الهَكِمُ: المقتحم على ما لا يعنيه، المعترض للنّاس بالشّرّ. قال:

تَهَكَّمَ حَرْبٌ على جارِنا


وألقى عليه له كَلْكلا

همك:

انْهَمَكَ فلانٌ في كذا، إذا لجّ وتمادَى فيه. يُقال: ما الّذي همكَهُ فيه?

مهك:

مُهْكَةُ الشَّبابِ: نفحته، وامتلاؤه وارتواؤه، وماؤه. يُقالُ شابٌّ مُمَّهِكٌ بوزن مُفتعل.

كهم:

كَهُمَ الرّجُلُ يكْهُمُ كَهاماً إذا كان بطيئاً عن النُّصرةِ والحرب.

وفَرَسٌ كَهامٌ: بطيءٌ عن الغاية.

وسَيْفٌ كَهامٌ: كليلٌ عن الضّريبة.

ولسانٌ كَهامٌ: بطيءٌ عن البلاغة.

وكَهَمَتْهُ الشّدائد، أي: نكصتهُ عن الإِقدام. والكَهامةُ: المُتَهَيِّب، وكذلك الكَهْكامة. قال:

ولا كَهْكـامةٌ بَـرِمٌ


إذا ما اشتدَّت الحِقَبُ

كمه:

الكَمَهُ: العَمَى الذي يُولَدُ عليه ابنُ آدمَ. وقد جاء في الشِّعْر من عَرَضٍ حادث. قال:

كَمِهَتْ عيناه حتّى آبيضّتا


فهو يَلْحَى نفسَه لمّا نَزَعْ

باب الهاء والجيم والشين معهما

ج ه ش مستعمل فقط

جهش:

جَهَشَتْ نفسي وأَجْهَشَتْ إذا نهضتْ إليك وهَمَّتْ بالبكاء. قال لبيد:

باتتْ تَشكَىَّ إليَّ الموتَ مُجْهِشةً


وقد حَمَلْتُكِ سَبْعاً بعد سَبْعينـا

باب الهاء والجيم والضاد

ج ه ض مستعمل فقط

جهض:

الجهيض: السِّقْطُ الذي تَمَّ خَلْقه، ونُفِخَ فيه رُوحُه من غير أن يعيش، قال:

يَطْرَحْنَ بالمَهامِهِ الأَغفالِ


كُلَّ جَهيضٍ لَثِقِ السِّربالِ

ويقال للنّاقةِ خاصّةً إذا ألقتْ وَلَدَها: أَجْهَضَتْ فهي مُجْهِضٌ، ويُجْمَعُ مجاهيضَ، والاسم: الجِهاض، قال:

في حَراجيجَ كالحَنِيِّ مجاهـي


ضَ يَخْدْنَ الوجيفَ وخْدَ النَّعامِ

والجاهِضُ: الحديدُ النَّفْس، وفيه جُهوضةٌ وجَهاضةٌ، أي: حِدّة.

باب الهاء والجيم والسين معهما

هج س مستعمل فقط

هجس:

الهَجْسُ: ما وقع في خَلَدِك. تقول: هَجَسَ في قلبي همٌّ وأمرٌ. قال الشاعر في فرسه:

فطَأْطَأَتِ النَّعامةُ من بـعـيدٍ


وقد وقَّرْتُ هاجسَها وهَجْسي

أي: همّها وهمّي. وقوله: وَقّرْتُ، أي: قلت لها: قَرِّي فلن يُدْرِكَكِ إلاّ ما قضى اللهُ وقدَّره.

باب الهاء والجيم والزاي معهما

هز ج، ج ه ز مستعملان فقط

هزج:

الهَزَج: صوتٌ مُطربٌ، ورَعْدٌ هَزِجٌ بالصَّوْت، وعُودٌ هَزِجٌ، ومُغَنٍّ هَزِجٌ. يُهَزِّجُ الصّوتَ تَهْزيجاً.

والهَزَجُ: ضَرْبٌ من أعاريض الشِّعْر وهو: مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن، أربعة أجزاء على هذا البناء كلّه.

جهز:

جهَّزْتُ القومَ تجهيزاً، إذا تكلّفت لهم جَهازَهم للسَّفَر، وكذلك جَهاز العَروس والميِّت، وهو ما يحتاج إليه في وَجْهِه. وتَجَهَّزوا جَهازاً.

وسمعتُ أهلَ البصرةِ يُخَطِّئون من يقول الجِهاز بالكسر.

وأَجْهَزْتُ على الجريح: أَثْبَتُّ قتلَهُ.

وموتٌ مُجْهِزٌ، أي: وَحِيٌّ.

وجَهيِزةُ: اسمُ امرأةٍ، خليقةٍ في جسمها رعناء يُضْرَبُ بها المثلُ في الحُمْق. قال:

كأنّ صَلا جهيزةَ حين قامتْ


حِبابُ الماءِ حالاً بعد حـال

باب الهاء والجيم والدال معهما

هج د، ه د ج، ج ه د، مستعملات فقط

هجد:

هَجَدَ القومُ هجودا، أي: ناموا، وتهجّدوا، أي: استيقظوا لصلاةٍ أو لأمر. وقوله تعالى: "ومن اللَّيْلِ فتهجّدْ به نافلةً لك"، أي: بالقرآن في الصّلاة، أي: انتبهْ بعد النوم نافلة، أي: فضيلةً.

هدج:

الهَدَجانُ: مِشْيةُ الشّيخ، ونحوه.

هَدَجُ الشَّيْخُ، وهَدَجَتِ الرّيحُ، أي: حنَّتْ وصوَّتَتْ.

والتّهَدُّجُ: تَقَطُّعُ الصّوت.

وهَدَجُ الظّليمِ وهو مَشْيٌ وسَعْيٌ وعَدْوٌ. كلٌّ ذلك في آرتعاشٍ، قال:

أَصَكَّ نغْضاً لا يَني مُسْتَهْدَجا

والهَوْدَجُ: مركبٌ لنساءِ الأَعراب، وليس بفودج، ويجمع: الهَوادِج.

جهد:

الجَهْدُ: ما جَهَد الإنسانَ من مَرَضٍ، أو أمرٍ شاقٍّ فهو مَجهودٌ والجُهْدُ لغة بهذا المعنى والجُهدُ: شيءٌ قليلٌ يعيش به المُقِلُّ على جَهْدِ العَيْش.

والجَهْدُ: بلوغُكَ غايةَ الأمرِ الّذي لا تألو عن الجهد فيه. تقول: جَهَدْتُ جَهْدي، واجتهدتُ رأيي ونفسي حتّى بلغتُ مجهودي.

وجَهَدْتُ فلاناً: بلغتُ مشقّته، وأَجْهدتُه على أن يَفْعَلَ كذا.

وأجْهَدَ القومُ علينا في العداوة.

وجاهدتُ العدوَّ مُجاهدةً، وهو قتالُك إيّاه.

باب الهاء والجيم والراء معهما

هج ر، ه ر ج، ج ه ر، ر ه ج، ج ر ه مستعملات

هجر:

في حديث عمر: هاجروا ولا تَهَجَّروا، أي: أخلصوا الهجرةَ لله ولا تَشَبَّهوا بالمهاجرين، كما تقول: يَتَحَلَّمُ، وليس بحليم.

والهَجْرُ، والهاجرُ والهَجيرةُ: نصف النّهار. قال لبيد:

راح القَطينُ بهَجْرٍ بعدما ابتكروا


فما تُواصِلُه سَلْمَى ومـا تَـذَرُ

وأَهْجَرْنا: صِرْنا في الهَجير، وهَجَّر مثله. قال:

وتهجير قذّافٍ باجرام نـفـسـه


على الهَوْل لاحته الهمومُ الأباعدُ

 

والهَجْرُ والهِجْران: تركُ ما يَلْزَمُك تَعَهُّدُهُ، ومنه آشتُقَّتْ هجرةُ المُهاجرينَ، لأنّهم هَجَروا عشائِرَهُمْ فتقطّعوهم في الله، قال الشاعر:

وأُكْثِرَ هَجْرَ البيتِ حتّى كأنّـنـي


مَلِلْتُ وما بي من مَلالٍ ولا هَجْرِ

وقال تعالى: "إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" أي: يهجرونني وإياه. وقال تعالى: "مستكبرين به سامراً تهْجُرون" أي: تَهْجُرون محمّداً. ومن قرأ تُهْجِرون أي: تقولون الهُجْر، أي: قول الخّنا، والإِفحاش في المنطِق، تقول: أَهْجَر إهْجاراً، قال الشماخ:

كما جدةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ


عليها كلاماً جار فيهِ وأَهْجَـرا

والهَجْرُ: هَذَيانُ المُبَرْسَمِ ودأبُه وشأنُه، ويُقال: منه "سامراً تَهْجُرون"، أي: تَهذون في النَّوْم، تقول: هَجَرْتُ هَجْراً، والاسمُ: الهِجّيرَى، تقولُ: رأيُته يَهْجُر هَجْراً وهِجْيرَى وإجِّيَرى لغةٌ وإهْجيرَى لغةٌ فيه.

والهِجارُ مُخالفٌ للشّكال تُشَدُّ به يَدُ الفَحْل إلى إحدى رجْلَيْه. يُقال: فَحْلٌ مهجورٌ. قال:

كأنّما شُدَّ هِجَاراً شاكِلا

وهَجَر: بلدٌ.

هرج:

الهَرْجُ: القِتالُ والاختلاطُ. تقولُ: رأيتم يَتَهارَجون، أي: يَتَسافدون. وبات فلانٌ يَهْرِجُها، من ذلك.

جهر:

جَهَرَ بكلامِه وصَلاتِه وقِراءَتِه يَجْهَر جِهاراً، وأَجْهَر بقراءته- لغة.

وجاهرتُهم بالأمر، أي: عالَنْتهم.

وآجتَهَرَ القومُ فلاناً، أي: نظروا إليه عيِاناً جِهاراً.

وكلُّ شيءٍ بدا فقد جَهَرَ.

ورجلٌ جَهيرٌ إذا كان في الجسمِ والمنظر مُجْتَهَراً.

وكلامٌ جَهيرٌ، وصوتٌ جَهيرٌ، أي: عالٍ، والفعل: جَهُر جَهارةً.

قال:

ويَقْصُرُ دونَه الصَّوْتُ الجَهيرُ

وجَهَرْتُ البِئْرَ: أخرجت ما فيها من الحمأة والماء فهي مجهورة، قال:

وإنْ وَرَدْنا آجِناً جَهَرْناه

والجَهَوَر: الجريءُ المُقْدِمُ الماضي. والجَهْوَرُ: الصوتُ العالي.

ونعجةٌ جَهْراء، وكبشٌ أَجْهَرُ، أي: لا يبصران في الشَّمس، ويقال في كل شيء.

والجَوْهر: كلٌّ حَجَرٍ يُستَخْرَجُ منه شيءٌ يُنْتَفَعُ به.

وجَوْهرُ كلٍّ شيءٍ: ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه.

وآجتَهَرْتُ الجيشَ، أي: كثروا في عيني حين رأيتهم، وجَهَر لغة. قال العجاج:

كأنّما زُهاؤُه لمن جَهَرْ

??جره:

سَمِعْتُ جَراهِيَة القومِ، وهو كلامُهم وعلانيتُهم دون سرّهم.

رهج:

الرَّهْجُ: الغُبار.

باب الهاء والجيم واللام معهما

هج ل، ه ل ج، ج ه ل، ل ه ج، ج ل ه مستعملات

هجل:

الهَجْلُ: كالغائط مطمئنّ مَوْطِئُهُ صُلْب، منفرجٌ بين الجبال. قال:

يَدَعُ الرِّمالَ دكادِكاً وهِجالا

والهَوْجَلُ: المفازة البعيدة، وقول الشاعر:

الهَوْجَلُ المتعسِّفُ

من جَعَلَ المُتَعسِّف فاعلاً فهو الدّليلُ، ومن جعلَهُ مفعولاً فهو المَفازةُ.

هلج:

الهَلِيلَج: من الأَدْوِية، الواحدة بالهاء.

جهل:

الجهلُ: نقيض العِلْم. تقول: جَهِلَ فلانٌ حقّه، وجَهِلَ عليّ، وجهل بهذا الأمر.

والجَهالةُ: أن تفعلَ فِعلاً بغير عِلْمٍ.

والجاهلّيةُ الجَهْلاء: زمانُ الفترةِ قبلَ الإسلام.

لهج:

لَهجَ فلانٌ بكذا وكذا: أي: أُولِعَ به.

ولَهِجَ الفصيلُ بأمّه يلهج، إذا تناول ضرعَها يمتصُّ، وهو فصيلٌ لاهج. وألهجتُ الفصيلَ إذا جعلت في فيه خلالاً كي لا يصل إلى الرضاع. قال أبو النجم:

يضرب لحيَ لاهجٍ مُخَلَّل

وقال:

يَرَى بِسَفَا البُهْمَى أخلّةَ مُلْهجِ

واللّهجة: طَرَفْ اللّسان، ويُقالُ: جَرْس الكلام، ويُقال: فصيح اللَّهْجَة واللَّهَجة. وهي لغته التي جُبِلَ عليها فاعتادها، ونشأ عليها ورجلٌ مُلْهجٌ بكذا، أي: مُولَعٌ به، قال العجاج:

رأساً بتَهْضاضِ الرُّؤوسِ مُلْهِجا

ولَهْوَجت اللَّحْمَ، إذا لم تُنْعِمْ شَيَّهُ، قال:

ولحمٍ بلا نارٍ أكلتُ مُلَهْوَجا

جله:

الجَلَهُ: أشدّ من الجَلَحِ، وهو ذَهابُ الشَّعرِ من الجَبينِ. قال:

بَرَّاقَ أصلادِ الجَبيِنِ الأَجْلَهِ

والجَلْهتانِ: جانبا الوادي إذا كان فيه صلابة. قال:

بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعامُها

باب الهاء والجيم والنون معهما

هج ن، ن ه ج، ج ه ن، ن ج ه مستعملات

هجن:

الهاجِنُ: العَناقُ التي تَحمِلُ قبلَ وقتِ السِّفاد، والجميعُ: الهواجن، ولم أسمعْ له فِعْلاً.

والهِجان من الأبل: البيضُ الكِرامُ. ناقة هِجانٌ وبعيرٌ هجانٌ، ويُجْمَعُ على الهَجائن.

وأرضٌ هجانٌ إذا كانت تُربتُها بيضاءَ. قال:

بأرضٍ هجانِ التُّرْبِ وَسْميّةِ الثَّرَى


عَذاةٍ نأتْ عنها المُؤُوجةُ والبحـرُ

ويقالُ للقومِ الكِرامِ: إنّهم لمن سَراةِ الهِجان. قال:

ومثْلُ سَراةِ قومِكَ لم يُجارَوا


إلى الرُّبَعِ الهِجانِ ولا الثَّمينِ

والهَجينُ: ابن العربيّ من الأُمَةِ الرّاعية الّتي لا تُحْصَن، فإذا حُصِنَتْ فليس ولدُها بهَجينٍ، والجميع: الهُجَناء. والاسمُ من الهَجين: هَجانة وهُجْنة، وقد هَجُنَ هَجانةً وهُجْنَة.

والهُجْنَةُ في الكلام: ما يَلْزَمُكَ منه عيبٌ. تقول: لا تَفْعَلْهُ فيكونَ عليكَ هُجْنَة.

نهج:

طريقٌ نَهْجٌ: واسِعٌ واضِحٌ، وطُرُقٌ نَهْجةٌ.

ونَهَجَ الأمرُ وأنْهَجَ- لغتان- أي: وضح.

ومِنْهَجُ الطّريقِ: وَضَحُه. والمِنْهاج: الطّريقُ الواضِحُ. قال:

وأَنْ أفوزَ بنُور أَستضيءُ بِـه


أَمضي على سُنّةٍ منهُ ومِنهاج

والنَّهْجةُ: الرّبو يعلو الإنسان والدّابة، ولم أسمعْ منه فعلاً.

ويُقال للثّوب إذا بَليَ ولمّا يتشقّقْ: قد نَهَج ونَهِجَ وأَنْهَجَ. وأَنْهَجَهُ البِلَى، قال:

وكيف رجائي جدّة النّاهج البالي

وقال:

من ظَلَلٍ كالأتحميّ أَنْهَجا

وقال:

إذا ما أديمُ القومِ أنْهَجُه البِلىَ


قديماً فلو كَتَّبتهُ لتخـرّمـا

جهن:

جاريةٌ جُهانةٌ، أي: تارّةٌ ناعمة.

نجه:

نَجَهْتُ الرَّجُلَ نَجْهاً، إذا استقبلتَهُ بما يُنَهْنِهُهُ عنك، فيَنْقَدِع.

وتَنَجَّهته أيضاً بمعنى نَجَهْته، قال:

كَعْكَعْتُهُ بالرَّجْم والتَّنَجُّهِ

وفي الحديث بعدما نَجَهَها عُمَر، أي: بعدما ردّها وآنتَهَرَها.

باب الهاء والجيم والفاء معهما

هج ف مستعمل فقط

هجف:

الهِجَفُّ: الظّليمُ المُسِّنُّ. قال:

هِجَفّاً كأنَّ بـه أولـقـاً


إذا حاول الشَّدَّ من حَمْلَتِهْ

باب الهاء والجيم والباء معهما

هب ج، ب ه ج، ج ب ه مستعملات

هبج:

الهَبْجُ: الضَّربُ بالخَشَبِ، كما يُهْبَجُ الكَلْب إذا قتل.

والتّهبيجُ: شِبهُ الوَرم.

بهج:

البهجةُ: حُسْنُ لونِ الشَّيء، ونضارته.

ورجلٌ بَهجٌ. أي: مُبتهجٌ بأمرٍ يَسُرُّه، والمرأة بالهاء، وقد بَهِجَتْ بهجة وهي مِبْهاجٌ قد غَلَبَتْ عليها البَهْجة، وقد تباهَجَ الرَّوضُ إذا كَثُر النَّوْرُ قال:

نوّارُها مُتَباهجٌ يَتَوَهَّجُ

يصف الرَّوضة.

جبه:

الجَبْهَةُ: مُستَوَى ما بين الحاجِبَيْنِ إلى الناصية.

والأَجْبَهُ: العَريضُ الجَبْهةِ. والجَبْهُ: مصدره. قال رؤبة:

مِنْ عَصِلاتِ الضّيغميِّ الأَجْبَهِ

وجَبَهْتُه: استقبلته بكلام فيه غِلَظ.

والجَبْهة: اسم يقعُ على الخيلِ لا يُفْرَدُ.

والجَبْهة: النّجم الّذي يُقالُ له: جَبْهة الأَسَدِ.

باب الهاء والجيم والميم معهما

هج، ه م ج، ج ه م، م ه ج مستعملات

هجم:

الهَجْمة من الإِبل: ما بين التَّسعينَ إلى المائَةِ، فإذا بلغت ماِئَةً فهي: هُنَيْدة.

وهَجَمْنا على القومِ هُجُوماً، أي: انتهينا إليهم بغتةً، وهَجَمْنا عليهم الخَيْلَ، ولا يُقال: أَهْجَمْنا.

وبَيْتٌ مهجومٌ، إذا حُلَّتْ أطنابُهُ فانضمَّتْ سقابُهُ، أي: أَعْمِدتُه، وكذلك إذا وقع...

قال علقمة:

صَعْلٌ كأنّ جَنَاحَيْهِ وجُـؤْجُـؤَه


بيتٌ أطافتْ به خَرْقاءُ، مَهْجومُ

والهَجم: الحلب، وقوله:

فاهتجم العَبْدان من أخصامها

أي: احتلب، والهَجيمةُ من اللَّبَنِ: الثَّخِينُ.. والهَيْجَمانةُ: اسم امرأة.

وآنهَجَمَتْ عينُه: دَمَعَتْ. وهَجَمَتِ العينُ، أي: غارَتْ تهجُم هَجْماً وهُجُوماً.

وفي حديث النبي ﷺ أنّه قال لعبد الله بن عمر حين ذكر قيامه بالليل، وصيامه بالنّهار: إنّك إذا فعلتَ ذلك هَجَمَتْ عيناكَ، ونفهَتْ نفسُك.

والهَجْمُ: السَّوْقُ. والهَجْمُ: القَدَحُ الضَّخْم. قال:

نتملأُ الهَجْمَ عفواً وهي وادِعةٌ


حتّى تكادَ شِفاهُ الهَجْمِ تَنْثَلِـمُ

همج:

الهَمَجُ: كلُّ دُودٍ يَنْفَقِىءُ عن ذُبابٍ أو بَعُوض.

وهَمَجُ النّاس: رُذالَتُهُمْ.

والهَميجُ: الخميصُ البطْنِ.

وآهتمجتْ نفسُه إذا ضعفت من حَرّ أو جُهدٍ.

والهَمَجُ: الجوعُ أيضاً.

جهم:

رجلٌ جَهْمُ الوجِه، أي: غليظُه، وفيه جُهُومة، أي: غِلَظ، وقد جَهُمَ الوجه جُهُومةً.

وتَجَهَّمْتُ له، أي: استقبلتَه بوجهٍ كريهٍ.

وربّما قيل: جَهْمُ الرَّكَبِ، يعني: متاع المرأة.

ورجلٌ جَهْومٌ، أي: عاجزٌ ضعيف. قال:

وبلدةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما

أي: بلدة تَستقبلُ السائر بما يكره.

والجَهامُ: الغَيْم الخفيف الذي هراقَ ماءه مع الرّيح.

وجَيْهَمُ: موضعٌ بالغَوْر كثيرُ الجنّ. قال:

أحاديث جِنًّ زُرْنَ جِنّاً بجَيْهَما

مهج:

المُهْجة: دمُ القَلْب، ولا بقاء للنَّفْس بعدما تُراقُ مُهْجتُها، والأُمْهُجانُ: الرَّقيق من اللَّبن ما لم يتغّير طعمُهُ.

باب الهاء والشين والدال معهما

ش ه د، د ه ش، ش د ه، ه د ش مستعملات

شهد:

الشَّهْد: العسل ما لم يُعْصَرْ من شَمْعِه، شِهاد، والواحدة: شَهْدَة وشُهْدة.

والشّهادة أن تقول: آستُشْهِد فلانٌ فهو شهيد، وقد شهد عليّ فلانٌ بكذا شَهادةً، وهو: شاهد وشهيد.

والتّشهُّدُ في الصّلاة من قولك: أشهدُ أن لا إله إلاّ اللهُ، وأشهد أنّ محمّداً عَبْدُه ورسولُه.

وفلانٌ يشهَدُ بالخطبة. منه.

والمَشْهَدُ: مَجْمعُ النّاسِ، والجمعُ: مشاهدٌ.

ومشاهدُ مكّة: مواضعُ المناسك، وقولُ اللهِ عزّ وجلّ "وشاهدٍ ومشهوده" قَيلَ في تفسيره: الشّاهد هو النبي صلى الله عليه وعلى آله. والمشهودُ هو يومُ القِيامة.

ولغة تميم: شِهيد بكسر الشّين، يكسرون فِعيلاً في كل شيء كان ثانيه أحد حروف الحَلْق، وكذلك: سُفْلىَ مُضَر. ولغةً شنعاءُ؛ يكسِرون كلَّ فعيلٍ، والنَّصبُ: اللّغةُ العالية.

والشُّهود: ما يَخْرُجُ على رأسِ الصَّبيّ، واحدُها: شاهد، وهي الأغْراسُ، والواحدةُ: غرسٌ، قال:

فجاءت بمثلِ السّابريّ تعجّـبـوا


له والثَّرىَ ما جفّ عنها شُهودها

وهي: الأغراس.

دهش:

شده: الدَّهَش: قَهابُ العَقْل، من الذَّهل والوَلَه ونحوه. دَهِشَ الرّجلُ فهو دَهِشٌ وشُدِهَ فهو مشدود شدها، وأدهشه الأمر، وأشدهه.

هدش:

هُدِش الكَلْبُ فانهَدشِ، وهُتِشَ فاهْتَتَشَ، أي: حُرش فاحتَرش، ولا يقالُ إلاّ للسِّباع.

وفي هذا المعنى: حُتِّش الرّجلُ، أي: هُيِّج للنَّشاط.

باب الهاء والشين والراء معهما

هش ر، ه ر ش، ش ه ر، ر ه ش، ش ر ه مستعملات

هشر:

الهَيْشَر: نبات رِخْوٌ فيه طول، على رأسه بُرْعُومة كأنه عُنُق الرأل، قال:

كأنّ أعناقَها كُـرّاثُ سـائفةٍ


طارتْ لفائفُهُ، أو هَيْشَرٌ سُلُب

أي: مسلوب الورق.

ورجلٌ هَيْشَرٌ، أي: رِخْوٌ ضعيف.

والمِهْشارُ من الإبِلِ: الّتي تضع قبْلَ الإبل، وتَلْقَحُ في أوّل ضَرْبة، ولا تُماجِن.

هرش:

رجلٌ هَرِشٌ، أي: مائقٌ جافٍ.

والمُهارَشَةُ في الكلابِ ونحوها كالمخارشةِ، ويُقال: هارَشَ بينَ الكِلاب. قال:

كأنّ طُبْـيَيْهـا إذا مـا درّا


جِرْوا رَبيضٍ هُورِشا فَهرّاً

شهر:

الشَّهْر والأَشْهُر عدد، والشّهور جماعة.

والمشاهرة: المُعاملةُ شهراً بشهرٍ.

والشَّهريّةُ: ضربٌ من البراذينِ، وهو بينَ المُقْرِف من الخَيْلِ والبِرْذَوْنِ.

والشُّهُرَةُ: ظهورُ الشّيء في شُنْعةٍ حتّى يَشْهَرَه النّاس، ورجلٌ مشهورٌ ومُشَهَّر.

وشَهَر سيفَهُ، إذا انتضاه فرفعَهُ على النّاس، وفي الحديث: ليس منّا من شهر علينا السِّلاح. قال:

وقد لاح للسّاري الذي أكْمَلَ السُّرَى


على أُخْرَياتِ اللّيل فتقٌ مُشَـهَّـرُ

أي: صُبْحٌ مَشْهورٌ وامرأةٌ شهيرةٌ، وهي العريضةُ الضَّخْمة، وأتان شهيرة مثلها.

رهش:

الرَّهَشُ: ارتهاشٌ في الدّابّة، وهو أن تَصْطكَّ يداهُ في مَشْيه، فيعقِر رواهشَه، أي: عصب يديه، والواحدةُ: راهِشة. وكذلك في يد الإنسان رواهشُها، وهي عصبها من باطنِ الذِّراع.

والارتهاش: ضَربٌ من الطَّعْن في عَرْض، قال:

أبا خالدٍ لولا انتظاريَ نَصْـرَكُـمْ


أخذتُ سِناني فارتهشْتُ به عَرْضا

وارتهاشه: تحريك يديه.

ورجلٌ رُهْشوشٌ: حييٌّ سخيٌّ رقيقُ الوَجْه.

ولقد تَرَهْشَشَ، وهو بيِّنُ الرُّهْشة والرُّهْشُوشِيّة، قال:

أنت الجوادُ رِقَّةَ الرُّهْشُوشِ

أي: تَرِقُّ رِقَّةَ الرُّهْشُوش.

شره:

رجلٌ شَرِهٌ: شَرْهانُ النّفس، حريصٌ.

هيا شَراهِيا، بالعبرانيّة: يا حيُّ يا قيّوم.

باب الهاء والشين واللام معهما

ش ه ل مستعمل فقط

شهل:

الشَّهَلُ: شهلةٌ في العين ويُقال للمرأةِ النَّصَف العاقلة: شهلة كَهْلة، نعتٌ لها خاصّةً، لا يوصَفُ الرَّجلُ بالشّهل والكَهْل.

والشّهلة: العجوز قال:

باتت تُنزّى دلوها تَنْزِيّا


كما تُنَزِّي شهلةٌ صبيّا

والمُشَاهلةُ: المشارّة، يُقال: كانت بينهم مشاهلة، أي: لحاءٌ ومُقارَصة.

باب الهاء والشين والنون معهما

ن ه ش مستعمل فقط

نهش:

النَّهْش بالفم كالنّهس، إلاّ أن النّهش تناولٌ من بعيد، كنَهْش الحيّة، والنّهس: القبضُ على اللّحم ونَتْفُه.

باب الهاء والشين والفاء معهما

ش ف ه مستعمل فقط

شفه:

الشَّفةُ، حُذِفَتْ منها الهاء، وتصغيرُها: شُفَيْهة، والجميعُ: الشِّفاه، وإذا ثلّثوا قالوا: شَفَهات وشقوات، الهاءُ أقيس، والواو أعمّ، لأنّهم شبّهوها بالسنوات، ونقصانها حذفُ هائها.

والمشافهةُ بالكلام: المواجهة من فيكَ إلى فيهِ.

وماء مشفوهٌ، أي: مطلوبٌ مسؤول، وهو الّذي كَثُر عليه الناسُ، وأنفدوه إلاّ أقلَّه، وإذا جمعوا قالوا: مياهٌ مشفوهةٌ.

وطعام مشفوهٌ، أي: قليل.

باب الهاء والشين والباء معهما

هب ش، ش ه ب، ب ه ش، ش ب ه مستعملات

هبش:

يُقال: تَهَبَّشوا، وتحبّشوا، أي: اجتمعوا، والاسم: الهُباشةُ والحباشة، أي: الجماعة.

شهب:

الشَّهَبُ والشُّهبةُ: لون بياضٍ يصدعُه سوادٌ في خلاله.

والعَنْبرُ الجيّد لونُه أَشْهبُ. وآشهابَّ رأسه، إذا غلب بياضه سواده، واشتهب كذلك.

ويومٌ أَشْهبُ، أي: ذو ريحٍ باردة، وليلةٌ شَهْباءُ كذلك، وكتيبةٌ شهباء لما فيها من بياض السِّلاحِ في خلال السَّواد.

وآشهابَّ الزَّرْع، إذا هاج وفي خلاله خُضْرةٌ قليلةٌ.

والشِّهابُ: شُعلةٌ من نارٍ، والجميعُ: الشُّهب والشُّهبان، ويقال للرَّجل الماضي في الحرب: شِهابُ حدب.

بهض:

رجلٌ بَهِشٌ: هَشٌّ ليّنٌ. وبهشتُ إلى فلانٍ: حننت إليه.

والبَهْشُ: رديءُ المُقْل، ويقال: ما قد أُكِلَ قِرْفُهُ، قال:

يثوّرنَ ما تحتَ الحصى من لبانه


كما يَحْتفي البَهْشَ الدَّقيقَ الثَّعالبُ

شبه:

الشَّبَهُ: ضربٌ من النّحاس يُلْقَى عليه دواءٌ فيَصْفرّ، وسُمّي شَبَها، لأنه شُبِّهَ بالذّهب. وفي فلانٍ شَبَهٌ من فلان وهو شَبَهُهُ وشِبْهُهُ، أي: شبيهُهُ.

وتقول: شبّهت هذا بهذا وأشبه فلانٌ فلانا، وقال الله عزّ وجلّ: "آيات مُحْكَماتٌ هنّ أمّ الكتاب، وأُخَرُ متشلبهات، أي: يُشبه بعضها بعضاً.

والمُشْبِهاتُ من الأمور: المُشْكلاتُ، قال:

واعلمْ بأنّك في زما


نِ مُشَبَّهاتٍ هُنَّ هُنّه

وشبّه فلانٌ عليّ، إذا خلّط. واشتَبَهَ الأمرُ؛ أي: اختلط.

ورأيتك مِثلَه في الشَّبَهِ والشِّبْهِ، وفيه مَشابِهُ من فلان، ولم أسمع: فيه مَشْبَهةٌ من فلان. وتقول: إنّي لفي شُبْهةٍ منه.

وحروف الشّين يقال لها: أشباه، وكلّ شيءٍ يكون سواءً فإنّها أشباه، قال:

كُعَقْرِ الهاجريِّ إذا آبتناه


بأشباهٍ حُذيِنَ على مِثالِ

والشَّباهُ: حَبٌّ على لون الحُرْف يُشربُ للدواء.

والشَّبَهانُ: الثُّمام، قال:

وأَسْفلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ

باب الهاء والشين والميم معهما

هش م، ه م ش، ش ه م مستعملات

هشم:

الهَشْمُ: كَسْرُ الشّيءِ الأجوف والشيء اليابس. هَشَمْتُ أَنفَه، أي: كَسَرت قَصبَتَهَ.

والهاشمةُ: شَجّةٌ تكسِرُ العَظْم.

والرّيحُ إذا كَسَرَتِ اليبيسَ، يقال: هَشَمَتْهُ. وتَهَشّم الشَّجر إذا يَبِس وتَكَسَّر، قال:

إذا هَمَرْنا رأسَه تهشَّما

أي: تكسّر.

وهاشمٌ أبو عبد المُطّلب جدّ النبي صلى الله عليه وعلى آله، أوّل من ثَرَدَ الثَّريدَ وهشمه فسمّي به. قالت ابنته:

عمرو العلا هشم الثّريد لقومه


ورجالُ مكّة مُسْنِتون عجافُ

همش:

الهَمِشُ: السّريعُ العملِ بأَصابِعه. والهَمْشَةُ: الكلامُ والحركَةُ، وقد هَمِشَ القوم يَهْمَشُوَن.

شهم:

الشَّهْم، وجمعُه الشُّهُوم: السّادة الأَنْجادُ النّافذون في الأمور.

وفرسٌ شَهْمٌ: سريعٌ نشيطٌ قويٌّ. وشَهَمْتُ الفَرَسَ أَشْهَمُه شَهْما. والمشهوم: كالمَذْعور سواء.

والشَّيْهَم: الدُّلْدُل، وما عظم شوكُه من ذُكرانِ القنافذ.

والمَشْهومُ: الحديد الفؤاد. قال ذو الرمة:

طاوى الحشا قصّرتْ عنه مُحَرَّجة


مُسْتَوْفَضٌ من نَباتِ القفر مشهوم

باب الهاء والضاد والدال معهما

ض ه د مستعمل فقط

ضهد:

ضَهَد فلانٌ فلاناً واضطهَدَهُ، إذا قَهَرَه وأذلّه. وهو مُضْطَهَدٌ: مَقْهورٌ وذليلٌ.

باب الهاء والضاد والراء معهما

ض ه ر مستعمل فقط

ضهر:

الضَّهْر: خِلْقةٌ في الجَبَلِ من صَخْرٍ يُخالِفُ جِبْلَتَهُ.

باب الهاء والضاد واللام معهما

هضل، ض ه ل مستعملان فقط

هضل:

الهَيْضَلُ: جماعةٌ مُتسلِّحة في الحرب أَمْرُهم واحدٌ، فإذا جُعِل اسماً قيل: هيضلة. قال:

أزهيرُ إن يَشِبِ القَذالُ فإنَّنـي


كم هَيْضلٍ مَصِعٍ لَفَفْتُ بهَيْضَلِ

والهَيْضلةُ: الضَّخمةُ من النِّساء النَّصَف، ومن النُّوقِ الغَزيرة.

والهَيْضَلة: أيضاً أَصواتُ النّاس.

ضهل:

ضَهَلَتِ النّاقة، إذا قلَّ لَبَنُها، فهي: ضَهُولٌ.

ويقال: إنَّها لَضُهْلٌ بُهْلٌ: ما يُشَدُّ لها صِرار، ولا يَرْوَى لها حُوار. قال ذو الرمة:

بها كلُّ خوّارٍ إلـى كـلِّ صَـعْـلةٍ


ضَهُولٍ ورَفْضُ المُذْرِعاتِ القَراهِبِ

ويقال: أعطيته ضَهْلَةً من مالٍ، أي: عَطِيَّةً قليلة.

وضَهَلَ السَّرابُ: قلَّ ورقَّ. وضهل: صار كالضَّحضاح.

وحَمَّة ضاهِلةٌ، وعَيْنٌ ضاهِلة، أي: نزرة الماء. والحَمَّةُ: البئرُ نفسُها.

باب الهاء والضاد والنون معهما

ن ه ض مستعمل فقط

نهض:

النُّهُوض: البَراح من المَوْضِع. والنّاهضُ: الفَرْخ الّذي وَفَرَ جَناحاه، ونهض للطَّيَران، قال لبيد:

رَقَمِيَّاتٍ عليها نـاهـضٌ


تُكْلِحُ الأَرْوَق منهم والأَيَل

ونَهْضُ البعير: ما بين المَنْكِب والكَتِف. قال هميان بن قحافة:

أَبْقَى السِّنافُ أثراً بأَنْهُضِهْ

باب الهاء والضاد والباء معهما

هض ب، ض ه ب، مستعملان

هضب:

الهَضْبةُ: المَطْرةُ الدّائمةُ. العظيمةُ القطْر وجمعُها: هِضَب. يقال: أصابتْهُمُ الهُضوبةُ من المَطَر، ويُجْمَعُ: أهاضيب. وهَضَبْتُهُم السّماء، أي: بلَّتْهُم بلاًّ شدِيداً.

والهَضَبةُ: كلّ جَبَلٍ من صَخْرةٍ واحدةٍ. وكلّ صَخْرةٍ راسيةٍ ضَخْمةٍ تُسَمَّى: هَضَبةً. والجميعُ الهِضاب. والهِضَبُّ: الشّديدُ الصُّلب.

ضهب:

كلُّ قُفٍّ أو حَزْن أو موضع من الجبل تَحْمَى عليه الشَّمس حتّى يَنْشَوِيَ اللّحم عليه. فهو: الضيَّهْبَ، قال:

وَغْرٌ تَجيشُ قُدورُهُ بضَياهِبِ

وضَهَّبْتُ اللَّحْم فهو مُضَهَّبٌ، أي: شَوَيْته على حَجَر مُحْمَى.

باب الهاء والضاد والميم معهما

هض م مستعمل فقط

هضم:

الهاضِمُ: الشّاِدُخ لما فيه من رخاوة ولين، تقول: هَضَمته فانْهضَمَ، كالقَصَبة المَهْضومة الّتي يُزْمَر بها. يقال: مِزْمارٌ مُهَضَّم، قال لبيد:

يُرَجِّع في الصُّوَى بمُهَضَّمـاتٍ


يَجُبْنَ الصَّدرَ من قَصَبِ العَوالي

شبّه مخارجَ صوتِ حَلْقِهِ بمُهَضَّماتِ المَزاميِر.

والهاضُومُ: كلُّ دواءٍ هَضَمَ طعاماً كا لجَوارِش.

وبطنٌ هضيمٌ مهضومٌ وأَهْضم. قال:

لفّاء عجزاء وفي الكشح هَضَمْ

ونَخْلٍ طلعُها هضيم: مهضومٌ في جَوْف الجُفِّ مُنهضِم فيه.

وهَضَمْتُ من حقّي طائفة، أي: تركته.

والمهضومةُ: ضَرْبٌ من الطّيب يُخْلَطُ بالمِسْك والبان.

والأهضام: ضربٌ من البَخُور، واحدهما: هضَمة، قال النّمِر:

كأنّ ريحَ خُزاماها وحَنْوتِها


باللّيلِ ريحُ يَلَنْجوجٍ وأهْضامِ

وقال العجاج:

كأنّ ريحَ جَوْفِهِ المَزْبورِ

في الخُشْبِ تحتَ الهَدَبِ اليَخْضورِ

مَثْواهُ عَطّارينَ بالعُطور

أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفّورِ

والأَهْضامُ: الأرض المطمئنّة. والأَهْضامُ: ملاجىء الغبوب، قال ذو الرمة:

حتّى إذا الوحشُ في أهضام مَوْرِدِها


تَغَيَّبَتْ رابـهـا مـن خـيفةٍ ريبُ

وقُرَى تَبالة تُدعَى أهضاماً لكثرة خَيْرِها، قال:

هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها

باب الهاء والصاد والدال معهما

ص ه د مستعمل فقط

صهد:

الصَّيْهَدُ: الطّويل، والصَّيْهوُد، الجسيمُ.

باب الهاء والصاد والراء معهما

هص ر، ص ه ر، ر ه ص مستعملات

هصر:

الهَصْرُ: أن تأخُذَ برأس الشّيء ثم تَكْسِرُه إليه من غيرِ بَيْنونةٍ، قال:

فلمّا تنازعْنا الحديثَ وأَسْمَـحَـتْ


هصرتُ بغُصْنٍ ذي شَماريخَ ميّالِ

وأسدٌ هيصير هصور هصّار.

والمُهاصِريّ: ضربٌ من بُرودِ اليَمَن.

صهر:

الصِّهْرُ: حُرْمة الخُتُونة. وخَتَن القومِ: صِهْرُهم، والمُتَزَوَّج فيهم: أصهار، ولا يُقالُ لأَهْلِ بيت الخَتَن إلاّ أَخْتانٌ، ولأهل بيت المرأة إلاّ أَصْهارٌ. ومن العَرَب من يَجْعَلُهم كلَّهم أصهاراً، وصُهَراء، والفِعْلُ: المصاهرة.

قال أبو الدُّقَيْش: أَصْهَرَ بهم الخَتَن، أي: صار فيهم صِهْرا.

والصَّهْرُ: الإذابةُ، والصُّهارَةُ: ما ذاب منهُ، وكذلك: الإصْهار في إذابِتِه، وأَكْل صُهارِتِه، قال العجاج:

شكَّ السَّفافيدِ الشِّواء المُصْطَهِرْ

والصَّهيرُ: المشويّ.

ويُقالُ للحرباء إذا تلأْلأَ ظَهْرُه من شِدّة الحرّ: صَهَره الحرُّ، واصطهر الحِرباءُ. وقوله عزّ وجلّ. "يُصْهَرُ به ما في بُطونِهم" أي: يُذاب.

والصَّيْهُور: ما يُوضَعُ عليه مَتاعُ البيتِ، من صُفْرٍ أو شَبَهٍ أو نحوه.

رهص:

الرَّهْص: أن يُصيبَ حَجَرٌ حافراً أو مَنْسِماً فَيْدَوى باطنه. يُقال: رَهَصه الحجرُ، ودابّة رَهيصٌ، ومَرهوصٌ.

والمَرْهصُ: مَوْضِعُ الرَّهْصة، ويُجْمَعُ مَراهِص، قال:

على جمالٍ تَهِصُ المَراهِصا

والرَّهْصُ: شدّةُ العَصِر.

وللفَرَس عِرقانِ في خيَشْومِهِ، وهما النّاهقان، إذا رُهصا مرض لهما الفَرَس.

والرَّهْصُ: أسفلُ عِرْقٍ في الحائط، ويُرْهَصُ الحائط بما يُقيمُه إذا مال.

والرّواهِصُ: بواطن الأخفاف التي ترهص فيها المرهوصة. الواحدة راهصة.

باب الهاء والصاد واللام معهما

ص ه ل مستعمل فقط

صهل:

الصَّهيل: صَوْتُ الخَيْل. صَهَل يَصْهَل صَهيلا، وفَرَس صهّال: كثير الصَّهيل.

باب الهاء والصاد والباء معهما

ص ه ب، ه ب ص مستعملات فقط

صهب:

الصَّهَبُ والصُّهْبة: لوَن حمرة في شَعَر الرأسِ واللِّحية إذا كان في الظاهر حُمرة وفي الباطن سواد.

وبعيرٌ أَصْهب وصُهابيٌّ، وناقةٌ صَهْباءُ وصُهابيَّةٌ. والصُّهابيّة أيضاً نعتٌ للجراد، قال:

صُهابيّةٌ زُرقٌ بعيدٌ مَسيرُها

ومن الظُّلْمانِ: أَصْهبُ البَلَد، أي: جِلْده.

هبص:

الهبصُ: من النَّشاطِ والعَجَلة. يقال: هَبِصَ الكلبُ هَبَصاً، إذا حَرَصَ على الصَّيْد، أو الشْيء يأكله فتراه قَلِقاً لذلك، وكذلك الإنسان الهَبِص.

باب الهاء والصد والميم معهما

هص م، ص ه م مستعملان فقط

هصم:

الهَيْصَمُ: الأسَد، وهو الهَصَمْصَمُ لشدَّته وصولته.

صهم:

الصِّهْميمُ من الرِّجالِ: الّذي يركَبُ رأسَه، لا يّثْنيِه شيءٌ عمّا يُريدُ ويَهْوَى.

\\\///باب الهاء والسّين والدّال معهما س ه د، د ه س مستعملان فقط

سهد:

السَّهَدُ والسُّهادُ - لغتان...: نَقيضُ الرُّقاد.

وما رأيت من فلانٍ سَهْدَةً، أي أمراً أعتَمِدُ عليه، من بَرَكَةٍ أو خيرٍ أو كلامٍ مُطْمِع.

وسَهْدَدُ: اسمُ جبلٍ، لا يَنْصرف.

دهس:

الدُّهْسَةُ: لونٌ كلَوْنِ الرّمال، يعلوه أدْنَى سوادٍ يكون في ألوانِ الرّمال والمَعِز. قال العّجاج: مُواصلاً قُفَّا بلونٍ أَدْهَسا والدَّهاس: ما كانَ من الرَّمل كذلك، لايُنْبِتُ شَجَراً، وتَغيب فيه القوائم.

قال: وفي الدَّهاس مِضْبَرٌ مُواثِمُ

باب الهاء والسين والتاء معهما

س تهمستعمل فقط

سته:

السَّتَهُ: مصدر الَأْسَته، وهو الضّخُم الاسْتِ.

ويُقال للواسعةِ الدُّبُر: ستهاءُ وسُتْهُمٌ.

وتصغيرُ الاسْتِ: سُتَيْهة، والجميع: أسْتاهٌ.

باب الهاء والسين والراء معهما

ه ر س، سهر مستعملان فقط

هرس:

الهَرْس: دقُّ الشَّيءِ بالشّيءِ عريضاً، كما تُهْرَس الهَريسةُ بالمِهراس.

والفَحْلُ يَهرِسُ القِرنَ بكَلْكَله.

والهَرِسُ من الأسود: الشّديدُ المِراس، قال:

شَديدَ السّاعدَيْنِ أخاوِثـابٍ


شديداً أسْرُهُ هَرْساً هَموسا

والمَهاريسُ من الإِبل: الجِسامُ الثِّقال. ومن شدَّةِ وَطْئها سُمّيتْ: مَهاريسَ، وكذلك الكثيرات الأكل من الإِبل تُسمّى مهاريس. وقال: وكلكلاً ذا حامياتٍ أهرسا والمِهْراسُ: حَجرٌ مُستطيلٌ مَنْقُور يُتوضأ به.

والهَراسُ: شجرٌ كثير الشَّوْك، قال النابغة:

فبتُّ كأنّ العائداتِ فَرَشْنَـنـي


هَراساً به يُعْلَي فِراشي ويُقْشَبُ

سهر:

السَّهَرُ: امتناعُ النَّوْمِ باللّيل. تقول: أسهرني همّ فسَهِرْت له سَهَرَاً، أي: امتنعتُ من النّوم.

والسّاهورُ: من أسماءِ القَمَر، وقال القُتيبيّ: بل هو في ليل تمامه. والسّاهرةُ: وجهُ الأرضِ العريضةِ البسيطة، قال

يَرْتَدْنَ ساهرةً كأنّ جَمِيمَها


وعميمَها أسدافُ ليلٍ مُظْلم

وقال الله عزّ وجلّ: "فإذا هُم بالسّاهرة"، أي: عل وجَهْ الأَرض.

والأَسْهران: عِرقانِ في النف من باطنٍ إذا اغتلم الحِمار سالا دماً أو ماء.

باب الهاء والسين واللام معهما

ه ل س، سهل، لهس مستعملات هلس: الهُلاسُ: شِبْهُ السُّلالِ من الهُزال. وامرأة مَهْلوسة: مَهزولة.

سهل: السَّهْلُ: كلُّ شيءٍ إلى اللَّين، وذَهابِ الخشونة، وقد سَهُل سُهُولةً.

والسَّهْلة: تُرابٌ كالرّملِ يَجيءُ به الماء.

وأرضٌ سَهِلةٌ، فإذا قلت: سَهْلَة فهي نقيضُ حَزْنة

وأَسْهَلَ القوم: نزلوا عن الجبل إلى السَّهْل.

وإسهالُ البطن: أن يُسْهِلَه دواءٌ وسُهَيل: اسم كوكبٍ يُرىَ بالعراقِ، ولا يُرى بخُراسانَ. ويقال إنّ سُهَيلاً كان عشاراً على طريق اليمن ظلوماً فمسخه الله كوكبا.

لهس: المُلاهَسُ: المُزاحَمُ على الطَعام من الحِرْص.

باب الهاء والسين والنون معهما

نهس، س نهمستعملان فقط نهس: النّهسُ: القبضُ على اللّحم ونَتْرُه.

قال العجاج: مُضَبَّر اللَّحْيَين نَسْراً مِنْهَسا والنُّهَسُ: طائر.

سنه: السّنة: نقصانُها حذف الهاء وتَصغيرُها: سُنَيْهةٌ والمُسانهةُ: المُعاملةُ سنةً بسنة وثلاث سنوات، وقال الله عزّ وجلّ: "لم يَتَسَنَّهْ" ومن جعل حذفَ السَّنةِ واواً قرأ: "لم يَتَسَنَّ" ، ومنه: سانَيْته مُساناةً، وإثبات الهاء أصوب.

باب الهاء والسين والفاء معهما

س ه ف، س فهمستعملان سهف: السَّهْفُ: تَشَحُّطُ القتيل، يَسْهَفُ في نَزْعه واضطرابه، قال:

ماذا هنالِك من أسوانَ مُكتئبٍ


وساهفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ قِصَمِ

والسَّهْفُ: حَرْشفُ السَّمَك خاصّة سفه: السَّفَهُ والسَّفاهُ والسّفاهةُ: نقيضُ الحِلْم وسَفِهُتَ ْأحلامُهم. وسَفُهَ الرَّجلُ: صار سفيهاُ. وسَفِهَ حِلْمَهُ، ورأيَهُ وتَفْسَه، إذا حملها على أمرٍ خطأ. وقولُ اللهِ عزّ وجلّ: "إلاّ من سَفِهَ نَفْسَه" مثل قولهم : صَبَر نَفْسَه، ولايُقالُ: سَفِهت زيداً ولا صَبَرته.

باب الهاء والسين والباء معهما

س ه ب، ب ه س، س ب ه مستعملات سهب: فَرَسُ سَهْبُ: شديد الجَرْي، بطيء العَرَق، قال:

وقد أغدو بِطِرْفٍ هي


كَلٍ ذي مَيْعَةٍ سَهْبِ

وبئر سَهْبةٌ: بعيدةُ القَعْرِ يَخْرُج منها الرّيح. وإذا حفر القوم فهجموا على الرّيحِ، وأخلفهم الماء قيل: أَسْهَبوا، ويقال: بل حفروا فأسهبوا معناه: حتّى بلغوا رملاً. وقال في بئر كثيرة الماء:

حَوْضٌ طويٌّ نِيَل من إسهابها

يَعْتَلِجُ الآذيُّ من حَبابِها

وهي المُسْهَبةُ، حُفِرتْ حتى بُلِغَ بها عَيْلم الماء، ألا ترى أنّه قيل: نِيل من أعُمقِ قَعْرِها.

والسَّهباء: بئرٌ لبني سعد، وروضةٌ بالصَّمَّان.

وسُهوبُ الفَلاة: نواحيها التي لا مسلك فيها قال:

سُهوبُ مَهامهٍ ولها سُهوبُ

والمُسْهَبُ: الكثيرُ الكلامِ، قال الجعديّ:

غير عييٍّ ولا مُسْهِبِ

والمُسْهَبُ: المتغِّير الوجه والمُسْهِبُ: الغالب المكثر في عطائه .

بهس: بَيْهَسُ: من اسماء الأسد، وأخذ فلان يَتَبْيَهُس، وتَبَيْهَسُ في مَشْيه، إذا تبختر، فهو يَتَبَيْهَسُ تَبَيْهُساً.

سبه: السَّبَهُ: ذَهابُ العَقْل من هَرَمٍ. قال رؤبة:

قالت أُبَيْلَى لي ولم أُسَبَّهِ:

ما السَّنُ إلاّ غَفْلةُ المُدَلَّهِ

باب الهاء والسين والميم معهما

ه م س، سهم، س مهمستعملات همس: الهَمْسُ: حسَ الصّوت في الفم ممّا لا إشرابَ له من صَوْتِ الصَّدر، ولا جَهارة في المنطق، ولكنّه كلامٌ مَهْموسٌ في الفم كالسَرِّ وهَمْسُ الأقدامِ: أخفى ما يكون من صوت الوطء. وعن ابن عباس رضي الله عنه:

وهنَ يَهْوِينَ بنا هَميسا

والشَّيطانُ يَهْمِسُ بوسواسه في الصدور

وروي عن النبيّ صلى الله عيه وسلم أنّه كان يتعوّذ بالله من همز الشّيطان وهمسه ولمزه، فالهمزُ كلام من وراء القفا كالاستهزاء، واللَّمْز مواجهة.

وقوله عزّ وجلّ: "فلا تسمَعُ إلاّ هَمْساً" يعني: خَفْقَ الأَقدامِ على الأرْض.

والهَمّاسُ: الشَّديدُ الغَمْز بضِرْسه، قال:

عادَتُهُ خَبْطٌ وعضٌّ هَمّاس

يعدو باشبالٍ أبوها الهِرماس

سهم: استهم الرّجلان، أي: اقترعا، لقوله عزّ وجلّ : "فساهَمَ فكان من المُدْحَضين" ، وآستَهَم القوم فَسَهَمهم فلان، أي: قَرَعَهم.

والسَّهْمُ: النَّصيبُ، والسَّهْمُ: واحدٌ من النَّبْل. والسّهم: القَدْحُ الذي يقارع به، والسّهم: مِقدارُ ست أذرُع في مُعاملة النّاسِ ومِساحاتهم.

وبُرْد مُسَهَّمٌ: مُخَطَّطٌ، قال:

كأنَّها بعدَ أَحوالٍ مَضَيْنَ لها


بالأَشَيَمْيِن، يمانٍ فيه تَسْهيمُ

والسُّهُوم: عبوسُ الوجْهِ من الهمّ، ويُقالُ للفَرس إذا حُمِل على كريهةِ الجَرْيِ: ساهِم الوَجْه. وكذلك الرّجل في الحرب ساهم الوجه. قال عنترة:

والخَيْلُ ساهِمةُ الوُجوهِ كأنّما


تُسْقَى فوارسُها نَقيعَ الحنظلِ

والسُّهامُ من وهَجِ الصَّيْفِ وغُبْرته، يُقال : سُهِمَ فلان إذا أصابه السُّهامُ.

والسُّهْمَةُ: النَّصيب، تقول: لي في هذا الأمر سُهْمَةٌ، أي: نصيبٌ.

والسُّهْمةُ: القَرابةُ: قال عبيد بن الأبرص:

قد يُوصَلُ النّازحُ النّائي وقد


يُقْطَعُ ذو السُّهْمةِ القريبُ

سمه: سَمَهَ البعيرُ، أو الفرسُ في شوطه يَسْمَهُ سُمُوهاً فهو سامِهُ لا يَعْرِفُ الإِعياء، قال:

يا ليتنا والدَّهْرَ جَرْيَ السُّمَّهِ

والسُّمَّهَى: الباطل. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق