كتاب المفسدون في الارض
رؤية معاصرة للمشاكل البيئية والسكانية
{40} ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {41}
كتاب المفسدون في الأرض أحمد محمد عوف
محتويات 1 (رؤية معاصرة للمشاكل البيئية والسكانية)
2 تاريخ الأرض
3 هل الأرض حية؟
4 المنظور الحيوي
(رؤية معاصرة للمشاكل البيئية والسكانية)
مقدمة ( المفسدون في الأرض ) عنوان قد اخترته لهذا الكتاب ليضم في متنه أشتات مقالات منها ما نشر ومنها ما لم ينشر. وقد اخترتها لتكون معا. واخترت لها عنوان (المفسدون في الأرض ) لتكون رؤية واقعية ومستقبلية للتدهور البيئي السائد والتنوع الحيوي والهجرات الكبرى للإنسان والحيوان وقضايا السكان والساعة السكانية في العالم لنكون على بينة من أمرنا ونحن نعيش فوق كوكبنا. والكتاب كتب بطريقة السرد العلمي الذي دأب الكاتب على اتباعها ليقبل على قراءته العامة والخاصة ولاسيما وأنه يحمل في متنه جوانب بيئية مختلفة ويعكس مفاهيم لنشر الوعي البيئي . فموضوعاته سهلة وميسرة لا تقبل التهوين ولا تدعو للتهويل . فالله سبحانه خلق كل شيء في الكون والحياة وقدره تقديرا معجزا قائلا جل وعلا : إن كل شيء خلقناه بقدر .). لأن التوازن البيئي سمة منظومة الكون بما فيه الأرض . ففي الأرض كل شيء موزون لا يختل ولا يخل وإلا مادت بما فوقها . ومنذ باكورة وجودها تصحح أوضاعها في صمت أولا بأول من خلال نظم مقررة وآلية متبعة. لا تمل خلالها ولا تكل فيها للحفاظ على كيانها وكينونتها ووجودها ضمن المجموعة الشمسية. وقد تكون الكوارث الطبيعية كالبراكين والزلازل والعواصف والسيول نقمة لنا نحن الأحياء إلا أنها نعمة للأرض . لأنها كوكب حي ينبض بالحركة ولولا هذا لأصبحت جرما ميتا يتهاوى . فهي تستمد حياتها من ذاتها ومن جيرانها الأقربين من الكواكب والشمس أيضا . فنراها تتأثر بهم ويؤثرون فيها لتحافظ على كيانها الوجودي بالفضاء. والكتاب رؤية واقعية للأرض من خلال مايتهددها وما يتهدد كائناتها من إنقراضات متلاحقة وتدمير بيئي لا يبقي ولا يذر . وهو سياحة إستكشافية للواقع البيئي في شتى أنحاء العالم . لنكون على بينة من أمره وأمرنا داخل إساره . لأن الله سبحانه جعل الأرض في بيئة متوازنة سواء في مدارها أو سيرها أو منظومتها الإحيائية والوجودية التي لانظير لها في الكون كما يبدو لنا .لهذا نجد هذا الكتاب رسالة لضمائر البشر ليستيقظوا من سبات الغفلة البيئية التي احتدمت وليحاسبوا أنفسهم قبل أن تودي بهم الحياة ويصبحوا في فوضى بيئية لايعرف مداها ولا منتهاها . وفي هذا الكتاب سنعكس الرؤية الواقعية لكوكبنا الموبوء من خلال ما يتهدد كائناته من إنقراض وما يعانيه من تدهور وتدمير بيئي لا يبقي ولا يذر . لهذا سنجده سياحة إستكشافية للواقع البيئي في شتى أنحاء العالم. ولا سيما وأن العبثية البيئية بدأت تأخذ أشكالا وصورا صنعها الإنسان أو أسهمت فيها الطبيعة . فالإنسان جار على الغابات واجتث أشجارها ليزرع مكانها الحبوب ليسد رمق ملايين الجياع من البشر . وانساق وراء هذا السراب بنظرة أنانية جشعة لتحقيق الثروات وقضى على التنوع الحيوي للكائنات التي كانت تعيش في أغوار هذه الغابات قبل ظهور الإنسان نفسه. فشتتها من مأمنها ومكامنها وقضى عليها. فبنى بيوته فوق أرضها وخشاها فقضى عليها حتى لاتكون جيرانا له وهو في مسكنه . وتاجر في أعضائها ، وأعراضها وتناسى حقها في الحياة . لأنها شريك متضامن معه في الأرض . فانقرضت خلال العقود الأخيرة آلاف الأحياء بعدما كانت تعمر الأرض منذ ملايين السنين وقبل أن نخلق كبشر فوقها . فانتزعنا منها عنوة هذا الميراث الأرضي لا نلوي على شيء سوى الطمع في الأرض والجشع للمال والجوع لقلة الغذاء والجهل بأبعاد الملوثات والسموم التي نطلقها في بيئاتنا . لقد خلق الله العالم جميلا .. فلوثناه عن حمق وأفسدناه عن جهل وشوهنا غطاءه الأخضر عن عمد رغم أن الأرض لو أتاح لها الإنسان الفرصة يمكنها استعادة عافيتها ومظهرها الحيوي . لكن الإنسان أفسد البيئة من حوله وأصبح ينعاها في مؤتمراته العالمية لأن الأرض أصبحت تنوء بما سببناه لها من مشاكل بيئية متلاحقة لا تقوى على التخلص منها . ويحاول البعض إنقاذ مايمكن إنقاذه بعدما أفسدنا كل شيء . وأخذ الساسة والعلماء يتبادلون الاتهامات وقد تناسوا أن البيئة لاتعرف الحدود السياسية وفسادها قد نخر في الدول الغنية أولا.
والمفسدون في الأرض أصبحوا أنفسهم هم دعاة العودة للطبيعة في المأكل والمشرب. فروجوا للأطعمة العضوية رغم أنها لاتسلم من التلوث من المياه حتى ولو كانت جوفية أو الرياح التي تحمل المبيدات الحشرية والحشائشية مما جعل كل الأطعمة فوق الأرض ملوثة . إلا لو زرعنا غذاءنا فوق المريخ أو هججنا من جحيم أرضنا الذي صنعناه بأيدينا . فلنعش ولندع غيرنا يعش فوق كوكبنا كشركاء كما كنا . لكنه الإنسان لايرحم نفسه أو غيره . وهذه النظرة الجشعية التي تتسم بالأنانية لن تبرحه ليدفع فاتورة الجحيم البيئي من صحته ومن نسله وحرثه فالمستقبل البيئي مازال في عالم الغيب وإن بدت بوادره لكن لاأحد يتنبأ بوخائم عواقبه أو أبعاده . لأن البيئة العالمية إهترأت . وكلما رتقنا ثوبها البالي تفتق وزاد فتقه . وهذا ماظهر جليا في ثقب الأوزون . فالأرض ستدمرنا قبل أن ندمرها . لأنها لن تدع درجة حرارتها ترتفع عن معدلاتها الطبيعية بلا كوابح . لأن ارتفاع درجة حرارة الجو المحيط سيجعله يتمدد ويتخلخل هواؤه . وهذا التخلخل لو تم سوف يفقد الأرض توازنها وسيزيد سرعتها مما يجعل مياه المحيطات تتناثر كالرذاذ ولاتتكون السحب. وستتطاير الجبال والعمارات وستقتلع الأشجار حسب نظرية قوة الطرد المركزية ولن يبقى فوق الأرض إلا اليابسة بعدما يتضاءل حجمها . لأن الجبال والجو المحيط يتحكمان في سرعة دورانها لتصبح في معدل حركي حتى لا تميد بنا . كما أن ظاهرة الإحتباس الحراري لن تؤثر علي تخلخل هواء الجو المحيط فقط. ولكن هذا التخلخل سوف يرفع حرارة الأرض لأن هذا الجو المحيط درعها الواقي من فيوضات الشمس. فالإحتباس الحراري قنبلة موقوتة ستجعل درجة حرارة الأرض ترتفع بسرعة وتزداد رطوبة الجو مما يجعلها حمام (سونا) جماعي يقضي على كل الأحياء حتى ولو كانت في بروج مشيدة . ولا نفرط في التشاؤم أو التفاؤل بمستقبلنا فوق كوكبنا . لأن هذه المتغيرات البيئية لا تحدث بين يوم أو ليلة ولكنها خلال آلاف السنين .لكن إذا كانت النعمة تخص فالغمة ستعم . وهذه سنة الحياة. لقد غيرنا من الخريطة الصحية فوق كوكبنا حيث قضينا علي أمراض كانت تشكل أوبئة داهمة كالسل والجدري وشلل الأطفال . وكلما قضينا علي مرض ظهر لنا مرض جديد أشد قسوة وضراوة كالإيدز والإلتهاب الكبدي بشتى أنواعه . وهذا سببه أن الملوثات التي إستحدثناها غيرت من الجينات الحيوية وبدلت في الخريطة الجينية للكائنات الحية حتى أصبحنا نعيش في عصر فرانكشتين . ألست معي أن الله خلق كل شيء بقدر ؟.وأن العالم ( صنع الله الذي أتقن صنعه.). وهل يصلح الدهر ما أفسده البشر؟ د. حسين أحمد حسين
البيئة هي الطبيعة بما فيها من أحياء وغير أحياء أي العالم من حولنا فوق الأرض. وعلم البيئة هو العلم الذي يحاول الإجابة عن بعض التساؤلات عن كيف تعمل الطبيعة وكيف تتعامل الكائنات الحية مع الأحياء الآخرين أو مع الوسط المحيط بها سواء الكيماوي أو الطبيعي . وهذا الوسط يطلق عليه النظام البيئي. لهذا نجد النظام البيئي يتكون من مكونات حية وأخرى ميتة أو جامدة. فعلم البيئة هو دراسة الكائنات الحية وعلاقتها بما حولها وتأثيرها على علاقتنا بالأرض . والنظام البيئي هو كل العوامل الغير حية والمجتمعات الحية للأنواع في منطقة ما. والطبيعة تقوم تلقائيا بعملية التدوير للأشياء التي استعملت لتعيدها لأشياء نافعة . و سلسلة الطعام فوق الأرض وهي صورة لإظهار تدفق الطاقة الغذائية في البيئة, ففيها يتوجه الطعام من كائن لآخر ليعطي طاقة للحيوان الذي يهضم الطعام وكل سلسلة طعام تبدأ بالشمس . والحيوانات بما فيها الإنسان لايمكنها صنع غذائها . فلهذا لا بد أن تحصل على طاقاتها من النباتات أو الحيوانات الأخرى . لهذا تعتبر الحيوانات مستهلكة . وفي نهاية حياة الحيوان تحلله بواسطة الميكروبات والنباتات أيضا ليصبح جزءا من الأرض بالتربة لتمتصها النباتات من جديد لتصنع غذاءا جديداً . وهذا ما نسميه سلسلة الغذاء.. ومن العوامل الطبيعية في النظام البيئي ولها تأثيرها : ضوء الشمس والظل ومتوسط الحرارة والتوزيع الجغرافي والرياح والارتفاعات والمنخفضات وطبيعة التربة والمياه .ومن العوامل الكيماوية المؤثرة علي النظام البيئي مستوى المياه والهواء في التربة ومعدل ذوبان المغذيات النباتية في التربة والمياه ووجود المواد السامة بهما وملوحة المياه للبيئة البحرية والأكسجين الذائب بها . وفي البيئة نجد كائنات حية تصنع المواد وأخرى تلتهم الغذاء وثالثة تعيش متطفلة وتحلل المواد أو تفترس الآخرين .والنظام البيئي يتبع الدورات التدويرية كالدورة الكيماوية الحيوية حيث تأخذ الكائنت الحية موادها الغذائية لتعيش وتنمو ثم تعيدها للبيئة بعد موتها وتحللها . كما نجد أن الكربون له دورته في البيئة حيث يتكون ثاني أكسيد الكربون الذي يتصاعد في الجو أو يذوب في الماء . ويعتبر الكربون المادة البنائية الأساسية للنشويات والدهون والبروتينات والأحماض النووية وغيرها من المواد العضوية الضرورية للحياة . وهناك أيضا دورة النيتروجين الذي يصنع منه البروتين والأحماض الأمينية . كما أن تثبيت النيتروجين من الجو للتربة يخصب النباتات . وهذا يتم عن طريق بكتريا التربة أو الماء . كما نجد تدوير الفوسفور في ذوبانه في الماء وتكوين العظام وفي الأحياء وقشرة الأرض .ونجد دورة الكبريت الذي يتصاعد من البراكين أو تحلل المواد العضوية في شكل غاز كبريتيد الكبريت أو في شكل كبريتات كما في رذاذ مياه البحر أو من خلال الأنشطة البشرية . ودورة المياه لها أثرها في تحري المغذيات في أو خارج النظام البيئي .
الجغرافيا الطبيعية وهي دراسة الأرض بوصفها موطن الإنسان كما يقول (يونستد). ففوقها عدة مجموعات من الأجناس البشرية تمدهم الأرض بالمواد اللازمة للعيش والسكنى . كما تمدهم بالأحوال المناخية التي تهيء للأحياء من حيوان ونبات فرص البقاء فوق كوكبنا. مع دراسة ما فوقها من جبال وبحار وأنهار وغابات ووهاد وصحاري . وأصدق وصف للجغرافيا هي الطبيعة بما فيها و ما حولنا. والجغرافيا البشرية هي دراسة توزيع وكثافة البشر فوق سطح الأرض وأنشطتهم ومواردهم وهجراتهم وأصولهم العرقية في الزمان والمكان وهذا ما يندرج تحت مفهوم الجغرافيا السكانية. أما الجغرافيا البيئية فهي البيئة التي يعيش فيها الأحياء كلها فوق الأرض وتشمل الجغرافيا البشرية والجغرافيا السكانية والجغرافيا الإقتصادية والجغرافيا المكانية والتاثيرات المتبادلة بين الناس وبيئاتهم ومدى تأثر الأحياء بالبيئة من حولهم وبالمناخ والجو المحيط بهم وبأنماط الحياة فيها من زراعة وصناعة وتجارة وثقافات أيضا. لهذا نجد أن البيئة تتأثر بالتركيب الجغرافي والديموجرافي للمجتمعات مما جعل الأرض عالما واحدا من الطبيعة والإنسان يتأثر بعضهما ببعض . و يتفاعل فيه بعضه مع بعض. داخل منظومة الأرض والحياة وضمن الوحدة الجغرافية العالمية التي تظهر فيها الإعتماد المشترك والعمل المتبادل . فكوننا في قشرته الأرضية اختلاف بين في سطحها وفي تكوينها الجيولوجي وفوقها نرى اختلافا بينا في المناخ في أجزاء مختلفة بسبب حركة الأرض بالنسبة للشمس . وهذا الاختلاف يؤثر في البيئة تأثيرا مباشرا بل ويؤثر على منظومة الحياة بها . والمناخ العالمي يرتبط بالمناخات الإقليمية ارتباطا وثيقا بسبب الرياح والتيرات المائية في البحار والمحيطات مما يجعل له تأثيره على العواصف والجفاف والفيضانات والسيول والزراعة وعلى الأحياء أيضا في بيئاتها ومهادها ومرابضها. فالإنسان مرهون ببيئته بل ومرتبط بها ارتباطا وثيقا لو إختل هذا الرباط إختلت موازين البشر واعتلت صحتهم وانتابهم الأسقام والأوجاع والأمراض المزمنة . لهذا حفاظه علي البيئة فيه حفاظ له وللأجيال من بعده بما يحمله من موروث جيني ورث له من أسلافه وتوارثت معه الأحياء مورثاتها منذ ملايين السنين وحافظت لنا البيئة على هذه المورثات حملتها أجيال تعاقبت وراءها أجيال حتى آلت إلينا . ومع تطور وسائل النقل والمواصلات والاتصالات تحققت للإنسان العلاقات الإقتصادية المتبادلة بعدما كان يعيش في مناطق منعزلة أو متباعدة . فمع هذا التطور تحققت الوحدة الإقتصادية والبيئية. وظهر مفهوم التنسيق التعويضي بين الدول من خلال تبادل أو شراء السلع والمحاصيل والتقنيات والمواد الخام والثروات الطبيعية. لهذا نجد المجاعات العالمية قد تكون لأسباب إقتصادية أو سياسية تؤدي في كثير من الأحيان إلى الحروب حيث يعزف الفلاحون عن زراعة أراضيهم مما يقلل الإنتاج الزراعي والحيواني أو ينصرف العمال عن مصانعهم المستهدفة مما يقلل الإنتاج الصناعي . وهذا التوقف النشاطي الزراعي والصناعي يؤثر في الأقاليم التي تدور بها الحرب أولا أو على العالم بأسره كما في الحروب العالمية . كما يؤثر على حركة التجارة العالمية وهذا سبب سياسي . لأن بعض الدول تتعرض نتيجة الحروب الأهلية أو الإقليمية أو العالمية للحصار أو يمنع عنها وصول الطعام تستنفد مخزونها منه كما حدث في بريطانيا بالحرب العالمية الثانية رغم وفرة إنتاجه في مستعمراتها . ولم تقو على إستيراده بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية مما عرضها وعرض أوروبا للمجاعة . لأن السفن والشاحنات وخطوط السكك الحديدية والموانيء كانت تقصف . كما أدت النفقات الباهظة على الحرب إلى العجز في ميزان الدول المتحاربة مما جعلها لا تقوى على شراء الطعام من مصادره . كما أن الجفاف الغير عادي الذي يجتاح مناطق من الأرض وبشكل متلاحق نتيجة التغير في الظروف المناخية يولد القحط والمجاعة . مما يقلل إنتاجية القمح والأرز والشعير والذرة في مناطق الإنتاج الشاسعة علي فترات متتابعة . وهذه الحبوب يعيش عليها الإنسان والحيوان . ومفهومنا عن البيئة هي غلاف الجو العلوي فوق سطح الأرض وأسفله الغلاف السطحي لكرة الأرض وهذا ما نطلق عليه اليابسة وما عليها والمحيطات و الأنهار وما بها. وكلها تركة للأحياء مشاع بينهم ولهم فيها حق الحياة ولا تقصر على الإنسان لأنه شريك متضامن معهم. لهذا نجد أن علاقته بالبيئة علاقة سلوكية إلا أنه لم يحسن السير والسلوك بها .فأفسد فيها عن جهل بين وطمع جامح وأنانية مفرطة وعشوائية مسرفة وغير مقننة .فأفرط الإنسان في استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية لمضاعفة محاصيله خوفا وهلعا من الجوع ولاسيما في الدول النامية الفقيرة . مما جعل الدول الصناعية الكبرى لنهمه الغذائي تغريه وتغويه بالمبيدات والمخصبات الزراعية المحرمة دوليا سعيا وراء الربحية رغم الأخطار البيئية التي ستلم به . وساعد في هذا الخطر المحدق حكام هذه الدول النامية والمسئولين بها عن الزراعة سعيا وراء العمولات والرشوة دون مراعاة ضميرية للبعد الصحي والحياتي لشعوبهم . حتى أصبح الآلاف منهم يولدون مشوهين أو تنقصهم المناعة أو يصابون بسرطانات أو أمراض مجهولة وقاتلة . لهذا على هؤلاء الحكام أن يكونوا أثر إنصافا لشعوبهم وإتقاء لها من الأخطار التي باتت تكمن لهذه الشعوب في مياهها وطعامها وشرابها وهوائها وتربتها . هم بلاحدود البيئة مشاع إرثي بين الأحياء علينا أن نصونه ونحميه من هول البشر . لأن الإنسان هو الحي الوحيد الذي حباه الله بالعقل ليصلح فيها لكنه عاش فوق الأرض مفسدا يلوث فيها مايشاء بلا حساب . إنه يعيش بالدنيا لنفسه فقط وتناسى أنه غير قادر على صنع غذائه ومائه وهوائه . ولما اكتشف أن أرضه موبوءة صرخ في فلاة التلوث البيئي وهوعاجز عن رده أو صد غوائله الهالكة له ولغيره من الأحياء . ومفهوم الحد من التلوث البيئي هو الإقلال من عدم نقاوة الماء والهواء والغذاء عن طريق الحد من تركيز الملوثات بالبيئة سواء أكانت الأرض أم الهواء حتى لاتتأثر بها الكائنات الحية بما فيها الإنسان نفسه . وأهم هذه الملوثات المهلكة للبيئة نجدها في الهواء كالجسيمات الدقيقة المتطايرة والعالقة بالجو والتي تطلقها العواصف الترابية والسحب الدخانية والمناجم وهي نؤثر علي التنفس وبها دقائق الرصاص والمنجنيز والزرنيخ والأسبستوس والمبيدات والنحاس والقصدير . وغازات ثاني أكسيد الكبريت الذي ينبعث من حرائق الوقود الإحفوري والنفط والفحم الحجري ونفايات العمليات الكيماوية . وأول أكسيد وثاني أكسيد الكربون اللذان ينبعثان من حرائق القش والغابات والنفايات البلاستيكية وعوادم السيارات. وغيرها من الغازات التي تطلقها الأنشطة الصناعية بالجو. وهذه الملوثات نجدها في التربة والمياه السطحية والجوفية حيث تتسرب إليها المبيدات ونفايات المصانع السامة . وتواجه الدول الفقيرة المعادلة البيئية الطبيعية الصعبة حينما تتطلع للتنمية ووفرة الغذاء لإشباع أفواه البلايين من البشر . فلابد وأن تؤثر في الموزون البيئي بها وحولها . مما يهدد سلامة البيئة باشكالها المختلفة . لأن التنمية الصناعية والزراعية سواء بهذه الدول أو الدول الغنية لابد أن تخضع لتوازن البيئة الجغرافية (Geo-ecosystem) حيث نجد أن أي موقع جغرافي له خصائصه البيئية . لأن البيئة الزراعية أو الصناعية غير البيئة الجبلية أو الصحراوية أو الساحلية أو الغاباتية أو البحرية مع مراعاة مواقع هذه البيئات المتعددة والمتنوعة فوق خريطة العالم . وهذه تحدد مفهومنا للجغرافيا البيئية (. (Environmental geography حيث فيها أي موقع بيئي يتصل اتصالا مباشرا بالبيئة التي تضمه وبما حولها من بيئات أخرى . لهذا نجد أن البيئة الجغرافية للعالم وحدة واحدة تضم كيانات متباينة نسبيا إلا أنها تخضع لآليات محلية أو عالمية مختلفة كالمناخ والطقس والتصحر والجفاف والإحتباس الحراري والرياح والأمطار والفيضانات والجاذبية الأرضية والأشعة الكونية وتأثير طبقة الأوزون والأشعة فوق البنفسجية . ونجد فيها الغبار بالجو المحيط يؤثر في البيئة ودرجة الحرارة سواء أكان أتربة عالقة أو سخاما متطايرا أو ادخنة أو بخار الماء نجد الرياح تؤثر عليها فتسوقها أو تثير الأتربة لتعبق الجو . كما أن الجاذبية نجدها تقلل من هذا حيث تحط هذه الملوثات فوق اليابسة . لأن الأتربة والجسيمات الدقيقة لو علقت بالجو فإنها تخضع لقوانين الطبيعة حيث تخضع لقوة الطفو ومقاومة الهبوط والتيارات الهوائية وشدة الجاذبية الأرضية . لكن الجاذبية لو قوتها كانت أكبر فستشدها لأسفل فتتساقط .لكن لو تغلبت قوة الطفو الغباري والتيارات الهوائية . فإن الغبار يظل عالقا بالجو وإذا قلت قوة مقاومة الهبوط و وتغلبت قوة الجاذبية عليه . فإن هذه الأتربة والجسيمات الدقيقة سواء أكانت هبابية أم ركامية كيماوية . فإنها تحط فوق التربة والمزروعات والأشجار والمياه . فتلوثها . وقد تذوب الغازات المنبعثة بالجو في قطرات المياه بالسحب أو البخار بالجو فتسقط كندى أو أمطار ملوثة للمباني والنباتات والمياه والتربة . وتعتبر البراكين من العوامل الرئيسية في تلويث الجو المحيط بالغبار البركاني والأبخرة والغازات الكيماوية المعبقة فتكون الغيوم والسحب . وتتكثف العوالق الكيماية حول قطرات الماء بالجو مكونة أحماضا كيماوية . وهذه القطرات قد تكون رذاذا متطايرا من المحيطات . وقد تكون السحب الدخانية سببها الغازات المنبعثة من البراكين وحرائق الغابات أو عوادم السيارات أو أبخرة وأدخنة من المصانع أو المناجم . فتدفعها الرياح لأمان بعيدة لتوزعها في الجو المحيط أو تحطها فوق اليابسة والماء والنباتات . ولو تبخرت قطرات المياه الملوثة تصبح الأملاح بها جافة ومتطايرة لتعلق بالجو . والبراكين عندما ينبعث منها أبخرتها ويتطاير غبارها البركاني تنقله العواصف لمسافات بعيدة . فبركان الفلبين تصل سحابته لتغطي أستراليا و أمريكا مما يقلل من درجة الحرارة هناك لمدة عامين أو أكثر. فيعاني السكان بهما من طول الفترة الزمنية للبرد وشدته ويؤثر صقيعه على الحياة والنبات أيضا. وهذه السحب المدخنة والملوثة تذروها الرياح من مكان لمكان حتى الملوثات فوق التربة تذروها مع الغبار. لهذا نجد أن تدوير الملوثات واقع لايمكن لنا توقيه برا وبحرا وجوا. وتقوم به الطبيعة تلقائيا .وإنتقالها لايعرف الحدود السياسية أو الجغرافية .ولا يفرق تلويثها بين الدول غنيها وفقيرها لأن الغمة تعم . .لأن بيئة الأرض سداح مداح. والرمال المتطايرة تخضع لآلية فريدة . لأن حباتها عندما تحتك ببعضها تولد كهربية متشابهة مما يجعل هذه الجبيبات تظل عالقة بالجو بالتنافر بين الشحنات المتشابهة فوق سطح هذه الحبات . فتثير الزوابع الرملية التي لاتهدأ إلا بنزول الأمطار فتحط معها أو لو أبرقت وأرعدت السحب فتولد شحنات كهربية تبادل الشحنات فوق حبات الرمل فتتساقط بفعل الجاذبية .وقد تصل العواصف الرملية لأماكن بعيدة تحمل الرمال الصفراء والحمراء وغيرها من الرمال الملونة . فعندما تقوم عاصفة بالصحراء الكبرى بشمال أفريقيا فإن غبار رمالها يصل لجبال الألب بأوربا ويصبح الجليد أصفر باهت يميل للحمرة ولما يذوب بالصيف أو تهطل فوقها الأمطار لتصبح المياه حمراء اللون. ويهبط فوق سطح الأرض غبار النيازك المغناطيسي بعدما تحترق عندما ترتطم بالجوالمحيط بعدل 125- 800 طن يوميا ليحط غبارها فوق سطح الأرض. وفي أعقاب التجارب والإنفجارات النووية تتصاعد سحب الغبار المشبع بمادة الإسترونشيوم المشع الذي يحط بعد مدة فوق سطح الأرض . كما أن أمريكا وإسرائيل يستخدمان القنابل الفضية المكونة من اليورانيوم المنضب الذي يخلف الإشعاعات الذرية فوق تراب وفي مياه وهواء البوسنة والهرسك و العراق وفلسطين وأفغانستان والعراق ليصيب النسل والحرث الأحياء والبشر بلعنة التلوث الإشعاعي لقرون قادمة حيث زاد معدل السرطان وتشوه الأجنة في هذه البلدان بشكل مخيف حتي أصبحت هذه الإشعاعات لعنة قد أصابت هذه الشعوب بلا توقف. ولا يمكن تطهير هذه البلدان الموبوءة من هذه الإشعاعات النووية .
== البيئة المبتكرة== شهد العالم منذ مطلع الستينيات والسبيعينيات ثورتان هما الثورة الخضراء والثورة البيئية المضادة لها . وجعلت هاتان الثورتان العالم أمام مسئولياته وأمام التحديات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سواء في البيئة التي إهترأت والجفاف والتصحر العالمي حتى لايعم الجوع والفقر والتنوع الحيوي المنهار بعدما أصبحت الأحياء تواجه نزيف الإنقراض. وكل هذه الصور المأساوية باتت تؤرق الضمير العالمي لأنها لم توقظه من سباته رغم الحملات العالمية الإعلامية التي تنادي بالعودة للطبيعة . وهذه الأصوات المخمودة لا تسمع وأحزاب جمعيات الخضر باتت نشازا وسط عشوائية القرارات السياسية والسيادية . فوكالات حماية البيئة في كل بلدان العالم تضع الشعوب في أقفصة الاتهامات الإهدارية لبيئاتها وتلاحق الفساد البيئي أينما كان لكن مقاومته أكبر من قدراتها . لأن عالمنا أصبح موبوءا بشتى الملوثات التي تعددت مصادرها وأشكالها وأساليبها بعدما تغلغلت في الطعام والهواء والماء والتربة والمياه الجوفية في كل أنحاء العالم . ولم يعد فيه ملاذ آمن ليذر الأحياء أو يقيهم ولايوجد فوق الأرض مكان يأويهم أو يعصمهم . فبتنا وباتت الأحياء معنا تتلظى في الجحيم البيئي . حيث يزداد الأغنياء غنى ويزداد الفقراء فقرا . والكل هالك في البيئة لامحالة حتى ولو أنفقنا كنوز الدنيا لنستعيد حالة كوكبنا لما كان عليه من نقاوة وطهر بيئي أو نعيد له التوازن الحيوي والمناخي والصحي داخل المنظومة البيئية . فطالما يوجد تجار الموت المتطلعون للإثراء السريع . فالبيئة لن تستعيد عافيتها بل ستتدهور صحتها وهيئتها وهيبتهابل وستفقد تراثها الحيوي والطبيعي . فالثورة الخضراء قامت كأمل لإحياء الأرض بعد مواتها فأطلقت مفهوم البيئة المبتكرة لمضاعة إنتاجية الطعام وإنتشال دول العالم الثالث من المجاعات والفقر الجامح . إلا أن هذه الثورة إتبعت في آلياتها تشجيع استخدام المخصبات الصناعية والمبيدات الحشرية والحشائشية . فلقد حققت إنتاج محاصيل زراعية وفيرة . وكانت ظاهرها الرحمة بالبشر لأن دعوتها أسفرت عن مضاعفة المحاصيل والغذاء وكانت أبواق دعاية وترويج منتجات الشركات الكبرى المنتجة للمبيدات والمخصبات . فوقفت وراء هذه الثورة التي ظهرت أنها ثورة سرابية أعقبتها قيام الثورة البيئية بعدما تنبهت الجماهير بخطورة الثورة الخضراء على البيئة لأنها خلفت التلوث والسموم وضاعفت السرطانات والفشل البدني والكلوي . وغيرت من الميراث الجيني في معظم الكائنات الحية النباتية والحيوانية . فانهارت الثورة الخضراء جماهيريا بعدما تصدت لها الثورة البيئية التي قامت بها الجمعيات الأهلية بكل العالم تنادي الزعماء بالعودة للطبيعة وإنقاذ الأرض حتى أصبحت حماية البيئة مسئولية شعوب قبل أن تكون مسئولية حكام . مما أظهر أن العالم شركاء فوق كوكبنا ومسئولون عن عذريته ونقائه. فالعالم يواجه حاليا ظاهرة الإحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة مياه المحيطات مما سيجعل صخورها ونباتاتها البحرية تزيد من إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون لينطلق بالجو ليضيف مصدرا متناميا لإنتاج هذا الغاز المسئول عن ظاهرة الإحتباس الحراري الذي سببه الرئيسي الدخان وثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والكبريت وكلها غازات تنفثها الأنشطة الصناعية والحرائق بالغابات وإنحسار البساط الأخضر فوق الأرض والإفراط في المحروقات الأحفرية كالنفط والفحم الحجري . لهذا تعتبر ظاهرة الإحتباس الحراري قنبلة موقوتة . لأن الأرض بعد إنفجارها ستتلظى فيها أحياؤها وستتبخر مياهها لنعيش فوق الصفائح التكتونية الساخنة . فالشعوب تتصايح هلعا وخوفا على الأرض من أهل الأرض والحكومات تتغاضى جشعا وطمعا لتحقيق برامج التنمية لشعوبها . لكن الكل ضحايا إفساد البيئة وتوابعه . فالإنسان في إفساده عشوائيا للأرض يحارب ضد قوانين الطبيعة التي جعلت كوكبنا كوكبا متوازنا بيئيا ومعمورا بالأحياء لكن توازنه إختل ولاسيما منذ مطلع الثورة الصناعية وحتى الآن .فمتى تنتهي حرب الإستنزاف البيئي ؟. لاأحد يعرف .
تاريخ الأرض
قال تعالى: *هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا*. وهذا التساؤل القرآني يوحي لنا بأن الإنسان لم يكن موجودا عند خلق الأرض. ولم يكن في مطلع الدهر (الزمن الجيولوجي) أو الحياة أول المخلوقات بالمرة وهذه حقيقة علمية لا خلاف عليها. وأهم ما يتميز به الدهر هو كتاب الحياة حيث فيه موجات الانقراضات الفجائية الهائلة التي اجتاحت الأحياء بعدما قضت على 9 ، 99% منها وقد كانت تعيش فوق كوكبنا. حيث ظهرت أحياء و اندثرت أحياء أخرى. وقد أسفر عن هذا الإفناء الغامض تطور مرحلي للكائنات الحية . وسفر الدهر ظهرت طبعته الأولى مع ظهور ونشوء الأرض وبداية الحياة المخفية فوقها. ثم ظهرت أحياء وانقرضت أحياء. وفي أعقاب كل إفناء غامض كان يحدث تطور مرحلي للأحياء غير مسبوق. وهذا الإفناء خلف عصور انقراضات كبرى قد سجلتها الصخور القديمة والطبقات الرسوبية الحديثة نسبيا سواء فوق اليابسة أو في قيعان البحار والمحيطات. وهذه المسيرة الإحيائية تنطوي على معميات وألغاز مازال العلماء يحاولون حل حلقاتها للوصول إلى جذور الحياة وما آلت إليه حاليا من خلال دهور وحقب وعصور زمنية وجيولوجية. والتاريخ الصخري نجده كتابا جيولوجيا ضخما يضم آلاف الكيلومترات من الجبال من الطبقات الرسوبية المتراكمة فوق الصخور مما يصعب على العلماء تقليب صفحاته. لكن عوامل التعرية كالرياح و المياه أو الحفر الذي يقوم به علماء الأحياء المنقرضة قد جعلت العلماء يقلبون بعض هذه الصفحات ليطالعوا جزءا من سجلات التاريخ القديم. إلا أن هذا لايؤتي أكله. لأنه لايعتبر شيئا يذكر بالنسبة للمساحات الجيولوجية الهائلة والممتدة فوق الأرض.لهذا نجد العلوم الخاصة بنشأة وتطور الأرض وظهور الحياة وتطور الأحياء فوقها أصبحت علوما متصلة ومتشعبة ومتنوعة . وهذا الكتاب الجيولوجي يتصفحه العلماء من فوق حيث الحياة الحديثة نسبيا وإلى تحت حيث الحياة القديمة في عصور ماقبل التاريخ إبان طفولة الأرض. أي أنه يبدأ من الحداثة إلى القدم. ففي عصر الحياة الحديثة سكنت المعمورة الحيوانات الثديية التي ترضع صغارها وهي تشبه التنوع الحيوي المعاصر. وهذا ما تفصح عنه الطبقات الرسوبية العليا. أما في الصخور تحتها فنجد عصر الحياة الوسطى حيث كانت فيه الزواحف الكبرى تسيطر على الأرض. وتحت الصخور كانت الأرض قفرا من الحيوانات ما عدا الأسماك وعقارب الماء والضفادع بعد ظهور عصور الحياة البدائية الأولى والحياة المبكرة حيث حقبة الحياة القديمة . وفي الفصل الأخير من كتاب الأرض فيه بدء الخليقة عندما ظهرت نقط هلامية في الماء بعدما كان الكوكب خاليا من أي حياة تذكر. دهور وعصور : ينقسم الزمن الجيولوجي إلي أربعة دهور (Eons ) والدهر ينقسم إلى حقب (Era) والحقبة تضم عصورا (( Periods أو ( Epochs . والحين جزء طويل يضم أحقابا من الدهر. ويمكن تقسيم الزمن الجيولوجي إلي عصور مميزة بأحداثها وأحيائها كعصور النقط الهلامية والرخويات العارية الأصداف والتروبيليتات(رأسقدميات) والأسماك والبرمائيات و الزواحف والثدييات ثم عصر ظهور الإنسان . والدهر مداه مئات الملايين من السنين ويوجد ثلاثة دهور رئيسية وهي دهر اللاحياة وهو أقدم الدهور ومداه 1700 مليون سنة ولم يوجد به أي آثار حياة . ودهر الحياة الخفية ومداه 2600 مليون سنة وفيه شواهد أشكال الحياة الأولية ولم تخلف أي آثار لها. والدهر الأخير مداه 579 مليون سنة وفيه حفائر إحيائية في الصخور والرسوبيات . والحقب أطول المراحل الزمنية بكل دهر وتقاس كل حقبة بعشرات الملايين من السنين. أما العصور فنجد كل عصر مرحلة من مراحل كل حقبة ويقاس العصر ببضع عشرات ملايين السنين . ويميز كل عصر رتب وفصائل حيوانية ونباتية تنقرض أغلبها أو تقل أهميتها مع نهاية العصر . والحقب الجيولوجية أربع حقب وهي من القدم للحداثة : I- ما قبل الباليوزي (ماقبل الكمبري ): منذ 3200-600 مليون سنة . ويعتبر عصر الحياة المبكرة الأولى البدائية حيث ظهرت به الطحالب والفطريات البدائية والرخويات بالبحر. وكانت الأرض تتعرض أثناء هذه الحقبة لبراكين مدوية حيث فاضت فوقها أنهار الحمم . ثم بدأت الحياة كنقط هلامية ميكروسكوبية في البحار العذبة الدافئة . وكانت تندثر بالبلايين مع موجات البحر . وإندمجت هذه النقاط الهلامية معا مكونة كائنات حية دقيقة مختلفة الأشكال كالرخويات . ولقد هبط بعضها للقيعان مكونا نباتات. وبعض الرخويات كونت أصدافا ومحارات حولها . ومن هنا كانت البداية العظمى لنشوء الحياة فوق الأرض. II- حقبة الباليوزي (حقبة الحياة القديمة) : ظهرت منذ 543 –280 مليون سنة. وتتميز بصلابة صخورها التي أشد من الرسوبيات بعدها وحفرياته واضحة المعالم . . وتضم 6عصور هي:- 1-العصر الكمبري : منذ 600-500 مليون سنة . ويطلق عليه عصر التريلوبيتات التي كانت تشبه سوسة الخشب وكان ظهرها مصفحا ولها بطن رخوة وناعمة . وعند الخطر كانت تتكوم كالكرة . وقد عاشت حتى حقبة الميزوني ( الميزوسي). وفي الكمبري ظهرت أيضا اللافقاريات البحرية كالمفصليات البدائية والرخويات المبكرة والإسفنج وديدان البحر. كما ظهرت به أسماك فقارية. وفي أواخره انقرض 50%من الأحياء بسبب الجليد. ومن أحافيره التريلوبيتات . 2- العصر الأودوفيني: منذ 500-425 مليون سنة. ظهرت فيه النباتات الأولية و الأشجار الفضية آكلة اللحوم فوق اليابسة، كما ظهرت الشعاب المرجانية ونجوم وجراد البحر والأسماك البدائية والحشائش المائية والفطريات الأولية. ومنذ 430 مليون سنة ظهرت قنافذ ونجوم البحر بين حدائق الزنابق المائية الملونة. وبينها ظهرت كائنات بحرية لها أصداف وأذناب تحمي بها أنفسها. وكان بعضها يطلق تيارا كهربائيا صاعقا. 3- العصرالسيلوري : منذ 425-405مليون سنة. وكان فيه بداية الحيوانات فوق اليابسة كالعقارب والعناكب وحشرة القرادة المائية و أم أربعة وأربعين رجل وبعض النباتات الفطرية الحمراء التي كانت تلقي بها الأمواج للشاطىء لتعيش فوق الصخور وفيه أيضا.. ظهرت منذ 400 مليون سنة الأسماك ذات الفكوك بالبحر والنباتات الوعائية فوق اليابسة. وأهم أحافيره العقارب المائية . 4-العصر الديفوني: منذ 405-345 مليون سنة. وفيه ظهرت منذ 400 مليون سنة بعض الأسماك البرمائية وكان لها رئات وخياشيم و زعانف قوية. كما ظهرت الرأسقدميات كالحبار والأشجار الكبيرة .ومن أحافيره الأسماك والمرجانيات الرباعية والسرخسيات. 5- العصرالكربوني :منذ 345-280 مليون سنة . كان فيه بداية ظهور الزواحف وزيادة عدد الأسماك حيث ظهر 200 نوع من القروش. ثم ظهرت الحشرات المجنحة العملاقة وأشجار السرخس الكبيرة .وفي طبقته الصخرية ظهر الفحم الحجري و بقايا النباتات الزهرية بالغابات الشاسعة التي كانت أشجارها غارقة بالمياه التي كانت تغطي أراضيها . فظهرت أشجار السرخس الطويلة وبعض الطحالب كانت كأشجار تعلو . وكانت حشرة اليعسوب عملاقة وكان لها أربعة أجنحة طول كل منها مترا . وكانت الضفادع في حجم العجل وبعضها له 3عيون وكانت العين الثالثة فوق قمة الرأس وتظل مفتوحة للحراسة . 6-العصر البرمي : منذ 280- 230مليون سنة . وفيه زادت أعداد الفقاريات والزواحف وظهرت فيه البرمائيات .وانقرضت فيه معظم الأحياء التي كانت تعيش من قبله . وفيه ترسبت الأملاح بسبب ارتفاع حرارة الجو . ب- حقبة الميزوزينيي(الميزوسي)(حقبة الحياة الوسطي):وفيها عصر الزواحف الكبرى( منذ 248-65مليون سنة ).وظهر فيه عصر الإنسان (منذ 65مليون سنة وحتي الآن). وهذه الحقبة تضم ثلاثة عصور . وهي: 1-العصرالترياسي :منذ 230 – 180 مليون سنة. وفيه ظهر الديناصور الأول والثدييات والقواقع وبعض الزواحف كالسلحفاة والقواقع والذباب والنباتات الزهرية . وقد انتهى هذا العصر بإنقراض صغير قضى على 35% من الحيوانات منذ 213 مليون سنة بما فيها بعض البرمائيات والزواحف البحرية مما جعل الديناصورات تسود في عدة جهات فوق الأرض . 2-العصرالجوراسي: (عصر الديناصورات العملاقة ) منذ 181-135 مليون سنة. وفيه ظهرت حيوانات الدم الحار وبعض الثدييات والنباتات الزهرية . مع بداية ظهور الطيور والزواحف العملاقة بالبر والبحر . ومنذ 170 – 70مليون سنة كانت توجد طيور لها أسنان وكانت تنقنق وتصدر فحيحا.كما ظهرت في هذه الفترة الدبلودوكس أكبر الزواحف التي ظهرت وكانت تعيش في المستنقعات . وكان له رقبة ثعبانية طويلة ورأس صغيرتعلو بها فوق الأشجار العملاقة .وظهرت الزواحف الطائرة ذات الشعر والأجنحة وكانت في حجم الصقر .وظهر طائر الإركيوبتركس وهو أقدم طائر وكان في حجم الحمامة . وكانت أشجار السرخس ضخمة ولها أوراق متدلية فوق الماه وأشجار الصنوبر كان لها أوراق عريضة وجلدية (حاليا أوراقها إبرية) . ومنذ 139 مليون سنة ظهرت الفراشات وحشرات النمل والنحل البدائية. وقد حدث به إنقراض صغير منذ 190 – 160مليون سنة . 3- العصر الطباشيري( الكريتاسي) : منذ 135 – 23مليون سنة . وفيه تم إنقراض الديناصورات بعد أن عاشت فوق الأرض 100 مليون سنة . وزادت فيه أنواع وأعداد الثدييات الصغيرة البدائية كالكنغر والنباتات الزهرية التي انتشرت. وظهرت أشجار البلوط والدردار والأشنات .كما ظهرت الديناصورات ذات الريش والتماسيح .ومنذ 120 مليون سنة عاشت سمكة البكنودونت الرعاشة وطيور الهيسبرنيس بدون أجنحة و النورس ذو الأسنان. وكان له أزيز وفحيح . وكانت الزواحف البحرية لها أعناق كالثعابين . ومنذ 100 مليون سنة ظهرن سلحفاة الأركلون البحرية وكان لها زعانف تجدف بها بسرعة لتبتعد عن القروش وقناديل البحر . ومنذ 80 مليون سنة كان يوجد بط السورولونس العملاق الذي كان يعيش بالماء وكان ارتفاعه 6متر وله عرف فوق رأسه. وفي هذه الفترة عاش ديناصور التيرانصور المتعطش للدماء وكان له ذراعان قصيرتان وقويتان ليسير بهما فوق اليابسة . وكانت أسنانه لامعة وذيله لحمي طويل وغليظ ومخالبه قوية . وكان يصدر فحيحا . وكان يوجد حيوان الإنكلوصور الضخم وهو من الزواحف العملاقة وكان مقوس الظهر وجسمه مسلح بحراشيف عظمية .وشهد هذا العصر نشاط الإزاحات لقشرة الأرض وأنشطة بركانية. وفيه وقع إنقراض أودى بحياة الديناصورات منذ 65مليون سنة. وقضى على 50% من أنواع اللا فقاريات البحرية. ويقال أن سببه مذنب هوى وارتطم بالأرض والبراكين المحتدمة التي تفجرت فوقها. ومنذ 70مليون ستة ظهرت حيوانات صغيرة لها أنوف طويلة . وكانت تمضغ الطعام بأسنانها الحادة وتعتبر الأجداد الأوائل للفيلة والخرتيت وأفراس البحر والحيتان المعاصرة . ج-حقبة السينوزوي ( حقبة الحياة الحديثة):وتضم فترتين هما الزمن الثلاثي ويضم خمسة عصور والزمن الرباعي ويضم عصرين . أ-الزمن الثلاثي:منذ 65-8, 1مليون سنة.وفيه انتشرت الزواحف. ويضم: 1 - العصر البليوسيني:منذ 65-54 مليون سنة . وفيه ظهرت الثدييات الكبيرة الكيسية المشيمة كحيوان البرنتوثيريا الذي كان له صوت مرعب وأسنانه في فمه الذي كان يطلق ضوءا مخيفا . وكان يكسو جسمه شعر غزير . كما ظهرت الرئيسيات الأولية ومن بينها الفئران الصغيرة وقنافذ بلا أشواك فوق جسمها و خيول صغيرة في حجم الثعلب لها حوافر مشقوقة لثلاثة أصابع . 2-العصرالإيوسيني:منذ54-38 مليون سنة. وفيه ظهرت القوارض والحيتان الأولية . و كانت تعيش به أسلاف حيوانات اليوم. 3- العصر الإليجوسيني: منذ 38 – 24 مليون سنة . معظم صخوره قارية ولقد وجد به أجداد الأفيال المصرية المنقرضة بسبب حدوث إنقراض صغير منذ 36 مليون سنة . وظهرت به أيضا.. ثدييات جديدة كالخنازير البرية ذات الأرجل الطويلة . وكانت تغوص في الماء نهارا وتسعى في الأحراش ليلا . كما ظهرت القطط وحيوان الكركدن( الخرتيت) الضخم وكان يشبه الحلوف إلا أن طباعه كانت تشبه طباع الزرافة . كما ظهر الفيل المائي الذي كان يشبه سيد قشطة وكان فمه واسعا وله نابان مفلطحان لهذا أطلق عليه حيوان البلاتيبلادون الذي كان يعيش علي الأعشاب المائية .وكانت الطيور كبيرة وصغيرة وكان من بينها النسور والطيور العملاقة التي كانت تشبه النعام إلا أنها كانت أكبر منها حجما. وكانت لا تطير بل تعدو وكان كتكوتها في حجم الدجاحة إلا أنها كانت مسالمة . ووجد طائر الفوروهاكس العملاق وكان رأسه أكبر من رأس الحصان ومنقاره يشبه الفأس وعيناه لاترمشان و يمزق فريسته لأنه كان يعيش على الدم . 4-العصر الميوسيني: منذ 24 – 5 مليون سنة وفيه عصر الفيلة بمصر . وفي رسوبياته البترول . وظهر به ثدييات كالحصان والكلاب والدببة والطيور المعاصرة والقردة بأمريكا وجنوب أوروبا . 5-العصر البيلوسيني: منذ 5- 1,8 مليون سنة . وفيه بدأ ظهور الإنسان الأول البدائي (أشباه الإنسان) والحيتان المعاصرة بالمحيطات . ب -الزمن الرباعي: ويضم عصرين هما: 1-البليستوسيني: منذ 1,8 مليون -0 1100 سنة. و فيه العصر الجليدي الأخير حيث إنقرضت الثدييات العظمية (الفقارية) عندما غطى الجليد معظم المعمورة .وقبله منذ مليون سنة كان الجو حارا وكانت الطيور وقتها مغردة والحشرات طائرة .وعاش فيه حيوان البليوتراجس الذي كان يشبه الحصان والزرافة وكان له قرون فوق رأسه وأرجله مخططة وأذناه تشبه آذان الحمير . وبهذا العصر ظهر الإنسان العاقل الصانع لأدواته و عاشت فيه فيلة الماستدون و الماموث وحيوان الدينوثيرم الذي كان يشبه الفيل لكن أنيابه لأسفل وحيوان الخرتيت وكانوا صوفي الشعر الذي كان يصل للأرض.وهذه الفيلة كانت أذناها صغيرتين حتى لاتتأثرا بالصقيع . كما ظهر القط (سابر) ذو الأنياب الكبيرة والنمور ذات الأسنان التي تشبه السيف وكانت تغمدها في أجربة بذقونها للحفاظ على حدتها. وفيه كثرت الأمطار بمصر رغم عدم وجود الجليد بها . وصخور هذا العصر عليها آثار الجليد . وقد ترك الإنسان الأول آثاره بعد إنحسار الجليد.وقد حدث به إنقراض كبير للثدييات الضخمة وكثير من أنواع الطيور منذ 10 آلاف سنة بسبب الجليد حيث كانت الأرض مغطاة بالأشجار القصيرة كأشجار الصنوبر والبتولا. 2-العصر الهولوسيني: منذ11000سنة وحتى الآن. آخر العصور الجيولوجية وقد بلغ فيه الإنسان أعلى مراتبه .و معظم الكائنات الحية التي آلت لهذا العصر منذ مطلعه ظلت كما هي عليه اليوم . إلا أن في هذا العصر ظهرت الحضارة الإنسانية والكتابة. أسباب الإنقراضات : يقال من بين مئات الفرضيات عن أسباب حدوث الإنقراضات سواء الكبرى أو الصغرى بأنها وقعت بسبب التنافس بين الثدييات أو الأوبئة أو بسبب حساسية الأحياء للنباتات الزهرية التي تظهر حديثا أو بسبب حبوب لقاحها . إلا أن هذه الفرضيات لاتفي بتوضيح كل أحداث وأشكال الإنقراضات التي حدثت . لأنها وقعت لكائنات حية كانت تعيش فوق البر أو بالبحر مما يوحي بأن ثمة حادثا عرضيا قد وقع وأثر على البيئة العالمية . وضرب العلماء مثلا بالمذنب الذي ضرب الأرض منذ 65 مليون سنة وخلف وراء إرتطامه بشبه جزيرة ياكوتان بالمكسيك سحابة ترابية حجبت الشمس عن الأرض لمدة 6شهور مما أوقف التمثيل الضوئي للنباتات فوقها . وماتت لهذا معظم النباتات . فلم تجد الحيوانات ما تأكله من نباتات أو حيوانات كانت تعيش عليها . فنفق معظمها ومن بينها الديناصورات العشبية أو آكلة اللحوم .ولم يعش سوى الحيوانات الصغيرة الرمية كالحشرات والديدان التي أمكنها العيش على الحيوانات النافقة أو مواد النباتات الميتة. لهذا نجت . لكن المعارضين لنظرية ضرب الأرض بأجسام فضائية يقولون بأن البيئة يمكنها بسهولة تخطي هذا التأثير ولاسيما وأن الحفريات في رسوبيات شرق مونتانا بشمال غرب داكوتا وعمرها 2,2مليون سنة حيث كانت تعيش هناك الديناصورات ، وقد طمرت رواسب الفيضانات الكاسحة عظام هذه الديناصورات التي أظهرت أن إندثارها كان تدريجيا خلال عدة ملايين من السنين بالعصر الطباشيري . وقد قام العلماء بفحص قطاعات طولية في هذه الرسوبيات من أسفل لأعلى .فوجدوا 2000 حفرية ديناصورية وكل عظمة ترجع إلى فصيلة من الديناصورات سواء أكانت آكلة للعشب أو اللحوم . كما يقال أن من بين هذه الأسباب التي أدت إلى الإنقراضات الجماعية عوامل كوارثية كنظرية ضرب المذنبات أو بيئية كالبراكين أو العصور الجليدية أو تغير معدل الأكسجين أو الملوحة بالمحيطات أو لتغير المناخ العالمي . ورغم منطقية ومعقولية هذه الأسباب إلا أنها لا تفي ولا تقدم تأكيدات قاطعة . لأنها فرضيات إستنتاجية أو تخمينية رغم أن هذه الأسباب ليست مؤكدة أو معلومة لدينا . لأنه ليس من السهل قتل أحياء أو كائنات إحيائية كثيرة وعلى نطاق واسع إلا من خلال كارثة شاملة وكاسحة . وقد إجتاح الأرض إنقراض كبير منذ 11 ألف سنة بسبب استمرار العصر الجليدي الأخير الذي قضى على ثلثي الأحياء بشمال أمريكا وبقية القارات . وهذا العصر الجليدي لم ينحسر بعد من القطبين . لكن ثمة أنواعا قاومت هذا الفناء الكبير ومن بينها نوع الإنسان الذي كان من الناجين وبلغ بعده لأعلى مراتبه .فظهر الإنسان العاقل ونطوره للإنسان الحديث الصانع الماهر والمفكر. لكن هل سينقرض نوع البشر ؟. ففد يحدث بسبب الأسباب عاليها أو بسبب الموت العشوائي أو بسبب التحول الوراثي لجنس آخر أو بسبب فقدان المعلومات الوراثية فجأة أو لأسباب بيئية غير متوقعة كالتعرض للإشعاعات النووية أو زيادة حرارة المناخ العالمي بسبب الدفيئة لنعيش في فرن كبير اسمه كوكب الأرض الملتهب حيث ترجع لسيرتها الأولى مما يقضي على الحرث والنسل بعدها قد يبعث خلق جديد . وقد يكون إنقراضنا بسبب التلاعب في الجينات أو لإستنساخ بشر معدلين وراثيا . فكل شيء وارد ولاسيما والمهلكات لا حصر لها. لأن الإنسان أكبر عابث ببيئته فوق الأرض .فلو إنقرض سيريح بقية الخلق من شروره . فلندعوا له بالهداية حتى لايصبح شيئا مذكورا في بقية الدهر أو بالدهور اللاحقة .
هل الأرض حية؟
--Saideljamali (نقاش) 20:08، 7 ديسمبر 2017 (ت ع م)Saideljamali
هذا العنوان إستوقفني عندما كنت أطالع مجلة (ديسكفري) وهي من كبرى المجلات العلمية العالمية .
وقد أفردت للمقال صفحاتها ولاسيما وأنه يتناول زاوية أخرى لنظرية الإحتباس الحراري والبيوت الزجاجية التي يصخب بها علماء المناخ. هناك حقيقة هي أن الأرض تنظم نفسها لأنها كائن عملاق . وليست فقط مجموعة من الملايين التي تعيش عيشة مستقلة .
و أن التنوع الحيوي فوق كوكبنا يجعلنا نحن الكائنات الحية أحياء .فنباتات (البلانكتونات)المائية في محيطات العالم تقوم بضبط الدفيئة العالمية .
وتقوم الغابات بغطائها الأخضر بضبط عملية التدوير للأكسجين في الجو المحيط .
والحيوانات فوق اليابسة وفي البحر والجو جعلت كوكب الأرض صالحا للسكنى ولاسيما وأن هذا الجو المحيط للأرض يتكون من خليط من الغازات الغير مستقرة يتم تدويرها وتفاعلاتها لأنه أشبه بزجاجة ملئت بالهواء وتركت لمليون سنة .
فالغازات بها سوف تتفاعل معا ليصبح الهواء غير الهواء الأولي . لكن لو ترك هذا الهواء خارج الزجاجة نظريا . فلن تتفاعل غازاته معا وسيظل لمليون سنة هو الهواء . إلا لو تعرض لبعض أشكال الحياة فوق الأرض فيتم تدويره .
فتمتص بعض الغازات وتطلق بعد التفاعل والتمثيل نواتج غازات أخرى .فلو كان جو المريخ منذ نشوئه عليه حياة، لأصبح هذا الجو يشبه جو الأرض حاليا . حقيقة، الأرض كوكب حي والمريخ ليس أيضا كوكبا ميتا لكنه قابل لأن تبعث فيه الحياة كما بعثت في الأرض من قبل . لأن ظهور الحياة والأحياء فوق الأرض شكلا شكلا من التنوع الحيوي البدائي . لأن كوكبنا لم يكن باردا جدا عند نشوء الحياة الأولية فوقه . والآن ليس ساخنا جدا بالنسبة للحياة حاليا فوقه .
وكان لظهور النباتات المائية السوطية كالبلانكتونات أثرها في تأهيل الأرض لظهور الحياة والأحياء . لأن هذه النباتات إمتصت نسبة كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي كان يعبق به الجو المحيط بالأرض. كما عاونتها الأصداف في إمتصاصه منه لتكوين هياكلها الجيرية . وهذه الأحياء عندما تموت تحبس ثاني أكسيد الكربون وتحوله لطباشير وأحجار جيرية . كما لعب عنصر الكبريت دورا رئيسيا في استمرارية الحياة الأولى. لأن تدويره يتم عبر المحيطات بواسطة الكائنات الحية بها .
ولاسيما وأن البلانكتونات التي تضخه بالجو بكمية تفوق ماتضخه براكين العالم من الغازات الكبريتية التي تنبعث مع غازاتها .وهذا يدل على أن الأرض مازالت حية . وتعتبر دوراتها العظمى ضربا من الفسيولوجية (وظائف الأعضاء الحية).
لأن الكائنات الحية وظائفها لم تخلق عبثا أو صدفة كما يقول الماديون . لأنها تدخل وتتبدل ضمن المنظومة الحيوية فوق اليابسة وبالجو والمحيطات. وقد تولد بداخلها نظام الاختيار الطبيعي ليبقى الأصلح ليساير كل مرحلة تطورية أو إحيائية للأرض. فخلال كل مرحلة من مراحل تطور هذه المنظومة الأرضية الحيوية يستبعد العاطلون وينقرضون . لكن هذه القاعدة رغم هذا ..يمكن تطبيقها كقاعدة فوق الأرض والواقع الحياتي بها .
فالأرض كائن حي ينظم ذاته وقد سخر كل إمكانياته المتاحة لضبط إيقاعه ضمن منظومة الكون من حوله .
حتى أنانية الكائنات الحية يستغلها لصالحه من خلال النظام التدويري بالتربة والجو والمحيطات والكتلة الحيوية فوقه . لهذا لما إتجه العلماء لدراسة البلانكونات المائية وجدوها تنتج غاز ثاني ميثيل الكبرتيد الذي يتسرب جزء منه بالجو ليتفاعل مع الأكسجين مكونا جزيئات حمضية ضعيفة .
وهذه الجزيئات الحمضية تساهم في تكوين قطيرات السحب . وهذه القطيرات تصبح كثيفة مكونة السحب البيضاء ، كلما قل إنتاج غاز ثاني ميثيل الكبرتيد قلت كثافة هذه السحب البيضاء مما سيجعل الجو أكثر حرارة .
لأن هذه السحب البيضاء تعتبر مرآة تعكس فوقها أشعة الشمس لتبريد الأرض لأكثر من 10درجات سيليزية (مئوية). والنباتات المائية جزء أساسي في تبريد كوكبنا . كما أن إنبعاث رياح غاز ثاني ميثيل الكبرتيد من المحيطات تحمل معها جينات هذه البلانكونات لأماكن بعيدة لتنتشر في مياه جديدة بعدما تسوقها سحب هذه الغازات معها لتنتج هذه النباتات المائية غازات ثاني ميثل الكبرتيد .
لهذا الحفاظ علي هذه المساحات من البلانكتونات المائية في محيطاتنا له أثره الفعال في تبريد كوكبنا والحد من ظاهرة الإحتباس الحراري في جونا المحيط . فهذه المبردات لها أثرها في تبريد كوكبنا أولا بأول .
المنظور الحيوي --Saideljamali (نقاش) 20:07، 7 ديسمبر 2017 (ت ع م)Saideljamali
سيفقد كوكبنا ربع ميراثه من الأنواع الحية خلال الثلاثن عاما القادمة .ومن بينها أنواع كائنات حية لم تكتشف بعد ولم يتعرف عليها بعد علماء الأحياء .ومن بينها نباتات قد يكون لها مردود إقتصادي أو غذائي أو علاجي .والآن لايعرف عدد الميكروبات بالطبيعة التي تسبب الأمراض لدي الإنسان أو الحيوان . فقد يظن أننا نعرفها لكنها في الحقيقة لانعرف998%منها حتي الآن . فالعلماء يجدون أحياء دقيقة حول الينابيع في قيعان المحيطات أوفي الصحاري القطبية الجنوبية الجافة وفي الينابيع والصخور علي أعماق مئات الأمتار تحت سطح الأرض .
وهذه الكائنات لها طريقة تمثيل غذائي مختلف . فلا تتنفس الأكسجين ولكنها تتنفس الهيدروجين والميثان ومركبات الكبريت. كما تقاوم الإشعاعات والملوحة والتسمم المعدني والحرارة . لهذا يحاول العلماء التعرف علي الأحياء المجهولة للتعرف من خلالها عن كيفية بدء ا لحياة بدراسة هذه الكائنات .
لهذا علينا أن ننظر للحديقة الخضراء من منظور حيوي . لأن هذه الأحياء المجهولة يعجز العلماء عن الوصول إليها أو التعرف عليها.لأنها في قيعان المحيطات أو أغوار الكهوف والجبال والصخور أو في أجواف الغابات الكثيفة والمطيرة أو في الأصقاع الجليدية القطبية. وكلما إمتد إليها نشاط الإنسان العمراني أو التخريبي لبيئاتها العذراء تختفي المئات من هذه الأنواع المجهولة لنا في صمت .فكل عام يكتشف علماء الأحياء 200 نبات علي الأقل لم يسبق التعرف عليها من خلال البحث والتفتيش المضني في الأماكن الجغرافية المعزولة لقلة الإمكانيات البشرية والمالية المتاحة . ففي الصين وحدها يوجد 120 ألف نبات لم يكتشف بعد.
وظهر مؤخرا علم المنظور الحيوي (Bio-prospecting) و يعتبر علما عمليا و تطبيقيا حيث يجوب العلماء الصحراوات الحارة ويجوسون بالغابات المطيرة والكثيفة ويتسلقون الجبال ويغوصون لأعماق المحيطات لاكتشاف أنواع جديدة من الكائنات الحية المجهولة الهوية أو الاسم . وعلي صعيد ثان نجد أن شركات الأدوية العملاقة تبحث عن نباتات جديدة للتوصل لعلاج الإيدز والسرطان وبقية أمراض العصر .كما يبحث العلماء عن نباتات لمقاومة الأفات والحشرات أو الفطريات . فلقد سبق وأن توصلوا إلي نبات الكينا وحضروا من قشور أشجاره مادة الكينين لعلاج الملاريا منذ قرنين كما حضر منها مادة الكينيدين لتنظيم ضربات القلب . ومن نبات الديجيتالا حضرت من أوراقه مادة الديجوكسين التي تقوي القلب وحضر المطاط الطبيعي من أشجاره لصناعة إطارات السيارات.
والنباتات بصفة عامة تتكون من أجزاء هي الجذور والسيقان والأوراق والبذور والثمار واللحاء والزهور . وقد يكون لبعضها مردود إقتصادي أو غذائي أو علاجي . وهذه النباتات تقوم عليها صناعات ضخمة للحصول علي موادها النباتية ولولاها لما عاشت الحيوانات فوق الأرض .
كما يكون لبعضها تأثير علاجي حيث المؤسسات الطبية والصيدلية من خلال تقنيات متطورة تقوم بإستخلاص المواد الفعالة بها أو تحضير خلاصات منها لإجراء التجارب عليها وللقضاء علي بعض الأمراض . ففي الكاميرون تم اكتشاف نبات متسلق من فصيلة العنبيات ويطلق عليه (انسترو كلوديس) . وأجريت عليه التجارب المعملية والإكلينيكة .فوجد به 3 مركبات . اثنان منها لعلاج الملاريا والثالث يفيد في علاج الإيدز .
ويحاول العلماء فصل هذه المواد الفعالة وتحديد جرعاتها ومعرفة إمكانية إنتاجها تخليقيا .لهذا نجد العلماء يركزون علي النباتات العلاجية الجديدة . لأن 3%من النباتات المعروفة قد تم دراستها للحصول علي أدوية لعلاج الأمراض حتي أصبح ربع الأدوية العالمية من أصل نباتي . وفي القرن الماضي ولاسيما خلال عقده الأخير تم بحث 40ألف نبات في كبريات المعامل الدوائية للتعرف علي فوائدها الشفائية ومن بينها نبات يوجد في مدغشقر إكتشف أنه يعالج سرطان الدم (اللوكيميا) لدي الأطفال ومرض هودكين . كما أكتشف أن قشر شجرة (يو) تعالج خلاصته سرطان الثدي والمبيض لدي النساء . لهذا غاباتنا صيدلية متكاملة . والحفاظ علي نباتاتها ومزروعاتها أكبر تحد علمي لعلماء البيئة والتنوع الحيوي .
وليس صحيحا أن العلم والتكنولوجيا قادران علي حل المشاكل البيئية المتفاقمة والمتردية حاليا فوق كوكب الأرض. لأن هذا يتطلب ضمائر يقظة وواعية وقدرات بشرية ومالية هائلة وتشريعات أكثر صرامة ومراقبة . فالتنوع الحيوي عبارة سهلة التداول و تلاك بها الألسنة في الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية وتنشر عنه في كل وسائل الإعلام العالمية والمحلية .والمحصلة أن المردود الإقتصاي لمردود الأموال التي تنفق علي البرامج البيئية وتنظيم السكان لايقارن بضخامة حجم الأموال التي تنفق سدي رغم أن التنوع الحيوي محصلة كل أنواع الحياة في نهادها ومشاربها علي كل المستويات بما فيها نظام البيئة العالمي . والحفاظ علي البيئة العالمية وكافة الأنواع والجينات وكل شيء يجعلنا أحياء فوق كوكبنا يتأتي من الحفاظ علي ميراث الأرض التي صانته خلال مسيرتها طوال ملايين السنين .
وليس صحيحا - أيضا- أن العلم والتكنولوجيا قادران علي حل هذه المشاكل البيئية فوق كوكب الأرض الموبوء بالملوثات والنفايات التي تقضي علي الأحياء والأخضر واليابس . لأن هذا يتطلب ضمائر واعية تحافظ علي بيئاتها وقدرات بشرية تتصدي لمنابع التلوث البيئي العالمي بلا هوادة للحفاظ علي سلامة الأحياء والجو المحيط للأرض. وبذل الدول الغنية الكثير من أموالها لتفادي هذا الخطر البيئي الكاسح ووضع التشريعات الصارمة والمرتقب تنفيذها علي كل الدول بلا إستثناء .
فمقولة الحفاظ علي التنوع الحيوي مقولة سهلة التداول والمحميات الطبيعية لاتكفي للحفاظ علي التراث العالمي من التنوع النباتي والحيواني. ولن تحد التشريعات من تلوث التنوع الجيني والعرقي لهذه الأحياء خلال هذه العشوائية البيئية السائدة فوق الأرض مع تجاهلنا حق هذه الأحياء في العيش كشركاء منتجين فوق كوكبنا بلا كلل أو ملل . فجعلنا منهم معوقين داخل منظومة كوكبنا. ومنهم من إنقرض أو علي وشك الإنقراض خلال هذه العبثية البيئية ، لأن التنوع الحيوي بشتي أنواعه وفي مهاده ومشاربه بالبر والبحر والجوعلي كل المستويات والأماكن يشكل منظومة توازنية للبيئة . فلم يجر عليها كما جار عليها الإنسان بأنانيته وطمعه وجشعه وإفراطه في إستغلال الموارد الطبيعية والبيئية بنهم لم يسبق له مثيل قبل القرن العشرين .
لأن التنوع الحيوي كما خلقه الله هو محصلة كلية لكافة الأحياء من الخلائق التي أودعها سبحانه في الأرض وخصها بها . ومهد لها سبل المعيشة لتظل الحياة سمة فوق الأرض بين سائر الأجرام السماوية. وأكبر تحد حاليا يواجه البشرية هو إقناع البشر وإقتناعهم بالحفاظ علي الموروث التاريخي الحيوي في بيئاتهم لنظل جميعا أحياء فوق كوكبنا .وهذا يتطلب التوعية البيئية بأبعاد هذه التحديات من خلال بث المعلومات عن كيفية الحفاظ علي البيئة وأبعاد هذه المشكلات الملحة وكيفية توقيها . وهذا لايتأتي تحقيقه إلا من خلال البشر أنفسهم . لأنه لايوجد فوق أرضنا من يعيش لنفسه فقط .
لكنه الإنسان لايفيق من غفوته إلا لو داهمه الفناء ويومها لايجدي الندم . لأن الأخطار البيئية تحدق بالأحياء بما فيهم البشر سواء في البر أو البجر أو الجو المحيط بهم .فلا يراها في هوائه ولا مائه ولاطعامه . ولايحس بها إحساسا مباشرا . لهذا لايعيرها اهتماما معرضا صحته وحياته وحياة الآخرين للهلاك البيئي و للخطر دوما الذي قد يلحق به وبنسله من بعده . فيورث أعقابه المرض والجينات المعيبة ليلعنوا هذا الزمن الرديء الذي أفسدنا فيه البيئة وقضينا علي شركائنا في الحياة من نباتات وحيوانات كانت تسعي فوق الأرض .
وتجاهلنا أنهم كانوا أكثر حرصا علي تحقيق التوازن البيئي العالمي . لكنه الإنسان وقد كفر بأنعم الله جهلا وحمقا . لنجد أن العلم لايعيش في فراغ معنوي . لأنه لايعمل في شيء ميت أو متوقف عن الت
الضبط البيلوجي وبحيرة منكوبة
توقف صيد الأسماك في القري التي تطل علي بحيرة فيكتوريا بوسط أفريقيا . وواجه الملايين التي تسكن هناك الجوع .كما توقفت الملاحة والنقل النهري بالبحيرة . وهذا قد حدث بسبب نمو نبات ياسنت الماء بها وبكثافة عالية وغطي سطحها مما يصعب الصيد بها أو الملاحة . وهذا ماجعل الأهالي يتركون قراهم . وقام لفيف من العلماء الأستراليين بحل هذه المشكلة من خلال تقنبة الضبط البيلوجي عن طريق إستيراد خنفسة تعيش في الماء يطلق عليها السوسة المائية وهي من عائلة ( نيو شتينا ). وهذه الخنفسة جلبت من أمريكا لإنقاذ حياة 30 مليون نسمة يسكنون حول هذه البحيرة .
وتعتبر بحيرة فيكتوريا من أكبر مصادرللمياه وثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم . حيث ينبع منها نهر النيل بأواسط أفريقيا. ومنطقة هذه البحيرة هي إحدي الأماكن الأثرية التي ظهر بها الإنسان الأول . إلا أنها فقدت قدرتها حاليا علي المساهمة في حياة البشر هناك . . وكانت حكومات يوغندا وكينيا وتانزانيا وهي من دول طوقها قد جلبت معدات وماكينات لحصاد نبات ياسنت الماء بالبحيرة المنكوبة. وقد مول شراءها من أوروبا البنك الدولي للحفاظ علي هذه البحيرة وإنقاذ بيئتها .
واستوردت هذه الدول كيماويات مبيدة للحشائش لإبادة نبات ياسنت الماء عن طريق رشها فوق سطح المياه . مما عرض البحيرة للتلوث الكيماوي ولا سيما وأن هذه الكيماويات الضارة تأكلها الأسماك مما يلوثها لتضر الإنسان والحيوان بعد أكلها أو ري النباتات بمياهها الملوثة أو الشرب منها . وكانت ماكينات حصاد ياسنت الماء قد توقفت مراكبها بعدما حصدت مساحة 300فدان . وكانت كلما تحصد منطقة ظهرت الأعشاب ثانية وبسرعة . لهذا كان المسئولون في الدول المعنية أعينهم علي رش البحيرة بالمبيدات الحشائشية .
إلا أنهم كانوا متخوفين من تلويث مياه ري المحاصيل ولايهمهم مياه الشرب امواطنيهم.فتلويث المحاصيل يقلل من فرص تصديرها لأوربا . إلا أنهم كانوا في خيار صعب . لأنهم رغم تطبيق الميكنة الحصادية والرش بالمبيدات الحشائشية إلا أن المشكلة لم تنته بعد ولم يقض عليها من جذورها . لأن نبات يانسنت الماء كلما حصدوه زادت كثافته وتوغله وتوسعت مساحاته بسرعة .
لتصبح مقاومة هذا النبات في حلقة مفرغة . وهذه المشكلة نواجهها في مصر بالنسبة لنبات ورد النيل ولاسيما بعد إنشاء السد العالي حيث أصبح النيل بحيرة مغلقة مما جعل ورد النيل ينمو بغزارة ويعوق الملاحة في مناطق عديدة منه ويزيد تبخر المياه وتعطينها رغم استخدام الميكنة والمبيدات الحشائشية للقضاء عليه . وكان الفيضان في كل عام يغير مياه النيل ويكتسح ورده. وهذه قصة أخرى .
وكعادة الدول النامية والفقيرة .. فإن إدارة المشروعات التنموية والبيئية تخضع للمصالح الشخصية والعمولات وتبديد أموال المعونات التي هي في الأصل قروض ميسرة لهذه الدول . والعائد من ورائها لايغطي أقساط تسديدها . لهذا نجد أن مشروع تطهير بحيرة فيكتوريا لم يكن بالسرعة المرجوة لإنقاذها من التدهور البيئي المحدق بها . كما أن استمرارية العمل بها مسألة وقتية وليست مرهونة بمدة معينة لأنها مرهونة بالقروض والمعونات الأجنبية لدول حوض البحيرة .
وكانت مشكلة التدهور البيئي لبحيرة فيكتوريا والدعوة لإنقاذها من نبات ياسنت الماء قد قامت حولها ضجة إعلامية عالمية . وهذه الضجة لفتت نظر علماء قسم الحشرات بمنظمة الكومنولث العلمية للأبحاث الصناعية ومقرها باستراليا . وكان قد سبق لها تطهير نهر (سابيك) في (بابوا غينيا) الجديدة بشمال القارة الأسترالية بطريقة الضبط الحيوي . وكان رئيس الفريق الذي طهره من هذه الأعشاب المائية قد إتصل بالمسئولين لإقناعهم باستخدام هذه التقنية الحيوية للقضاء علي ياسنت الماء . لأن مفعول هذا الضبط الحيوي سيظل تلقائيا وممتد المفعول. مع تطهير البحيرة أولا بأول دون الحاجة للطاقة البشرية أو للميكنة الحصادية او للمبيدات الحشائشية . ولاقت الفكرة معارضة من المسئولين بدول طوق حوض البحيرة المنكوبة .
لأنها تتعارض مع مصالحهم الشخصية في العمولات التي يحصلون عليها عند شرائهم للماكينات والمبيدات . كما أن هذه التقنية الحيوية ستعرض آلاف العمال الذين يعملون علي الماكينات والرش للمبيدات للبطالة. ولم يكن أمام المسئولين مفر لأن أوروبا لاتقبل محاصيلهم لتلوثها . فسمحوا للفريق الإسترالي بجلب نوع من خنافس سوسة الماءWeevils من جنوب أمريكا ويطلق عليها أيضا سوسة الحنطة . وهذه الحشرة المائية تعيش علي أعشاب ياسنت الماء وتلتهمها بشهية مفرطة .وقد سبق وأن جربها الفريق الإسترالي في مياه نهر سابيك .
وأطلقت هذه الحشرات في مياه البحيرة عام 1997. وقام بهذه العملية فريق عمل قليل العدد بسواحل تنزانيا وكينيا ويوغندا . وبعد 8شهور تم القضاء علي معظم أعشاب ياسنت لماء بدون أي ضجة إعلامية وفي صمت . وبهذا أنقذ ملايين البشر هناك من الجوع ولاسيما وأن مفعول هذه الحشرة في المقاومة ممتد.لهذا يعتبر القضاء علي أعشاب ياسنت الماء في بحيرة فيكتوريا الأفريقية من أكبر إنجازات تقنية الضبط البيلوجي لمكافحة الآفات والحشائش الضارة .ويعتبر إنجازا ضخما للإنسانية . لأن نتائج هذه الحشرة تلقائية وظاهرة للعيان . ونتائجها أسرع من المبيدات والماكينات وأكثر حفاظا علي البيئة . وهذه الحشرة تتكاثر بسرعة علي الأعشاب المائية . ويمكن تطبيق هذه التقنية بالنيل وبحيرة السد العالي بدلا من رش مبيدات الأعشاب والميكنة الحصادية المكلفة . لأن تقنية الضبط البيلوجي حاجة ببلاش كده وبعيدة عن شبهات العمولات.
وهذه الحشرة تأثيرها سريع وكلما تكاثرت أعدادها زاد تأثيرها وفاعليتها في القضاء علي الأعشاب المائية الضارة . وطبيعة هذه الحشرة أنها تتكاثر بسرعة علي هذه الأعشاب وتتغذي عليها وتأكل أوراقها مما يعوقها عن التمثيل الغذائي و النمو مما يحقق إبادتها . كما أن يرقاتها تكمن في أنصال أوراق هذه الأعشاب مما يجعلها تعجز هذه النباتات عن النمو . وإتلاف هذه النباتات يجعل المياه تدخلها وتصيبها بالعطن مما يعجزها عن التزهير وإنتاج بذور جديدة حتي لا تتكاثر أو تنمومنها نباتات جديدة. وفي عام 1999.. قلت الأعشاب بدرجة ملحوظة بينما الماكينات التي إشترتها هذه الحكومات متوقفة عن العمل تماما . لكن البحيرة إستعادت عافيتها وثروتها السمكية وانتعش الصيد بها وحلت مشاكل التربة والمياه الملوثة كما توفر الغذاء الجيد هناك. وأصبحت البحيرة منطقة جذب حضري .
أسلحة الفقراء الخفية لم تعد الحرب كما نتصورها.. هي شن صواريخ وطائرات وبوارج شبحية فقط. لكن الحروب ستكون غير تقليدية وخفية ولاسيما في أعقاب الكارثة الأمريكية الأخيرة التي لم تغنها أساطيلها وطائراتها ودروعها الصاروخية ومخابراتها عن توقي هذه الضربة المباغتة والتي طالت صروح هيبتها .ففي دقائق معدودات أصيبت أمريكا بالشلل التام لعدة ساعات وانتاب المسئولون بهاالخوف والهلع لما شاهده العالم علي شاشات التلفزيون . ونعنبر هذه الضربات تكتيكا جديدا في العمليات الإرهابية حيث ضربت أمريكا بطائراتها المدنية ومن داخلها.وقيدت الكارثة ضد مجهول اسمه تنظيم القاعدة .
فالحرب لن تعد إستعراضا للقوة الغاشمة ولكنها ستعتمد علي الذكاء العلمي المبتكر.فالخطابات الملغمة بمسحوق الجمرة الخبيئة أحال الحياة في أمريكا لكابوس يؤرق الأمريكان ولاسيما وأن حرب الخطابات المجمرة كانت في أعقاب الكارثة الأمريكية التي لم يفق من هول صدمتها الشعب الأمريكي بعد. ويقال أن شخصا واحدا وراءها . أي أن شخصا مجهول الهوية وهو قابع في بيته استخدم رجال البريدكعملاء لحسابه وشن هذه الحرب البيلوجية القاتلة التي لاتكلفه سوي المادة وثمن طابع البريد .ليطول بهذه الخطابات الملوثة أي شخص في أي مكان بالعالم ولاسيما وأن هذه الخطابات وهي مغلقة لايوجد أي تقنية للكشف عن أي جراثيم بداخلها .وقد يكون الشخص قابعا في الإسكيمو أو القطب الجنوبي ويقوم بهذه العملية والتي لم تستطع مخابرات أمريكا التوصل إلي المدبرين لحوادثها حتي الآن .
فهذه الأساليب لون من ألوان الحرب النفسية التي تسبب الترويع والخوف والهلع وهي غير مكلفة . لأنها حرب بلا مدافع ولا لون لها . لكنها تخذل العدو .ويكفي وصول طرد أو خطاب به مسحوق مشع أو توضع زجاجة سائل غاز الأعصاب ساربن في أجهزة تكييف مركزية بأي بناية أو محطة مترو مركزية . فسيصاب المواطنون بالخوف والرعب من هذه الوسائل القاتلة ولاسيما وأن أي دولة مهما إحترست فهي سداح مداح. أساليب جديدة هذا القرن سيلعب الذكاء العلمي دورا بارزا في الحرب البيلوجية والكيميائية سواء بالنسبة للقوات المحاربة أو الجماعات الإرهابية. فيتوقع استخدام أجهزة تعمل بأشعة الليزر أو الموجات الميكرويفية لصنع هياكل تمويهية فوق الأرض أو بالسماء لتضليل الطائرات أو تبث إشارات تشبه إشارات الرادار أو تطلق صور صواريخ مصوبة أو ترسل إشارات تمويهية تضلل بها الصواريخ أو تسقطها بعيدا عن أهدافها . ويمكن لصبي موهوب الدخول علي شبكة الإنترنت واختراق مواقع المعلومات بالبنتاجون ومحوها أو تصنيع فيروس جامح لايبقي عليها أو يعطي بيانات مضللة . والمسألة لاتحتاج سوي فك شفرات هذه الأجهزة من خلال مفاتيح جهاز الكومبيوتر . كما يمكنه من إطلاق فيروسات جامحة لايمكن كبحها لمحو كل المعلومات العسكرية والمدنية علي شبكة الإنترنت الدولية . أو يصدر تحذيرات من هجوم صاروخي علي دولة كبري ليشعل حربا نووية .فكل شيء وارد .
وخلال سنة 2020يتوقع خبراء الحرب البيلوجية تطورا هائلا في أساليبها معتمدة علي التكنولوجيا الحيوية . فملابس الجنود ستغير فورا لونها كالحرباية حتي يصبحوا يضاهون بألوانهم أرض المعارك ولا يراهم العدو . وسوف تغير هذه الملابس من طبيعتها لتتكيف مع حرارة الجو لو كان حارا أو باردا.وكل هذا من خلال مجسات حيوية . وسوف يزود الجنود بهذه المجسات الحيوية لتعمل كالأنوف . فتشم تجمعات العدو وحشوده من علي بعد . وسوف تستخدم القوات أسلحة بيلوجية غير تقليدية ولاتسبب القتل . ومن بينها ميكروبات ضد المواد . وهذه الكائنات الدقيقة ستكون مبرمجة وراثيا وتستطيع أكل المواد ومن بينها المطاط في إطار سيارات ومركبات العدو ووصلات خراطيم الوقود ومياه التبريد . وبكتريا تتسرب إلي خزانات الوقود كالبنزين والسولار فيتحول لمادة جيلاتينية لاتحترق.
وبعض البكتريا سوف تأكل السيلوكونات بالكومبيوترات المزود بها مراكز التوجيه والتحكم والسيطرة وآلات الإشارة والملاحة وأي معدة مجهزة بشرائح السيلكون كأجهزة الطائرات ومنصات الصواريخ ورؤوسها الموجهة مما يعوق سير العدو أثناء الحرب . و سيكون هناك ميكروبات تلتهم معدات وأسلحة الجنود وتحولها إلي حديد خردة .
وخلال عام 2020 سوف تصنع فاكسينات من جزيء الدنا تجعل الجنود محصنين ضد كل الأمراض المعدية بما فيها الحمي الصفراء والملاريا والإيبولا والإيدز والإلتهاب الكبدي الوبائي وأي موجة جديدة من البكتريا والفيروسات المتحورة . وبدلا من حقن الشخص باللقاحات النوعية المحضرة من كائنات موهنة أو ميتة أو بالطعوم المكونة من سموم هذه الكائنات لإيجاد مناعة نوعية . فإن الفاكسينات الدناوية سوف تجعل أجهزة المناعة بأجسامنا تولد كل أنواع الأجسام المضادة لكل الأمراض المعدية . وهذه الفاكسينات ستكون أكثر فاعلية وأمنا . وهذا التطعيم سيجعل الجنود بساحة القتال في مناعة ضد أي هجمة بيلوجية بالبكتريا أو الفيروسات الممرضة .
وفي الحرب الكيماوية سوف تستحدث إنزيمات حيوية تفرزها بكتريا نوعية من التربة . وهذه الإنزيمات سيمكنها تحويل المواد الكيماوية الخطيرة أو السامة التي يلقيها العدو بإلتهامها من الجو أو التربة أو المياه وتحويلها إلي مواد حميدة لاتضر بالبيئة أو الإنسان . وسيمكن تصنيعها بكميات هائلة في خزانات كبيرة عن طريق عملية التخمير .وسوف تزود القوات بمجسات حيوية لاكتشاف الضربات الكيماوية أو المفرقعات أثناء تهريبها من المطارات والموانيء . كما ستزود بكومبيوترات تتحسس الجزيئات السامة من الجو وترسل إشارات تحذيرية للقوات في حينها . هذا عام 2020. لكن ما يدور علي أرض الواقع الآن فهو قصة آخر الحرب البيوكيماوية عرف الإنسان الحرب البيلوجية والكيماوية منذ القرن السادس قبل الميلاد عندما كان الآشوريون يسممون آبار مياه أعدائهم بفطريات صدأ القمح السامة .
وهذه الفطريات تنمو فوق سنابل القمح والشعير والشوفان . وفي مطلع الستينيات من القرن الماضي وصلتنا شحنات من الد قيق السام كان ملوثا بهذه الفطريات. وقد أثبتت التحاليل بكلية الصيدلة جامعة القاهرة أن القمح كان موبوءا بهذ الفطريات السامة .
وكان التتر عام 1743 يلقون بالفئران الميتة من الطاعون فوق أسوار المدن التي كانت تحاصرها لإشاعة وباء الطاعون فيها ليستسلم أهلها . وكان الإنجليز والأسبان عند إستعمارهم للأمريكتين في أواخر القرن 15يقدمون للقبائل الهندية بالشمال والجنوب بطاطين كهدايا وملوثة بفيروسات الجدري للقضاء علي أفرادها . . وفي القرن 18 كان الروس يلقون بجثث الموتي بالطاعون فوق أسوار مدن آسيا الوسطي الإسلامية لحصد شعوبها وإستسلامها للغزو الروسي.
ونابليون في كل حروبه كان يلقي الحيوانات النافقة من الطاعون والجمرة الخبيثة في مياه الشرب ليقضي علي أعدائه . وإبان الحرب العالمية الأولي وضعت بريطانيا بكتريا الكوليرا في مياه الشرب بإيطاليا لتحالفها مع ألمانيا بينما كانت ألمانيا تلقي قنابل بيلوجية محملة بالطاعون فوق لتدن. وكانت مصر عام 1946قد تعرضت لوباء الكوليرا عندما وضعت العصابات الصهيونية بكتريا الكوليرا في مياه النيل . وقام الموساد الإسرائيلي بعملية مماثلة في أعقاب حرب 1967ووقتها كان يطلق علي وباء الكوليرا أمراض الصيف.
وكانت اليابان في حربها ضد منشوريا والصين منذ عام 1931تلقي بالبراغيث الحاملة للطاعون والكوليرا من الطائرات ومعها حبوب القمح التي تقبل عليها الفئران لنشر الأوبئة هناك . فحصدت الآلاف من الجنود والمدنيين . وظلت اليابان تلقي بهذه الجراثيم القاتلة حتي نهاية الحرب العالمية الثانية . وبعد إستسلامها استعانت الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي بالخبرة اليابانية في مجال الحرب الجرثومية . وهذا ما جعل الأمريكان تشن حربا جرثومية ضد الفيتناميين . وكانت قوات (فيت كونج) الفيتنامية تستخدم الرماح الملوثة بالجراثيم ضد المحاربين الأمريكان .
وفي عام 1984 قام رجل متدين من الهنود الحمر بوضع بكتريا السالمونيلا في سلاطات بعدة مطاعم أمريكية بدلاس وأورجون . فأصيب بالتسمم الغذائي حوالي 750 شخصا 60 منهم دخلوا المستشفيات . وفي عام 1995 قامت جماعة دينية باليابان بنشر الطاعون والكوليرا والإيبولا من رشاشات مزودة بالسيارات والتي أخذت تجوب شوارع طوكيو الرئيسية . وكان اليابانيون وقتها قد إنتابهم الذعر عقب إلقاء مجهول بزجاجة بها غاز الأعصاب سارين في نفق مترو طوكيو أودي بحياة 62شخص وأصيب 5000آخرين دخلوا المستشفيات .مما أصاب هذه الدولة المسالمة بالرعب . أسلحة الفقراء من هنا نجد أن الأسلحة البيلوجية والكيماوية والنووية من السهل استخدامها علي نطاق واسع وهي غير مكلفة . لهذا نجد الجماعات الإرهابية في حوزتها هذه الأسلحة . فحرب الخطابات الملغمة ببكتريا الجمرة الخبيثة التي تؤرق السلطات والشعب الأمريكي لن تكون نهاية المطاف في الحرب الغير معلنة ضد أمريكا .فالطاعون له علاج بالمضادات الحيوية لكن فيروسات الجدري لاعلاج له ولاسيما وأن الإرهابيين باتوا يطورون في تكتيكاتهم وأساليب شن الحرب النفسية الجرثومية .
فالفقراء لهم الآن أسلحتهم الغير تقليدية والغير مرئية يشنون من خلالها حربا خفية ضد الدول بهذه الأسلحة الشبحية . فالإرهابيون يعملون في الخفاء ولاسيما وان هذه الأسلحة لم تعد حكرا علي الدول الكبري . فيمكن الحصول عليها من خلال الإعلانات علي شبكات الإنترنت لترسل طرودها لأي شخص أو جهة بالعالم . والأسلحة البيلوجية والكيماوية أسهل في استخدامها من الأسلحة النووية . كما أن الأسلحة البيلوجية بالذات أكثر مضاء من السلاح الكيماوي . لأن الجراثيم لا لون لها ولا رائحة ولاتري بالعين المجردة ويظل مفعولها لسنوات لأنها تتكاثر. لهذا من المتوقع أن تشهد أمريكا حرب الجدري والمواد المشعة التي تظل تعمل لعدة سنوات عكس السلاح الكيماوي فهو وقتي التأثير لأن الرياح تبدد مادتـه . فجراثيم الجمرة الخبيثة والجدري تكمن في البيئة لسنوات وتتضاعف مما قد تشكل أوبئة جامحة . وقد تكون قاتلة كفيروس الإيبولا الذي لاعلاج له ولا لقاح للوقاية من مرضه يودي بضحاياه خلال أسبوع .
وبكتريا الطاعون تنقسم كل 20 دقيقة لتصبح خلال 10 ساعات بلايين البلايين لو وضعت في زجاجة صغيرة . فجراثيم الأمراض المعدية يمكنها الإنتشار لتصبح قاتلة في زمن لايتعدي قراءة هذه الفقرة . ويمكن لأي شخص إقامة معمل لتحضير هذه الجراثيم القاتلة . ولن تكلفه العملية سوي معدات بعشرين ألف جنيه وشقة مساحتها من 50 –100متر مربع . ويمكن زراعة الجراثيم في (قزان) في حجم برميل الطرشي . ويوضع به مواد غذائية بروتينية وسكرية ليحدث عملية الزراعة بالتخمر حيث تتضاعف بالبلايين . لهذا نجد أن السلاح البيلوجي ليس قاصرا علي الدول الكبري .
بكتريا وفيروسات الميكروبات هي الجراثيم وهي عبارة عن كائنات دقيقة لاتري بالعين المجردة وتنقسم إلي : 1-بكتريا كأمراض الطاعون أو الجمرة أو تولاريما أو السالمونيلا. وهذه البكتريا تعالج عادة بالمضدات الحيوية . 2- فيروسات كأمراض إيبولا أوالجدري أو ماربورج (يشبه فيروس إيبولا)
وهذه الجراثيم يكون العدوي بها عادة عن طريق الإستنشاق كالانفلونزا والجمرة التنفسية أو من تناول الأطعمة الملوثة كما في بكتريا التسمم الغذائي أو عن طريق الحيوانات أو الحشرات كما في الطاعون أو بالاتصال الجنسي أو عن طريق الحقن كما في أمراض الإيدز أو الإيبولا أو الإلتهاب الكبدي الوبائي . لهذا إرتداء الأقنعة الواقية تفيد كثيرا للوقاية منها .
ويمكن لهذه الجراثيم الموت بفعل الحرارة أو أشعة الشمس. إلا أن بعضها قد يقاومهما إلي مالا نهاية . فلقد أجرت إنجلترا تجارب بيلوجية في جزيرة (جرونيارد) الإسكتلندية . وبعد التجارب ظلت منطقة التجارب ملوثة زهاء 40 عاما. ولو كان العراق في حرب الخليج طال إسرائيل بالصواريخ المزودة برؤوس بيلوجية ضمن حملة قصفها الصاروخي عام 1991لمازال الإسرائيليون يعانون منها حتي الآن . والتطعيم ضد هذه الأمراض المعدية الفتاكة قد يفيد الجنود والمدنيين للوقاية منها في بعض الأحيان كما في الكوليرا . لكن هناك جراثيم لايوجد لها لقاحات واقية كالإيبولا أو يكون لها لقاح وإن وجد لا يتوفر حاليا كلقاح الجدري .
والكشف النوعي والفوري عن هذه الميكروبات القاتلة ليس متاحا . وقد يستغرق فحصها أوالكشف عنها عدة أيام بالمعامل البيلوجية . وحاليا توجد أبحاث لاكتشاف طريقة فورية للكشف عن بعضها كما هو متبع حاليا في التعرف علي فيروس الإيدز .وهذه التقنية الواعدة تعتمد علي نظرية اتحاد الأنتيجينات (كالبكتريا والفيروسات) بالأجسام المضادة النوعية والخاصة لكل مرض . وهذه الطريقة يطلق عليها الإختبار الحيوي المتكامل.وفي حالة حرب الخطابات الملغمة بالجراثيم ،فلابد من فتح الخطابات أولا للكشف علي محتواها. لأخذ عينات من مسحوقها لتحليلها وخلطها بمجموعة الأجسام المضادة للتعرف عليها . وسيمكن بهذ ه الطريقة الفورية المتاحة حاليا التعرف علي بكتريا الجمرة الخبيثة والطاعون وبكتريا التسمم الغذائي والبكتريا العنقودية في خلال 30 دقيقة .
وحاليا تقوم منظمة الصحة العالمية بحصر الأمراض المتوطنة المعدية في كل مناطق العالم مع وضع لوائح للوقاية منها وتحذيرات للمسافرين والسياح بهذه المناطق الموبوءة. وهذه الأمراض قد تتحور جراثيمها في المعامل مما يتنافي من تحضيرها بها مع الوقت أو في بيئاتها لتصبح أكثر مقاومة للعوامل البيئية والطبيعية والوقائية والعلاجية . أوقد تفقد قدرتها الوبائية مع الوقت .
وبعض هذه الجراثيم تترك آثارا كالجدري الذي يترك مكان الثآليل بعد الشفاء البثور الدائمة التي تشوه الجلد.ولكل نوع من هذه الجراثيم فترة حضانة في الجسم بعد مداهمته بعدها تظهر أعراضها . فالجمرة أو الطاعون تظهر بعد يومين إلي ستة أيام والجدري من 7-19 يوم . ولكل مرض معدل وفيات . فالجمرة معدلها 20% والطاعون الدملي 50% والرئوي 90% والجدري 30%والسالمونيلا (بكتريا التسمم الغذائي ) 4%. غازات وسموم تضم الأسلحة الكيماوية غاز الأعصاب والسموم الكيماوية وغاز الخردل السام . وتضم غازات الأعصاب السارين الذي لارائحة له وvx الكافورية الرائحة وهي تتلف الأعصاب وتمنع الإشارات العصبية للمخ. ومن بين هذه الغازات غاز الفوسجين الذي يوقف التنفس . وبعضها سريعة المفعول كسيانيد الهيدروجين السام . وبعض هذه الغازات السامة لها روائح مميزة . فالخردل رائحته كالثوم والخردل النيتروجيني كرائحة السمك واللوزيت رائحته حلوة وأوكسيم الأكسجين له رائحة نفاذة محدثا تهيجا في الأنف والعين. وبعضها مفعولهاسريع كاللوزيت أو لمدة 3ساعات أو لعدة أيام كالخردل .وبعضها يسبب الثآليل بالجلد التي تؤثر علي التنفس والأنسجة كالخردل النيتروجيني . ويمكن الوقاية من هذه الغازات بارنداء القناع والملابس الواقية . وبالقناع يوجد المرشح (فلتر) يتكون من حبيبات مسحوق الفحم النباتي النشط . وله قدرة علي إمتصاص هذه الغازات من الهواء المستنشق . ولكل مرشح له تاريخ صلاحية .ولابد أن يكون القناع محكم ويجب التمرين علي إرتدائه . وللتعرف علي أن القناع محكم توضع نقطة زيت نعناع فلو شمت الرائحة . فهذا معناه القناع فقد صلاحيته . وبصفة عامة للوقاية من هذه الأسلحة يكون بارتداء القناع الواقي والملابس الواقية مع عزل المناطق الموبؤة .وإستعمال مياه وتناول أطعمة معروفة المصدر مع ملاحظة الطائرات المنخفضة الطيران المشبوهة أو الغريبة . فلو رشت شيئا وبعد ظهورها يجب ملاحظة كثرة الحشرات بالمنطقة أو الروائح الغريبة .وفي حالة الخطابات تفصل الخطابات المعروفة الهوية أولا . والإحتراس عند فتح الخطابات والطرود الغريبة . مع ملاحظة وجود مساحيق أو مواد غريبة بها.
وأخيرا .. هذه العمليات الغير تقليدية يمكن لأي شخص القيام بها . فيمكن تجفيف أي مستنبت جرثومي في درجة حرارة أقل من 40درجة مئوية . ويمكن لمسحوق الجدري أن يظل معديا لمدة عشرة سنوات . أو تجميد سائل غازات الأعصاب في (فريزر) ليتحول إلي جليد . وهذه الأسلحة يمكن وضعها في زجاجات في أي مكان وفي أجهزة التكييف المركزية لتصيب آلاف العاملين بأي مبني كمبني التجارة العالمية وفي صمت ودون إحداث التدمير. والإرهابي لا يحتاج وقتها لقناع واق لأن الغاز لن يتسرب وهو مجمد ويبدأ في إنتشاره عند بداية فقدان برودته. فزجاجة واحدة صغيرة تكفي . والإرهابيون لايحتاجون لملابس واقية ولاسيما ولو كانوا مطعمين ضد المرض المستهدف .كما أن الأسلحة النووية لم تعد القصف والتدمير النووي . لأن قضيبا في حجم الإصبع أو مسحوقا مشعان سيسببان الهلع النووي لو قام بوضع أيهما إنتحاري في أي مكان مزدحم وهو يلبس ملابس واقية من معدن الرصاص تحت ملابسه العادية. ويظل مفعول هذه المواد المشعة والغير منظورة مسببة السرطان المدمر لآلاف السنين. ولو وضعت في صهاريج مياه الشرب فستكون كارثة . ويمكن تبريد هذه المواد المشعة تحت الصفر لتقل إشعاعاتها وقتيا ووضعها في أغلفة من الرصاص حتي يلوث بها أي مكان . كما يمكن وضعها في الخطابات والطرود البريدية لتوصيلها لأي مكان .
فوداعا للأسلحة التقليدية أمام هذه الأسلحة الإرهابية ولاسيماوأن الإرهاب هلامي لا وطن له ولا زمن يقوم فيه بعملياته .فلقد يبعث وباء الجدري من جديد بعدما خلت تقريبا منه الكرة الأرضية منذ عام 1972 ولم يعد هناك لقاح كاف له الآن . وهذا التوجه الإرهابي سيجعل معاهدات حظر إنتشار أسلحة الدمار الشامل حبرا علي ورق سلوفان .وفي هذا القول عبرة لمن يعتبر .فلقد تعددت الوسائل والإرهاب واحد. بل وباق طالما لم يرفع الظلم عن المستضعفين في الأرض.
الريسين …داء ودواء !!
الرعب البيلوجي وشيك في حالة نشوب حرب الخليج..هذا ما تشير إليه تقارير المخابرات المركزية والمباحث الفيدرالية الأمريكية والبريطانية ضمن حملاتها ضد ما يقال بالإرهاب ولاسيما التحسب من وجود مخططات لتنظيم القاعدة بشن هجمات بسم الريسين بعدما ضبطت كميات منه في حوزة رجال تابعين لهذا التنظيم ببريطانيا.وهذا ما جعل الأمريكان والبريطانيين في ذعر كما تعكسه وسائل الإعلام العالمية .فجرام واحد من هذه المادة لو وضع في جهاز التكييف المركزي لمبني يشبه مركز التجارة العالمي كما يقول الخبراء يكفي لقتل كل من فيه في ساعات معدودات . ولايوجد له علاج .وهذه الكمية يمكن الحصول عليها بسهولة وتقنية بسيطة من 8 بذرات خروع . ومسحوق بذرة واحدة لو وضعت في مطعم تكفي للقضاء علي رواده . وتسليط الضوء علي هذا السم في وسائل الإعلام وتحذيرات السلطات الأمريكية والبريطانية منه تصيب البريطانيين والأمريكان بالهلع حاليا ولاسيما وأن هذا السم لا لون له ولارائحة .وفي تطور آخر نجد أن الإستشهاديين التفجيريين بإسرائيل كانوا يدهنون احزمتهم بمادة وارفرين سم الفئران القاتل وهو أقل سمية من الرسيين .والآن يطورون وسيلتهم بوضع مادة الريسين أو مسحوق بذر الخروع في هذه الأحزمة للتصدي للترسانة العسكرية الإسرائيلية .
وهذا السم يعتبر سلاح الضعفاء ولاسيما أنه غير مكلف ويسهل تحضيره . ولو رش مسحوق بذرة خروع واحدة كفيلة بقتل العشرات في أي تجمع . وزجاجة صغيرة لو وضعت في مياه الشرب كفيلة بقتل سكان مدينة كلندن في ساعات معدودات .ولو وضع مسحوق عشر بذرات في منتج غذائي بمصنع كبير تكفي هذه الكمية لقتل ملايين. فحرب الريسين قادمة وستنشب مع أول طلقة تطلقها القوات الأمريكية علي العراق . لأن تنظيم القاعدة المنتشر في كل بلدان العالم في حوز رجاله هذا السم وبكميات كما تقول أجهزة الإستخبارات العالمية . وهذا يتضح من الحملات التفتيشية للسلطات الأمنية البريطانية والأمريكية المكثفة أخيرا .
وهذا المقال ليس خيال كاتب ولكنه الحقيقة التي ستبرز فوق عرية قطار الحرب الأمريكية والبريطانية ضد العراق ، فلن تكون الحرب أشخاصا إستشهاديين يفجرون أنفسهم فقط . لأن السلاح الجديد الذي سيشن به الإرهابيون عملياتهم لالون له ولارائحة. والجرام منه يودي بحياة 65ألف شخص عندما يستنشقونه أو يبتلعونه . ويكلف دولارات معدودة ويمكن تصنيعه تحت( بير) السلم كما يقال .
والآن المباحث الأمريكية والبريطانية في هلع لتعقب صانعيه ومن في حوزتهم . وهذا السلاح يحصد البشر ولا يترك له أي أثر
ولقد سبق وأن نشرت في مجلة (العلم) مقالا بعنوان (أسلحة الفقراء ) وكان (الريسين ) Ricin) ( من بينها لأنه سلاح معروف ولايستخدم حاليا. وكان وقتها المقال إبان حرب الخطابات الملغمة بالجمرة الخبيثة التي أرقت الشعب الأمريكي وأصابته بالهلع بعد الكارثة الأمريكية الكبري في 11سبتمبر . لكن عودة ظهور سلاح الريسين فهذا معناه أن المعركة المزمعة ستنتقل من فلسطين والعراق إلي كل أنحاء العالم بما فيها إسرائيل ولاسيما وأن هذه المادة القاتلة تعتبر من أسلحة القتل الجماعي بلا هوادة أو رحمة للأعداء لأنها قاتل صامت وخفي . ولايتطلب أي تقنية ويحضر من بذور ثمار نبات الخروع الذي يزرع في كل مكان بالعالم وعلي قفا من يصنع.
فلقد كان طالب الصيدلة يوجه له سؤال عن الفرق بين تناول شربة زيت الخروع الذي يحضر من بذوره وتناول هذه البذور صحيحة . فكان الطالب عليه أن يجيب بأن الزيت لايسبب التسمم والبذور بها مادة الريسين السامة و تسبب تسمما . ولو قال غيرهذا .. فيعتبر قد أخطأ خطأ لايغتفر له. فالآن .. الحرب ضد الإرهاب لم تنته وأمريكا علي بينة من هذا . والحرب العراقية المزمعة سيكون مداها كل العالم شرقه وغربه ولاسيما وأن الإرهابيين أسلحتهم كما نتوقع هذا السم (الهاري) وهو عبارة عن علب بيرسول الريسين أو ليتعقب ما يقال عنهم بالإرهابين أي حشود أمريكية أو بريطانية أو أي تجمع . ولايحصنهم منه سوي إرتداء الكمامات ليلا ونهارا.فمبني التجارة العالمي الذي إنهار في دقائق بفعل الحريق كان يكفيه أوقية مسحوق الريسين توضع في جهاز التكييف المركزي لتقضي علي مافيه من أحياء ولاحس ولا خبر كما يقال ويظل المبني قائما . فالارهابيون لهم طرقهم وهم يمتلكون الآن هذا السلاح وبالأطنان . ولو وضع جرام واحد من هذه المادة في مبني الكونجرس الأمريكي مجتمعا سيقضي علي مافيه من أعضاء . وفي صمت .
لهذا فإن المخابرات المركزية والبريطانية علي بينة من هذا الخطر المبيت. فداهمت الشرطة هناك العديد من الأماكن مؤخرا ،وجمعت عينات لفحصها معمليا. وكلها تؤكد وجود آثار من مادة الريسين القاتلة بها.وكان الهدف من حملات المداهمة حماية المواطنين من هذا الخطر.مما جعل مصلحة الصحة البريطانية تحذر الخدمات الطبية لتأخذ حذرها من هذه التطورات المخيفة وتقديم الاحتياطات الوقائية للجماهيروبسرعة . ومازالت التفتيشات والفحوصات الجنائية والطبية تتوالي ولاسيما وأن الرعب يجتاح بريطانيا حاليا من عدة جهات ومجموعات إرهابية . لهذا تشدد الشرطة علي المواطنين بإبلاغها عن أي شيء يشتبهون فيه سواء في الأماكن العامة أو حول مساكنهم. لأن أمام القوة الأمريكية الطائشة التي تتهدد العراق لاحل سوي الدفاع بسم الريسين وشن الهجوم به داخل الولايات المتحدة الأمريكية وداخل كل البلدان التي ستتواطيء مع أمريكا. وهذا ما سيفعله تنظيم القاعدة مما جعل المخابرات الأمريكية والبريطانية تلاحق أفراده بحثا عن سم الرايسين القاتل الذي يعتبر سلاحا سريا يصعب اكتشافه وهو من أهم أسلحة الفقراء التي ستواجه الشعب الأمريكي لو نشبت حرب الخليج الثانية .لأن الأسلحة البيلوجية والكيماوية الآن في أيدي ما يسمون بالإرهابيين خارج العراق ولهم طرقهم لتحضيرها في أي مكان .
وكان الصحفي المنشق البلغاري جورجي ماركو ف قد أغتيل عام 1978 عندما كان لاجئا بلندن عن طريق إطلاق قذيفة من سلاح مصمم خصيصا علي شكل شمسية . وقد وخز بطرفها في ساقه بينما كان واقفا في إنتظار الأتوبيس في محطة( واترلو) فأطلق منها طلقة بها هذا السم فرشقت بجسمه. . ووجدت الطلقة المعدنية فارغة بجسم ماركوف وبها آثار سم الرايسين القاتل . وسم ريسين شديد الفاعلية وكان يستخدم في الاغتيالات المنفردة ابان حقبة الحرب الباردة ضد المعارضين للحكم الشيوعي في بلادهم. كما أن المخابرات المركزية كانت تتخذه لتصفية بعض الزعماء .وهو مادة بروتينية نباتية بيضاء سميتها سبع مرات في قوتها من سم حية الكوبرا . لهذا السبب يحجم المزارعون الأمريكان عن زراعة نبات الخروع في أراضيهم.وفي العام الماضي إتبعت روسيا أسلوبها القديم في تسميم المعارضين والتخلص منهم عن طريق الخطابات الملغمة بمادة الريسين السامة .ومن بينهم الزعيم الشيشاني أمير خطاب عندما أرسلت له المخابرات الروسية خطابا ملوثا بهذه المادة .
الجمال القاتل نبات الخروع Ricinus communis(Castor bean) متعدد الأنواع ويزرع للحصول علي زيته . ويتميز النبات بأوراقه النصلية المشرشرة الحواف وبها عروق مركزية . ومعظم أنواع النبات خضراء اللون وبعضها لونها بني محمر والزهور خضراء. لكن في الأنواع الملونة زهورها حمراء. والثمار لها أشواك ناعمة بها بذور مرقطة بوضوح أشبه بجلد الثعبان . والبذور سامة للإنسان والحيوانات والحشرات . لأن سميتها تفوق سمية مادة السينايد السامة 200مرة . والبذرة تحتوي علي مادة ملينة قوية. ولو هضمت بكميات قليلة تسبب الإسهال. وقد يكون مدمما ويمكن للشخص أن يموت نتيجة فقدان سوائل كثيرة وفيها العناصر( الإلكتروليتات (electrolytes مما يؤدي لحالة شديدة من جفاف الجسم والقيء وآلام بالبطن. وبعد عدة أيام يعاني من إحتباس البول وإنخفاض ضغط الدم .
ولقد إكتشفت مادة الريسين السامة بها عندما وضع العالم ستيل مارك عينة من خلاصتها فوق عينة دم بالمعمل وجد كرات الدم الحمراء به قد تجمعت (ترسبت). لكن عرف بعد ذلك أن تجمع الخلايا الحمراء سببه وجود سم ثان موجود أيضا يسمي RCA (Ricinus communis agglutinin). .لأن الريسين يسمم الخلايا ولكنه ضعيف في تجمع مادة الهيما(الحديدالملون للدم) بينما RCAضعيف في قتل الخلايا وقوي في تجميع الهيما بها.وعند جمع ثماره يرتدي الشخص جوانتي خاص حتي لايتسرب السم بملامسة جلد جامعه .والثمرة بها ثلاث بذور تنفرط منها بعد تجفيفها . وينصح بعدم إقتراب الأطفال للنبات ولايتخذون من بذوره عقودا يتحلون بها .لأنهم لو أكلوا أوراقه أو إبتلعوا بذرة واحدة يصابون بالتسمم . حتي البذور في العقد تلامس الجلد وتصيبهم أيضا بالتسمم وإلتهاب الجلد بالملامسة . ولو إبتلعت البذور بدون مضغ ولم يتهك جزء منها بالجهاز الهضمي فقد لاتسبب مشاكل صحية وتمرمن القناة الهضمية بسلام .
وكان قدماء المصريين يستخدمون زيت الخروع في إنارة القناديل بالبيوت والمعابد منذ4000سنة . حيث كانوا يطحنون وبعصرون بذور الخروع للحصول علي زيتها .لأنهاتحتوي علي 35-55% زيت خروع . كما أن الأوراق وسيقان النبات بها أيضا مادة ريسين وريسينين وهما سامتان للإنسان والحيوان . وبذور الخروع تستخدم في مواد علف الحيوان بعد إستخلاص زيوتها أو إبطال مفعولها السام بالتسخين لدرجة 140درجة مئوية لمدة 20 دقيقة مع الإحتفاظ بقيمتها الغذائية لإطعام المواشي. لكن بعض الأبحاث بينت أن حتي بعد معالجة بذور الخروع و تسخين مادة الريسين تظل السمية بها . فلقد وجدت أنها سامة للبط البري بعد إطعامه . فقد تكون هذه السمية بالطعام سببها أن هذه المادة تتحمل الحرارة فتظل بقايا من الريسين . كما أن طعاما للأغنام به 10% بذور خروع قد تم تسخينها في (أوتوكلاف) لايسبب أي أعراض مرضية . وتسميم علف المواشي قد يحدث عادة عندما يخلط بذر الخروع مصادفة ولاسيما في علف الخيول .. ما هو الريسين ؟
بروتين سام . يقلل من تصنيع البروتين بالجسم وله مدي سام واسع بالجسم ولاسيما علي جهاز المناعة حيث يثبطه. ولايوجد لهذا السم مضاد له . مما يجعله سما شديد السمية . وأعراضه الأولية تعتمد علي طريقة التعرض له ومن بينها الحمي وتلبك معوي ومعدي والكحة . كما أن إستنشاقه عن طريق الجهاز التنفسي وإمتصاصه عن طريق الرئة يسبب تلفا وإحتجاز الماء بها نتيجة التعرض لبيروسول الريسين وإستنشاق رذاذه. كما أن تناوله بالجهاز الهضمي يسبب تهيجا به ولاسيما المعدة والأمعاء ويصاي الضحية بإسهال دموي وقيء. وله تأثير علي الجهاز العصبي المركزي حيث يسبب نوبات عصبية و هبوطا به . ولو تعرض الجلد لمادة الرايسين فإن تأثيره قد يتأخر عدة ساعات لأنه لن يكون سريع المفعول وهو أقل سمية .
والريسين يقوم بالإقلال من تصنيع البروتينات في الجسم .حيث تتحد سلسلة B (B chain) بالمستقبلات فوق سطح الخلية ليدخلها وسلسلة لها نشاط إنزيمي علي نواته اوأي كمية ولو قليلة تثبط تكوين البروتين وكثير من البروتينات السامة للخلايا أمكن التعرف عليها في عدة نباتات أخرى غير نبات الخروع وكلها لها صلة بالريسين في التكوين والتأثير .فكلها تثبط تصنيع بروتينات("ribosome-inactivating proteins"(RIPs) والتي يطلق عليها (Type 1 RIPs ولايمكنها الدخول من سطح الخلية للوصول للريبوسومات Ribosomes إلا لو إتحدت مع وصلة disulfide bridge لتكوين (Type 2 RIPs).
وبعض النباتات كالقمح والشعير بها (Type 1 RIPs)الغير سام . وهو إنزيم يسمي أيضا A chain. بينما نباتات أخرى كبذر نبات الخروع بها الريسين من نوع Type 2 RIPs)) السام. وهو إنزيم يسمي أيضا عندما تلتصق بها A chain برابطة disulfide bond.وجزيء RTB بالريسين يتحد مع الجلوكوبروتينات والجلوكو ليبيدات فوق سطح الخلية الذي ينتهي بالجلاكتوز. ويمكن لحوالي 106 – 108 جزيء ريسين الاتحاد بكل خلية . ومجرد جزيء واحد ريسين يدخل الخلية يوقف نشاط 1500 ريبوسوم في الدقيقة ليقتل الخلية .
والتسمم بتناول بذور الخروع ليس بسبب مادة RCA بالريسين التي لاتسطيع النفاذ من جدار المعدة لداخل الجسم ولا تؤثر علي خلايا الدم الحمراء إلا لو أعطي السم عن طريق الحقن بالوريد فيجعل كراته الحمراء تلتصق مع بعضها لتنفجر وتتكسر.فجرعة مقدارها واحد ميلليجرام كافية لقتل شخص بالغ. لأنه يسبب الجفاف الشديد وقلة البول وإنخفاض ضغط الدم .ولو لم تحدث الوفاة خلال 3-5 أياوم غالبا المصاب يشفي . ويعتبر سم الريسين من السموم الشائعة ويمكن تحضيره والحصول علي كميات ضخمة منه بسهولة لأن شجيرات الخروع تزرع في كل مكان .ولاسيما وأن مليون طن بذور خروع تعصر سنويا للحصول علي زيته . ومايتبقي منه بعد العصر به 5% من وزنه مادة ريسين. وهذا السم يحضر كسائل يمكن تجفيفه ليصبح مسحوقا يتطاير بالهواء .ويحتوي علي اثنين من hemagglutinins ونوعان من مواد سامة هما RCL III and RCL IV, وهذه السموم مكونة من polypeptide chains (an A chain and B chain chain,) وهما تتحدان برابطة disulfide bond).) والريسين لو إستنشق فإنه يسبب الوفاة في خلال 36- 48 ساعة نتبجة الهبوط في جهازي التنفس والدوري . ولو تناوله الشخص بالفم فيسبب غثيان وقيء ونزيفا بالمعدة والأمعاء ويتبع هذا فشل كبدي وكلوي وطحالي يفضي للموت بسبب هبوط في الدورة الدموية.ولو حقن فإنه بسرعة يدمر العضلات والعقد الليمفاوية . ويعقب الحقن هبوط في الأعضاء الكبري بالجسم عادة كالقلب والبنكرياس . العلاج في حالة التعرض لسم الريسين يكون لكل حالة مرضية تظهر علي الشخص المصاب علاجها . ولاسيما وجود الماء بالرئة وعلاج التسمم الغذائي لو كان الريسين قد دخل الجهاز الهضمي عن طريق الأكل . ولايوجد تحصين ضد هذا السم للوقاية منه سوي استعمال الأقنعة الواقية وعدم تناوله بالفم . والمصاب بسم الريسين عن طريق الجلد يعزل ولايختلط بالآخرين ويغتسل الجلد المصاب بمحلول 10,% هيبوكلوريت الصوديوم والماء والصابون . وفي حالة التسمم الغذائي به يعطي المصاب جرعات من الفحم النشط يتبعه شربة شديدة كمحلول سترات الماغنسيوم أو سلفات الماغنيسيوم أو يجري غسيل المعدة . وقد وجد علماء الأعصاب أن في إستطاعتهم إتلاف الخلايا العصبية بالذات بحقن مادة الريسين في الأعصاب فيصل السم لأجسام الخلية العصبية حيث تتركز الريبوسومات . ومن خلال الفحوصات والتحليلات وجد أن الريسين يقوم أولا بتشتيت البولي ريبوسومات ويجعل أجسام الخلية العصبية التي يحقن بها تنتفخ لتتحلل نواة الخلية وتتلاشي الخلية ذاتها. لأن الريسين كيماويا يتكون من a N-acetyl galactosamine-binding lectin فيمكن إستعماله مع اللكتيناتLectins المختلفة المتخصصة . فبعد حقن السم نجد بقايا N-acetyl galactosamine فوق سطج الخلية العصبية . ففي دراسة سطح الخلية العصبية الطرفية والحركية في البالغين.. وجد أنهم حساسون للريسين . فالخلايا العصبية لديهم بالجهاز العصبي تقاوم تخزين المعلومات عن الريسين بينما الأطفال في فترة النمو حساسون.لأنهم في فترة نمو المخ تحدث تغيرات في عملية glycosylationبالخلايا العصبية بالجهاز العصبي المركزي. والسؤال البديهي. . لماذا زيت الخروع الطبي الذي نشربه كشربة ملينة ليس ساما ؟ . فالزيت يحضر من بذور النبات بالعصر . ولأن مادة الريسين تذوب في الماء فلا تكون لهذا السبب في الزيت الخالي تماما من الشوائب النباتية . وبعد العصر يظل سم الريسين في الثفل ليذوب منه في الماء بعد ذلك ليحضر الريسين وتجري عملية تبخير المحلول تماما بطريقة خاصة . فيبقي السم كمسحوق أبيض . وزيت الخروع يستخدم في تحضير المتفجرات وزيوت التشحيم للطائرات وكان يستخدم في تحضير الصابون وأحبار الطباعة والورنيش والبويات الزيتية . ويستعمل حاليا طبيا كشربة للإمساك. وهناك أنواع من نبات الخروع تزرع من أجل الزيت العلاج بالريسين هناك عدة محاولات بحثية للعلاج بمادة الريسين السامة ولاسيما في مجال التقنية الحيوية والهندسة الوراثية. ولاسيما لخاصيته في إثباط إنتاج البروتينات بالخلايا الحية مما جعل العلماء يحاولون استخدامه في علاج السرطان باستخدام (deglycosylated) سم الريسين A chain(RTA) لتتحد مع الأجسام المضادة أو عوامل النمو growth factors مما يجعل إستهداف الخلايا الخاصة(كالخلايا السرطانية ) بالريسين ممكنا .فلقد وجد أنه مؤثر وآمن كعلاج معاون عندما يوصف للمرضي في حالة زراعة نخاع العظام (خلايا بيتا) مما يزيد معدل الحياة بشكل ملحوظ .وهذه التجارب نجحت مع حيوانات بالمعمل ولم تجر علي الإنسان بعد . وهناك محاولات طبية للتأكد من أن الريسين يمكن إستعماله لإثباط نمو الخلايا الصغيرة لسرطان الرئة . وهناك أيضا دلائل علي أنه يقوي التأثير الخلوي السام ل . TNF-alpha وتعتبر هذه المحاولات والتجارب المعملية واعدة في المستقبل . لكن في حالة زراع النخاع العظمي في المعمل نجد أن سموم RTA- immunotoxins قد استخدمت بنجاح في التجارب المعملية لإتلاف وتدمير الخلايا الليمفاوية التائية (T lymphocytes) بالنخاع العظمي أخذت من متبرعين غير متوافقين مما جعله لايرفضه رغم عدم التوافق بسبب RTA-immunotoxin الذي يخفف هذه الحالة الرافضة . حتي في حالة أخذ نخاع عظمي ذاتي من نخاع سليم(anti-T cell immunotoxins) من المريض نفسه لإتلاف خلايا T السرطانية كما في اللوكيميا التائية والورم الليمفاوي. وفي الأحياء وجد أن علاج الأورام المتصلبة قد يظهر مشاكل عديدة لقلة تشغيل السم المناعي(immunotoxin (IT)) في كتلة الورم لقلته أو أن أنتيجينات تستبعده أو يتكسر أو يزال بسرعة أو أن الجرعة تسبب تأثيرا جانبيا. وأكثر هذه المشاكل ظهورا لدي الذين يعالجون بسموم الريسين المناعية ricin-immunotoxins ظهور حالة نزيف الأوعية "vascular leak syndrome" حيث تتسرب السوائل من الأوعية الدموية و حيث تتولد زيادة في الوزن وإديما(رشح ) بالرئة وإنخفاض الزلال albumin بالدم . لكن رغم هذا فالأبحاث مستمرة لعلاج السرطان والإيدز من خلال إستغلال تقنية الاتحاد الدنوي recombinant DNA . وأخيرا .. دخول الريسين بعد عودته ليكون سلاحا بيلوجيا بايدي الضعفاء يقوي عزيمتهم. ويجعل المعارك الأخطبوطية تدور خفية وبلا صخب في أي مكان وزمان . لتهدد الدول الكبري وتؤرق أمنها وتلاحق مواطنيها . وهذا ماهو متوقع فيما يقال بالحملة الدولية ضد الإرهاب . .
الملوثات المجهولة ..هم بلا حدود
قال تعالي : وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون .).
علي وعلي أعدائي . هذا أصدق وصف للعبثية البيئية السائدة فوق كوكبنا حيث تصيب الإنسان والحيوان والنبات في صمت . حتي أصبحنا لانعرف مصيرنا ومصيره الآن . لأننا نعيش معا تحت خطر الملوثات المجهولة ويصعب علينا التخلص من أدرانها . فلقد خلق الله عالمنا متوازنا بيئيا ولم يبق فيه سوي الأصلح . لكن الإنسان بعشوائيته قد أفسد بيئة الأحياء . فقضي عليها ومنها الصالح والطالح . وجار علي مواطنهم وهم شركاء له في كوكبنا ولهم حق الحياة .إلا أنه جعلهم سجناء به لاحول لهم ولاقوة . وقد إفتقدوا الأمن والأمان البيئي . فلقد بات التلوث وقد أمعن في الصحراء والفيافي والقفار والغابات والبحار والمحيطات والجو المحيط بالأرض سمة سائدة ومنظومة بيئية مهترية لاتعرف الحدود ولا السدود حتي أصبحت تهدد النسل والحرث بعدما عم الفساد البيئي الكرة الأرضية ولا راد له . لأننا نحن البشر مهما أوتينا من قوة أو مال لن نقوي علي جمحه أو درأ أخطاره . ولم يبق لنا سوي الصراخ والمؤتمرات نصيح فيها : إنقذوا الأرض . ولاسميع لنا أو مجيبا علينا . فهذا الإفساد البيئي ما ظهر منه وما بطن سنورثه كرها للأجيال من بعدنا لنودي بها للتهلكة البيئية التي ستظل شبحا يؤرقها . لأن هذه الملوثات التي تصيب الأرض سيمتد مفعولها لعقود أو قرون وقد تغلغلت في المأكل والمشرب والتربة والمياه والهواء بعدما ألقينا بكل مظاهر الحياة في التهلكة البيئية لنصلي بجحيمها جيلا بعد جيل .لأن إسرافنا في ظهور هذه الملوثات ليس له حد لايتخطاه أو مدي يقف عنده حتب أصبح يهدد الموروث الحضاري والجيني لكل الكائنات . وقد أحدثت الملوثات خلال القرن الماضي ما لم يحدث منذ ملايين السنين منذ أن ظهرت الحياة فوق الأرض حتي الفضاء الخارجي انتهكناه و لوثناه بعدما كان عذريا طهورا . ولن نرجع الطبيعة لسيرتها الأولي من الطهر البيئي والعذرية البيئية سواء في الغابات أو البحار والمحيطات أو حتي في السلالات البشرية أو الحيوانية أو النباتية . ولن نعيد للطبيعة طهارتها ونقاوتها. وقد اخترت الملوثات المجهولة لنلقي الضوء عليها لنكون علي بينة من أمرها وأمرنا ولاسيما وأن البشر يتصايحون للعودة للطبية بعد فوات الأوان ولكن هذه الصيحات تبدد سدي ولا مجيب لها في محيط التلوث العالمي الصاخب . ويمثل البحر الأبيض المتوسط 1%من مساحات المحيطات فوق الأرض .إلا أنه يضخ به 50%من كمية التلوث البحري العالمي وملوثاته أشد خطرا علي كائناته وعلي الإنسان نفسه . ولقد وجد أن السفن والقوارب التي تجوب بحار العالم تدهن بدهانات فيها مادة (تراي بيوتيل تي ((TBT) . ووجد أن هذه المادة تقتل الأطوم البحري وبلح البحر وتغير العضو الجنسي في حلزونيات الكلب الكبيرة (كائن بحري). ووجد أن المبيدات الحشرية التي تصبها الأنهار والمصارف في البحار والبحيرات لها تأثيرها السيء علي الكائنات الحية . ففي منابع أعالي نهر النيل وجد أن هذه المبيدات بمياه الصرف في البحيرات العظمي قد قتلت الأسماك بها وقتلت الطيور التي تعيش علي هذه الأسماك . وفي مياه بحر البلطيق قتلت عجول البحر (الفقمة) و في خور مياه خليج (سانت لورانس) قتلت الحيتان وكلاب البحر وطائر صقر شاهين وهذا سببه رسوبيات المبيدات الحشرية في مياهه . وقد تسببت هذه المياه الملوثة في ظهور عيوب خلقية في الأجنة والموت أحيانا وضمور بالأعضاء التناسلية والعقم . ونجد أن الكلورين ومشتقاته العضوية التي تدخل في صناعة البلاستيك والمبيدات الحشرية وغيرها من الكيماويات التي تدخل في الصناعة.و يسبب معظمها السرطانات و خفض معدل إفرازالحيوانات المنوية وسرطانات الرحم وتشويه الأجنة ونقص المناعة . وكانت أسرة أمريكية تعاني من أمراض البرد التي أخذت تظهر عليها باستمرار .وظلت تعاني من هذه الحالة المرضية لعدة شهور . وظنت الأم أن ثمة فيروسا يعاودهم بعدما أصيبت به قطتها وماتت. .إلا أنها لاحظت أن جدران بيتها ملطخة باللون الأصفر . وكان هذا التلطيخ قد ظهر بعد رش البيت بالمبيدات بواسطة إحدي شركات مكافحة الحشرات المنزلية . ونفس الشيء ظهر بالكنيسة المجاورة والتي قامت نفس الشركة برشها من قبل . وكل هذه المظاهرالغير عادية أو مألوفة التي تعاقبت سواء موت القطة ومرض العائلة وتلطيخ جدران البيت والكنيسة . كل هذا أوحي للأم بأن شيئا ما يحدث حولها .فطلبت المسئولين عن البيئة . وأخذوا عينات وفحصوها معمليا . وبعد ثلاثة أيام أبلغوها بالنتيجة وطلبوا منهم مغادرة البيت فورا مع ترك كل شيء كما هو ولايمس شيء بالبيت حتي الملابس يتركونها . فلقد بينت الأبحاث بأن البيت ملوث بمادة المثيل باراثيون السامة جدا والمبيدة القوية للحشرات ومحرم استخدامها دوليا ما عدا في أمريكا لإبادة دودة القطن (وللعلم هذه المادت تستخدم في مصر لهذا الغرض). وهذا المبيد لم تصرح به السلطات ليستعمل كمبيد للحشرات المنزلية أو في البيوت تحت أي ظرف .وكانت الشركة قد رشت مئات المنازل بهذا المبيد .فتم إحصاؤها و إخلاؤها فورا ولايعرف حتي الآن تأثيرهذه المادة علي صحتهم علي المدي الطويل . حقيقة هذا الحادث مروع إلا أن استخدام المبيدات الحشرية المنزلية شائع في كل أنحاء العالم . وتناهال آلاف البلاغل\ات والتقرير حول حوادثها المروعة علي السلطات سنويا . فلقد سجلت في ولاية فلوريدا الأمريكية وحدها مئات الحالات الملرضية والتسممية والوفيات من هذه المبيدات حسب إحصائية وكالة البيئة الأمريكية . لكن ماهي الاحتياطات والتحذيرات التي يجب معرفتها نتيجة لطول استخدام هذه المبيدات ولاسيما وأنها تلوث الأطعمة ومياه الشرب والتربة والبيئة بصفة عامة التي نعيش بها ؟. وحسب تقرير قسم المبيدات والمواد السامة بوكالة البيئة الأمريكية .. نجد أن 15مليون كيلوجرام من هذه لمبيدات الحشرية والحشائشية تستخدم سنويا في زراعة المحاصيل ورش البيوت والمدارس والحدائق العامة والخاصة والمكاتب وغيرها .وهناك سموم الفئران التي نضعها في بيوتنا وحدائقنا علاوة علي المواد القاتلة للبكتريا والمبيضة والمطهرة لمياه أحواض السباحة . لهذا فنحن معرضون فعلا لمواد كيماية قاتلة وشديدة الخطورة علي الصحة العامة أكثر مما نتصور. وتعرضنا لها جعلنا أكثر عرضة للسرطانات والربو وتشوه الأجنة والمشاكل الإنجابية وتلف الأجهزة العصبية والمناعية . ومن خلال نسب الوفيات وأسبابها نجد أن 2%منها بسبب السرطان و56%منها بسبب سوء التغذية وعدم القيام بمجهود والتدخين . وقدتصرفنا هذه الإحصائيات الطبية عن الإلتفات لتأثير المبيدات علي ظهور حالات السرطان والعوامل المميتة الأخرى . لكن الأبحاث أظهرت أن المبيدات قد تكون أكثر إتلافا في أجسامنا وأكثر مما نتصوره. فالآن غلماء البيئة عيونهم علي الكيماويات التي يطلق عليها متلفات الغدد الصماء ، فلقد بينت الأبحاث أنهذه الكيماويات تتدخل في آلية إفراز الهورمونات .لأن مفعولها طويل الأمد . مما أظهرمشاكل إنجابية وإخصابية أثرت علي الأحياء والحياة البرية . وهذا الخلل الهورموني يولد معدلات أعلي من سرطان الثدي وقلة الحيوانات المنوية . كما بؤثر علي ذكاء الأطفال وتغيير سلوكهم . لهذا وضعت وكالة البيئة الأمريكية علي قائمة أولوياتها هذه الآثار علي الغدد الصماء التي تفرز الهورمونات . وفي الولايات المتحدة الأمريكية نجد السدود تعترض مجاري الأنهار وتحتجز المياه العذبة خلفها. مما جعل هذه الأنهار بحيرات مغلقة تتعرض للتلوث العضوي بالمبيدات .وتتركز بها السموم مما جعلها تهدد الحياة وا لأعشاب المائية . وهذا مادفع السلطات تطلق مياه فيضاناتها سنويا للتخلص من هذا التلوث الذي ينتقل لمياه الري والشرب لتضر الإنسان والحيوان والنبات ورغم كل هذا .. لايوجد لدينا معلومات كافية عن أضرار هذه المبيدات وتأثيرها علي الإنسان . لكن الخبراء ينصحون بعد التعرض لها . لأنه لايوجد مبيدات آمنة . مما جعل وكالة البيئة الأمريكية تشدد علي مراجعة الدراسات التي قدمتها الشركات المنتجة للمبدات . وتقوم بإجراء تجارب بيئية قبل السماح بتداولها بعد التأكد بأن كل مبيد ليس له آثار أو أضرار بيئية ضارة . كما وضعت ضوابط مشددة وصارمة علي شركات الرش حتي لاتستخدم مبيدات محرمة . ومن المعروف أن كل أنواع المبيدات لاتبقي في المكان الذي ترش به . فلقد تتسرب من خلال تعلقها بالأحذية إلي السجاد وداخل البيوت من الحدائق العامة والجشائش . وتظل رواسبها لمدة عام بالبيت أو المكان. . وفي حالة رش الحقول والمزروعات نجد أن 50 –70% من كمياتها تذروها الرياح متخطية المحاصيل المستهدفة لتحط فوق محاصيل أخرى أو فوق التربة ومياه الشرب والبيوت وهذا مايطلق عليه نظرية زحزحة المبيدات. حقيقة الدول المنتجة تصدر سنويا آلاف الأطنان من المبيدات المحرمة بها إلا أنها تستوردها ثانية في شكل محاصيل واطعمة ملوثة بها رغم مايضاف عليها من مواد مخففة وغير فعالة كما يقال . ومن بينها مواد أكثر خطورة من المبيد ذاته . وهناك طرق تجعلنا نتعرض لهذه المبيدات . من بينها إستنشاقها أو ملامستها للجلد أو نتيجة وجودها بالجو أو الماء أو الطعام . وتتراكم في أجسامنا وأنسجتنا الدهنية لسنوات بل لعقود من حياتنا . وقد لايظهر آثارها ظاهريا أو سريعا . فمبيدالددت الشهير والذي حرم استخدامه دوليا منذ عام 1972مازال في الأسماك البحرية ومازال يدر في ألبان الأمهات الرضع حتي الآن . والأطفال أكثر عرضة للمواد السامة لأنهم يستهلكون كميات كبيرة من الطعام لنموأجسامهم وللقيام بأنشطتهم . وهذه النسبة مقدرة بالنسبة لضآلة أجسامهم مقارنة بأجسام الكبار . ولم تكن وكالة حماية البيئة الأمريكية تضعهم في الحسبان عندما قدرت رواسب المبيدات الحشرية والحشائشية التي يتحملها الإنسان بجسمه والتي تعتبر معدلات آمنة لها . والأطفال معرضون للمبيدات بشتي الطرق ولاسيما في أطعمتهم التي يتناولونها .فلقد أكتشفت علاقة وثيقة بين هذه المبيداتولاسيما مبيدات (دايكلوروفوسفور)التي تسبب لهم ظهور سرطانات الدم (اللوكيميا). وهذ المبيدات يستنشقونها في شرائط طرد الذباب ولبعوض التي تنفث أبخرتها بالجو وتوضع بالمنازل والمكاتب وحجرات النوم . كما وجدت علاقة وثيقة بين سرطان الخصية والمبيدات التي ترش . وهذه الملوثات المجهولة تصيب الأطفال الأبرياء في كل مراحل نموهم . وبعض المبيدات الحشرية المنزلية ومبيدات القمل التي تباع كأدوية بالصيدليات نجدها تحتوي علي مواد من نفس مجموعة غاز الأعصاب (سيرين) الذي يستخدم في الحرب الكيماوية ومحظور استخدامها دوليا . ومن بين هذه المبيدات سائل الملاثيون والديازينون والمثيل باراثيون ز ويطلق علي هذه المجموعة مبيدات الفوسفات العضوية . وهي تتدخل في عمل إنزيم (كولينستراز ) الذي يدير عمل الجهاز العصبي في أجسام الإنسان والحيوان والجشرات . إلا أن هذه الفوسفات العضوية تستخدم بكميات أقل مما في غاز الأعصاب . لهذا لايظهر تأثيرها بسرعة إلا أنه لايعرف تأثيرها علي المدي الطويل . والآن يعرف 21 ألف نوع من المبيدات الحشرية ومعظمها لم يقيم صحيا وبيئيا . وبقي سؤال ملح وهو كيف نقلل التعرض لأخطار هذه المبيدات ؟. هناك عدة نصائح وقائبة من بينها أكل الفاكهة والخضروات في مواسمها وتغسل جيدا في مياه جارية بالنقيع مدة كافية ولاتغسل بالمنظفات الصناعية . ثم تقشر ولاسيما الثمار التي لها قشرة ثم تغسل جيدا بالماء أو تنقع فيه . لأن بعض الثمار مغطاة بطبقة شمعية للتصدير وقد يكون بها مواد مضادة للفطريات لحفظها طويلا من التلف أو العفن . وليس الهدف كما يبدو لأول وهلة تلميعها . وفي اللحوم والأسماك نتجنب الدهون بها . لأن المبيدات تذوب بهذه الدهون وتظل طويلا . وأهم من هذا كله سؤال الجيران متي سيرشون بيوتهم أو حديقتهم أو زراعاتهم ليبعدوا الأطفال في مكان بعيد آمن .كما وجد أن أشجار التفاح ترش عادة بمادة الدامينوزيد التي تذوب فب بشرة التفاحة لتتخلخلها لقلبها عبر القشرة ولايمكن إزالتها منها حتي بالغسيل أو التقشير . وهذه المادة مسرطنة . لهذا أيضا .. نجد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالسرطن . لأنهم يدمنون شرب عصير التفاح . التلوث الكيماوي وعلي صعيد آخر .. أرسلت إحدي السيدات من ولاية فيرجينيا الأمريكية عينات مياه الشرب أخذتها من حنفية ببيتها . وأرسلت العينات إلي إحدي المعامل الكبري . وجاءتها نتبجة التحليل وكلنت نتيجة مزعجة . فلقد وجدت أن نسبة الرصاص ضعف النسبة المسموح بها عالميا . وعرفت أن الرصاص يتلف خلايا النخ والكبد . لأنه من المعادن الثقيلة التي تتراكم بالجسم ولا يسهل عليه التخلص منها بسهولة او سرعة. إلا أنهاعرفت سبب تلوث المياه بمعدن الرصاص . وهو أن مواسير المياه ببيتها من هذا المعدن . ولاتقوي علي تكاليف تغييرها. وفي أمريكا ينفق سنويا 2,1مليار دولار علي زجاجات المياه المعدنية و450 مليون دولار علي شراء أجهزة لمعالجة المياه بالمنازل ولاسيما مياه الشرب والطبخ . لأن مياه الشرب الأمريكية غير آمنة صحيا لوجود ملوثات لايمكن قياس معدلاتها أو التعرف عليها معمليا . وبعض هذه المياه بعد شربها تسبب الكوليراأومرض شلل الأطفال أوالدوسنتاريا وغيرها من الأمراض المعدية ولاسيما في مياه الشرب بالدول لنامية .لأن مياه الشرب لاتعالج جيدا . وبها ملوثات يصعب التخلص منها أو تحاشيها بالطرق التقليدية كالترويق والترشيح بالرمل والحصي وإضافة غاز الكلور لها لقتل البكتريا والتعقيم . وهذه الأساليب لاتكفي للتخلص من الملوثات الكيماوية ومفايات المصانع والمبيدات والأسمدة العضوية التي تصرف فيها . وقد تطول هذه الملوثات الآبار الجوفية . وهذه الملوثات الخفية التي لاتري بالعين المجردة في مياه الشرب الشفافة والمعقمة تسبب خطرا علي صحة الإنسان والحيوان . كما تلوث النباتات التي تروي بها . فتسبب خللا في هورمونات أجسامنا مما يصيبنا بالسرطان والفشل الكلوي أو الكبدي . وهذه الملوثات قد تصيبنا بالتخلف العقلي . وقد منع عالميا استخدام أنابيب الرصاص في توصيل مياه الشرب . لأن أي نسبة منه تصيب المخ بالتلف . كما يمنع وضع مياه الشرب في أوعية ألومنيوم . لأن هذا المعدن مؤخرا وضع في قفص الاتهام بتهمة انه يصيب الإنسان بمرض الزاهيمر (الخرف). وفي أمريكا وبعض الدول منع استخدام معدن الألومنيوم في صناعة أوعية الطبخ أو الشرب . ودخل غاز الكلور ومشتقه الكلورامين دائرة التلوث الكيماوي . وهما أكثر المواد إستعمالا لتعقيم مياه الشرب ومياه حمامات السباحة . وقد نشرت مجلة الطب البيئي والوظيفي تحذيرا من مركب كيماوي ( الميثان ثلاثي الهالوجينات ) يتكون في مياه أحواض السباحة نتيجة استعمال غاز الكلور بنسبة أكبر مما في مياه الحنفيات التي تستخدم للشرب تسبب مشاكل صحية للحوامل كالإجهاض وولادة أجنة مشوهة أو ميتة. وه9ذه الكمية وجد أنها تختلف حسبب درجة حرارة المياه وأعداد الذين يعومون بهذه الأحواض. ووجد أن ميثيل ثلاثي الهالوجينات يتكون عندما يتفاعل الكلور مع المواد العضوية العالقة بالمياه ومع الشعر أو الجلد. كما أنه حسب فهمي يتكون في خزانات المياه بالعمارات ولاسيما التي تنمو بها العوالق العضوية . وللإقلال من هذه الظاهرة كما يقول الباحثون علي الذين يستحمون بهذ الأحواض بأن ينظفوا أجسامهم قبل النزول في المياه . كما يمكن ترشيحها أولا بأول من هذه المواد العضوية لتخفيض مستواها بهذه المياه . فالكلور(الكلورين) أيسر المطهرات للمياه لأنه يقتل البكتريا الضارة بها . وهو عامل مؤكسد وعند تفاعله ينتج الكلوروفورم علاوة علي ميثيل ثلاثي الهالوجينات . وهذه المواد وجد أن لها صلة بالربو والسرطان وأمراض الجلد وغيرها من المشاكل الصحية . ويدخل الكلورالجسم عن طريق شمه أثناء الإستحمام أو شرب الماء امعالج به أو عن طريق الجلد لأنه يتسرب من الماء . ماهو الديوكسين ؟ وفي ملف الملوثات المجهولة نجد مادة الديوكسينات(Dioxins)وهي من أكثر السموم الكيماوية التي عرفها الإنسان حيث تؤثر علي الصحة العامة وبعنف . لأنها تسبب السرطان وتؤثر علي الجهاز التناسلي لدي الجنسين وتتلف جهاز المناعة وتتدخل مع الهورمونات عندما يتعرض لها الجسم . وكلمة ديوكسينات معناها مئات الكيماويات الطليقة بالبيئة وأخطرها مادة (تي سي دي دي) ( TCDD)(تيتراكلورو بنزو- ب- ديوكسين. وهذه الديوكسينات تنج نتيجة كمادة ثانوية في عدة صناعات كيماوية عضوية ولاسيما في صناعة مركبات الكلورين والمبيدات الحشرية . وفي حالة تبيض الورق بالكلور . وتتكون أيضا من إحتراق المركبات الكيماوية الهيدروكربونية والنفايات التي بها كلورين وفي إنتاج البولي فينيل كلوريد والبلاستيك . ووجد هذا المركب الكيماوي له تأثيره خلال نصف قرن علي الإنسان بالإقلال من إفراز الحيوانات المنوية وظهور سرطان الخصية والبروستاتا مما ضاعف وقوعه .كما يسبب إلتهابات في البطانة الداخلية لرحم المرأة . وهذه الظاهرة النسائية تصيب 5 مليون سيدة في أمريكا وحدها. كما تزيد معدل الإصابة لديهن بسرطان الثدي. لهذا نجد أن خطورة الديوكسينات في المرتبة التالية لخطورة النفايات المشعة. وأكبر مصدر نتعرض منه لهذه المادة السامة هو الطعام . لأنها تذوب في الدهون . لهذا توجد في اللحوم ومنتجات الألبان ولحوم الدواجن والأسماك والبيض . كما توجد بالهواء لتتسرب منه بالتربة ونادرا ما توجد بالمياه .لكنها تلوث الملابس ولعب الطفال . وهذه المادة تبقي لمدة طويلة ولها قدرة علي التراكم بالأنسجة الحية للإنسان والحيوان لتبقي فيها من المهد إلي اللحد . وأهم وسيلة للوقاية من هذه الديوكسينات التوعية بأخطارها والإقلال من إنبعاثها بالبيئة . ولاسبما لايوجد معدل آمن للتلوث بها مما يجعلها تهدد الأحياء بصفة عامة . لأن التعرض ولو لكمية ضئيلة منها تسبب السرطان رغم أن معدله يزيد نتيجة حرائق القش والغابات ومخلفات البلاستيك ولاسيما المواد التي بها بقايا المبيدات الحشرية والحشائشية والآفاتية . وفي مدينة (جاكسونفيل ) بولاية أركانسو الأمريكية وجد أن السكان كانوا يعانون من المشاكل الصحية ولاسيما السيدات الحوامل كن يتعرضن للإجهاض حيث كانت مادة زيتية تسيل من الأشجار وتذروها الرياح . فظهرت حالات أورام بالمخ وسرطان الرئة والثدي والفشل الكلوي وزيادة تشوهات الأجنة ولاسيما في العمود الفري . كل هذا عقب إغلاق مصنع كيماوي كان يصنع الغاز البرتقالي الذي كان يستعمله الأمريكان في حرب فيتنام . فخزنت مواده ونفاياته في التربة وتسربت منها مادة الديوكسين لمياه الشرب والإستحمام . ولقد قامت زوبعة إعلامية مؤخرا حول مادة (الإكريلاميد) من خلال مانشر من تحذيرات عالمية حول هذه المادة نسبت لجهات علمية سويدية. واجتمع بعدها خبراء هيئة الصحة العالمية ولم يدلوا برأي قاطع لكنهم طلبوا مزيدا من التوضيحات .وهذه المادة الكيماوية تستخدم أصلا لأغراض صناعية ومعروف أنها مسرطنة. وكان يحذر العمال للوقاية منها لأنها تمتص من الجلد والمعدة وبالإستنشاق . لكن الجديد هو ظهورها في الطعام وهذا ما أثار زوبعة عالمية مؤخرا. وانتابنا الهلع عندما ما قيل بأن مادة الأكريلاميد تظهر في أطعمتنا نتيجة التحمير للبطاطس والمحمرات والمقرمشات في درجات عالية. وتوهمنا أنها مادة طبيعية موجودة فيها .ولاحقنا الإعلام مؤكدا خبراؤناهذا الخبر.واجتهد منهم من إجتهد عن غير ذي علم. وقيل أن هذه المادة تتركز في الخضروات والحبوب التي بها نسبة عالية من النشويات. فتتحول بالحرارة لمادة الأكريلاميد المسرطنة والمدمرة لجهازنا العصبي ولها تأثيرها علي المورثات والأجنة . وقالت إحداهن (مش لازم ناكل بطاطس).ولولا الحياء لقالت (كلوا جاتوه وانسوا اللي تحبوه). وأصبحت مطاعم البيتزا والبطاطس العالمية في أقفاص الاتهام فجأة ومهددة بالإفلاس ورفعت عليها قضايا تعويضية . وأخذت تدافع عن نفسها ولاتعرف سببا لهذا كله في أعقاب التقرير السويدي الذي حذر العالم من هذه الأطعمة.وتطرقت الحملة إلي تأكيد وجود هذه المادة في الخضروات والفاكهة ومياه الشرب. لكن العلماء أفاضوا في إجتهاداتهم الشخصية. فجعلوا هذه المادة(كعفريت الست) يطلع لنا في كل مانتناو له ونشربه.حتي رغيف الخبزلم يعتقوه. ولم يبق لنا سوي العدس والفول .لأنهما سليق في سليق وهما سلعتا الصمود في كل أوان. ومالفت نظري أيضا أن هذه المادة الكيماوية العضوية قيل أنها في المياه. وهذه المادة غير طبيعية وتصنع في المعامل فقط . وهذا ما جعلني أفكر في أن هذه المادة الكيماوية لابد وانها ملوثات صناعية . وقد إطلعت علي التقارير العلمية حولها بالتفصيل حتي يقال أنها موجودة في أي كائن حي سواء أكان نباتا أو حيوانا فلم أجدها . ووجدتها ببساطة مادة بيضاء صلبة تذوب في المياه ويصنع منها البلاستك وغراء لحام مواسير المياه والمجاري وخزانات المياه . وتدخل المادة الأم (بولي أكريلامايد) في تنقية مياه الشرب و الصرف والمجاري. لأنها مادة غروية تخلصها من الشوائب العالقة. ويذوب جزء فيها وقد تتسرب للتربة والمياه الجوفية . ومعظمها تتلفه البكتريا لأنها تتغذي عليها . وتنقية مياه الشرب أو الصرف لدينا تتم بالطرق التقليدية بدون البولي أكريلاميد . وتبدأ بالشبة والترسيب ثم تمرير المياه فوق طبقات من الرمل والحصي ثم يمر عليها غاز الكلور لتطهيرها من البكتريا. كذلك مياه المجاري تمر علي مصاطب لترسيب الفضلات فوقها وتروي بها المزروعات حول مصاباتها.فطريقة معالجة مياه الشرب والمجاري لدينا لاتتم بالطرق الكيماوية الحديثة . وهذه المياه الملوثة بالمادة تنمو عليها المحاصيل في بلدان شتي . وهذه المحاصيل تصنع منها أعلاف البهائم وأكل الطيور. وكلها تحتوي علي هذه المادة الأم التي تتحول بالحرارة العالية إلي مادة الأكريلاميد الضارة. فهذه المادة قد تكون في محاصيل السويد. لأن هناك لايوجد أمطار ولاأنهار حيث يروي الزرع من الآبار التي قد تتسرب إليها هذه المادة أو من مياه الثلوج الملوثة بدخان المصانع الكيمياوية أو المبيدات الحشرية . وأبسط طريقة لتناول البطاطس المتهم الأوال.. هي سلقها بالمياه المغلية لمدة 10 دقائق ثم تقشيرها وتقطيعها للتحمير . لأن هذه المادة تذوب فيها . والكلي أصلا بالجسم تتخلص من نصف الكمية الموجودة عن طريق البول . وطريقة سلق الخضروات وقاية ليس للتخلص من هذه المادة فقط . ولكن للتخلص من المبيدات الحشرية التي تظل بها .وهي أيضا تذوب في الماء الساخن.والسلق لايفسد طعمها . كما أن كل الخضروات المجمدة مسلوقة أصلا. فالإنسان بتهافته العلمي ونهمه المتلاحق هالك لنفسه لا محالة له ولغيره التلوث الحيوي وفي المياه السطحية توجد أكياس الجيارديا والكريبتوسورديامات والتوكسا بلازمات . وهذه الأكياس تجد طريقها للطيور والحيوانات . كما تجد طريقها لنا من مياه الشرب . وهذه الأكياس لها غلاف يقاوم تأثير الكلور . والعدوي بها قط تكون قاتلة للأطفال وغيرهم من البالغين والشيوخ الذين لديهم نقص في المناعة . وأهم أعراضها الرعشة والإسهال الشديد وتقلصات وآلام في البطن . وللتخلص من هذه الأكياس بالغلي للمياه أو ترشيحها بالفلاتر المنزلية . كما يمكنها إصابتنا بالأميبا التي تسبب الدوسنتاريا . وقد تصيب الجسم عبر الجلد عند الإستحمام في ماء ملوث بها لتدخل مجري الدم وتستقر بالأمعاء والمثانة . والترشيح بمصاطب الرمل وتعقيم المياه يمكنه الإقلال من الإصابة بأمراض التيفويد والكوليرا والإلتهاب الكبدي . لكن مع كل أسف خمس سكان العالم ليس لديهم القدرة علي تنظيف مياه الشرب . التلوث الكهربائي لاشك أن الموجات الكهرومغناطيسية لانحس بها ولانراها عندما تنبعث من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وأسلاك توصيل الكهرباء ولاسيما خطوط الضغط العالي والمحولات الكهربائية . ووجد أن من أسباب تفشي سرطان الدم ولاسيما عند الأطفال تعرضهم بكثرة لهذه الموجات ولاسيما الأطفال الذين يسكنون تحت خطوط الضغط العالي أو قرب المحولات الكهربائية . لأن أي كمية من هذه الموجات حتي ولو صدرت من أجهزة تدار بالكهرباء كالسيشوار أو ماكينة حلاقة أو التليفون او المحمول أو السخانات أو الأفران . ففي مجال هذه الموجات المتولدة تحدث تلوثا كهروماغنطيسيا له تأثيره المباشر علي كيمياء الجسم.
المهلكون والهالكون .. فيعصر الإنقراض الحديث ..!!
قال تعالي : ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين.). إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.هكذا قال رسولنا العظيم .لأن الإنسان هالك لامحالة ضمن مايقال بعصر الإنقراض الحديث وإن طال به الزمن . و هذا الفناء البشري لو تم .فهذا معناه أن الأرض ستفقد عقلاءها بالبلايين ، لأن الإنسان لايقاوم العطش كالجمال والصباريات ولايقاوم البرد والصقيع كما تقاومه أشجار الصنوبريات والدببة في القطب الشمالي وطيور البطريق بالقطب الجنوبي أو الأسماك بالبحار هناك .ففي القطب الجنوبي تعيش سمكة الثلج الشفافة وهي بلا لون . لأن دمها خال من الهيموجلوبين الأحمر أو أي أصباغ أخرى . ولاتتجمدلأن دمها يحتوي علي نوع خاص من البروتين الغير قابل للتجمد مما يمنع تكوين بللورات ثلجية بجسمها . ولن يقاوم الإنسان شدة الحرارة كما تقاومها البكتريا والنباتات التي تعيش حول فوهات الينابيع الساخنة بقيعان المحيطات . فالبشر سجناء أرضهم وقد حكموا فيها علي أنفسهم وعلي غيرهم من الأحياء بالهلاك البيئي والإنقراض الجماعي . فلقد كان الإنسان في هذا ظلوما جهولا . فقد حباه الله بالعقل المفكر والمبدع دون سائر خلقه ليميز به الصالح فيتبعه ويعرف الطالح فيجتنبه .إلا أنه جعل من حياته جحيما ، ولامفر له سوي ترك الأرض ليلوذ بكوكب أو جرم فضائي آخر ليأويه ويعصمه من ويلات الأرض. ولن يستطيع في عالمه الجديد سد رمقه أو إرتواء عطش جوفه .لأنه عندما سيغادر كوكبه كرها سيكون بمهجره الفضائي الجديد في ضيق بعد سعة وفي ضعف بعد قوة .بعدما كان سيد كوكبه . وما عليه سواء أرضي أم لم يرض إلا أن يأتلف مع بيئة أرضه الجديدة وإلا فني . وسيتجه البشر للفضاء لايلوون علي شيء بالأرض بحثا عن ملاذ آمن يضمهم. ويأوون به ولينأوا فيه بعيدا عن التلوث الذي يجتاح الأرض. وستكون رحلتهم أشبه بسفينة نوح بعد الطوفان. فسيحملون معهم حيواناتهم ماصلح منها لحياتهم وما يسخرونها في أغراضهم. بعدما تركوا الدنيا وماعليها ليكونوا من الناجين. وليأخذوا معهم مايمكن إنقاذه ولهم فيه نفع تاركين وراءهم آثارهم التي ورثوها و حضاراتهم التي صنعوها وديارهم التي خلفوها . لأنها لم تعد لهم فيها نفع أو بيع أو شراء . وكل همهم أن يبحثوا في الفضاء الرحب الفسيح عن ملاذ آمن يحفظهم ويكون لهم محمية طبيعية لهم ولحيواناتهم. حقيقة .. يعتبر الإنقراض للأحياء جزءا طبيعيا من منظومة الحياة فوق كوكبنا . فمن بين كل الأنواع التي ظهرت فوق الأرض نجد أن 99%منها قد إنقرض عبر تاريخه . لأن التطور سمة الحياة وتطور الأحياء لهذا يتم بصفة مستمرة حسب معدله الطبيعي كما بينته خلفية الإنقراض. وهذا مايحدث منذ بدء الخلق والخليقة . فبيئة الأرض أقدم شيء فوق كوكبنا قبل ظهور الإنسان والحيوان والنباتات والكائنات الحية أي في عصر ما قبل الحياة . والأحياء حاليا تمثل 1% من الأحياء التي عاشت متعاقبة فوق الأرض مما قلل من تنوعها الحيوي .وال 99% التي إنقرضت طوال العصور الزمنية الجيولوجية كان إختفاؤها بسبب الكوارث البيئية التي إجتاحت الأرض أو بسبب الأنشطة التي كان يمارسها الإنسان . لأن بعد ظهوره فوق الأرض تضاعف معدل إنقراض الأحياء 400ضعف عما كان عليه قبله. لأنه جارعلي البساط الأخضر فوق اليابسة ليوفر طعامه . فأمام الزيادة السكانية المذهلة إقتلع البشر الأشجار و قطعوا الغابات ليزرعوها قمحا وأرزا وذرة و ليسدوا رمق ملايين الجياع .. كما إجتثوا ضمن هذه المذابح الخضراء مساحات شاسعة من ملايين الأشجار العذراء التي عاصرت في حياتها الحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية كما عاصرت الرسل والأنبياء لأنها نمت منذ آلاف السنين في أمن ووداعة . فنجد الأشجار التي يطلق عليها المتحجرات قد عاشت مابين 12- 15 ألف سنة لأنها تنمو لترتفع مترا كل قرن. وهناك بكاليفورنيا أشجار صنوبر البطريق عمرها 1500سنة وتعتبر حاليا في هذا العمر في سن المراهقة بينما نجد أشجار الأرز اليابانية عمرها 5400 سنة . ولم يفقدهذا الميراث الأخضر عذريته سوي الإنسان الحديث نهبا لأرضها وطمعا في أخشابها وانتهاكا لحرماتها وقتلا لحيواناتها ليتاجر في لحومهاوعظامها وجلودها وأنياب أفيالها . فبدد تنوعها الحيوي بها. وأفقدها عذريتها مما أصبح يهدد التنوع الحيوي بها ولاسيما وأن بها كائنات حية لم تكتشف بعد وستختفي قبل أن نتعرف عليها. وقد تكون أحد سلاسل الحياة والتطور ولم نكتشفها حتي الآن . فعاشت في صمت وخفاء كما ستنقرض في صمت وخفاء بجوف الغابات المطيرة ومن بينها حيوانات ونباتات وحشرات وخلائق آخري كانت تظلل بالقبة الخضراء وتعيش تحتها . ولم يكتف الإنسان بإقتلاع الأشجار من هذه الغابات بل غير من صفاتها الوراثيةعن طريق اللجوء إلي مايسمي بأشجار الأنابيب ليعيد زراعة الغابات بعد تعريتها ولإستعادة الغطاء الأخضر في الوقت الضائع . فلقد إستنسخ علماء النباتات أشجارا من خلايا نباتية مختلفة . ثم أعيد زراعتها كفسائل أو براعم قوية تقاوم التصحر والآفات والبكتريا والطفيليات والفيروسات التي تصيب الأشجار والنباتات الغاباتية . ويعتبر الإنقراض للأحياء بالطبيعة العذراء جزءا ونشاطا طبيعيا في منظومة الحياة فوق كوكبنا . وكما أسلفت . فإن 99%من الأحياء قد اندثرت وانقرضت . لأن الإنقراض سمة الحياة وتطور الأحياء . لهذا يقع بصفة مستمرة بمعدله الطبيعي في سجل خلفية الإنقراضات التي تحدث منذ بدء الخلق والخليقة . ولو تفجرت قنابل نووية بشدة 1000 ميجاتن في حرب نووية سيسفر عنها نتيجة تكثيف الغبار والجسيمات من دخان الحرائق الهائلة التي تنشب . لدرجة يحجب الشمس مما يسبب شناء يطلق عليه الشتاء النووي وهو مؤقت وتنخفض فيه درجة الحرارة لتصل (- 40درجة مئوية ) وتستمر لمدة 80 يوما .وهذه الدرجة كافية لتجميد النباتات التي لن يعيش معظمها . ولايعرف مصير الإنسان وقتها . ولو ضربت المذنبات أو الأجسام الفضائية الأرض وارتطمت بسطحها .فثمة شتاء نوويا سوف يظهر ويجتاح الأرض وبشدة نتيجة تصاعد السحب الترابية الكثيفة التي ستعبق الجو المحيط وتحجب الشمس . ليصبح معدل الإنقراض 40 ضعف المعدل العادي للإنقراض بالأرض طوال حياتها . وسيصبح مع كل أسف معدل الإنقراض الحالي 400ضعف معدل الإنقراض العادي نتيجة الأنشطة البشرية المدمرة للبيئة . . ولاشك أن التنوع الحيوي له أهميته . فلقد أمكن التعرف علي 1,75مليون نوع من الأحياء ومعظمها كائنات دقيقة كالحشرات رغم أن العلماء يحدسون بوجود 13مليون نوع . وهذه الأنواع تختفي بمعدل 50 –100مرة المعدل الطبيعي. فربع الثدييات و15 % من الطيور انقرضت أو في طريقها للإنقراض نتيجة التدهور البيئي أو الإفراط في الصيد . ومن خلال نظرتنا لسجل الأحياء نجد أن 20% من أنواع الطيور قد إنقرضت خلال الألف سنة الماضية ومعظمها تم بعدما حط الإنسان بالجزر . وبين عامي 1940- 1984 إنخفضت معدلات هجرة الطيور المغردة للنصف بشرق أمريكا كما اندثرت خلالهما أنواع كثيرة من الطيور المحلية . وفي الآونة الأخيرة إنقرض 20%من أسماك المياه العذبة بالعالم . وخلال العقد الأخير من القرن الماضي إنقرض 4-5%من النباتات في أمريكا وحدها . وفي ألمانيا إختفي 34% من اللافقاريات . واندثر خلال الستين عاما الماضية من أوروبا أكثر من 50% من الفطريات . وهذه الإنقراضات الجماعية الحديثة سببها تدمير الإنسان لبيئته وبيئات هذه الكائنات الحية. وخلال النصف قرن الماضي قضي الصيادون علي حوالي مليون حوت بإتباعهم الأساليب الحديثة في الصيد لدرجة أن الحيتان الكبيرة قد إختفت تماما من محيطات نصف الكرة الشمالي . ولم يبق منها سوي 200 ألف حوت في محيطات نصف الكرة الجنوبي مما جعل الحوت الأزرق أكبر الأحياء جسما فوق الأرض من الندرة لدرجة لايجد له رفيقة تؤنسه. وكان عدده قبل عصر المذابح الجماعية حوالي 200ألف حوت في الثلاثينات لم يبق منها سوي 60 حوتا فقط حسب الإحصائيات. وكان وقتها عدد حيتان العالم بشتي أنواعها حوالي مليونين ونصف إنخفضت اعدادها حاليا 50% منها رغم الإعلان العالمي بمنع صيد الحيتان والدولفينات لإعطائها فرصة للتكاثر ومنع إنقراضها. كما أن هذه الحيتان الزرقاء تعاني المجاعة . نتيجة قلة توالد القشريات الصغيرة ( كالكريل) التي تعيش عليها .وقلتها كان بسبب الإحتباس الحراري لأن هذه القشريات تعيش علي الطحالب البحرية في مياه الجليد المنصهر بجنوب المحيط الأطلسي . فلارتفاع الحرارة خلت مساحات شاسعة من الجليد والطحالب التي كانت تنمو به . فنقص الكريل يهدد بإنقراض الحوت الأزرق من المياه بالقطب الجنوبي . وهذه الظاهرة نتيجة الإحتباس الحراري في مناخ الأرض والتي جعلت حيوانات عديدة تختفي . وتعتبر مياه القطب الجنوبي رغم هذا محمية طبيعية لهذه الحيتان حيث تراقبها الأقمار الصناعية حاليا . ويوجد من أنواعها الحوت الأزرق والأسود والمني والقاتل . وتعيش هذه الحيتان علي عجول البحر التي تفترسها. وفي بحر بيرنج بشمال غرب آلاسكا وشمال شرق سيبيريا تجري مذابح رهيبة لأفيال البحر طمعا في أنيابها العاجية وجلودها وللدببة القطبية التي تعيش فوق الجليد طمعا في فرائها ولحومها ولكلاب وأسود وعجول البحرهناك. وهذا المصير المأساوي يواجه الفيلة في الأحراش والغابات الإستوائية حيث تواجه الصيد المفرط لأخذ أنيابها وجلودها أو لأسرها وبيعها حية. ويوجد حاليا 21نوعا من التماسيح . وخلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت لإزهاق أرواحها بشكل موسع ومكثف حتي تناقصت أعدادها بشكل مخيف وملحوظ . ففي مستنقعات النيجر كانت تعيش التماسيح الأفريقية . وبعد تجفيفها لزراعة الخضروات بأرضها وتصديرها لأوربا إختفت التماسيح كلية خلال السنوات الماضية . ويتوقع الخبراء خلال عقد من هذا القرن إختفاء التماسيح من فوق الأرض بسبب الحصول علي جلودها أو تجفيف المستنقعات التي تعيش فيها . ولن يبق من أنواعها سوي التمساح الأمريكي(الليجاتورز) .فكل عام يختفي 2مليون تمساح من براري كينيا حول بحيرة توركانا وبأعالي النيل وبحيرة (تانا) بأثيوبيا. وفي ولاية تكساس الأمريكية حيث تقع منطقة أركانساس علي شمال خليج المكسيك والتي تعتبر ملاذا آمنا للحياة البرية هناك ومشتي للطيور المهاجرة من شمال أمريكا وكندا . ومن بين هذه الطيور أنواع مهددة بالإنقراض كطائر الغرنوق الصياح والباز وطائر الشاهين والنسور الجسورة والدجاج البري وطائر بجع الماء البني .وخمسة أنواع من السلاحف المائية والتماسيح الأمريكية . وكانت هذه البيئة العذرية قد تعرضت للتهديد بالقرن 19 بسبب تفشي الصيد في البراري وجمع بيض الطيور وتجفيف مساحات شاسعة من المستنقعات للتوسع الزراعي مما جعل التنوع الحيوي يقل . ومع نهاية القرن لم يبق من طائر الغرنوق سوي أقل من مائة طائر فوق الكرة الأرضية . وهذا ما جعل الحكومة الأمريكية تشتري أرضا شاسعة جعلتها محمية طبيعية . لكن ضخ النفط طالها كما طال جارتها المكسيك بشمال شرقها وجنوب تكساس مما جعل أعداد طائر الغرنوق الصياح تتناقص ليصل عددها 29 طائرا . التنوع الحيوي لعبت الطفرات والتحورات الوراثية دورا كبيرا في حياة الكائنات الحية رغم أنها كانت عملية بطيئة نسبيا لأنها تمت طوال ملايين السنين وأفرزت في النهاية تنوعا حيوياواضحا ومميزا . وبالرجوع لسجلات الأحياء المنقرضة نجد فيه أن استمرارية الحياة والتكاثر للأنواع الحية تعتمد علي كثافة التنوع الحيوي ومعدل المواليد والوفيات فيه . فلوكانت أعداد الكائن الحي قليلة فإن تكاثره يقل . ولو كان معدل الوفاة أكبر من معدل المواليد فإن أعداده تتناقص حسب معدل السرعة بينهما .لهذا نجد التأثير الديموجرافي (السكاني) قد لعب دورا كبيرا في الإنقراض إعتمادا علي معدلات الإنجاب والموت . وهذه المعدلات تحدد الكثافة السكانية في أي مجتمع حياتي . كما تلعب فيه نسبة الإناث والذكور دورا بارزا ولاسيما في المجتمعات المحدودة العدد . وهناك سبب آخر أسهم في الإنقراض ومعدله . وهذا السبب أوجده نشاط الإنسان نفسه عندما أتي للمناطق المنعزلة جغرافيا . فجلب معه أمراضه وحيوانات مفترسة من بعض الأنواع والطفيليات . فعندما بلغ أستراليا من الصين منذ آلاف السنين جلب معه كلبه دينجو وهو أول ثديي مشيمي يصل القارة . وجلب معه القطط الأليفة التي إفترست الطيور هناك . ولما إستعمر الرجل الأوربي هذه القارة جلب معه أيضا الأرانب . وهذه الحيوانات أخلت بالتنوع الحيوي بهذه القارة التي كانت عذراء . ولما وصل البولينيز لجزرهاواي بالمحيط الهادي قضوا علي 39 نوعا من الطيور هناك . ولما إستعمروا نيوزلاندة منذ ألف عام تسببوا في إنقراض الطيور الكبيرة التي كانت لاتطير. لأنهم كانوا يصطادونها بسهولة للأكل . فاختفت أنواعها نتيجة الإفراط في صيدها . سبب آخر
من الأسباب الترجيحية للإنقراض الإحيائي التغير في مناخ العالم . ويعتبر أهم قوة دفعت الأحياء للتعرض لموجات الإنقراض عبر العصور نتيجة للتغيرات البيئية الكبيرة التي يحدثها . ومن بين هذه التغيرات هبوط درجة الحرارة أو شدتها والجفاف وإنخفاض مستوي المياه بالبحار . وهذه التغيرات قد تحدث لفترات مناخية وطقسية طويلة لاتسطيع الأحياء التكيف معها بسرعة . مما يفقدها القدرة علي مقاومتها أو التصدي لها لمدة طويلة .كما لعبت الأنشطة البركانية النشطة في مطلع ظهور الأرض وسخونتها دورا كبيرا حيث كانت تطلق سحبها الرمادية بكثافة فتحجب الشمس عن الأرض وتعرضها لطقس جليدي قارس لإنخفاض مستوي البحار وظهور الجليد فوق مناطق شاسعة من الأرض. ويرجح العلماء حدوث عصور الإنقراضات الكبري من خلال دورات زمنية مناخية أو إنقراضية . وكل دورة تستغرق 26 مليون سنة . وتتم نتيجة ظهورعامل أطلقوا عليه عامل القوة القصوي . ومن أسباب ظهوره تجمع الغبار الكوني بكثافة نتيجة إرتطام الأجسام الفضائية الهائمة بالأرض أو تفجرها عندما ترتطم بجوها المحيط فيتساقط غبار ركامها فوق سطحهاأو بسبب عوامل بيئية أخرى كالرجم الدوري لهذه الأجسام الفضائية للأرض بلا هوادة . فيتطاير غبارها بالجو المحيط ليحجب الشمس . فينتاب العالم موجة من الصقيع حيث تنخفض حرارة الأرض وبشدة . وتعتبر البرمائيات مؤشرا بيئيا وإحيائيا لصحة كوكبنا, لأنها إستطاعت تخطي عصر الإنقراض الكبير الذي أودي بحياة الديناصورات العملاقة منذ 65مليون سنة وظلت تعيش حتي الآن وهذا قد يرجع إلي فسيولوجية أجسامها ودمها البارد (الأزرق) حيث تتأقلم مع البرودة في بياتها الشتوي . لأن في هذا الإنقراض إختفي 20%من عائلات الحيوان والنبات ونصفها إختفي من البحار والمحيطات . وهذا معناه أن 80%من الأنواع قد إختفت من الأرض ، وبعد ملايين السنين التي قاومت خلالها البرمائيات أعنف الإبادات الإنقراضية إلا أنها حاليا تتعرض للإنقراض بشكل ملحوظ نتيجة الأنشطة البشرية والملوثات المتفشية ببيئاتها . كما شارك ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي في هذا أيضا بتدفق الأشعة الفوق بنفسجية مع رفع معدلاتها فوق سطح الأرض. مما جعلها تؤثر علي جزيئات الدنا بخلايا هذه البرمائيات. فأثرت علي وظائفها الحيوية مما قضي عليها . علما بأن معظم الأحياء لها قدرة علي إصلاح هذا الخلل تلقائيا عن طريق إفراز خلاياها لأنزيم (فوتولياز)الذي له القدرة علي إصلاح الخلل بجزيء الدنا نتيجة لتعرضها للأشعة الفوق بنفسجية ويحمي الجسم من أخطارها. وهذ الإنزيم تفرزه بعض أجنة البرمائيات والحيوانات والنباتات . ونجد البرمائيات المعرضة للإنقراض تفرز كميات متدنية جدا منه في بيضها ولاسيما بيض ضفادع كاسكاد. وهذا النقص الإنزيمي يقلل من مناعة أجنتها ضد الفطريات بالمياه التي تعيش فيها يرقاتها بعد فقسها من بيضها . وهذه الفطريات قد تصيب الأسماك التي تعيش علي هذه اليرقات . كما أن الأشعة الفوق بنفسجية تقتل يرقات الحشرات والطحالب المائية العالقة التي تتغذي عليها هذه البرمائيات .مما يعرضها للجوع .وكان لتوسيع ثقب الأوزون أوترقرقه مع التلوث البيئي بشكل سريع ومتلاحق قد أثرا علي البرمائيات . فلم يكن لديها الوقت الكافي لتتوائم مع هذه المتغيرات البيئية المهلكة لها . وفي أمريكا نجد أن التجارة في البرمائيات ومن بينها الزواحف الأمريكية قد عرضت هذه الحيوانات للإنقراض . لأن هذه ا لكائنات ترسل لليابان وأوربا و60% منها ينفق في الطريق ولاسيما وأنها تهرب بطرق غير مشروعة ومن بينها حيات الصخر والتماسيح الأمريكية . مستقبل غامض خلال هذا القرن ستفقد الولايات المتحدة الأمريكية معظم الأحياء بمياهها العذبة إذا لم تتخذ إجراءات حمائية مكثفة ونشطة .لأنها تفقدها بأنهارها وبحيراتها في صمت. فمنذ عام 1900 إنقرض حوالي 123 نوعا من الأحياء المائية بالشمال الأمريكي نتيجة ارتفاع الحرارة ومن بينها القواقع والأسماك التي تعيش هناك بالمياه العذبة مما يعرضها للإنقراض والموت بمعدل أعلي 5مرات من معدل موت الأنواع البرية وأكثر 3مرات من معدل موت الثدييات التي تعيش في سواحلها . ففي كل عقد زمني تجد أن 4%من الأنواع التي تعيش في المياه العذبة ستختفي لو لم يحافظ عليها . فلقد وجد أن 51%من الأحياء كالضفادع والأسماك والدولفينات النهرية يقل أعدادها . ويعتبر الشرق الأمريكي صورة حية للمناحة البيئة الأمريكية حيث تطارد الحيوانات والطيور والأسماك للحصول علي الأموال .ولايهم التجار سوي المتاجرة المحرمة في أبعاضها رغم التحذيرات الأمريكية والدولية بعدم المساس بهذه الحيوانات في محمياتها الطبيعية للحفاظ علي التنوع الحيوي . ولاسيما وأن عوائدها المالية معفاة من الضرائب .فنجدهم يصطادون الدببة والأسود الجبلية والفهود الأمريكية لبيعها كتذكارات في البازارات هناك أو لبيع لحومها وأجزاء من أعضائها للعلاج في أوريا والصين
الكوكب الحي هذا عنوان التقرير السنوي الذي أعلنته منظمة الطبيعة العالمية حيث غطت فيه الأنشطة البيئية في 101 دولة . وجاء فيه أن ثمة إنخفاضا ملحوظا في أعداد الأحياء بالمياه العذبة . وهذا مؤشر تحذيري واضح .وهذا سببه تفشي ظاهرة الإتلاف البيئي للأراضي الندية ولأنهار العالم وبحيراته. حيث أصيبت الضفادع و غيرها من البرمائيات بأضرار بالغة نتيجة تغير المناخ ولاسيما في كوستاريكا ، وهذا ما لوحظ أيضا في المحميات الطبيعية في الحدائق العامة في بنما وأستراليا والولايات المتجدة الأمريكية . حيث إختفي منها 20 نوعا من الضفادع بسبب تعرضها لطفيليات مجهولة . كما أصيبت أجنتها بتشوهات خلقية نتيجة لتعرضها للملوثات ولاسيما المبيدات الحشرية والحشائشية . وجاء بالتقرير أيضا .. أن حجم صيد الأسماك قد بلغ عام 1996 حوالي 95 مليون طن . بينما متوسط الصيد سنويا خلال الخمس سنوات السابقة لم يتعد 11مليون طن . وهذا مؤشر علي مدي الإقبال المتزايد لإستنفاد الثروة السمكية بأنهار وبحار ومحيطات وبحيرات العالم بشكل متزايد وملحوظ. ولنتصور حجم الإنقراض المعاصر للأحياء وسرعته نجد أن خلال الثلاثة ملايين سنة الماضية نوعا كان ينقرض كل 3ملايين سنة . بينما نجد حاليا نوعا ينقرض كل 2600 سنة حسب ماجاء في دراسة كندية . وهذا الإنقراض الأخير أعلي في معدله ألف مرة من معدل الإنقراض في الأزمنة القديمة . وحسب توقعات علماء البيئة والأحياء نجد أن معدل إختفاء الأحياء سيكون 49% من بين كل 262 نوع من بلح البحر(محار) و33% من بين 336نوع من جراد البحر (الإستاكوزا) و26%من بين 243نوع من البرمائيات و26% من بين 1021 نوع من الأسماك . وهذا ما يتوقع حدوثه خلال هذا القرن . ورغم أن أسماك العالم في خطر داهم هذا القرن نجد علماء التطور في القرن الماضي يعتقدون أن الأسماك في البحار والأنهار يتزايد إنتاجها لأنها سريعة الإخصاب مما يحمي أنواعها ن الإبادة . لكن هذا المفهوم يتنافي الآن مع الواقع ولاسيما وأن الثروة السمكية أصبحت مصدرا غذائيا عالميا إلا أنها آخذة في التدهور بشكل ملحوظ في المياه العالمية . وهذه الندرة في أنواع الأسماك قد أضرت بالبيئة البحرية . لأن الإفراط في الصيد بواسطة الأساطيل والسفن العملاقة والمجهزة بأحدث ماكينات الصيد قد أصبحت تدر أرباحا طائلة وسريعة نتيجة الإبحار في بحار العالم خلال العقد الأخير جتي إنخفضت كمية الأسماك في مناطق الصيد إلي 50%عما كانت عليه . وكان لتشجيع منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة للصيادين وتقديم المعونات لهم لصيد الأسماك للتغلب علي ظاهرة الجوع العالمي جعلهم يشترون أساطيل صيد تجارية وحديثة يمكنها الإبحار خلال الضباب ومجهزة بأجهزة رادار وأجهزة سونار لمعرفة حجم ومكان أسراب السمك حتي ولو كانت في الأعماق. وكانوا من قبل يصعب عليهم رؤيتها في المياه المعتمة بالنظرالعادي . كما أصبحت الأقمار تمدهم بالمعلومات عن أحوال الطقس ودرجات الحرارة والعواصف وتحديدالتيارات المائية و مواقع الأسراب وتحديد مساراتها عن طريق الطائرات الإستطلاعية التي توجه السفن وتقدم معونات توجيهية وإرشادية . وبهذا توغلت سفن الصيد في عرض المحيطات .مما مكن السفن العملاقة من استخدام أدوات صيد تصل للأعماق. ولأطوال تصل إلي 80 كيلومترمن حبال الصيد التي بها آلاف الخطاطيف بها الطعوم لتصطاد الأسماك الكبيرة من الأعماق وبكميات هائلة . كما تستخدم شباك صيد ضخمة تغطي مساحة قد تصل 40كيلومتر مربع . وهذه الإمكانيات الجبارة إستطاعت خلال عقدين من إصطياد 40 –80%من مختلف أنواع الأسماك في محيطات وبحار العالم . وهذه الكميات الهائلة لايمكن البيئة البحرية إستعواضها أولا بأول . وهذا الإستنزاف للثروة السمكية عرض الثدييات العملاقة كالحيتان للمجاعة . كما حرم الطيور البحرية من هذه الأسماك التي تتغذي عليها . وبعد عقد من تنفيذ هذه السياسة إكتشف أن أعدادا هائلة من الأسماك قد قضي عليها. لأن معدل توالدها وتكاثرها أقل كثيرا من الكميات الهائلة التي تصطاد بالشباك الحديثة . كما أن لقلة الأسماك التي كانت تتغذي علي النباتات المائية جعلتها تنمو وتتوغل لتعوق الملاحة بمناطقها . ولتعويض النقص في الأسماك لجأ العالم إلي إتشاء المزارع السمكية التي توفر حاليا 20% من إحتياجات الإستهلاك العالمي . وللإقبال علي زراعة هذه في البرك والمزارع الصناعية جعل الصيادون يقبلون علي صيد الأسماك الصغيرة لتتغذي عليها الأسماك بهذه المزارع . واستخدموا في الصيد شباكا صغيرة وضيقة فتحاتها لإحتجاز هذه الأسماك الصغيرة رغم أن هذه الشباك ممنوع الصيد بها عالميا .وهذه المزارع قد جارت علي بيئة المنجروف التي تمتد جذورها لتعيش علي الملوحة . وتنمو بها اسماك لاتنمو في المزارع الصناعية كالثعابين . وفي الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن تجارة الأصداف البجرية والأسماك الحمراء يحظر صيدها . لكن الصيادين بصطادونها بشباك ضيقة مما خفض أعدادها 40%. والآن السلمون العادي والمبرقط والأسماك المجدافية العملاقة والخرفش تتعرض جميعها للإستزاف في الأنهار والبحار. فمع الإقلال من الثروة السمكية وتزايد العالم في معدل السكان 100 مليون نسمة سنويا نزداد فقرا فوق كوكبنا ولاسيما وأن ثلث الطعام الذي ننتجه تأكله الحيوانات . وأخيرا.. خلق الله الأرض والإنسان كان فيها شيئا منسيا. وبعد الهجرات الجماعية الفضائية الكبري أو إنقراضه العظيم سيصبح في الأرض شيئا منسيا كما كان قبل سيرته الأولي . فكلما أخمد الإنسان تلوثا في مكان أشعله بطريقة أخرى في مكان آخرمما جعل الأحياء تحت خطر الإنقراض من فوق الأرض المنكوبة بدرجة لم نشهد لها مثيلا . فالإنسان وراء حضارته أصبح نهما لايشبع غير راض أو قانع . فصار عبدا لمدنيته . فحول حياته وحياة شركائه الأحياء في كوكبنا لجحيم بيئي لايطاق. حتي ضاقت بهم الدنيا بما وسعت . فكلما أطفأته الطبيعة بآلياتها كلما أوقده ليصبح الكائن الوحيد الذي يلهو بها وبأحيائها .
لإحتباس الحراري .. فوق خريطة العالم ..!! بقلم دكتور أحمد محمد عوف حقيقة لاتوجد طريقة واضحة لقياس الطقس والمناخ فوق كل الأرض حتي النماذج الكومبيوترية عن المناخ محدودة لعدم الفهم الكامل لسلوك الجو. لأن ظاهرة الدفيئة العالمية نجدها تزيد في معدل متوسط درجة حرارة جو الأرض عند سطحها وكما يعتقد العلماء هذه سببها زيادة غازات ااصوبة الحرارية بالجو ولاسيما غاز ثاني أكسيد الكربون . وهذه الغازات تمتص الأشعة دون الحمراء المنبعثة من الأرض للفضاء ثم تعيد بثها ثانية للأرض كأنها مرآة حرارية عاكسة.ما ظهر مؤخرا تاثير الرذاذالمنبعث من الدول الصناعية بأوربا وآسيا وأمريكا ويحتوي علي الكبريتات سواء جسيمات دقبقة أو سوائل بالجو وتقوم ببعثرة وتشتيت أشعة الشمس الوافدة لتردها ثاتنية للفضاء مما يبرد كوكبنا . ورغم هذا فإن من المتوقع زيادة درجة حرارة الجو 2درجة مئوية بحلول عام 2100عنده سيزيد ارتفاع مياه المحيطات 50 سنتيمتر.وهناك بعض الشواهدالتي تفترض أن ثمة زيادة في هطول المطر وزيادة درجة الحرارة الدنيا بالنهار مع قلة فترات الصقيع في أمريكا خلال القرن الماضي . لاشك أن تغيرا في المناخ قد حدث في الماضي البعيد للأرض . لأن محيط الأرض قد تغير والقارات بدأت تتزحزح وتظهر اليابسة وتكوين الغلاف الجوي قد تغير عما هو عليه حاليا .وهذه المتغيرات بسبب عمليات طبيعية مرت بالأرض.ونتيجة ظاهرة الإحتباس الحراري التي تلم بالأرض حاليا نجد أن قمم جبال كامينجارو التي تقع في المناطق الإستوائية بتانزانيا بأفريقيا أخذت طبقة الجليد تنحسر منها حوالي 82%كذلك اقمم الجليدية لجبال أمريكا الجنوبية . ويتوقخ الخبراء أن الجليد سيختفي من فوق هذه الجبال خلال 15 ستة القادمة بسبب الدفيئة العالمية . ولقد وجد أن في جنوب جبال الإنديزببيرو قد تقلصت القانسوة الجليدية 20% عما كانت عليه 1963.وبتراجع الحليد فة ق قمم هذه الجبال الإستوائية سيجعل المياه التي كانت تتدفق منها سنويا في موسم ذوباننه سوف تقل وقد انت تمد الوديان تحت الجبال بأنهار المياه التي كانت تولد الكهرباء من المساقط وتروي المحاصيل وللشرب في هذه المناطق . مما سيجعل سكان هذه المناطق يلجئون إلي المحروقات لتشوليد الكهرباء ويلوثون البيئة مما لاشك فيه أن نظام المناخ العالمي تسيره أساسا الطاقة المنبعثة من الشمس . لهذا لو تغير معدل هذه الطاقة فالمناخ سيتغير فوق الأرض .وبالإضافة لتغيرات الطاقة من الشس . نجد أن وضع الأرض في مدارها حول الشمس لأنها تعدل وضعها بالنسبة لها . لهذا محيط الأرض يقل قليلا أو يبعد قليلا عن مركز الشمس . وهذا يتم في دورات زمنية يطلق عليها ( دورات ميلانكوفيتش)التنبؤية . ويسفر عنها عصور جليدية فوق الأرض. فلقلة الأشعة الشمسية التي تهبط فوق المرتفاعات الشمالية أثناء شهور الصيف يجعل الجليد الذي يتساقط في الشتاء علي هذه المناطق يظل طوال العام ليشكل غطاء جليديا دائما . ويقال أن الأرض كل 100 ألف سنة تمر بعصر جليدي نتيجة في تغير مدارها حول الأرض . فمن خلال المدارات الأرضية البيضاوية (الإهليجية )نبرد الأرض ويخزن الماء فوقها بالقارات في شكل جليد وتغور مياه المحيطات فوقها .. ومن خلال دورات قصيرة كل دورة مدتها 10 آلاف سنة للأرض نجدها تسخن ثانية ليذوب الجليد وينصرف مياهه للمحيطات فترتفع مستواها . وهذه الظاهرة طبيعية بالنسبة للأرض . وليس له صلة بمشكلة الإحتباس الحراري المحتدمة حاليا وسببها غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات التي تعبق الجو المحيط نتيجة للتلوث والإفراط في المحروقات والأنشطة الكيماوية بالدول الصناعية . ورغم هذا نجد أن عوامل زيادة غازات الدفيئة بشكل ملحوظ سيفقد قمم الجبال جليدها وسوف يتقلص الجليد من شمال الكرة الأرضية وستتعري الجبال من قلنسواتها البيضاء .
قالت لجنة من خبراء الأمم المتحدة إن الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية أكثر خطورة مما قدره العلماء في السابق، وإن آثاره ستبقى لقرون قادمة. وكشف التقرير أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه البحر وزيادة درجات الحرارة، مما يهدد الإنتاج الزراعي ويلوث مصادر المياه. وقد توقع الخبراء زيادة درجة حرارة الأرض ما بين 1,4 إلى 5 درجات مئوية، مما سيؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه البحر من تسعة إلى 88 سم خلال المائة عام القادمة. وأكد التقرير أن درجة حرارة الأرض زادت بالفعل خلال التسعينات عما كانت عليه وبلغت في عام 1998 أعلى معدلاتها منذ عام 1861. وقام العلماء بتحليل جذوع الأشجار والشعاب المرجانية والثلوج للتعرف من خلالهاعلي السجل التاريخي للقطب الشمالي والتي كشفت أن القرن العشرين هو الأعلى حرارة على مدى ألف عام. ومنذ أواخر الستينات من القرن الماضي انحسرت المناطق التي تغطيها الثلوج بنسبة 10% وتراجعت جبال الثلوج في المناطق غير القطبية بشكل ملحوظ. وقد تقلصت الفترة التي تتكون فيها الثلوج في خطوط العرض الوسطى والعليا بنحو أسبوعين عما كانت عليه قبل قرن. وأفاد التقرير أن السبب الرئيسي في زيادة حرارة الأرض هو زيادة الأنشطة البشرية والدفيئة .
في تقرير نشرته وكالة حماية البيئة عما يقوله كثير من العلماء وخبراء المناخ من أن أنشطة بشرية مثل تكرير النفط ومحطات الطاقة وعادم السيارات أسباب مهمة لارتفاع حرارة الكون.وقالت الإدارة في تقريرها إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري "تتراكم في غلاف الأرض نتيجة أنشطة بشرية مما يتسبب في ارتفاع المتوسط العالمي لحرارة الهواء على سطح الأرض وحرارة المحيطات تحت السطح.ويتوقع التقرير أن يرتفع مستوى سطح البحر 48 سم مما يمكن أن يهدد المباني والطرق وخطوط الكهرباء وغيرها من البنية الأساسية في المناطق ذات الحساسية المناخية.وإن ارتفاع مستوى البحر بالمعدلات الواردة في التقرير يمكن أن يغمر حي مانهاتن في نيويورك بالماء حتى شارع وول ستريت.و تعتبر الولايات المتحدة هي أكبر منتج لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الإنسان والتي يقول العلماء إنها السبب الرئيسي للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتنبعث الغازات من مصانع الطاقة والسيارات وصناعات أخرى. ولقد شهد العالم في العقد الأخير من القرن الماضي أكبر موجة حرارية شهدتها الأرض منذ قرن حيث زادت درجة حرارتها 6درجات مئوية . وهذا معناه أن ثمة تغيرا كبيرا في مناخها لايحمد عقباه . فلقد ظهرت الفيضانات والجفاف والتصحر والمجاعات وحرائق الغابات . وهذا ماجعل علماء وزعماء العالم ينزعجون ويعقدون المؤتمرات للحد من هذه الظاهرة الإحترارية التي باتت تؤرق الضمير العالمي مما أصابنا بالهلع . وهذا معناه أن الأرض ستكتسحها الفياضانات والكوارث البيئية والأوبئة والأمراض المعدية .وفي هذا السيناريو البيئي نجد أن المتهم الأول هوغاز ثاني أكسيد الكربون الذي أصبح شبحا تلاحق لعنته مستقبل الأرض . وهذا ما جناه الإنسان عندما أفرط في إحراق النفط والفحم والخشب والقش ومخلفات المحاصيل الزراعية فزاد معدل الكربون بالجو . كما أن لإجتثاث اَشجارالغابات وإنتشار التصحرقلل الخضرة النباتية التي تمتص غازثاني أكسيد الكربون من الجو . مما جعل تركيزه يزيد به . ولنبين أهمية المناخ وتأرجحه أنه قد أصبح ظاهرة بيئية محيرة . فلما إنخفضت درجة الحرارة نصف درجة مئوية عن معدلها لمدة قرنين منذ عام 1570 م مرت أوروبا بعصر جليدي جعل الفلاحين يهجون من أراضيهم ويعانون من المجاعة لقلة المحاصيل . وطالت فوق الأرض فترات الصقيع . والعكس لو زادت درجة الحرارة زيادة طفيفة عن متوسطها تجعل الدفء يطول وفترات الصقيع والبرد تقل مما يجعل النباتات تنمو والمحاصيل تتضاعف والحشرات المعمرة تسعي وتنتشر. وهذه المعادلة المناخية نجدها تعتمد علي ارتفاع أو إنخفاض متوسط الحرارة فوق كوكبنا. ولاحظ العلماء أن ارتفاع درجة الحرارة الصغري ليلا سببها كثافة الغيوم بالسماء لأنها تحتفظ تحتها بالحرارة المنبعثة من سطح الأرض ولا تسربها للأجواء العليا أو الفضاء . وهذا مايطلق عليه ظاهرة الإحتباس الحراري أو مايقال بالدفيئة للأرض أو ظاهرة البيوت الزجاجبة . مما يجعل حرارة النهار أبرد . لأن هذه السحب تعكس ضوء الشمس بكميات كبيرة ولاتجعله ينفذ منها للأرض كأنها حجب للشمس أو ستر لحرارتها . وفي الأيام المطيرة نجد أن التربة تزداد رطوبة . ورغم كثرة الغيوم وكثافتها بالسماء إلا أن درجة الحرارة لاترتفع لأن طاقة أشعة الشمس تستنفد في عملية التبخير والتجفيف للتربة . ودرجة حرارة الأرض تعتمد علي طبيعتها وخصائص سطحها سواء لوجود الجليد في القطبين أو فوق قمم الجبال أو الرطوبة بالتربة والمياه بالمحيطات التي لولاها لأرتفعت حرارة الأرض . لأن المياه تمتص معظم حرارة الشمس الواقعة علي الأرض . وإلا أصبحت اليابسة فوقها جحيما لايطاق مما يهلك الحرث والنسل . كما أن الرياح والعواصف في مساراتها تؤثر علي المناخ الإقليمي أو العالمي من خلال المطبات والمنخفضات الجوية . لهذا نجد أن المناخ العالمي يعتمد علي منظومة معقدة من الآليات والعوامل والمتغيرات في الجو المحيط أو فوق سطح الأرض . فالأرض كما يقول علماء المناخ بدون الجو المحيط بها سينخفض درجة حرارتها إلي –15درجة مئوية بدلا من كونها حاليا متوسط حرارتها +15درجة مئوية .لأن الجو المحيط بها يلعب دورا رئيسيا في تنظيم معدلات الحرارة فوقها . لأن جزءا من هذه الحرارة الوافدة من الشمس يرتد للفضاء ومعظمها يحتفظ به في الأجواء السفلي من الغلاف المحيط . لأن هذه الطبقة الدنيا من الجوتحتوي علي بخار ماء وغازات ثاني إسيد الكربون والميثان وغيرها وكلها تمتص الأشعة دون الحمراء . فتسخن هذه الطبقة السفلي من الجو المحيط لتشع حرارتها مرة ثانية فوق سطح الأرض .وهذه الظاهرة يطلق عليها الإحتباس الحراري أو ظاهرة الدفيئة أو الصوبة الزجاجية الحرارية . ومع ارتفاع الحرارة فوق سطح الأرض أو بالجو المحيط بها تجعل مياه البحار والمحيطات والتربة تتبخر . ولو كان الجو جافا أو دافئا فيمكنه إستيعاب كميات بخارماء أكثر مما يزيد رطوبة الجو . وكلما زادت نسبة بخار الماء بالجو المحيط زادت ظاهرة الإحتباس الحراري . لأن بخار الماء يحتفظ بالحرارة . ثم يشعها للأرض . ولقد وجد أن الإشعاعات الكونية والغيوم تؤثر علي تغيرات المناخ بالعالم ولاسيما وأن فريقا من علماء المناخ الألمان بمعهد ماكي بلانكس بهايدلبرج في دراستهم للمناخ التي نشرت مؤخرا بمجلة (جيوفيزيكال ريسيرتش ليترز) التي يصدرها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي. وقدجاء بها أنهم عثروا علي أدلة علي العلاقة ما بين هذه الأشعة والتغيرات المناخية فوق الأرض . فلقد إكتشفوا كتلا من الشحنات الجزيئية في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي تولدت عن الإشعاع الفضائي.وهذه الكتل تؤدي إلي ظهور الأشكال النووية المكثفة التي تتحول إلى غيوم كثيفة تقوم بدور أساسي في العمليات المناخية حيث يقوم بعضها بتسخين العالم والبعض الآخر يساهم في إضفاء البرودة عليه. ورغم هذا لم يتم التعرف إلى الآن وبشكل كامل على عمل هذه الغيوم. إلا أن كميات الإشعاعات الكونية القادمة نحو الأرض تخضع بشكل كبير لتأثير الشمس.والبعض يقول أن النجوم لها تأثير غير مباشر علي المناخ العام فوق الأرض . ويري بعض العلماء أن جزءا هاما من الزيادة التي شهدتها درجات حرارة الأرض في القرن العشرين، ربما يكون مرده إلى تغيرات حدثت في أنشطة الشمس، وليس فقط فيما يسمى بالاحتباس الحراري الناجم عن الإفراط في استخدام المحروقات. وقد قام الفريق الألماني بتركيب عدسة أيونية ضخمة في إحدى الطائرات. فوجدوا القياسات التي أجروها قد رصدت لأول مرة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي أيونات موجبة ضخمة بأعداد كثيفة ..ومن خلال مراقبتهم وجدوا أدلة قوية بأن الغيوم تلعب دورا هاما في التغير المناخي حسب تأثيرهاعلى الطبيعة الأيونية وتشكيل ونمو هذه الجزيئات الفضائية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي . مما يؤيد النظرة القائلة بأن الأشعة الكونية يمكن أن تساهم في التغيرات المناخية وتؤثر على قدرة الغيوم على حجب الضوء. وفي مركز (تيندال للأبحاث حول التغيرات المناخية) التابع لجامعة إيست أنجليا في بريطانياإكتشف مؤخرا أهمية الغيوم في المنظومة المناخية وأن للغيوم تأثيرا قويا في اختراق الأشعة للغلاف الجوي للأرض. لأن الغيوم تمنع بعض إشعاعات الموجات القصيرة الوافدة نحو الأرض، كما تمتص إشعاعات أرضية من نوع الموجات الطويلة الصادرة عن الأرضمما يسفر عن حجب هذه الأشعة القصيرة وإمتصاص الأشعة الطويلة برودة وزيادة حرارة الغلاف الجوي على التوالي. فقد يكون تأثير السحب كبيرا لكن لم يظهر حتي الآن دليل يؤيد صحة ذلك. لأن السحب المنخفضة تميل إلى البرودة، بينما السحب العليا تميل وتتجه نحو الحرارة. لهذا السحب العليا تقوم بحجب نور الشمس بشكل أقل مما تفعله السحب المنخفضة كما هو معروف. لكن الغيوم تعتبر ظواهر قادرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء. لأن الغيوم العالية تكون طبقاتها الفوقية أكثر برودة من نظيرتها في الغيوم المنخفضة وبالتالي فإنها تعكس قدرا أقل من الأشعة تحت الحمراء للفضاء الخارجي. لكن ما يزيد الأمر تعقيدا هو إمكانية تغير خصائص السحب مع تغير المناخ، كما أن الدخان الذي يتسبب فيه البشر يمكن أن يخلط الأمور في ما يتعلق بتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الغيوم. ويتفق كثير من علماء الجيوفيزياء على أن حرارة سطح الأرض يبدو أنها بدأت في الارتفاع بينما تظل مستويات حرارة الطبقات السفلى من الغلاف الجوي على ما هي عليه. لكن هذا البحث الذي نشر حول تأثير الإشعاعات الكونية يفترض أن هذه الإشعاعات يمكنها أن تتسبب في تغييرات في الغطاء الخارجي للسحب. و هذا الغطاء قد يمكن تقديم شرحا للغز الحرارة. وأن الاختلاف في درجات الحرارة بالمناخ العالمي ليس بسبب التغيرات التي سببها الإنسان على المناخ .لأن الشواهد علي هذا مازالت ضعيفة. فهذا التأثير يفترض أن يظهر في ارتفاع كامل في الحرارة من الأسفل نحو الغلاف الجوي.ورغم أن العلماء رأوا أن التغييرات الطارئة على غطاء السحب يمكن أن تفسر هذا الاختلاف، فإنه لم يستطع أحد أن يقدم دليلا عن أسباب الاختلافات الموجودة في مستويات الحرارة بالمناخ العالمي. لكن الدراسة الأخيرة رجحت أن تكون الأشعاعات الكونية، وهي عبارة عن شحنات غاية في الصغر وتغزو مختلف الكواكب بقياسات مختلفة حسب قوة الرياح الشمسية وربما تكون هذه هي الحلقة المفقودة في تأثير الأشعة الكونية علي المناخ فوق كوبنا . ورغم التقنيات المتقدمة والأبحاث المضنية نجد أن ظاهرة الإحتباس الحراري بالجو المحيط بالأرض مازالت لغزا محيرا ولاسيما نتيجة ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي خلال القرن الماضي نصف درجة مئوية أخذ الجليد في القطبين وفوق قمم الجبال الأسترالية في الذوبان بشكل ملحوظ. ولاحظ علماء المناخ أن مواسم الشتاء إزدادت خلال الثلاثة عقود الأخيرة دفئا عما كانت عليه من قبل وقصرت فتراته . فالربيع يأتي مبكرا عن مواعيده . وهذا يرجحونه لظاهرة الإحتباس الحراري . ويعلق العالم (جون مورجن ) علي هذه الظاهرة المحيرة بقوله :إن أستراليا تقع في نصف الكرة الجنوبي . وبهذا المعدل لذوبان الجليد قد تخسر تركة البيئة الجليدية خلال هذا القرن . وقد لوحظ أن الأشجار في المنطقة الشيه قطبية هناك قد إزداد ارتفاعها عما ذي قبل . فلقد زاد ارتفاعها 40 مترا علي غير عادتها منذ ربع قرن . وهذا مؤشر تحذيري مبكر لبقية العالم .لأن زيادة ظاهرة الإحتباس الحراري قد تحدث تلفا بيئيا في مناطق أخرى به. وهذا الإتلاف البيئي فوق كوكبنا قد لاتحمد عقباه .فقد يزول الجليد من فوقه تماما خلال هذا القرن . وهذا الجليد له تأثيراته علي الحرارة والمناخ والرياح الموسمية .
وفي جبال الهيملايا وجد 20بحيرة جليدية في نيبال و24بحيرة جليدية في بوهيتان قد غمرت بالمياه الذائبة فوق قمة جبال الهيملايا الجليدية مما يهدد المزروعات والممتلكات بالغرق والفيضانات لهذه البحيرات لمدة عشر سنوات قادمة . وبرجح العلماء أن سبب هذا إمتلاء هذه البحيرات بمياه الجليد الذائب . وحسب برنامج البيئة العالمي وجد أن نيبال قد زاد معدل حرارتها 1 درجة مئوية وأن الغطاء الجليدي فوق بوهتان يتراجع 30 –40 مترا في السنة ..وهذه الفيضانات لمياه الجليد جعلت سلطات يوهيتان ونيبال تقيم السدود لدرأ أخطار هذه الفيضانات .
وتعتبر الصخور القارية تشكل 30% من سطح الأرض وتتدخل في المناخ العالمي. والصخور العمبقة أو الغائرة تحت سطح الأرض سجلت مؤشرات للتغيرات الحرارية التي ألمت بالأرض في أزمانها الجيولوجية سواء في أفريقيا أو آسيا أو أوروبا أو أستراليا أو الأمريكتين. فوجد أن أكثر فترة تعرضتلها الأرض للتسخين القرن . لكن تحليل الدوائر في الأشجار قد بينت أن الأرض مرت بتغيرات مناخية خلال الألف سنة الماضية ولاسيما وأن في القرون 12و14و17مربالأرض موجات برد قارس سبقها موجات حارة في القرنين 10و11 .
وفي القطب الجنوبي نجد أن جرفا من الجليد قد إنفصل عن الجانب الشرقي لشبه الجزيرة القطبية الجنوبية مما قلل من حجم الجليد بالمنطة مساحة تعادل جزيرة رود س. وهذا سببه ارتفاع حرارة القطب الجنوبي 2.5 درجة مئوية منذ عام 1940. لكن تقلص الجليد القطبي الجنوبي لن يؤثر علي ارتفاع مياه المحيطات لأن الجرف أصبح جليدا عائما ولم ينصهر فزيادة ظاهرة الإحتباس الحراري التي تفشت فوق كوكبنا بسبب زيادة إنبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون أصبحت خطرا يهدد سلامة بيئة الأرض ة توازنها بشكل مخيف . لأنها واقع بيئي علينا أن نواجههوتتضافر الجهود الدولية للحد من تنامي هذه الظاهرة المقلقة للبشر والمهددة لحياة الكائنات الحية فوق الأرض بشل لايمن لنا أن نتجاهله أو نتعامي عنه . لأن المسألة نكون أو لانكون أحياء فوق كوكبنا الذي يتعرض للهلاك الذي وضعناه فيه بأيدينا . فنتيجة لذوبان الجليد سيرتفع مستوي المياه بالمحيطات لتغرق المدن السواحلية التي تقع علي كل الشطآن . لتصبح تحت غمر مياهها أثرا بعد عين .وقد تصبح اليابسة كقارة أطلانتس المفقودة تحت الماء . وهذا اسيناريو سوف يلحق به ندرة المحاصيل الزراعية لتشمل المجاعة العالمية كل الحيوانات والبشر غنيهم وفقيرهم .ولن يجدوا مكانا يأويهم أو يعصمهم أشبه بطوفان سيدنا نوح . لخذا الحد السريع من ظاهرة تفشي إنبعاث الغازات ولاسيما ثاني إسيد الكربون نتيجة الإفراط في المحروقات الأحفورية النفط والفحم الحجري أو إحراق الغابات وتقليص مساحتها الخضراء طمعا في أخشابها أو زراعتها زراعات أفقية أو للتوسع العمراني الزاحف . قد جعل البيئة عليلة لاتقدر علي حماية نفسها أو حمايتنا في المستقبل القريب .فمن خلال دراسات علماء النبات علي جذور الأشجار المعمرة و دراسات علماء الأحياء المائية للشعاب المرجانية ودراسات علماء القطب الشمالي للسجلات التاريخية لطبقاته الجليدية إكتشفوا أن القرن العشرين هو أعلي القرون حرارة في تاريخ كوكبناخلال الألف سنة الماضية . ففي خلال القرن الماضي إتحسرت قلنسوتا جليد القطبين 10%. ما إنحسرت مياحات الجليد من فوق قمم الجبال بشكل ملحوظ . وهذا الغطاء الجليدي فوق سطح الأرض يقلل من ظاهرة الإحتباس الحراري . لأنه يكثف بخار الماء من الجو المحيط مما يقلل من ظاهرة الإحتباس الحراري بشكل ملحوظ . وهذا ما جعل فترة تساقط الجليد تتأخر بشكل ملحوظ في شمال نصف الكرة الأرضية لمدة أسبوعين عن موعدها المعتاد . والسبب زيادة حرارة الأرض نتيجة للأنشطة البشرية الصناعية . وعلي صعيد آخر إكتشف العلماء الإسنراليون نقص الأكسجين في مياه القطب الجنوبي بشكل ملحوظ . مما ينبيئ بكارثة بيئية للأحياء المائية به . لأن المحيط القطبي الجنوبي يعتبر مصدر سلامة كل المحيطات بالعالم . لهذا هذه الكارثة قد تنتشر في بقية محيطات وبحار العالم. مما يهدر الثروات السمكية بها ويقضي علي الأحياء كالحيتان وأسماك القرش وعجول البحر.وهذا النقص البين سببه زيادة ظاهرة الإحتباس الحراري فوق الأرض مما أثر علي زيادة عدم قدرة النباتات الخضراء بالمياه علي إفراز الأكسجين وإذابته في الماء . وهذا النقص في الأكسجين إكتشفه علماء البحار الأستراليين علي أعماق تتراوح بين 50 –150 مترا حيث قل وصول ضوء الشمس الذي يساعد هذه النباتات علي إنتاج الأكسجين . ويعتبر المحيط القطبي الجنوبي رئة تتنفس منها محيطات العالم. وفي وسط إنجلترا حوالي 400نوع من النباتات تزهر قبل ميعادها المعتاد بحوالي15 يوم بخلاف العادة. فلقد وجد أن النباتات المزهرة في أواخر الشتاء والربيع قد ظهر عليها حساسية للدفء بشكل غيرعادي مما يؤثر علي بيئتها . فلقد وجدت النباتات التي تلقح بالحشراتمبكرا عن النباتات التي تلقح بالهواء نتيجة تأثرها بالحرارة .لأن العالم يزداد دفئا 0,3-1,3 درجة مئوية خلال 20 -30–سنة القادمة.لأن معظم الدفيئة خلال العقود القادمة في نظام المناخ العالمي تزداد نتيجة الغازات التي تركزت و المسببة للإحتباس الحراري وهذا يعوضها التبريد الذي يحدثه غازات الكبريتات مما يقلل تأصير الحرارة الزائدة خلال العشرين سنة القادمة . ورغم هذا التناقض إلا أن العلماء يتوقعون زيادة الحرارة بمعدل 5,8درجات مئوية في عام 2100. التلوث الجيني ..والأطعمة العضوية وأثرهما علي الإنسان والحيوان والنبات!! بقلم دكتور أحمد محمد عوف هذا المقال ليس للتهوين أو التهويل لكنه الحقيقة التي علينا نحن البشر أن نواجهها بعقلانية مجردة وهذا ماجعلني أكتبه لندق أجراس الخطر لمن يهمه الأمر ليكون علي بينة من أبعاده وهذا واجبنا نحن الكتاب نحو مجتمعنا ولاسيما وأن ماجاء بالمقال له مصداقيته العلمية العالمية .وليس فيه تصور أو إجتهاد الكاتب نفسه .لكن الأمانة تقتضي عرضه بلا تعليل أو تأويل أو تبرير أو تحريف . لأن هذا حق القاريء وحده. نصف الأطعمة في السوبرماركات تحتوي علي مواد معدلة وراثيا. لكن هل هي صالحة للإستهلاك الآدمي ؟. هذه المقدمة قد إستهوتني عند تقديم موضوع بعنوان (المخاطر علي مائدة الطعام) نشرته مجلة (سينتفيك أمريكان ). وجاء بالمقال أن ثمة حربا بين إنتاج الأطعمة المعدلة وراثيا وشركات الأطعمة العضوية(الطبيعية الخالية من الملوثات) organic food) ) التي تصر علي أن أطعمتها محمية من أي تلوث أو أي صفات وراثية أدخلت عليها . لأن لهم مزارعهم الخاصة ومحطات تسمين الماشية والدواجن وكلها في محميات طبيعية . وظهر مصطلح (GMOs)الذي معناه كائنات معدلة وراثيا . لاشك أن دخول الهندسة الوراثية في تعديل الصفات الوراثية للنباتات والحيوانات مما يفقدنا ميراثا ضخما من الأحياء التي ظلت ملايين السنين علي ماهي عليه من صفاتها الوراثية . - فهل هذه التقنية ستنقذنا من المجاعات وستنتج طعاما يسد رمق البلايين ؟. - وهل هذه الأطعمة آمنة ؟. - أوهل تعتبر مقامرة كبري بصحة البشر ؟ . - وهل مازالت أطعمة علي عذريتها لم تغير صفاتها ؟. - وهل مايقال بالأطعمة العضوية (organic food) وهم وليس حقيقي بالمرة ؟. - هل سندق ناقوس الخطر من أطعمتنا ؟. - وهل سنعود للطبيعة العذراء ؟. هذا ماسناقشه في هذا المقال . قماهي الهندسة الوراثية في الأطعمة ؟. تتم الهندسة الوراثية في الأطعمة من خلال جينات من كائنات حية لم تؤكل من قبل كطعام . فدخول بروتينات جديدة في سلسلة طعام الإنسان والحيوان قد تسبب حساسية أو تأثيرات صحية أخرى .ففي عام 1996قامت شركة (بيونير) للبذوربتطوير فول الصويا جينيا عن طريق إدخال جين من شجر البندق البرازيلي لزيادة المحتوي البروتيني لفول الصويا الذي يستخدم كعلف للمواشي. ووجد أن الشخاص الحساسون للبندق عند تناولهم فول الصويا المعدل وراثيا قد ظهرت عليهم هذه الحساسية .والعلماء لايمكنهم التنبؤ الجيني للأطعمة التي تحتوي علي جينات غريبة ودخيلة لو هضمها الإنسان . لهذا تعتبر مغامرة صحية كبري له . وكثير من هذه الأطعمة المهندسة جينيا تحتوي علي جينات مشفرة ومنها جينات مشفرة لتقاوم المبيدات الحيوية الشائعة . وهذه الجينات تستخدم كواسمات Markers)) للكشف من خلالها علي خلايا أعطيت جينات غريبة .لهذا ليس لها استعمال آخر إلا أن وجودها بالنبتات لتستخدم كأطعمة يشكل مخاطرة صحية قوية . لأنها تستطيع التسلل فوق البكتريا لتصل جوف الإنسان والحيوان بما يجعلهما عند المرض تصيح المضادات الحيوية بلا فائدة في مقاومة البكتريا المعدية أثناء المرض . فلقد شكت العديد من المستشفيات البريطانية من ظهور حالات مرضية لبعض المرضي تقاوم مفعول هذه المضادات الحيوية . ولقد إكتشف الاتحاد الطبي البريطاني أن سبب هذه الظاهرة التي تسبب الوفاة تناول الشخاص للأطعمة المعدلة وراثيا لإحتمال وجود الجينات المقاومة للمضدات الحيوية بها . ويمكن للهندسة الجينية إنتاج أطعمة سامة لأنها ليست قادرة علي كبح أو ضبط أي حين يدخل الجسم أو الخلية أومعرفة كم نسخة من الجينات دخلت الكائن المتلقي أو في أي جزء منه . وهذه المتغيرات قد تسبب تغيرات كيماوية لايمكن التنبؤ بتأثيراتها المستقبلية مما قد تظهر سمية علي الكائن الجديد .لهذا نجد أن هناك ثمة عشوائيات قد تحدث في النباتات المهندسة وراثيا . لأن هذه العملية تتم عن طريق إدخال قطع من المادة الوراثية من كائن آخر في المجموعات الجينية (جينوم) للكائن المستهدف تعديله لتحويله لكائن ثالث جديد لم يكن أصلا موجودا في الطبيعة من قبل . وهذا شكل من أشكال التطعيم الجيني وهو يشبه تماما عملية العدوي الفيروسية عندما تداهم الدنا بالخلايا الحية . فيولج الجين المزروع مع قطع من جزيئات الدنا الغير مستقرة بالفيروسات والبكتريا الناقلة له ليصاب النبات المستهدف بعدواها متخطيا ميكانيكية دفاعات النبات المصاب بالعدوي ضد جزيئات الدنا الغريبة .وإجبار النبات ليعبر عن الدنا المزروعة والدخيلة عليه . وبمجرد دخول الجين الجديد وحامليه من الفيروسات يكونان اجيالا مستقبلية تتحول إلي كائنات أخرى مستنسخة أو محورة جينيا أو ربما تتحول إلي كائنات أخرى بلا متتابعات جينية معروفة . حتي السموم يمكن أن تظهر مما يسفر عن هذه الهندسة الكيماوية المستحدثة بالنبات ظهور ملوثات كيماوية طوال حياته . وهناك نباتات مهندسة وراثيا ومقاومة للآفات بها جينات تولد السموم بالأنسجة . وقد أخذت هذه الجينات من بكتريا (BT)(Bacillus thurgiensis التي تعيش بالتربة . وقد أولجت في خلايا البطاطس والذرة والقطن لتجعل النباتات سامة ذاتيا للحشرات . وحاليا 25%من محصول الذرة من نوع (BT) الذي لايحتاج للمبيدات الحشرية . لكن تحويل هذه النباتات لتقاوم الحشرات قد حدت من استخدام المبيدات لكن لايعرف تأثيرها علي صحة الإنسان . ولقد أجريت أبحاث علي 20 طعاما عدل وراثيا وجد 16 منها بها موا د حرة معدلة وراثيا وخمسة منها بها كميات. وهذه الأطعمة تنتجها إحدي شركات الأغذية العالمية . كما وجدت هذه المواد الحرة في أطعمة الذرة التي أنتجت عضويا . ومعظم المحاصيل المعدلة وراثيا في أمريكا فول الصويا والذرة والقطن ونبات كالا الذي يستخرج منه زيت الطعام . فحوالي 68%من فول الصويا و26%من الذرة محاصيل معدلة وراثيا بأمريكا . لكن هل هذه المحاصيل تؤثر في زراعتها علي الزراعة العضوية التقليدية ؟. هذا سؤال يصعب الإجابة عليه في هذا الزخم العلمي السائد لأن التلوث الجيني لابد وأن ينتشر في بعض المحاصيل التي يعلن عنها أنها أطعمة عضوية لأنها لن اتخلوا من أجزاء قليلة معدلة وراثيا . لأنها لن تكون في مأمن من التلوث الجيني بما فيها الطماطم وفول الصويا والبطاطس وبنجر السكر والكانولا. مما يجعل هذا كارثة تلويثية تهدد صحة البشر . فالتلوث قد يأتيها حتي من وسائل نقل هذه المحاصيل أو معدات وآلات الزراعة أو تلويث البذور التي يصعب تنظيفها . لهذا ينصح خبراء الزراعة المزارعين بإختبار بذورهم قبل زراعتها للتأكد من خلوها من التلوث الجيني الحر . ومعظم هذه البذور لاتخضع لهذه الإختبارات الجينية المعملية .لهذا طلب اتحاد التجارة للبذور في أمريكا أن تضع الشركات للبذور بيانات واضحة علي عبواتها بأنها لاتحتوي أكثر من 1% تلوث بيئي وغير معدلة وراثيا علي أن يكون بواسطة مصلحة الزراعة الأمريكية. وبعتبر هذا الحد الآمن أو المسموح به . وهذا التنويه ملزم لكل الشركات التي تنتج البذور التي تحتج بعدم القدرة علي الإلتزام به . لأنها لاتقوي علي إنتاج بذور خالية من التلوث الجيني . وتحقيق هذا مكلف للمزارعين . لأنهم سيضطرون لعزل مناطقهم الزراعية بجعلها داخل سياج حولها من منطقة معزولة تماما لمنع التلوث وتكون المعدات جديدة ولم تستخدم في الزراعة من قبل . وإخضاع البذور المنتجة بأراضيهم للنفنيش والفحوصات المعملية الدورية . كما أن فحص البذور قبل زراعتها يكلف الكيس منها حوالي 10 دولار قبل زراعته .وهذه الوسيلة رغم أنها مكلفة إلا أنها مجهدة للقائمين علي الزراعات العضوية .وبعد الحصاد فإن العينة من المحصول تكلف حوالي 400دولار .ولابد أن توجد لجنة تقييم وتحكيم محايدة تقوم بهذه التحاليل وتعطي شهادات رسمبة للمنتجين لبيع محصولهم. فعبارة طعام عضوي(organic food) ليست بالضرورة أنه لم يستعمل كيماويات في إنتاجه أو أنه خال منها أو من الملوثات الجينية .ووضع عبارة طعام عضوي هي لنرويج المنتج وليس تاكيدا علي سلامته . ورغم هذا يزداد حجم التصدير لهذه الأطعمة العضوية ويزداد الإقبال عليها عالميا .رغم أن معظم الدول المنتجة لهذه الأطعمة تخفي بعض الحقائق وتسمح بختم مؤخرا شهادات علي عبواتها بأنها عضوية لترويجها .إلا أن بالمكسيك نجد أن تلوث محصول الذرة بها بالمواد الحينية أصبح مشكلة تهدد إنتاج الذرة هناك . فلقد أعلنت وزارة البيئة المكسيكية أن حقول الذرة في ولايتي بيبلا وأوكزاكا تحولت إلي مزارع تنتج الذرة المعدلة وراثيا .هذا ما أعلنته مجلة (تينشر) مؤخرا . وحسب إحصائية إدارة تحسين بذزر الذرة والقمح هناك . وجدت أن فدانا من الأرض زرع ببذور ذرة عضوية ولوخطا واحدا به مزروع بذرة معدلة وراثبا . فإن 65% من المحصول سيصبح معدلا وراثيا . ورغم التحذيرات فإن وزارة الزراعة المكسيكية تتغافلها باستمرار وترفض إتباع معايير لفحص البذور معمليا للحد من هذا التلوث الجيني الذي بات يهدد سلامة الذرة المكسيكية ولم تكلف نفسها بالقيام ببحث أسباب هذا التلوث الجيني للبذور .ويقال أن نوعا من الذرة المعدلة وراثيا يطلق عليها ذرة ستارلينك المعدلة وراثيا والتي تستعمل في تورتات الوجبات السريعة لشركة كرافت الشهيرة تسببت في وجود آثار بروتين بكتيري لايهضم في الجهاز الهضمي للإنسان ويسبب الحساسية المفرطة والشديدة .لهذا أمرت السلطات الأمريكية استخدام هذا النوع من الذرة كعلف للمواشي . كما وجد أن 360 مطحنا ملوثا لأنها طحنت هذا النوع من الذرة الملوثة . وأنفق المزارعون مليار دولار للتخلص من 143 مليون طن من هذه الذرة الجهنمية .وطلبت جماعات البيئة والمزارعين من الرئيس الأمريكي بوش وقف تصدير كافة أنواع الذرة للتأكد من خلوها من ذرة الإستار لينك .لكن الخطورة أن أمريكا ترسل هذه الذرة كمعونات للدول الفقيرة سنويا كمعونات غذائية التي تعتبر قنابل نيترونية للزراعة NeutronBomb of Agriculture) ) بما فيها البذور التي مبرمجة حتي لا تنبت مرة ثانية ويطلق عليها بذور نهائية (Terminator seeds). مما يضطر المزارعون شراءها في كل مرة ليزرعوها . وكان الفلاحون يخزنون بذورهم منذ بدء الفلاحة من محاصيلهم السابقة لزراعتها في المواسم الجديدة . لكن السؤال .. هل هذه البذور آمنة ؟ . فقد تأكلها الطيور والقوارض وتنموعليها الطفيليات والبكتريا . وقد يصل تأثيرجيناتها المعدلة في حبوب اللقاح بزهورها للنباتات المجاورة حيث تنقلها الرياح والطيور والنحل والفراشات والحشرات مما يحدث تلوث جينيفي جزيئات (دنا) المحاصيل الزراعية العضوية أو حتي المهندسة وراثيا . وهذا أصبح الكابوس الذي يلاحق المزارعين للمحاصيل العضوية أو حتي التليقدية .وهذا أيضا قد يظهر الحشائش المقاومة للمبيدات الحشائشية ولايمكن السيطرة عليها .وهذه الخطورة علي كوكبنا نسبيا أقل تأثيرا من النظائر النووية المشعة . لأن هذا التلوث الجيني نتيجة الجينات الصناعية (artificial gene) يشكل خطرا علي صحة الإنسان وعلي البيئة. لأن الجينات الصناعية قد تكون في بقايا المحاصيل أوأوراق الأشجار الجافة لتلوث الكائنات الحية بالتربة والتي تعيش عليها او تذروها الرياح أو مياه الأمطار للبحار أو المزارع السمكية فتغير من الصفات الوراثية للأسماك أو النباتات البحرية . فلا توجد موانع وقائية فاصلة لدرأهذه الأخطار المحتملة . وما خفي كان أعظم . وهناك مشكلة تلوث جيني تكمن في الأشجار المعدلة وراثيا فيمكن هذا التلوث الوصول للتربة من الفطرياتوالبكتريا التي تعيش عليها مما يجعل( الدنا الملوثة) تتسلل للأحياء وتغير من صفاتها الوراثية . وهذا تهديد قائم للميراث الجيني للأحياء فوق كوكبنا .
الزراعة العضوية
كلمة عضوية في الكيمياء هو علم من فروعها ويقصد به المركبات المكونة من الكربون والتي أصلها نباتي أو حيواني . ومنها ماهو موجود بالطبيعة أو ما يصنع . والمواد العضوية كالطعام والبلاستيك والنفط وغيرها من المواد التي عند إحتراقها تعطينا كربونا أسود . ويقال أن الأطعمة بتعريضها للإشعاعات القاتلة للجراثيم المسببة للتسمم قد حمت الإنسان منه ولايعرف آثارها علي صحة الإنسان بعد . غير المبيدات الحشرية التي تقتل الحشرات النافعة والضارة معا.ولاتعتبر اللطعمة المعالجة إشعاعيا أطعمة عضوية . وكان الإنسان والحيوان يأكلان من الطبيعة طعامهما ويلقيان بفضلاتهما فيالأرض كما أن الحيوانات بعدما تموت تتحلل أجسامها وهاتان آليتان كانت تسمد الأرض وتغذيها بالعناصروالمواد العضوية . وبنفس الطريقة كانت النباتات تنمو وتموت وتتحلل أنسجتها فوق التربة. ومن خلال هذه الدورة الحياتية للكائنات الحية كانت تتم الزرعة التقليدية والطبيعية . ولما بدأت الزراعة كانت الأرض تغل محاصيلها لعدة سنوات ولما تقفر يتجه الإنسان لأرض جديدة ليزرعها . لكنه عندما إكتشف الأسمدة السمدة العضوية والكيميائية فاستخدمها لتحسين إنتاجية التربة ومضاعفة محاصيلها من نفس قطعة الأرض. فأصبحت الأسمدة الكيماوية أسهل وأرخص من الأسمدة الطبيعية .إلا أنها تعرض التربة للتجريف والتعرية .مما جعل العالم يطالب بالعودة للزراعة التقليدية بالمخصبات الطبيعية . لكن هل نضمن أخلاقيات المنتجين وتقيدهم بوسائل الزراعة العضوية وأساليبها .لكن المشكلة الحصول علي البذور القديمة قبل تهجينها والتي لم تعالج من قبل أو تغير صفاتها الوراثية . لكن الخبراء لاحل أمامهم سوي الوصاية بإستعمال البذور بعد غسيلها جيدا بالماء . وتوجد بعض الشركات التي لديها بذور طبيعية لم تعالج من قبل .لكن المعايير التي تتطلبها إنتاجية المحاصيل العضوية يصعب تطبيقها بصرامة. ولايمكن القول أنها 100%أطمة عضوية . ورغم هذا يقال في أمريكا أن إنتاج أطغمة عضوية يزداد معدل إنتاجها 20% سنويا . فصناعة المواد الغذائية العضوية تزداد مبيعاتها السنوية بمعدل 20% بهذا السبب . لكن الخوف من تسلل جينات غريبة لمحاصيلها با أملرا مقلقا للعلماء . لنه إحتمال وارد وقوعه ولايمكن تفاديه أو تجنبه بسهولة ولاسيما منالكائنات المهجنة وراثيا . لأن الزراعة العضوية للنباتات رغم عزلها فيمناطق منعزلة لاتفيها من تجنب الحشرات والطيور والهواء. فالجينات المهندسة وراثيا في النباتات والحيوانات يمكن إنتقالها للأنواع الأخرى . فلقد وجد العلماء ف ألمانيا أن الجينات في البذور الزيتية المعدلة وراثيا انتقلت للحشائش من عائلتها مما جعلها تقاوم مبيد الحشائش glufosinate الواسع المدي . ووجدوا أن هذا الجين المقاوم للمبيد يمكن إنتقاله للمحاصيل المجاورة . والمحاصيل الغذائية تستعمل لإنتاج المستحضرات الصيدلية .يمكنها إطلاق حبوب لقاحها لتصل النباتات من نفس النوع مما يلوث المحاصيل الغذائية . وكثير من الأسماك المهندسة وراثيا قد إختبرت ووضعت في مزارع خاصة . فلقد وضع جين النمو في السلمون فنما 50 مرة من حجمه العادي في سنة واحدة . وكانت الكاتبة ماري كومبر قد كتبت مقالا مثيرا في مجلة (ريدرز دايجست ) الشهيرة مقالا حول الأطعمة العضوية النباتية التي تزرع بدون أسمدة صناعية أو مبيدات حشرية . وقالت إنني كأي شخص أتناول فاكهة وخضروات بكميات كافية . ورغم دعوة الحكومة بعدم تقشير الجزر لتلاشي المبيدات لكن هذا جعلني في شك من تاثيرها السيء . لكن هل الأطعمة العضوية أكثر آمنا وسلامة من الأطعمة التي تعرضت للكيماويات والمبيدات . فلأكثر من 3900ماركة للمبيدات الحشرية والعشبية والفطرية قد سمحت الحكومة بتداولها ببر يطانيا رغم أنها تلوث المياه والماء والهواء والتربة . وقليل منها قد تتجمع في دهون جسم الإنسان والحيوان . لكن الفواكه والخضراوات يمكن أن ترش بهذه الكيماويات أكثر من عشرمرات تركيزا وتبقي منها 30% كرواسب بأطعمتنا . لن المبيدات الحشرية علي سبيل المثال تتخلل كل أجزاء وأنسجة النباتاتوتترك آثارها لمدد طويلة . وفي محاصيلها وتحت قشرة الفواكه أو بجلدها تظل كميات كبيرة وغالبها به نسبة أكبر من المسموح بها عالميا . وتختلف تركيزاتها من نبات لآخر . ولقد وجد أن اوراق الخس بها كميات أكبر من أي أوراق أخرى أو الكميات المسموح بها عالميا . وأكل كوكتيلات الفواكه والخضراوات في أطعمتنا مما يمكنها من التأثير علي صحتنا ولاسيما غندما تسبب السرطان والخلل في الجهاز العصبي وجهاز المناعة . فمازال المبيد الحشري اللاندان الذي مشتق من الكلورين العضوي ممنوعا في كثير من الدول . لأن له علاقة بسرطان الصدر . وهذا ما يشدد علي إستعماله حاليا . كما أن كثيرا من الفلاحين والمواشي الذين يتعرضون للمبيدات الحشرية الفوسفورية أثناء استخدامها قد مرضوا . كما أن الكميات العالية منها تؤثر علي أمخاخ الأطفال . ونتيجة لسوء استعمال هذه المبيدات ولاسيما في الدول النامية التي تفرط في استخدامها وبدون رقابة يقتل الكثيرون من العاملين بالزراعة . والإغتسال الجيد منها لايقلل من وجود رواسبها . وتقشير الفواكه قد يزيل الكثير منها لكن بعضها قد يظل موجودا . حقيقة الزراعة العضوية ممنوع استعمال الكيماويات بشتي أنواعها في جميع مراحل نموها إلا أنها لاتخلو تماما من التعرض لها عن غير قصد لأنه لايوجد حواجز طبيعية تمنع من وصولها إلي المزارع العضوية سواء من المياه المستخدمة للري أو الهواء . إلا أنها رغم هذا لاتضر بالبيئة . لأن الزراعة المكثفة بالمبيدات تستنزف التربة وتبيد الكائنات الحية والحشرات بها . كما تقضي علي الطيوروتدمر بيئة الحيوانات التي تعيش قربها . وقد تتسرب هذه الكيماويات عبر التربة للمياه الجوفية . وهذه الزراعة العضوية بدون مبيدات تزيد الحياة البرية وأنواع الطيور والفراشات مما يجعلها تحافظ علي التنوع الحيوي للكائنات الحية في بيئاتها مما يوجد التوازن البيئي مع تحسين التربة . وكثرة الإقبال علي شراء هذه المنتجات العضوية الغذائية يزيد من تدعيم هذه الزراعة المتنامية . ولتحويل الأراضي الزراعية للزراعة العضوية يستغرق سنتين علي الأقل لتطهيرها من المبيدات والكيماويات . لكن ستصبح الأرض عقيمة بدون الأسمدة الصناعية بزراعة نباتات تنتج مواد نيتروجينية لتغذية التربة ومن بينها نبات البرسيم. وقد تقل محصولية الأرض 50% بزراعتها بالطرق الطبيعية . لهذا فإن ارتفاع أسعارها يمكن أن يغطي تكاليفها وبحقق ربحية معقولة فيها . وقد تدعمها الحكومات . واللحوم العضوية من المواشي التي سترعي في مراع مفتوحة . ستكون مفتولة العضلات لأنها ستتحرك سعيا وراء الكلأ . وسيكون طعم عروقها ألذ وقليلا في الماء . ورغم أن إنجلترا بدأت تتوسع في إنتاج الأطعمة العضوية الخالية من المبيدات واللحوم التي لاتوجد بها مضدات حيوية إلا ان 70%من إنتاجها للتصدير العالمي . والدول الأوربية بدأت تقبل علي هذه الأطعمة العضوية سواء في القمح والحبوب والحوم والطيور أو في الفواكه والخضراوات واللبان ومنتجاتها حيث زاد الإقبال علي الزراعة العضوية وتربية المواشي والدواجن والطيور بطرق طبيعية هناك . والسوق الأوربية تضع لها ضوابط صارمة . لكن في الدول النامية مازالت الزراعة وتربية الحيوانات لاتخضع لهذا التوجه الأوربي والأمريكي . وقد رفعوا شعار العودة للطبيعة الطاهرة والعذراء . وثلثا المحاصيل المورثة هندسيا تزرع لأغراض تجارية . والهدف كان لإنتاج نباتات تتحمل المبيدات الآفاتية والحشائشية عند رشها بها ولاسيما الذرة وفول الصويا ز لكن هذه المبيدات ليست صديقة للبيئة لأنها تتسرب للمياه والهواء والطعام والحياة البرية . وكانت الكاتبة ماري كومبر قد كتبت مقالا مثيرا في مجلة (ريدرز دايجست ) الشهيرة مقالا حول الأطعمة العضوية النباتية التي تزرع بدون أسمدة صناعية أو مبيدات حشرية . وقالت إنني كأي شخص أتناول فاكهة وخضروات بكميات كافية . ورغم دعوة الحكومة بعدم تقشير الجزر لتلاشي المبيدات لكن هذا جعلني في شك من تاثيرها السيء . لكن هل الأطعمة العضوية أكثر آمنا وسلامة من الأطعمة التي تعرضت للكيماويات والمبيدات . فلأكثر من 3900ماركة للمبيدات الحشرية والعشبية والفطرية قد سمحت الحكومة بتداولها ببر يطانيا رغم أنها تلوث المياه والماء والهواء والتربة . وقليل منها قد تتجمع في دهون جسم الإنسان والحيوان . لكن الفواكه والخضراوات يمكن أن ترش بهذه الكيماويات أكثر من عشرمرات تركيزا وتبقي منها 30% كرواسب بأطعمتنا . لن المبيدات الحشرية علي سبيل المثال تتخلل كل أجزاء وأنسجة النباتاتوتترك آثارها لمدد طويلة . وفي محاصيلها وتحت قشرة الفواكه أو بجلدها تظل كميات كبيرة وغالبها به نسبة أكبر من المسموح بها عالميا . وتختلف تركيزاتها من نبات لآخر . ولقد وجد أن اوراق الخس بها كميات أكبر من أي أوراق أخرى أو الكميات المسموح بها عالميا . وأكل كوكتيلات الفواكه والخضراوات في أطعمتنا مما يمكنها من التأثير علي صحتنا ولاسيما غندما تسبب السرطان والخلل في الجهاز العصبي وجهاز المناعة . فمازال المبيد الحشري اللاندان الذي مشتق من الكلورين العضوي ممنوعا في كثير من الدول . لأن له علاقة بسرطان الصدر . وهذا ما يشدد علي إستعماله حاليا . كما أن كثيرا من الفلاحين والمواشي الذين يتعرضون للمبيدات الحشرية الفوسفورية أثناء استخدامها قد مرضوا . كما أن الكميات العالية منها تؤثر علي أمخاخ الأطفال . ونتيجة لسوء استعمال هذه المبيدات ولاسيما في الدول النامية التي تفرط في استخدامها وبدون رقابة يقتل الكثيرون من العاملين بالزراعة . والإغتسال الجيد منها لايقلل من وجود رواسبها . وتقشير الفواكه قد يزيل الكثير منها لكن بعضها قد يظل موجودا . ولتحويل الأراضي الزراعية للزراعة العضوية يستغرق سنتين علي الأقل لتطهيرها من المبيدات والكيماويات . لكن ستصبح الأرض عقيمة بدون الأسمدة الصناعية بزراعة نباتات تنتج مواد نيتروجينية لتغذية التربة ومن بينها نبات البرسيم. وقد تقل محصولية الأرض 50% بزراعتها بالطرق الطبيعية . لهذا فإن ارتفاع أسعارها يمكن أن يغطي تكاليفها وبحقق ربحية معقولة فيها . وقد تدعمها الحكومات . واللحوم العضوية من المواشي التي سترعي في مراع مفتوحة . ستكون مفتولة العضلات لأنها ستتحرك سعيا وراء الكلأ . وسيكون طعم عروقها ألذ وقليلا في الماء . ورغم أن إنجلترا بدأت تتوسع في إنتاج الأطعمة العضوية الخالية من المبيدات واللحوم التي لاتوجد بها مضدات حيوية إلا ان 70%من إنتاجها للتصدير العالمي . والدول الأوربية بدأت تقبل علي هذه الأطعمة العضوية سواء في القمح والحبوب والحوم والطيور أو في الفواكه والخضراوات واللبان ومنتجاتها حيث زاد الإقبال علي الزراعة العضوية وتربية المواشي والدواجن والطيور بطرق طبيعية هناك . والسوق الأوربية تضع لها ضوابط صارمة . لكن في الدول النامية مازالت الزراعة وتربية الحيوانات لاتخضع لهذا التوجه الأوربي والأمريكي . وقد رفعوا شعار العودة للطبيعة الطاهرة والعذراء . وكانت الثورة الخضراء التي نشبت مابين عامي 1960 و1970 بمثابة إعلان الحرب العالمية علي الجوع من خلال وضع نظم مستحدثة لتنوع المحاصيل وزراعة أنواع من الحبوب والأرز جديدة . وهذه الأنواع الجديدة من المحاصيل المهجنة تتطلب ري وأسمدة ومبيدات للآفات لتضاعف محصوليتها . إلاأن الإسراف في استخدام المبيدات قتل العديد من الخضراوات المورقة التي تعتبر مصدرا كبيرافيتامين (أ). كما سممت مياه الأرز مما قلل من نمو الأسماك والجمبري بها في بنجالاديش حيث تزرع الأسماك في مياه الأرز . وهذا ما جعل فلاحي بنجالاديش يزرعون محاصيل زراعية غنية بفيتامين (أ) كالفول وزرعوها في حدائق خاصة وحول بيوتهم . وفي الصين نجدها تشجع الحكومة الفلاحين لزراعة الأرز وفيه الأسماك ليأكل يرقات البعوض لمكافحة مرض الملاريا . وكان علماء ألمان قد توصلوا إلي إنتاج حبات الأرز الذهبية المهندسة وراثيا تنتج بيتا كاروتين المنتج لفيتامين (أ) واعتبروه نباتا إعجازيا لأنه يتغلب علي مشكلة فيتامين (أ) التي تواجه الملايين في الدول النامية ولاسيما الأطفال والحوامل . لأن نقص فيتامين (أ) يمكن أن يؤدي لعمي جزئي أو كلي ونقص جهاز المناعة والتعرض لمخاطر العدوي بالملاريا والحصبة .كما أن الحوامل لنقصه يتعرضن للموتت أثناء الحمل أو بعد الولادة . وقد يكون الأرز الذهبي منقذا لهؤلاء إلا أن الصورة مختلفة . وهذا النوع من الأرز يحضر من 3أنواع من الجينات الغريبة اثنان منها من النرجس البري كبير الزهر Daffodil والثالث من البكتريا . وهذه الجينات توضع في أرز جابونيكا وهو نوع يلائم لنموه المناطق العتدلة ، لكنه ينتج كميات ضئيلة من فيتامين (أ) لاتقضي علي مشكلة نقصه في الأطفال والنساء . لأن تناولهم ربع كيلو منه يوميا سيعطيهم 1% من إحتياحهم اليومي من هذا الفيتامين . العدوي الجينية تستهدف التكنولوجيا البيلوجية تحويل الكائنات الحية وراثيا لإنتاج البروتينات الصيدلية والكيماويات التي لاتنتج في الطبيعة . ومعظمطرق إنتاج هذه المواد سرية لكنها تستعمل كأشياء موثوق بها ومن بينها موانع الحمل وهورمونات النمو ومجلطات ومسيلات الدم والإنزيمات و الفاكسينات (الطعوم ) . وهذه المنتجات جعلت الصيدلة البيلوجية (Biopharming) علما قائما ينبيء بالعلاجات الجينية. ويعتبر نباتات الذرة والدخان والأرز النباتات المحببة في الصيدلة البيلوجية . لكن ثمة سؤالا وهو هل هذه الأدوية والكيماويات التي تحضر بطرق الهندسة البيلوجية مصادر تلوث بيئي ؟. فلقد وجد أن الذرة العادية والغير معدلة وراثيا قد تلوثت من المبيدات الحشرية المحضرة بالتكنولوجيا البيلوجية ( المهندسة وراثيا) . وهذا التلوث منتشر حاليا . كما أنها تلوثت أيضا بحبوب لقاح الذرة المعدلة وراثيا . فانخفض إنتاج الذرة التقليدية 50-70% . وهذا التلوث متوقع ولاسيما من النباتات التي عدلت لإنتاج الأدوية البيلوجية الوراثية . لأنها يمكن أن تتزاوج مع المحاصيل مثيلاتها والتي ستسخدم للإستهلاك الآدمي أو الحيواني . لأن السمات الصيدلية للنباتات تنتقل بواسطة حبوب اللقاح زالرياح والحشرات . ويمكن بذورها تنتقل خطأ مع معدات النقل أو الزراعة لاتنبت في أماكن أخرى وتلوث محاصيل عادية جديدة بعدوي جينات الدواء. وفي الهندسة الوراثية نجد العدوي الجينية قد أصبحت خطرا ماثلا يتهدد حياة النباتات . فنجد أن البذور العقيمة ذاتيا قد تتسبب في عدوي البذور الأخرى العادية فتصاب بالعقم الإنباتي ومما يجعل بقايا الأدوية فيها .فالنباتات التي تنتج بروتينات تخالف بروتينات البشر والحيوانات بمكن أن تصبح بروتينات غريبة عن الجسم فتسبب الحساسية الشديدة مما يهدد الحياة ويعرضها للموت من هذه الحساسية الدوائية (البروتينية ) . فهناك نباتات معدلة وراثيا تنتج هورمونات عامل النمو (growth factor) إيرثروبروتين وهذا الهورمون نشط بجرعات متدنية جدا(عدة بلايين من الجرام) بالحقن . وقد يكون ضارا بالشم أو الهضم أو ال‘متصاص بالجلد . لهذا العاملون عند جمع المحاصيل يلبسون بدلة رواد الفضاء حتي لايصابوا بالتلوث . ومادة تريكوزانتين Trichosantin المجهضة نجد أن فيروسا معينا يحملها ليوضع في العفن الذي يصيب التبغ أو الطماطم أو الفلفل الأخضر .
وفي محصول الذرة المعدل وراثيا نجده ينتج مادة الآفدين (Avidin) وهي مبيد حشري تنتج وراثيا وتسبب نقص الفيتامينات بالجسم عند تناول هذه الذرة الملوثة به . وقد ينتج مادة أبروتينينAprotinin المجلطة للدم والتي تسبب مرض البنكرياس في الإنسان أو الحيوان ، وقد ينتج الذرة أيضا إنزيمات تربسين وضد التربسين . وهما مادتان قد تسببان الحساسية . فهذه النباتات المعدلة وراثيا تشكل كابوسا تلويثيا جينيا يهدد بقية النباتات مما يغير من صفاتها . لأن مادة الأبروتينين وغيرها من الإنزيمات التي تنج وراثيا تقصر حياة النحل لأنه يتغذي علي رحيق زهور الذرة الملوث بها بينما مادة آفدين تقتل 26نوعا من الحشرات . وهذه النباتات التي تنتج المواد والأدوية البيلوجية تخفي الشركات المنتجة لها زراعتها عن أعين المزارعين الجيران . لأنها تظهر وكأنها محاصيل عادية . وهذا أيضا ينطبق علي نوار البرسيم العادي الذي يصاب بلعنة حبوب لقاح البرسيم المعدل وراثيا فتتغير صفاته بالعدوي الجينية . رغم أن الشركات المنتجة للأدوية الجينية تقول أن هذه الأدوية أرخص في تكلفتها من الأدوية المثيبة التي تحضر في المعامل التليدية ولاسيما وانها أكثر نقاوة دون مراعاة لأي بعد صحي أو تلويثي يصيب الأحياء عن قصد أو غير قصد . فلقد وجد أن الذرة الصيدلية قد لوثت بجيناتها فول الصويا الذي يستخدم للإستهلاك الآدمي والحيواني كما تقول مجلة (نيتشر) العالمية . ففي أمريكا صودرت كميات هائلة من فول الصويا لهذا السبب . والآن لم يعد فوق الأرض حبوب خالية من هذا التلوث الجيني السائد أو بعيدة عنه . لأن زراعتها لاتوجد في محميات طبيعية لمنع هذا التلوث الجيني من النباتات التي تنتج أدوية أو كيماويات معدلة وراثيا أو تقيه منه . لهذا منعت الأطمة التي تنتجها الشركات الكبري أو تطبخها لهذا السبب . ولاسيما وأن هناك صيحات من رجال الدين تعارض هذه المحاصيل المعدلة وراثيا . لأنصناعتها تتدخل في عالم صنعه الخالق متوازنا ونقيا وطاهرا وبلا تلوث كيماوي أو جيني .
الدفيئة وظهور الأمراض المعدية
فيروس (سارس) القاتل والأمراض المعدية الغامضة في علم الوبائيات
بقلم دكتور حسين أحمد حسين ينتاب العالم هلع من العدوي بقيروس سارس الذي بدأ ظهور بالصين وأخذ ينتشر في بلدان العالم ولاسيما في دول جنوب شرقس آسيا ليصيب ضحاياه بصعوبة التنفس والإلتهاب الرئوي القاتل والغامض . ولايوجد له حتي الآن لقاح واق منه . وقد أخذت مؤخرا السلطات الصحية العالمية باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة انتشار مرض معد يصيب الجهاز التنفسي.انتقل من جنوب شرق آسيا إلى أميركا الشمالية واصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا عالميا منذ ظهور هذا النوع غير المعتاد من الالتهاب الرئوي الذي لم تعرف أسبابه بعد في الصين وهونكونج مما أصبح يمثل هلعا و تهديدا عالميا الآن.ويبدأ المرض بأعراض تشبه نزلة البرد تتحول سريعا إلى التهاب رئوي وقد أصاب العشرات في هونغ كونغ وفيتنام وسنغافورة وتايوان و إندونيسيا وتايلند .مما جعل منظمة الصحة العالمية ترسل خبراء إلى آسيا لمحاولة معرفة مصدر المرض واحتوائه. والفيروس الجديد ليس أنفلونزا الدجاج الذي تسبب في مقتل ستة عام 1997 عندما انتقل بشكل غامض من الطيور إلى الإنسان ما أثار مخاوف من احتمال وجود وباء. وأطلق علي هذا المرض التنفسي الغامض حالة مرض سارس ((SARS) Severe Acute Respiratory Syndrome. وأهم أعراض هذا المرض الخطير الكحة وارتفاع الحرارة وقصر التنفس والصداع وتيبس العضلات وفقدان الشهية والاضطراب وهرش وقد يسبب الإسهال .وينتشر من شخص لشخص ولاسيما أثناء الزحام ومدة حضانته من يومين لسبعة أيام. وكان العلماء يعتقدون أن العدوى يمكن أن تتم عن طريق "اتصال قريب" مثل العطس .لكنهم قد توصلوا إلى سهولة انتشار المرض على الرغم من عدم وجود اتصال واضح بين المرضى وبين آخرين مصابين بالعدوى. وفي بعض الحالات على الأقل، يمكن للفيروس الانتشار عن طريق الهواء أو عن طريق الإمساك بأجسام مثل المقابض. مماسيزيد من صعوبة السيطرة عليه في الصين وفي مناطق أخرى.وهذا المرض(سارس ) قد يكون ناتجا عن سلالة جديدة من فيرس (كورونا) الذي قد نقل من الحيوانات إلى البشر في مقاطعة جواندونج في جنوب الصين. وقد تسبب بعض سلالات أخرى من فيروس (كورونا )حالات شبيهة بنزلات البرد في البشر. والسلالة الحالية تنتشر عن طريق رذاذ يخرج من الرئة مع السعال والأطباء حاليا غير متأكدين من وجود طرق أخرى لنقل العدوى. ويقال أن الفيروس الذي يسبب مرض سارس الشبيه بالالتهاب الرئوي يغير نفسه بسرعة كبيرة، مما يجعل من الصعب تطوير لقاح لمقاومة المرض. ويتوقع معهد بكين للدراسات الجينية Beijing Genomics Institute أن يتحور الفيروس بشكل سريع وسهل. و الفيروس يحتوي على كمية كبيرة من المعلومات الجينية، وفي كل مرة "يستنسخ نفسه" داخل خلية تحدث "أخطاء" جينية ضئيلة قد تجعله أكثر قدرة على إصابة البشر واستنساخ نفسه داخلهم. وهذه الأخطاء تفيد الفيروس حسب نظرية الانتقاء الطبيعي وتقوده إلى خلق سلالات جديدة أكثر قدرة على البقاء و الانتقال بسهولة من إنسان إلىآخر. وقال د. أدريان موكيت، الذي طور لقاحات مضادة لفيروس كورونا في الطب البيطري بأن السلالة الجديدة من الفيروس كورونا لها خصائص مميزة جعلته يقفز مؤخرا إلى البشرولخ قدرة على الحياة داخل جسم الإنسان. وقال أيضا هناك ثمة سلالات فيروسات كورونا أخرى في الحيوانات قد تحورت بحيث لم يعد الانتشار ممكن الحدوث عن طريق السعال والعطس فقط، ولكن أيضا عن طريق البراز . مما يجعله ينتقلمن خلال إمدادات الماء و الأغذية الملوثة. وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية لأول مرة في تاريخها إنذاراً عالمياً بسبب مرض(ضيق التنفس الحاد) الذي أثار هلعاً في أغلب دول آسيا، حيث تتركز حالات الإصابة. ولأنها أكثر المناطق تضررا . والمرض لا يزال ينتشر في الصين على الرغم من احتوائه في باقي أنحاء العالم ولا يبدو أن انتشار فيروس (سارس) الغامض سينتهي قريبامما يزيد من المخاوف بشأن انتشار المرض. وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف شخص ولقي 117 حتفهم في جميع أنحاء العالم منذ أن ظهر لأول مرة في اقليم جوانجدونج الصيني في نوفمبر الماضي. وحذرت سنغافورة مواطنيها من أن مرض سارس لن يختفي بين يوم وليلة. و لا يزال المرض ينتشر في أكبر مستشفىعام بسنغافورة. وكان مصدر العدوى بها رجل مسن مصاب بعدد من الأمراض أخفت حقيقة إصابته بسارس حيث قام بنشر الفيروس في المستشفى دون قصد. وأخذت حكومة سنغافورة إنها بدأت إجراءات فحص مشددة على المسافرين الجويين القادمين من المناطق الموبوءة مثل هونج كونج وكندا وتايوان وهانوي وفيتنام. و كان أطباء هونج كونج قد تعرفوا على المرض القاتل وهو نوع قاتل من الالتهاب الرئوي الذي يحصد حاليا أرواح المزيد من البشر حول العالم.
وقدعرف الباحثون المرض الغامض الذي يصيب الجهاز التنفسي بأنه ناتج عن فيروس من عائلة paramyxoviridaولم يعرف الفيروس يمثل سلالة جديدة أوما إذا كان قابلا للشفاء، كما يقول أطباء من الجامعة الصينية في هونج كونج ومستشفى أمير ويلز بلندن . وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إنه كلما ظل الفيروس غير معروف كلما رجح أن يكون مرضا جديدا. ووصفه بأنه"تهديد صحي عالمي" وأصدرت المنظمة بيانا تحذيرا طارئاو نادرا بعد أن وردت تقارير عن ظهور حالات كثيرة في ثلاث قارات، مع ظهور المزيد من الحالات المشتبه فيها في مناطق أخرى من العالم. ويتسلبق العلماء لإنتاج لقاح قادر على مقاومة السلالة الجديدة، وقد يستغرق أعواما.لأن اللقاح قد لا يوفر سوى حماية محدودة ومؤقتة. بدأت شركة آرتاس" الألمانية للصناعات الدوائية في توزيع معدات اختبار جديد للكشف عن فيروس الالتهاب الرئوي القاتل المعروف باسم "سارس .ويقول خبراء الشركة " إن الأداة الجديدة تمكن من تأكيد إصابة أي شخص بالمرض خلال ساعتين فقط، في حين أن الاختبارات التقليدية تستغرق أكثر من عشرة أيام. وأعلنت الشركة عن توزيع معدات اختبار فيروس سارس مجاناً. ولقد أعلن باحثون كنديون أنهم اكتشفوا التكوين الجيني للفيروس. وقد رحبت المؤسسات الطبية حول العالم بهذا الإنجاز، لكن الخبراء أجمعوا على أنه ما زال يتعين بذل جهود ضخمة لاكتشاف مصدر المرض الذي تشبه أعراضه أعراض الأنفلونزا، ولوقف انتشاره. الشاي والعدوى يحتوي الشاي الأخضر و الأسود يحتوي على مواد كيميائية معينة تسمى مولدات المضادات الصفائحية القلوية بعكس القهوة التي لا تحتوي علىتلك المواد الموجودة أيضا في بعض أنواع البكتيريا و الأورام و الطفيليات و الفطريات. فلقد قام الباحثون الأمريكيون ببحث تأثير الشاي على خلايا " جاما-دلتا تي " الموجودة في الجهاز المناعي، و هي الخلايا التي تعمل كخط الدفاع الأول ضد العدوى. و قد تم تعريض خلايا " جاما-دلتا تي " البشرية لمولدات المضادات الصفائحية القلوية. ثم تم تعريضها لبكتيريا كمحاكاة للعدوى. و قد قامت الخلايا التي تم شحنها بالدفاع ضد البكتيريا بعشرة أضعاف و قامت بإفراز الكيماويات المضادة للأمراض.أما الخلايا التي لم تتعرض حديثا لمولدات المضادات الصفائحية القلوية لم تبد أي استجابة ملموسة لعملية محاكاة العدوى. و لقد نظر الباحثون من مستشفى "برجهام أند وومنز " و كلية الطب بجامعة "هارفارد" في بوسطن و جامعة نيوهامبشاير في دورهام في مدى تكرار نفس النتائج على من يشربون الشاي. فقد طلبوا من متطوعين أن يشربوا خمسة أقداح صغيرة إما من الشاي أو من القهوة يوميا لمدة أربع أسابيع. و بعد أسبوعين ، كانت خلايا "جاما- دلتا تي" التي تم فحصها من الذين يحتسون الشاي أفضل من حيث قدرتها على إنتاج الكيماويات المضادة للأمراض، و هو ما لم يحدث بالنسبة للذين يشربون القهوة. و يقول الباحثون إن ذلك يشير إلى أن احتساء الشاي يشجع على استجابة أقوى للجهاز المناعي، فضلا عن الفوائد الصحية الأخرى المعروفة. الدكتورة إيما نايت ، مسؤولة المعلومات العلمية في مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية ، قالت للبي بي سي أونلاين :"إن الفوائد الصحية المحتملة للشاي قد تمت مناقشتها على مدار سنوات عديدة ، مركزة أوليا على أنشطة مضادات الأكسدة. فالصفائح القلوية الرقيقة الموجودة في الشاي ربما تكون لها القدرة على دعم استجاباتنا الطبيعية للعدوى.
فيروس الايبولا وهناك مخاوف من تفشي فيروس "الايبولا " سريع الانتشار وقاتل في الكونجوبشمال الكونجو-برازافيل، بالقرب من الحدود مع الجابون ،الفيروس ينتشر عن طريق الاحتكاك بكميات صغيرة من سوائل الجسم. ولا يزال العلماء يجهلون الكثير عن الايبولا الذي يموت ضحاياه بعد إصابتهم بنزيف داخلي. وكانت السلطات قد أدركت احتمال تفشي فيروس الايبولا عندما نفقت قبيلة من الغوريلا في المنطقة في ديسمبر الماضي. وأكدت الفحوصات التي أجريت على الجثث أن الحيوانات نفقت لإصابتها بفيروس الإيبولا الذي راح ضحيته حتى الآن نحو 80 %من هذه الفصيلة هناك . وتخشى السلطات كثيرا من تفشي الفيروس الذي ينتقل من شخص لآخر بسهولة انتقال فيروس الأنفلونزا لكن تأثيره قاتل. ويمكن لفيروس الايبولا أن يسفر عن مقتل نحو 95 % من ضحاياه. ومن أحد أسباب صعوبة احتواء الفيروس هو قيام السكان المحليين بغسل الجثة قبل دفنها.أونتيجة أكل الفلاحين هناك لحوم حيوانات مصابة به بالفعل ولاسيما لحوم الغوريلا والشمبانزي التي اعتادوا منذ قرون على تناولها.
فالإنسان المتهم الرئيسي بأنشطته التي تبعث الغازات بالجو المحيط قد أصبح متهما في ظهور ظاهرة الإحتباس الحراري فوق كوكبنا بما لايدع مجالا للشك .لأن غازي ثاني أكسيد الكربون والميثان بمتصان الطاقة الشمسية ليعيدا بثها ثانية للأرض . ولايهمنا في هذا المقال سوي الأمراض التي ظهرت بسبب هذه الظاهرة الحرارية .فكلما كان الطلب علي الطاقة التقليدية لدينا كلما تفاقمت حالة البيئة سوءا وزاد تعرض البشر للأمراض. ولاسيما التغير في المناخ يؤثر علي الصحة العامة لكل الأحياء بما فيها البشر . فتغير المناخ يؤثر في صحتنا بطريقة مباشرة حيث يزيد معدل الموت والمرض نتيجة استمرارية ارتفاع الحرارة وغير مباشرة عند زيادة قوة إنتشار الأمراض. وأي محاولة للقضاء علي الحشرات بالمبيدات الحشرية مماجعل المشكلة أكثر سوءا مما هي عليه . وظهور الأمراض في الأحياء المائية سببها التدهور البيئي في السواحل المائية وتغير المناخ العالم الذي يؤثر في نظام البيئة البحرية كما تقول الإحصائيات والدراسات العلمية . والبيئة البحرية تواجه المخاطر المحدقة من الأنشطة التجارية والتنموية في عدة بلدان من العالم ولاسيما إهدار النفط وحوادث سفن نقله ونفايات إستخراجه في هذه البيئة البحرية مما أصبح يهدد التنوع الحيوي المائي ويفني كثيرا من الأحياء المائية بشكل ملحوظ ويصيبها بالعديد من الأمراض التي لم تكن تعرفها من قبل . فتجد أمراضا قد أصيحت تصيب الثدييات البحرية والطيور وللسلاحف المائية والشعاب المرجانية وكلها تؤثر علي صحة الإنسان . لهذا يجب توعية الناس بأضرار أنشطتهم علي السواحل .وأبعاد نغير المناخ .لتنظيف البيئة من حولهم والحفاظ علي سلامتهابشكل ملح وملحوظ . لأن البيئة البحرية تعاني التلوث من مياه الصرف بها و المبيدات والمخصبات والنفايات التي تلقي بلا هوادة في مياه السواحل . وتشير الدلائل أن كثيرا من الأمراض سوف تندلع كلما زادت حرارة الجو العالمي عن معدلاته الطبيعية . وقلة من العلماء مازالوا في شك من ظاهرة الإحتباس الحراري وتسخين الجو المحيط بالأرض . لكن معظمهم يؤكدون أن معدل الزيادة في الحرارة يتزايد ويتسارع بلا توقف . ة لهذا يتوقعون زيادة دفء المحيطات وارتفاع مستوي مياهها نتيجة لذوبان الجليد فوق الجبال وإنحساره من فوق القلنسوتين الجليدتين بالقطبين . وهذه الزيادة المرتقبة في مياه المحيطات سوف تغمر الأراضي الساحلية ليصبح الطقس قاسيا مع هبوب العواصف المدمرة . وتتنبأ الكومبيوترات الخاصة بالدفيئة العالمية والتغيرات المناخية بظهور أمراض ومشاكل صحية ولاسيما أثناء الموجات الحارة نهارا والتي لايعقبها إنخفاض الحرارة ليلا . ويتوقع خبراء الصحة العالمية مضاعفة معدل الوفيات بحلول عام 2020.لأن استمرارية الحرارة لمدد طويلة تزيد الرطوبة وإنتشار المواد المسببة للحساسية . وهذا عاملان لهما علاقة وتأثير علي أمراض الجهاز التنفسي . والدفيئة العالمية يمكنها تهديد حياة ورفاهية الإنسان . لأنها تؤثر في الطقس النمطي وتسبب الفيضانات المرمرة والمجاعات التي تسبب الموت وسوء التغذية . فعندما إرتفعت الحرارة بالقرن الماضي سادت موجات من الجفاف والتصحر في عدة مناطق من العالم . ونتج عن هذا الجفاف الفيضانات المغرقة والجفاف الذي أسفر عن المجاعات المهلكة وظهور أمراض معدية . وقد تحدث بالمياه الدافئة أمراض من نوع آخر . فتري الطحالب المائية تنمو وتتوغل ولاسيما في المياه الراكدة بالبرك والمستنقعات والبحيرات . ويفرز بعضها موادا سام للإنسان تتطاير بالجو مع بخار الماء . وقد تتلوث بهذه المواد الأسماك والأصداف البحرية التي تعيش عليها . مما يصيب مستهلكيها بالتسمم والأمراض. فقد يصاب آكليها بالتيفويد أوالدوسنتاريا أو تعرض آكليها للتلوث الكيماوي أو المبيداتي لو تعرضت هذه المياه للملوثات . وهذه الأمراض المعدية يصعب تحجيمها . وقد تقتل إناسا قليلين في موجة واحدة . وقد يكون أعدادهم أقل مما يحدثه فيضان داهم أو جفاف ممتد . إلا أن لو مرضا معديا ظهر في منطقة موبوءة به . فإنه يمتد بسرعة للمناطق المجاورة ولاسيما بالدول النامية حيث مصادر الوقاية والعلاج ضعيفة . عكس الدول المتقدمة تكنولوجيا . فقد تقع ضحية مرض معد مفاجيء . وهذا ما حدث مع فيروس غرب النيل عندما وصل شمال أمريكا لأول مرة وامتد لسكان مدينة نيو يورك. لأننا في زمن المواصلات السريعة . لو ظهر مرض معد في بلد أو جزء من العالم فإنه ينتشر بسرعة لبقية القارات وفي الدول المضبفة لعوامله الممرضة . وهذا ما يحدث سنويا عندما يظهر وباء الإنفلونزا بالصين . نجده ينتشر في أقل من شهر في كل بادان العالم . وتغير المناخ العالمي عادة يصحبه فيضانات وجفاف . ولايمكن التنبؤ بالأحوال الصحية في مناطقهما . لأنهما يدمران المحاصيل ويعرضانها للآفات والأعشاب الضارة مما يقلل إنتاجيتها للطعام . فتحدث المجاعات وأمراض سوء التغذية والسل الذي يظهر عادة في المدن المزدحمة بالسكان بالدول الفقيرة لنزوح الأهالي إليها بسبب الجفاف . وفي الجفاف تصبح الأنهار والبحيرات والترع والقنوات ضحلة مياؤها . فتصبح قذرة وملوثة ولاسيما لو طالتها مياه الصرف الصحي أو نفايات المصانع . ففيها تكثر أمراض المياه كالكوليرا والتيفويد والبلهارسيا والملاريا والملوثات . عكس مايحدث في الفيضانات فإن مياهها تكتسح هذه الملوثات وتنقي من هذه الأمراض . اهذا يقل إنتشار هذه الأمراض المعدية . ويصاحب الدفيئة العالمية زيادة الحرارة وتغير في الضغط الجوي مما يسبب زحزحة مراكز هبوب العواصف . ومن المعروف أن العواصف يصحبها تلوث بالجو . فالمناطق الباردة لو إجتاحها شتاء جوه حارا تسبيا. فإن معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والأمراض التنفسية التي يولدها البرودة تقل بشكل ملحوظ . وأيام الحر يسبب البعوض أمراض الملاريا وحمي الدنجي والحمي الصفراء . لأن البرودة تقتل البعوض وبيضه ويرقاته . لهذا يختفي في الشتاء لأن بعوض الأنوفيليس ينقل الملاريا عندما تكون درجة الحرارة 25درجة مئوية . بينما بعوض آديس إجيبتي ينقل الحمي الصفراء وحمب الدنجي عندما تكون درجة الحرارة أقل من 15درجة مئوية . لهذا نجد أن الحرارة العالية والبرودة الشديدة يقتلان معظم الحشرات ، ففي الجو الحار ينشط طفيل الملاريا بالبعوض ويتكاثر وينضج بسرعة.ففي درجة حرارة 20 درجة مئوية فإن الطفيل ينضج في26يوما . ولو إنخفضت الحرارة لدرجة 15 درجة مئوية . فإن الطفيل ينضج في 14 يوم . ففي هذه الحرارة يسرع الطفيل في النضج قبل أن تموت البعوضة التي عمرها لايتعدي عدة أسابيع . لهذا نجد أن الدفء يجعل طفيل الملاريا ينتشر بسرعة مع إنتشار البعوض وتكاثره بالمناطق الموبؤة التي يعيش بها . كما أن الدفيئة التي يصاحبها الفيضانات تسبب المستنقعات والبرك التي تنمو عليها يرقات البعوض. كما يصاحبها الجفاف الذي يجفف المستنقعات . فلا ينتشر البعوض ويرقاته . لأنه يضع بيضه في المياه الراكدة . حقيقة مرض الملاريا مرض قاتل للكبار والأطفال ويسبب الرعشة والحمي وآلاما بالجسم وأنيميا بالدم والرعشة والملاريا سببها طفيل يحمله الناموس والحشرات القارصة ويهاجم كرات الدم الحمراء مما يقلل من كفاءة جهاز المناعة بجسم المريض وقد يحملها شخص مسافر لمناطق موبؤة بها . ولايوجد له مصل واق حتي الآن . كما أن الطفيل له قدرة علي مقاومة الأدوية . وتظهر الملاريا في المناطق الإستوائية والمعتدلة . وخلال العقد الماضي ظهرت في أمريكا الملاريا بسبب الدفيئة العالمية . كما ظهرت في جنوب أوروبا وشبه الجزيرة الكورية وسواحل جنوب أفريقيا وبطول ساحل المحيط الهندي وبالإتحاد السوفيتي سابقا . يقول العلماء حقيقة أن أمراضا كمرض الفيل وحمي الدنجي من الأمراض التي تستوطن المناطق الإستوائية إلا أن ارتفاع الحرارة بسبب الدفيئة العالمية تجعل هذه الأمراض تظهربها لأن الدفء يجعل العالم موطنا صالحا للطفيليات. فهناك أملراض قد لاتصيب الإنسان وتصيب النباتات والحيوانات الأخرى كما حدث طيور جزر هاواي والشعاب المرجانية بالمحيطات والمحاصيل لزراعية.فلقد أصبحت طيور هاواي مثلا تصاب بنوعمن الملاريا عن طريق الباعوض وبعض طيور الجبالنتيجة تصاعد الهواءالدافيء لأعلي . فالدفيئة تسبب الأمراض للحيوانات بالبراري . ففي المناطق المعتدلة نجد أن الشتاء البارد طريقة طبيعية لقتل كثير من الأمراض التي تحملها الحشرات. كما أن الدفء بالشتاء سيجعل كثيرا من الأمراض التي تصيب النباتات والحيوانات تعيش ويصعب عليها مقاومتها . وهذه الأمراض يشكل عبئا عليها لمقاومتها . كما أن الدفء يشجع كثيرا من الطفيليات لتهاحم الأشجار كالبلوط . كما أن الأمراض التي تصيب المواشي قد انتشرت مؤخرا من المناطق الإستوائية . كما أعواصف النينو غيرت من درجة حرارة مياه المحيطات وأصبحت دافئة مما أمرض الشعاب المرجانية وتسبب في موتها كما جدث في إعصار عام 1998. ففي إحصائية لمنظمة الصحة العالمية أكتشف 30 مرضا معديا خلال العشرين سنة الماضية لم تكن معروفة من قبل. وظهور هذه الأمراض بسبب تغير البيئة والدفيئة العالمية.كما ظهرت حالات من الدفتريا والسعال الديكي في الدول الفقيرة بعد إختفاء هذه الأمراض. والأمراض التي تنقلها الحشرات والهوام كالناموس والفئران تستجيب للمتغيرات البيئية وبعضها ينقل من شخص لآخر كالإلتهاب السحائي نجد أنه يتأثر بالبيئة ولاسيما بالجفاف الذي يجتاح غرب أفريقيا . حقيقة كثير من السكان قد تعودوا علي مرض الملاريا وليم وحمي الدنجيوالأمراض المعدية والكوليرا وغيرها من الأمراض المعدية إلا أنهم لايعرفون أن سببها إنتشار ظاهرة الدفيئة بالعالم وتغير درجات الحرارة . فقبل تفشي هذه الظاهرة كانت هذه الأمراض تحت السيطرة . ومرض ليم تنقله حشرة القراد وينتشر بالدفيئة . ومكان قرصتها يحمر ويصاب فيه المصاب بالهرش المؤلم . بعدها يشعر المصاب بالصداع وآلام في العضلات وتصلب الرقبة والحمي . والقراد يوجد في الكلاب والحدائق العامة. والقراد يوجد بالصيف والأجواء الدافئة . وهذا المرض ظهر مؤخرا في أمريكا . وظهور بكتريا الكوليرا مؤخرا بسبب الدفيئة في الأطعمة ومياه الشرب التي تدخل الأمعاء .فيصاب المريض بقيء وإسهال شديد وحالة من الجفاف . لكن يمكن السيطرة عليها حاليا لوجود المضادات الحيوية وإعطاء محاليل تعويضية للسوائل المفقودة. ومرض حمي الدنجي مرض فيروسي قاتل ويسبب نزيفا داخليا . ويصيب من 50 – 100 مليون شخص سنويا في المناطق الإستوائية والشبه إستوائية ولاسيما بالمناطق الريفية وما حولها . وخلال العقد الماضي وصل مرض الدنجي لأمريكا وأستراليا بسبب ارتفاع الحرارة . وهذا المرض لايوجد له مصل واق حتي الآن . ومع ارتفاع الحرارة العالمية زحفت الحشرات الناقلة للأمراض المعدية بالمناطق المرافعة في جنوب ووسط أمريكا وآسيا وشرق ووسط أفريقيا . ففي شمال الهند كان البعوض الناقل للملاريا يعيش في مستوي البحر. ولما إرتفعت الحرارة زحف للمناطق الجبلية وفوق جبال كولومبيا والإندير بأمريكا الجنوبية . كما ظهرت حمي الدنجي في تاكسو بالمكسيك . وفيروس غرب النيل لايعرف كيف انتقلت عدواه من غرب أفريقيا لأمريكا ، هذا الفيروس تنقله بعوضة كيولكس من الطيور للإنسان . وهذه البعوضة تتكاثر في البرك والمستنقعات . وتساعد الحرارة التي تصاحب الجفاف في سرعة نضج هذا الفيروس المعدي في الطيور مما يصيبها بالمرض. وهذه الطيور عن طريق الناموس ينتقل المرض للإنسان . وفي جنوب غربي الولايات المتحدة الأمريكية تغير المناخ ولم يعد مستقرا . فظهر الجفاف وصاحبه ظهور مرض فيروس (هانتا)الذي ينقله القوارض كالفئران ويصيب الرئة بالعدوي القاتلة . وهذا المرض ينتقل من براز ونفايات هذه القوارض . واستمر هذا الجفاف سائدا حتي عام 1992 . وفيه قلت آكلات القوارض كالبوم والثعابين والصقور بشكل ملحوظ . فزادت أعداد الفئران .ولما انتهي الجفاف أعقبه هطور أمطار غزيرة مما جعل هذه القوارض تجد لها طعاما وفيرا مما جعلها تنتشر ثانية . إلا أن مرض هانتا رغم هذا ظل محصورا بين أعداد قليلة منعزلة . لكن لما حل الجفاف بالصيف هجت الفئران للمناطق السكنية بحثا عن الطعام وداهمت الأهالي في بيوتهم هناك . ونقلت معها هذا المرض لأول مرة . وفي الخريف قلت أعداد الفئران بشكل ملحوظ. وقلت معها حدة ظهور هذا المرض . ومما قلل من تفشي المرض أن الأهالي انتبهوا أن سببه الفئران فقاوموها وقتلوا أعدادا كبيرة منها . لكن المرض ظهر في أمريكا اللاتينية . وهذا يدل علي أنه قد ينتقل من شخص لآخر . وفي الغابات نجد نجد أن ارتفاع حرارة الجو يسبب ظهور الحرائق المدمرة بها مما يجعل الحيوانات تهرب من هذا الجحيم البيئي بحثا عن ملاذات آمنة . وتحمل معها أمراضها . وهذا ماحدث في غابات زائير (الكونغو) بأفريقيا عندما إشتعلت الحرائق هناك نتيجة الحروب الأهلية المستعرة مما جعل القرود تهج منها . ونقلت القرود معها مرض الجدري للأهالي الذين يعيشون في أكواخهم حول هذه الغابات . فظهر وباء الجدري بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو العالم منه. ومما زاد في إنتشار المرض تحركات قوات الحكومة وقوات المتمردين ونزوخ الآلاف من هناك للدول المجاورة . فحمل هؤلاء الاللاجئين معهم هذا المرض . ولايوجد له حاليا أمصال واقية كافية . لأن العالم أصبح لاينتجها . كما أن مرض الجدري أصلا لاعلاج له .
واكثر الأشخاص المعرضين لهذه المشاكل الصحية نتيجة تغير المناخ العالمي الفقراء والكهول والأطفال والذين لديهم عوز في جهاز المناعة. وهذا يتطلب من السلطات الصحية التركيز عل سبل الوقاية من هذه الأمراض وتفاديها . والتعرف علي الثغرات التي تجعل هذه المشاكل تتفاقم بشكل ملحوظ.فلقد وجد أن مناطق بنصف الكرة الشمالي يتوقع أن تكون أكثر حرارة عما هي عليه حاليا . مما يسبب وفيات من ضربات شمس وو صول أمراض إليها وكانت قاصرة علي المناطق الإستوائية . وفي بعض المجتمعات لأمريكية وجد أن كثرة هطول الأمطار تكتسح مياه المجاري مع سيولها لتصب في مياه الشرب المكشوفة مما أسفر عنها مشاكل صحية وبيئية . وتشير الدلائل علي أن مشكلات صحية ستسفر من خلال ظاهرة الإحتباس الحراري ولاسيما الأمراض والوفيات التي لها ارتباط بالحرارة والتأثيرات الصحية المتعلقة بتغير الطقس أو الملوثات بالهواء أو الأمراض التي تولدها مياه الشرب والأطعمة أو العوامل الناقلة للأمراض كالناموس والقوارض . وفي خليج جاميكا وجد أن الأصداف البحرية نتيجة لصرف مياه المجاري به قد أصبحت تصيب آكليها بالإلتهاب الكبدي الوبائي والنزلات المعوية الحادة . وفي البحيرات العظمي حول الخليج نجد أن أسماك السلمون العادي والمبرقط ملوثة بالمبيدات الحشرية التي تلقي مع مياه الصرف هناك مما يجعلها تصيب الأهالي هناك بالتسمم الغذائي . وكل هذا سببه صرف النفايات البشرية والزراعية والمخلفات في مياه الخليج. كما أن الفيضانات التي تكتسح المنطقة تحمل معها هذه الملوثات لتلقي بها في مياه الخليج بشكل مكثف . وهذا السيناريو يحدث في عدة بلدان ساحلية بسواحل العالم . كل هذه الأنشطة السيئة تداهم الخلجان ومصاب الأنهار بشكل متنام .مما يجعلها توجد أمراضا للبيئة البحرية الطبيعية لم تشهدها من قبل . وفي مياه البحر الجنوبي علي شواطيء كاليفورنيا الوسطي وجد أو كلاب البحر قد إنخفضت أعدادها منذ عام 1995 حوالي 12%. لأن تلوث المياه بالكيماويات الكلورية مما جعلت كلاب البحر أكثر عرضة للأمراض المعدية . وتوجد العشرات النافقة منها أو التي علي وشك ا لموت علي السواحل هناك . وتواجه الطيور البحرية نفس المصير المأساوي بسبب مشكلات التلوث للمياه البحرية التي تعيش علي أسماكها ، فالطيور التي تأكل الجمبري الصغير والكائنات الصغيرة الأخرى التي تتركز فيها الملوثات والمعادن الثقيلة نجدها تتعرض للهلاك البيئي لهذا السبب. أو تتشابك مع شباك الصيد لهذه الأسماك . فالطيور البحرية تعاني حاليا من الأمراض المعدية التي تفشت بينها بسبب تلوث المياه بمياه المجاري . كما أن السلاحف البحرية تعاني من هذه الأمراض المعدية والقاتلة بشكل ملحوظ . فمعظم أنواعها يصيبها fibropapillomatosis وهو نوع من السرطان يسبب الورم و هذا المرض أصبح وباء لها نتيجة التلوث البحري. وبعض سلاحف آخر أصيبت بأضرار جسيمة نتيجة ذوبان الجليد والهبوط المفاجيء لدرجات حرارة المياه التي تعيش فيها. وهذا سببه تفشي ظاهرة الإحتباس الحراري في العالم . ولقد وجد العلماء أن ثمة علاقة بين الإحتباس الحراري وظهور الأمراض علي الضفادع . فمن خلال دورات الدفء في مياه جنوب الباسفيك وتأرجح الحرارة بها وكمية هطول المطر والثلوج فوق قمم جبال كسكاد .قد جعل كمية المياه ضحلة في البحيرات والبرك التي تعيش عليها البرمائيات وتضع بيضها هناك .فوجدوا أن 80% من أجنة هذه البرمائيات في هذه المياه الضحلة أصيبت بالأمراض وماتت نتيجة لتعرض هذه الأجنة الزائد للأشعة الفوق بنفسجية وهوجمت بعامل Saprolegnia ferax الممرض بالمقارنة بالأجنة التي نمت في مياه أعمق فلقد مات منها 12% فقط . وتعتبر البرمائيات مؤشرا عالميا علي صحة كوكبنا وصحة التنوع الحيوي فوقه . فهلاكها مؤشر عل أن كوكبنا يواجه المخاطر البيئية. فلقد واجهت هذه الظاهرة للبرمائيات مؤخرا لدرجة أن 200 موع منها قلت أعدادها و20 نوعا إختفت وانقرضت لأنها حساسة لتأرجح المناخ مما يشكل ضغوطا بيئية عليها . وعلي صعيد آخر نجد الشعاب المرجانية التي تشكل أكبر نظام تنوع حيوي بيئي في مياه العالم ومحيطاته بتعرض للإتلاف والتدهور بسبب الأمراض التي تصيب هذه الشعاب والحرارة المجهدة .ممايجعلها مبيضة . وهذا مرض يصيب هذه الشعاب ويبيضها ويفقدها ألوانها الزاهية التي تشكلها الطحالب والكائنات الدقيقة التي تنمو عليها . وإبيضاض الشعاب المرجانية ظاهرة تفشت في مياه العالم بشكل وبائي مما يهددها بالإندثار والإختفاء بعد آلاف السنين التي قطعتها لتكوين هياكلها الجيرية بترسيب كربونات الكالسيوم من المياه . وكل هذا سببه الملوثات التي تلقي في مياه المحيطات . كما أن الكائنات التي تعيش في مياه الشعاب المرجانية كنجم البحر والأصداف تتعرض حاليا لنقل الأمراض العدية التي باتت في بيئة الشعاب المرجانية فتصيب الإنسان وتمرضه بشكل مباشر عند تناولها . وفي المحيطات نجد أن الحرارة الدائمة تصيب أيضا هذه الشعاب المرجانية بمرض الصندوق الأبيض الذي يداهمها . وهذا ماحدث مؤخرا في مياه (كي وست) بغربي فلوريدا بأمريكا. ولاتعرف أسبابه أو كيفية القضاء عليه . فهذا المرض يهدد المنطقة بالتدمير البيئي والقضاء علي البيئة الحيوية بها . فلقد قضي هذا المرض علي 50 –70% من كسوة هياكل هذه الشعاب التي يطلق عليها قرون الوعل . لأنها تتشعب أشبه بقرون الوعول . ومرض الصندوق الأبيض يبيض الشعاب المرجانية التي تنمو عليها الأعشاب المائية والتي تعيش عليها الأسماك واللافقاريات كالجمبري والكريل وقناديل الماء . وتتخذها مواطن آمنة لها . وكلما إشتدت حدة هذا المرض تتجرد أسطح الشعاب المرجانية من كسوتها الحية ويتوقف نموها وتبيض من أسفلها لأعلاها مما يفقدها ألوانها . لأن أنسجتها تتحلل وتتساقط من فوق هياكل هذه الشعاب الجيرية لتصبح بيضاء . وهذا ما يجعلها عرضة للإندثار والتحلل والتجرد من الأحياء المائية التي تلوذ بها وتعيش فيها . وتلعب الأعاصير العاتية دورا في ظهور أمراض كالكوليرا والملاريا . ففي عام 1997 إتجهت السحب من فوق المحيط الهندي لتغطي سماء منطقة القرن الأفريقي بشرق أفريقيا . وسقطت أمطار غزيرة بسبب الدفيئة العالمية وتغير المناخ . وحدثت فيضانات مدمرة بعد فترة الجفاف التي قد شهدته هذه المنطقة . وفي أعقاب هذه الفيضانات ظهر وباء الكوليرا. وانتشر البعوض في البرك والمستنقعات بعد إنحسار الفيضانات مما أصاب الأهالي بمرض الملاريا وحمي الوادي المتصدع وهما مرضان قاتلان للإنسان وقطعان الماشية . ونفس هذه الكوارث الإعصارية تحدث سنويا في بنجالاديش حيث يسودها الفيضانات الإعصارية التي تسبب الكوليرا . وفي عام 1988 إجتاح أعصار هوريكان الشهير وسط أمريكا لمدة 3 أيام حيث قتلت هناك 11ألف شخص . وسبب هذه الأعاصير حرارة البحر الكاريبي . وبعد إنحسار هذا الإعصارظهرت آلاف حالات كوليرا والملاريا وحمي الدنجي في هندوراس . وفي فبراير من نفس العام إجتاحت الأعاصير جنوب أفريقيا وسقطت أمطار غزيرة . بعدها ظهرت آلاف حالات كوليرا والملاريا في موزنبيق وجزيرة مدغشقر بالمحيط الهندي بشرقي جنوب أفريقيا مما أدي إلي كثير من الوفيات هناك. وأخيرا .. من إستعراضنا لصور ما هو عليه كوكبنا من أخطار مرضيو نتبجة ظاهرة الدفيئة العالمية نجد أنها قد جعلت البكتريا والغيروسات والطفيليات التي تسبب الأمراض تزحف لمناطق لم تصلها من قبل مما يجعلها تهدد أنواعا حية في مواطنها لأول مرة كالأسود في تنزانيا بسبب كثرة الذباب والقواقع بسبب دفء المياه التي تنمو بها الجراثيم والفراشات التي تنمو الطفيليات في الجو الدافيء لتصيبها بالأمراض .ونجد أن الأمراض التي كانت محدودة نتيجة الحرارة الموسمية يمكنها أن تنتشر لمناطق جديدة لتصيب ضحايا جددنتيجة للدفيئة العالمية ودفء الشتاء العالمس . وهذا ما تؤكده الدراسات الوبائية التي أجرتها منظمة الصحة العالمية مؤخرا .لن التغير في حرارة الجو العالمي جعل بيئات تصلح لغنتشار الأمراض المعدية مما يتهدد الإنسان والحيوان علي حد سواء . فتغير المناخ كان سببا في موت آلاف الطيور بجزر هاواي نتيجة إصابتها بالملاريا وظهور حشرات ناقلة للأمراض لتصيب الأسود في الغابات الأفريقية وتصيب الإنسان بالملاريا ومرض الحمي الصفراء وحمي الدنجي وإصابة الشعاب المرجانية في المياه الدافئة . والعلماء مقتنعون أن زيادة درجة أو درجتين في متوسط درجة حرارة المناخ العالمي معناها ظهور أوبئة. فنتيجة لتغير المناخ العالمي تجد أن البعوض بدأ يغزو الجبال لتصيب الملاريا الحيوانات فوقها لأول مرة . كما أن مرض الوادي المتصدع قد انتشر مؤخرا في مناطق شمال شرق أفريقياعن طريق البعوض نتيجة زيادة درجة الحرارة الغير عادية التي لو استمرت فإن هذا المرض سيظل موجودا هناك . كما أن الملاريا والحمي الصفراء ستظلان في الإنتشار طالما الشتاء العالمي أكثر دفئا . لأن البعوض في الدفء يظهرويزحف لمناطق جديدة لأنه يختفي في البرودة . ورغم هذا نجد أن سمات الطبيعة ضبط إيقاع الحياة فوق كوكبنا ضمن منظومة بيئية فعالة . تنطوي فيها كل الأحياء يتنوعها الحيوي والنوعي للحفاظ علي التوازن مابين إزعاج الكائنات أو كبحها ، ولولا هذا التوازن الحيوي والبيئي لسادت الفوضي البيئة الطبيعية فوق هذا الكوكب . لكن الإنسان عبث ببيئته لايألو علي شيء بها غير مبال . والفاتورة يدفعها البشر من حياتهم وصحتهم وراحتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق